أيها الواقفون علي حافة المذبحة.. أشهروا الأسلحة..

Quote: ' أيها الواقفون علي حافة المذبحة.. أشهروا الأسلحة.. سقط المهر من الإعياء.. وانحلت سيور العربة.. ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة.. وانفرط العقد كالمسبحة.. المنازل أضرحة.. الزنازن أضرحة.. والمدي أضرحة.. فأشهروا الأسلحة' 'أمل دنقل' مشهد تمهيدي قبل 745 عاما من هذه الساعات كان العالم الإسلامي يعيش نفس هذه المأساة وكأن تاريخنا يصر علي إعادة نفسه وتكرار أحداثه ولكن بأشخاص آخرين.. الموت هو الموت.. الدمار هو الدمار.. الخراب.. الخيانة.. المؤامرة.. السفاح يقترب ويحرق الحضارة.. يقتل الآلاف.. يأتي تحت ستار التحالف.. من أتي بهولاكو قبل 745 عاما هم أنفسهم الذين استدعوا راعي البقر الأحمق ليدمر بغداد.. عروس عروبتكم.. التي تعرضونها للذئاب يغتصبونها جهارا كما دفعكم الكرم الحاتمي بعرض القدس ليغتصبها الأعداء برضاكم وقبضتم ثمن أن تكونوا قوادين. كانت أحوال العالم الإسلامي قبل 745 عاما مشابهة تماما لما يجري الآن.. دويلات إسلامية تحارب بعضها.. أمراء يتحالفون مع أعداء الإسلام من أجل اسقاط حكام الجوار.. أمراء وملوك مستعدون للتضحية بشعوبهم من أجل البقاء في السلطة وفي سبيل ذلك فلا مانع من مخاطبة شعوب همجية لا تعرف الحضارة.. تقتلع الأخضر واليابس. وربما لم يعرف العرب والمسلمون وقتها أن الاستعانة بالمغول من أجل اسقاط أنظمة الحكم في دول الجوار سوف يهدم الحضارة الإسلامية بكاملها. ولم يختلف المشهد منذ 745 عاما عن هذه اللحظات التي استدعت فيها دول الخليج رعاة البقر من أجل الإطاحة بنظام عربي وإبادة شعب مسلم. ويصف المؤرخون المغول بأوصاف هي أشبه ما تكون بقراءة واقعية لما يفعله الأمريكيون الآن فها هو المؤرخ توم دوسون يصفهم بقوله: إن المغول فاقوا في قسوتهم أشد الناس فكانوا يقتلون في الأقاليم التي يفتحونها الرجال والنساء والأطفال ويحرقون المدن والقري ويحولون الأرض العامرة إلي صحاري. ويقول مؤرخ آخر: 'أما غدر المغول ومكرهم وعدم مراعاتهم للعهود فيتجلي في سلوكهم في حروبهم فكثير ما وعدوا أهل المدن بالنجاة إن هم سلموا أنفسهم ومدنهم وما لبثوا أن أنزلوا عليهم العذاب ألوانا وقتلوهم حين أصبحوا في أيديهم'. ألا يتشابه هذا التوصيف بما فعلوه مع الجنرال برويز مشرف في باكستان بعد أن ساعدهم في احتلال أفغانستان وها هي اليوم تضع بلاده علي قائمة الدول المستهدفة بالتغيير في مرحلة قادمة.

