دا الكنا خايفين منو يا بكرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 10:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حيدر محجوب عبد السلام(jini)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2003, 08:27 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دا الكنا خايفين منو يا بكرى


    ولألوان كلمة

    ما آن لأبناء شمال السودان أن يعلنوا دولتهم المستقلة ؟
    إلى متى يظل جنوب السودان عائقاً أمام إنطلاق الشمال ؟
    لم أدهش للتداول الواسع الذي لقيته صيحتي للتصدي لمشكلة الجنوب برؤية جديدة تخرج بها عن المسلمات والمعالجات القديمة التي لم تورثنا غير الدمار والخراب والتخلف وفقدان خيرة أبناء الأمة طوال ما يقرب من نصف قرن من الزمان مما جعل حربنا هذه اللعينة الأطول بين حروب عالم اليوم ، بل ومـن أطول الحروب على إمتداد التاريخ البشري ، كما لم استغرب القبول الكبير الذي وجدته دعوتي لفصل الشمال عن الجنوب ، فقد كنت أعلم ذلك من خلال الهمس الذي كان يدور في المجالس ، لكني إستيقنت الآن يقيناً راسخاً بأن أمر الإنفصال يحظى بتأييد كاسح لدى أبناء الشمال ، وللأسف فإنه لم تقم أية جهة بإجراء إستبيان أو قياس رأي بين أبناء الشمال بعد أن إرتفع الصوت الجهير لأول مرة بين أبناء الشمال معبراً عما كان مكبوتاً أو مسكوتاً عنه… أقول ما من جهة تصدت لهذا الأمر بالرغم من أن قياسات الرأي والإستفتاءات باتت من أهم حيثيات إتخاذ القرار في القضايا الوطنية الكبرى على مستوى العالم أجمع ، ويكفي أن أذكر أن سويسرا إستفتت شعبها حول رأيه في إقامة جسر على بحيرة جنيف !! وبالرغم من أني قرأت كثيراً مما طرحه الشانئون والقادحون على صفحات الصحف ، فإني والله لم أجد حجة واحدة أقنعتني بأن أتخلى عن طرحي للإنفصال ، بل إزددت إقتناعاً ويقيناً ، ولا أقول ذلك إعتداداً برأي أو بخساً للآراء الأخرى التي أحترمها جميعاً ، فقد كان بعض ما طُرح من مخاوف وسلبيات جديراً بالتأمل ، لكن تلك المخاوف لا تعدو أن تكون مثل الآثار الجانبية التي قد تصحب الدواء ، فمن يعاني من السرطان مثلاً يصاب عند تناول الدواء بتساقط الشعر ، لكن هل يمتنع المريض عن تناول الدواء الشافي مضحياً بحياته خوفاً من تساقط شعره ؟! لذلك فإني أطلب إلى كل المترددين أن يفكروا في القضية الكبرى بالمنهج الجديد الذي دعوت إليه وآزرني فيه كثيرون ببيان وحجج أعظم مـن تلك التـي طرحتهـا وذلك بالخروج عن المسلمات القديمة ومألوف الآبـاء والأجـداد الـذي فتـك ببلادنا ردحـاً مـن الزمـان متأسين في ذلك بحكمة العقلاء من الشعوب الأخرى التي جنّبت بلادها العنت والمشقة والتخلف والمـوت والدمــار، وأرجـو أن نتجـاوز العصبيـات الصغيرة سواء كانت فكرية أو جهوية في سبيل الخروج من نفق الأزمة إلى بر الأمان لإقامة دولتين جارتين تعيشان في وئام وسلام .
    وقبل أن أطرح شيئاً جديداً أجدني في حاجة إلى أن أذكِّر بالتساؤلات الكبرى التي مهّدت بها لطرحي ، وأود أن أوطئ بها لمقالي اليوم ، فقد تساءلت عن أسباب تشبث الساسة في شمال السودان منذ فجر الإستقلال بجنوب السودان بينما لا يبدي ساسة الجنوب معشار ذلك الحماس للتوحد مع الشمال ، بل يتخذون من قضية الوحدة وسيلة ضغط وإبتزاز على أهل الشمال ، ومن هو الطرف الأحق بالحرص على الوحدة الشمال أم الجنوب، ولعل ذلك يولد أسئلة أخرى أختصرها في السؤال هل جني ويجني الشمال على الجنوب أم العكس هو الصحيح ؟!
    أقول إنني لست في حاجة لأن أعدد الخسائر البشرية والإقتصادية والإجتماعية والسياسية التي نجمت عن حرب نصف القرن ، فقد أفضت في ذلك في مقالي السابق وقلت إن هذه الحرب الطويلة جعلت السودان إحدى أفقر الدول في العالم بعد أن كان من أعظم الدول الأفريقية ودول العالم الثالث عشية الإستقلال ، ولذك فإنه لمن الغريب أن تنطلي علينا تلك الكذبة الكبرى بأن الشمال قد ظلم الجنوب لدرجة أن السيد الصادق المهدي طرح وعلى رؤوس الأشهاد فكرة الإعتذار لأبناء الجنوب عما لحق بهم من ظلم !! ولذلك لا غرو أن يُمارس علينا الإبتزاز بعد أن رددنا (نحن) الكذبة حتى صدقناها ، ولاغرو كذلك أن نغدق على مـن خربـوا البلاد وقتلوا العباد ونمنيهم بالمن والسلوى ولكنهم لا يكتفون ولا يشبعون ونتهافت عليهم وهم يعرضون عنا ونجري خلفهم وهم يصعرون خدودهم لنا ، ونقيم لهم من حر مال الشمال المحروم المطارات والمنشآت وهم يدمرونها ونتلطف بهم وهم يشوهون صورتنا ويعيروننا في إعلام وفضائيات الدنيا بأقذع الألفاظ والصفات… إنه الحقد العنصري الذي بينت لكم جانبـاً منه وأعرض عليكم اليوم على سبيل التذكير حتى لا تنسوا تقريراً كتبه على موقع شركته في الإنترنت بتاريخ الرابع من يناير الحالي الشاب السوداني الشمالي بكري أبوبكر الذي يعيش في أريزونا بأمريكا ويشغل منصب أمين موقع سودانيز أون لاين http://www.Sudanese on line .com وشركته مسؤولة عن الأمانة العامة لإعلام التجمع الوطني الديمقراطي وموقعهم في الإنترنت يضم التجمع الوطني الذي يرأسه الميرغني ويضم بعض الفعاليات السياسية والعسكرية المتمردة أهمها حركة قرنق . وقد أرسل بكري هذا صورة من التقرير على البريد الإلكتروني لكل من الميرغني وقرنق وحاتم السر والفريق عبدالرحمن سعيد ، ويقول بكري في التقرير إنه حضر برنامجاً إحتفالياً اُعد لعبدالعزيز الحلو القائد الميداني وزعيم فصيل جبال النوبة التابع لقرنق والذي كان في زيارة لأمريكا كعضو في وفد حركة قرنق في مفاوضات واشنطون (التي شارك فيها وفد من الحكومة)… وان البرنامج بدأ برقصة شعبية تحية للرجل قدمتها مقاتلات من الجيش الشعبي ، ولفت نظر بكري هذا عدم وجود سودانيين من مناطق السودان المختلفة في الحفل رغم وجود عدد كبير من السودانيين في مدينة فينكس الكبرى ، وقال إنه علم فيما بعد أن اللقاء تم الإعلان عنه فقط وسط أبناء جبال النوبة وجنوب السودان . وقال بكري ما نصه "وكان شخصي الضعيف وصديقي عبدالقادر عثمان الذي وجدته هناك يجلس وحيداً في مؤخرة القاعة وأصبحنا مثل رجل أبيض في كنيسة للأمريكيين السـود من أصل أفريقي فجاورته … بعد ذلك قمت بتوصيل الكاميرا الفيديـو بالكهرباء لشحنها ووصلت المسجل لتسجيل وقائع اللقاء بالقرب من المنصة، وقبل رجوعي لموقعي في نهاية القاعة قمت بأخذ عدة صور للحلو وعرّفته بنفسي" بعد إنتهاء الرقصة الشعبية بدأ قادة الحركة والجيش الشعبي فرع أريزونا كلماتهم الترحيبية بالحلو ، ومن المرحبات بالقائد سجلت هذه الكلمات من إمرأة قيادية في