دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة
|
استعير اسم ذلك البرنامج الذى احتل مكانه فى الذاكرة وبقى عالقا كالابد ، برنامج توفر على تقديمه الاستاذ جعفر عبد المطلب الذى لا اعرف له الان عنوانا ، او مكان اقامة لكنى ازعم انه مقيم في قلوب الذين امتعهم ببرنامجه ذاك 0 فى منتصف السبعينات حل علينا البرنامج ضيفا لم يكن بامكاننا طرده ،مع ان حضوره كان دائما قبل منتصف الليل بقليل ، كنا لا نمل سماعه ننتظر لحظةان يعاد سواء فى ام درمان اوالابيض، الان اتسعت الشقة الزمنية بين ذاك الزمان وبينى ، اختلفت الامكنة ، مع ذلك اليه ارد كثيرا من معارفى ، عبر من كان يستضيفهم من الذين مخروا عباب العالم والعلم ، ليبرهن لنا ما تعرفنا اليه لاحقا من معانى تقول على السنة علماء الاتصال عن فن الرؤية بالاذن 0 دلق الينا جعفر عبد المطلب بجمرة الترحال منذ زمن باكر فتتاججت النيران الى الان ، سعيت الى كل مكان تحدث عنه، البعض شهدته والاخر ما زلت اسعى باتجاهه ، ولعمرى ان التقيته فلسوف اقول له : ما بك ترمينى الى هذا الجحيم اللذيذ ؟ وساتعرف اليه من بحة صوته التى لا تخفى علىّ ، (فصورة) صوته هي البصمة التى لن تنمحى وكنت قد رسمتها له على نحو جعلته غير قابل للمحو0 لا اعرف لماذا اخترت هذا المدخل لاكتب عن طفولة او صبى باكر ؟ كنا صغارا ، فى بداية التعرف الى هذا العالم حين توجهنا الى مدينة الابيض ، كانت تلك اول مرة اغادر فيها امدرمان0 حين انسرب القطار داخلا الى محطة الابيض لمحت اللافتة المكتوب عليها اسم المحطة باللغتين العربية والانجليزية ، احسست تلك اللحظة بالخيانة لامدرمان التي نقلت نفسي اليها بمونتاج سريع ، مدخلها من ناحية كوبرى النيل الابيض تقف امامك المستشفى العسكرى ، يقابله قصر الشباب والاطفال ( لاحقا ) بيوتها من الطين ، (زحمة ) بانت امام السينما ، يسارك المدخل الى مدينة الفتيحاب ، يمتد شارع الاربعين تصل الى ما قبل نهايته ، تتوقف هناك حيث يقف بيتنا نزلت ادمعى ، دخلت فى هيستريا من البكاء المر ، كانت غير مبررة بنظر الاخرين من اهلى ، لكنى كنت مدفوعة بوحى اغنية صادرة تلك اللحظة من راديو شاء صاحبه ان يجعل الصوت عاليا من الغرفة المجاورة لغرفتنا فى القطار (امتى ارجع لامدر واعودا ؟) لكنى بعد عدة اشهر كنت على موعد مع امدر ، عدتها ، هذه المرة وجدتنى احن الى الابيض داخلة مدارها ، ما فعلت مع امدر قبل الان لكنى لم احس خيانة ، فلقد غدا القلب محتلا بهما معا 0 سرا كان الامر محسوبا لدى ، فلقد غادرت امدرمان رغما عنى ، لانى كنت اعيشها على نحو خاص بى ، ولى فى كل شبر منها ذكرى ، هناك حيث حى العرب وبيت جدى لابى ، وعمومتى ، واصدقائهم من الفنانين والشعراء الذين كانوا يشكلون حضورا داخل نسيج الذاكرة ، رغم رحيل جدى الى بيت الثورة لكن لحى العرب موقع اثير ، ثم انى ادلف الان الى حى القلعة حيث بيت خالى مامون ، وزوجته وابنه ، بيتهم الذى اول ما تمرفى طريقك اليه هو بيت الشيخ المقرئ عوض عمر ، الذى كان صوته يوقظنى فى الصباح 0 امد الان بعنقى الى جدار الذاكرة الى العباسية ارنو ، حيث الجيرة من الفنانين الذين تربينا على اصواتهم ( زيدان ابراهيم ، عمر الشاعر ، ابراهيم