|
يا مهدنا الذاخر .. و لحدنا المسبوق
|
( من أرشيفي .. لروح أمي الغالية التي كانت تمنح شهر رمضان نكهة أخرى )
وَهْنا على وهن و نصْب عينيكِ اليقين ،، و أنتِ أقوى الناس على ما تحملين و ما تضعين .. و عنْكِ قال الحبيب الأمين : أنت .. ثم أنت .. ثم أنت ( فهنيئا ( لآمنة ) التي شرَفتْ بكََ حواء ... و أكْرَمَتْ بكَ كل الأمهات .. و عنكِ قال المسيح إبن مريم ( و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا ).. و الجنة بما حوتْ هي حوضك المورود .. و بساط تحت أقدامك مفروش و ممدود ... لا تسْعين إليها و لا تطمعين .. بل تأتيك طواعية بعظمة السر الإلهي المبذور بين أحشاءك مُضْغَة و جنين ... يا بارية القوس ،، و نِعْم الباري أنتِ ،، فقد قوَستيه و شدَدْتِ الوَتَر إليك و أطلقتِ سهما صائب التسديد ،، فأصبْنا كبد الحياة برميتك السديدة ... أيا عِلْم الصين و حكمته ،، أتيتِ بهما في عقر دارنا و فناءه ،، فكفيتينا عناء السفر و شر وعثاءه طلبا للمعرفة و النهل من ينابيعه. يا مَهْدَنَا الذاخر بعلم الأتقياء و الصالحين ،، و يا لحْدَنا المسبوق بدعوة العفو و العافية ليوم الدين .. يا نهْج المدارس دون إعدادٍ و كُتُبٍ و أوراق ، و يا دواء النوائب دون سحر و ترياق : ها نحن نجيماتك ندور في فلك شعب طيب المَنْبَت و الأعراق ... أَعطوا الخبز لخبازه ، فكنا خبز يديك ، كنا سنرضى بنصيبنا و أَيْم الله و لو أكلتِ نصف خبزك أو حتى كله و لم يتبق منا شيء ،، و لكنك إكتفيت من الغنيمة بإبتسامة رضا و شكر و عرفان للخالق الأوحد .... نَخْفِضُ لك أجنحة الذُل من الرحمة بأمره سبحانه و تعالى ،، نتذلل للمولى علَنا ندرك سمو مراتبك عنده عز و جل ... و أول دعوانا أن يرحمك الرحمن ،، و آخر دعوانا أن يشملك برحمته كما رعيتينا صغارا زُغْب الحواصل لا ماء يبل عطش الحياة و لا شجر نستظل به من هجير هذا المعترك ... و عليك السلام ليوم يبعثون .. و دعواتنا لك بالمغفرة بعدد أشهر حِمْل كل نساء العالم ... دعواتنا لكِ بالرحمة بعدد ليالي سهر كل أمهات الدنيا يُهَدْهِدْنَ أطفالهن في حجورهن لا يطرف لهن جفن .. و محبتنا الأبدية لك بحجم كل آمالهن المرسومة في خيالاتهن يطرزنها لمستقبل أيام الفلذات و الأكباد. أنتِ يا أمي ... و المجد و الرحمة و التجلة لكل الأمهات ،، الأحياء منهن و الأموات ...
|
|
|
|
|
|