دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الشاف و الطلح و اللون السمح
|
الرضية ( بت سمحة و راسية و رزينة ) و هذا الوصف منقول من ( سيرفر ) الحبوبة ، و كل الأسرة عملت للجملة دي قص و لصق في إذهانها ، و بقت جملة ( دي فولت ) عند كل زيارة من الأهل و الأحباب لمنزلهم ، لازم يقولوها بالأول و بعدين يخشوا في الموضوع.
و بالفعل كانت الرضية تحمل كل الصفات اللازمة لست البيت ، إلا أنها كانت تعاني من عقدة تكمن في دواخلها و ملازماها ليل نهار كلما لامست أصابعها خصلات شعرها ( الأكرت ) القصير.
كانت تنظر إلى الفتيات في سنها ، و تقل نسب الجمال فيهن بدرجة عالية مقارنة بها ، إلا أنها كانت تتحـــسس شــــعرها ثم تنقل أصابعها لخصلات شــــعر البنات الأخريات و تقول :
يا ريت الشعر دة عندي.
طيب يا الرضية مش كفاية عليك وشك السمح دة. بعدين الشعر الأكرت ممكن تقصيهو و ترتاحي من التسريح كل يوم.
أول وصفة جربتها الرضية كانت وصفة من الحاجة ليلى الدلالية ( شفت ، تجيبي قفة مليانة من مخلفات الحمام ، و بعدين تلايقيهو بي مويه و تخليه ساعتين ثلاثة ، بعدين تتضرضري بيهو بالليل و تلفي راسك بي قطعة قديمة و الصباح تغسلي شعرك و تدهنيه بي زيت زيتون و النتيجة مضمونة ).
تلك الليلة ، ضحك عليها أخوها و هي تلطخ رأسها بذلك المعجون الرهيب ، و قال يمازحها : أنا خايف شعرك الصباح نلقاهو ريش حمام.
و لكن النتيجة لم تكن مرضية للرضية. و بقي الحال كما هو ، و ما زالت العقدة قائمة. جربت مجموعة زيوت ، أحضروها لها من السعودية ، و لكن لا حياة لمن تنادي. و أخيرا جاءها الحل الشافي من بنت جارتهم القادمة من دبى ، سألت بنت جارتهم : إنت شعرك دة كان أكعب من شعري ، حسع شايفاهو زي الحرير. يعني دة من تأثير الكريم دة ؟ فقد أهدتها معجونا سحريا و حذرتها من إستعماله بطريقة خاطئة ، و عليها أن تقرأ التعليمات بدقة متناهية و أن تجرب أولا في جزء صغير من شعرها قبل التعميم ، لأن الإستعمال الخاطيء ممكن أن يأتي بنتائج عكسية.
بشفقة قاتلة و محمومة إستعملت الرضية كامل محتويات علبة الكريم ، و صبرت تنتظر ، فأحست أولا بدغدغة كأن نمل السكر يمشي على فروة رأسها ، ثم أحست بخدر غير لذيذ ، ثم إنقلب الخدر إلى حرقة من الدرجة الثالثة سرعان ما تحول إلى حرقة كحرقة الجرح المدعوك بي ليمونة. ثم صرخت و هرولت إلى الماسورة ، و راحت تنظر إلى شعرها يتساقط رويدا رويدا أمام أعينها إلى أن تبقى على فروة الرأس شعيرات هنا و شعيرات هناك كبيوت متناثرة في طريق صحراوي. قالت ( رضينا بالهم ، حتى الهم ما راضينا بينا ). و لفترة طويلة ، ظلت الرضية تربط منديلا على رأسها طول اليوم و تنام به : مازحها أخوها : بقيتي تشبهي البت ديك الفي فيلم كونتا كونتي.
ذكرتني قصة الرضية ، بتلك المصرية ، جارتنا في الرياض ، هي من بنات المنصورة ، شديدة بياض البشرة. و لكنها رغم ذلك ( تموت ) في السمار و السمر. طالعة نازلة تتغزل في ألواننا التي لوحتها الشمس.
إيه اللون الكاكاوي دة ؟ ثم تجضم بناتي و تقول : يا قميل إنت يا شوكولاطة . إبنتي الصغيرة كانت عندما تراها تضع كلتا يديها على جضيماتها خوفا من تجضيمها و كأنها تعاني من إلتهاب أسنان. كل العمارة كانوا من السودانيين ، عدا جارتنا المصرية. في يوم العمارة ( إتكندكت ) بدخان كثيف يحجب الرؤيا ، هرعت المصرية إلى مصدر الدخان، و يبدو أن خشب الدخان كان يخالطه ( كراع بنبر ) أو ( جضل شجرة نيم ). يومها عرفت المصرية أن هذا الخشب يعطي للبشرة لونا خاصا ، و أصرت على تجربته. ما بلاش يا أم محمد. خليكي في لونك دة. لازم أقربو . ( يعني أجربو ).
و أعطوها كمية و شرحوا لها كيفية إستعماله و خاصة أنه لا توجد ( حفرة دخان ).
تلك الليلة و العمارة صامتة ، سمعنا طرق الباب بعنف ، فتحنا فإذا بإبنة المصرية ، نفسها قايم و عيونها تذرف دمعا بفعل الدخان و هي مذعورة :
إلحأ يا عمو ، ماما إتحرأت. ( إلحق يا عمو ماما إتحرقت ).
فهرولنا إلى شقتهم ، فوجدناها كزعيم الهنود الحمر تلتحف بلحاف و هي تروح جيئة و ذهابا و زوجها يرغي و يزبد : مين اللي شارت عليها بالشورة المهببة دي ؟ يا عم هي اللي أصرت.
صار لونها كقطعة قماش ملونة كانت منقوعة في الكلوروكس. من يومها و هي تقول : البياض ولا بلاش.
تعرج بي الذاكرة ، لزميل الدراسة و رفيق الصبا أبو القاسم ، عندما عاد من روسيا بشهادة الماجستير في الهندسة ، و معه زوجته الروسية ناتاشا و التي كانت أمه تناديها ( يا نتَاشة ). ففي إعتقادها الجازم أن الروسية نتشت إبنها منها. الروسية كانت من نوع فريد ، فقد كانت معجبة أيما إعجاب بالشعب السوداني ، و خاصة عاداتنا السودانية عند النساء. يقول أبو القاسم أنه لما تزوجها في مدينة ( كييف ) الروسية ، إجتمع نفر قليل من السودانيين ، و بينهم فتاة سودانية ، أطلقت زغرودة من نوع ( صفارة الإسعاف ) فجفلت العروس و صديقاتها الروسيات و هربن إلى خارج الشقة ، و ظنوا أن الهنود الحمر قد غزوا روسيا. و أفهموها بأن هذه صيحة تعبر فرح و بهجة عارمة.
أول يوم جربت فيه ناتشا الزغرودة كان في باص أبو رجيلة الذي أصرت على إستعماله كنوع من التراث الشعبي السوداني. يومها أبو القاسم نسي كل فلوسه في البيت و كان موقفا محرجا شاركته فيه ناتاشا ، و لكن بأريحية سودانية دفع أحدهم حق التذكرتين فما كان من ناتاشا إلا أن أطلقت زغرودة تردد صداها بين جنبات الباص ، فقال إحدي الجنوبيات ( دة سنو دة ، الكواجات كمان إندهم جن كلكلي ، دة حقو ودوهو مستشفى توالي ). نزل بها أبو القاسم قبل أن يصل وجهته. دة كلو كوم ، و يوم أن سمعت الثكلي عند موت عمة أبو القاسم ، لأول مرة تســـمع كلمة و ووووب علي ، فأعجبتها الكلمة و سألت أبو القاسم فأفهمها أن الجملة تعني بأن التي تقول ذلك تقوله كناية عن ألمها لفقد عزيز و أن مصابها كبير. تلك الليلة كانت ناتاشا تعمل بروفة طوال الليل : ووووب ألي ... و هي تخبط على رأسها و تتحزم بعمة أبو القاسم. ذلك الصباح ، أبو القاسم خرج في مشوار ، و جاءهم خبر بموت الصديق صاحب الدكان في ناصية بيت أبو القاســم و هو من أهل الجزيرة ، و جاء الناس من كل صوب و حدب و من الجزيرة ، و المفاجأة كانت ناتاشا ، متحزمة بي توب جيران و في نص النسوان :
ووووب ألى يا السديق
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الشاف و الطلح و اللون السمح (Re: ابو جهينة)
|
يا سلالالالالالالالالالام يا صديقي سلاسة ومقدرة على الأمتاع لا أملك ازاءهما الا ان ابدي اعجابى الشديد، وزي ما قالت شيري واااااصل..... مداخلة بسيطة أظنك رمزت لصديقنا المشترك أ بأبوالقاسم... ودعني احكي لك واقعة حكاها لي 0أ0 مفادها ان ناتاشا زعلت مرة من المرات من بنتها وحاولت ان تقبض عليها عشان تديها علقة... وفي اثناء جريها لمحت البنت الصغيرة احد المارة وصاحت فيه يا عمو شوف الخواجية عايزة تضربني... وطبعا ناتاشا خواجية شقراء وكان الحدث على ما أظن في الكلاكلة....وتدخل الغريب وعرف لاحقا ان الخواجية لم تكن الا والدة الصبية السودانية.... مع تحياتي لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاف و الطلح و اللون السمح (Re: عبدالأله زمراوي)
|
بت قضيم العملاقة : لك التحايا
شكرا على هذه الطلة ، و أها مشروعنا سويتي فيهو شنو ؟ مشروعنا الفي بوست التركين. أرجعي ليهو يمكن ما قريتي تعليقي الأخير.