Quote: مشهد 1) القوات الصديقة.. قديما وكما وقع العرب في الخطأ الاستراتيجي بجلب الأعداء لحمايتهم من بعضهم.. يذكر المؤرخ ابن الأثير أن الحرب قد نشبت بصورة حامية بين جلال الدين بن محمد بن خوارزم شاه ملك الدولة الخوارزمية وبين جنكيز خان ملك المغول الذي لقي علي يديه هزيمة شديدة ثم تلاقي الجيشان بعد ذلك عند نهر السند ودارت بينهما معركة حامية أظهر فيها جلال الدين شجاعة أرعبت عدوه إلا أن انسحاب جزء من جيشه بسبب النزاع بين قواده أضعفه واضطر إلي عبور نهر السند. وبعد عودة جنكيز خان إلي بلاده رجع جلال الدين من الهند وأخذ يجمع شتات الامبراطورية الخوارزمية حتي استطاع تجميعها وإعادة لما كانت عليه إلا أن 'أجطاي' خليفة جنكيز خان أرسل جيشا عظيما استولي علي معظم بلاد الدولة الخوارزمية واضطر جلال الدين بن محمد بن خوارزم شاه إلي الهرب ليلا سنة 1231 وفر إلي الجبال حيث قتله أحد الأكراد وبذلك أصبح المغول علي حدود العراق. ويذكر ابن الأثير أن ارسال جيش 'أجطاي' المغولي للقضاء علي الدولة الخوارزمية جاء بناء علي طلب 'الحشيشية' وهي دولة الشيعة الاسماعيلية التي قالت إن الملك جلال الدين بن خوارزم شاه كان يعاملهم بصورة سيئة. وهي حسب وصف المؤرخ ابن الأثير هي بلا شك قصر نظر المسلمين في ذلك الوقت وتعاديهم فيما بينهم وعدم تعاونهم كما يرينا كيف جر المسلمون علي أنفسهم البلاء فقد كان محمد بن خوارزم شاه حاجزا منيعا بين الخلافة العباسية والخطر المغولي الذي حاول جلال الدين أن يقيمه ويحمي العالم الإسلامي من شر المغول فلم يساعده أحد بل ووقع 'الحشيشية' في الخطأ الذي وقع فيه الخليفة الناصر الذي طلب مساندة الدولة الخوارزمية عندما فشل في مواجهة الخطر المغولي وعندما اختلف الخليفة الناصر مع محمد بن خوارزم شاه وخاف خطره استدعي المغول الذين كانوا قد نشروا نفوذهم في الصين واتجهوا غربا فلبوا دعوته وتدفقوا إلي ما وراء النهر بقيادة جنكيز خان وتمكنوا بعد حروب طويلة من القضاء علي الدولة الخوارزمية التي كانت تضايق الخلافة العباسية وتهددها وذلك في عهد 'أجطاي' بن جنكيز خان. نحتاج فقط لتمرير هذا المشهد إلي قراءة في واقع الدول العربية التي حاولت التخلص من الخطر الإيراني فدفعت العراق إلي التصدي لهذا الخطر وعندما أحست بخطر العراق علي أنظمتها استدعت المغول الجدد للقضاء علي العراق... وغدا سيدخلون كل البلاد العربية كما صرح زعماء العصابة الهمجية لرعاة البقر وأعداء الحضارة بالبيت الأبيض. ولا أدل علي تشابه تصريحات بوش وعصابته مع تصريحات مانجوخان حاكم المغول الذي كان ينصح هولاكو قائد الحملة علي العراق حيث يقول المؤرخ توم دوسون: 'إذا ما ثار عليك إنسان أو عصاك فشتته في الصحراء هو وزوجته وأولاده وأسرته وجميع أقاربه واجعله فريسة للشدة والذلة.. حتي إذا ما سرت إلي العراق فاقض علي سادتها.. وإذا قدم لك خليفة بغداد فروض الولاء والطاعة والخضوع فلا تأخذ منه شيئا أما إذا تظاهر بالغرور وإذا كانت أقواله ونواياه تعوزها المودة فعامله كما تعامل أعداءك الآخرين'. والمفارقة التي يمكن أن نرصدها أن هولاكو الجديد بشر العالم بنعيم الديمقراطية الأمريكية ويهدد الأنظمة المارقة التي لن تستسلم لرغباته بالتغيير بالقوة ونظرية 'دمقرطة' الشرق الأوسط كبداية للتغيير في العالم.. وعندما بدأت أمريكا مشروعها الاستعماري الجديد استخدمت مصطلح محاربة الإرهاب واصطنعت أحداث 11 سبتمبر لتقوم بغزو العالم تحت ستار مكافحة الإرهاب.. ولا أدل علي تشابه أخلاق هولاكو وجنوده بأخلاق بوش وعصابته من القتل المتعمد للنساء والأطفال وإحراق الأخضر واليابس.