حسين ، محمود تاور ) ترى الى الشارع تلتقط عيناك دكان عم جعفر، وتمشى قليلا تجد ميدان الربيع، الذى كان قبلة لنا فى العبور الى بيت( ناس الدر بت خالى فخرى فى العرضة ، او حين نكون باتجاه زريبة الحطب اعلى العرضة حيث تسكن حبوبة عرفه وااولادها ماضى احمد محمود وصلاح ود عرفة ) تبتعد قليلا من الناحية التى يقف يها بيتنا تجد انك لابد ان تمر ببيت الشاعر صلاح احمد ابراهيم الذى كان يعرف( بالفيلا) تجدهم يعاقرون الغناء والشعر صحبة الفنان محمد الامين ، والشاعر هاشم صديق ، اعود الى الابيض حيث لاترى سوى النيم يحف بيتنا ،والمدينة من ثم ،رمال ناعسة مندس في جوفها الحسكنيت كالقنابل الموقوتة ، وتلك اول مرة انصاع للنظر الى ما تحت اقدامى ( ذات يوم عدت البيت باكية ، سالتنى جدتى عن سربكائى ، قلت لها ان واحدا من اولاد الشيخ اسحاق حمد النيل ضربنى على وجهى وطلب الى ان لا ارفع راسى عن الارض لاننى (بت ) كانت فى ذلك اليوم فى حضرة جدتى واحدة من اقربائها ، التى اغضبها ما سمعت ، فقالت لى : ـ اوعك تسمعى كلام الراجل المتخلف دا ، واوعى القاك مدنقرة فى ا
عاينى فوق ، ابعدنقطة فى السما اوصليها ، خلى عندك طموح ، سامعه ؟) لكنى الان مضطرة لذلك الفعل حتى لا تلسعنى الاشواك !! كنت افكرفى هذى وتلك ، والمسافة التى غدت بينهما الان ، كنت تعبت من لهث المقاربة ، فلا نهر نزوره هنا ولا حديقة الموردة التى تزيل عنك كابة الحر ، لا شئ هنا سوى صوت القطار يئز حين وصوله ، او لحظة مغادرته المحطة فى مدى قصير وجدتنى انحاز الى الابيض ، مع كل النواقص التى كانت تعترى المدينة من الماء الى الصخب المدينى هناك ، وهذا ما احالنى الى القراءة بشكل جيد ، دخلت قاموسى كتب جديدة روايات من نوع ( العبرات النظرات ، زقاق المدق ) احسست ان مستواى الاطلاعى قد تدهور وتحولت من كتب كبيرة الى اصغر منها مما قادنى الى محجوب عوض الكريم ومكتبته العامرة احس ان (غربتى ) دخلت طورا ، ومرفأ جديدا، مرفأ اعاننى على تجاوزه صوت الفنان عبد الرحمن عبدالله ، فاحببت الاتكاء اليه ، فشكرا له على ما فعل 0 كنت اقول عنه ( لحنى الذى اشهره حين يعز الغناء ، فيعيننى على الصمود فى وهدة الغربة ، ارقص على وقع الحانك ، واهزها نخلة تجود ولا تبخل بكل لحن بسيط جميل عميق رمزا لحميمية صادقة اتدفق كما رمال عروس الرمال ، فغناؤك كنت احسه ينقر باطن روحى ليصل الى اوردتها الى كل جسدى يستكين ويجرى مجرى الدم ) كنت اراك سيف الكلمة وغمد اللحن السهل الممتنع ، اعرض صائلة جائلة بدفع غنائك احس الكلمة حين تخرج يا بلوم ارجوك يوم تحلق شيل رسايل الشوق المحرق تلقى زولا ضامر رشيق احكى ليهو الحاصل على
اول مرة عرفت فيها غناؤك كنت فى المرحلة المتوسطة ، ماكنت ادرك ان للابيض ذاك الطعم الذى اضفيته عليها ، طعم شهى ، فادمنتكما معا ، كنت أهاجر خلف صوتك الى كل مكان غنيت فيه بدءا من نادى السكة الحديدالمجاور لبيتنا الى الاحياء المجاورة ، لا يهم اين المهم ان تكون انت من يغنى ، حتى اسمتنى صديقاتى (كرسى كزام) وهوكناية عن متعهد حفلات فى الابيض على ايامنا ، ما ان تبدا الحفلة حتي تتقهقر كل القيم المسيجة المانعةايانا عن الخروج ، كنا نتحايل على اهلنا بالقول الكاذب احيانا والصادق اخرى ، لا يهم ان كانوا يعرفون من ستغنى لهم ام لا ؟ لكنا نجرؤ للخروج تحت جنح الغواية ، لنستمع اليك ،دون كبير اهتمام لما نلبسه او ماتتزين به البنات عادة للحفلات ،لاننا كنا نتزين بصوتك ،نسعى الى مكان وجودك سعى العاشق لمحبوبة عز عليه لقاؤها ، نبارى حفلاتك (كالصعاليك) المتمرسون على ذلك الفعل ، وان عز علينا الخروج ، كنا نخر الى اسرتنا قانعين نستمع الى دفق صوتك من على البعد ، وننام غلى هدهداته 0 حين تخطيت المرحلة المتوسطة ، كان نصيبى ان ادرس كلية المعلمات كنت حافزى للصمود داخل تلك الاسوار ، والداخليات التى ما احببناها لولا حداك فلقد كان شعارنا ( الاولى مدرسة والطيش مدرسة ) لكنك كنت تحفزنا ، تحفر دواخلنا عميقا حين تردد : المعلمة نور لبلادا كنا نستميت للبقاء هناك ، فلقد اضأ ت لنا دربا ما كان لاحد غيرك ان يفعل ولا كانت خطانا ستكون بذلك الوضوح ، والرصانة لولا وجود اغنيتك (المعلمة ) فاحببنا تلك المهنة لحب زرعته فينا ايا من وهبتنا الحماس للتدريس والتعليم سلام يغشاك فلقد اصبحت احد اعمدتنا الفنية فى كردفان نتكئ اليها وظهرنا( قوى) صرنا نفاخر بك اهل امدرمان ، ونتحداهم ان يكون لهم مغنى بحلاوة صوتك ،وطلاوته 0 كلما عدنا فى اجازات الصيف الى امدرمان من الابيض ، كنا نترقب برنامج ( رسالة كردفان ) التى كان يعدها الاعلامى النابه عوض محمدانى كنا نرغم كل ابناء جيلنا على سماعك ، لانهم دوما يردون ( انتو غرابة غير الصمغ ما عندكم شئ) وكنت صمغنا الذى يلصقناالى تلك البقاع ، كنت واحدا من اهم مواردنا ، وكانوا كلما اوغلوا السمع بت لديهم اكثر قربا ، فنافسونا فى حبك والاستماع اليك ، وباتت رسالة كردفان ملتقانا ،فالكاسيت لم يكن قد غزا السوق كما هو الان ، وانت لم تكن قد انتقلت الى امدرمان بعد ، كنا نراك متحصنا بالابيض وكردفان ناثرا عطرك بين تلك الربوع ملهما اياها ، مانحا كل الامكنة عبير الكلام معنى ومغنى ، مغنى اصاب سهمه قلوبنا فما برحت تصحو على امل ان يكون ثمة حفل تشدو به فنتسابق الى حضوره ، هنيئا لك يا ايها المغنى العذب بحبنا الذى املى علينا ان نحفظ اغنياتك عن ظهر قلب
جدى الريل ابو كزيمه تعال نتمشى فى الغيمة ما غيمة ريد تكب فى الرهيد شواطيهو الخدر ديمه حين تغنيت باغنية ( يا ضابط السجن ) للشاعر محمد حامد ادم ، كنا نحتشد بتلك الاغنية ونصادم بها كل من يقف مساندا نظام مايو ، لكنها تخثرت حين حولت ( ضابط السجن ) الى (اجمل حلم ) صحيح ان المعنى لم يفارق كثيرا لكنه ما عاد بتلك القوة التى كانها:
صبرك لحظة واحدة يا ضابط السجن اتزود بنظرة وارجع انحرم خمسة شهور طويلة مرت ليلة ليلة مع الدمعة الهميلة تشرح سايلة حالى وتكتب فى مسيرا قصة وردة جفت من فرق الخميلة
