كَوْن السودان ( كحَلَّة الكمونية ) .. بعض قِطَع الكرشة و المصران فيها لا تزال تحمل رائحة الروث و رغم ذلك فهي ( طاعمة ) دون أن يتجرأ المتذوق للرجوع بمخيلته عن جذور هذه الرائحة أو التفكير فيها أصلاً فهو إن فعل ستذكره بأصل الرائحة و ستصفعه الحقيقة
***
إستفزني نبأ غريب أتاني بالأمس القريب .. فقد تم تنصيب إبن ال 19 ربيعاً على مشيخة والده الذي توفى إلى رحمة الله و بذلك صار شيخ الحلة و بيده الحل و الربط بينما أخوه البالغ من العمر 35 عاماً حي يرزق ومتفقه في الدين و مشهود له بنقاء السيرة و السريرة. أما النقطة السوداء في سيرته الذاتية هي أنه ( إبن سرية ). *** السوداني بين ( حرٌ كعبد ) و ( عبد كحر ) و ما بين هذا و ذاك ( فهو موسوم بلعنة العِرِق ) ؟؟ : المعضلة الساذجة المعروفة التي يتداولها الناس بمقولة ( أيهما أتى أولاً : البيضة أم الدجاجة ) ... يستعمل البعض نفس أدواتها عند تناول المحصلة النهائية لهويتنا السودانية.. فتنتهي السجالات المحمومة و الأحاديث المُغْلقة و المغلَّفة بما تنتهي به المقولة المذكورة مع إضافة جملة لا تعني كلماتها الكبيرة لفظاً : كلنا سودانيين و كلنا واحد. بينما الحقيقة تقف عارية تنضح بجملة تُرَدَّد سراً و أحياناً علناً : كلنا سـودانيين و لكن كل (قرد يطلع شجرتو) ، و ما أكثر الشجر الذي يسهل تسلقه. الهوية السودانية و البحث عن مسمياتها و تصنيفاتها لا تقل سذاجة عن محاولة تفكيك مقولة البيضة و الدجاجة ، و في نفس الوقت تندرج مسالكها تحت المسائل الوعرة التي تتطلب من الفئات المستنيرة أن تتناولها بشيء من التجرد و إرجاع الأمور إلى نصابها و أصولها ثم العمل على أن يتصالح الجميع مع أنفسهم و من ثَم إثراء مفهوم كلمة ( سوداني ) بكل زخمها الذي لم يؤدي الناس إلى الآن ضريبتها المعنوية و النفسية و لم يعطوها حقها الكامل من الفخر و الإعتزاز. رأي الطبقة المستنيرة : دائماً ما تكون مسألة التمييز العرقي ناراً تحت الرماد ، يتشدق معظم مثقفونا بأنهم ضد أي إستعلاء أو تمييز عرقي ، و لكنهم عند أول محك نجدهم قد إعْتَلوا أبراج التمييز العرقي و لا شيء يحفظ ماء وجوههم سوى التستر خلف قناعة المُسْتَعْلَى عليهم بأن ( ساقية ) التعالي ( مدورة ) إلى ما شاء الله ، و أن إستنارة هذه الطبقة ما هي إلا طلاء رقيق سرعان ما يزول و يذوب بفعل حرارة الإستعلاء المستدام. فالمساواة كلمة يستهلكها الجميع بينما يتمترسون خلف القبيلة و نقاء الدم و فرز كيمان النسب و الحسب لا يردعهم دين أو نواميس الإنسانية. السخرية المغلفة و سخرية التنفيس : و الغريب في الأمر أن بعض السودانيين يتناول مسألة الإستعلاء العرقي أو يمارسه بنوع من السخرية التي لا تصل بالقضية إلى أي حد أو مستوى .. سخرية لا تعرف إن كانت تثبيتاً لمعلومة أو تشتيتاً لمعالمها و ثوابتها. فمن المعروف أن السخرية من الشيء قد تنبع من ذروة الغضب أو منتهى التشبع بالمنغصات كنوع من التنفيس و الترويح عن زخم ما يترسب في الروح و النفوس.. و لكن سخرية غالبيتنا من أمر الهوية تنبع من : 1. إما من إستعلاء عرقي بحْت ( سنأتي إلى تفصيله ). 2. إما من نقد ذاتي للأصول و الجذور مشوب بإستعلاء حذِر ( و هو نقد يتيح مساحة للتراجع عن هذا النقد إن دعا الداعي لذلك. ) في رحلة بقطار ( كريمة ) المتجه إلى كريمة ....... جلستُ في الدرجة الرابعة المشهورة بإنفتاح ( الونسة ) فيها و التي تطال كل ركاب عربة القطار. كان هناك خليط من الركاب و جُلَّهم من أهلنا الشايقية .. و عدد من ما نسميهم جزافاً ( عبيداً ) .. مازح أحد هؤلاء أحد بني جلدته قائلاً : أنا أحسن منك .. أنا عبد جروف و إنت عبد بندر. فإنفجر الجميع ضاحكين بمن فيهم ( عبد البندر ) و ( عبد الجروف ) .. هذه سخرية من الذات.. كالذي يندب حظه علناً أو كمن يُعَلق بطاقة هويته على رقبته.. و لا ترقى بالطبع للسخرية الإستعلائية. على سبيل التعبير عن التضامن مع المستعْلَى عليهم من أمثاله و إظهار عدم الرضا من المستَعْلي فإن بعض المستَعْلى عليهم لا يقبل بأي سخرية ذاتية إلا مِن مَن هم على شاكلته ، و لكن إن أتتْ من غيرهم فتلك مسألة أخرى .. حتى في أمريكا .. يقبل السود بكلمة ( Niger ) من شخص في لونه و لكن لا يقبلها حتى من صديق أبيض. فإطلاق الصفة العرقية من شخص يحمل نفس الصفة تُعتبر نقداً ذاتياً ساخراً ، أما من الغير فهي ترْقى إلى مصاف ( الشتيمة ) و التبخيس. و بما أن الشيء بالشيء يُذْكر .. فالعم ( فائد ) من نسْل أسرة كانت مملوكة لأسرة في قريتنا. الشيء المعروف أن معظم قرانا في الشمال لم تمارس فعلياً مقولة ( إذهبوا فأنتم أحرار ) و لم ينطقها أحد من مالكي الرقيق .. و لكن كل هؤلاء المملوكين إنطلقوا أحراراً إبتداءاً من الجيل الذي قبل السابق تلقائياً و إنفلتوا من ربقة العبودية و عاشوا بين ظهرانيْ الأهالي هناك إنطلاقاً من مفهومٍ ساد هذه الأجيال ، و هو مفهوم يؤمن بنوع من المساواة و إن كانت هذه المفاهيم لا زالت تشوبها بعض الممارسات العرقية. العم فايد من الجيل السابق رحمه الله. كان لماحاً و سريع البديهة و لا يبحث عن الإجابة على أي سؤال. كنت أقول دائماً أنه لو نال فرصة التعلم لصار شخصاً آخر. أتى العم فايد للسعودية و كانت أولى ملاحظاته أن قال : الحمد لله كلنا هنا عبيد. جملته التي أضحكتْ الكثيرين و وضعوها ضمن قفشاته و تلميحاته الكثيرة ، لم يفطنوا إلى مغزاها البعيد. ففي السودان كلمة ( عبد ) تراوح معنى العرق أو اللون أو صفة المملوكية القديمة. و لكن في بلد كالسعودية حيث يتعدى الأمر كل ذلك أيضاً ليطال حتى معاملة أرباب العمل ( الكفلاء ) للذين يعملون معهم من أجانب العالم الثالث فقط ( إن لم يكونوا كلهم فالغالبية العظمى منهم ) بممارسات مُقَنَّنـَة تفوق في تأثيراتها النفسية السلبية كل ما عرفته الإنسانية من رق و إستعباد. كَوْن السودان ( كحَلَّة الكمونية ) .. بعض قِطَع الكرشة و المصران فيها لا تزال تحمل رائحة الروث و رغم ذلك فهي ( طاعمة ) دون أن يتجرأ المتذوق للرجوع بمخيلته عن جذور هذه الرائحة أو التفكير فيها أصلاً فهو إن فعل ستذكره بأصل الرائحة و ستصفعه الحقيقة : و بوجود و بروز سمات العرق الزنجي في كافة أهل السودان من (الشعر الأكرت ) و ( الأنف الأفطس ) و البشرة ( السوداء أو السمراء ) فإن غالبية الذين يُرجِعون أنسابهم و إنتماءهم لقبائل أو أسماء عربية في الجزيرة العربية ما هو إلا تمسك و تعلق بأهداب ببعض الإستعلاء الذي كان يمارسه الغزاة من العرب ( و بالطبع يندرج ذلك على الإستعلاء التركي و ما خلفوه من دماء في بعض الأسر و القبائل) .. فالعرب كانوا ينظرون إلى أنفسهم بأنهم بدخولهم السودان و تزاوجهم مع ( الزنوج و النوبة و بقايا الأحباش ) فإنهم قد سكبوا في دماء هذه القبائل شرف اللون و اللغة و الدين و بالتالي الإنتساب هذا المبتور. و بإنزواء العرق العربي و بقاء ( بعض من دمائهم بنسب متفاوتة في بعض القبائل ) فإن المتشبثين بنقاء الدم العربي فيهم يجب أن يقارنوا بين السوداني ( كعربي ) و اللبناني كعربي على سبيل المقارنة و المثال. فلو إستثنينا اللغة فإن كل المؤشرات تقول بأن هذا الأسود الذي يتكلم بفصاحة العرب ما هو إلا ( إفريقي أسود بلسان عربي مبين ) و أنه لمن الفخر و دواعي الإعزاز أن يتكلم شخص بمواصفاته الشكلية و الخَلْقية بلغة القرآن و لغة العاربة و قحطان .. بينما شرف إنتمائنا يجب أن نرُده إلى كينونتنا الحالية كسودانيين ، و سودانيين فقط بدمائنا ( الكوكتيل ). يبرز هنا أيضاً سؤال : ماذا لو كانت لغة الأمهرا أو التغراى مثلاً قد طغتْ على ألسنتنا رغم وجود الدم العربي و اللغة العربية ،، كالعفريين بالصومال و جيبوتي الذين يحتفظون بلهجاتهم الموغلة في المحلية بينما يؤكدون وجود الدم العربي فيهم بنسب تتساوى مع بعض قبائلنا التي تُرْجع أصولها للحسين بن على كرم الله وجهه و إلى قبائل عدنان و قحطان ؟ صناعة سودانية تشكو البوار : من اللافت للنظر هو إستعلاؤنا الذي يذكرني بذلك الطوق المغناطيسي الذي يلبسه بعض المطلوبين في أمريكا ليتم تحديد أماكن تواجدهم في نطاق معلوم للشرطة ، فلا يغادر لابس الطوق المكان المحدد له و إن حاول إختراق نطاقه فإن كل شرطة المنطقة تعلم بأمره .. فيعيدوه صاغراً. و هذا ما كان من إمر إستعلائنا .. إستعلاءٌ لا يتجاوز حدودنا الجغرافية و جغرافيتنا البشرية ، لا تتعدى حدود التعامل داخل الوطن و لكن خارجه فإن جرس الزنوجة سرعان ما يتم تعليقه على رقابنا لتموسق رناته جنبات إنتمائنا اليتيم.. إستعلاء موغل في المحلية بينما ينهال علينا نفس الإستعلاء في كل الدولة العربية مهما حاولنا أن نلحق بآخر عربة في قطار العروبة و الذي يجعل كل الأنوف متساوية حتى و إن شابهتْ أنوف أصحاب الدماء الزرقاء.. حتى ( الحلبي ) منا هو عبد و لو توهج بياضاً أو وقف لونه نِدَّاً لألوان السادة و النخاسين. إنتماء بلا وجيع و وجعٌ منتمي أو : ( إنتماء مبتور كالحب من طرف واحد ): و هو إستعلاء موسوم بإنتماء غير موثَّق في أضابير التاريخ السوداني بشكل يستند على علم الأنساب أو تسلسل الأسماء ، و لكنه إنتماء يستند على أسماء تتناقلها الأسرة عن الأسرة و الأب عن الجد و الكابر عن الكابر و كلها أنساب و أسماء تصب في صحاري الجزيرة العربية و مضاربها و قبائلها ، بينما لا نجد بالمقابل أي بحث للجذور التي رماها أجداد أهل الجزيرة العربية في غيابة عتامير السودان و أحراش غاباته و صحاريه و تلاله و جباله ، و كأنَ هؤلاء الأجداد من الجزيرة العربية قد أتوا فقط فاتحين و مُحَسِّنِين للنسل أو أنهم قضوا أوطارهم ثم إنطلقوا إلى جهة أخرى يجربون فيها فحولتهم و يمزجون حيَامِينَهم بأعراق أخرى . لا أحد من العرب العاربة يبحث عن جينات أجداده المدلوقة في أرحام هؤلاء الأفارقة ، و كأن أجدادهم هؤلاء قد دلقوها مع ماء ( قِرابهم ) فإنسربتْ بين طيات الرمال أو كأن بذورهم التي بذروها قد إندثرتْ بمجرد إغتسالهم من ( رجس الجنابة ) بمياه النيل و ( الفولة ) و ( العِدْ ) و من ثَم َّ إستودعوا ( الركوة ) سر حمْل زوجاتهم و سراريهم ثم بعدها يمموا شطْر الكعبة يسألون الله المغفرة حيث أنهم أسكنوا من ذريتهم بوادٍ ذاخرٍ بالزرع و الضرع و نفوس تعتلج في بوتقة الهوية المفقودة و أرواح مسكونة بوسواس الهوية الخناس. من المفارقات أن نجد أشخاصاً من دولة كالـ ( المَجَر ) يأتون من أقصى شمال أوروبا باحثين عن بذرة بذرها رجل منهم بإحدى فروع الحلفاويين و كوَّن فرع ( المجراب ) .. قابلت ( مجرياً ) كان مع فوج سياحي لزيارة ( قصر الحمرا ) بمنطقة الأندلس بأسبانيا .. فدار بيننا حديث طال ( المجراب ) و تاريخهم فدهشت لما يعرفه الرجل عنهم و عن منطقتهم و تاريخ دخول ذلك المجري لبلاد النوبة و البعثات المجرية التي زارت المنطقة و الباحثين و المهتمين. كان يتحدث بإنبهار خاصة بعد أن عرف أنني نوبي و منطقتي قريبة من وادي حلفا. إتكاءة : ( بلح الشام و عنب اليمن ) : أُعْجِب الغراب ذات مرة بلون الطاوؤس .. فدهن ريشه بألوان زاهية و إندسَّ مع سرب الطواويس.. و عندما حاول تقليد أصواتها و مشْيتها عرفته و طردته من سربها شر طردة .. و عاد الغراب إلى الغدير حزيناً ينظر في سطح الماء إلى ألوانه التي لوَّن بها ريشه .. فأنكرته أسراب الغربان و نقرته بمناقيرها حتى مات. و نحن الآن نقف في برزخٍ نتوسط الطواويس و الغربان .. فلا طواويس العروبة تعترف بألواننا حتى و إن جعلناها ( فسفورية ) و لا سواد غربان إفريقيا تعترف بنا لأنها تدمغنا بتهمة الدم الممزوج. و هو أيضاً إستعلاء عرق على عِرْقٍ ، بحيث يمكننا تشبيهه بنظرة ( الأعور ) للأعمى .. فالأول قد يصير ملكاً على مملكة الثاني بينما الأول نفسه مهدد باللحاق بالثاني في أي سانحة خاطئة أو مقصودة.. إستعلاؤنا ( الأعور ) تكمن مشكلته الكبرى في أنه إستعلاء ( أعمى ) لا يُدْرِك بأن مَنْ يَسْتَعلي عليهم هم ( عيْنه الأخرى المطموسة ) .. فكلنا في ( الإنطماسُ ) سودانُ . إذن هو إستعلاء ( أعور ) يتكيء على ( عصا إنتماءٍ نخره السوس ) بينما هو في أغفاءة كاذبة كنَوْمة الدجاج ينام محتضناً أحلام إنتمائه و يصحو على واقعه .. و هو إستعلاء يسنده إنتماء لعرقٍ متنامي الإستعلاء على كل الأعراق .. فذاك مصري سليل فرعون و ذاك شامي ذو أصول فينيقية و ذاك حجازي من بقايا و مخلفات الحجاج و هذا زيْدي و لَحْجي و هلُم دماءاً غير نقية ..