الحركة فرع أريزونا "أنتو يا قائد لو رجال بتاع جيش شعبي ما بقدروا يحرروا سودان من عرب نحن نسوان ممكن يجي يشيل سلاح ويحرر سودان إس بي إل إيه". بعد فترة ـ والحديث لبكري ـ "قمت بفحص الشريط في المسجل لمعرفة ما إذا كان يحتاج لتغيير الجهة ، وإذا بي اُفاجأ برجل من مكتب الحركة فرع أريزونا وكان يجلس بالقرب من الحلو في المنصة يقول لي إن القائد الحلو يأمرني بعدم التسجيل وأن أعطيه الشريط ، ووعدني بالتوضيح بعد اللقاء ، وإلى اليوم لم أسمع منه" ونقل بكري بعضاً مما قاله الحلو وقال إنه يكتب بدون زيادة أو نقصان بعد أن صُودر منه الشريط ويُشهد بكري على ذلك بقوله "والله على ما أقول شهيد" ومما نقله بكري من كلام الحلو "هناك مشكلة كبيرة جداً في السودان وذلك لوجود عدد كبير من السودانيين في المنافي مثلكم ، بدأت الأزمة منذ 40 عاماً منذ دخول الأتراك السودان وعملوا السودان زريبة وهم الذين زرعوا بداية شوكة التفرقة ، العرب كانوا يتحدثوا بمترجمين عند دخولهم السودان وكان هدفهم الأساسي تجارة الرقيق ، الذهب والأموال من جبال بني شنقول ، من التسعينات إستطاع الجيش الشعبي الوصول وإحتلال مواقع في الشمال مثل النيل الأزرق والبحر الأحمر ، بالإضافة إلى المناطق المحررة بالجنوب وجبال النوبة . الحمد لله تم تحرير مناطق كثيرة من الجنوب وتم إصدار العملة الجديدة وسوف يتم إنشاء البنك المركزي قريباً والآن معظم المحلات التجاريــة ملك تـدار بواسطة نـاس مثلكم ، يعني ما فـي عرب ولا جلابـة ولا إغريق … عندهم دكاكين وبارات في المناطق المحررة ، هدفنا أن تكون شولة زي سلوى تكون دكتورة وتسكن الصافية أوالرياض وتركب سيارة مرسيدس ، الحركة الشعبية قدمت الحل الصحيح لمشكلة الدين والديانات وهي فصل الدين عن الدولة وتقرير المصير لجنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق وأبياي ، نجحت الحركة في عزل النظام سياسياً عالمياً وداخلياً وفضحه وإستطاعت الحركة كشف نظام الحكم في السودان وتكوين تحالف للحركة الشعبية مع بقية الأحزاب السودانية" وقال بكري إن محور معظم الحديث كان عن الجلابة والعرب وإنه سجل هذه الوقائع بقلمه بدون الإستعانة بشريط لأنه اُخذ منه ، وختم بكري مرة أخرى بعبارة "والله على ما أقول شهيد".
    لعل العبـرة فـي هـذه الواقعة التي حدثت في الأيام القليلة الماضية تتمثل في الآتي :ـ
    1- إن هذه شهادة شاهد من أهلها ، فبكري من أهل التجمع الوطني الذي يمثل قرنق أهم أضلاعه ، وقد دُعي حسب إفادته من قِبل زكريا دينق أخي فرانسيس دينق الأصغر لتغطية الإحتفال ، لكن مشكلته أنه شمالي (من العرب الجلابة) .
    2- حديث من وُصفت بأنها قيادية من حركة قرنق فرع أريزونا ينم عن الحقد العنصري الدفين على أبناء الشمال "العرب الجلابة" والذي أكدنا عليه في مقالنا السابق بالشواهد والإثباتات ، ولعل عبارتها "يحرروا سودان من عرب" تكشف حقيقة وطبيعة التمرد المعبر عنه في اسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" أي تحرير السودان من العرب كمـا أوضحت القياديـة الجنوبية بشكـل صريح أمام الجميع بدون تعليـق أو إعتراض من الحلو الذي أكد على ذات المعنى .
    3- كلام الحلو عن دخول العرب السودان لأول مرة وحديثهم إلى الأهالي عن طريق المترجمين ودخولهم للمتاجرة في الرقيق والذهب يعبِّر عما ظل قرنق وقادة التمرد وكل أتباعهم من المثقفين الآخرين يملأون به الدنيا ضجيجاً خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء والتي توغر صدور شعوبها الزنجية بمثل هذا الكلام عن العرب وإسترقاقهم للأفارقة ، وهذا يتسق مع ما ذكرنا أن قرنق ظل يردده "إن العرب مكثوا في الأندلس أكثر مما مكثوا في السودان ، وكما خرجوا من الأندلس سيُخرجون من السودان" (بما يعني أنهم دخلاء مستعمرون وكانوا يتحدثون عندما دخلوا إلى الأهالي بمترجمين وان العرب في الشمال لايختلفون عن البيض في جنوب أفريقيا أيام الفصل العنصري) وأشير مجدداً إلى أن قرنق هذا قد شهد مذابح العرب والمسلمين في زنجبار في منتصف الستينات من القرن الماضي عندما كان طالباً في جامعة دار السلام مع صديقه الصدوق موسيفيني ، ولعل عبارة الحلو حول المحال التجارية التي يديرها جنوبيون في (المناطق المحررة) وليس عرب أو جلابة يؤكد ما ظللنا نقوله عن الحقد الأعمى الذي ملأ قلوب هؤلاء وعقولهم على أبناء الشمال الغافلين عما يُدبّر لهم من مكر وتآمر والذين لا يزال بعضهم يدافع عن طروحات قرنق ويستميت في الدفاع عن السودان الموحد الذي يسعى قرنق لتحريره منهم .
    4- الحلو هذا يحمل إسماً إسلامياً تماماً مثل مالك عقار زعيم التمرد في جنوب النيل الأزرق والذي قال لأحمد البلال الطيب عندما سأله عن سبب عدم تلبيتهم دعوة الإفطار الرمضاني التي وُجهت من قِبل الوفد الحكومي في مفاوضات مشاكوس ، أجاب "إن بيننا وبين الحكومة دم" . أقول إن الذي يجمع بين هذين الرجلين وبين معظم المثقفين الجنوبيين والذين أوردت رسالتهم لقرنق في مقالي السابق تنم عن حقد دفين يكنه هؤلاء على الشماليين (العرب الجلابة) . وقد نجح قرنـق في المتاجرة ببعض العناصر الشمالية من أمثال ياسر عرمان الذي يدير حملة العلاقات العامة لقرنق في المحيط العربي والمستشار منصور خالد … وعجبي من منصور خالد هذا الذي يعلم الجميع أنه أكثر تأهيلاً من قرنق وأكبر عمراً منه ومن جميع قيادات التمرد ، لكنه لن يبرح موقع المستشار ليتولى منصباً تنفيذياً من المواقع التي يحتلها مـن أبناء الدينكا مـن هم أصغر مـن أبنائه المفترضين وهو يعلم ذلك ويعلم أنه لا يختلف عن بكري كاتب التقرير في شئ في نظر قرنق لأنه وعرمان وغيرهما ليسوا أكثر من كمبارس أو فنيي ديكور ومكياج لتجميل صورة قرنق وحركته العنصرية الحاقدة ، وللأسف فقد أدمن هؤلاء الشعور بالإسترقاق حتى فقدوا الإحساس وباتوا مسلوبي الإرادة لا يدركون مصلحتهم أو معنى لكرامتهم أو واجبهم تجاه أهليهم ، (فلو صدقوا مع أنفسهم وأزاحوا الغشاوة التي تغطي بصائرهم وأبصارهم لاعترفوا بالكثير المثير) ، لكن من يهن يسهل الهوان عليه ؟! وليت الضباط الشماليين الذي خرجوا من أسر قرنق يحكون ما ذكره لي بعضهم عن معاملة المتمردين لهم والحقد والغل وروح التشفي والإنتقام التي تملأ جوانح المتمردين وأعمال السخرة التي كانوا يكرهون عليها أولئك الضباط ، ولذلك فإن مافعله قرنق بالنائب الأول مؤخراً في نيجيريا يصب في ذات الإتجاه إتجاه الإنتقام والتشفي والحقد العنصري الدفين ، ولعل ذلك الحقد يعتبر العنصر الأساسي والمحوري في خطابهم لأبناء الجنوب عامة بهدف قدح الثورة والتمرد في نفوسهم من أجل معركة التحرير من العرب (المستعمِرين)، وأرجو أن أشير إلى أن تركيزي في مقالي السابق والحالي على إثبات الحقد الذي يملأ قلوب هؤلاء العنصريين وتبيان المعنى والمغزى الحقيقي لعبارة تحرير السودان الواردة في اسم الحركة من خلال اعترافات وإفادات قياداتها ، أقول إن الهدف من ذلك كله هو تبصير أهلي من أبناء الشمال بحقيقة ما يُدبّر لهم حتى يصحو الغافلون والمترددون قبل فوات الأوان!
