دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الزوجة الثانية (مسرحية من فصل واحد .. إهداء إلى جمعية المسرحيين بالرياض).
|
الزوجة الثانية :
الشخصيات:
زينب: الزوجة الأولى في الثلاثينات، مكتنزة قليلاً وعادية الجمال .. لا زالت بها طباع القرية . حماد: زوجها وهو في الأربعينات. صاحب دكان في سوق المدينة. نعمات: الزوجة الثانية، جميلة، صغيرة السن و أنيقة .. متوسطة التعليم.
****
الديكور: تنقسم خشبة المسرح إلى قسمين، غرفة الجلوس في بيت زينب وغرفة الجلوس في بيت نعمات، وسوف ننتقل بين القسمين بواسطة الاضاءة. في كلا البيتين كنبة. الوقت : مساءاً نحن الآن في غرفة جلوس بيت زينب. لا اثر لوجود أطفال. يدخل حماد آتياً من الخارج تلحقه زينب. نراها شديدة الاهتمام به وفي نفس الوقت تشعر بالخوف منه لأنها طلبته في وقت ليس ملكها. أما حماد فنراه مرهقاً و جاء بناءً على طلبها ولكنه يريد الاسراع بالرحيل.
حماد متضايقاً و منزعجاً في نفس الوقت: إن شاء الله خير .. أنا كنت عندك أمبارح و مرقت منك الصباح .. في شنو يا زينب ؟ زينب و هي تزدرد ريقها : مافي شي ... بس إشتقت ليك ... حماد مستغرباً : إشتقت لي ؟ إنت عارفة أنا كنت عند نعمات .. فمن فضلك ما تعملي لي مشاكل. زينب بدلال : بس انت طلعت زعلان وأنا ما عاوزاك تطلع من عندي زعلان. حماد و هو يزفر : ما كنت زعلان منك يا زينب. زينب بعناد : لا ، كنت زعلان .. طول الليل أنا بتكلم و إنت ساكت .. و بعدين لقيتك أديتني ضهرك و نمت قبْلي .. و في الصباح ما أكلت إلا لقمتين في الفطور. حماد: (يراضيها) ما كنت زعلان منك يا زينب، وحياتك. تقترب منه ، يتأهب للرحيل. زينب: أقعد شوية معاى .. حماد: إنت عارفة إنو دة يوم نعمات .. و لازم أمشي ، هي عارفة إنك طلبتيني لأمر ضروري و إتضح ما في حاجة ضرورية...
زينب: خمس دقايق وبس، الرسول ما تكسفني. حماد: ( يقاومها ) يا زينب. زينب: ما بأخرك و الله. ( يرضخ لها فتخلع له ثيابه الخارجية ويبقى بالداخلية، تذهب وتحضر طشتاً فيه ماء لتغسل له قدميه، اثناء ذلك يتحدثان ) زينب: شُغْل الدكان ماشي كيف الأيام دي ؟ حماد: ماشي الحال. زينب: الله يرزقك ياحماد، السوق حالو واقف ، حسع نعمات قاعدة تشيل هَمْ شغلك؟ حماد: زيها زيك. زينب: وبتدعي ليك الله يرزقك ولا بس بتاخد منك المصاريف؟ أنا بعرفا ما بترحم. حماد: ما تظلميها يا زينب، نعمات برضو بت أصول. (تضع قدميه في الطشت... تدعكهما برفق و بطء) زينب: نعمات كل يوم رايحة و جاية من عند الخياطة، وقالوا انو شافوها في سوق الدهب بتشتري في أحفظ مالك. حماد: ( بنبرة تفضح أن هذا الكلام صحيح ) ما تصدقي كلام الناس يا زينب. أنا لما أشتري ليها شي ، طوالي بشتري ليك زيها. الظلم حرام. زينب: أنا ما دايرة منك شي. أنا بخاف عليك. حماد: الله يرضى عليكِ، بنت اصول. زينب: غسيل الرجلين ريحوك ؟ حماد: ارتحت يازينب.. الله يرضى عليكِ. زينب: أنا باعرف كيف أريحك.. انت راجلي وتاج راسي. انت بس تكون راضي علي. ( تدعك القدمين بيديها و هو مسترخٍ تماماً ) زينب: حسه نعمات بتغسل ليك رجليك؟ حماد: ما قاعدة تقصر. زينب: ما أظنها بتعرف .. دي كانت معجنة و مدلعة عند أهلها.. ما زيي أنا. تصدق أمي لحد حسه بتغسل رجلين ابوي.. انا طالعة لأمي يا حماد. نعمات ما بتفهم غير تتدلع و تطلب. حماد: نعمات بت كويسة يازينب. زينب: من حظك أنا ما جبت اولاد.. عشان كدة متفرغة ليك على الآخر.. بس ماكان لازم تعرس فوقي ياحماد. حماد: الأولاد و الذرية يا زينب زينة الحياة الدنيا.. أنا ما عرست فوقك عشان بطران ولا عيني زايغة .. عشان الخِلْفة يا زينب. زينب: بأعرف عشان الخلفة.. عشان كدة أنا ساكتة. رضيانة وساكتة. بس . خايفة يكونوا الأولاد بيحموك النوم. حماد : لما بروح عندها بتكون نوَّمتْ الأولاد.. زينب خايفة الأولاد بالليل يصحوا و يقلقوا نومتك و إنت زول صحيانك بدري. ليه ما تنوم عندي هنا أحسن؟ حماد : العدل بين الزوجتين يا زينب. أنا زول بخاف الله. زينب : انت لازم تعدل معاى كمان ياحماد.. بتنوم عندها أربعة ايام و بتنوم عندي تلاتة بس. حماد : الله خلق الاسبوع سبعة أيام يازينب.. يعني عدد فردي وما بيتقسم على إتنين.. معقولة تلاتة أيام ونص عندك وتلاتة أيام ونص عندها؟ كيفن تجي دي ؟ زينب : لأ.. كدة ما بتجي ياحماد.. بس دلعني انا كمان، نوم عندي أربعة وعندها تلاتة. حماد : يابنت الحلال.. نعمات بت صغيرة و معاها الشفع و اليوم دة حق الشفع .. كمان هي بتخاف تكون براها.. إنتي بي عضمة لسانك قلتي إنها معجنة. زينب : أنا برضو أبوي كان مدلعني قبل ما تعرسني.. ما كان بيرضى واحد من أخواني يلمسني ساكت. حماد : ابوكي زول ضكران. زينب : ابوي ما في زيو.. لما بتكون امي تعبانة كنت أنا بغسلو رجلينو... ( بعد صمت وجيز ) زينب : لما عرست فوقي زعل زعل شديد. حماد : بس انتي ما جبتي اولاد يا زينب.. قسماً بالله العظيم، لوكنتِ جبتي ولد واحد ما كنت عرست فوقك.. إنت بتفتكري أنا مبسوط بالبهدلة دي؟ كل ليلة في بيت؟ و إنت عارفة أنا زول بحب الإستقرار و الهدوء. (يبدو انه يكذب. يرفع قدميه من الطشت لأنه يريد ان ينتهي الغسيل. تستخدم زينب المنشفة لتنشيف قدميه) زينب : بس انت ما وديتني للدكاترةيا حماد.. في رجال كتار ودوا نسوانم للدكاترة لغاية ما جابوا أولاد. حماد : كيفن ما وديتك؟ زينب : وديتني عند دكتور واحد بس. حماد : خلاص.. الدكتور قال ما في نصيب.. قال بالحرف الواحد.. مرتك ما حتحمل يا أخ.. أرضى بالمقسوم.. زينب : وانت صدقتو طوالي.. يعني كان ممكن تشوف دكتور تاني؟ حماد : وتنكشفي قدامو على الفاضي؟.. ما في داعي للبهدلة.. أنا ماعندي نسوان تتكشف على دكاترة. زينب : طيب.. إشمعنى نعمات ولدتْ عند دكتور ؟ حماد : (يرتبك من ردها) أول بطن.. كنا مضطرين.... بعدين الداية هي اللي طلبت للدكتور. زينب : أول بطن.. تاني بطن.. المهم ولدتْ عند دكتور. (يسحب قدميه غاضبآ ثم يتمدد على الأريكة. هي تبعد الطشت. تأتي وتستمر) زينب : ما تزعل مني يا حماد.. انت راجلي وتاج راسي ... الواحدة عاوزة شنو غير إنو راجلا يفرج هموما. حماد : أنا قصرت معك لا سمح الله؟ بعدين دة ما تفريج ، دة توزيع هم. (تجلس عند قدميه. تضع يدها عليهما وتبقيهما فترة) زينب : يعني.. كان لازم تعرضني على دكتور تاني.. انت اقتنعت بسرعة من داك الدكتور.. بنت خالتي أمينة عملوا لها صور بالاشعة و تحاليل كتيرة و علاجات ماليها حد. حماد : أنا بتذكر حالتا كويس.. حالتنا غير حالتها.. قالوا ( كبسة ) و إتعالجت منها بالفقرا .. إنت الطب قال حالتك ميئوس منها تماما. فهمت ؟. زينب : بس راجل أمينة صبر عليها.. و أمو قالت ليهو عرس فوقا. لكن هو صبر و صبر لغاية ما ربنا فرجها عليهم. حماد : قلت ليك حالتها غير حالتك. زينب : يعني.. كان لازم تصبر علي ياحماد.. انت استعجلت في العرس.. حتى إنو أنا فكرت ........ حماد : فكرت في شنو؟ زينب : إنك كنت أصلا عاوز تعرس فوقي من الأول. (يبدو انه كذلك وهو الآن يريد ان يدفع عنه التهمة) حماد : أنا يازينب؟ أنا كنت عاوز أعرس؟ الله يسامحك. زينب : مجرد تفكير ساكت.. ما تزعل مني... أنا قلت لقيت ليك حِجة بس. (يغضب. يسحب قدميه كي لا تلمسهما) زينب : انت زعلت!! حماد : أيوة زعلت.. إنت فاكراني غاوي عرس؟ أنا إتزوجتك عشان إنت كنت المرا ال بفتش عليها و عشان الخلفة.... طيب حسع أنا مما عرست نعمات تقريبا كم سنة ؟ زينب : خمسة سنين. حماد : نعمات جابت لي ولد وبنت.. و إنت لغاية حسه ما حملت ؟ (تقول بصوت خافت وبخجل) زينب : لأ ما حملت.. حماد : شفتي.. لو ما عرست نعمات كنت حأكون بدون أولاد .. إنت كنت عاوزاني أبقى كدة؟ زينب : ماكان لازم تعرس نعمات بت جيرانا .. كان تعرس واحدة ما باعرفها ... كان أحسن.. حماد : نعمات بت حلال.. بعرفا و بعرف أهلها.. ناس طيبين.. اللي بتعرفو أحسن من اللي ما بتعرفو.. ؟ (تقول وهي تخاف ان يغضب) زينب : بس أنا و هي كنا دايماً متشاكلين و ما بنحب بعض....... هي كان ظاهر إنها بتعزك وكنت أنا بغير عليك.. كنت أحس إنها عاوزاك. أول مرة حسيت الإحساس دة لما جات هي وأمها عشان يباركوا لى البيت، بتتذكر ؟ حماد : لأ.. ما بتذكر.. ذكريني. زينب : لما رجعت من دكانك بدري على غير عادتك... لما دخلت انت، أنا كنت بودعهم و موصلاهم في الصالة.. شوف عيني نعمات كانت بتبتسم ليك. و بتعاين ليك.. صحيح إنك ما كنت قاعد تعاين ليها ، لكن مرة مرة كدي كنت قاعد تعاين و بعد ما مرقن وشك كان أحمر و مرتبك .. النسوان بيحسوا بالحاجات دي. حماد : دة كلام شنو دة؟.. إنت بتتوهمي حاجات ما حاصلة. كل ما هنالك إنو البنية بتحترمني و بتعزني كجار و كصديق لأبوها. زينب : كانت بتحبك و دي ما دايرة مغالطة. حماد : (بحدة) بتحبني أنا..؟ الله يسامحك يازينب.. أنا لما مشيت عشان أعرسا .. أهلها كلهم إستغربوا لأنو أصلا ما كانت في علاقة... زينب : كلو تمثيل في تمثيل.. هي وأمها كانوا بيعرفوا حكايتي مع الحمل و روحتي للدكتور.. من عباطتي كنت بحكي ليهم كل شي لأنهم جيران.. كنت أفش قلبي واشكي همي. ولما حكيت ليهم أول مرة وكانوا قاعدين معاى يشربوا قهوة في الحوش، دقت نعمات صدرها وسألتني كأنها مستغربة: لغاية حسع ما حملتي؟ قلت ليها: لا والله.. قامت تعاين في أمها معاينة غريبة و ليها معنى.. ام نعمات اتنهدت وقالت مسكينة و الله ،،، و ربنا يكون في عونك.. أنا في ديك الساعة كنت فاكراهم قلبهم علي.. بعدين، لما عرستها، راجعت كل كلامهم معاى فإكتشفت إنهم رامين الشبكة عليك من بدري. و بعد ما عرفوا حالتي عرفوا كيف يصيدوك. حماد : أيوة .. و بعدين؟ زينب : يعني كلامي صاح ؟. حماد : لا ما صاح .. أنا ال رحت خطبتها بنفسي .. و ما في زول بيقدر يصيدني .. فاهمة؟. زينب : قبضت نعمات يوم من فوق سطوح بيتهم بتعاين ليك و إنت في الحوش. حماد : دي تهيؤات يا زينب. زينب : بس ما كان لازم تعرس نعمات بت الجيران. حماد : يازينب.. يازينب..رجعتِ لموضوع أمبارح؟ زينب : ما عاوزاك تزعل مني. حماد : الأحسن نقفل الموضوع دة نهائي.. (يصمتان، هو يمد ساقيه فتعود لتلمس له قدميه، لديها رغبة في أن تبقيه لديها هذه الليلة) زينب : قالوا الحرامي نط في البيت ال جنبنا حماد : منو ال قال ليك ؟ زينب : الجيران كلهم بيتكلموا .. و قالوا كان شايل مسدس. حماد : غريبة أنا ماسمعت الخبر دة... زينب : أنا خايفة ينط علي و أنا هنا براي و إنت نايم بي هناك عند نعمات. حماد : مافي كلام بالشكل دة ، و لا سمعت حرامي شايل مسدس و حايم في الحلة. أكيد كنت حأسمع. زينب : أنا سمعت .. و خايفة أبيت براى.. (تتهيأ لتقترح إقتراحاً ) خليك عندي الليلة. حماد : أبيت عندك؟ دة كلام شنو..؟ الليلة ليلة نعمات. زينب : ( برجاء) الله يخليك ياحماد.. خليك عندي الليلة. (يتحرك للنهوض، تتمسك به) حماد : أنا لازم أمشي.. نعمات أكيد قلقانة و قاعدة تستنى. زينب : طيب خليك قاعد.. زى ما كنت قاعد.... خليك معاي شوية. حماد : يا زينب قلت ليك نعمات حتقلق. زينب : الله يخليك.. ابوس رجلك.. كمان شوية. (يعود للجلوس كما كان) حماد : طيب.. ربع ساعة وبس. زينب : ( تنهض) ماشي الحال.. ربع ساعة، أنا قايمة أعمل ليك العشا. حماد : الليلة يوم نعمات يازينب.. و بتكون محضرة العشا وقاعدة تستناني..حأقعد ربع ساعة وأمشي. ( تُضاء ناحية بيت نعمات فنراها وقد حضرت العشاء الفاخر وتنتظر حماد وقد تجملت وارتدت طقم نوم احمر اللون. قلقة أو غير مرتاحة لتأخره تنظر في ساعة يدها.. تعتيم ... و يضاء بيت زينب) زينب : عاوزة أعمل ليك العشا.. الله يخليك اتعشى عندي، بس الليلة.. حماد : حاصل ليك شنو يا زينب؟ طول عمرك كلامك ما كان كتير كدة... الحاصل شنو ؟ زينب: الله يخليك.. ابوس رجلك.. شاعرة بخوف شديد.. لما بتكون هنا بنسى الدنيا وما فيها.. الله يخليك.. بس الليلة. (كأنه يرضخ امام ضعفها وخوفها) حماد : طيب.. روحي أعملي العشا.. شي خفيف كدة. زينب : حاااااضر.. عشا خفيف. حماد : وبسرعة. زينب : زى الهوا. (بسعادة تتركه وتخرج من الغرفة، هو يتابعها برهة، لا يفهم حاجتها لوجوده) حماد : (ينظر في ساعته، لقد تأخر كثيرآ، يلتقط ثيابه من الحامل ويخرج من باب آخر – تعتيم) (اضاءة على بيت نعمات. لا تتوقف في مكان واحد، لقد تأخر زوجها، تخمن انه عند ضرتها ولذلك تشعر بشيء من الغيرة. تتوقف امام السفرة وتضع يديها على خصرها) (اضاءة على بيت زينب. حماد يدخل وقد ارتدى ثيابه، يقف أمام المرآة ويسوي شعره وياقة قميصه) (تدخل زينب حاملة صينية العشاء. تراه وقد ارتدى ثيابه فتتأثر. تضع الصينية على حامل أمام الكنبة وتقف تنظر اليه) (تعتيم على بيت نعمات) حماد : يعني لازم تخليني آكل عندك مع انو الدور ما دورك ؟. زينب : انت في بيتك ياحماد... (يجلس وتجلس إلى جانبه) حماد : بسم الله... (يبدآن بالأكل و تساعده أكثر مما تأكل. تصب له الشاي.. يستمر الحوار) زينب : انت ما زى الأول يا حماد. حماد : أنا يازينب؟ الله يعلم بحبك قدر شنو. زينب : كنت بتحبني زمان .. و جات نعمات، دخلت قلبك بقيت تحبها أكتر مني. حماد : ليه بتقولي كدة يازينب؟ إنت شفت ولا سمعت مني حاجة لا سمح الله؟ زينب : لما بتكون عندي بتستعجل لغاية ما تروح عندها.. حسع ما صدقت أنا قمت من جنبك و رحت المطبخ قمت لبست هدومك.. حماد : أنا مش كنت عندك أمبارح..؟ و اليوم مش مريت عليكي بعد ما قفلت الدكان..؟ يعني ما رحت عندها رأساً . زينب : إنت جيت من الدكان لأنو أنا رسلت ليك و قلت ليك عاوزاك ضروري.. حماد : أها و أنا جيت.. و قعدنا إتونسنا الونسة السمحة دي و الساعة حسع تسعة بالليل و نعمات بهناك قاعدة مقلقة. زينب : هي عارفة إنك عندي .. حماد : هنا المشكلة. ( اضاءة على بيت نعمات. تقف قلقة ومستاءة تعبر عن ذلك بحركة في الغرفة وعلى النافذة. ) نعمات هامسة: الظاهر حن لقديمو (تعتيم على بيت نعمات ) حماد : حسع الكلام دة كلو عشان إنت تلاتة أيام و نعمات أربعة أيام؟ زينب : أيوة.. وكمان لما بتكون عندي بتكون عاوز متين ينتهي اليوم عشان تروح عندها... حماد : كيف يعني؟ زيها زيك.. أهو أنا عندك مع انو الليلة دورها. زينب : لأ يا حماد.. ما بتجي عندي في غير يومي إلا بطلب . كم مرة رسلت ليك عشان تجي و إنت تقول لي ما فاضي ؟ حماد : لأنو والله بكون فعلا ما فاضي. زينب : لا ما صاح ... لأنك بتحبها أكتر مني. حماد : الحكاية ما قصة حب .. بس هي لسع جديدة و إنت عارفة قصدي. زينب : دة ال أنا قاصداهو.. إنت لسع بتعتبرها عروس.. يعني أنا كبرت خلاص.. مش كدة ؟