كانتونات التمييز العرقي : من المضحك المبكي أن نجد أن الإستعلاء العرقي و التمييز في السودان يتنوعُ تَنَوُّع مناخنا و مناطقنا الجغرافية. ففي الشمال قطنتْ قبائل ( عربية ) و سكنتْ مع القبائل ( النوبية ) .. الفرق الوحيد بين العرقين بأن النوبة يمتلكون السواقي و الجروف .. أما العرب فهم تجار أو زراع أو مهن أخرى .. و المفارقة بأن النوبة يطلقون على الشخص ( النوبي منهم ) و الذي يكون بلا أرض أو نخيل أو جروف ، يطلقون عليه لقب ( آراب ) .. يعني مثله مثل العربي .. الذي لا ممتلكات له تربطه بهذه الأرض. ثم ساقتني الأقدار إلى الجزيرة التي يمتلك معظم أهلها الحواشات .. و أيضاً وجدت هناك أن بعض النوبة و خاصة الدناقلة يسكنون في هذه القرى بين أهل الجزيرة ، و بما أنهم نازحون للجزيرة فإنهم لا يمتلكون حواشات بها ، لذا نجد أن أهل الجزيرة يطلقون على كل من لا يملك حواشة أو أرض ، يطلقون عليه لقب ( دنقلاوي ) ..
نسْل آدم .. في قبضة اللوائح :
معظم السود في أي بلد ديمقراطي يملكون ثقة زائدة بالنفس و هم يعلمون تماماً بأن أي نوع من هضم الحقوق أو إطلاق نعوت عرقية لها من القوانين الرادعة التي تجعل كل من يزمع أن يرتكب نوعاً من هذا الإستعلاء يفكر ألف مرة قبل أن يُقْدم عليه. و رغم هذا لا زال الإستعلاء يُمارَس بين الفينة و الأخرى و يطل برأسه هنا و هناك. مشكلة بعض المُسْتَعْلَى عليهم.. أنهم ينزوون بهذا الشعور المذل و ينطوون على أنفسهم و يمارسون ردة الفعل بطريقة مكبوتة.. فيتعالى و يتنامى هذا الشعور حتى يصل إلى أقصى درجاته فتنطلق لا تُبْقي و لا تَذَر. ( من كان منكم بلا خطيئة ... فليرمها بحجر ) .. *** و من كان منكم بدماء لا تخالطها دماء الزنج و النوبة و الأحباش.. فليتبرع بها كلها و لا يُبْقِ على قطرة منها تَشِي بهذا الإختلاط ...
(عدل بواسطة ابو جهينة on 12-23-2006, 02:05 PM) (عدل بواسطة ابو جهينة on 12-23-2006, 02:19 PM) (عدل بواسطة ابو جهينة on 12-24-2006, 04:37 PM)
12-23-2006, 02:24 PM
محمد سنى دفع الله
محمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 11025
من منا يقدر على الذي تطلبه يابوجهينة دائما ما نكتب عن الهوية او يكتب بعض مثقفي بلادي باستعلاء غريب لاتفهم منه شئيا عن الهوية لقد لمست الحقيقة المسألة هي مسألة الإنتماء المبتورة والإستعلاء البغيض ياخوي نحن وقعنا في فخ قاسي الأن نحن الفريسة تقودنا كذبة كبيرة الى الهاوية عارف يابوجهينةنحن غريبين نطلق على الناس الوهم كلمة عربي نقول ديل ماعرب ساكت وعلى الأسود عب وعلى الأبيض حلبي وحلبي تعني نورى غجري لأن الغجر كانو في السودان انزلو ابيعوا العدة ولمن اسألوهم من وين اقولو جاين من حلب وحلب كانت مدينة التجارة وقتها والشوام كان لهم الإحترام في البلد فمن نحن؟؟؟
12-24-2006, 09:03 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: دائما ما نكتب عن الهوية او يكتب بعض مثقفي بلادي باستعلاء غريب لاتفهم منه شئيا عن الهوية لقد لمست الحقيقة المسألة هي مسألة الإنتماء المبتورة والإستعلاء البغيض ياخوي نحن وقعنا في فخ قاسي الأن نحن الفريسة تقودنا كذبة كبيرة الى الهاوية عارف يابوجهينةنحن غريبين نطلق على الناس الوهم كلمة عربي نقول ديل ماعرب ساكت وعلى الأسود عب وعلى الأبيض حلبي وحلبي تعني نورى غجري لأن الغجر كانو في السودان انزلو ابيعوا العدة ولمن اسألوهم من وين اقولو جاين من حلب وحلب كانت مدينة التجارة وقتها والشوام كان لهم الإحترام في البلد فمن نحن؟؟؟
كل أهل السودان يعرفون هذه الحقيقة .. و لكنها ترقد كحمى الملاريا في المخيخ .. تمشي و تجي ..
دمت
12-25-2006, 06:13 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
لا أحد من العرب العاربة يبحث عن جينات أجداده المدلوقة في أرحام هؤلاء الأفارقة ، و كأن أجدادهم هؤلاء قد دلقوها مع ماء ( قِرابهم ) فإنسربتْ بين طيات الرمال أو كأن بذورهم التي بذروها قد إندثرتْ بمجرد إغتسالهم من ( رجس الجنابة ) بمياه النيل و ( الفولة ) و ( العِدْ ) و من ثَم َّ إستودعوا ( الركوة ) سر حمْل زوجاتهم و سراريهم ثم بعدها يمموا شطْر الكعبة يسألون الله المغفرة حيث أنهم أسكنوا من ذريتهم بوادٍ ذاخرٍ بالزرع و الضرع و نفوس تعتلج في بوتقة الهوية المفقودة و أرواح مسكونة بوسواس الهوية الخناس.
12-26-2006, 10:52 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: من اللافت للنظر هو إستعلاؤنا الذي يذكرني بذلك الطوق المغناطيسي الذي يلبسه بعض المطلوبين في أمريكا ليتم تحديد أماكن تواجدهم في نطاق معلوم للشرطة ، فلا يغادر لابس الطوق المكان المحدد له و إن حاول إختراق نطاقه فإن كل شرطة المنطقة تعلم بأمره .. فيعيدوه صاغراً. و هذا ما كان من إمر إستعلائنا .. إستعلاءٌ لا يتجاوز حدودنا الجغرافية و جغرافيتنا البشرية ، لا تتعدى حدود التعامل داخل الوطن و لكن خارجه فإن جرس الزنوجة سرعان ما يتم تعليقه على رقابنا لتموسق رناته جنبات إنتمائنا اليتيم.. إستعلاء موغل في المحلية بينما ينهال علينا نفس الإستعلاء في كل الدولة العربية مهما حاولنا أن نلحق بآخر عربة في قطار العروبة و الذي يجعل كل الأنوف متساوية حتى و إن شابهتْ أنوف أصحاب الدماء الزرقاء.. حتى ( الحلبي ) منا هو عبد و لو توهج بياضاً أو وقف لونه نِدَّاً لألوان السادة و النخاسين.
12-27-2006, 07:26 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
من المفارقات أن نجد أشخاصاً من دولة كالـ ( المَجَر ) يأتون من أقصى شمال أوروبا باحثين عن بذرة بذرها رجل منهم بإحدى فروع الحلفاويين و كوَّن فرع ( المجراب ) .. قابلت ( مجرياً ) كان مع فوج سياحي لزيارة ( قصر الحمرا ) بمنطقة الأندلس بأسبانيا .. فدار بيننا حديث طال ( المجراب ) و تاريخهم فدهشت لما يعرفه الرجل عنهم و عن منطقتهم و تاريخ دخول ذلك المجري لبلاد النوبة و البعثات المجرية التي زارت المنطقة و الباحثين و المهتمين. كان يتحدث بإنبهار خاصة بعد أن عرف أنني نوبي و منطقتي قريبة من وادي حلفا.
12-27-2006, 01:10 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
من اللافت للنظر هو إستعلاؤنا الذي يذكرني بذلك الطوق المغناطيسي الذي يلبسه بعض المطلوبين في أمريكا ليتم تحديد أماكن تواجدهم في نطاق معلوم للشرطة ، فلا يغادر لابس الطوق المكان المحدد له و إن حاول إختراق نطاقه فإن كل شرطة المنطقة تعلم بأمره .. فيعيدوه صاغراً. و هذا ما كان من إمر إستعلائنا .. إستعلاءٌ لا يتجاوز حدودنا الجغرافية و جغرافيتنا البشرية ، لا تتعدى حدود التعامل داخل الوطن و لكن خارجه فإن جرس الزنوجة سرعان ما يتم تعليقه على رقابنا لتموسق رناته جنبات إنتمائنا اليتيم.. إستعلاء موغل في المحلية بينما ينهال علينا نفس الإستعلاء في كل الدولة العربية مهما حاولنا أن نلحق بآخر عربة في قطار العروبة و الذي يجعل كل الأنوف متساوية حتى و إن شابهتْ أنوف أصحاب الدماء الزرقاء.. حتى ( الحلبي ) منا هو عبد و لو توهج بياضاً أو وقف لونه نِدَّاً لألوان السادة و النخاسين.
12-28-2006, 08:11 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
و هو أيضاً إستعلاء عرق على عِرْقٍ ، بحيث يمكننا تشبيهه بنظرة ( الأعور ) للأعمى .. فالأول قد يصير ملكاً على مملكة الثاني بينما الأول نفسه مهدد باللحاق بالثاني في أي سانحة خاطئة أو مقصودة.. إستعلاؤنا ( الأعور ) تكمن مشكلته الكبرى في أنه إستعلاء ( أعمى ) لا يُدْرِك بأن مَنْ يَسْتَعلي عليهم هم ( عيْنه الأخرى المطموسة ) .. فكلنا في ( الإنطماسُ ) سودانُ . إذن هو إستعلاء ( أعور ) يتكيء على ( عصا إنتماءٍ نخره السوس ) بينما هو في أغفاءة كاذبة كنَوْمة الدجاج ينام محتضناً أحلام إنتمائه و يصحو على واقعه .. و هو إستعلاء يسنده إنتماء لعرقٍ متنامي الإستعلاء على كل الأعراق .. فذاك مصري سليل فرعون و ذاك شامي ذو أصول فينيقية و ذاك حجازي من بقايا و مخلفات الحجاج و هذا زيْدي و لَحْجي و هلُم دماءاً غير نقية ..
12-28-2006, 09:14 AM
JAD
JAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768
من المضحك المبكي أن نجد أن الإستعلاء العرقي و التمييز في السودان يتنوعُ تَنَوُّع مناخنا و مناطقنا الجغرافية.