    كثير من الشائنين أبدوا بعض التحفظات والمخاوف من فصل الجنوب ، وبالرغم من وجاهة بعض تلك الآراء والملاحظات إلاّ أنها جميعاً لم تقدم حلاً بديلاً بعد أن أغفلت الإجابة على أسئلتي التي أكررها مجدداً مؤكداً أن أي حديث لا يتناول تلك الأسئلة يتغافل عن القضية الرئيسية . وأقول متسائلاً هل يقبل هؤلاء بأن يحصل قرنق على حكم الجنوب بكامله مع المشاركة في حكم الشمال بنسبة 40% من مجلس الوزراء والأجهزة التشريعية والقضاء والمحكمة الدستورية والمحكمة العليا والخدمة المدنية خصوصاً الوظائف القيادية والوسيطة والتمثيل الدبلوماسـي والمنظمات العالميـة ، وعلاوة على ذلك أن تكون رئاسة الجمهورية دورية أو في المقابل أن يُمنح قرنق منصب نائب الرئيس بسلطات مماثلة لسلطة الرئيس أي أنه يحق له أن يستدرك على قرارت الرئيس؟ هل يقبلون تملك قرنق والجنوب 60% من ثروة البلاد بحيث يبقى لبقية السودان 40% مع إدراج جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وأبيي في أجندة التفاوض كجزء من قضية الجنوب ، وفوق ذلك كله أن تُحكم العاصمة بالقوانين العلمانية ؟ أقول هل يرضى الشائنون من أبناء الشمال بأن نعطي قرنق كل ذلك ولا نبقي للشمال غير الفتات ؟ هل يرضون بأن يقهر قرنق وسياسيو الجنوب شمال السودان خلال فترة الحرب الطويلة ويقهره خلال فترة السلام بتجريده من الثروة التي حرم منها بسبب مشكلة الجنوب طوال ما يقرب من نصف قرن من الزمان وتجريده من السلطة في الشمال بعد أن يمنح حكم الجنوب بكامله بدون مشاركة من الشمال ؟ إن ما ذكرته الآن نقلته من وثيقة رسمية اُرسلت من قِبل وسطاء مشاكوس في الشهر الماضي (ديسمبر) ، فضلاً عن ذلك فإن هؤلاء الوسطاء قد عدلوا من أجندة الجولة الجديدة من المفاوضات بإيعاز من حركة التمرد، ولم تستشر الحكومة في ذلك … وليس خافياً علىأحد أن جميع وسطاء وشركاء الإيقاد يتعاطفون مع قرنق .
    وعليه فإني أقول بأن كل من كتبوا قادحين حاموا حول المشكلة ولم يغوصوا في السيناريوهات المختلفة لحلها ليختاروا أحدها ، والسؤال هو هل نقبل بتلك المطالب التي أكدها قرنق ونصت عليها مذكرة الوسطاء ؟ إذا كنا لا نرضى بمطالب قرنق المستحيلة فإننا أمام خيارين ، فإما أن تستمر الحرب كما إستمرت لما يقرب من نصف قرن من الزمان بكل ما يعنيه ذلك من تطورات سلبية محتملة في ظل التعاطف الدولي والإقليمي الذي يجده قرنق والتدخل الإسرائيلي المكشوف للإحاطة بمصر والسودان من خلال دعم قرنق وتمكينه من تنفيذ مخططاته والمخطط الأمريكي الذي يسعى إلى إعادة رسم خريطة المنطقة وإحكام الطوق حول عنق السودان ، أقول ذلك وأنا أقرأ عن مخطط أمريكي لتغيير هيكل الحكم في السودان لمصلحة سيناريو جون قرنق حول السودان الجديد ، ويأتي قانون سلام السودان كنوع من الضغط على الحكومة للرضوخ لمطالب قرنق ، وينص القانون على عقوبات إقتصادية على السودان تتضمن حظراً على السلاح مع رصد 300 مليون دولار لحركة قرنق ، أقول إما أن تستمر الحرب بكل هذه التداعيات التي أوقن أنها ستنقل الحرب إلى مرحلة جديدة بعد توقف فترة الهدنة الحالية أو أن نقدم على الخيار المتبقي لنا وهو خيار الإنفصال الذي لا أرى مناصاً منه فهو الوحيد الذي من شأنه أن يوقف الحرب وذلك من خلال التعجيل بتقرير المصير وإجراء الإستفتاء لشعبي الشمال والجنوب بحيث يحق لأي منهما تقرير الإنفصال ، ولذلك على كل الذين ينتقدون طرحي أن يجيبوا على هذه الأسئلة وأن يختاروا بين هذه السيناريوهات أو أن يأتوا بطرح جديد بدلاً من الإكتفاء بالتباكي على الوحدة التي ما دفعني إلى نبذها إلاّ فشلها طوال العقود الماضية في وقف الحرب والدمار والخراب وتعطيل مسيرة السودان ، ولعلي أتساءل إذا كان قرنق يصر على أن يكون الحاكم الأوحد الذي يقرر في كـل الشـأن الجنوبي مع المشاركة في حكم الشمال بنصيب مقدر فأين هي الوحدة التي يتحـدث عنهـا الناس ، ولماذا لا نبقى له الجنوب وحده طالما أنه أصلاً سيكون من حقه ولا دخل للشمال والشماليين فيه ، ولماذا لا نبقي الشمال للشماليين بـدلاً من منح قرنق نصفه مع كـل الجنوب وحرمان أبناء الشمال من الجنوب تماماً ؟ إنها الغفلة والشعور بالذنب عن جرم لم نرتكبه يجعلنا نسير معصوبي العيون نحو حتفنا لنسلم السودان بدون تفويض من شعب شمال السودان لرجل لم يفعل بالسودان غير الخراب والدمار !! فهل من سبيل أمامنا غير الحكمة الإنجليزية (Better late than never) والتي تعني "الأفضل أن تقدم على فعـل ما ينبغي أن تفعله حتى ولو جاء ذلك متأخراً من ألاّ تفعل البتة" ؟
    أقول ذلك في ظل الحقيقة المؤلمة بأن صبرنا الطويل على المشكلة لم ينهها بقدر ما عقدها ، فإذا كانت قد بدأت عام 1955م فإنها قد تشعبت مع الأيام ، وإذا كان أقصى طموحات وليم دينق عام 1965م لم تتجاوز منح الجنوب الحكم الفيدرالي فإن نيال دينق ابن وليم دينق وهو من قيادات حركة قرنق ينادي الآن بعد 38 عاماً من والده بتحرير السودان جميعه من العرب … وذلك من خلال حكم الجنوب بكامله والمشاركة الكبيرة في حكم الشمال وتجريده من معظم ثروته لمصلحة الجنوب وذلك كله تمهيداً للإجتياح الكبير الرامي إلى تحرير السودان من (العرب الجلابة) .
    إن ما يؤلم بحق هو أن الدعوة إلى الإنفصال تمت في وقت مبكر ولعل ما أخرجه لنا عابدون نصر عابدون من الوثائق القديمة مما طالب به الشاعر الدبلوماسي يوسف مصطفى التني عام 1964م أي قبل 39 عاماً من الآن حين نادى بفصل الجنوب يعتبر إدانة للأجيال المتعاقبة منذ فجر الإستقلال وحتى اليوم ، وتخيلوا ما كان سيكون عليه حال الشمال والجنوب الآن لو كان الساسة قد حسموا أمرهم منذ ذلك الحين وفصلوا الجنوب وُوظفت عشرات المليارات من الدولارات التي اُغرقت في مستنقع الجنوب في تنمية الشمال الحزين … إنني بذات الفهم أخشى أن تنقضي 39 سنة أخرى نعض بعدها أصابع الندم والحسرة التي نتجرع علقمها اليوم أسفاً على ضياع تلك السنين الغالية من عمر السودان ، لكن
                  

