|
زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة
|
ذات خطاب مؤرخ العام 1993من الدوحة كتبت لي تقول ان المطر سينزل علينا من سماواتنا فقد استحلفناه بك وبكل النجوم الشادية الايفعل ) حسرة علي شبابك يا زهاء ، واحرقة حشا من عرفتك انسانا واضفيت على تاريخها بريقا ، اضفت لها معارفا ماكان لكل كتب الدنيا ان تهبها لها ، لكنك مضيت لاعنا الموت واصفا اياه ( لمذاق الموت رائحة الكلاب وطعم الهزيمة ) كنت انتظر خطاباتك التى تضفى علىّ بعض الامان ، تمنحني احساسا بان الدنيا ما تزال بخير ، هناك من بامكانه ان يغسل حزنى جراء وحدتى وحيرتى فى القاهرة ، لم اكن معزولة بقدرما وحيدة اود لو التقى الصحاب بخاصة ، انت اولهم ، فلقد قلت لى ذات مرة بلسان حالى ( نحن التقينا قبيل زهاءالالفين عام في دروب الود واساليب الوداد / الغناء والوردات وايقوناتها ، ووجوه الاصدقاء الصامتين ، سافر بعضهم عند حدود الوطن وتحول آخرون الي ببغاوات ومهربين ) ناشدتنى ، بل حرضتنى حين شكوت لى الوطن ان ( اضرمى النيران فى بلادى السفيهة ، اضرميها ليصطلى قبلهم هذا الفجر المكابر فقد نامت الشمس طويلا نامت الانجم يا طلعة وطنا من طلعتها خذينى واخفينى فيها وعنها اخفينى عنى وعنك وسافرى في سطوعك كالسفر فحين زاء كل شئ تعلقنا بنساء من الانس ، ازهد من كل تخيلات الزمن ، حين زاء الزمن وانشطرت مقامات الرجال لم نجد للروح رحيقا سواهن ) كنت مهموما بقضايا المراة لذلك لم تكن ( تجد سواهن ) وفوق كل ذلك كنت ترى المراة بمنظور مختلف عن كل الذين هم من ابناء (جنسك ) فانت ترى انها ( في المجتمعات اللا انسانية يكون نصيب المراة من القهر والاستلاب اكثر من غيرها ، ويكون أملها ضعيفا لو انها حاولت اثبات وجودها الانساني ) كنت تحضنى دائما على الثبات واكمال مشروعى الذى كثيرا ما تجادلنا حوله ، وتحدثنى عن قادم احلى ومستقبل لا حدود لنجاحاته واوعزت لى مرة اننا سنفعل حتام ( سنبقى بالفرح الجم الخصيب منبت حرفك اليواقيت ، المواقيت ، يا عراجين ارواحنا ، زهزهات المدى المامول كونى على يقين وتجلى كالزمن كالمنارات حبائبى وكونى كالمراعى وترنحي كاوتار الرعاش وازملى هديلا او بعض سجعها اخضرارك وقسامتك وشعاع ليلك الوضيئة ، دائما هناك عصفورتان ميقاتهما يشرخ بهر الفضاء ، ترتيلهما يسبى الندى روحان مسهدتان تتخندق الالحان فيهما الى الابد البعيد ،بدايات الخواتم رتاجات السفر المكوكب كالجحيم ، فكوني لنا بردا واثبتى على نزف العناد ) هالله يا زهاء انصرم العام كاللحظة وتلاه اخران ، ولم تكن انت فيهم ، لا بل كنت كنت طازجا ونديا كالحروف التى تقرؤها ، واقراها لك الان ، احس خواء فالمسها تعود مليئة بالامل تخفف عني وطاة الفرقة التي لا تخف اجدك بين الحروف مادا بصوتك تجاهنا ( يا احباب تاخرنا بعض الشئ تاخرنا كثيرا فقد كثر الحجاب لكنا لم نياس ابدا ، ابدا لم نياس ، فالايام المتلافة صغنا حواشيها ، داريناها واريناها وكنا خيولا بلقاء تصهل في الموت الداكن ، في الزمن المجحف تصطك بالدوربالابواب وبكل الاشياء ، كنا انغاما موتورة تحن لمعنى الانغام ) ايا زها قل لى بربك هل كنت تنتوى الموت اصلا ؟ ام لماذا كتبت ما كتبت لى ( وحين اموت خذوا جسدى ولا تدفنوه لئلا يقوم مع الفجر يوما ) لك الاشراق يا زهاء ، النضارة في حضورك فى غيابك المر ، لك الحضور ايها الذى احبنى علي هواه ثم قال : امضى صامتا تناى بغيماتك حتى نهاية المطر وحين اسألك لتسكبينى وتجهرى بى تظل ترمقينى وتمضى وتمضى ليزدردنى وحدى المطر الدوحة مارس ، الخرطوم مارس ايضا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الشَّامخةُ .. سلمى .. سلامٌ .. واحترام .. أشكرُ طلَّتَكِ البهيَّة برغمِ تراجيديا الزمنِ الهُلام ... .. وأنتِ تبللينَ وريقاتِ الذاكرة .. بالدمع السخيِّ الجميل .. جميلةٌ أنتِ جدَّاً .. وصادقةٌ حتى بعد فلسفةِ الموت لأرقامِ الصداقة .. فليتَ الناسَ كُلُّهم "سلمى" وليتني منذُ أمَدٍ بعيدٍ لدَيْكِ شبهَ صديقٍ ..