ففي الشمال قطنتْ قبائل ( عربية ) و سكنتْ مع القبائل ( النوبية ) .. الفرق الوحيد بين العرقين بأن النوبة يمتلكون السواقي و الجروف .. أما العرب فهم تجار أو زراع أو مهن أخرى .. و المفارقة بأن النوبة يطلقون على الشخص ( النوبي منهم ) و الذي يكون بلا أرض أو نخيل أو جروف ، يطلقون عليه لقب ( آراب ) .. يعني مثله مثل العربي .. الذي لا ممتلكات له تربطه بهذه الأرض.
ثم ساقتني الأقدار إلى الجزيرة التي يمتلك معظم أهلها الحواشات .. و أيضاً وجدت هناك أن بعض النوبة و خاصة الدناقلة يسكنون في هذه القرى بين أهل الجزيرة ، و بما أنهم نازحون للجزيرة فإنهم لا يمتلكون حواشات بها ، لذا نجد أن أهل الجزيرة يطلقون على كل من لا يملك حواشة أو أرض ، يطلقون عليه لقب ( دنقلاوي ) ..
12-29-2006, 07:20 PM
عبدالأله زمراوي
عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
Re: الهوية ... بين الإستعلاء و الإستعلاء المُرْتَد و الإنتماء المبتور (Re: ابو جهينة)
و هو أيضاً إستعلاء عرق على عِرْقٍ ، بحيث يمكننا تشبيهه بنظرة ( الأعور ) للأعمى .. فالأول قد يصير ملكاً على مملكة الثاني بينما الأول نفسه مهدد باللحاق بالثاني في أي سانحة خاطئة أو مقصودة.. إستعلاؤنا ( الأعور ) تكمن مشكلته الكبرى في أنه إستعلاء ( أعمى ) لا يُدْرِك بأن مَنْ يَسْتَعلي عليهم هم ( عيْنه الأخرى المطموسة ) .. فكلنا في ( الإنطماسُ ) سودانُ . إذن هو إستعلاء ( أعور ) يتكيء على ( عصا إنتماءٍ نخره السوس ) بينما هو في أغفاءة كاذبة كنَوْمة الدجاج ينام محتضناً أحلام إنتمائه و يصحو على واقعه .. و هو إستعلاء يسنده إنتماء لعرقٍ متنامي الإستعلاء على كل الأعراق .. فذاك مصري سليل فرعون و ذاك شامي ذو أصول فينيقية و ذاك حجازي من بقايا و مخلفات الحجاج و هذا زيْدي و لَحْجي و هلُم
الأخ سابر الأغوار أبوجهينة: هذا تحليل بعمق مشكلة الأستعلاء العرقي عندنا وقد قرأت مقالك الرصين بكل تؤدة وتمهل فوجدت محتوياته تطابق تماما ما تشكلت عندي من رؤى...
ثم أنني أناشدك ان تستمر في هذا السفر حتى نفهم جذور المشكلة ثم نجد لها الحلول الناجعة ... متعك الله بالعافية وكل عام وأنت وأسرتك الكريمة بألف خير..
12-30-2006, 09:39 AM
osama elkhawad
osama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885
عزيزي ابو جهينة استفزني من كلامك ما قلت به عن "حلة الكمونية" وهي في راينا كناية ثقافية تدل على الانصهار كنت اتمنى ان تنضم الينا في بوست: الغابة والصحراء المعروف لتدلي بدلوك معذرة اذا كان كلامي مخلا بسير البوست محبتي لك وكل عام وانت بخير المشاء
12-30-2006, 12:14 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
أولا : أزجي إليك التباريك و التهاني في عيد الفداء جعل الله أيامك كلها أعياداً. ثانياً : رغم قراءتي لك في كل ما تكتب إلا أنني دائماً أقف موقف القاريء فقط. ثالثاً : أشكر لك مرورك الذي أضفى على ( بانوراما ) الهوية هذه زخماً و أتمنى أن يتواصل.
Quote: استفزني من كلامك ما قلت به عن "حلة الكمونية" وهي في راينا كناية ثقافية تدل على الانصهار
هو كذلك عزيزي المشاء .. كناية مؤلمة و لكن كان لا بد من إيرادها..فهذا الإنصهار هو الذي يجعل من مكونات البوتقة نسيجاً و مزيجا لا تعرف فيه مكوناته الأصلية و عددها و ألوانها.. و هذا هو حال السودان .. الحالة تتطلب تشريحاً خالٍ من كل أدوات ( التخدير ) .. فالجسد يحتاج إلى ( عملية جراحية ) لا بد للمريض فيها أن يرى مواضع الألم و كيفية إستخراج غدده التي نخرتْ في عافيته طوال قرون.
Quote: كنت اتمنى ان تنضم الينا في بوست: الغابة والصحراء المعروف لتدلي بدلوك
ذاك البوست الفخم إقتحمتْه جحافل ديناصورات الكلمة .. فوقفنا على غصن شجرة نلتقط فقط.
Quote: معذرة اذا كان كلامي مخلا بسير البوست
بالعكس تماماً و ليتك كتبت أكثر هنا عن هذا الإنصهار الذي يراه البعض مخلاً بسيمفونية القبيلة . أخوك جلال أبو جهينة
إنتماء بلا وجيع و وجعٌ منتمي أو : ( إنتماء مبتور كالحب من طرف واحد ): و هو إستعلاء موسوم بإنتماء غير موثَّق في أضابير التاريخ السوداني بشكل يستند على علم الأنساب أو تسلسل الأسماء ، و لكنه إنتماء يستند على أسماء تتناقلها الأسرة عن الأسرة و الأب عن الجد و الكابر عن الكابر و كلها أنساب و أسماء تصب في صحاري الجزيرة العربية و مضاربها و قبائلها ، بينما لا نجد بالمقابل أي بحث للجذور التي رماها أجداد أهل الجزيرة العربية في غيابة عتامير السودان و أحراش غاباته و صحاريه و تلاله و جباله ، و كأنَ هؤلاء الأجداد من الجزيرة العربية قد أتوا فقط فاتحين و مُحَسِّنِين للنسل أو أنهم قضوا أوطارهم ثم إنطلقوا إلى جهة أخرى يجربون فيها فحولتهم و يمزجون حيَامِينَهم بأعراق أخرى
01-01-2007, 07:10 PM
فارس موسى
فارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357
كتابه دسمه جدا وسمينه وثمينه ،اعتبرها عيديه واشكرك عليها ومقبوله .
فى ديارنا (ديار من يسمون انفسهم بالعرب العطاوه)قبائل البقاره فى عموم غرب السودان .
يحكى اجدادنا إنهم عندما نزحوا وهاجروا شرقا بعد سقوط الاندلس إستقرت اجزاء كبيره بتونس واخرى اكبر بشاد واكثريه واصلوا المسير (جاء من هذه المفرده إسم السودانيه التى انتم لهم (المسيريه ).
كاتلت هذه القبايل المجموعات السكانيه الموجوده قبلها سمهم السكان الاصليين،كاتلو هولاء وجاورهم بالموافقه حينا وحينا بالإتفاق واحايين اخرى بالمصاهره،ولا ننفى المخاتله والقلع .
تصاهرو وانصهرو واختلطت ثقافاتهم بثقافات السكان الاصليين ولا تخفى عليك مهما كانت قوة ثقافة الاب فإن ثقافة الامهات تجد لها حيزا. يتفق اجدادنا القدامى والحاليين بان حبوباتنا كلنا الان نساء ورجالا عننا نحن المسيريه بانهن دينكاويات .
عن نفسى فخور بذلك لان الدينكا قبيله يفخر ويعتز كل من ينتسب لها دما او مصاهره .
اختم بقصه طريفه :
كنت طالبا مستجدا ضمن الدفعه 52 بكلية البوليس فى بداية 1985 وكان بدفعتنا 22 من طلاب الاقاليم الجنوبيه الثلاث(فكان الدخول بنسب للاقاليم ) فى سباقات المارثون والسرعه كنت دائما التانى او التالت الاول كان ثابت دفعتنا الفرفاره لازرو وانى من الإقليم الإستوائى.كنت انا وجاكوب متوج نتنافس على المرتبه الثانيه، انا بشبه الدينكا لكن برضو فينى رقشة ما نسميهم باولاد العرب فنادانى قائد الدفعه النقيب انذاك كمال سليمان اللواء اليوم (من اهالى البديريه ،شمال كردفان ) وسالنى بخبث ظاهر من وين يا مستجد ؟فرددت من كردفان سعادتك . فسالنى مره اخرى من وين فى كردفان ؟ فاجبت من بابنوسه . فضحك وقال لى (ساخرا) إنتو البتقبضو الارنب جاريه وانفجرت شلة التعلمجيه الذين كانو حوله ضاحكين !
العرق دساس وكلنا لو ما اقتنعنا حتى اللحظه بافريقيتنا الصرفه علينا ان لا ندس رؤسنا فى رمال التعالى الاجوف حول ان امهاتنا كمستعربين افريقيات ،ولنا ان نفخر بذلك .
معلومه ليك لانك دنقلاوى :
اشهر من يحب الارانب وتشكل حيز كبير جدا فى ثقافتهم هم اهلى البديريه اهل سعادتو كمال سليمان وليسو اهلى المسيريه فالمسيريه والدينكا صيادو غزلان وزراف .
وارقد طيب . واكرر شكرى وتهانى بكل الاعياد .
01-02-2007, 07:46 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
عزيزي فارس موسى كل عام و إنت بألف خير و كل أمانيك محققة
شكرا على المرور .. فقد تمتْرس الكل خلف متراس الهوية يراقبون هذا البوست بعين نصف مغمضة.. سأرد على مداخلتك الشيقة الشجاعة سطرا سطرا :
Quote: كتابه دسمه جدا وسمينه وثمينه ،اعتبرها عيديه واشكرك عليها ومقبوله .
و مداخلتك يا فارس عيدية و الله.
Quote: فى ديارنا (ديار من يسمون انفسهم بالعرب العطاوه)قبائل البقاره فى عموم غرب السودان .
يحكى اجدادنا إنهم عندما نزحوا وهاجروا شرقا بعد سقوط الاندلس إستقرت اجزاء كبيره بتونس واخرى اكبر بشاد واكثريه واصلوا المسير (جاء من هذه المفرده إسم السودانيه التى انتم لهم (المسيريه ).
كاتلت هذه القبايل المجموعات السكانيه الموجوده قبلها سمهم السكان الاصليين،كاتلو هولاء وجاورهم بالموافقه حينا وحينا بالإتفاق واحايين اخرى بالمصاهره،ولا ننفى المخاتله والقلع .
تصاهرو وانصهرو واختلطت ثقافاتهم بثقافات السكان الاصليين ولا تخفى عليك مهما كانت قوة ثقافة الاب فإن ثقافة الامهات تجد لها حيزا. يتفق اجدادنا القدامى والحاليين بان حبوباتنا كلنا الان نساء ورجالا عننا نحن المسيريه بانهن دينكاويات .
هذه الكلمات رغم أنها قليلة .. و لكنها تدخل كحجة تاريخية قوية في إضباراتنا التي يتناقلها البعض بما يشبه السرد الأسطوري عن الجذور.
Quote: عن نفسى فخور بذلك لان الدينكا قبيله يفخر ويعتز كل من ينتسب لها دما او مصاهره .
لك أن تفخر أيما فخر .. فالدينكا نسيج من طين إفريقيا الأصيل
Quote: اختم بقصه طريفه :
كنت طالبا مستجدا ضمن الدفعه 52 بكلية البوليس فى بداية 1985 وكان بدفعتنا 22 من طلاب الاقاليم الجنوبيه الثلاث(فكان الدخول بنسب للاقاليم ) فى سباقات المارثون والسرعه كنت دائما التانى او التالت الاول كان ثابت دفعتنا الفرفاره لازرو وانى من الإقليم الإستوائى.كنت انا وجاكوب متوج نتنافس على المرتبه الثانيه، انا بشبه الدينكا لكن برضو فينى رقشة ما نسميهم باولاد العرب فنادانى قائد الدفعه النقيب انذاك كمال سليمان اللواء اليوم (من اهالى البديريه ،شمال كردفان ) وسالنى بخبث ظاهر من وين يا مستجد ؟فرددت من كردفان سعادتك . فسالنى مره اخرى من وين فى كردفان ؟ فاجبت من بابنوسه . فضحك وقال لى (ساخرا) إنتو البتقبضو الارنب جاريه وانفجرت شلة التعلمجيه الذين كانو حوله ضاحكين !
هذه القصة رغم ما فيها من خبث ذكي و ذكاء خبيث .. إلا أنها تكشف عن ما ذكرته أنا بأنه تمييز لا تعرف إن كان تشتيتا لمعلومة أو تثبيتا لها.
Quote: العرق دساس وكلنا لو ما اقتنعنا حتى اللحظه بافريقيتنا الصرفه علينا ان لا ندس رؤسنا فى رمال التعالى الاجوف حول ان امهاتنا كمستعربين افريقيات ،ولنا ان نفخر بذلك .
تماماً
شكرا فارس .. و كل عيد و إنت سعيد
01-03-2007, 04:04 AM
فارس موسى
فارس موسى
تاريخ التسجيل: 12-01-2004
مجموع المشاركات: 1357
Quote: شكرا على المرور .. فقد تمتْرس الكل خلف متراس الهوية يراقبون هذا البوست بعين نصف مغمضة
ابو جهينه اشكرك على الكلمات الطيبات والمشجعه .
إندهشت حقيقة لإغماض الكثيرين لاقلامهم عن هذا البوست الموضوعى والهادف،لكن تبقى الحقيقه حقيقة ان البوست جدير بان يكون فى القمه ، الإشكاليه تكمن فى عدم تهاترك .