01-25-2003, 08:29 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: jini)

    الأمر هذه المرة أعجل من 39 سنة بل أعجل من عشر سنوات مع تسارع وتيرة الأحداث وتسارع وتيرة أحكام الطوق حول عنق السودان ، وهكذا فإن العدو أمامنا والبحر من خلفنا ونحتاج إلى عزيمة طارق بن زياد لنكتسح حقول الألغام المنصوبة أمامنا بحنكة وحكمة ونحتاج إلى أن نعد العدة الآن حتى لا نؤخذ على حين غرة وذلك بالإستعداد لفترة ما بعد مشاكوس التي يسعى قرنق بتشجيع أمريكي لإفشالها بحيث يعلن عن ذلك في اللحظة التي يكون فيها جاهزاً لإستئناف القتال ووقف الهدنة خاصة وأن الرجل يتحرك الآن على المستوى الداخلي حشداً للقوة وللمؤيدين في الإستوائية وجبال النوبة والإنقسنا والمستوى الخارجي جمعاً للسلاح ، وتأتي زيارته وزيارة صديقه موسيفيني لإسرائيل مؤخراً في هذا الصدد .
    أما الخائفون على الوحدة الوطنية ومن تشرذم السودان جراء فصل الجنوب فإني أورد المثل القديم مجدداً لأقول إن هؤلاء يشبهون من يرفض بتر ساق المصاب بالسرطان مثلاً خوفاً من عدوى قد أكرر قد تصيب الساق الأخرى ذلك أن مشكلة جنوب السودان تختلف عن مشاكل بقية الولايات الأخرى لأن عناصر التوحد بين أبناء الشمال والجنوب تكاد تكون منعدمة تماماً فاختلاف العرق والدين واللغة والعادات والتقاليد والوجدان والمشاعر المشتركة يحتم إنتهاج نهج جديد من التفكير خاصة بعد أن فشلت كل محاولات الجمع بين شعبين متنافرين في وطن واحد، ولايمكن لعاقل أن يرضى باستمرار هذا النزيف إلى الأبد ، ومن الوهم الزعم بأن أبناء جبال النوبة مثلاً بمن فيهم العرب ومن يعيشون في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة وهي المساحة الأكبر يمكن أن يقدِّموا الإنضمام إلى دولة قرنق على البقاء في دولة الشمال التي يعلمون تسامح أهلها الذين يعيش بينهم في وئام وسلام معظم أبناء الجنوب الفاريـن من الحرب وأبناء النوبة ، فضلاً عن أن جبال النوبة لايمكن أن تقيم دولة منفصلة ولكن هب أن جبال النوبة إختارت الإنفصال فهل هذا يمثل سبباً في الإبقاء على الحرب إلى الأبد … لذلك أقول إننا لا نخشى تفجر الصراعات في بقية أنحاء السودان لأن فصل جزء من الوطن تقليد عُمل به في أماكن مختلفة من العالم خاصة وأن وقف الحرب من شأنه أن يوقف الهدر الذي يستنزف معظم موازنة السودان كل عام ، ويُمكِّن من تنمية مختلف مناطق السودان خاصة الفقيرة منها والتي ظُلمت طويلاً بسبب الجنوب الذي دمـر نفسه ودمر السودان جميعه لعقود من الزمان . وأقول إنه لا توجد مشكلة شرق أو غرب وإنما هي تداعيات للمشكلة الكبرى وأمراض جانبية من إفرازات الداء الأكبر ، وبمجرد زوال ذلك الداء ستعود المياه إلى مجاريها والحياة إلى ما كانت عليه في السابق . إن الذيـن يوردون حجة الخوف من تمزق السودان وغير ذلك من الحجج التي من شأنها أن تبقي على الوضع الحالي لم يقدموا سيناريو بديل لحل مشكلة الحرب المستعرة لعقود مـن الزمان ، وكل هذه الدعوات العاطفية إلى التصاهر والتعايش وإزالة أزمة الثقة لا تقدم حلاً للمشكلة وإنما تجعلها عرضة للتعقيد الذي ثبت أن الزمن لا يخفف من غلوائه بقدر ما يزيد من ضراوة وتيرة إشتعال الحرب وإنتقالها إلى مناطق أخرى تماماً كما يفعل السرطان الذي لا يوجد حل عند إستفحاله غير البتر والإستئصال ، وقد جربت أقوام وشعوب أخرى ذلك بالرغم من أن مشكلاتهم لم تبلغ درجة إستفحال مشكلتنا هذه اللعينة التي عطلت مسيرتنا وجعلتنا محلاً للسخرية والتندر والإستخفاف حتى من الصغار مثل أفورقي وموسيفيني اللذين ما كان ينبغي أن يتطاولا حتى على أضعف ولاياتنا ، وهذا والله أمر محزن لا يليق بشعب السودان بكل ما عُرف عنه من صفات نبيلة هو جدير بأن يحتل بها السيادة والريادة بين العالمين . وأقول إن مثل هذه المخاوف من عواقب الإنفصال عُولجت في الدول التي إختارت ذلك الطريق كحل لا مفر منه ، فمثلاً أريتريا وأثيوبيا عالجتا مشكلة نزوح مواطني كل من الدولتين ممن كانوا يعيشون في البلد الآخر وكذلك مشكلة المهاجرين عند إنفصال باكستان عن الهند… إلخ .
    بعضهمم يتعللون بأن أمريكا تجمع في أحشائها شعوباً كثيرة من العالم أجمع تعيش جميعها في سلام ووئام ، ولكن ينسى هؤلاء أن أمريكا لا تعاني اليوم من حرب أهلية ولم يشن السود الذين ذاقوا ويلات الإسترقاق على أيدي البيض حرباً على بلادهم وعلى مواطنيهم كما حدث في السودان ، ولو وجدت حرب أهليه لتحركوا في سبيل حلها ولم يركنوا إلى الواقع القائم لعقود من الزمان ، لكني أعجب ممن يستشهدون بأمريكا بالرغم من ضعف الحجة ويتناسون العديد من التجارب الأخرى التي ذكرتها في مقالي السابق ، ثم ان هناك تجارب لدول انقسمت على أسس عقائدية بالرغم من توافر عناصر التوحد بين أبناء تلك الشعوب ولكنها ما لبثت أن عادت للتوحد بمجرد زوال الأسباب مثل ألمانيا التي توحدت بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي ، كما أن أوروبا الآن تتوحد بسبب تكاثر دواعي التوحد ، ولكن ذلك يتم بصورة طوعية لا قسرية ، فجمهوريات الإتحاد السوفيتي التي وُحدت بالقوة بالرغم من تنافرها ما لبثت أن انفصلت عن دولة القهر فور زوال القبضة الحديدية ولا يزال بعضها يسعى للفكاك مثل الشيشان ، وأود أن أردد تساؤلات بعض الأخوة لماذا يا ترى لا نتيح فرصة للإنفصال كما أتحنا للوحدة نصف قرن من الزمان قضيناها إحتراباً وفشلاً فلربما تندمل الجراح ويتغير الحال وتنشأ عوامل توحد جديدة في المستقبل حتى ولو على أساس المصالح المشتركة .
    يتساءل البعض كيف ستُعالج حالة الجنوبيين المسلمين أو المستضعفين ممن يخشون بطش قرنق وتكرار مذابح الهوتو والتوتسي بعد الإنفصال ، وأرد على ذلك بالقول بأن كل هذه قضايـا ثانوية ينبغـي ألاّ تقدم على القضية الرئيسية فالمصاب بالسرطان كما بينت لايقدم تأثيراته الجانبية على معالجة وإستئصال المرض الفتاك قبل أن يؤدي إلى الوفاة ، كما أن المريض بذلك الداء يفضِّل بتر ساقه والعيش بقية عمره بذلك الوضع على ترك الداء يستشري في بقية الجسد ويقضي على حياة المريض على أن ذلك لا يعني ألاّتُعالج مثل هذه القضايا الجانبية بأفضل الوجوه بالرغم من أننا قد نضطر إلى التعايش بمثال الساق المبتورة في الجسد السليم أحياناً، فمثلاً يمكن السماح بهجرة هذه العناصر المسالمة الخائفة من جحيم قرنق إلى الشمال كلاجئين أو مواطنين كما يحدث في أوروبا وأمريكا ، والمهم هو أن يُعالج هذا الأمر لكنه لن يُقدَّم بأي حال على جوهر القضية التي أهلكت الحرث والنسل .