فأصدقاؤنا يبكوننا لعامٍ أو ثلاث .. ثمَّ كُرْهاً ينسوننا .. لكنَّ "سلْمى" تبكينا دهوراً وأبداً لا .. لا .. لا تفيق ..
فسلامٌ لكِ .. لي .. لها .. له .. لهم ولزُهَـاء في الخالدين ..
فاقبليني صديقاً ..
أخوك / محمَّدزين ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
صديقى محمد زين ، وهو كان مثلى محبا وفيا لاصدقائه انظر اليه فى رسالة كان بعثها لى فى القاهرة معنونة الى (حسن موسى ،اسماعيل على الفحيل،محمود عمر محمود، سلمى الشيخ سلامة )ناعيا الينا الاستاذ ادم الصافى (حين امنا يالزمن خان يقيننا جار الزمن ،فيا خيول الصبا ويا عشب السجايا هاهو العمر قد فلت،بعد ان اشتعل واشتعلنا شيبا فيا مريم قدوس يا مريم ما كيبا ويا مريم (الاخرى )هزى بجزع القرن تتساقط علينا المنايا (الامانيا )بحسبهم والحشا المحروق ادياننا طلعت حتى اخرها انكشف الحزن كله انكشح فى سفاهة المجرى (ونحن اذا ما جاء المطر يا صافى يا ادم الصافى نجرى ونمعن مثلك فى الصفاء نجرى ونجار كالسماء ونجرى ونحلم بالسماء فينبهنا امروء القيس وقيس وليلى وكلهم) هل رايت احتفاء بالاخر مثل احتفاء زهاء بادم وادم كان استاذا للفنون ورحل كنورس وتركنا نبحث بين طيات الخزف عنه وكل محارق الخزف لن تساوى خرير جدول ضحكه يا له يا صديقى حين اعودك مرة اخرى يا صديقى محمد ساكتب مقاطعا اخرى من تلك الرسالة التى ماتزال حروفها ندية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
ايا زها قل لى بربك هل كنت تنتوى الموت اصلا ؟ ام لماذا كتبت ما كتبت لى ( وحين اموت خذوا جسدى ولا تدفنوه لئلا يقوم مع الفجر يوما ) لك الاشراق يا زهاء ، النضارة في حضورك فى غيابك المر ، لك الحضور ايها الذى احبنى علي هواه ثم قال : امضى صامتا تناى بغيماتك حتى نهاية المطر وحين اسألك لتسكبينى وتجهرى بى تظل ترمقينى وتمضى وتمضى ليزدردنى وحدى المطر
ست سلمى الله لحزنك النبيل الله لذاكرتك الحنينة وما اصلو حال الدنيا تسرق منية في لحظة عشم زهاء عايش وزاهي بوجوده في كلماتك الجملية سلمت يا غالية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: نهال الطيب)
|
ايا نهال ابنتى الحبيبة هو زهاء الطاهر ، من ابناء مدينة الابيض ، كتب القصة والرواية (زمن الندى )احد رواياته ، ومجموعات قصصية عديدة منها (وين يا حبايب،المناديل ،زمن الوردة)وتم اصدار كتاب اخر بعد رحيله،لا اذكر اسمه الان ساوافيك به،وله العديد من المواهب فهو صحفى (عمل بجريدة الشرق القطرية)والخرطوم فى السودان، حين بدا الكتابة كان صبيا بعد، بعد اكماله المرحلة الثانوية اشتغل فى عدة وظائف حكومية ثم هاجر الى قطر وعاد الى السودان ليغيب فى بطنه ،امتنانا وحبا له،وهذه كانت احد امنياته ان يدفن فى تراب الوطن عام 2004 والقصة تطول ، لكنه خلف جالا وليزا ، وهما فى السودان صحبة عوضية رفيقة دربه والقصة لها تتمه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
