دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
هذا كلام مليان أسى وحزن وحرقة ومليان غضب. غضب أنّ مبدعينا يتخطفهم الموت كيفما اتفق. ولكن ماذا نصنع مع قلة الحيلة والغفلة والأهمال والمنع والمصادرة يا استاذة سلمى؟ مرثيتك ملحمة بكاءة، رقرقت عيون صدقها. ولكن........
وجدت المقال التالى فى الانترنيت يرثى زهاء الطاهر. أرجو أن تأذنى لى بنشره هنا. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«المجاز» مركب زهاء الطاهر إلى واقع بديل كتب - محمد الربيع
«ها أنا في منتصف العمر، في وسط الدنيا، من عمق الشكوى أطل وكأني احملها على كتفي، ومعها احمل جثتي وجدثي، ساعيا بين فجاجها، باحثا عمن يبيع لي صمت لحظتين اثنتين وليأخذ مني ما تبقى، ليأخذ مني كل شيء، تجيش اعماقنا، كل اعماقنا واعماق البحر همّا وغما، فقد ذهب لب البحر من بعدك ولاذ بسابق مدّه، وخنع مثلما قنعنا، ومثله لذنا من بعد جزره باصدافنا، تقرفصنا في جلودنا، وتشبثنا بجسارة فراشاتنا والواننا. ذهب القمر بلب البحر، ولب القمح، ولب الليل. مضوا، وانا ايضا مضيت في صمت ملتهب وكئيب».
«زهاء الطاهر - حضارة الوردة»
نصوص القاص السوداني زهاء الطاهر «توفى مارس 2004» عدا استثناءات قليلة من بينها نص «حضارة الوردة» من مجموعة «المناديل» تكاد تخلو من الموتى والقتلى، مما يجعلها اشبه بنشيد متصل للحياة ومن اجلها، واحتفال ضاج بالمجازات الدالة عليها والمعبرة عنها. وهي طريقة في الكتابة تعكس رغبة خفية في الخلود، تمثل قاسما مشتركا بين المبدعين على وجه العموم الذين يجتهدون في كفاحهم الجمالي ضد القوة المدمرة للزمن. وتتبدى في السلوك الشخصي لمعظمهم من خلال اخفاء أعمارهم، وعدم الاشارة اليها، فالمبدعون مثل النساء، في هذاالشأن. يكتفون بانجازهم الجمالي، دالا على اعمارهم مثلما يصعب التعرف على عمر المرأة، دون النظر الى ابنائها واحفادها. كما ان هذا الاحتفال بالحياة، يأتي منسجما تماما مع رومانسية الخطاب الادبي في سبعينيات هذا القرن، في السودان، وفي بلاد أخرى. الخطاب الذي ورث عطايا وخيبات لحظة التحرر الوطني، وقطف من دوالي نعيمها الاقتصادي الى حين، وذاق مرارة هزائمها السياسية واكراهات خطاب ديكتاتوريات النخب العسكرية الطالعة من الخطابات الشمولية، التي كرست لها الايديولوجيات الكبرى.
مثلما ينسجم مع وقائع السياق الابداعي الذي تتعانق في تكنيكاته واساليبه، اطياف الواقعية الاشتراكية، والرومانسية، والتصوف في لغته الباذخة النعومة. في كتابات هذا الجيل من الكتاب، الذي يمثله فضيلي جماع وبابكر مكين ازرق، والياس فتح الرحمن وبشرى الفاضل، ومحمد عثمان عبد النبي، وآخرون كل يغرف من معين التكنيكات السائدة بمقدار.
وتأتي سرنمة زهاء الطاهر داخل الخطاب الرومانسي، ممتطية احصنة المجاز، وتيار الوعي، التكنيك المتسيد في ذلك الزمان، الذي ينبئ استخدامه عند هذا الجيل، عن اطلاع واسع واعجاب وتبنٍ لتجارب كبار الكتاب في هذا التيار، امثال جيمس جويس ومارسيل بروست، وبعض هيمنغواي.
