دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
حلو مر .. و خم رماد .. و نداء إلى العواسات
|
أظن غير جازم أن طريقة عمل ( الحلو مر ) تتلخص في الآتي حسب علمي : تنقع الذرة الحمراء في الماء لفترة بسيطة ثم تفرش على شوال و تغطى بشوال آخر ثم يرش عليها الماء كلما جف سطح الشوال العلوي حتى ( تقوم زريعة ) و الزريعة هي النبتة التي تنمو متسللة عبر حبة الذرة و تكون غاية في الرقة و الليونة و خضراء اللون .. تجفف الذرة بزريعتها في الشمس ثم إلى الطاحونة ثم يلخ كعجين بعد وضع عدة أنواع من البهارات ثم تتجمع النسوة حول عدة صاجات للعواسة في جلسة ونسة و ( شمار ) تنتهي بكوريات مترعة بالمشروب اللذيذ .. ثم يتواعدن لعواسة الحلو مر عند التي تكون قد جهزتْ كل هذا و ذاك ..
هذا كان أيام زمان .. و هي أيام لن تعود .. تما لن تعود ثم دخل الحلو مر عالم التجارة و نافس بقية مستلزمات السودانيين بالخارج و الداخل فصار يباع لربات الخدور و المغتربات ( Ready Made ) ..
و أنا من هنا أوجه هذا النداء إلى كل ربات البيوت و العواسات التجاريات ..... لماذا لا يتم الآتي :
( أولا ): يتم عمل العجينة بالطريقة أعلاه ثم تتم دَرْدَمَتها في كُرَات ( مثل الدلكة عطِرة السيرة و السريرة ) .. ثم تجفف هذه الكرات و تعرض للبيع .. و ما على ست الدار إلا أن تضع قليلا من الماء على الكورة المدردمة و تذيبها و تلخها و تعوس وقتما شاءت .. و هذا يوفر جهدا و عرقا مصبوبا أمام الصاجات و يوفر وقتا و يحفظ الحلو مر من ( التكسير ) الذي يصاحبه حتى في الكراتين .. أتتني هذه الفكرة بعد تلفون من عديلي الدكتور محمد عبد اللطيف بالرياض يذكرني بوصول كرتونة لي من السودان فذهبت بالأمس و إستلمت من بنتنا ( فاطنة بت الصديق ) البطحانية كرتونة من الحلو مر أرسلته لي من السودان و من قلب الجزيرة بنتنا الهميمة ( سارة بت الصديق المشهورة في تلك النواحي بالرسالة ) أطال الله عمرها و قوَاها على خدمة الحاج البطحاني الصديق ود أحمد و معه الحاجة الفنجرية الحرم بت العمدة.. آمين .. خلي بالك يا الرسالة من البقرات و العجول ..
ملاحظة : نرجو عدم وضع الدلكة و كرات الحلو مر في مكان واحد حتى لا يختلط حابل هذا بنابل تلك .. و ناتج الدربكة هذه و اللخبطة معروفة سلفا .. فلو حدث تبادل للكرات فقد لا يصوم صاحب البيت بقية الشهر نظرا لما سيصيب نظامه الهضمي و ما جاوره و منتجاته من تسيب قد لا يمكن التحكم في مجريات أموره.. و بالتالي سيصاب جلد ( المُدَلًك بكرة خاطئة ) بحساسية و جفاف بشرة لن ينفع معها ( دوف ) .. أو ( فيري أند لفلي ) ..أو حتى الكرة العطرة الأخرى المهيئة لتلطيف بشرتنا المكدبة بفعل مناخنا الديمة قاسي قلبو علينا..
( ثانيا ) : يمكن إضافة مسحوق ( تانك ) بنكهاته المختلفة إلى عجينة الحلو مر قبل التجفيف .. و في حالة عدم وجود ( تانك ) يمكن تجفيف قشر البرتقال أو المنقة أو الليمون أو اليوسف أفندي أو الموز أو مسحوق النعناع الجاف أو حتى النبق و الدوم و إضافة المسحوق للعجينة قبل تجفيفها و تكويرها .. و النتيجة فتاكة .. طبعا ليس بالصائم و لكن بالعطش ..