(عدل بواسطة Yassir7anna on 07-10-2003, 11:09 AM)

Quote: مشهد 2 ) الدعم اللوجستي ويذكر المؤرخ أبو الفرج بن هارون بن العبري أن هولاكو ملك المغول لم يدع الجيش المغولي يتحمل تكلفة الغزوات التي يقوم بها ولكنه كان يرغم الدول التي تقع علي طريق حملاته الحربية علي تحمل نفقات هذه الجيوش حيث كان يرسل رسله إلي البراري والمراعي التي تمتد من قرة قورم علي شاطئ نهر جيحون والتي ستمر به هذه الجيوش في طريقها إلي فتح بغداد ليدعوا أهلها إلي تقديم المعونة لها أثناء سيرها ولينذروهم من التعرض لها وليقيموا الجسور المتينة علي الأنهار العميقة ومجاري المياه السريعة التي تعترض هذه الجيوش. وفي هذا الإطار أيضا يذكر المؤرخ توم دوسون أن هولاكو وهو في طريق حملته إلي بغداد وجه الرسائل إلي ملوك وسلاطين المنطقة قائلا: أتينا طبقا لأمر الخان الأعظم لندك حصون الاسماعيلية ونقضي علي هذه الطائفة قضاء تاما فإن حضرتم بأنفسكم أمامي وعضدتم مشروعي بتقديم الجند والذخيرة والآلات احتفظت لكم بما في أيديكم من الولايات والجيوش والقصور أما أن أظهرتم علي العكس من ذلك توانيا وإهمالا في تنفيذ أوامري سرت إليكم بعد اتمام 'مشروعي' فلن أسمع منكم اعتذارا وعاملت حكوماتكم وأملاككم كما لو كانت ملكا للكفار. مشهد جانبي 'فلاش باك': كولن باول وزير الخارجية الأمريكي يعلن علي العالم مشروعه لنشر الديمقراطية في العالم العربي والإسلامي.

Quote: مشهد 3 ) الطريق إلي المذبحة بعد أن استولي هولاكو علي همذان وضع خطة السير لاحتلال بغداد وكانت هذه الخطة ترمي إلي جعل بغداد في وقت من الأوقات محاطة بجيوشه من جميع النواحي علي أن يكون هو في القلب بينما يقوم اثنان من قواده هما جور ماجون وبيجو نويات ومن معهما في الجناح الأيمن ويذهبون إلي الموصل عبر مدينة إربل ويعبرون جسر الموصل ويكونون في وقت معين غربي بغداد. وبدأ هولاكو سيره من همذان في أواخر يناير 1257 ميلادية وأخذ معه عددا من أمراء المغول وعددا آخر من أمراء المسلمين الذين استسلموا وأصبحوا في خدمة هولاكو.. وعندما وصلت قوات المغول إلي بلده بالقرب من بلدتي بعقوبا وباجسرا إلا أن جيش المغول خشي مواجهة قوات الخليفة المستعصم التي كان يقودها مجاهد الدين أيبك الدفتردار الصغير فحاولوا تمزيق قوات الخلافة وذلك باستمالة الأتراك الموجودين فيها وقد استعملوا لهذا الغرض الأتراك الذين كانوا يعملون في صفوفهم واستخدموهم في اقناع نظرائهم في جيش الخلافة إلا أن هذه الخطة لم تنجح. واستمرت قوات المغول في التقدم باتجاه بغداد بعد أن عبرت نهر دجلة واستطاعت القضاء علي القوات التي قابلتها في منطقة 'دجيل' وقتلت 12 ألفا من جنود الخليفة المستعصم وسيطرت قوات المغول علي بغداد الغربية في 22 يناير1258 وبعد أن استولي المغول علي بغداد الغربية عبرت نهر دجلة بقوات ضخمة استعدادا لحصار بغداد الشرقية مقر الخلافة وبالفعل وصل هولاكو إلي بغداد الشرقية وأحاط بها إحاطة السوار بالمعصم فأقامت قواته أسوارا موازية لأسوار بغداد وفصلت المدينة عن المناطق الأخري وقطعت عنها خطوط الإمدادات. ولم تكتف قوات المغول بحصار بغداد ولكنها استخدمت سلاح الحرب النفسية التي تقوم قوات الغزو الأمريكي باستخدامها الآن وهي حرب المنشورات.. فيذكر ابن العبري أن قوات المغول كانت تلقي السهام التي تحتوي علي المنشورات التي تدعو رجال القبائل والشيعة إلي الانقلاب علي الخليفة المستعصم كما أنها كانت تقوم بالاتصال برجال من أعوان الخليفة وتحثهم علي خيانته. مشهد جانبي: قوات التحالف الأنجلو أمريكية تلقي ملايين المنشورات فوق أراضي العراق تحثهم فيها علي الاستسلام والانقلاب علي النظام العراقي وفي 30 يناير 1258 ميلادية بدأ المغول هجومهم الشامل لاسقاط بغداد الشرقية ونجحوا في تدمير أكثر من 163 برجا وبدأت أسوار المدينة في السقوط وقام هولاكو بكتابة نشرات ثبتها في سهام وأطلقها داخل المدينة كتب فيها 'ليتأكد القضاة والعلماء والشيوخ والشيعة والتجار وكل من لا يحمل سلاحا ضدنا أننا سنصون حياتهم' وشدد المغول من حصارهم لبغداد بعد الاستيلاء علي أسوارها وتأمين الجسور الواصلة بين بغداد الشرقية والغربية كما أمر جنوده بتأمين الطريق المؤدي للبصرة. وعندما اشتد الحصار بدأ الخليفة المستعصم في استمالة هولاكو.. إلا أن القائد المغولي رفض أي طريق للمفاوضات وأصر علي أن يسلم الخليفة المستعصم المدينة بدون شروط.. ورغم ارسال الخليفة كبار رجال الدولة إلي هولاكو ومعهم أحد أبنائه يحملون أموالا كثيرة إلا أنه أصر علي أن يسلم الخليفة نفسه. وعندما أرسل إليه الخليفة كبار وزرائه وكثيرا من أتباعه فأمر هولاكو بتوزيع الأتباع علي جنوده فقتلوهم أفظع قتلة.. وكان لهذه الحادثة أسوأ الأثر علي نفوس أهل بغداد فدب في قلوبهم الرعب فأخذ فريق منهم يختبئ في المغارات وفي أفران الحمامات.