عمق الرؤيه، الاسئله المشروعه مع الطرح الموضوعى لا تجذب اصحاب الاجندات والهتافيه.
انت ادرى الناس بهروب الاقلام الجاده وإنزواء الكثيرين بسبب الغث والغتاته .
ارقد مهموم وطيب .
01-04-2007, 12:52 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: إندهشت حقيقة لإغماض الكثيرين لاقلامهم عن هذا البوست الموضوعى والهادف،لكن تبقى الحقيقه حقيقة ان البوست جدير بان يكون فى القمه ، الإشكاليه تكمن فى عدم تهاترك .
عمق الرؤيه، الاسئله المشروعه مع الطرح الموضوعى لا تجذب اصحاب الاجندات والهتافيه.
انت ادرى الناس بهروب الاقلام الجاده وإنزواء الكثيرين بسبب الغث والغتاته .
سلام فارس موسى
و شكرا على هذا الطرح الموضوعي و الذي يضع الأصبع على الجرح.
دمت بخير
01-05-2007, 11:41 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: إستعلاؤنا ( الأعور ) تكمن مشكلته الكبرى في أنه إستعلاء ( أعمى ) لا يُدْرِك بأن مَنْ يَسْتَعلي عليهم هم ( عيْنه الأخرى المطموسة ) .. فكلنا في ( الإنطماسُ ) سودانُ .
نواصل بإيراد أمثلة حية و معاشة و ملموسة
01-07-2007, 05:39 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
كتاب تاريخ حياة الرئيس السادات ذكر فيه كل صغيرة و كبيرة لم يأت و لو لمرة واحدة على ذكر سيرة أمه السودانية السوداء تقمص دور فرعون تماماً .. سألت ضابطاً كبيراً في نقاش طويل دار بيننا .. عن هذا الأمر حاول أن يحشو كلمة ( يا إبن النيل ) مرارا في تبريره غير المقنع لهروب زعيمه من نصف هويته الأسود. نفس هذه النظرة الساداتية تعلو هنا و هناك في بوادي السودان و سهوله و قراه و أمصاره.
و الغريب أن غالبية الشعب المصري لا ينظر لجهة اللون و العرق كثيراً. حتى نظرة النساء للرجال تكمن في المثل الشعبي ( الراجل ما يعيبوش غير جيبو ) .. و مع أنها نظرة مادية بحتة إلا أنها موغلة في الواقعية و خاصة في هذا الزمان الأغبر.
نواصل
01-12-2007, 01:08 PM
نصار
نصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660
كما قال د. فرانسيس دينق المسكوت عنه هو الذي يفرقنا.. مواجهت التابوهات و فكفكتها و الحديث عنها بدون تجمل هو البوصلنا لحلول مشاكل كبيرة كانت في بداياتها اجتماعية الي ان انتشرت في كل المناحي و وصلت للغباين البنشوف في ملتزماتها الرهيبة الان. المتعلمين الاوائل بدوا كويس خالص ايام النضال الوطني و بدل ان يتعاظم دورهم في العهد الوطني حصل العكس تماماً منهم من انطوي علي زاته و زهد او ترفع علي دور رياد في المجمع (عافوا المجتمع) و بعضهم ظن انه وريث الانجليز لتميزه بالعلم الذي اختص به رجالات الادارة الاستعمارية. المجتمع كان عايش في واقع منقلق بصورة محكمة جداً لدرجة انه عاد بمفاهيمة لعصور غابرة و المصيبة انهم كانوا موقنين بانهم جهالاتهم يجيزها الدين. اضافة للرق و ما ملكت الايمان ما كانوا يجدون حرج في معاقرة الخمر خاصة في الاعراس، يطشموا من هنا و لمان تفك يحتشدوا قدام الخلاوي للصلاة و لا عليهم. المخرج من الورطة دي كان يفترض يقوم به رواد يهنضوا بالتوعية و نشر الوعي و تصحيح المفاهيم الغلط التي سادت حتي اكتسبت مشروعية، مراحل زي دي مرت بيها كل شعوب الارض بلا استثناء اكثرها تخطتها برفع الوعي و قوة ردع القوانين و قدرت تنهض في كل المجالات لانها توجهت بكلياتها للانتاج و تدعيم اركان الدولة بدل الصراعات بين المجموعات المكونة لديموغرافيتها. غايتو شايف انه انفتاحنا و ايطلاعنا علي تجارب الشعوب الاخري و صعود الصراع في ساحتنا تمثل فرصة عظيمة لينا علشان نهز الثوابت الجامدة في واقعنا و هدمها اذا توجب لنضع مسلمات جديدة ينشئ عليها بناء سليم و متين. اما علي مستوي الدولة فقد وصل العلاج لاخره و مخارز الكي ملتهبة لدرجت انها ازهقت ارواح و حرق ديار و دا تمن باهظ لا يمكن بأي حال انه يروح ساكت كدا و بكدا اتخطينا شئنا او ابينا، اتخطينا مرحلة ضرورة الدعوة للجلوس لاجل الحوار حول قضايا الهوية،، فقد علم كل مورده و لن يضوا ان يموتوا عطاش بعد ان بزلوا الدم في سبيل الارتواء.
01-12-2007, 07:50 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
حقيقة مداخلتك ( تجضم ) الموضوع و تمسك بتلابيبه و تنخره حتى النخاع. عافاك الله.
Quote: المتعلمين الاوائل بدوا كويس خالص ايام النضال الوطني و بدل ان يتعاظم دورهم في العهد الوطني حصل العكس تماماً منهم من انطوي علي زاته و زهد
و ليته زهد في الوظيفة أو الإنتماء للقبيلة ، و لكنه زهد في أمانة معلقة برقبته و لم يوفها حقها.
Quote: او ترفع علي دور رياد في المجمع (عافوا المجتمع)
هذا النوع على قلته و لكنه كان مؤثرا للغاية. لا نريد الخوض في هذه المرحلة في ذكر الأسماء و لكن سندع الأمر لفطنة القاريء.
Quote: و بعضهم ظن انه وريث الانجليز لتميزه بالعلم الذي اختص به رجالات الادارة الاستعمارية.
و هؤلاء أنجبوا أجيالاً ثم أحفاداً لا زالت تظن أن العلم الذي إكتسبوه يرفعهم عن الأرض بجاذبية غير جاذبية نيوتن .. و أن هذا العلم يجعل دماءهم داخل سحناتهم السوداء و السمراء تتغير إلى دماء زرقاء ..
Quote: المجتمع كان عايش في واقع منقلق بصورة محكمة جداً لدرجة انه عاد بمفاهيمة لعصور غابرة و المصيبة انهم كانوا موقنين بانهم جهالاتهم يجيزها الدين. اضافة للرق و ما ملكت الايمان ما كانوا يجدون حرج في معاقرة الخمر خاصة في الاعراس، يطشموا من هنا و لمان تفك يحتشدوا قدام الخلاوي للصلاة و لا عليهم.
سألت رجلاً يشرب الشربوت حتى تبللتْ لحيته : الشربوت حرام ولا ما حرام؟ فقال : هو إسمو شربوت .. يعني زى الشربات كيفن يكون حرام ؟ شايف الإلتفاف على الفتوى يا نصار ؟
Quote: المخرج من الورطة دي كان يفترض يقوم به رواد يهنضوا بالتوعية و نشر الوعي و تصحيح المفاهيم الغلط التي سادت حتي اكتسبت مشروعية، مراحل زي دي مرت بيها كل شعوب الارض بلا استثناء اكثرها تخطتها برفع الوعي و قوة ردع القوانين و قدرت تنهض في كل المجالات لانها توجهت بكلياتها للانتاج و تدعيم اركان الدولة بدل الصراعات بين المجموعات المكونة لديموغرافيتها. غايتو شايف انه انفتاحنا و ايطلاعنا علي تجارب الشعوب الاخري و صعود الصراع في ساحتنا تمثل فرصة عظيمة لينا علشان نهز الثوابت الجامدة في واقعنا و هدمها اذا توجب لنضع مسلمات جديدة ينشئ عليها بناء سليم و متين. اما علي مستوي الدولة فقد وصل العلاج لاخره و مخارز الكي ملتهبة لدرجت انها ازهقت ارواح و حرق ديار و دا تمن باهظ لا يمكن بأي حال انه يروح ساكت كدا و بكدا اتخطينا شئنا او ابينا، اتخطينا مرحلة
Quote: ضرورة الدعوة للجلوس لاجل الحوار حول قضايا الهوية،، فقد علم كل مورده و لن يضوا ان يموتوا عطاش بعد ان بزلوا الدم في سبيل الارتواء.
يبدو أن التربة التي نسير فيها ضاغت ذرعاً بما نحن فيه وما نحن سائرون به من مفاهيم مغلوطة ونعرات تعبر فقط عن جهلنا بحقيقة الكون وخالقة وما يسره لنا من نعمة العقل التي كان بالإمكان أن نستغلها في أحسن الصور وتتجلى من هذه النعمة سعادتنا الدائمة بأريج الجنة في الأرض ونعلم أن الجدل قائم في دواخلنا بفرض إشباع حاجاتنا المتجددة وهو ذات الجدل الموجود في الآخر ولكن حمية البعض لإشباع تلك الحاجات نتج من إستغلال الآخر وضعفة وهو باب الغباء نتيجة لتعطيل نعمة العقل وترك النفس الأمارة تسعى لتفسد ود التعايش بين العباد.قصدت من هذه المقدمة الإشارة لعنوان ما أتيت به وهو بيت القصيد في جحيم الحال الذي نعيش ،فالسؤال عن الهوية غدا يستصحب تفاصيل التعامل اللاخلاقي عبر التاريخ وتمخض عن وقوع كثير من الناس في مستنقع البحث الجذوري الأسن وهو البحث في خلايا الدم عن الأصل والنسب وذهب المعنى الأصيل للهوية وما تشمله من مضمون حضاري وثقافي نشترك فيه جميعاً أدراج الرياح ،فما بين الفرد وأبناء عمومته وشائج الدم والرباط الأسري وهو كيان الطمأنينة الصغير وما بين الفرد والأخر في المجتمع الواحد هو الموروث الحضاري وهو رباط القوم او القومية وهو الكيان الأكبر وصاحب المضمون الأشمل وأعلم أن الكثير من الناس في الواقع السوداني تترسب عنده الدهشة عن ما يمكن أن يربطه بهذا الآخر ونوعية هذا الرباط وهو كنه الحال الماثل اليوم والذي زحف بعقول الكثيرين لمرابط هذا الإستعلاء بعد أن تحول مفهوم الهوية الى معناً آخر غير مرتبط البته بالمفهوم الأصيل وتشدق البعض بتحرير صلة النسب من خصائص الواقع وفرضياته وذهبوا يبحثون عن إصول وأي إصول علها تشفع لهم بين الناس وتطفئ نار الجهل التي إنطلقت في دواخلهم،فقد بحثوا عن الإصول التي لم تبحث عنهم ،فتسلسل النسب حتى في بعض الآحايين التي تجذرت وصولاً برسول البشرية وكأنهم يبحثون في الشفاعة لجهلهم المدقع ،وتغلب الكثير منهم على هذا المرض ولكن لم يزجروا إخوانهم عن هذا وتركوا نار الإستعلاء تشتد من نتاج بحث الآخرين المضني .يبدو لي من السخف أن تسأل الفرد عن إنتمائه ومرد السخف هنا عن كيفية فهم السؤال للمتلقي وهو ما يجيبك به عن أنه إبن فلان من القبيلة العلانية وها هو يعِّل الإجابة بمرض سرعان ما تدب ناره في السائل فيرد إجابته المبتورة الإنتماء بجهل آخر ،فبحث الفرد عن كينونته للأسف يبدأ من قشرته او لونه وهو الشيئ الذي يخرج من خياراته وليس لاحد منا حق إختيار لونه(Not our choices) ولو تمعن الكل صلة المنع في هذا الإختيار لإستنتج خيار الدم أيضاً ولابعد هذه الممنوعات خيارها من إجابة نفسه لسؤال الهوية ولفتح مدارك لبه لافاق أرحب تتنزه عن التعنصر والإستعلاء أفاق لا تحدها إلأ سقف الموروث الحضاري الذي نحمل ...
أتمنى أن تكون هذه المقدمة كعجالة في هذا البوست الهام ..
ولنا عودة إن كان في الأقدار حياة...
خالص الود ....
01-14-2007, 08:39 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: ونعلم أن الجدل قائم في دواخلنا بفرض إشباع حاجاتنا المتجددة وهو ذات الجدل الموجود في الآخر ولكن حمية البعض لإشباع تلك الحاجات نتج من إستغلال الآخر وضعفة وهو باب الغباء نتيجة لتعطيل نعمة العقل وترك النفس الأمارة تسعى لتفسد ود التعايش بين العباد.
لقد طرقت باباً كان عصياً على الكثيرين أخي مجاهد.
Quote: قصدت من هذه المقدمة الإشارة لعنوان ما أتيت به وهو بيت القصيد في جحيم الحال الذي نعيش ،فالسؤال عن الهوية غدا يستصحب تفاصيل التعامل اللاخلاقي عبر التاريخ وتمخض عن وقوع كثير من الناس في مستنقع البحث الجذوري الأسن وهو البحث في خلايا الدم عن الأصل والنسب وذهب المعنى الأصيل للهوية وما تشمله من مضمون حضاري وثقافي نشترك فيه جميعاً أدراج الرياح
أعجبتْني هذه الفقرة كثيراً.