اخى وصديقى محمد زين زهاء الطاهر احد الملتاثين وعفوا للعبارة بداء الكتابة محبا لمدينة الابيض على نحو خاص يقول فى خطاب لاحد اصدقائه(يا لتلك المدينة فى ذلك الزمن الخصيب،وذلك النوع من الامطاروالرمل المذهب ،اناسها الافاضل غنائها ومغنييها،مطربيهاالذين لم ينقصوا ولو وترا واحدافى لوحة الغناء السودانى ولم يقصروا عن قرنائهم فى باقى مدن البلاد معاتيهها وصرعاتهم ومكتباتهامدراسها وشيوخها وفقراها(اب صفية ،واب شره،وصايم ديمة ،وقد كان على ذرى (النهد من اعمال سودرى)وزريبة الشيخ وفكى سحسوح(تلك الاسطورة المضفورة الصغيرة العذبة الجميلة )وغيرهم، السكة الحديد ومحطتها (الانكليزية الصنع)وبيوتاتها وسوق نسوانها ودخوليتها (محصولها ومواشيها، وتب اللين وفولة الحلية،التومات والتبلدية حتى ارفع سدرك،فلاته تمبكتو الباهظة والسودنه (رمز استقلالهم)وطيبة العجوز،فلسطين الجريحة وود الياس،هناك زنديةوكم غنت الكردفانية ( لو ماالزمان تركيةبشيلو بالزندية)والقصص لدى زهاء عن الابيض لا تنتهى وهو العاشق المفتون بهارحم الله زهاء عدد ذرات رمال كردفان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: محمَّد زين الشفيع أحمد)
|
اخى وصديقى محمد زين زهاء علم الوفاء لمن لا يعرف ،ووضعنا فى مازق حرج شديد الحرج لانه ظل وفيا للكتابة والاصدقاء، حين تسال عن زهاء تسال عن الكلمة المكتوبة فهو لا يكل من القراءة والكتابة يرسل اليك خطابا ربما اكملت قراءته فى اسبوع، كتب لى ذات مرة وكنت قد تاخرت فى الرد عليه (ولو انك فى سكة اسفارك من اقصى وريدك نحو وريدى وحى ثمرات القلب،مرورا بكعبة حلمك،لمحتينى للحظة متدليا من غصنك الشرقى او نبته حلم تضوع فى ذاكرة رملى ،او انكى فى غمرة وجد رايت مطالع روحى تخرج من وحى غمائم شوق وتباريح مسكوبة لحنا مجروحا فتوقفى وهزينى هزى اغصانى اتناثر عليكى قصداوسالح عليكى ان تسندى قمرى على امل او فرع فيك،واسندى عصفورى واسكبى ما تبقى فى دن العمر والحقى بشجنى الباقى والحفى باهازيجك حتى اتم حليبى وحلبى واضوع فى ذاكرة رملك او دعينى اتبخر فيك)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
Quote: لك الاشراق يا زهاء ، النضارة في حضورك فى غيابك المر ، لك الحضور ايها الذى احبنى علي هواه ثم قال : امضى صامتا تناى بغيماتك حتى نهاية المطر وحين اسألك لتسكبينى وتجهرى بى تظل ترمقينى وتمضى وتمضى ليزدردنى وحدى المطر الدوحة مارس ، الخرطوم مارس ايضا |
سلمى سلامة......... سلام
لك الاشراق انتى يا من تبكين وتبكين.. لك الاشراق يا خنساء الزمن الجهجاه الاعوج .... لك الاشراق ما اشرقت شمس او ترنم حادى.. فليرقد زهاء الطاهر ابل الله تربته هانئآ. وفلتسلمى انت لمريديك،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: صديق الموج)
|