    البعض أفاض في ذكر الأمثلة لبعض المخلصين من دعاة الوحدة من أبناء الجنوب الذين قضى بعضهم في ساحات القتال وهؤلاء نسوا أنني استخدمت عبارة معظم ولم أعمم ، وبيني وبين بعض أبناء الجنوب ود واحترام كبير وأعرف عن صفاء سريرتهم ، ومن هؤلاء رياك قاي وأليسون مناني مقايا ، كما أعرف بعض الشهداء من أمثال عبدالله ويلكم الذي كان أخاً في الله لبعض أبنائي وخاض معهم غمار المعارك في الجنوب حتى استشهد ، لكن تلك النماذج الفردية وعلاقتي الشخصية معها لا يمكن أن تكون سبباً في الإنصراف عن قضية الوطن الكبرى المتمثلة في الحرب ، فالخاص ينبغي أن ينزوي عندما يتعلق الأمر بقضية عامة .
    يتساءلون ما هي الضمانات لتوقف الحرب بعد الإنفصال ، وأقول إن ذلك يحدث بمشاركة المجتمع الدولي وبموجب إتفاقيات تشارك فيها المنظمات الدولية كما حدث في البوسنة وأريتريا وأثيوبيا ، صحيح أن الحرب إندلعت بعد ذلك بين الدولتين لكنها بالطبع لم تستمر أكثر من أيام قليلة ، وما كان لها أن تنشب أصلاً لولا طيش أفورقي وتهوره ، ولكن هل يمكن أن نعقد المقارنة بين تلك الحرب القصيرة وحرب الثلاثين عاماً والتي أفضت في النهاية إلى إستقلال أريتريا ؟
    البعض إتهمني بالتعبير عن رغبة لدى الحكومة تسعى من خلالها إلى فصل الجنوب للإنفراد بحكم الشمال بدون مشاركة القوى السياسية الأخرى وأورد بعضهم علاقة الدم التي تربطني بالرئيس ، وأرجو أن ترجعوا لحسين خوجلي وأحمد البلال الطيب ومحمد محجوب هارون الذين طلبت منهم ألاّ ينوهوا عن المقال مسبقاً لأني كنت أخشى أن يُمنع نشره ، هذا فضلاً عن أن الناس قد يذكرون مقابلة لي مع صحيفة أخبار اليوم قبل نحو ست سنوات نُشرت بعنوان ضخم يقول على لساني "لن أذرف دمعة واحدة إذا إنفصل جنوب السودان" فموقفي قديم لكنه إزداد رسوخاً مع الأيام ، وفجّر موقفي الحالي تطاول قرنق الأخير خلال مفاوضات مشاكوس وتهافت الحكومة على إرضائه بالرغم من أنه هو الذي ينبغي أن يسترضي الحكومة فالشمال الذي يمتلك كل مقومات الدولة لا يحتاج إلى الجنوب بقدرما يحتاج إليه الجنوب الذي ظل على الدوام عالة على الشمال ، فلماذا إذن يبتزنا قرنق وكأن الشمال سيهلك جوعاً إذا انفصل الجنوب لا العكس . وأردت بصحيتي أن أعبِّر عن دهشتي لهذه الغفلة التي تجعلنا نتشبث بمن دمر بلادنا وشوه سمعتنا بالباطل بين العالمين بالرغم من أنه كان ينبغي أن نسعى نحن للخلاص منه بأكثر من سعيه هو للإنفصال عنا وأن نبتزه نحن بدلاً من أن يبتزنا فهو يحتاج إلى الشمال لا العكس ، ولذلك أقول إنه ينبغي أن نعجل بالإنفصال إنقاذاً لمستقبل أجيالنا الجديدة وتكفيراً عن جريمة كبرى إرتكبناها في حق وطننا وأهلينا . وأقول إن كثيراً من الناقدين يتركون جوهر القضية ويلقون بالتهم يساراً ويميناً ، ويعلم الله وحـده أنه ما من أحد كان يعلم عن المقال قبل أن أشرع في كتابته ، ولم استشر أحداً عندما دفعت به إلى الصحف الثلاث التي ما نشرته في يوم واحد إلاّ لأهميته وقصدت بذلك إطلاع أكبر عدد من القراء عليه، والصحافة كما تعلمون تبحث عن السبق الصحفي والإثارة . أقول ذلك لأؤكد أني أردت بطرحي هذا مخاطبة أبناء الشمال خطاباً وطنياً قومياً شاملاً لهم جميعاً متجاوزاً الإنتماءات الحزبية الضيقة ومحذراً من الخطر المحدق بالسودان عامة وبالشمال خاصة ، وإنتقدت الحكومة لحشدها أبناء الجنوب خلف قرنق بمنحه رمزية التعبير عـن أشواقهم فـي السلطة والثروة بينما لم تنجح في حشد المواعين السياسية المختلفة المستقطبة لأبناء الشمال والمتمثلة في الأحزاب ، وذكرت بالاسم الصادق والميرغني والترابي ، وقلت إن هؤلاء أقرب إلى الحكومة من قربهم لقرنق لأنهم لا يجرأون على إستعداء جماهيرهم والموافقة على مطالب قرنق المستحيلة ، فضلاً عن أن قرار فصل الجنوب يحتاج إلى إجماع وطني يتم عن طريقين فإما أن تتفق الأحزاب الكبيرة ، وإما أن يُجرى إستفتاء شعبي ، وأنا على يقين أن أبناء الشمال مؤيدون للإنفصال بنسبة هائلة ، وأرجو ألاّ تتردد الحكومة في إنفاذ سيناريو الإنفصال خوفاً من تحمل نتيجته ، فمثل هذا الكلام يكون صحيحاً عندما يكون القرار خاطئاً ، لكن إذا كان القرار صحيحاً وسيجنب البلاد ويلات الحرب ويوفر الموارد للتنمية فلماذا الخوف منه … إن الزعماء الذين إتخذوا قرارات الإنفصال في هذا العالم لا يُذكرون ألاّ بالخير لأنهم جنبوا بلادهم شرور النزاع والحروب .
    البعض إتهمني بأني أصدر في رؤيتي هذه عن عقلية عنصرية ، وأود أولاً أن أكرر أن الإستعلاء حقيقة بشرية موجودة في كل العالم ويُمارس على الشماليين في كثير من بلاد الدنيا ، ومن بينها الدول العربية ، كما يُمارس على بعض القبائل في جنوب السودان من قِبل قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها قرنق ، وقد ضربت مثلاً بالإضطهاد الذي يتعرض له الفرتيت وغيرهم من قِبل قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها قرنق ، كما يعاني منه السود في أمريكا حتى اليوم لكنهم لا يحملون السلاح على مواطنيهم كما يفعل قرنق وكثير من ساسة الجنوب الذيـن يملؤون الدنيا ضجيجاً لتشويه صورة أبناء الشمال من (العرب تجار الرقيق) . أما بالنسبة لي على المستوى الشخصي فإني أقول لمن إتهمني بالعنصرية بأني اعتقد إعتقاداً راسخاً في قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وفي الحديث الشريف (لا فضل لعربي على عجمي إلاّ بالتقوى) ، ولن أقدم بين يدي الله ورسوله ما وسعني ذلك وأسعى على الدوام لقتل المشاعر العنصرية في نفسي بمواقف عملية لأن العصبية العنصرية في تعريف الرسول (ص) جاهليـة منتنة ، ولذلك أقولها بصدق بأني لن أتردد في قبول زواج أي مسلم جنوبـي من ابنتي عنـد موافقتها على ذلك ، ولو كان يحل زواج المسيحي أو الوثني لفعلت ذات الشئ ، فكيف بربكم أرفض رجالاً في قامة وخلق موسى المك كور وعبدالله دينق نيال وشول دينق . وأنا لم أذكر في مقالي السابق كلمة توحي بإحتقاري للعنصر الزنجي لأن الزنوجة تجري في دمي ودم أبنائي وليت من إتهموني بالعنصرية يسألون الأسرة الجنوبية التي تقطن منزلاً عشوائياً مجاوراً لمنزلي ليعلموا كيف أتعامل معهم ، لكني رغم ذلك أرفض دفن رأسي في الرمال على طريقة النعام ، بينما الحرب تطحن البلاد والعباد ، وأقر تماماً أن هناك حواجز نفسية كبيرة وأحقاد مريرة بين أبناء الشمال والجنوب سمها إستعلاء عرقي أو غير ذلك ، لكنها الحقيقة التي ينبغي أن نتعامل معها وننطلـق منها ومن غيرها لنبحث عن حل للمشكلة .
