|
الجاتك في شهادتك ( ما سامحتك )
|
طول عمري أكره الرياضيات. كرهتها منذ أن كنت تلميذا في عطبرة الغربية. ربما بسبب الأستاذ ، و ربما لعقليتي غير الرياضية. لم أنجح يوما في هذه المادة. كنت أكره طلوع النهار لأنني سأذهب للمدرسة و أواجه حصة الحساب. شهادتي عند كل إمتحان كانت مزينة ( بكعكة مدورة باللون الأحمر ) كنت أحاول أن أخفيها على أهل البيت بأن أحاول مسحها ، و لكن اللون الأحمر آنذاك كان أعند من الإستيكة ، فينتشر اللون الأحمر في كل الشهادة ، و تبقى الكعكة تعاند المسح و تمد لي لسانها و تقول لي ( يا ساقط الحساب ). أنظر الآن للمحاسبين في العمل و كأنهم من كوكب تاني. لم ينقذني في إمتحان الشهادة إلا نظام الترقيع ، فقد كانت شهادتي بلون لوحة سريالية بسبب الترقيع. في أيامنا هذه نسمع أن فلان ( قادي ) المادة الفلانية ، و كأن هذه المادة ( طبلة أذن و إنفقعت ).
كل واحد فينا بيكره مادة معينة ، ليه ؟ لا نعرف. هل هو خوف دفين من مفردات المادة المعنية ؟ أم من الأستاذ ؟ كان لدينا زميل في مدرسة العمال الوسطى بعطبرة ، لا يحب مادة اللغة الإنجليزية و لا الأستاذ ، كان ينام نوما قرير العين هانيها في حصة الإنجليزي. في أولى وسطى ، كان الدرس أن نقوم بأي فعل و نقول ما نفعله باللغة الإنجليزية. فنادى الأستاذ على صاحبنا و قال له : تعال أعمل أي شيء و قول لي إنت عملت شنو بالإنجليزي. فصاحبنا مشى جنب تربيزة الأستاذ و هو بيدعك في عيونو و نعسان و دخل تحت التربيزة و قال بأعلى صوته و كأنه إكتشف الذرة:
I am running out
حاول الأستاذ أن يضربه بالبصطونة التي في يده و لكن صاحبنا كان يراوغه تحت التربيزة بخفة القرد و لم ينقذه إلا جرس إنتهاء الحصة..
كدة كل واحد يورينا هو كان قادي شنو ، و كان بيكره ياتو مادة.
|
|
|
|
|
|