يا صديقى صديق ، هو ذا زهاء يكتب على سجيته يقول(منذ ان دلق الصباح صباحه وانا مغلق هكذا وفى مرة قلت لى (انثر وحدتى)ترى كيف (انثر و حدتى)ترى كيف انثرها ؟وقلت فيما قلت انه قبل اربع سنوات دخل اربعيناته وانحنى ليمر من تحت بوابة المحطة كما يمر المطر ، اه لو كنت بعض هذا المطر هاهو تحرك القطار قد تحرك دوننا بالله من يوقف لى هذه السماء لاوقف امطارى واهطل فى صمت حتى ينبت القرب والصباحات المجيدة يوما يا صوارى البان جديد يا جدائلها ويا الق الوتر تمتاح سرائرنا، تضفر الالحان فى جيد الرجوع كى تضوع عزة والوطن الجميل فيزدهر فيروز السفر حين نلتقيك هى النصف بعد السادسةوماجاء مسعود(مسعود محمد على )ساظل احدق وارنو واكتب من جديد، ثم احلم بعض الشئ عسى ان ينقشع ما ران بالفؤاد(من بعض رسائله الى )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الأستاذة سلمى بت الشيخ ,
ترجمة الأحزان إلى كلمات و أحرف عمل شاق
ومضنى للنفس و القلب و الجسد ,دائما ما
نتخيل أن الصمت فى حضرة الحزن هو كل ما
نستطيع فعله عندما نذكر أحبابا سبقونا
وتركوا فينا أثرا لن يموت أو يندثر لأن
الدمع كثيرا ما يكون أسرع و لو كان داخل
القلب , ليس لدى كثيرا لآقوله هنا فحزنكم
على زهاء فى عليائه فوق كل ما يمكن أن
يكتب من كلمات !! الفرق هنا كان ترجمة
حزنك لنقرأ نحن و نعرف كيف يمكن أن يكون
الحزن باعثا على روعة ما!!!
روى عن زهاء انه كان ملاكا ضل طريقه ,
إحترامى لك و حزنك النبيل,
أيمن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: أيمن الطيب)
|
الصديق ايمن الطيب ، دائما هناك اناس يؤثرون فى فتح افق جديد فى حياتك ويشكلون لك خريطة جديدة وهم كثيرون فى حياتى لكن زهاء كان من ابرزهم وهو للعلم لم التقيه طوال حياتى سوى عدد محدود من المرات لكنه كان موجودا فى حياتى بشكل لا تستطيع ولا استطيع تحديده ففى معظم قصصه يكتب اسمى بوضوح غريب ،اعتقد انه بل اجزم اننى كنت (اليزاه) ، ولا انكر ذلك ففى الحياة تمر علينا اشياء علينا ان نتقبلها بوضوح شديد، حتى ان ابنتاه حين صدر كتابه(المراثى والشجن ) ارسلت الى جالا واليزا نسخة فيها توقيعهما ( لانك من احبها والدنا)والان انتوى اصدار الرسائل التى كانت بيننا فى كتاب لا اعرف متى لكنى اجمع فيه واحقق ،لك ودى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: أيمن الطيب)
|
اخى نادوس ،كان الزمان اخضرا كلونه ، يوم ان جاءنى يسعى بحيائه المعهود ، كانت تلك الايام تصدر اصدارة فى الابيض عن اصدقاء الكلمة وهى اصدارة كان احد الذين توفروا عليها جمعا وتصحيحا لمادتها، كنت اتعلم بعد كيف اكون قاصة لكنه ، لكنه بدا لى كمن يعرف اننى ساكون مشروعا وبدا ينشر لى تلك الكلمات ، حينها لم اكن سوى (حرف يسعى )لكنه من دفعنى الى اصدار ما كتبت فى مجموعات قصصية وله الفضل واليد الطولى فى اننى ما تنازلت عن (حلمه)حتى ذلك الحين كان حلمه هو، واتمنى ان لا اخذله ، شكرا لك على بهى حروفك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: Raja)
|
سلمى .. يا خنساؤنا الحزينة .. و في كل ناحية من قلبك أخاً ( صخراً ) تقرح له أجفانك .. و تعلقين شارتهم بيضاء تزين أستار الوطن .. أستار كعبتهم التي ما كفوا طوافا حولها حتى هزمهم الغياب ..
