دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر
|
قال لها يوصيها و ينصحها : ( عضي على زوجك بالنواجذ ) و زيادة في الحرص ، ( عضتْ ) عليه بنواجذ الحب و أضراس التحنان و قواطع الإلفة ، و فرشتْ له لسانها بساطا أحمرا ، و حولتْ ريقها دهنا يتمسح به و أنفاسها لحافا يتدثر به.. حتى تعب منها الفك الأسفل و العلوي ،، و أصابهما التنميل ، و جف اللسان و نضب الريق ، و تصادف في ذات الوقت أن قامت بخلع ضرس العقل ،، فتراخت ( العضة ) قليلا و أنفرج الفكان رغما عنها ،، و أعطت لنفسها هدنة لترتاح قليلا ، و عندما عادت لتمارس ( العض ) مرة أخرى مواصلة للإهتمام و العناية ،، كان ( المعضوض ) قد إنفلت من بين يديها كطائر كان محبوسا في قفصه ، و لاذ بنواجذ أخرى طائعا مختارا ، مستغلا فترة الإسترخاء و الراحة ، و الغريب أن ( النواجذ ) الجديدة التي لجأ إليها كانت ( مرتخية ) عمدا و ليس من طول ( عض أو هرس ) ،، كانت ( النواجذ الجديدة ) لا تحبذ زيادة قوة ( العض ) ،، و لا نية لها في ( العض ) عليه وحده ، كانت لها أشياء أخرى تحب أن ( تعض) عليها ، أشياء لينة و طرية و أخرى جافة و خشنة و أشياء باردة و أخرى ساخنة ، و أشياء بين بين ، و في بعض الأحايين ، تجمع كل هذه الأضداد في ( عضة ) واحدة و تحت سقف (حلق واحد) و بين (فكين) . أما صاحبتنا الأولى صاحبة ( العضة المتشددة ) ،، فمن فترة لأخرى ،، تعض على نواجذها متوهمة أنه ما زال هناك ، فتنتبه إلى أنه لا يوجد شيء تعضه ، فتصطك منها أرتال الأسنان فتعود لرشدها تملؤها الحسرة. و عاشت تعض على لا شيء ، كالمستجير ( بالريق عند العطش ). و قال آخر يوصي إمرأة يهمه أمرها : يا بنية ،، أوقدي أصابعك العشرة لزوجك شمعا يستنير به. فعملتْ بالنصيحة ،، و صار همها أن تراقب هذه الأصابع مشتعلة حتى تنير له الطريق ،، مضحية ( بشحم ) أصابعها لهذا الحبيب ،، و ظلتْ رافعة أصابعها العشرة أمامها في الرواح و الغدو ، و لا تخفضها حتى يغط في النوم و يروح في سبات عميق. و ذات ليلة عاصفة ،، إنطفأت شمعاتها ،، فقد بلل أصابعها المطر المندفع عبر النوافذ و السقف ، و راحت منشغلة عنها بتوفير الهدوء و السكينة و الدفء له ، و عندما عادت لمخدعهما لتطمأن عليه ، لم تجد غير ورقة صغيرة تقول : لا أحب ضوء الشموع الخافت. أحب الأضواء المبهرة. سئمت نصف الضوء و نصف الظلام. وداعا. و من يومها ،، عشقت الظلام ،، و كرهت أي ضوء مهما كان مصدره.
أما ذاك ، فقد قال لصاحبه : المرأة قارورة عطر ،، فأعمل على الإستمتاع بالعطر و حافظ على القارورة و حاذر من أن تنكسر. خوفا على العطر ،، فقد صب جل إهتمامه على القارورة لأن بداخلها يكمن العطر الذي ظل يستنشق عبقه معها و في غيابها. سكنتْ روحه فصارت أهم من الهواء و الأكل و الشرب. أدمنها تماما ... إحتضن القارورة بين أضلاعه ،، و وضعها بين أهدابه و رموشه و غطى عليها بجفنيه و أغلق عليها قلبه و ظللها بغمامات من مشاعره و سحبا من أحاسيسه. أفاق يوما ،، و هو يحس خواءا في الروح و جوعا في نبضه ،، و عبقها يربض بين أحضانه و يربت على كتفه و يهدهد تعبه ،، و لكن القارورة لم تكن هناك ،، ناداها بأعلى صوته ،، لم تجب. خرج كالمجنون يبحث عنها ،، رآها تولي الأدبار تتدحرج على على حصى الطريق ،، ترتطم بالأرصفة و الأعمدة الخرسانية و تتوارى بين الزحام ،، و لهول مفاجأته ،، لم يحدث لها أي ضرر جراء كل هذا و ذاك ،، لم تنكسر أو تنشرخ ،، واصلت تدحرجها و هي سليمة معافاة ، لا يسمع غير رنينها عبر جسدها الشفاف الرقيق ، حتى غابت عن ناظريه و عن دنياه. عندما شفى من إدمانه عطرها ،، و إنزاح عبيرها من خياشيمه ،، راح يشكو لصديقه ما فعلته قارورته. و قبل أن يكمل ، راح يضحك بهستيريا متواصلة ،، فقد كان عطرها يعبق من بين ثنايا صديقه المنتشي بالعطر و الذي لم يكن يسمع ضحكاته المجنونة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: THE RAIN)
|
أبا ذر الحبيب تحية و مودة
أغيب ( رغما عني ) ، ثم أعود بأمر من غماماتكم و رعودكم و بروقكم ،، فهي لا تقاوم ، أدمنت على ريحة الدعاش و صوت حبات المطر تنقر على نافذة كوخي الكائن في جوف المدينة ،، نعم هو كوخ صممته لنفسي داخل هذا البيت الأسمنتي حتى أنعم بصوت زخات المطر تغسل صدأ الروح. تسلم أباذر و دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: ابو جهينة)