Quote: (مشهد 4 ) دعوة إلي الاستسلام بعد أن استولي هولاكو علي همذان أرسل إلي الخليفة المستعصم رسالة يعتب عليه بسبب عدم إمداده بالجند عند محاربته للاسماعيلية ويذكره بأن المغول لم يهزموا قط ويدعوه إلي تجريد حصونه من السلاح والحضور شخصيا إليه وهو إن فعل ذلك ضمن حريته وحفظ مركزه وإن أبي أحل بنفسه وبأهله الدمار لأن جيوش المغول في هذه الحالة ستسير إلي بغداد وتستولي عليها منه لتخفض من عزه ولا تدع أحدا علي قيد الحياة في جميع أرضه وختم هولاكو رسالته إلي المستعصم قائلا: 'إن القمر يضئ فقط عندما تغيب الشمس فلا تدق مسمارا بقبضتك ولا تطفئ الشمس بنور الشمعة أو تظن أنه يمكنك التوبة'. وكان رد الخليفة المستعصم برفض هذه التهديدات وتوعد هولاكو إذا نزل بجيوشه بغداد.. إلا أن هولاكو أظهر تصميما علي غزو بغداد وقال لجنوده: 'أقيموا حول المدينة.. وشيدوا سورا من الحديد وابنوا حصنا وحاجزا من الصلب.. اجمعوا جيشا من الشياطين والجن وسيروا بعد ذلك تحرقكم الرغبة في الثأر'. وساءت العلاقات بين الخليفة المستعصم وهولاكو ولم يكن للمراسلات التي دارت بينهما سوي جعل الحرب ضرورة.. وأخذ في هذا المجال في تحريض الشيعة والمسيحيين ضد الخلافة العباسية والمستعصم.

Quote: مشهد 5) سلاح الخيانة ولم يجد الخليفة مفرا من التسليم بعد أن أقنعه وزيره مؤيد الدين العلقمي بأنه لا فائدة من المقاومة فخرج الخليفة في 10 فبراير 1258 ومعه أولاده الثلاثة أبو الفضل عبد الرحمن وأبو العباس أحمد وأبو المناقب مبارك وثلاثة آلاف شخص من السادة والأئمة والقضاة وكبار رجال الدولة وأعيان المدينة وسلم نفسه إلي هولاكو. وعندما سلم الخليفة نفسه أظهر له هولاكو الترحاب وأمره أن يدعو الناس للخروج من المدينة لعمل تعداد لهم.. فأرسل الخليفة إلي أهل بغداد بأن يلقوا سلاحهم ويخرجوا.. ففعل الناس وانقض عليهم جنود هولاكو فاعملوا فيهم السيف حتي أبادوا أغلبهم. وفي 13 فبراير 1258 دمر المغول أسوار بغداد ودخلوها من جهة الشرق كما زحفت قوات أخري من ناحية الغرب ووزعوا أنفسهم علي محلاتها وظلوا فيها اسبوعا تاركين لأنفسهم العنان فخربوا المساجد ليحصلوا علي قبابها المذهبة وهدموا القصور بعد أن جردوها من التحف الثمينة والنادرة وقام جنود المغول بتخريب المكتبات وأتلفوا ما بها من كتب إما بإحراقها أو برميها في نهر دجلة.. وقتلوا معظم أهل المدينة وكما يذكر المؤرخ أبو الفدا في 'المختصر في أخبار البشر' أن المغول ظلوا يقتلون أهل المدينة دون أن يفرقوا بين شاب وطفل وامرأة وعجوز.. فقد قام أحد الجنود بقتل 40 طفلا كان زملاؤه قد قتلوا أمهاتهم من قبل. وكان المغول يقتلون من أهل بغداد من كان يختبئ في المساجد أو المنازل حتي أنهم عندما كانوا يعلمون أن هناك عشرات الأسر قد اجتمعت في أحد المنازل يحيطونه بقذائف النفط المشتعلة ويحرقونه بمن فيه ومن يحاول الهرب كان الجنود يتبادرون في اصطياده. ويصف ابن تغري بردي دخول التتار مدينة بغداد في 'النجوم الزاهرة' بقوله: 