وجدت هذا الخيط في مكان ما ملقى ..
كلمات لزهاء قالها و مضى , فوقفت عليها طويلا .. ..............
قال : أوتعرف زهاء قلت : لا قال : فاعرف .. كتب عبدالرحمن نجدي عن زهاء الطاهر ..:
أنشد يا هوميروس وأملأ الاحقاب موسيقى واللانهاية جمالاً وسحراً فالارواح ظامئة ، والقلوب متعبة ، والانسانية واجفة ، والاذان مكدودة من دوى العصر
لا أدرى إن كان بعضكم يعرف زهاء الطاهر، وما أدراك ما زهاء الطاهر ، قابلتة اول ما قابلتة حين طرق باب بيتى بدون سابق إنذار فى فريج كليب بمدينة الدوحة ، هاشاً باشاً خفيف ألظل ثقيل الجسم يتحدث بإناقة لا تتفق ومظهره ، يمتلىء معرفة وثقافة حتى أخمص قدمية، جلس يحدثنى عن السينما – مجال تخصصى – حديث العارف ، تحدث بإعجاب لا تخطئة العين عن فيلم زد ، وعن ثيودراكس وعلى المك ونادى السينما وتلك الفترة الذهبية عندما كانت السينما مظهراً حضارياً جذاباً لكل أبناء جيلى ‘
– هل تعرف أن اكثر ما يخشاة الناس هو ما لا يعرفونه ؟ - ولكنك تعرف فى السينما أكثر منى . ضحك ضحكتة الصافية وانتقل بالحديث من السينما الى التشكيل الى المسرح ، ومن التاريخ الى الرواية الى الاسطورة ومن قضايا المرأة الى الديمقراطية الى الهوية ، وكان يقودنى بخبث شديد الى كل المجالات التى أحبها وكأنه خبرنى منذ الف عام ، وكان فى حديثة يمارس نوعاً من التنويم المغناطيسى ، ولم يفته بالطبع أن يقحم فى حديثة - بحب جارف - اناس أعشقهم - هل تعرف إن حسن موسى هو عراب ابنتى ..... - وأن محمد عمر بشارة يرسم الآن لمجلة ....... - وأن الياس فتح الرحمن افتتح داراً للنشر فى القاهرة وأنه الآن .... وكأنه كان يعرف مسبقاً نقاط ضعفى ، فبدأت صداقتنا العميقة من لقائنا الاول على الرغم من التناقض الذى كان قائماً بيننا ، والذى كان تناقضاً لاحدود لة ، وربما بسبب هذا التناقض كنا نتواجد معاً بصورة شبه دائمة ، تعرفت علية متمرداً ساخراً ، ورومانسياً حالماً .. وضائعاً فى كل الاوقات ، يعشق القراءة والكتابة ، تمتلىء دارة بالكثير من الكتب والمراجع ، وفى كل ركن تجد مجلة او مسودة لقصة أو مشروع كتاب جديد ، قال لى ذات مرة :
- الكثير من الكتاب يعرفون قواعد الكتابة ولكنهم لا يعرفون كيف يكتبون - وكيف تكتب أنت ؟ وبالطبع لم يكن ليفّوت لحظة كهذه - أكتب المسودة فى قلبك ثم أعد تركيبها فى عقلك . - ولكن كل كتابتك تنبع من العاطفة ، لا تخّمنى فى الحديث ، ثم هل قرأت كل هذة الكتب ؟ اجابنى ساخراً - لا .. ولكنى أحتفظ بها فقط لابهر زوارى وكان يبهرنا بالفعل ، مرة أحتجت لمرجع فى السينما فأتانى بكل المقالات التى كتبت عن السينما بمجلة الدوحة ، ولم يكلف نفسة حتى عناء نسخها بل نزعها من المجلة وما زلت احتفظ بها ، كان شأنة شأن معظم الخلاقين من الناس تساورة الشكوك حول كثير من الاشياء ..كان يطمح فى فتح حوار شامل حول كل القضايا المعلقة ، وأظنه بالفعل كتب للكثير من أصدقائة العديدين . ................ عبدالرحمن نجدي .. مولع بأشيائه الصغيرة الحميمة .. حقيبته ( الخُرتاية ) تلك تنهك كتفه .. ( وينهكه رحيق الأصدقاء داخلها ) . تذكرك بصفة ( الأولاد أبان خرتايات ) التي أطلقها دكتور بولا الجميل على ذلك الجيل الوضيء أواخر السبعينات .. خرتاية كما الجُب : خطابات من هاشم صديق .. خطابات من زهير .. صور للخاتم عدلان وأسرته .. قصاصات لمحمد سليمان .. صور و أوراق لمصطفى سيدأحمد .. أشرطة .. كاميرا .. أعداد من إصدارات مختلفة بلغات عدة عن السينما .. أوراق صفراء .. أخرى صدئة .. أكوام من الكتابات والملاحظات .. أفكار لسيناريوهات ...... ذاك رجل مسكون بأرق جميل .. كتب زهاء الطاهر لنجدي في رسالة مصفرة مهترئة - يقدسها نجدي مع أقداسه الأخر- كتب زهاء الطاهر قبل رحيله الصامت ذاك :
عبدالرحمن نجدي العزيز وقيل : في المخاطرة النجاة ، أو .. في بعض المخاطرة بعض من النجاة ، كثير من النجاة .. ذلك لأن النجاة مخاطرة .. وفي النجاة كل الهلاك ، وفي الخلاص مهلكة ، وفي الرضاء كل السلب، والرضى شكل من أشكال الموت المطرز بالغفلة .. وهو أعلي قدرات الحياة على الموت أو قدرات الموت في التشكل ، و تعلم أنه بالمرصاد وأنه يكيد ويكيد بوسائل شتى .. حتى برسم الحياة نفسها ، فتأمل . وفي زمن كنا نخرج من دورنا أو مدارسنا صباحا أو مساء .. ولا نعلم أقل علم إن كنا سنعود سالمين بع إنقضاء يومنا أو أننا أبدا لن نعود ، ولم نكن خائفين .. بل لم نكن ندري ما يعنونه بالخوف إذ كنا ممتلئين ثقة لحد الرعونة ، وظننا إنا قادرين على تحريك الحياة كلها من حولنا و من فوقنا .. وتجاهنا دائما .. تجاه أحلامنا الصغيرة ، وآمالنا المسهبة . وكم كنا نجيد ركوب المخاطر والخواطر ( والخاطرة مخاطرة .. فبالله انظر يا نجدي !! ) نخاطر بكل شيء وفي كل لحظة كالمغامرين المحنكين تماما ، ونجادل كل شيء عن كل شيء ، حتى الله في سمواته العديدة والأرض التي كانت تقل غناءنا فتثري الجوانح ، تثري العقل والشعور و تندي وجداناتنا . كنا صرعى أحلام مانعة ، ومرهونين أجمعنا للشمس والغد و الربيع والإنسان الإنسان ، ذلك الغد الذي تلمسناه في أشيائنا الصغيرة / العظيمة .. وكان كل شيء معنىً شفيف وزاهٍ وملهم ، بالأخص أصاحبنا قناديلنا الذين كانوا يضيؤن لنا ، و فينا يضيؤن فنضيء مثلهم . جميعنا كنا أسرى أحلام مسهبة ، وحمامات وقماري عصية ألوانها ، ولم يكن ثمة ادعاء بأي بطولة . لم نكن نر ثمة أية بطولة في ممارسة الحياة ، إ ذ كنا على يقين من أن الحياة يجب أن تمارس وفق ما يضاهي حلمنا ، وأي خروج عليها أو علي الحلم كان نشاز ، وكنا نرجمه ونرجم الخارجين عليه وعلينا .. وكل الخوارج . فاتسمنا بحدة راقية .. حتى الحب ، لم يكن سوى إحدى روافد اليقين بالحياة والتي كانت في مجملها جديرة بكل شيء ، فقمنا نساند الحياة . . بأي موهبة تراءت فينا و تراءت لنا ، فمرة بالغناء و بالرقص والموسيقى .. وبالدراما و بالسرد والقص ، والشعر السليط .. بالألوان والأفنان .. بكل شيء جميل . كرسنا أعمارنا الغضة .. والتي كانت كل ما نملك .. طرزناها