فمعظم الاصوات المتحدثة في نصوصه، تأتي من المتحدث الاول، الذي يهجس ويتأمل ويسرد كوابيسه من خلال التداعي الحر للافكار الذي تنثال فيه الاحداث وتتدافع دون تعاقب أو تواقت بشكل اشبه بكابوس أو حلم: ففي الجملة الافتتاحية لنصه «المعلمة» يهجس الصوت المتحدث الاول: «الصغير يعلو، والنعاس اللئيم يدهسني» و«أنا اتمطى. امي تعتريها من حين لآخر رجفة في اطرافها». وفي نص «زمن المحبوب» يأتي الصوت واضحا «حُسن ظني اعاده الي فتعالوا» ويتجلى الخطاب الرومانسي في كتابة زهاء، في قاموس الطبيعة المهيمن في نصوصه فهي تعج بالورود، والخيول، والمياه، والنسائم.. الخ، كلها منظومة في سلك المانفستو الرومانسي من خلال علاماته الكبرى، الاحتفال بالذات، والعودة الى الطبيعة والاعلاء من قيمة العادي والبسيط. وعناوين مجموعاته المنشورة تشير الى هذا الأفق مثل: «المناديل ومرمر الكذابة، وليل الجياد» التي طبعت كلها هنا في الدوحة.
واذا كان المجاز هو سلطان الكتابة الأدبية فهو ملك في نصوص زهاء.. وإذا كان عند الآخرين، تقنية ووسيلة، هو عند زهاء أداة وجود، ومركب للخلود فعندما يكتب: «سقى لها عصفورا، صغيرا أخضر» أو «ذهبتم امسية الإبحار يتسلقكم القصد العامر وخواء العمر» أو:
«رفّت فراشة على قلبي، تهادت في دمى فكرستني للابتسام: أو: «جن جنون الغيمة نهارا جهارا».
هو يكافح بالمجاز قدرا حياتيا بخيلا، اثقله ببوائق الفقر، وقلة الحيلة.. ويغني عالما فقير الخيال، لم يقدر ابداعه حق تقديره ولم يكافئه ماديا على جهده الجميل، فظل يراوغ الحياة ويجهد لالتقاط ثمار عطائها الشحيح.
علاوة على مرتكز اساس، يستخدم فيه زهاء المجاز. ليدلل نفسه الطفلة، في عالم اهملها وليخلق عالما حنونا بديلا يصبح هو سيده ومركزه لذلك تجده يستخدم في نصوصه لقب «زاهي».. «أتذكر يا زاهي!»، الخ.. ويدلل نساءه مستخدما، تقنية التصغير فهن مرمر وسليمى.. الخ.. رغم كل هذا الكفاح بالكلمة والمجاز والخطاب الرومانسي، وحيل اللغة.. الا ان الموت اخترق كل هذه الاسوار والمصدات، وإلحق زهاء بركب من سبقه من مبدعي السودان في نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام: الممثل والمخرج عيسى تيراب والتشكيلي عادل تنقو، والمؤرخ الكبير محمد ابراهيم ابوسليم، الذين وهبونا اجمل ما في حياتهم من ورود، واخفوا الشوك في صدورهم.. وامتثلوا طائعين لقضاء الله وقدره.. اللهم اسكنهم مقاما طيبا في جوارك الجميل وتحنن عليهم بالشآبيب اللطيفة.
عمل زهاء الطاهر في الدوحة في فترة الثمانينيات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
سلمى
Quote: فتحّـت المجامر في حشاي
ونفخت في كير الوجع
شان أصهر الحزن الذي
شان أجمع الدمع الذي
ما كفى ساعة مشيك.
|
كان لقيت لي زول نضم فوقي جنس النضم السمح دا....علا حسعتيه.. افطس
الله يرحمه....وربنا يحفضك متل ما حفضي ليهو جميلو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
ولماذا لا نبكى يا سلمى ذلك الاسمر الجميل....وها انت تبكين
حتى خلتك تشرقين بالدمع....