حماد : (لينهي الموضوع) ال عاوزاه إنت بيبقى. زينب : (تقولها بنصف جرأة ونصف خوف منه) أنا عاوزاك تكون عندي الليلة. حماد : يازينب.. يازينب. زينب : بشيلك فوق راسي.. بجهز ليك الشيشة و بقعد جنبك و ما بنطق بي كلمة .. حماد : بكرة يازينب. زينب : بكرة حتقول لي ماشي لفلان عندنا قعدة و مابتجيني إلا أنصاص الليالي. حماد : بوعدك بكرة أجي بعد صلاة العشا. (يعود إلى الطعام وشرب الشاي والتقاط اللقيمات منها. فترة صمت. تنظر اليه برهة، في فمها كلام) زينب : أول أمبارح شفت لي حلم ما كويس. حماد : خير اللهم اجعلو خير. زينب : حلم زى الكابوس.. حماد : كيف يعني؟ زينب : شفت نفسي في الخلا والدنيا ضلام وأنا براى.. حلم بشع وبخوّف.. بقيت أسمع صوت الوحوش.. بقيت أجري و أجري... حماد ( و هو مهتم ويتوقف عن المضغ ) : وبعدين؟ زينب : بقيت أكورك ليك.. وينك يا حماد وينك يا حماد .. ألحقني يا حماد.. قمت بعد داك صحيت على صوتي لأني كنت قاعدة أصرخ بصوت عالي. صحيت وأنا خايفة و جسمي كلو عرق. لقيت الدنيا أصبحت يا داب.. كنت خايفة. مديت ايدي.. كنت فاكراك جنبي. ما لقيتك.. كان محلك بارد.. عرفت إني براى. حماد : حسبي الله ونعم الوكيل. (يفقد شهيته ) زينب : بقيت أبكي و أبكي لامن شفقت على نفسي. من خوفي ما قدرت أقوم من السرير. حماد : و ليه ما حكيتي لي الحلم دة أمبارح لما كنت عندك؟ زينب : لما بتكون عندي بنسى الخوف و سبب الخوف.. بكون فرحانة. بنسى نفسي كمان. (تمر فترة صمت، يمد يده ويلمسها بحنان فتبتسم له) زينب : لو شفت حالتي ليلة عرستَ نعمات .. . حماد : إنت أول مرة بتتكلمي معاى بالطريقة دي. زينب: مشتهية الليلة أحكي و ما أقيف أصلو. حماد: احكي عن حاجة تانية، احكي مثلا حتطبخي شنو بكرة ، بلاش نجيب سيرة عرسي على نعمات. زينب: عرسك على نعمات هو الاساس، كنت عايشة معاك مبسوطة وحاسة انو الدنيا ملكي و إنو أنا أميرة. لكن كنت خايفة ما أجيب أولاد، وانت تعرس فوقي.. حماد: أنا دائماً كنت بوريك حجم حبي ليك. مش كدة ؟. زينب: أهم حاجة إني كنت باعرف انك لي براى. حماد: تصاريف ربنا يا زينب. زينب: حكاية الضرة دي زى طلقة الرصاص في البطن .. طلقة رصاص شنو الهينة دي؟ زى سكين مُحَمَّية في النار و غرسوها في الجوف . حماد: أمر الله يا زينب. زينب: حكاية عدم الحمل دي كمان وجع تاني. حماد: انتِ لازم تنسي المواضيع دي، اعتبري نعمات زى اختك. زينب: لأ.. هي ما زى اختي.. و بالمناسبة أنا ما بقدر أنسى اليوم داك. حماد: اليوم ياتو. زينب: و داك يوم بيتنسي. حماد: ياتو يوم يا زينب؟ زينب: لما لميت السفرة وبعدين قعدت جنبك وكان التلفزيون بيعرض فيلم مصري قديم بيغني فيهو عبدالحليم حافظ. حماد: وبعدين؟... زينب: طلبت مني اطفي التلفزيون.. طفيتو.. ورحت تتكلم ساعة عن الخلفة و الأولاد و الحمل.. قلت لي اللي خلف ما مات وكل اللي بتتمناه من الله هو ولد يشيل إسمك ويستلم الدكان في السوق من بعدك. حماد: يادوب إتذكرت.. (يحاول التملص) خلينا من السيرة دي. زينب: ما فيها شي ياحماد.. (تتابع) وبعدين قلت انو إنك عاوز تعرس. حماد: صحيح،. زينب: وأنا بقيت أبكي. حماد: ما كان لازم تبكي.. الدنيا كدة ماشة يا زينب و إنت عارفة أهمية الخلفة و الأولاد في الدنيا. ولا ما عاوزاني أكون سعيد بأولادي؟. زينب: صاح الدنيا ماشة كدة .. بس أنا بكيت ليلتها. كان عندي أمل إنك تغير رأيك في الموضوع دة ، و بقيت أصلي و أدعو ربنا إنو يديني جنا .. فد جنا .. حماد: غريبة إنك ما إتكلمت معاى في الموضوع دة. زينب: مجرد فتح سيرة إنك تعرس فوقي دي كانت بتجيب لى المرض.. حماد: إنت ياك زينب مرتي ال بحبها. زينب: نمنا في ديك الليلة بسلام بس أنا من جوة كنت عايشة في رعب، كنت كارهة عمري وحياتي .كنت راقدة جنبك وبإيدي منديل بامسح فيهو دموعي وأسد حلقي عشان ما تسمع صوتي وأنا قاعدة أبكي. حماد: معقولة أشوف مرتي قاعدة تبكي و أنا ما جايب خبر؟ زينب: يعني لو عرفتَ كنت حتغير رأيك في العرس ؟ حماد: (بحدة) طبعاً لا. زينب: كنت لي براى. حسع إتقسمت نصين. حماد: يا زينب يا زينب.. الدنيا كلها قايمة على التعود .. بكرة حتتعودي. زينب: الغايظني إنو أمك تروح تخطب ليك نعمات حماد : أنا طلبت من امي تروح تخطبا لي. زينب: ما عاوزة أسألك مرة تانية ليه نعمات بالذات، وما عاوزة أقول ليك للمرة العاشرة انو أنا كنت حاسة إنو نعمات رامية عينا عليك ، بس داك اليوم كان يوم أسود علي.. تمنيت تجيني جلطة. حماد: بعيد الشر عنك يا زينب. زينب: تمنيت يجيني سبب لأنو كدة ولا كدة انت ما حتسمعلي كلمة و حتعمل اللي إنت مصمم عليه. حماد: صحيح.كنت مصمم وخالص. زينب: و مع كدة بقيت أبكي قدامك، بشرفي يا حماد غلاوتك عندي ما كان بيدي شي، البكا جا كدة براهو.. بقيت أحاول أوقف دميعاتي و ما قدرت و بقيت اشهق. كل شي إلا نعمات، روح عرس أحلى واحدة في الدنيا.. بس ما تجيب لي نعمات ضرة. بقيت أترجاك، أبوس ايديك.. بست ايديك وركعت وبست رجليك يا حماد صح والا لأ..؟ حماد: صحيح يا زينب.. ما كان لازم تعملي كدة، انتِ مرتي وكرامتك من كرامتي. زينب: ومن يومها انقلبت حياتي فوق تحت. حماد: كنتِ غلطانة يا زينب.. كنتِ مكبرة الموضوع خالص. زينب: زوجي يعرس جارتي و تقول مكبرة الموضوع؟. حماد: البنت عرفتها وأهلها أولاد حلال. لما فتحت الموضوع مع أمي قالت : جناً تعرفو و جناً ما تعرفو. زينب: بقيت أعد الأيام ياحماد.. أبكي وأعد الأيام. بقيت أتخيلها وهي قاعدة معاك، وهي قاعدة تكويلك وتطبخلك.. صرت أتخيلها انت وهي.. حماد: استغفر الله العظيم.. سيبينا من السيرة وإلا بقوم أمشي حسع. (يتحرك وكأنه شبع ويريد ان يرحل، هي تمسك به) الحمد لله، شبعت، أنا لازم أمشي.. زينب: خلاص ما بتكلم (تسد فمها) كمل أكلك...( تعطيه لقمة) هاك من ايدي... حماد: يا زينب إنت رسلت لي و قلت إنك عاوزاني لأمر ضروري .. و طلع الأمر دة كلام قديم .. حكايتك شنو ؟ ممكن تخلي الكلام دة لما أجيك بكرة ؟؟ زينب: حقك علي ياحماد... ( يمر وقت يسود فيه الصمت ) زينب : ممكن أقول حاجة ؟ حماد: قولي.. بس أوعي ترجعي للموضوع. زينب: ليه ياحماد، انت طول المدة دي ما سألتني أنا عملت شنو يوم عرسك على نعمات..؟ انت كان لازم تسألني بنفسك، بس عمرك ما سألتني. حماد: لأنو ما بحب أزعجك.. أنا باعرفك حساسة. زينب: (برجاء) الله يخليك اسمعني بس المر دي.. حماد: (بحدة) ليه المرة دي بالذات ؟ زينب: لأنو حاسة انك لازم تعرف شنو الحصل لي في الليل ديك. حماد: طيب احكي بس اختصري. زينب: (تعطيه لقمة) لما كنت قاعد تتجهز وتلبس وتتطّقّم بعد ما حلقت واتغسلت كنت أنا قاعدة اساعدك، صح ولا لأ؟ حماد: صح يا زينب، كنتِ بنت حلال والله.. (الاضاءة عليها فقط ويغوص حماد في الظلام) زينب: سرّحتَ شعرك و رشيت الريحة .. الريحة ال أنا قلت ليك بحبها فيك ..و لبست البدلة و ربطت الكرفتة ، قربت علي، وكنت لطيف و مبتسم.. مسكتني بايديك الإتنين وبستني.. بستني على الخد دة وعلى الخد دة وعلى راسي من فوق وقلت لي ادعي لي يا زينب.. قلت لك روح ياحماد الله يوفقك، مادام عاوز تعرس روح عرس. قلت لي انتِ مرا أصيلة، قلت لك يعلم الله قدر شنو بحبك ياحماد. وصلتك لباب الشارع وأنا بأقرا آية الكرسي . بعد ما طلعت ما لقيت حيل يرجعني جوة البيت.. كنت قاعدة أمثل عليك إنو أنا صابرة و متماسكة.. كنت قاعدة أمثل اني كنت مبسوطة وما هاميني شي عشان تروح وتنبسط في ليلة عرسك. وقعت نص الحوش بقيت اشهق. و ابكي.. ابكي وابكي وابكي. تمنيت الموت بالجد كدة. حسيت كأنو الحق علي لأني ما جبت ليك اولاد مع انو في قلبي بصراحة كنت عارفة إنو الأولاد حِجة.. كنت انت ونعمات بتحبوا بعضكم، هي عرفت مشكلتي لفت عليك وخلتك تحبها.وأنا مرمية نص الحوش سمعت الزغاريد من بيت ناس نعمات. زاد غمي و في حاجة كنكشتْ لي في صدري. بقيت ابكي بصوت عالي كلما ما أسمع الزغاريد (تبكي بصوت عال). سديت إضنىْ و بقيت أزحف لغاية ما وصلت الأوضة. رقدت على الكنبة و إتمنيت الموت يجيني سريع في اللحظة ديك.. نص الليل.. ويا ويلي و خوفي من نص الليل. مرضي هو نص الليل.. وخوفي و.. غيرتي من نص الليل. تصورتك وانت داخل انت وعروستك الجديدة بيتكم الجديد.. (تتأوه بألم) آ..آ.. آ..ه (اضاءة على بيت نعمات، يدخل حماد العريس كما وصفته زينب ومعه نعمات بالبدلة البيضاء كخلفية لذكريات زينب) (موسيقى زفة العروس تأتي خافتة) (تقترب زينب من الجدار الفاصل، يقوم حماد ونعمات بما تصفه زينب تماماً ثم نراها كيف تنهشها الغيرة) زينب: تصورتك انت و هي في الأوضة، خليتها تقعد على الكنبة زى ما سويت معاى .. بتتذكر ؟ بتخيلك كنت لطيف جداً معاها. (يرفع حماد الطرحة البيضاء عن وجه نعمات الخجلى، بينما ينظر إليها في إعجاب ) حماد: انتِ حلوة جداً يا نعمات، بشكر ربنا انك بقيتي من نصيبي. (تهز رأسها بخجل وبفخر) (لا يعرف ما يفعل، هل يأخذها ويدخل) حماد : إنت فعلا نعمات يا نعمات. نعمات: شكراً.. (حماد يهمس لنعمات شيئاً فتضحك بخجل وتطرق رأسها، يضع يده على خدها ويرفع رأسها) حماد: بحبك يا نعمات. نعمات: وأنا كمان. حماد: حبيتك من أول مرة شفتك فيها. نعمات: وأنا كمان. حماد: (وقد فقد صبره) تعالي.. (ينهضها ويقودها إلى باب غرفة النوم. يدخلان) (تعتيم على بيت نعمات، تعود زينب وهي منكسرة لتجلس كما كانت. محطمة، منكسرة، تعذبها الغيرة، تتأوه) زينب: طول الليل ما نمت يا حماد، كل التصورات اتصورتها. انت ونعمات كنتوا نايمين في العسل وأنا في بحر ما ليهو حد. الضرة مُرّة يا حماد. ما علينا.. بعد أسبوع بقيت ما تجي عندي. كنت عاذراك طبعاً. بعدين اتقاسمناك أنا وهي. (اضاءة كاملة، نرى حماد إلى جانبها وهو مبتعد عن السفرة) حماد: مبسوطة حسع، حكيتي و قلت كل الفي نفسك .. إتفشيتي ؟ زينب: (تبتسم له وتعود إلى طبيعتها) مبسوطة كتير ياحماد لأنك حسع معاي. حماد: الحمد لله.. (تكتشف انه لا يأكل) زينب: ليه ما قاعد تاكل؟ حماد : شبعت. زينب : (تصب له كأسآ أخرى من الشاي) اشرب كباية شاي تانية. حماد : لا ما عاوز يا زينب. زينب : عليك الله تشرب.. انت بتحب الشاي من ايدي ودائمآ بتقول إني أحسن وحدة بتعمل الشاي. حماد : آي و الله إنت أحسن واحدة بشرب من إيدها الشاى. زينب : (تلمح له بذكاء شعبي) الله حرمك من الطيبات دي يا حماد. حماد : نعمات برضو بتظبط الشاى يازينب.. بقتْ بتعرف مزاجي. ما تظلميها. زينب : بعرف .. ايدها فالتة. حماد : ايدها فالتة؟ زينب : مش مرة حكيت لي إنها كانت عاوزة تكب ليك الشاي في الكباية، فكبت الشاي على ايدك حرقتا ليك؟ حماد : (يضحك) أيوة صاح.. مر واحدة.. (يكرع كبايةالشاي ثم يضعها على الصينية) حماد : من إيد ما نعدمها زينب : تسلم. (ينهض حماد، يريد ان يرحل. تتمسك به وهي ترجوه أن يبقى ) دقيقة.. خليني الأول ألم السفرة.. مستعجل تمشي ليها ؟ حماد : يا زينب.. يا زينب.. زينب : الله يخليك. حماد : (يذعن لها ليرضيها ولكنه متأفف) : طيب.. خلاص زينب : ربنا ما يحرمني منك يا حماد. ( تنهض مسرعة وتلتقط الصينية وتخرج بها. قبل ان تخرج تهديه ابتسامة رضا) (هو ينظر إلى ساعته. لقد تأخر فعلآ. يأخذ وضعية من يتصور شيئآ) (اضاءة على بيت نعمات نراها جالسة امام سفرتها تنتظره، تتثاءب وتنظر في ساعتها – تعتيم) (حماد جالس بوضعيته ذاتها. ينظر إلى رف أو أي سطح إلى جانبه فيرى ورق لعب. يلتقطه ويبدأ بالتشاغل به) (زينب تفتح الباب وتدخل. نراها وقد غيرت ثيابها فارتدت ثياب النوم الجميلة و قد تجملت بأحمر الشفاه وبالكحل وشكلت كعكة في شعرها.. تقف هناك قرب الباب وتدعه يتأملها. تبتسم له إبتسامة ذات مغزى ) (هو لم يلحظ تغيرآ فيها فذهنه عند نعمات. ينظر ولكنه لا يرى) زينب : عجبتك..؟ حماد : أيوة.. (يفيق)من سرحانه ) جداً. زينب : (تجلس إلى جانبه) قول انك بتحبني. حماد : (يسايرها) بحبك يا زينب. زينب ( تلكزه بكتفها ) : قول والله العظيم. حماد : وحياتك يازينب.. انتي غالية علي.. انتي مرتي الأولانية.. ؟ زينب : بس انت ولا مرة ما قلت لي من نفسك انك بتحبني. حماد : (يتذاكى) لأنو دة شي مفروغ منو.. زينب : المرا بتتمنى راجلها يقول لها بحبك من نفسو براهو.. من غير طلب. حماد : خلاص، أنا مفتكر انك حاسة اني بحبك.. يا ستي مادام عاوزة فبعد دة ما حأنسى من اليوم وطالع. زينب : (تبتسم برضا.. و تنظر إليه منتظرة أن يقولها من نفسه) حماد : بحبك يازينب.. زينب : (بصدق شديد) وأنا كمان بحبك ياحماد، يعلم الله قدر شنو بحبك. لو يخيروني بين الدنيا وبينك طوالي بقول حماد.. عشان كدة، عاوزاك تكون عندي دائمآ.. حماد : تاني رجعنا؟ زينب : معاك حق .. بلاش السيرة دي.. يعني ما علَّقْتَ على التسريحة دي. حماد : حلوة خالص يازينب.. الليلة انتِ شكلك مختلف تماماً. زينب : بس الليلة؟ حماد : لا.. كل يوم.. بالجد من غير مجاملة. زينب : بس انت بتشوف نعمات أحلى مني. حماد : (يفتعل الإستغراب) جبت الكلام دة من وين؟ إنت فيك حاجات حلوة و هي فيها بصراحة حاجات حلوة برضو. زينب : زى شنو؟ حماد : ( يشعر بأنه قد تورط ) فيكِ انتِ؟ زينب : آي..الحاجات الحلوة فيني شنو. حماد : يعني.. لما بتهتمي بنفسك بتبقي حلوة للغاية. الراجل عاوز شنو من مرتو غير كل يوم توريهو نفسها بشكل جميل و مختلف؟ زينب : بس انت من يوم ما عرست نعمات مابقيت تعاين لى زى الأول. حماد : أنا؟ (يبدو ان ذلك صحيح) ما صحيح الكلام دة. زينب : بس أنا دائمآ بتجمل ليك ياحماد. حماد : دائمآ؟ يعني شنو دائمآ..؟ زينب : دائمآ يعني دائمآ. حماد : و بتتسرحي التسريحة دي؟ زينب : لأ.. بس كم مرة كدة إتسرحت كدة. حماد : أها شايفة ... يعني مش طوالي!! زينب : بس بعمل شوية مكياج وبتكحل كمان. ( ثم مستدركة ) طيب مين أحلى أكتر.. أنا ولا نعمات؟ حماد : (مرتبكاً) انتِ ولا نعمات؟ ( ثم و كأنه يتصور نعمات) (اضاءة على بيت نعمات. تأتي نعمات من خارج الغرفة وقد تجملت بطريقة أكثر جاذبية من زينب وقد أفلتت شعرها على كتفيها.. تتحرك وتترنم بأغنية، فترة ثم – تعتيم) حماد : (يتلاعب) مشكلة نعمات إنها ما بتتغير .. يعني بتحب تكون على طبيعتا. (زينب مرتاحة لهذا الكلام. يتحرك وكأنه يتأهب للرحيل فتمسك به) زينب : خلينا نلعب كوشتينة. حماد : خليني أروح يا زينب الله يرضى عليكي. زينب : نلعب باصرة دور واحد بس. حماد : ونعمات؟ المرا القاعدة تستنى.. ؟. زينب : الدنيا ما طارت .. هي عارفة إنك هنا. حماد : (مغلوبآ على أمره) طيب.. اقعدي. (تجلس على الكنبة بشكل يصبحان متواجهين ويبدآن اللعب وهما يتحدثان) زينب : بتتذكر لما علمتني الباصرة؟ حماد : بتذكر. زينب : كنت غشيمة وانت علمتني.. بقيت حسع شاطرة مش كدة؟ حماد : (يلعبان) أيوة شاطرة. زينب : بقيت أغلبك؟ حماد : بتغلب ليك مخصوص. زينب : لا لا .. أنا بغلبك بالجد.. حماد : في الأول كنت بتغلب مخصوص .. لكن بعدين بقيت تغلبيني بالجد.. زينب : و بقيت أعرف لما تغش. حماد : أنا ما قاعد أغش. زينب : ما تنكر. حماد : يعني.. مرة مرتين. زينب : المهم كنت بتغش.. بس انت ما علمتني لعب الورق إلا بعد ما عرست نعمات.. حماد : صحي يا زينب؟ زينب : طبعآ صحي.. ليه علمتني بعد ما عرست ياحماد؟.. بقينا نسهر بس بالكوشتينة. حماد : لعب الكوشتينة مع المرا حاجة لطيفة يا زينب. زينب : وعلمت نعمات كمان؟ (ينظر اليها.. ماذا يجيب؟ ذهنه يرحل إلى بيت نعمات) (اضاءة على بيت نعمات التي نراها متكئة بطريقة جاهزة للحب – تعتيم) زينب : جاوبني يا حماد.. علمتها لعب الورق؟ حماد : (يفيق، يكذب) طبعآ علمتها. زينب : (تكتشف انه يكذب) بس هي عروس، و ما حتقبل . حماد : قبلتْ.. (تعرف انه يكذب ولكنها تتناسى الموضوع) زينب : أنا بشكرك إنك علمتني .. لولا كدة كنت حأطرشق من الزهج.. حماد : ليه؟ زينب : لما بتكون عندها.. و نص الليل. ما بعرف أسوي شنو؟ بيت كبير و قاعدة براى.. بحس بالوحشة.. وكمان بالخوف. كل حركة في الشارع بتحسبها في الليل انو في زول على السطوح بيتحرك.. حرامي مثلآ. (تمثل صوت الخطوات وقد توقفت عن اللعب، وبصوت خافت) حماد : الدنيا أمان يازينب. زينب : (تعود للعب) بس الوهم مافي زول بيقدر عليهو ياحماد.. أبشع شي الوحدة.. الجنة بلا ناس مابتنداس.. عشان كدة إتعودت ألعب براى و أتصورك قدامي. ألعب بورقك وبعدين بورقي.. حتى كنت إتكلم معاك كأنك موجود حقيقي. حماد : (يستمع اليها باستغراب) و كنت طبعا برضو بتغلبيني .. مش كدة؟ زينب : ألعب براى لغاية نص الليل. على الأقل بأنسى اني براى إنك عند ديك.. في نص الليل بحس إنو نعست. بطفي النور و أرقد في السرير.. إتقلب شوية،.. قبل ما إتعلم الورق كنت ببقى اتقلب وأنابأفكر فيك وفي نعمات.. و أقعد أبكي. حماد : من الخوف؟ زينب : من الغيرة. حماد : (كأنه يسمع كلمة الغيرة لأول مرة) بتغيري منها؟ ما لازم يا زينب. زينب : ما باليد حيلة.. انت كنت لى براى. كنت لى كل الاسبوع.. السبعة أيام. هي عرفت انو عندي مشكلة و ختتك في راسا لحدي ما خلتك تعرسا. لو كنت معرس غيرها كان أحسن.. أنا وهي ما كنا متفقات طول عمرنا.. ولما طلبتها من أبوها وقفت على السطوح وقالت لي، طقي و موتي.. والله حأخليكي تموتي من الغيرة. (اضاءة على بيت نعمات وهي تحرك قبضتها على راحة يدها الأخرى بلؤم – تعتيم) حماد : نعمات قالت ليك كدة؟ زينب : أيوة حماد : حاسألها زينب : اسألها.. بس هي طبعا حتنكر. (تنتهي جولة لعب الورق. يعدان النقاط فيظهر انه هو الرابح. يبتسم) حماد : أنا الفايز. زينب : (سعيدة بذلك) بقيت شاطر .. كمان جولة حماد : (ينظر في ساعته، لقد تأخر كثيرآ) لا يازينب الله يرضى عليكي، تأخرت كتير. زينب : (ينهض، هي تجمع الورق وتبعده) طيب بلا لعب ورق.. (تتمسك به) خليك شوية. حماد : (بنزق) يازينب خلاص كدة.. لازم أمشي. زينب : عشان خاطري.. عشان غلاوتي عندك.. الله يخليك،.. (يدفعها عنه ويهرع إلى الباب. تكاد تسقط على الكنبة، تنهض وتلحق به وهي تناديه) حماد.. روحي.. حبيبي.. الله يخليك ياحماد تستنى شوية. (تمسك به وهي في حالة يرثى لها) حماد عاوزة شنو تاني يا زينب.. جننتيني الليلة؟ زينب : خليك عندي بس الليلة.. حماد : ليه.. بس قولي ليه الليلة بالذات؟ زينب : الليلة أنا ما بعرف شنو الحاصل على.. خايفة أبقى براى.. (يبدو انها تبكي فيرى دموعها. يتوقف عن الهرب منها) حماد : قاعدة تبكي يا زينب؟ زينب : ما قاعدة ابكي (تمسح دموعها بسرعة وتبتسم) ما قاعدة ابكي.. شوفني.. أها حماد : حسع أعمل شنو أنا؟ زينب : ارجع اقعد الله يخليك. حماد : (برجاء) أنا لازم أمشي يازينب.. مضطر أمشي، نعمات قاعدة تستنى. (تنحني على يده لتقبلها) زينب : أبوس ايدك.. انت بس سايرني الليلة. حماد : ربع ساعة.. زينب : طيب.. ربع ساعة. حماد : حسبي الله ونعم الوكيل. (مغلوبآ على أمره يبتعد عن الباب. يلقي نظرة طويلة على زينب بينما هي تمسح عينيها ) زينب : (دون ان تستدير) اقعد ياحماد، استناني شوية. (تخرج، هو مستاء. لا يطيق القعود.. يجلس أخيرآ وينظر إلى ساعته) (اضاءة على بيت نعمات، تبدو نائمة. تستيقظ وتبحث بعينيها عن حماد.. تنادي) نعمات : حماد.. حماد.. (تعرف انه لم يأت. تجلس وهي مستاءة – تعتيم) (حماد جالس على الكنبة، مرفقاه على ركبتيه ووجهه في كفيه. حالة خضوع لشيء يجري غصبآ عنه) (صوت موسيقى راقصة من مسجل .. يستقيم وهو ينظر إلى جهة الباب ..زينب وقد ربطت خصرها بطرحة، تمسك براديو مسجل يعمل على البطارية. تبتسم له لترضيه ليبقى. تضع المسجل وتأتي وتقف امامه وفي منتصف الغرفة تستعد للرقص ... تبدأ بالرقص. تقوم بكل حركات الراقصات اللائي تراهن في محطات التلفزيون. تقترب منه وتبتعد عنه كأنها تغويه. تقف منفرجة الساقين وتميل جذعها إلى الخلف. يتحول استياؤه إلى انشراح فيبتسم لها ويضع رجلآ على رجل و يشعل سيجارة و يشرب ما تبقى من كباية الشاى ، تنتهي الوصلة الموسيقية فتنهي رقصها بطريقة احتفالية ثم تطفئ المسجل وتأتي اليه. هو يصفق لها) حماد : دة شنو يازينب.. بقيتي متطورة..؟ بقيتي تقلدي ال بتشوفيه في التلفزيون؟ زينب : يعني مبسوط؟ أرقص ليك تاني ؟ حماد : لا كفاية .. أقعدي. (تنـزع الطرحة عن خصرها وتجلس إلى جانبه سعيدة جدآ لأنه راضٍ عنها) زينب : نعمات بترقص ليك؟ حماد : (يتفاجأ من السؤال) نعم..؟ بترقص لي؟ (اضاءة على بيت نعمات باللون الأحمر. موسيقا راقصة. نعمات بقميص نوم جريء وهي ترقص كأنها ترقص له. تعتيم) زينب : مين أحسن.. أنا ولا هي؟ حماد : (يحاول ان يكون محايدآ) ما في واحدة أحسن من التانية... زينب : أنا بقيت أعرف أحكي قصص من راسي تنفع يسووها مسلسل في التلفزيون. حماد : (مستغربآ) قصص؟ كيف يعني؟ زينب : ابو زيد الهلالي.. عنترة.. ألف ليلة وليلة.. الزير سالم... ود ضحوية .. قيس و ليلى حماد : و من وين إتعلمت دة كلو؟ زينب : من أختي فاطمة. بتقراهن من الكتب.. كل ما أروح عندهم و تشوفني زهجانة بتحكي لي حكاية.. حماد: ما شاء الله .. و حفظت كل القصص؟ زينب: تحب أحكي ليك واحدة منهن؟ حماد: لا..لا.. بعدين.. بعدين. بكرة. (ينهض ليذهب. هي تلحق به وتتمسك به وبرجاء حار) زينب: الله يخليك.. ما تسيبني الليلة. حماد: أديني خاطرك يا زينب.. الله يخليكي خليني أروح.. (ينظر في ساعته) إتأخرت كتير .. روحي نومي . زينب: أنا خايفة، خايفة الليلة أموت.. خليك عندي، إيه رأيك أشوي ليك شوية لحمة ؟. ولا أقول لك .. أعمل لك شوربة. حماد: أنا ما عاوز أي حاجة .. عاوز أمشي و بس. زينب: تعال نشغل المسجل و نسمع أغاني زمان ال كنت بتحبها. حماد: بكرة يا زينب (يفتح الباب فتتوقف عن التوسل) زينب: (تبكي وتصرخ بصوت مخنوق) حماد.. خليك يا حماد .. حاسة إني مخنوقة و بموت. ( صوت انصفاق الباب الخارجي)
(ترتجف لصوت الباب. تظل فترة على وضعها ثم تتحرك بتثاقل،. تمسح دموعها. تقف في منتصف الغرفة تشعر بالوحشة. تجلس على الكنبة وتحتضن ركبتيها.اصوات غريبة ومخيفة تعبر عن وحدتها وهواجسها).
(اضاءة على بيت نعمات، نراها واقفة وقد تملكها الحنق والغضب على تأخر حماد، تنظر مرة إلى ساعتها وتنفخ) (صوت انصفاق الباب الخارجي، لقد وصل حماد، تدير نعمات ظهرها إلى الباب الذي سيأتي منه حماد وهي غاضبة، يدخل حماد. يراها على هذا النحو،. يقترب منها يريد ان يكلمها، ترفض التكلم معه لأنها حردانة. يجلس عند ساقيها ويمسك بتلابيب ثوبها يتمسح به، يطلب الغفران مطأطئ الرأس. يبقيان على هذه الوضعية) (فترة ثم تعتيم) النهاية
* المسرحية من أعمال المسرحي نهاد سيريس و قد قمت بسودنتها بالكامل من عمله المتقن.
(عدل بواسطة ابو جهينة on 08-22-2006, 12:28 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الزوجة الثانية (مسرحية من فصل واحد .. إهداء إلى جمعية المسرحيين بالرياض). (Re: ابو جهينة)
|
الريئس ابوجهينة كل عام وانت بخير نشكرك على اهدائك المسرحية لجمعية المسرحيين بالرياض وكل الفرقة تشكرك على ذلك وتتمنى منك ان تتشرف بزيارة الدار وانت بتعرف موقع الدار وانا على لسان الفرقة وانا السكرتير الثقافي اقدم ليك الدعوة وانت خلاص صرت عضو فى الفرقة انك تجى وتقراء لينا المسرحية (وحلوا الكلام فى خشم سيدوا ) عشان نتناقش فى المسرحية وتعرف اراء جميع اعضاء الفرقة
| |
|
|
|
|
|
|
|