    إني عندما أنحاز للشمال أفعل ذلك لأني شمالي مثلما أن قرنق جنوبي يسعى في مشاكوس وغيرها لاعظام حق الجنوب من الثروة والسلطة ، كما أن الحكومة أرادت أم لم ترد تعبِّر عن الشمال بسعيها لتقليص وتقليل جموح قرنق ومطالبه المستحيلة في السلطة والثروة من خلال سعيها لمساواته ببقية ولايات السودان وأقاليمه ، وللأسف فإن من وصفوا حديثي بالعنصرية هم الذين يملأون الدنيا ضجيجاً عن الشفافية وحرية التعبير ، ولكنهم هنا يستاءون من إفصاحي برأيي الذي لم أرد منه ألاّ حل مشكلة الحرب المتطاولة بدلاً من السكوت والركون إلى الحلول والمسلمات والثوابت القديمة التي لم تورثنا غير الدمار والتخلف ، ولذلك دعوت إلى رؤية جديدة سبقنا إليها كثيرون في هذا العالم دون أن يدمروا أنفسهم وبلادهم ، لكن البعض يريد لنا أن نظل سائرين في حقل الألغام إلى الأبد متشبثين بمألوف الآباء والأجداد (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون) عاكفين على عبادة صنم الوحدة الكذوب وكأن قرآناً يُتلى قد تنزّل بتقديسه لا إستعماراً بغيضاً أرادها سكيناً سامة تنهش في جسد الأمة … إستعماراً تحكي وثائقه عن زرعه للمشكلة عن طريق قانون المناطق المقفولة الذي منع التزاوج والتصاهر الإجتماعي بين أبناء الشمال والجنوب وأضرم نيران الفتنة ولم يغادر البلاد قبل أن يتحقق من إشتعالها في توريت عام 1955م ، وبالرغم من علمنا بكل ذلك وعلمنا بضآلة ما يجمع بين شعبي الشمال والجنوب نصرُّ على هذه الخطيئة غير معتبرين بكل ما حدث من خراب ودمار وتخلف .
    ثم ينبغي أن أتعرض للدور المصري في السودان وموقف مصر الإستراتيجي من قضية وحدة السودان ، وأقول إن على مصر أن تعيد النظر في موقفها من هذه القضية بحيث تتـرك السودان يقرر ما يراه متسقاً مع مصالحه ولا تفرض رؤيتها أو تمارس الضغوط في سبيل إنفاذها في السودان ، فلو كان السبب في موقفها يعود لخوفها على مياه النيل فإن مصر تعلم أن 86% من مياه النيل تأتي من النيل الأزرق الذي لا يمر بجنوب السودان ، لذلك فإن أبناء السودان ينظرون بكثير من الريبة والشك للدور المصري في السودان منذ عهد الفراعنة مروراً بفترة الإستعمار المصري الذي يُسمى تأدباً بالتركي ثم الإستعمار الإنجليزي المصري ثم فترة ما بعد الإستقلال ، حيث ظلت مصر تفرض على السودان مبدأ الوحدة بدون أن تدفع في سبيل ذلك قرشاً واحداً وكأن السودان لا يزال جزءاً من مصر ، وقد ملّ أبناء السودان عبارة مصر والسودان جسد واحد التي كررها بعض المسؤولين المصريين في زياراتهم الأخيرة ذلك أن سائر الجسد يتداعى بالسهر والحمى عندما يشتكي عضو من أعضائه ، لكن القاهرة لم تسهر يوماً أو تصاب بالحمى طوال فترة الحرب المتطاولة والمدمرة التي ضربت السودان وعطلت مسيرته وقتلت خيرة بنيه وإنما ظلت تفتح ذراعيها وقلبها لقرنق حتى الآن وإلى الغد ، بل وتخفف عليه بفتح الجبهة الشمالية … قرنق الذي ظل يحمل السلاح ضد السودان لما يقرب من عشرين عاماً ولو تعامل السودان بالمثل لقامت الدنيا ولم تقعد … قرنق الذي كانت أطروحته للدكتوراه عن قناة جونقلي وكان أول ما فعله عند إعلان تمرده وقف العمل في القناة وتدمير منشآتها بالرغم من أنه كان مفترضاً أن تدر على مصر أربعة مليارات متر مكعب من المياه كل عام !!
    ثم إن مصر وقعت إتفاقية كامب ديفيد رغم أنف جميع الدول العربية لكي توقف حربها مع إسرائيل حفاظاً على دماء أبناء شعبها ومواردهم ، لكنها لا تسمح للسودان بأن يختار الطريقة التي يحافظ بها على دماء وموارد شعبه حتى لو إستمرت الحرب مائة عام وهلك كل السودان وشعبه ، لذلك لا غرو أن تغضب مصر عند توقيع تفاهم مشاكوس لمجرد أن مشاكوس أقرت حق تقرير المصير لجنوب السودان ، وقد استمعت لمصطفى الفقي رئيس أهم لجانهم البرلمانية وهو يحاضر الشعب السوداني والحكومة السودانية مرتين من خلال القنوات الفضائية المصرية عن الخطأ الفادح الذي وقعـت فيـه الحكومة السودانية بتوقيعها تفاهم مشاكوس واستخف الرجل بتمسك السودان بالشريعة الإسلامية ، وصدقوني أن الرجل كان يتكلم يطريقة مستفزة لا تطاق وكأن السودان بقرة في حظيرته ، وتخيلوا ما كان سيحدث لو أن أحمد إبراهيم الطاهر أو عبدالرحمن الفادني إنتقد مصر لتوقيعها كامب ديفيد وتخليها عن دورها التاريخي مقابل ثمن بخس وطالب بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة … لذلك أقول إن على مصر أن تعلم كيفية التعامل مع الشعب السوداني الذي يستفزه كثيراً فرض أجندتها عليه ، وعليها أن تترك الشعب السوداني يقرر ما يراه خادماً لمصالحه ، أما أن نفني السودان وموارده وأبناءه في سبيل خدمة الإستراتيجية المصرية وبالمجان فهذا ما لا يجوز ، وعلى الأخوة في مصر أن يعلموا أنه ينبغي عليهم أن يعملوا على أن يختار أبناء الشمال الوحدة مع مصر بدلاً من العمل على أن يجتمع الشمال والجنوب في دولة واحدة ، فمصر أقرب إلى الشمال من قـرب الجنوب للشمال وأنا من أكثر المؤيدين لوحدة شمال السودان مع مصر فهو الحل الوحيد الذي من شأنه أن يصنع من الدولتين قوة عظمى في عالم لا يحترم إلاّ القوة وهذا حديث يطول .
    أقول بأن على الحكومة ألاّ تجامل أحداً على حساب الشعب السوداني وألاّ تخدعها الأماني والشعارات والكلام المعسول ، فقطرة دم واحدة أهم من كل الوعود (والفهلوة) المجربة كثيراً بلاعائد وعليها أن تُقدم بشجاعة فالوقت يمر والخيارات محدودة ، ولا زلت أوقن بأن تطويل الفترة الإنتقالية لا مبرر له البتة ، أولاً لأنه لا يحق للحكومة حرمان أبناء الشمال من حقهم في تقرير مصيرهم ، لذلك فإن سعي الحكومة لبذل الغالي والنفيس في سبيل إسترضاء أبناء الجنوب خلال فترة إنتقالية متطاولة مدتها ست سنوات لكي يقفوا إلى جانب الوحدة ما عاد مقبولاً أو مبرراً لأني أعتقد أن الجدير بأن يُسترضى حتى يقبل بالوحدة هم أبناء الشمال بإعتبارهم الخاسر الأكبر من الحرب والزاهد الأكبر في الوحدة والمضحي الأكبر في حالة فرضها حرباً أو سلماً لأني أعلم يقيناً الآن أن غالبهم وكثرتهم الكاثرة يرغبون في الإنفصال أكثر من أبناء الجنوب ، وحتى لو قرر أبناء الجنوب البقاء في وطن واحد مع أبناء الشمال فإن من حق أبناء الشمال أن يقرروا مصيرهم ويحددوا ما إذا كانوا يرغبون في أن يضمهم وطن واحد مع أبناء الجنوب ، وبالتالي يصبح أمر منح الشعبين ذات الحق في تحديد علاقتهما المستقبلية ببعضهما البعض أمراً لا غني عنه ولا مفر ، وبالتالي يسقط خيار الفترة الإنتقالية تماماً ألاّ بالقدر الذي يسمح بإجراء الإستفتاء للشعبين بحيث يصار إلـى إعتمـاد الوحـدة في حالة واحدة فقط هي موافقة الشعبين كليهما بحيث لا يقصر قرار الوحدة على موافقة أحدهما دون الآخر ، ولذلك أدعو إلى إعادة صياغة أجندة الحكومة وأولوياتها في التفاوض بحيث تقلل الفترة الإنتقالية إلى عام واحد فقط يُجرى خلاله إستفتاء الشعبين ولا أرى أي مانع يحول دون إستفتاء أبنـاء المناطق الثلاث محل النزاع بحيث يختارون البقاء مع الشمال أو الإنضمام إلى دولة قرنق في جنوب البلاد ، وأنا مطمئن تماماً للنتيجة .
    الطيب مصطفى