رحم الله زهاء الطاهر ذلك الزاهى.... انزل الله على قبره من فيوض رحمته
وتقبله قبولا حسنا..واخر دعوانا ان الحمدلله،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: Giwey)
|
أن الصخب عال جداً في هذا المنبر يا صديقتي. ينسرب حزننا العادي وقضايانا التي لا فضيحة فيها إلى قاعه سريعاً. شكراً لموقع في الذاكرة اتحفتني به وشكراً لزهرة أفريقيا التي لملمتنا من أطراف الرمل إلى هم واسع ورفقة لا تموت. لطالما حلمت بالكتابة عن هذا المقهى (كما حلمت بالكتابة عن رجل الفولة فيما قلت لتماضر شيخ الدين قبل سنوات) لقد احتفى هذا المقهى بمبدعين كثر: الحلاج ، محمود عمر ، فتح ، فضيلي جماع ، حسن موسى ، أحمد الحضري ، علي قصة ، بابكر مكين ، بابكر عطية ، حماد الزين ، كمال ، زهاء وآخرين وآخرين. نعمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: Elnuman)
|
Quote: ينسرب حزننا العادي وقضايانا التي لا فضيحة فيها إلى قاعه سريعاً |
.
ينصر دينك.............ياخى احبك واحب ابو اهلك ذاتو!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
كلنا بكينا زهاء الطاهر وكتبنا بكاءنا في مقالات دامعة .. لكن ليس مثلك يا سلمى الشيخ .. أنت تملكين الذكريات والشجن ، والعيون القادرة على الحزن بجدارة . زهاء الطاهر كان فنانا حقيقيا ..ذلك النوع من المبدعين الذين سخروا من كل شيء .. أدعوك إلى قراءة مقالي ( إتكاءات - عن موت كاتب ) المنشور في صفحة مقالات حرة في هذا الموقع . أمير تاج السر روائي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: Elnuman)
|
ماما سلمى الحنون .. استمعت لكىواستمتعت ذات مره مع الحبيبه سوميتا ..وكنتى كما سمعت عنك ايتها النخله فى سماك..
بت الشيخ سلامه .. سلم الله قلبك .. ورحم الفقيد بقدر ما اعطى .. مسكونه انتى بتراث القبيله الماصلة .. فى دواخلك مدنا وقرانا.. رويانه من ريق الاهل .. وشبعان جوفك من محنتهم.. ملفحه بى طيبتهم وطبعهم.. ومقنعه بى سماحتك المحكره فى هامات البلد.. رغم الغربه و رغم حر البرد.. وبردالحر الاتفرض علينا.. انتى ياكى انتى بت الشيخ وبت الحاج .. التحيه ليك جرف اخدر ..طول ماهو مجاور القيف ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: Adil Osman)
|
يا الله هل يمكن أن يكون الحزن جميلا ؟ هذا النص مؤلم وجميل أيضا زهاء الطاهر ظل يكتب وأعماله بعيدة عن النقد الجيد والقراءات الكاشفة الآن الكثير من الصحف والمقالات تكتب عن تلك الأعمال القصصية التي أنجزها هذا المبدع الذي رحل سريعا جدا دون أن يرى ما يكتب عنه الآن وظل السؤال الدائم عالقا حتى اللحظة : لماذا نصمت دون تبصر ما ينتجه مبدعينا حتى اذا رحلوا نرتعش بجنون لنحفر فيما كانوا يفعلونه؟ ربما لأنه يسيرون بين الناس بهذا البهاء وبهذه التلقائية وبهذا العطاء
ربما هي بالفعل اسئلة حارقة بألم الفراق وجراحه الطويلة .
شكرا لك الرائعة سلمى الشيخ وهذا النص الذي قرا كثيرا من سيرة زهاء الجميل والذي أخرج احزانك طازجة كما هي .
له الرحمة وللجميع ما تركه من ارث مختلف .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقاطع ليست للبكاء (Re: nassar elhaj)
|
الأخوة زوار هذه المساهمة لقد كلفتني الصديقة سلمى الشيخ بأن أشكر بإسمها كل الذين كتبوا تعليقاً أو احتفاء هنا وأن أخطر الجميع بأنها تقدر عميقاً كافة المشاركات إلا أن لديها إشكالات مع جهاز الكمبيوتر الخاص بها تمنعها الرد والمداخلة في الوقت الراهن.
| |
|
|
|
|
|
|
|