لأقصى حدود اقتدارها و ما بعد الحدود وأحلناها نهيرات جذلة وغيوم للبشري .. ووردات في حجم الدنيا .. في جمالها وبساطتها . وكم كان رائعا كل هذا ، الثوابت والقناعات لدينا كانت نيرة و منيرة .. وقريبة من أيادينا و ملهمة ، وكان السودان يمثل كل يقيننا .. و كل شيء : أمهاتنا ، آباؤنا .. جيراننا و حبيباتنا وأصدقاؤنا .. ورب أربابنا .. آية في القرب والسطوع ، تسطع أحاسيسنا بالإنتماد لكل شيء فيهم .. لكل أصيل و منيع ، حبنا المهووس للأرض و أهلها ساقنا حتى أطراف السماء .. فخانتنا السماء .. حتى إذا ما انثقبت بنا ، وتلوينا وفجعنا فيها و تدحرجنا نحو الأرض ، لم نجد أرضا ولا ربا يسنداننا .. لم نجد شيئا .. حتى أمهاتنا ضحكن علينا ولمننا ، وآباؤنا قهقهوا مع أصحابهم ووصمونا باليفاعة وبكل شيء جارح للبصيرة . وقعت السماء وتهاوت علينا نجومها .. إندكت أرض ثوابتنا .. ذبل يقيننا ، وقامت الأرض .. كل الأرض الخائنة ، وحاصرتنا بعسكرها وبجهلها .. وضغينتها .. وسذاجتها ودينها وإيمانها .. وكم كان هذا قاسيا علينا ، فذبلنا قبل يوم ذبولنا .. خرجنا نصرخ في الطرقات فأكدوا علي جنوننا ، وعلى يفاعتنا مرة أخري ، أظلمت في وجوهنا الكتب .. كل الكتب ، و تحولت أغانيهم في حلوقنا خناجر وأشواك .. وأصبح السودان مثل الله .. بعيدا ومستحيلا . عنيداً وفظاً .. قاسياً ومريبا ، فكان علينا نحن - ذلك الجيل التعس - أن نكفر للمرة الثانية خلال أقل من من عشرين سنة لا أكثر . حين مررنا باكتوبر كنا أصغر من أن يتذكرونا .. وحين وأدوه حملونا كل تبعاتهم ، واغلقوا في وجوهنا أول نافذة للأمل و بصقوا على أرواحنا ، فكان جرحنا الأول .. ولن يكون الأخير ، عشرة أعوام بعدها .. وأعادوا إغلاقنا والبصق علينا ، وكنا قد كبرنا أثناءها مايكفي للعناد والإستشهاد. شحنونا في عربات الكاكي وأخفونا حتى عنا ، و كم كان ذاك جارحا ومؤلما . خرجنا .. نبحث عن ذواتنا ، عن حلمنا الذي فلت ، و عن كل أغانينا وعن جيلنا الذي وئد ، فما وجدنا شيئا .. وما رأينا شيء . واستكانت أرواحنا .. فهرعنا نلوذ بنسائنا يساعدننا علي موتنا والنسيان ، فاضرمن فينا نيرانا لا معنى لها ، ولا معنى عاد لهن أو لنا . ثلم كل شيء و خنعنا للرضاء و للنجاة ، وامتثلنا للقضاء والقدر .. وما عاد يهزنا شيء حتي لو عاد للسماء سقوطها وانثقبت الأرض ، أو لو أنا تفرقنا أيدي سبأ .. من يعيدنا إلى سجيتنا ؟ إلى جنوننا الجميل من يعيدنا إلي سيرتنا الأولى .. لكفرنا المجيد ، وانعتاقنا الباهي ؟... من ؟ .. سوى مصيبة في حجم هذه الدنيا والسماء ، أو كأن نخرج يوما صباحا من منازلنا و .. نمشي و نمشي .. ونظل نمشي حول الأرض من جهة غلافها وندور حول الأرض لمليون مرة ثم .. نركلها آخر الأمر تجاه يوليو ، وتجاه أكتوبر البعيد البعيد ، ليبرد بعض هذا الحنين ( النوستالجي ) .. ثم : نكفر أو .. نؤمن للمرة الأخيرة .
زهاء الطاهر ?? / ? / ????م ......... ما زالت تلك الرسالة عندي يا سلمى .. مصفرة كما تركها .. و ثكلى .