،فما بين الفرد وأبناء عمومته وشائج الدم والرباط الأسري وهو كيان الطمأنينة الصغير وما بين الفرد والأخر في المجتمع الواحد هو الموروث الحضاري وهو رباط القوم او القومية وهو الكيان الأكبر وصاحب المضمون الأشمل
Quote: وأعلم أن الكثير من الناس في الواقع السوداني تترسب عنده الدهشة عن ما يمكن أن يربطه بهذا الآخر ونوعية هذا الرباط وهو كنه الحال الماثل اليوم والذي زحف بعقول الكثيرين لمرابط هذا الإستعلاء بعد أن تحول مفهوم الهوية الى معناً آخر غير مرتبط البته بالمفهوم الأصيل وتشدق البعض بتحرير صلة النسب من خصائص الواقع وفرضياته وذهبوا يبحثون عن إصول وأي إصول علها تشفع لهم بين الناس وتطفئ نار الجهل التي إنطلقت في دواخلهم،فقد بحثوا عن الإصول التي لم تبحث عنهم ،فتسلسل النسب حتى في بعض الآحايين التي تجذرت وصولاً برسول البشرية
و هذا هو الأمر المحير .. لماذا لا يسأل الأصل عن الفرع ..؟ لماذا الفرع يقول أن أصلي هناك و هو علم في رأسه نار بينما نجد أن الأصل صامت صمت القبور عن بذوره هناك ؟ أمر محير ..
...
Quote: أتمنى أن تكون هذه المقدمة كعجالة في هذا البوست الهام ..
سلاماً من الله عليك جزيل شكري لردك الواعي والمتأخي...
التطور غاية تنشدها المجتمعات ويتأسس هذا التطور على إشباع حاجات الإنسان المتجددة في كل لحظة ولا سبيل لتحقيق تلك الحاجات دون وسائط التدافع والعمل وهنا تبرز حوجته للطبيعة والآخر وما يشكله من منتوج مادي ومعنوي من خلال التفاعل الذي يبدئ،ونستخلص النتيجة الهامة هي حوجة الإنسان لاخيه ليكن عوناً له في إشباع تلك الرغبات ومنها نستشف ضرورة التدافع بين الأفراد داخل المجتمع الواحد ،وبما أن الأس الأصيل هو حوجتي للآخر وحوجة الآخر لي فلماذا التمايز في الحقوق والواجبات وأعني حقوقي منه وواجباتي تجاه ،كما أن التطور يصاب بالشلل إذا إختل هذا المعيار او عدم التساوي في هذه الرحلة نحو التطور .والتطور نفسه وفي كل النواحي لايمكن أن يتقدم قيد أنملة طالما أن الحراك الإجتماعي مجمد بين الأفراد في المجتمع الواحد أي التطور الإجتماعي الذي يتحقق من خلال التعايش غير موجود بل يرتع الإستعلاء والنظرة الدونية بين أفراد المجتمع دون قانون يزع أو أخلاق تشع ،لذلك يبقي مفهوم الهوية مختزل في آتون القبيلة او العشيرة وهو الواقع المأزوم الذي نرزح تحته يا إستاذي الفاضل .أن مفهوم الهوية في ظل الواقع القبلي الموجود في السودان اليوم أخذ معناً آخر كما أسلفنا ولكي نعود الى المفهوم الأصيل لابد من إنطلاق حملة وعي كبيرة تؤسس لدحض المفهوم المتخلف الذي نألف ،كما أن جذور هذه الأزمة ساعدت فيها بعض القوى المثقفة للأسف الشديد وهو غضها الطرف عن النعرات المتتابعة بين أفراد المجتمع السوداني ،ونعلم أن التغيير لايمكن أن يتم بين ليلة وضحاها ولكن علينا أولاً أن نتفق حول المفاهيم الصحيحة والصحية لإنتشال هذا المجتمع من وهدته وإرجاع التطور ليسلك معابره السليمة وضرورة المعرفة بالتطور الإجتماعي الذي يمكن من اللحاق بركب الأمم . إن مفهوم الهوية يجب أن يتأسس على المفهوم الحضاري للمجتمع وما يشمله من أطر ثقافية وبيئة وعناصر توحد ولسوف نفكك كل هذا لاحقاً ولكن ما يهمنا حالياً هو قياس إستشعار الخطر الذي يحدق بنا من دواخلنا المترعة بالتنافر بين بعضنا البعض، ولو حاولنا أن نبحث عن مكنون ذلك لإقتفينا أثر الجهل الذي يعتمل أنفسنا وبلاوي الأسباب التي أودت بنا الى هذه القناعات الفطيرة . عزيزى الفاضل .. المثقف السوداني يحتاج الى وقفة عقل يستعرض عبرها تداخل المفاهيم التي جعلته يتنكب الطريق عن إفادة المجتمع ولماذا تنتشر السلبية في أفكاره ؟وعندها فقط سوف يعلم مقدار الجرم الذي لحق بهذا المجتمع العتيق جراء خلطه لذات المفاهيم التي كونت الكم المعرفي الذي يحمل...
ولنا عودة إن كانت في الأقدار حياة....
01-16-2007, 09:14 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
،لذلك يبقي مفهوم الهوية مختزل في آتون القبيلة او العشيرة وهو الواقع المأزوم الذي نرزح تحته يا إستاذي الفاضل .
أن مفهوم الهوية في ظل الواقع القبلي الموجود في السودان اليوم أخذ معناً آخر
كما أسلفنا ولكي نعود الى المفهوم الأصيل لابد من إنطلاق حملة وعي كبيرة تؤسس لدحض المفهوم المتخلف الذي نألف ،
كما أن جذور هذه الأزمة ساعدت فيها بعض القوى المثقفة للأسف الشديد وهو غضها الطرف عن النعرات المتتابعة بين أفراد المجتمع السوداني ،ونعلم أن التغيير لايمكن أن يتم بين ليلة وضحاها ولكن علينا أولاً أن نتفق حول المفاهيم الصحيحة والصحية لإنتشال هذا المجتمع من وهدته وإرجاع التطور ليسلك معابره السليمة وضرورة المعرفة بالتطور الإجتماعي الذي يمكن من اللحاق بركب الأمم .
إن مفهوم الهوية يجب أن يتأسس على المفهوم الحضاري للمجتمع وما يشمله من أطر ثقافية وبيئة وعناصر توحد ولسوف نفكك كل هذا لاحقاً ولكن ما يهمنا حالياً هو قياس إستشعار الخطر الذي يحدق بنا من دواخلنا المترعة بالتنافر بين بعضنا البعض، ولو حاولنا أن نبحث عن مكنون ذلك لإقتفينا أثر الجهل الذي يعتمل أنفسنا وبلاوي الأسباب التي أودت بنا الى هذه القناعات الفطيرة . عزيزى الفاضل ..
المثقف السوداني يحتاج الى وقفة عقل يستعرض عبرها تداخل المفاهيم التي جعلته يتنكب الطريق عن إفادة المجتمع ولماذا تنتشر السلبية في أفكاره ؟وعندها فقط سوف يعلم مقدار الجرم الذي لحق بهذا المجتمع العتيق جراء خلطه لذات المفاهيم التي كونت الكم المعرفي الذي يحمل...
السؤال عن الهوية واقع لابد منه لكل المجتمعات ولكي تجيب على هذا السؤال الهام يجب معرفة الخصائص المكونة لهذا المجتمع وبها فقط تتم معرفة المجتمع ،والخصائص كثيرة لتعريف المجتمعات ولكن يجب أخذ الهام منها خصوصاً لتعريف مجتمع كالسودان متعدد التعدد وهكذا يجب أن نكتب قبل أن يقفز النافرون في حلقونا دون تكملة إفادتنا حتي نصل بهذا الحوار الى نتائج جادة نتعرف به على شكل هويتنا الواقعية دون فرض أي نظريات تمعن في التشكك ،لهذا كتبنا أن واقعنا متعدد التعدد والتعدد في إعتقادي لايميع المفهوم الأصيل للهوية بل هو الركيزة التي تعتمد عليها المجتمعات لتطوير الأمم ذات الخصائص الواحدة .أن الخصائص التي يجب دراستها لتحديد الهوية وما يخص واقعنا على وجه الخصوص يجب أن لاتبتعد عن الإطار الثقافي والحضاري والجغرافي وبما أننا لا زلنا في أحد ارداء تصنيفات التطور البشري وهو الطور القبلي فلابد من دراسة شكل مستقبل هذا المجتمع والوجه الذي يبقي السير في تجاه وهو الشيئ الهام الذي يتجاهله كثير من الذين يتحاورون حول مفهوم الهوية بالنسبة للسودان ولدراسة كل ماسبق لابد من قراءة الواقع جيداً حتى لاتتخبط حلولنا .أردت بالكلمات السابقات أن أرسم جزء من شكل النقاش حول هذا الموضوع، ولكي لا نوصف بالخروج عن الموضوع نعود الى دراسة شكل الإستعلاء البغيض الذي أصبح ثقافة يتم تناولها وكما قلت أنت باباً من السخرية في التعامل اليومي بين أفراد المجتمع مما شكل قطبية حادة للتنافر بين الفرد والآخر . الإستعلاء جوهر ثقافة نشأت أبان فترة تاريخية من مراحل تطور البشرية وخصوصاً فترة الطور العبودي ونتجت هذه النشاة اواخر الطور الذي سبقه الأ وهو الطور البدائي وذلك عندما توصل البعض لجزء من وسائط ومحفزات الإنتاج وتم إستغلال الآخر بناءاً على إشباع رغباته وحوجته لديمومة الحياة (*)وهنا بدأ الأستعلاء بين البشر الذين أتوا من أب واحد وأم واحدة وكان الإستغلال الباب الأول الذي ولج منه الإستعلاء والى تاريخنا هذا،ولكي نكون منصفين أكثر لابد لنا الأول أن نعترف بحجم الإستعلاء الكبير الذي يمارس والى الأن في السودان ويجب أيضاً الإعتراف أن الواقع السوداني غارق الجهل ولزمن طويل وأن مرد هذا الإستعلاء هو هذا الجهل وحتى لايأتي أحد ويتحدث عن طبقة الأنتلجنسيا السياسية او الحركة المثقفة التي تعاقبت فتراتها في السودان بدواعي رعايتها لهذا الإستعلاء لابد من ألإقرار بجهلها السياسي والثقافي وحفاظها على مصالحها الخاصة وتغليب نظرتها الضيقة في سيادة هذا التمايز في المجتمع الواحد ...
(*)تحليل خاص
ولنا عودة إن كانت في الأقدار حياة...
01-16-2007, 12:00 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: أن الخصائص التي يجب دراستها لتحديد الهوية وما يخص واقعنا على وجه الخصوص يجب أن لاتبتعد عن الإطار الثقافي والحضاري والجغرافي وبما أننا لا زلنا في أحد ارداء تصنيفات التطور البشري وهو الطور القبلي فلابد من دراسة شكل مستقبل هذا المجتمع والوجه الذي يبقي السير في تجاه وهو الشيئ الهام الذي يتجاهله كثير من الذين يتحاورون حول مفهوم الهوية بالنسبة للسودان
Quote: وكان الإستغلال الباب الأول الذي ولج منه الإستعلاء والى تاريخنا هذا،ولكي نكون منصفين أكثر لابد لنا الأول أن نعترف بحجم الإستعلاء الكبير الذي يمارس والى الأن في السودان ويجب أيضاً الإعتراف أن الواقع السوداني غارق الجهل ولزمن طويل وأن مرد هذا الإستعلاء هو هذا الجهل وحتى لايأتي أحد ويتحدث عن طبقة الأنتلجنسيا السياسية او الحركة المثقفة التي تعاقبت فتراتها في السودان بدواعي رعايتها لهذا الإستعلاء لابد من ألإقرار بجهلها السياسي والثقافي وحفاظها على مصالحها الخاصة وتغليب نظرتها الضيقة في سيادة هذا التمايز في المجتمع الواحد ...
أعلم أن الذي أسوقه هو عبارة عن مقدمة يمكن أن نطلق عليها تشذيب الموضوع وملحقاته حتى لا نصتطدم بوعورة المفاهيم الخاطئة التي تعشعش لدى الكثيرين لذلك سوف تطول المقدمة بغرض تفصيل الأشياء ولسوف نجتهد بقدر الإمكان لأن نكون علميين بعض الشيئ وواقعيين لكل الأشياء ،كما أعلم أن هذا باب الضد لما نشأنا عليه وهو (الكلام قصرو)وبغض النظر عن صحته او خطئه. الحديث عن الإستعلاء الحادث اليوم وكما أوردت أنت بعض النماذج الحية إلأ أن أخذها بتلك الطريقة فيها إجحاف كبير لمن يتناولها وهنا أريد أن أوضح منظوري الذي جعلني في صف الرافضة ولنفكك قليلاً تفاصيل الواقع المزري الذي يتنفس فيه هؤلاء فشهيقهم ظلمات ورائها ظلمات في التعليم والصحة والكفاية وغياب للقانون والرعاية أي بإختصار رزح تحت الثالوث البغيض الجهل والفقر والمرض وزفيرهم كما رأيت في حادثة القطار وما جاؤوا به من إستعلاء هو نتاج واقع بيئي قميئ أورث الكثير من أمثال هذه البضاعة النافقة ،وهنا دعنا نمسك بتلابيب جذور المشكلة حتى نستجلي العظات والعبر كي نستعدل هذه الصور الكريهة وهو الموروث البيئي والذي يتأسس تنقيته أولاً بالإعتراف الكامل لظلم الماضي الذي حاق ببعض المجموعات والذي لا أساس له في الديانات والأخلاق ويقفز السؤال فمن أين أتى ؟أتي من حالات الإستغلال التي يقوم بها الفرد تجاه الآخر إذن هنا حقيقة هامة تستوقف المتابع وهو التفسير الخاطئ لاصل هذا الإستعلاء لدى الطائفتان المستعلية والمستعلوة فالأولي ترجح ذلك لإعتزازها الموهوم بنقاء عنصرها والثانية ترجحة لشكل المستعمر الوافد من الجزيرة العربية وهو خطأ كبير وقعت فيه الطائفة الثانية بإعترافها بوجود هذا العنصر النقي مما جعل الأولى تمعن في غيها ،ونعود هنا لنؤكد أن كلتا الطائفتان وقعتا في هذا الخطأ الكبير وهو ما حدا بالحل أن يكون تائهاً حتى الأن وجعل كل الحوارات مملؤه بالفراغ وأتت بالحلول التي زادت من أزمة الواقع المتأزم أصلاً .أردنا هنا أن نوضح الإشكال القاتم بين الطائفتان حتى يكون فصلنا فيه بعيداً عن شكل الحوار الفارغ وتحديد جذور الإستعلاء شيئ هام لابد منه حتى نصل الى مرمى ما نريد...