                  

01-25-2003, 08:33 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: jini)

    من الأرشيف


    الأخ الفاضل بكري أبو بكر
    تحية و تقديرا للجهد المقدر الذى ظللت تبذله لجعل هذا المنير واحة ورئة و متنفسا للسودانيين في المنافي في القبل الأربعة.
    دفعني و شجعني على الكتابة أمور ثلاثة أولها اختيارك لبيت الشعر أعلاه شعارا لك كقدوة لرواد هذا المنتدى الحر وثانيهاأهتمامك بالهم السوداني بصورة متميزة وأخيرا سعة صدرك و صبرك على خطرفة وتخرصات المجانين من أمثالي. أولا قد جانبك التوفيق في التوقيت في نشر حديث عبد العزيز الحلو مع ثقتي الشديدة بصدقك في كل ما نقلته.وعدم التوفيق فهو لعدة أسباب على سبيل المثال أولا تزامن توقيت النشر مع مقالات الطيب مصطفى و ألوان وزمرة الانفصاليون الشمماليون مما يجعل حديثك رافدا يغذي ويضخ الدم في عروق هذا التيار الانفصالي وثانياأن عبد العزيز الحلو لآ يمثل الا نفسه و فئة قليلة و ثالثا التزامك و أذعانك بتسليم الشريط و عدم التسجيل يلزمك أخلاقيا بعدم النشر و ألا لما سمح لك بالحضور لو أخطرتهم مقدما بأنك سوف تقوم بنشر وقائع الجلسة. وأيضا من الأسباب القويةالمستوجبة لعدم النشر في هذا الوقت هي أننا على على أعتاب مشاكوس الثالثة فالأدعى أن نوطد لبث روح الثقة و الاخاء و ليس لبذر بذور الريبة و العداوة فيكفي ماهو موجود سلفا.
    وأكثر ما أدهشني ثالثة الأثافي وصفك لنفسك في تمايز لوني صارخ كونتراست بانك جلست و رفيقك كما يجلس رجل أبيض في كنيسة للأفارقة ‍‍‍‍‍‍!!!! مما يجعلك طرف أصيلا في النزاع
    وأخيرا رأيي خطأ يحتمل الصواب و رأيك صواب يحتمل الخطأ و لك في الختام العتبى حتى ترضى و الله والسودان من وراء القصد و دمت
    جني

    (عدل بواسطة jini on 01-25-2003, 08:46 PM)

                  

01-25-2003, 09:32 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: jini)

    Quote: من الارشيف
    الحبيب جنى
    لا شكر على واجب يا حبيب ...وعلشان ما يجى واحد يقول لى ادفع لى رسوم فى استعمال بيت الشعر بتاعى فى توقيعاتك قلت احسن الواحد يسودنه ...رايك شنو فى سودنتى؟
    والله يا جنى انا و اعوذ بالله من كلمة انا اخذ الشريط و منعى من التسجيل مع انى مدعو الى الندوة لتسجيلها ومن ثم بثها فى غرفتنا فى البال توك حرقتنى حرقة شديدة مع اننى كنت ممكن اعمل فيها طرزان لكن الموضوع ما بستاهل ,واعلمك باننى ليست عندى اى عدا للحركة و كثيرا من اصدقائى هنا او فى الميدان من الحركة وكمان اننى المسئول عن موقع التجمع فى الانترنت .
    وليست لنشرى لتفاصيل الندوة اى علاقة بما ذكرته سواء قول الحقيقة و قد كنت متالما و مندهشا لما سمعته , واعلمك باننى قد ترددت كثيرا قبل نشر التقرير لما يحتويه من اشياء قبيحة وتدين الحركة الشعبية و قد اتصلت بعدة اشخاص من داخل الحركة و خارجها لاطلاعهم على ما حصل لى و قد ادان معظمهم هذا العمل وعندما زارنى قبل يومين صديقى زكريا دينق عضو الحركة و الجيش الشعبى تالم شديدا لما حصل لى علما بانه اعلاميا و كان مسئولا فى يوم من الايام عن مكتب الاعلامى بالقاهرة والشرق الاوسط وقد فرح كثيرا بنشرى له لكم حتى يستفيد منه بقية قادتنا.
    ولك حبى و تقديرى
                  

01-26-2003, 03:12 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: بكرى ابوبكر)

    الابن بكري اوافق الابن جني بان منشورك رغم انه سرد صادق للواقعه ا وهي بالطبع امر مشين واتفهم انها اغضبتك ولكنه يدعم موقف الانفصاليين سواءا كانوا من ابناء الجنوب او من ابناء الشمال .
    ولا محاله من استفتاءالمواطن الشمالي والجنوبي علي خيار الوحده أوالانفصال اذا ثبت ان هناك تيار شمالي قوي ينادي بالانفصال فالوحده قسرا لن تجدي ابدا.
                  