في عقوقِه .. ( وطنُ الآخر )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: خطاب حسن احمد)
|
تعرفي يا أم الصحب ، زمان كنت كلما أتصل بناس بيتنا أسأل عواطف أختي: كرتونة زهاء أخبارها شنو؟ وكرتونة زهاء دي عبارة عن مئات الصفحات من الرسائل الما قدرت حتى أرد عليها كلها. لما مشيت السودان قبل سنتين شلت من رسائل زهاء اللي كتبها لي في التمانينات عدد مقدر وواحد من أهم مشاريعي في المنبر دا إني أنشرها كلها على الناس. بس منتظر أنتهي من الزحمة الأنا فيها هسي. وأعتقد إنو دا مشروع توثيق جيد لو قدرنا لمينا رسائل زهاء لأصدقائه في مكان واحد وأنت عارفة إنو رسايلو كانت أكتر من مجرد خطابات عابرة وليها قيمة أدبية حقيقية. التحية ليك يا سلمى والتحية لزهاء الجميل الذي فاضت قصصه بوجوه أصدقائه واسمائهم وأحلامهم. نعمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: خطاب حسن احمد)
|
ايا خطاب ايها الفريد(كلما مادينا ايدنا نلقى زهرة ريدنا بعدت )او هكذا قال الجميل الراحل يوسف الخليل محمد فى مسرحيته الخضر وهكذا نحن بتنا نلوك الحسرة لغيابات تفجعنا الواحدة تلو الاخرى ،لماذا يباغتنا الاصدقاء برحيلهم ورحيقهم ما زال على حافة جدول الحياة بعد رطبا جنيا، لم نجنه بعدبل هو ان شئت الدقة ما يزال برعما ،يقتلنى رحيل الورد الباكر ويشنقنى انزواء الاحبة بالموت او الموت،يالى من شقية يا خطاب كلما حاولت ردم فجوة تنكاؤنى اخرى واجدنى امراة من حزن على الذين احبهم لكننى ما ازال افرد لهم مساحات فى جوانياتى ليتحكروا( على كيفهم ) ويجيئون فى طيف الحلم مرارا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: خطاب حسن احمد)
|
عاصفة ستزلزلنى حتى الابد ، بت اخشى ان يتهاوى بنيانى جراء هذا الفقد المتواصل ( متذكر ؟) حين بعثت الى بتلك الرسالة الكانت معنونة الى حسن موسى ، محمود عمر ،اسماعيل على الفحيل ، ولى ؟ تلك التى نعيت لنا فيها صديقنا التشكيلى / الخزاف آدم الصافى الذى ضاع منا فى اليمن التعيس كما اسميته احتفظ بتلك الرسالة وغيرها اخريات كنت قد اعتدت كتابتهن لى كنت تبعث لى كل بوم برسالة ابان وجودى في القاهرة وحين لا تكتب في يوم ما كنت تهاتفنى لتقول لى : ـــ حقيقى ماقدرت اكتب ليك فى الفترة الاخيرة كل يوم يا زهاء بات يشهد سقوط ورقة من شجرتى : آدم الصافى ، العميرى ، عمى الزين احمد خليفة ، ، فتح الرحمن احمد هاشم وها انت شجرة لم تكن منذورة لهذا ا لسقوط العجول ( من مقاطع ليست للبكاء)
ويا نعمان ما بك لا تكتب عنه فهو جدير ان نكتب عنه نحن الذين عايشناه واحببناه، وكتب الينا ، كان يكتب لى كثيرا ولك ولحماد الزين ، فتعال ننشر كل الذى كتبه زهاء لان الكثير من الناس لا يعرف الزاهى كما كان ينادى ذاته فى الكتابة ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زهاؤ الطاهر .الغائب الحاضر............ لمذاق الموت طعم الكلاب ورائحة الهزيمة (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
سلمى قفا نبكى زهاء الطاهر آه ثم آه ياله من حنين الطبيعة لم تمنحه سوى القسوة قد تغضب منه لكنه لايغضب منك متسكع فى كل دروب المعرفة سريالى يوما ووجودى يوما عنصرى حينا ومنفتح كل الاحيان جلساتنا فى منزل كبيرنا النور عثمان أبكر والوجودية حوارت التأمل فى منزل الرزيقى المتلاف مسعود محمد على أما فى منزل الكتور اسماعيل على الفحيل يكون كلام عن الابيض له طعم خاص وفى منزل عبدالرحمن نجدى تجوط كل الفنون يالها من ذكرى حبيب ومنازل
| |
|
|
|
|
|
|
|