'ثم ركب هولاكو بن تولي خان بن جنكيز خان في جيوشه من المغول والتتار وقصدوا العراق وكان في مقدمته الأمير 'بايجو نوين' وفي جيشه خلق كثير من الرافض ومن عسكر 'بركة خان' ابن عم هولاكو ومدد من صاحب مدينة الموصل مع والده الملك الصالح ركن الدين إسماعيل.. فوصلوا قرب بغداد واقتتلوا من جهة البر الغربي عن دجلة فخرج عسكر بغداد وعليهم ركن الدين الدوادار فالتقوا علي نحو مرحلتين من بغداد فانكسر البغداديون وأخذت سيوفهم وغرق بعضهم في الماء وهرب الباقون ثم ساق بايجونوين مقدمة هولاكو فنزل القرية وهي محلة بغداد في حريم دار الخلافة فيها محال وسوق كبيرة وبينه وبينها دجلة لا غير.. وقصد هولاكو بغداد من البر الشرقي وضرب سورا وخندقا علي عسكره وأحاط ببغداد'. وبدأت الخيانة تلعب دورها في أمر حصار بغداد وسقوطها.. فذهب الوزير مؤيد الدين العلقمي إلي الخليفة يقنعه بأن عدد جنود الجيش أصبح في زيادة كبيرة حتي وصل إلي 100 ألف جندي ولا حاجة للخليفة بهم وأقنعه بأن يتم تخفيض عدد القوات لتوفير نفقاتهم.. فوافق الخليفة المستعصم فقام الوزير العلقمي بتسريح ما يقرب من 15 ألف جندي وبعدها بفترة قصيرة قام بتسريح 20 ألفا آخرين وظل يسرح الجند حتي لم يبق في بغداد سوي 10 آلاف جندي كان أغلبهم لا يجيد فنون الحرب. ويذكر ابن تغري بردي أن الوزير العلقمي أرسل إلي هولاكو يخبره بأن بغداد في أضعف حالها وسهل عليه أمر غزوها فرد عليه هولاكو قائلا: 'إن عساكر بغداد كثيرة فإن كنت صادقا فيما قلته وداخلا في طاعتنا ففرق عساكر بغداد فإذا فعلت ذلك حضرنا'.. وكما ذكرنا فإن الأمر قد استتب لقدوم المغول إلي بغداد. وظلت قوات هولاكو في ارتكاب الفظائع في قتل أهل المدينة حتي وصل عدد القتلي إلي مليون و800 ألف شخص.. ثم ارتكب المغول أفظع جرائمهم بقتل الخليفة المستعصم الذي أحضره هولاكو وأذله واستولي علي قصوره وجواريه ثم أمر بقتله بطريقة بشعة حيث قال بعض المؤرخين: إنهم قتلوه رفسا وقال آخرون: إن هولاكو أمر بوضعه في بساط وألقوه في نهر دجلة وهناك رأي ثالث يقول: إنهم قطعوه إربا.. وقتلوا ابنه ثم قاموا بقتل ابنه عبد الرحمن وأبقي ابنه الثالث مبارك واخواته فاطمة وخديجة ومريم في الأسر. ويقول المؤرخ: إن قوات المغول ظلت تمارس القتل في أهل بغداد لمدة أربعين يوما حتي مني معظم أهلها.. وبعد أن استتبت الأمور لهولاكو جمع علماء ومشايخ بغداد في المدرسة المستنصرية حيث طرح عليهم سؤالا هو: أيهما أفضل السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر وأفتي قضاة ومشايخ المسلمين وقتها بأن الكافر العادل يجب أن يفضل علي المسلم الجائر مشهد ختامي الزعماء العرب يعلنون أنهم ضد تقسيم العراق وضد الحرب والغزو الذي يقوم به الكاوبوي وعصابته وفي السر تخرج الطائرات من بلادهم وتمر السفن بمياههم الإقليمية ويشيدون القواعد للقوات المتحالفة.. ويهتفون بأعلي صوتهم نحن مع الحاكم الكافر العادل الذي سيرسله الأشقاء الأمريكان. من اعداد محمد عبد الله