01-26-2003, 02:44 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38125

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: بكرى ابوبكر)

    الاخ العزيز بكرى
    تحية طيبة
    ماقدمته يابكرى هو قمة الديموقراطية وحتى ولو استغلاه شخص مغرض ليروج به لآراه العاطلة..فان النفصاليين من اهل الشمال او اهل الجنوب عبارة عن وجهين لعملة واحدة لقد قلنا رائينا مرارا وتكرارا...ان السياسى الردىء يعبر عن نفسه والسياسى الجيد يعبر عن السودان..وان الازمة السودانية برمتها يكمن حلها فى الديموقراطية وحتى تتوفر هذه الجميلة والمستحيلة لابد من توفر قوى ديموقراطية حقيقية..تعبر حقيقتا عن الشعب السودانى وهذه ما يفتقر اليه اهل الانقاذ والحركة الشعبية على حد السواء..والشعارات البراقة سوى كانت ميتافيزيقية او طوباوية لا تكسب احدا شرعية دستورية فى النظام العالمى الجديد..فقط الشعب هو مصدر السلطات..ولننتظر الحزب الذى يعبر عن السودان ..هذا الحزب الجميل حتما سياتى مع البنت الحديقة

    *******
    حتجى البت الحديقه
    فارده انسام فى طريقها
    وشايله الوان
    حتجى البحدث بريقها
    ضجه الضوء فى المكان
    حتجى المن بدرى جات
    من ضلامات السكات
    شايله قمرين فى عيونا
    وفاتحه ليلين بى جنونا
    وضاوية ساحات انتمت لى فجر فات
    وتنتمى لعصور جديده
    حتجى البت البريده
    ضاحكه منتصره وعنيده
    امله مزدهرة وجديده
    وناقشه فى الزول اغنيات
    حتجى المن بدرى جات
    ناسفة ازمان السبات
    واصفه للناس الطريقه
    وللعصفاير الجهات




    خطاب حسن احمد
                  

01-26-2003, 12:11 PM

DKEEN
<aDKEEN
تاريخ التسجيل: 11-30-2002
مجموع المشاركات: 6772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: jini)

    جني
    ا ستغربت حديثك عن الالتزام الصامت الذي قلت ان بكري قد قطعه علي نفسة عند ما اذعن وسلم الشريط لرفيق (الرجل الذي كان بجانب)عبد العزيز الحلو.
    معك حق عزيزي فبكري لم يكن ملزما بنقل ما جري يومئذ ،فما دار يومها امر لايخص غير الجنوبيين .. والشماليين ليسو معنيين بحديث ممثلة الحركة باريزونا فالعرب المقصودين بالاخراج من السودان هم عرب 48 لذا فقد بالغ الاخ بكري بنقل وقائع لا تهم عرب السودان في شي وكان عليه احترام التزامه الصامت ولا يقوم بنشر تلك الوقائع ليعلم الخلق ما يكنه مثقفوالحركة ، بالغ الاخ بكري ولم يبالغ الذي اخلف التزامه و قال لبكري بعد ان سحب منه الشريط ان التوضيح سوف يصلك ، والشاهد في الامران التوضيح لم يصل للاستاذ بكري حتي لحظة تسجيل الوقائع علي البورد ، وحسنا فعل ذلك الرجل بعدم الوفاء بالالتزام الذي قاله, وحسن فعل بكري بالنشر .. حتي يعلم الاخوة في التجمع ان في الامر نظر وان هنالك ترتيبات يجب ان تؤخذ عند ابرام عهد مع من لا عهد له .. والحذر من ابناء الجنوب مع الذي يحدث هو واجب تمليه عليه ضمائرهم وواجبهم كصفوة تجاه عشائرهم والبسطاء من ابناء الشعب اولئك البسطاء والذين يسيرون علي الارض دون ان يدروا ما يحاك في ليل السودان وفي وضح النهار باريزونا.
    اذا فلماذا تعزو اخي جني دعوة بكري ابوبكر وهو مسؤل اعلامي في التجمع الوطني وهو غير مسموح له بالنشر ، هل ليعلم فقط بان نساء ال SPLA سيقمن بطرد العرب من السودان في حال لم يستطيع رجال الحركة ذلك ، و برغبة شول في السكن بالصافية ..او فقط ليجلس كما يجلس الابيض في كنيسة للسود ...
    بالغ بكري وبالغت انتا
    وبالغ الذي انتقد الطيب مصطفي لحديث العقل الذي ساقة الطيب يومئذ ،بالغ وهو يعلم انه اواحد افراد اسرته سكون ضحية محتملة لصراع قد ينشا في ام درمان الذي يسكن بها ، وما من عاصم يومئذ.. فبينهم وبيننا دم اريق علي حد قولهم ، بالغ وهو يتوهم سلاما لم يكتب له النجاح خلال اعواما طويلة ومرهقة بين عشائر تختلف دينا وعرقا وثقافة..
    وبالغ بن عوف ومن حذو حذوه في تبرير يسوقه الينا نيابة عن المطالب بالتبرير ..
    وبالغ الطيب مصطفي لو ما اقنع ود اختو بما قاله يومئذ حتي الان ..
                  

01-26-2003, 03:55 PM

WadalBalad
<aWadalBalad
تاريخ التسجيل: 12-20-2002
مجموع المشاركات: 737

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: jini)

    الأخ جنى

    لك الشكر والتحية

    هذا ما قصدنا من مناقشته فى البوست الآخر لنا (نحو سودان جديد) و كما ترى يأخى إن الإنفصاليون الجدد من أهل الجبهة قد حزموا أمرهم لفصل جنوب السودان طالماأن الجنوب قد صار حجر عثرة فى سبيل تحقيق أهدافهم. وكأن السودان قد صار إقطاعية فى مملكتهم

    ألم تقرأ مقال د. غازى التبريرى لما طرحه هذا المدعو الطيب مصطفى فى عدد الأمس من الرأى العام؟ عجبى
                  

01-27-2003, 04:57 PM

مارد

تاريخ التسجيل: 04-24-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: WadalBalad)

    الأخ جنى سلام
    العزيز ودالبلد
    أنا عندى ملاحظة .. المدعو غازى صلاح الدين ده مش هو البيسموه " مستشار رئيس الجمهورية للسلام"، وهو موجود الآن فى نيروبى بخصوص "مفاوضات السلام" !؟ طيب مقاله ده ما بيعبر عن رأى الحكومة الرسمى .. على كدة فائدة التفاوض شنو ! طالما أن الرأى الرسمى معد سلفاً .. ناس الحركة لو شطار حقو يقدموا المقال للوسطاء لتعرفيهم بنوايا الحكومة الحقيقية ، وبخطاب مسئوليها . . إضافة ليهو مقال الطيب مصطفى بالطبع .. البيحصل فى نيروبى ده ما حيؤدى لأى سلام، ده عبث ومجرد ضياع زمن بالمناسبة
                  

01-27-2003, 04:57 PM

مارد

تاريخ التسجيل: 04-24-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: WadalBalad)

    الأخ جنى سلام
    العزيز ودالبلد
    أنا عندى ملاحظة .. المدعو غازى صلاح الدين ده مش هو البيسموه " مستشار رئيس الجمهورية للسلام"، وهو موجود الآن فى نيروبى بخصوص "مفاوضات السلام" !؟ طيب مقاله ده ما بيعبر عن رأى الحكومة الرسمى .. على كدة فائدة التفاوض شنو ! طالما أن الرأى الرسمى معد سلفاً .. ناس الحركة لو شطار حقو يقدموا المقال للوسطاء لتعرفيهم بنوايا الحكومة الحقيقية ، وبخطاب مسئوليها . . إضافة ليهو مقال الطيب مصطفى بالطبع .. البيحصل فى نيروبى ده ما حيؤدى لأى سلام، ده عبث ومجرد ضياع زمن بالمناسبة
                  

01-27-2003, 03:15 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دا الكنا خايفين منو يا بكرى (Re: jini)

    تحياتي للجميع
    هنالك أمر يحيرنى هل أنفصلت حركة الأسلام السياسي في السودان عن حركة الأسلام السياسي في العالم العربي وبقية العالم الأسلامي الذين يرفضان أنفصال جنوب السودان و الذي سيكون مسرحا للنواجد الأسرائيلي بشقيه الآ فتصادي و الأستخباراتي !!!ومن ثم مساعدة بقية المناطق الأخرى التي تتململ متأهبة لتلتحق بسابقهامعرضة السودان للتآكل من كافة أطرافه.
    جنى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de