|
البديع أبوجهينة أقرأك منذ عام على ساحات هذا الوطن لأثيرى.. وأقرأك لأنى أجد فى روائعك, وصدقني هذه ليست مجاملة, كل المتعة. وعندما أنضممت لجمعكم لم أجدك بين القوم.. فتوجست خوفا هل دخلت الدار فى وقت أهله غائبون أم ماذا .. لكنى حمدت ألله عندما أخترقت عيناى ضوء خيطكم هذا.. يديك العافية ونحن في انتظار المزيد فنفوسنا عطشى لكلماتك. ودمت لنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: حمزاوي)
|
الأخت الفاضلة حنينة تحياتي لو لاحظت في مسيرة حياة أي إنسان ، نجد أن مجموعة من تجاربه الشخصية تكون مخزونا هائلا تتكور في قاع ذاكرته. بعلمه أو بدون علمه ( هي في النهاية فلسفة ) تنازع لكى تخرج و يدرسها الناس عظة و عبرة. و السعيد من تنازعته فلسفته و أخرجها من حجرات الكبت و الضيق. و ها أنذا أختي العزيزة أحاول جاهدا أن أفضفض بعضا من مخزوني و مخزون أعزاء في مسيرة حياتي. طلاتك دائما تجعلني سعيدا جدا فلك الشكر. أرقدي بألف عافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: ابو جهينة)
|
لك التحية على العودة مجدداً بالمناسبة لدي قصة قصيرة نشرت لي وهي برفقة صورة جميلة جداً تم نشر القصة في مجلة الشرق الأوسط التي كانت تصدر من لندن هل تصدق اسمها { سألتني قارورة العطر هل أنت متزوج } لقد تأثرت كثيراً بهذه القصة وهي حدثت لي في مدينة من مدن السودان مدينة تكاد أن تسقط على النهر لدرجة أنني كنت أود توجيه رسالة للمحافظ بان يكتب لوحة أمام هذه المدينة ليقول لها 00 أمامك نهر 00 لاتسقطي هنا لك التحية وأنت تنثر فينا العطر مرة أخرى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: ابوحراز)
|
عزيزي أبو حراز تحية و محبة و معزة لشخصك الكريم المفضال ليتني قرأت قصتك تلك ،، فأنا أعشق كل قصة تدفع صاحبها بأن يخطها ببنانه لينتفع بها الآخرون. أقرأ لك قبل ولوجي هذا الحوش ،، و قد لفتت إنتباهي لكتاباتك الأخت الفاضلة ( الشاعرة سوما ) حفظها الله و وفقها. و منذئذ أنا أقرأ لك و إن كنت لا أعلق كثيرا على الأشياء التي تلامس قاع إحساسي. سعدت بمداخلتك الحلوة . إنت برضو مطول و جئت بذاك البوست الجميل عن ناس بورداب الخرطوم. أرجو أن تواصل إشراقاتك. شكرا أبو حراز و دمت لنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: ابو جهينة)
|
وبعدين يا أبو جهينة ... أيهما نترصد ؟ وأيهما نختار ؟ ذات العض أم ذات الشمع أم ذات العطر ؟ فاظفر بذات الدين تربت يداك ... وصديقي ( فوكس ) - تعرفه يا خالد العبيد وربما يعرفه آخرون - يقلب يقول ( فاظفر بذات السوق - جوع ساق - )لأنه يحب الكوارع ،، والكوارع أيضا تعتبر من - ذات العض - وأنا بيني وبينك أحبها . بس دي وللا دي ، مش حا أقول .. هناك امرأة شاملة أبوجهينة ،، وهناك رجل شامل ،، لكن من الصعب أن يلتقيا بدون تمحيص ،، من تخدعه نظرة ، ومن يكن محدودا في نظرته للأمور لن يتحصل على رفيق شامل ،، أنا على كل حال معضوض عليّ ، وتضاء لي شموع ، وينثر فوقي عطر ،، وكمان مستمتع بالكوارع ، ، لكن أبو جهينة ، لديّ سؤال هام : هل يمل الجنة من دخل الجنة ؟؟؟؟؟ وأجد نفسي في حاجة إلى مزيد من الشرح لنظرية ترهاقا ،، أصلو ترهاقا ده عظيم جدا شكرا لك أبا جهينة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: ودقاسم)
|
ود قاسم أبو طلال تحية عارمة
هل يمل الجنة من دخل الجنة ؟ نعم يا ود قاسم ،، البعض يمل و الله لذا يهرب المعضوض عليهم و يفر من تضاء لهم الأصابع شموعا و تهرب من يحافظ على رقتها من الكسر و الشرخ. ألسنا من طين ؟ أما النظرية فسنناقشها مع عظيم كوش تسلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العلاقة بين العض و الشمع و قارورة العطر (Re: جورج بنيوتي)
|
أخي المبدع جورج تحية عاصفة و عارمة
أدخل أنى شئت و أنا على يقين بأنك و حتى و إن فقعت عين المعنى ، لديك من البلسم ما تطبب به العين المفقوعة من نسج كلامك الشجي.
والسؤال: هل تربح الأبالسة دوما؟ نعم جورج للأسف ، دائما الأبالسة في موقف ربح حتى و إن كان مؤقتا ، و لكنها تقف معظم الأوقات ترفع علم دولتها ترفرف في تحد سافر. تسلم جورج
| |
|
|
|
|
|
|
|