شيري : هتراشتنا المبدعة :
بصراحة كدة ، بوستاتك عبارة ( وقود نووي يحفزنا للكتابة ) و خاصة الهترشة الصباحية ، فواصلي ، نواصل. هل قرأت تعليقي على التخيل لصورتك ؟
عبد الإله : أستاذ الأجيال : أعرف إنك تفهمها طايرة ، و لكن لم أكن أنك تفهمها قبال تطير.
لك التحية و التجلة و خليك عند وعدك و التركين منتظرك بكرة أو بعده حسب طلبكم الكريم الذي سنتشرف به حتما.
تسلموا لي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاف و الطلح و اللون السمح (Re: ود الشيخ)
|
ود الشيخ : التحايا و الود
تعرف أجمل حاجة عندي لما أروح السودان بالبر عن طريق بورتسودان ، أتونس مع ناس أدروب في القهاوي التي على الطريق. أو مع الجنوبيين في سوق الخرطوم. الكلام فيهو عفوية تتزاوغ بين الكلمات التي يجدون فيها صعوبة في النطق ، و هنا تكمن المتعة.
تسلم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاف و الطلح و اللون السمح (Re: ابو جهينة)
|
أبو جهينة الله يكرمك في واحد مصري جا السودان زيارة وتعرف على واحد من أهلنا جعليين المتمة وتعمقت اواصر الصداقة بينهما ، اها الجعلى كان عندهم مناسبة زواج وعزم حبيبنا المصري وسافرو للمتمة ومن المعروف ان هذة المناسبات وفي اثناء الحفلة يتم الجلد والكل يعلم ذلك سوي اخونا المصري على كل حال الحنه انتهت قام المصري سال صاحبو قال له ((هو ليش العريس بجلد الجماعة دول))رد عليه علشان نوع من العادات والنسوان يزعدن فقال له طيب دا انا حاتجلد معاكم هو انا مش راجل ولا ايه قال ليهو يا مصري ما بتقدر ولكنه أصر ثم لبس الجلابية والعراقي والسروال والطاقية ودخل نص الحلقة وعرض ثم حلف بالطلاق الا ينجلد العريس لبى طلبه اه زولنا عيونوا حمرن ووشو بقي ذي الفشفاش المنفوخ ويا دوبك ثلاثه سيطان وترك الحفلة اها أخونا سالوا مالك مشيت بدري قال ليهو العريس اداني السوط الاول عيوني غمضو اداني السوط التاني ما سمعتش صوت الدربكه اداني السوط الثالث قلت ليهو ملعون أبو الستات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاف و الطلح و اللون السمح (Re: الرشيد أحمد القاسم)
|
الاخ ابوجهينة
الجمال... فتنة والعيون ياناس هى افتنا وقلت فينا الدرعاء شافتنا نحن خفناها وهى خافتنا
فاح لى كبريته (فتح الكاف وكبدى كالبنزين قادحه كبريته (كسر الكاف هى هالكانى وانا اصلى بريته وياجرح غور انشاء الله ما بريته
بالله كنت من سكان الرياض حيث لا رياض ولا شعر الضاد وتسلم ياحبيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشاف و الطلح و اللون السمح (Re: Tumadir)
|
استاذنا الفاضل ابوجهينــــة سـلام واحترام
سيد الطلح حايم وسط الحله يتقدل بحمارو *الطلح الطلح دواء الرطوبه والكرعيييييين
وتسمع الأبواب تتخابت ويتسابقن النسوان
#هووووي يا سيد الطلح تعال بجاي
والله يغيبك يا شمس
تلاقي البلد حريقه وين ما تقبل والدخان لاوي فوق السماء
شئ جماعي وشئ فرادي
وداااااك يا اللون السمح واكيد اليوم البعدو يوم الحنه والرسم والقلب المنقسم والزهور الحننيه
ولا عزاء للعزابه
| |
|
|
|
|
|
|
|