تلك ايام كانت الحريات فيها تتهاوى تحت ضربات الامن والايقافات تطال المبدعين ، متجاوزة حد المعقول ، كانت الا رض الابداعية تميد تحت قهر السلطة فانبلجت كلمات الاغنية وسط اللجة لتبدد بعض ما كنا نعيشه من ظلام وقهر ، لكنك لسبب او لاخر سحبت لجام ذلك الحلم وارخيت عنان صهيل الكلمة الشاهب والبستها لجاما ولثاما ما كسر حدة اللحن ولا ابعده عن ذاكرتنا فظلت كما هى ( ضابط السجن ) وانت ظللت ما كنته ابدا ، طاؤوسنا وبلبلنا ، هدهدنا المهفهف حولنا برفيفه الاليف ، نرهف السمع اليك كلما حاصرتنا الغربة واجتاحنا الحنين لبقاع نراك ( هشابها كلما طقوه ) زاد معدل الصمغ ، و( حمرا ننجم ) تحت ظلال تبلديه ، نشربك ( كركديا ) باردا وحلوا ، نمسح بك دمعة الفرقة ، نلتحف اغنياتك نروم دفئا فى الليالى الباردة ، نردد اغنياتك كما نردد الدعوات لنعود الى حيث تكون تمسح عنا وعثاء السفر وعناء الترحال ، هنيئا لنا بك ، هنيئا لك بحبنا الباقى ابدا
ايواــ 2003/
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
يدخل فى العظم منى ولا يخرج با سيكو ، صوت هذا البلبل، يشجينى ويطربنى ايما طرب ، كانوا يدللونه ببلبل كردفان ، وكنا نقول عبد الرحمن بارا، لا ادرى لماذا بارا؟لكنه ابن السودان اجمعه فلقد تغنى للكل، لكنه خص بارا(شوف جمال بت بارا وحلاتا اجمل البنوت فى السباته، قمرة اربعتاشر بذاتا)وهو ايضا غنى للجمال اليعم كل بنات البلاد (شوف جمال بت بلدى وحلاتا )مغرمة بغناء هذا الكروان عبد الرحمن عبد الله متعه الله بالصحة والعافية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: عبدالله الشقليني)
|
الاستاذ عبدالله ومولاى جعفر ، لكم هو صغير هذا العالم ، لكم جميل فى نفس الوقت ، يا لهذه الروعة الصباحية التى ادخلتنى مدخل بهج وبكاء لم اكن لاتصور فى يوم ان التقى ولو على ظهر هذا الاثير بصوت او شخص كان يشكل بالنسبة قدرا معرفيا عاليا ، كنت فى المرحلة المتوسطة حين كان يذاع هذا البرنامج(مرافئ الغربة ) لكنى ( مفطومة ) على الراديو ، لا يفارقنى قط ، اضف الى ذلك انى بنت اقاليم فلا مناص اذن من الراديو ونحن ابناء العمال (كان ابى ناظر محطة الابيض السكة الحديد)لذلك ارتبط الراديو بى دائما وكذا ارتبطت به منذ الطفولة الباكرة ، لكن ان التقى الاستاذ جعفر عبد المطلب ؟فهذا امر مدهش لاننى لم اتصور ان يقرانى حتى ، فالعين لا تعلو على الحاجب ، اصدقك القول اننى كنت انتحب فرحا لحظة ان كنت اطالع فى ما كتبت يا سيدى ، لا لشئ الا لانى ما ازال تلك التلميذة التى تكن الحب لاساتذتها مهما كانوا ( حتى لو جلدوها فى الفصل قدام البنات )فلك الود اجزله ولاخى واستاذى عبد الله الشقلينى كل الود وعظيم الامتنان، بالمناسبة استاذ شقلينى هل لديك اى علاقة اسرية بالصديق خطاب حسن احمد؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: Elmosley)
|
الاستاذه سلمى الشيخ
لك التحايا- كردفان - الابيض وبارا هى السودان عموما فاهل كردفان لم يعرفوا اقصاء احد ولا جهوية قد كان نائب دائرة بارا فى كل البرلمانات المرحوم الشاذلى الشيخ الريح سنهورى القادم من المتمة المحب والملتصق والحامل لهموم اهلنافى بارا حتى موته بها وواصل ذلك ابنه معاوية الشاذلى الذى يعمل ببنك البركة وتراه فى كل امناسبات موت او حياة او معاودة مريض بالعاصمة حتى اشفقت عليه من السفر ولهذا غنى عبدالرحمن لكل السودان وعبدالرحمن عبدالله ود بارا هو ابن الفكى ابوجنازير ووالده كان شيخ خلوة ببارا وهو قريب حافظ عبدالرحمن مختار ومن جدته هو قريب للسيد الحسن الكبير جد السيد محمد عثمان ابوهاشم وسيدى الحسن ولد ببارا ودفن فى كسلا.