ولنا عودة إن كانت في الأقدار حياة...
01-17-2007, 09:53 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: دعنا نمسك بتلابيب جذور المشكلة حتى نستجلي العظات والعبر كي نستعدل هذه الصور الكريهة وهو الموروث البيئي والذي يتأسس تنقيته أولاً بالإعتراف الكامل لظلم الماضي الذي حاق ببعض المجموعات والذي لا أساس له في الديانات والأخلاق
فلتكن هذه النقطة الأساسية بعد المقدمة. ففيها يكمن الداء
سلاماً من الله عليك أعلم أنه قد تأخرت عليك كثيراً للتواصل في ذات الموضوع ولكن قليلاً من الحياة حق موجوب وكثيراً من التأمل شيئ محمود ،وكما أبنت أن نمسك بتلابيب المشكلة بعد هذه المقدمة والتي إن وافقتني لم تخرج كثيراً عن لب الموضوع وكما أردد كثيراً فإن السؤال عن الهوية ترف ما بعده ترف في ظل هذا الواقع المتقيح والذي أصبحت نذره تنبئ بالتشقق أكثر منه للوحدة ،وما يهمنا الأن هو محاربة هذا الداء المتفشي والمدعو بالإستعلاء بين أبناء المجتمع الواحد وقبل هذا لابد من علاج هذه النعرات المبيئة للواقع ،ونعلم الإرتباط الوثيق بين سؤال الهوية والإستعلاء خصوصاً في أرضية لم تتشكل بعد في طورها المدني وللوصول لهذا الطور لابد من إشاعة الحرية بمقتضى القوانين التي تحرسها وتدعم من تفصيل الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع الواحد وأعتقد جازماً أنه في أتون هذه الحرية لسوف تختفي كافة مظاهر هذا الإستعلاء البغيض نسبة لغياب الإستغلال بين الأفراد وعندما يتوقف إستغلال الإنسان لاخيه يكون التدافع بينهم بالحق والواجب لا بالحوجة والذل فترتفع الهامات التي إنحنت لأزمان طويلة ،وعندها أيضاً يتعلم الكل أن هذا الوطن قادر أن يسع الجميع دون إستعلاء او وصاية .
ولنا عودة إن كان في الأقدار حياة...
01-18-2007, 06:44 PM
محمود الدقم
محمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 10990
الاخ والاستاذ ابوجهينة: لك الصبح والورد كله، ولك الليل صفحة تامل في شرايين هذا البلد الالف/ اللام/ السين/ الواو/ الدال/ الالف/ النون/.. واسمح لي ان انزل هذه المادة كنت قد نشرتها في موقع ايلاف الخليجي قبل اكثر من عام لاتصالها العضوي عما اثرته في هذا البوست:
Quote: وللوصول لهذا الطور لابد من إشاعة الحرية بمقتضى القوانين التي تحرسها وتدعم من تفصيل الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع الواحد وأعتقد جازماً أنه في أتون هذه الحرية لسوف تختفي كافة مظاهر هذا الإستعلاء البغيض نسبة لغياب الإستغلال بين الأفراد وعندما يتوقف إستغلال الإنسان لاخيه يكون التدافع بينهم بالحق والواجب لا بالحوجة والذل فترتفع الهامات التي إنحنت لأزمان طويلة ،وعندها أيضاً يتعلم الكل أن هذا الوطن قادر أن يسع الجميع دون إستعلاء او وصاية .
تمام و خصوصا ما تحته خط
01-21-2007, 02:14 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
عود على بدء الى ما جاء في إفتتاحية البوست والذي فيه ما نود أن نعرج عليه تأكيداً على ما جئت به وهو حول موضوع العروبة هذه الكلمة ذات المضمون الأصيل والتي تعرضت لعوامل سوء الفهم و تغيير جوهرها العتيق وذلك عندما أتخذت كعرقية لابد من دم يجري فيها وهو ما حرف كل الحوارات عن طريقها السليم وزاد من الإصرار على ذلك هو سكوت المثقف عن التنوير بالمعنى الأصلي المراد منها ،وكما أن الممارسات التي حدثت بإسم العروبة من إستعلاء وسيطرة ثقافية زادت من تاكيد العنصر في داخل العروبة وهو الشيئ الذي جعل الكل من المنادين بهوية غيرها أن يضعوها كعامل عرق يتبع لمنطقة جغرافية محددة وفي إعتقادي أنهم ضلوا الطريق في البحث عن الهوية وجعلهم يتبعون خيطاً هو في الأساس معنى موهوم . العروبة تاريخياً عرفت بالعرب البائدة ومنهم قوم عاد وثمود وهي شعوب بادت وليس لها أي نسل يتجول بيننا ،كذلك عرفنا العرب العاربة وهم سكان جنوب الجزيرة العربية ثم العرب المستعربة وهم من نشئوا مع العاربة في بيئتهم وتشربوا من ثقافتهم وهم من وافدي سكان وسط وشمال الجزيرة العربية وصاروا عرب مستعربة وهنا فالإستعراب في محموله الثقافي لا في نقاء الدم او العرق وهو ما يهمنا ،فالمحمول الثقافي للعرب المستعربة إمتزج أيضاً بعوامل آخري مختلفة عن الأصل الطبيعي للثقافة العربية وهو ما شكل تطوراً في الثقافة المحمولة نفسها وأصبحت هذه الثقافة ملكاً لكل من يحملها ولاحق لأي مستعرب أن يترفع على آخر بما يمتلك من مكنون ثقافي وما يعنينا هنا هو الإستعلاء .أردت من هذا الخيط أن أبين أن وجوه الإستعلاء الممارس في السودان هو نتاج خطأ كبير في مفهوم الثقافة المحمولة وهنا لافرق بين حمالٍ وحمال وما يظنه الناس في بعض قبائل الشمال بإتصال جذورها ودمومها بالجزيرة العربية او ما يعني ربط الدم بالثقافة فهذا معناً آخر لشيئ آخر ولكن لايعني أن الدم هو أصل هذه الثقافة...
نواصل إن كانت في الأقدار حياة...
01-23-2007, 08:10 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: ،وكما أن الممارسات التي حدثت بإسم العروبة من إستعلاء وسيطرة ثقافية زادت من تاكيد العنصر في داخل العروبة وهو الشيئ الذي جعل الكل من المنادين بهوية غيرها أن يضعوها كعامل عرق يتبع لمنطقة جغرافية محددة وفي إعتقادي أنهم ضلوا الطريق في البحث عن الهوية وجعلهم يتبعون خيطاً هو في الأساس معنى موهوم .
Quote: أردت من هذا الخيط أن أبين أن وجوه الإستعلاء الممارس في السودان هو نتاج خطأ كبير في مفهوم الثقافة المحمولة وهنا لافرق بين حمالٍ وحمال وما يظنه الناس في بعض قبائل الشمال بإتصال جذورها ودمومها بالجزيرة العربية او ما يعني ربط الدم بالثقافة فهذا معناً آخر لشيئ آخر ولكن لايعني أن الدم هو أصل هذه الثقافة...
نعم الحديث يحتاج الى الكثير من المواصلة نسبةً لعمق القضية التي طرحته ذات التشابك الذي غير بعيد عن أرض الواقع وتفاصيله المرة وأحمد لك حسن البديهة في إختيار هذا العنوان والذي جمع كل الإشكال السوداني في سطر واحد وتركتنا نسبح لتفكيك العنوان أو المشكلة لسطور لانعرف نهاية لها، ولكن سوف نجتهد بقدر الإمكان لتببن الخيوط الأساسية لحل المعضلة.الحديث عن الهوية يمكن أن يكون مختصراً إذا تلاشت الأثار الجانبية التي خلفتها نيرانها، ولكن في ظل مترسبات كالإستعلاء نحتاج الى الكثير من النقاش حولها بفرض وجوب زراعة الثقة من جديد بين أفراد المجتمع الواحد ،وكما اسلفنا أن تعريف الهوية يمكن إختزاله الى معنى واحد لايقبل التشقق او التمييع وهو عندما نستبين إنتمائنا الحضاري يمكن ان نعرف شكل هويتنا ،والإنتماء الحضاري له أسس معينة واجبة القياس وله اسس غير معينة واجبة الخيار ،ولسوف نبتعد قليلاً عن الأخيرة لخوض الكثيرين فيها والتناقض الذي رزحوا تحته لإستبعادهم موجبة القياس، وهو عرف دأب السودانيين على السير فيه وهو عدم ترتيب الأولويات ،ولسوف نكرس مجهودنا علي موجبات القياس لمسألة الهوية دون كلل حتى تكون الرؤية واضحة ولاتحتمل الضباب، وأول موجبات القياس هو التاريخ الذي به نستشف تشكل الماضي لبنية المجتمع ،وشكل صراعها الإجتماعي الذي أنتج مجتمع الحاضر صاحب المشكلة الأنية، وبه ايضاً يتم رسم المستقبل في شكل التاريخ القادم، ومنه أيضاً نستعلم عن شكل لإرتباط الحيوي الماضوي بين المجتمعات المحزمة للمجتمع السوداني، وشكل تداخلها المنتج للتلاقح الثقافي ،وحجم تأثيرها لذات المجتمع وتفاعل المجتمع معها ومنتوج هذا التفاعل وعليه يكون مؤشر القياس التاريخي ،ومما سبق نجد أن السودان تاريخياً لم يعرف شكل تداخل أفريقاني كما أن الأفريقانية نفسها مازالت تتشكل ولم تنتج مضمونها الحضاري بعد، ويبدو ان العوامل الطبيعية الأفريقية ساعدت في تعطيل هذا التكون ولم تعرف أيضاً لغة تخصها تكتب وتصرّف، وحتى الممالك السودانية البائدة لم تألوا جهداً في البحث وراء هذه المجاهل وطبيعتها القاسية ،كما أن المجتمعات الأفريقية البدائية ما كان لها أن تفارق ديارها وهي لاتملك تجارة أو مال تطلب إستزادته، وهنا نركن الى إستبعاد شكل التداخل الحيوي بين السودان والأفارقة كما ذاك التداخل بين العرب والسودانيين والذي وضحت معالمه منذ أول خيوط تجارة جرت على ضفاف البحر الأحمر، ثم الفتوحات العربية بإسم الإسلام وغيرها من الهجرات التي منّعت من شكل التلاقح الثقافي في ذلك التاريخ بين العرب والسودانيين ،ويجب قبل هذا كله أن نعترف بشكل الإضهاد التي وجدته الثقافة النوبية والتي تعرف بأثرها الحضاري، وكما يجب أن نعترف بالتقصير الذي أحدثته حضارة النوبة بإنكفائها وعدم تداخلها مع المجتمعات في ذلك الزمان والمشكَلة لنفس المكان وهو ما تجده حتي اليوم من إستعلاء يتم من الثقافة العربية والثقافات المحلية الموجودة اليوم، وما حدث في ذلك التاريخ هو وجود ثقافة يمكن أن يتعامل معها الكل وشكلت أرضيةصلبه للتفاهم بين تلك المجتمعات وهو ما حدا بقبولها لكل من تداخل معها، وذاد من سرعة إنسيابها الدين الذي حملته في لغتها ،إذن في التاريخ نجد أن السودان تشابك وتداخل مع الثقافة العربية وشكلت بعداً مهماً في تكوين هذا المجتمع ،وذلك بالرغم من إستغلالها كعامل إستعلاء من البعض وهو ما أسهبنا فيه سلفاً ،ونجد أن السودان لم يتجه جنوباً يوما ما بل كان كل وجهه ميمماً تجاه الشمال وهو البعد التاريخي الواجب قياسه لتحديد شكل الهوية ،ولسوف ننتقل الى بعد آخر لايقل أهمية عن التاريخ وهو البعد الجغرافي في المداخلة القادمة...