على سيرة ( الحلو مر ) .. هل سألتم أنفسكم و أنفسكن هذا السؤال : من هذه العبقرية التي تفتق ذهنها عن هذا المشروب ذو التركيبة الذكية و المفعول العجيب ؟ مائدتنا السودانية رغم فقرها و عدم تنوعها .. فهي تمتاز ( بسعراتها الحرارية المتفاقمة ) .. ففي رمضان تتصدر العصيدة بأنواعها كل الموائد و ( الصواني ) .. و ينافس صحن البليلة صحن التمر و جك الحلو مر و الآبري .. و تتفاوت نوعية الموائد في مناطق السودان ، من قراصة إلى كسرة ( تعددتْ العُوَاسات و الغموس واحد ) .. فكل ( الحلل ) تتنفس الويكة مفروكة وحمراء و تقلية و دمعة بلونيها .. و كلها تتمتع بسعرات حرارية عالية .. في السودان و خاصة في القرى و الأرياف و الأمصار لا نعرف كخضروات إلا الملوخية و البامية و الرجلة و الكوسا و الفاصوليا و الباذنجان و البطاطس و ملاح الورق و لسان الطير و بضعة أوراق من الخضروات .. صيفا و شتاءا .. رمضانا و أعيادا .. مع أن تربتنا يمكن أن تنتج كل خضروات و فواكه الدنيا ..
هناك أصناف خشوم بيوت في العاصمة و بعض المدن الكبيرة : مثل : الكنافة و البسبوسة ( ريقي جرى ) .. و مثل الجاتوه ( جاتو مصيبة في تمنو ) .. و مثل المحشيات بورق العنب و الكرمب ( الملفوف ) .. و الزهرة ( التي تضارع السمك في طعمه و نكهته و هو خضار رخيص و متوفر و ينبت في كل الأجواء ) .. أما تلك الصواني التي تدخل الفرن .. مثل الحمام بالفرن .. السمك بالفرن .. بطاطس بالفرن .. مكرونة بالبشامل .. فكلها صواني شبه معدومة على موائدنا .. في حين أنه يمكن إدخال أطعمة كثيرة للفرن بتكلفة لا تتعدى بضعة جنيهات .. مثل البامية باللحمة بالفرن .. تأكل صوابعك حتى نهاية المرفق وراها .. نحن لا نعرف الفرن إلا عندما يقترب عيد الفطر .. نهرول إليه بصواني الكعك و البسكويت و الغريبة و هَلُم عَجْنا .. بيوتنا في السودان مهيئة لبناء أفران عادية تعمل بالغاز أو الحطب أو الفحم .. و الحيشان مؤهلة لإستيعاب هذه الأفران و روائحها الزكية بدلا عن هذا الكم الهائل من العناقريب ... نعرف في السودان ( سلطة الأسود و السلطة الخضراء ( المشكلة ) و سلطة الروب فقط ) .. في حين أنه يمكن إبتكار سلطات عديدة من خضرواتنا ..
سؤال : يا أخوانا شنو أحسن حاجة للسحور بشرط ما يحصل حرقان الصبح ؟ العزابة يمكنهم المشاركة ... سؤال تاني : من أين جاءت كلمة ( خم الرماد ) ؟ غايتو السودانيين بيقولوا خم الرماد و هم بيخموا ليلتها حاجات تانية لا تَمِت للرماد بصلة .. لا في اللون أو الشكل .. غايتو عندنا حاجات تحير إبليس و قبيلته ...
كل عام و أنتم بخير .. و صوما مقبولا ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حلو مر .. و خم رماد .. و نداء إلى العواسات (Re: Agab)
|
الأخ العزيز Agab
كل عام و إنت بخير و سلام كبير لك
طبعا الحلومر مش كل الناس يبحبوه .. و لكن هو المشروب الأول الذي كسا طبقة ألسنتنا منذ الصغر فتعودنا عليه و أدمناه و سنظل .. و أكيد هناك بدائل للأجيال التي أتت بعدنا .. فأولادي و بناتي لا يستسيغونه .. شكرا على إقتراح الرقاق .. و لكنه يتركك حوالى الساعة 12 ظهرا و قد إعتصر الجوع كل أحشاءك .. مافي حاجة تقعد في البطن زى الكتلة لغاية العصر مثلا ؟ تسلم و أرقد عافية
| |
|
|
|
|
|
|
|