غنى عبدالرحمن شوف جمال بنت بارا وحلاتها اجمل البنوت فى السباته- قمرة اربعتاشر بذاتها
وقال شوف جمال بنت بلدى النضيرة الضفيرة السودداء وطويلة
وغنى قصيدة للشيخ المر وهى ادريس ضو اللمبة وخلونى نصقر جنبه وخلونى نصقر جنبة ولا فوق ضل البرنده
وغنى الحلوات بريدن بنات البقارة وغنى للجميع
ليت الزمان يسعدنا بسماع عبدالرحمن الرجل الفنان الانيق تعرفى ياسلمى عبدالرحمن ده فنان من يوم مسك العود وغنى وهو بكامل لبسه بدلة فل وكرفته احتراما لفنه ومكانته وقيافته
جدتى فاطمة بنت كننى الله يرحمها كانت تحب عبدالرحمن وكنا نسكن فى حى القبة شرق جوار ال مالك وباهى نور ويسن مصطفى -يسن كونج- والمرحوم حسن ادريس عبدالهادىوكان عبدالرحمن يسكن فى منزل مكى حسن ابو جوارنا كانت حبوبة تناديه صباح كل جمعه وتطلب منه ان يمدح لها مديح سيدى الحسن وينشد لها لوح البراق فكان عبدالرحمن بنشد لها لوح البراق ولعلنى احتفظ باحد ى الشرائط حتى الان ويختم مديحه حين كنا نطلب منه ان يغنى لنا ست الفريق - كا نت جدتى تداعبه تقول ليها ياولد الجن والغبى شنو بعد المديح ولوح البراق واليوم الجمعه تطرطشوك الشفع ديل . وكان يضحك من عمقه ويقول ليها كل زول ليه حبة وكانت تقول ليه الله يدك العافية وكان عبدالرحمن يحبها ويسلم ليها فى راسها وكانت تقول ليه الله يرحم حاجة هجرة وتضحك ويعاد هذا الفيلم كل جمعة. واجمل مافى هذه اللحظات حين يدخل قريب جدتى كامل محى الدين ابوحراز ومعه خالى عبدالرحمن السيد الذى كان يعمل بالتعليم- خاصة ان خالى عبدالرحمن كان ايام شبابه مغنى وعازف وكامل محى الدين رحمه الله يحفظ المديح والانشاد وذو صوت رخيم
الحلاج هذا الرجل الشامخ القامه الهامة فى مدينة الابيض وهو رجل يحمل الثقافة والادب هما وحياة يتواصل معنا فى الكثير وهو يعمل ليل نهار مع صديقى خالد الشيخ حاج محمود فى اتحاد الكتاب وهم قامة نسال الله ان يعينهم فى هذا الجهد الكبير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الفنان عبد الرحمن عبدالله ، لم التقيه سوى مرة واحدة فى بيته لكنى كنت مجنونة ان شئت الدقة بغنائه كنا فى الابيض كما اسلفت فى حى السكة حديد ، ننتظر المناسبات التى سيغنى فيها عبد الرحمن ، كنت اذ ذاك فى المرحلة المتوسطة ، لم يكن يعنينى ان ترفض امى ان نذهب الى الحفل بل كنت الح عليها ان تتركنا نمشى ذاك الحفل الذى سيصدح فيه عبد الرحمن ، وحين تتابى علينا ، كنا نجلس امام الباب او لحظات (الحردان ) نتظاهر بالنوم لكننا كنا نستمع اليه من اسرتنا التى نتعمد ان تكون فى اتجاه الريح حتى تحمل الينا صوته ، ونردد معه الكلمات ونتخيله كيف يقف فى خشبة المسرح المرتجلة تلك ،نخاف ان (يقع ) فهى ليست ثابته ، لكننى حين التقيته قلت له لكم احبه وحكيت له كل ماعن لى ان احكيه ، وما