الأثر الجغرافي المعني هو الجغرافية السياسية وما تعنيه من الإرتباط العميق بين الأرض وموجهات المجموعات التي تتقارب بين بعضها البعض ،وإذا أسقطنا الضوء على السودان نجد ان جغرافيته السياسية هي أقرب لمحموله الثقافي ومناطقه الآخرى الحاملة لنفس الثقافة اي أن الإرتباط السياسي بالمنطقة العربية حددته جغرافية المنطقة والتفاعل بين المجموعات بالنسبة للسودان كما أنه وبالتاريخ ثبت لنا ذلك ،وما يعنينا حقيقة هو شكل التفاعل بين هذه الجماعات والأرض التي تقطنها وما هو وجه الشبه فيما بينها أي الشبه في تفاعلها بين بعضها البعض وهو ما يحدد السمات العامة لشكل الجغرافية السياسية وهنا لابد أن نبين إرتباط السودان الوثيق بكل الأراضي التي يشغلها حاملوا نفس الثقافة التي يحمل ،كما لابد لنا من إستدراك سهولة التعامل بين الشعوب القاطنة في هذه المنطقة وأهمها على الإطلاق هو العامل الإقتصادي وهو من العوامل الواجبة الخيار ،ومما سبق نستبين بأن الإرتباط بالأرض هو أهم احد عناصر الهوية الواجبة القياس وكما نعلم أن السودان في افريقيا مكاناً إلأ ان إرتباط جغرافيته السياسية بعيدة تماماً عن أفريقيا وحتى المستعمر لم يجرؤ كثيراً بالتغول في أفريقيا وكانت بالنسبة له شكل بيئة جغرافية مختلفة عن السودان بعض الشيئ وحتى عندما ربط مصالحه بالمنطقة كان الشكل واضحاً له من حيث الجغرافية السياسية وبنى خطه على ذات النهج . إن إرتباطنا بالمنطقة العربية من حيث الجغرافية لااظن أنه جالب تعاسة وما يجلب التعاسة حقاً هو التنكر لهذا الإرتباط الوثيق كما أن حديثنا هنا لا يعني الإطلاق لتحقيق الوحدة اليوم بقدر ماهو نظرة مستقبلية لما سيكون عليه الوضع للمجموعات القاطنة في السودان والتي لم يكتمل تطورها المدني بعد كغيرها مثل بعض شعوب المنطقة وعلينا ان نتخذ من أن ارض السودان هي أفريقية الجهة وشمالية الوجهة وعربية التوجة ولا أظن ان هنالك جدلاً حول ذلك .
ولنا عودة إن كانت في الأقدار حياة ...
01-27-2007, 07:36 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: إن إرتباطنا بالمنطقة العربية من حيث الجغرافية لااظن أنه جالب تعاسة وما يجلب التعاسة حقاً هو التنكر لهذا الإرتباط الوثيق
نرجو أن نركز على هذه الجزئية الهامة. لأن إرتباطنا إرتباط جغرافي محوري مع المنطقة العربية. و لكن عندما نأتي للهوية .. فنحن أفارقة دمنا ممزوج ببعض دم العرب. حتى هذه ال ( البعض ) منكورة أو ( مستعْلَى عليها. )
واصل
01-27-2007, 08:53 AM
معتصم دفع الله
معتصم دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 12684
Quote: كَوْن السودان ( كحَلَّة الكمونية ) .. بعض قِطَع الكرشة و المصران فيها لا تزال تحمل رائحة الروث و رغم ذلك فهي ( طاعمة ) دون أن يتجرأ المتذوق للرجوع بمخيلته عن جذور هذه الرائحة أو التفكير فيها أصلاً فهو إن فعل ستذكره بأصل الرائحة و ستصفعه الحقيقة :
تحياتي ريس أبوجهينة .. دا تعبير دقيق للحالة التي نحن بصددها .. ومسألة هويتنا المفقودة والتي أخدت منا وقتاً طويلاً ونحبث عنها الآن وإستعلائنا العرقي .. السودان بحدوده الجغرافية وتعدد قبائله وثقافاته يدعونا للوقوف عنده طويلاً .. والسؤال من أين جاء السودانيين ؟ أعجبني مقالك الجميل والتحليل الدقيق لمسألة الهوية السودانية ..
Quote: نحن الآن نقف في برزخٍ نتوسط الطواويس و الغربان .. فلا طواويس العروبة تعترف بألواننا حتى و إن جعلناها ( فسفورية ) و لا سواد غربان إفريقيا تعترف بنا لأنها تدمغنا بتهمة الدم الممزوج. و هو أيضاً إستعلاء عرق على عِرْقٍ ، بحيث يمكننا تشبيهه بنظرة ( الأعور ) للأعمى .. فالأول قد يصير ملكاً على مملكة الثاني بينما الأول نفسه مهدد باللحاق بالثاني في أي سانحة خاطئة أو مقصودة.. إستعلاؤنا ( الأعور ) تكمن مشكلته الكبرى في أنه إستعلاء ( أعمى ) لا يُدْرِك بأن مَنْ يَسْتَعلي عليهم هم ( عيْنه الأخرى المطموسة ) .. فكلنا في ( الإنطماسُ ) سودانُ . إذن هو إستعلاء ( أعور ) يتكيء على ( عصا إنتماءٍ نخره السوس ) بينما هو في أغفاءة كاذبة كنَوْمة الدجاج ينام محتضناً أحلام إنتمائه و يصحو على واقعه .. و هو إستعلاء يسنده إنتماء لعرقٍ متنامي الإستعلاء على كل الأعراق ..
في هذه الجزئية نجد الكثير من ما نبحث عنه ..
شكراً أستاذنا أبوجهينة على الكلام الجميل ..
01-27-2007, 11:28 AM
A.Razek Althalib
A.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818
Quote: كان يتحدث بإنبهار خاصة بعد أن عرف أنني نوبي و منطقتي قريبة من وادي حلفا.
سبحان الذي جعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف وبدلالات نصوص الوحي.. إن أكرمنا عند الله أتقانا.. والحكمة الإلهية فوق ذلكـ.. ولولاها لكنا زي عربات التيكو ما تنفرز...
مدخل:
في ذات نهاراً صيفي فاقع بأشعة شمس العام 1994م القاهرية والسواح يتقاطرون إنجذاباً إلى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي.. أخوكـ كان قاطع المسافة بين منيل الروض إلى العتبة مشياً على الأقدام.. تقابلت مع الفنان حمد الريح وبعد الترحاب به وكان ذلك في الشارع المؤدي إلى السفارة السودانية.. كنت مرتدياً جلابية سودانية.. وبعد أن توسطت ميدان التحرير بالضبط أمام الجامعة الأمريكية.. كان أمامي فوج سياحي من شكلهم تعرف أنهم أوروبيين، ويتقدمهم دليلهم.. تأخر إثنان من هذا الفوج.. كانت بنت في عمر الخامسة عشر.. وولد في عمر الثامنة عشرة.. وصدق ظني بعد إطلاعي على جواز سفرهم السوداني.. أقبلا على.. حاولت أن أتفاداهم.. أصرا أن يقفلا علي الطريق..
وقفت أمام إلحاح مدي أيديهم مبتدرين بالتحية.. رددت عليهم التحية بأحسن منها مبتسماً حبيبات من العرق ترطب جبيني..
سألني (الولد) عن اسمي بلكنة إنجليزية قوية.. فأجبته.. بحمحمة غير آبهة.. قال لي هل أنت من السودان.. قلت له نعم.. قال لي نحن سودانيين نبحث عن أبونا... وأمام إندهاش أخوكـ.. قالت البنت أمي صربية خافت علينا من حملات الحرب اللعينة.. فأرسلتنا لنبحث عن أبانا.. وقالت لنا أنه في شندي.. ونحن لا نعرف شيء عن ذلكـ.. عدت أدراجي بعد أن عرضت عليهم المساعدة فوافقا على ذلك.. وأخذتهم إلى داري بمنيل الروض ـ والتي كان يشاطرني فيها عبدالشافي المحسي وكامل السني الدنقلاوي.. زملاء دراسة..
سألاني من هؤلاء الخواجات عند أول إطلالة على الشقة.. قلت لهم سودانيين.. فإبتسما من بعد التجهم.. ومدا أيديهم بالتحية وعلى ملامحهم تكمن الدهشة.. وبعد أن تناولنا وجبة الغداء.. بدأت تنهال عليهم الأسئلة عن أبوهم.. أبرزا لنا جواز السفر السوداني الأخضر.. وقالا لنا كان أبونا يدرس طب في صربيا.. وأراد أن يحصن نفسه في بلاد الحرية فتزوج من أمنا على سنة الله ورسوله.. قال الولد مكملاً وغادرنا بعد التخرج وأنا ابن الخامسة ولم يعد حتى تاريخه..
وبعد أن إرتشفنا الشاي على عجل.. أخذتهم إلى السفارة السودانية قبل أن تغلق السفارة أبوابها.. وفي مكتب الجوازات في الطابق الأول كان أربعة من ضباط الجوازات.. حسن يوسف ـ الطاهر الشكري.. عبدو منصور جماع ـ يحيى الهادي.. وبعد إن إستمعا بكل أذن صاغية.. أخذنا حسن يوسف إلى مكتب القنصل كمال حسن (نوبي) والذي تربطني به علاقة طيبة..
تم إخبار المسؤول الطبي بالسفارة.. عرضو عليه الحالة وطلبو منه الإتصال بنقابة الأطباء وفي التو قام بإجراء المحادثة.. وعلى أكمل وجه.. .. وتمت إفادتهم بعد الرجوع إلى سجلات النقابة وبعد نصف ساعة تقريباً على أن المذكور يعمل في وزارة الصحة الليبية مسشاراً.. تم الإتصال بالسفارة السودانية بليبيا للتو.. وبعد أقل من نصف ساعة..
كان والدهم يهاتفهم.. المهم وبعد ذلك طلب مني إبقائهم معي.. ولا يدري أن متاعهم المحمول على ظهورهم ينزوي على ركن قصي في شقتنا بمنيل الروض..
وبعد ثلاثة أيام بالضبط.. كان اللقاء عاطفياً.. بين الأب والأبناء لم تستحمله مآقينا.. فإنذرفت خجلى.. وبعد أقل من أسبوع كان والدهم يطير معهم إلى العاصمة السودانية..
وكان ذلك آخر عهدي بالخواجات السودانيين.. فسبحان الله الذي جعلنا شعوباً وقبائل لنتعارف..
بالنسبة لقنصل السفارة كمال حمزة (نوبي).. كانت له قصة مشهورة..
أظن معتصم دفع الله يذكر جزء منها.. إذا سلمته رأس الخيط.. (أليسون)..
قصتك المؤثرة تصب في جانب من البحث عن الهوية ... لذا أتساءل مرة أخرى : أين الباحثين عن شجرة العائلة من عرب الجزيرة في مجاهل أرض السودان ؟ لماذا لا نسمع أن نفرا من عرب نجد أو الحجاز قد أتوا باحثين عن نسل أجدادهم الذين ذهبوا شرقا و لم يعودوا دون ذرياتهم ؟ و قصة مجراب حلفا تقف نموذجاً.
في إنتظارك
01-31-2007, 11:18 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: ومسألة هويتنا المفقودة والتي أخدت منا وقتاً طويلاً ونحبث عنها الآن وإستعلائنا العرقي .. السودان بحدوده الجغرافية وتعدد قبائله وثقافاته يدعونا للوقوف عنده طويلاً .. والسؤال من أين جاء السودانيين ؟
السؤال يحتاج إلى وقفة مع التاريخ بسرد صادق و أمين و مسنود بأكثر من دليل.
Quote: و لكن عندما نأتي للهوية .. فنحن أفارقة دمنا ممزوج ببعض دم العرب. حتى هذه ال ( البعض ) منكورة أو ( مستعْلَى عليها. )
لابد لي من المتابعة لتحديد مفهوم الهوية وعناصرها الموجبة القياس بالرغم من ورود النص أعلاه لمداخلتك الثمينة الفكرةوهو عندما وصفت البعض من الدم المستعلى عليه من قبل العرب وأردت أن أخالفك بعض الشيئ في ظاهر المداخلة وهو وجوب إستبعاد لفظ كلمة الدم من أضابير البحث عن الهوية لانها وكما أسلفت لاتعني المفهوم الحضاري الذي يجب أن نبحث عنه فطروق هذا الباب يشرزم اكثر من أن يجمع الكل حول ما يحملون من مضمون وثانياً لان نقاء الدم خاض فيه الناس كثيراً وما وجدوا ذلك النقاء وما وجدوا أنفسهم أيضاً ،أما عن الجوهر المفهوم من المداخلة هو باب الإستعلاء او نكران الإنتماء من قبلهم لشعب السودان ،وهنا وقفة هامة يجب أن نتناولها بشيئ من التعقل ولهذه الوقفة عدة محددات اولها هو السؤال الذي يفرض نفسه هل كان لأخي أن ينكر نسبي اليه دون علم أوحاه اليه أبي ؟وإن كان ناكره فقد باء به ايضاً وماكان لإحدٍ ان يدحض أو يشكك في ثقافة الآخر ومعه كل القرائن التي تؤكد نسبه وحتي ردة الفعل من الآخر تكون بنفس الوتيرة (هل لاحظت ذلك ) وهو ما يؤكد ألإنتماء لكليهما وهذا تنظيراً ،اما عملياً فإن الإنتماء الشعوبي لأمة معينة تحددة خصائص الإلتقاء بين الأمة والشعب وهو ما نخوض فيه الأن وما فصلته ووصفته بالموجب القياس والموجب الخيار ،والأول يعني أن الشعب وبغض النظر عن تكوينه والطور الذي فيه له وجهه محددة والثانية تناقش عند بلوغ الشعب لطوره المدني وذلك عندما تبدأ الشعوب رحلة البحث عن التكتل ،ولابد أن أشير أنه لايمكن لأيٍ من حاملي هذه الثقافة أن يحدد من ينتمي الى الآخر وهذا سلوك إقليمي درج الأقليميون الى دسه لأغراض كثيرة الأصل منها هو بلورة تنظيرهم للصدق به . ومواصلة لقياس العناصر فإن مايدعم إتجاه الهوية أيضاً هو عنصر الإرادة والمصير المشترك،وهنا لابد لنا أن نعرج الى وضع المنطقة التاريخي فقد كانت على الدوام نقطة إلتقاء حول كثير من المهددات والأطماع وذلك للموقع المميز الذي إتخذته ،وهذا التميز هو باعث الإرادة لشعوب المنطقة تاريخياً ومنها بعثت الكثير من الحقائق العلمية والتاريخية ويعرف غير ساكنيها هذا المعلوم المهم ،وإرادة هذه الشعوب أنها رزحت ولفترات طويلة تحت حكم إستعماري وصل الى قبل الميلاد في بعض أجزائها وتخلصت منه بمساعدة بعضها البعض من خلفية المضمون الحضاري الذي تحمله وما تشكل من إرادة تحتويه عنصراً ،كما أن إرادتها تكمن في التوجه نحو بعضها البعض لتشكيل مصيرها المشترك ،هذا المصير الحتمي في إلتقائها وتفاعلها وإكتمال تطورها الإجتماعي ،وما بين الإرادة والمصير المشترك هو الإلتقاء بين عناصرالتاريخ وكل الأحداث التي تؤكد متانة الإنتماء للأمة ذات الخصائص المشتركة ...