زلت حين استمع الى صوته تصيبنى حالة من البكاء يسرى بها الى صوته فصوته من الحميمية ما يجعلك لا تود منه فكاكا ، كنت حين بدات العمل فى الاذاعة تصادقت وشادية عبد الله شقيقته لا لسبب الا لانها شقيقة عبد الرحمن الفنان وحين عرفنى اليها العميرى بتنا من اقرب الاصدقاء ، كان لا يمر يوم دون ان يكون عبدالرحمن عبد الله ضيفا على (صباح الخير يا وطنى ، او مساء الخير يا وطنى ) ليس تعصبا بل محبة لله والفن الذى يحمله هذا الكروان بين دفتى صوته ،قبل الان كتبت عنه فى الدوحة لصحيفة الراية التى يراس تحريرها الصديق بابكر عيسى ، ولك ان تتصور كل ابناء الابيض فى تلك الربوع كانوا يهاتفوننى ويشكروننى كانى ما فعلت الا مااملته على مشاعرى التى تجيش حبا لذاك الفنان متعه الله بالف عافيه، وبعد، فالفنان السودانى مايزال غير مكتوب السيرة ، نعانى من هذا النقص سوى ماكتبه معاوية يس وان كان كتب عن تاريخ الغناء وليس المغنين وهنا الفرق ، اتمنى ان نسجل تاريخ فنانينا قديمهم وحديثهم للتاريخ ، وان كان لديك معلومة عن سيرته الذاتية فهى ستدعم ما اشرنا اليه ، لك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الاخ عادل عثمان اولا شكرا على الصورة لانها ادخلتنى الى فضاء مكان طالما احببته وبلد عشت فيه ازهى وابهى ايامى ، كانت الابيض فى تلك الايام التى عشت فيها بين احضانها تمثل اللبن الذى لم انفطم منه بعد ، وحين اكتب عنها فلا املك سوى ان استدعى كل الذين شكلوا هذا الانسان الذى بين سطوره تقرا ، لكنى ما ازال اتعلم من هذه الحياة ، وهذا التعلم لا يكون الا بالتلاحم اليومى مع اسباب الحياة مع الذين يرتادون حرفك ومع الذين حتى لا يحبون ما تكتب ،اذن حين اكتب كل الصور التى عشتها تتداخل ، يدخل من نفاج فى الروح عبد الرحمن عبد الله الفنان الذى اسعدنى فى صبا باكر ،ونغم ما زال يسرى مسرى الدم ،سواء غنى (بت بارا) او (ضابط السجن )او غيرها من الاغنيات التى نحفظها عن ظهر قلب ، با له ويا لنا من سعداء ان تربت الاذن لدينا على شدو ذلك البلبل ، فهو من ارسى الى حد كبير حبه فى دواخلنا نحن ابناء وبنات ذلك الجيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: othman mohmmadien)
|
الابيض عروس المدن كما اسميتها لا لشئ الا لانها تلكم الحضن الدفئ الذى ادخلنا الى فيحائه ، كنت قد عدت الابيض مرارا فى مشيتى الاخيرة ووقفت الى اماكن كنت احبها ويصطفيها القلب ، مضيت حيث بيت زهاء الطاهر ووقفت مليا اتامل المشهد فى حضوره البهى داخلى ، عبرت الى حى السكة الحديد ، ووقفت اتامل كم هى صامتة محطتها ودلفت الى نادى السكة الحديد الذى تااكلته السنون بلا امل فى العودة ، تذكرت حين كان عبد الرحمن عبد الله يجئ فى احتفالات السكة الحديد بعيد العمال ، فلم اجد كليهما ، وجدت سرابا كلما لهثت باتجاهه تباعدت الشقة بين تلك الايام وقلبى ، لكنها تسكن فى الجوف مثلما يسكن القلب ينبض بحب لا نهائى ، هى تلك المدينة التى تواخى بينك وبين الاخرين تجعل منهم اسرة كبيرة بلا حدود ، نلتقى فى الشارع العام مع من نعرفهم فيهبونك بهاء الذكريات وتفوح لحظتها عطور صندل الماضى متماسكة كان لم نزل نعيش تلك اللحظة ، (تبكى خالتى عشه والدة صديقتى الابدية سعاد ابراهيم )وهى تحتضننى لحظتها تحس انك لم تغادر لحظة رغم الشقة التى كانت قد باعدت بينكم زمانيا ، لكنها الابيض التى تهبك صوت عبد الرحمن وحنية اهل الابيض جمعاء ،يا لنا من غرباء بعيدا عن حيوات الابيض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
Quote: ولاخى واستاذى عبد الله الشقلينى كل الود وعظيم الامتنان، بالمناسبة استاذ شقلينى هل لديك اى علاقة اسرية بالصديق خطاب حسن احمد؟ |
الأستاذة / صاحبة البنان المُضيء :
سلمى الشيخ سلامة تحية واحتراماً
على رُبى الإبداع في بلادي ، نهض اسَمكِ ورسمكِ مُتلألئاً . وتلك كلمة حق ، ووصف لصفحات من الأنجُم التي زينت سماوات وطننا في بُرهة من زمان الوطن رغم الإعسار .
الأحباء في دوحة المسرح : ( خطاب حسن أحمد ) ( منى الطاهر ) (منى صالح )
من أبناء عُمومتي الأسرية ..، ومن الذين فرقتنا المنافي إلا واحدة : (منى صالح ) لم تزل في الوطن .
يقولون : الأسرة المًمتدة يمكن أن تكون مظلة من شمسٍ مُحرقة ، أو دوحة دفء .
أذكر في السبعينات ، جلسنا معاً أنا وخطاب حسن أحمد جلسة صفاء ، ومدَّ ورقة فيها قصيدة من أشعاره الأولى ، فانتصب شعر رأسي جلالاً مما أقرأ ، لم أكُ حينها شاعراً ولم أزل قارئ شعر على استحياء ، وكان هو حينها عمليقاً يتخفى .
شكراً لكِ فقد تقلدنا بحلو حديثكِ أكثر مما نستحق ،
أما المُبدع : الدكتور جعفر عبد المطلب
فهو قامة تزدهي بها الريح إن انتصب واقفاً وهَبَّتْ هيَّ .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان عبد الرحمن عبد الله...مرافئ الغربة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
سقلينى هكذا بدون القاب ،فلقد كنت اعرف ان تلك الحميمية بينى وبينك لم تكن الا بسبب اننى حميمة لخطاب حسن احمد ومنى طاهر ومنى صالح كنت ادرك تماما ان صلة دم تجرى بيننا فمن ذكرت لحمة لا تتاكل بفعل الزمان ، لصيقة بالقلب ، وكذا تكون انت ايها الولد الذى اشتممت فيه فيح الاخوة الذى ربط بينى وبينهم ، منذ امد ليس بالقصير امد احسبه الابد لما بينى وبينهم ،ليت المقام يسمح ان ابوح بحب لا يدانى لهم ، وامتدت الاواصر لتشمل الاسر فيما بينها ممنية النفس بان لا تنقطع ولا يحول حائل بينها فلك الود ولهم ،ولنا فى الحياة امل لقاء يجمعنا على مرافئ ليس للغربة بل للتواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|