ولنا عودة إن كانت في الأقدار حياة...
02-04-2007, 08:47 AM
المسافر
المسافر
تاريخ التسجيل: 06-10-2002
مجموع المشاركات: 5061
Quote: من المفارقات أن نجد أشخاصاً من دولة كالـ ( المَجَر ) يأتون من أقصى شمال أوروبا باحثين عن بذرة بذرها رجل منهم بإحدى فروع الحلفاويين و كوَّن فرع ( المجراب ) .. قابلت ( مجرياً ) كان مع فوج سياحي لزيارة ( قصر الحمرا ) بمنطقة الأندلس بأسبانيا .. فدار بيننا حديث طال ( المجراب ) و تاريخهم فدهشت لما يعرفه الرجل عنهم و عن منطقتهم و تاريخ دخول ذلك المجري لبلاد النوبة و البعثات المجرية التي زارت المنطقة و الباحثين و المهتمين. كان يتحدث بإنبهار خاصة بعد أن عرف أنني نوبي و منطقتي قريبة من وادي حلفا.
باجهينة
موضوع جيد
كنت قد قابلت أحد الأجانب من الهنقاريين وذكر لي أنه في هنغاريا ( المجر ) يوجد قبيلة سودانية تعيش هناك، ويعتزون بأصلهم السوداني، وكنت قد قدمت له خدمة بدون تردد أو مقابل ، فسالني من اي بلد أنت فقلت له من السودان فأنتفض قائلا ييييسسسسسسسسس سووووووووووودان، مع الضغط على الكلمات مما يدل على اهتمامه بالسودان، أما ما ذكره لي أحد الأصدقاء بأنه ألتقى إحدى الباحثات الأمريكيات وعندما سألته من أي بلد هو راح يجمع أفكاره لكي يصف لها شعب السودان بأنه شعب عربي من جذور أفريقية ووجدها مستغربة من طريقة حديثه وعندما توقف ليعرف سر اندهاشها، ردت عليه أجدك تحاول جاهداً لتعرفني بما أعرف، أنتم لستم عرباً ولستم أفارقة ، أنتم أمة قائمة بذاتها ، أنتم شعب السودان
02-06-2007, 07:47 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: كنت قد قابلت أحد الأجانب من الهنقاريين وذكر لي أنه في هنغاريا ( المجر ) يوجد قبيلة سودانية تعيش هناك، ويعتزون بأصلهم السوداني، وكنت قد قدمت له خدمة بدون تردد أو مقابل ، فسالني من اي بلد أنت فقلت له من السودان فأنتفض قائلا ييييسسسسسسسسس سووووووووووودان، مع الضغط على الكلمات مما يدل على اهتمامه بالسودان، أما ما ذكره لي أحد الأصدقاء بأنه ألتقى إحدى الباحثات الأمريكيات وعندما سألته من أي بلد هو راح يجمع أفكاره لكي يصف لها شعب السودان بأنه شعب عربي من جذور أفريقية ووجدها مستغربة من طريقة حديثه وعندما توقف ليعرف سر اندهاشها، ردت عليه أجدك تحاول جاهداً لتعرفني بما أعرف، أنتم لستم عرباً ولستم أفارقة ، أنتم أمة قائمة بذاتها ،
أنتم شعب السودان
و هذا هو بيت القصيد سودانيون .. لا غير
دمتم
02-04-2007, 09:34 AM
A.Razek Althalib
A.Razek Althalib
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 11818
Quote: في إجتماع ضم سكرتارية التجمع النوبي بالرياض .. و شاركني الرأى فيه الأخ العزيز د. محجوب عباس ، و هو أن المرحلة الحالية لا تحتاج إلى تكتل نوبي ذو نزعات سياسية حيث أن جر الأهداف لتحقيقها بواسطة ( سباق ) سياسي أو ( منافسة ) سياسية لن تخلو من مكايدات و إحتكاكات تماما كما يحدث بين الأحزاب الآن و في كل الفترات الديمقراطية السابقة ..
شوف يا ريس.. وبعيداً عن تضيق مفهوم الهوية بسبب من التعصب والتحزب والتمذهب، وحتى لا تغيب حقوق الكثيرين تحت شتى الذرائع والمعاذير والفلسفات والتلبيسات وصاحب الحنكـ الطرين يآخذ حقو بالسكين.. [الحركة الشعبية ـ كيان الشمال ـ مؤتمر البجة ـ حركات دار فور والتي لا زالت تنقسم وتنشطر على أساس عرقي فقد قدمت كل هذه الحركات مجتمعة أسوأ مثال للحركة الوطنية والإنتماء للوطن].. فمن خلال واقعنا المعاش أصبح مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضي التخلص من حالة الوهن والركود والتخاذل الثقافي.. [النعت] [مندكورو الدينكا ـ سلونقا عند الفور ـ بير عند الزغاوة] وغيرها من مصطلحات تحقر من شأن الآخر.. كيف..؟
مثلاً إحياء مفهوم الإرتكاز الحضاري الديني وليس التوجه الحضاري.. وليس المبني على إعلاء قدم لجهة أو أو عنصر إنطلاقاً من قوله تعالى: [إنما المؤمنون إخوة].. ومصداقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات..
فالإنتماء الثقافي لرسالة الإسلام والأمة الأم ليس ضيراً، وعلى الأخص بالنسبة للمسلمين.. لأنو الدين الوحيد الحفظ لغير المسلمين حقوقهم كاملة دون نقصان..
وحتى لا نقرأ معني الإنتماء المبتور بفهم (لا يغرنكم إنتصاركم على الجعليين والشايقية فنحن الملوكـ وهم الرعية) الراح فيها محمد ود عدلان وزير بادي في سنار أو عبر سياق قد يكون فيه إشباع بأحقاد تاريخية إتفاقية البقط أو موقف ود الخليفة عبدالله التعايشي ود تور شين من عبدالله ود سعد (كتلة المتمة) مثال التي أستولدت فيما بعد كثير من العداوات العنصرية كعلي دينار وشقه لجيش الخليفة في أم دبيكرات أو (رماة الحدق النوبيون قصاد حملات عبدالله بن أبي السرح ) أو ضد الإسلام نفسو، فالمساهمة بطرح رؤية واقعية لكيفيات التعامل مع هذا الواقع هو الأنسب لإيصال الخير..
كيف نستطيع أن نتقبل الآخر على علاتو.. يعني أخوكـ كان بقى شين يا تشيلو كلو.. يا تخلي كلو..
فالنطعم غيرنا بما نحب أن نطعم به أنفسنا.. والنفس أولى من الصاحب..
والحكمة ضالة المؤمن.. وهنا بيت القصيد: من كان بيته من زجاج فلا يرمي الآخرين بالحجارة.. فللآخرين أذرع والحجارة قد تتحول لمنجنيق..
تقديري وأمنياتي..
02-04-2007, 10:41 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
وحتى لا نقرأ معني الإنتماء المبتور بفهم (لا يغرنكم إنتصاركم على الجعليين والشايقية فنحن الملوكـ وهم الرعية) الراح فيها محمد ود عدلان وزير بادي في سنار أو عبر سياق قد يكون فيه إشباع بأحقاد تاريخية إتفاقية البقط أو موقف ود الخليفة عبدالله التعايشي ود تور شين من عبدالله ود سعد (كتلة المتمة) مثال التي أستولدت فيما بعد كثير من العداوات العنصرية كعلي دينار وشقه لجيش الخليفة في أم دبيكرات أو (رماة الحدق النوبيون قصاد حملات عبدالله بن أبي السرح ) أو ضد الإسلام نفسو، فالمساهمة بطرح رؤية واقعية لكيفيات التعامل مع هذا الواقع هو الأنسب لإيصال الخير..
كيف نستطيع أن نتقبل الآخر على علاتو.. يعني أخوكـ كان بقى شين يا تشيلو كلو.. يا تخلي كلو..
دة كلام مهم و خاصة ما تحته خط
بجيك راجع
02-04-2007, 12:40 PM
هاشم أحمد خلف الله
هاشم أحمد خلف الله
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 6449
Quote: اولأ نفتخر بكوننا سودانيين بغض النظر عن كل ما قيل ,
كثيرون يا عزيزي لا يغضون النظر عن مسألة فرز كيمان العرق و اللون و الدم.. ما يهمنا هو هذا الإستعلاء الهدام و التمسك بإنتماء نهرول نحوه و يبتعد عنا بإستعلاء نمارسه نحن هنا على غيرنا.
دمت
02-05-2007, 12:27 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
Quote: هل كان لأخي أن ينكر نسبي اليه دون علم أوحاه اليه أبي ؟وإن كان ناكره فقد باء به ايضاً وماكان لإحدٍ ان يدحض أو يشكك في ثقافة الآخر ومعه كل القرائن التي تؤكد نسبه وحتي ردة الفعل من الآخر تكون بنفس الوتيرة (هل لاحظت ذلك )
دة كلام كبير و هام .. لذا يبرز سؤالي : لماذا لا نجد في جزيرة العرب من يتابع سلالة العرب و تأكيد الإنتماء كما فعل أولئك المجر للمجراب بحلفا؟
قبل أيام قلت لرجل سعودي ينتمي لقبيلة ( شايق ) العربية و يُطْلق إسم ( شايقي ) على الرجل منهم : هل قبيلة الشايقية في السودان ينتمون لكم ؟
فقال الرجل : و هل هناك شايقي بالسودان ؟ فقلت له : قبيلة تسد عين الشمس. فقال : لا أظن .. ربما تشابه في الأسماء قلت له : و لكن رجل عجوز قال لي ذات مرة بأنهم فرع لكم فقال : لا أظن
***
نفس الحوار الذي لا أكِلُ و لا أمِلُ من إلقاءه في سبيل الحصول على الحقائق ، سألت أكثر من يمني عن قبيلة الزبيدية بالسودان .. و لكن لا ( شيتاً يبل الريق ).
ما سألت عنه يقع في باب التقرير أولاً، وهو سؤال قد يؤسس الي عنصر تلاقي بين ضائعين كل واحد في جغرافية مختلفة عن الأخر، وما يمكن ايضاً أن نصنفه بالبحث المادي، وما ابحث عنه هو الرباط المقدس بين هذان الضائعان وما يمكن أن أصنفه بالبحث المعنوي ،وتنبع معنويته من المحمول الحضاري لكليهما ،ويقرر ذلك المحمول الخصائص المشتركة بينهما ،وهنا بون شاسع بين سؤالك ومبحثنا الأصيل حول ماهية الهوية،ولكن ذلك لايبعد عن النقاش بكثير بل إختلاف كبير وحتى أن كانت الإجابة بالإيجاب فإن ذلك أيضاً مستبعد لعدم توفر الخصائص المحمولة والمشكلة للب البحث. تمثل اللغة وحدة فهم المشاكل وحلولها وهو عنصر تعاطي اصيل بين الأفراد داخل المجتمع الواحد ،وبدونها كيف لنا ان نتخيل التضاد النافر داخل المجتمع الواحد ،وكثير من الإتجاهات تصنف اللغة كعنصر تواصل فقط وليس لها اي كنه من الخصائص الحضارية ،وهو ما فيه من الإجحاف مافيه ،واللغة تمثل الركيزة الأساسية في التعاطي الثقافي ،وبها تترجم الأحاسيس في مختلف الفنون ،ويترجم التتطور لمختلف العلوم ،وتترجم الحلول لمختلف المشاكل ،وبعد هذا كله هل هي لغة تواصل فقط؟ وللغة وأي لغة عدة الّسن ولكن تشترك في المضمون الحقيقي وهو محمولها الثقافي الذي به من المجالات ما به ،بالإضافة الى ذلك هو عمقها في تفنيد الأراء الواجب إتخاذ قرار فيها أي الجدل والذي غايته التطور.أن اللغة العربية يشترك فيها الكل وبمختلف ألّسنها وهي داعم الرباط الأصيل بين هذه الشعوب ،وهنا لاقدح في اللغات الأخرى الموجودة في المنطقة ولكن نسبة التفاهم الكبيرة تتم عبر اللغة العربية وما تحتفظ به الجماعات من لغات ولهجات محليه لها كامل التقدير في نشرها وبثها أسوة باللغات الآخري ونعلم عسر ذلك في هذه الأزمنة الغابرة وبتوفر المعين الحقيقي والممثل في الدولة الديمقراطية يتم تحقيق ذلك ولكن أن ننبذ ما نحمل من لغة يكون ذلك باب إستعلاء آخر،و لايمكن أن نتوحد مرة آخرى ولسوف نمعن في التمزق والتشرزم.
ولنا عودة إن كانت في الأقدار حياة...
02-12-2007, 07:54 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة