بسرعة البرق حدث ما لم يكن متوقعا، انهار الجدار الحديدي حول بغداد، سقطت الأسطورة ليس بفعل الإنهاك ولكن بفعل أسباب لاتزال مجهولة. كان أخطر الأشياء التي واجهت القيادات العسكرية الأمريكية هي طريقة الانسحاب المنظم للقوات العراقية في داخل أحياء بغداد وكان الاعتقاد السائد أن هذا يعني أن هناك أوامر عليا قد صدرت بالانسحاب من أمام الدبابات وقوات المارينز الأمريكية.
وقد أثار هذا الانسحاب المنظم قلق القيادة العسكرية الأمريكية التي ظنت أن هناك كمينا جديدا قد أعدته القيادة العراقية لها، وأن القوات العراقية قد تغير أو تهجم علي القوات الأمريكية في أية لحظة.
وبدأ الأمريكيون يستعدون لذلك، إلا أنه مع مرور الساعات تيقنوا أنهم حققوا انتصارا سهلا في معركة كانت ستكون من أشرس المعارك البرية علي مدار التاريخ العسكري الأمريكي.
نعم، الحدث يمكن إجماله في كلمة واحدة: 'النكسة'، النكسة التي ظن صدام وقياداته السياسية والعسكرية أنهم بعيدون عنها.
كان صدام حسين واثقا ثقة مطلقة في كل من حوله، ولم يأخذ بعين الجد التسريبات العسكرية الأمريكية التي تحدثت عن إجراء اتصالات ولقاءات مع ضباط وقيادات عسكرية عراقية.
وحتي هذا الوقت لم تكن واشنطن لديها الثقة في أن هذه الاتصالات واللقاءات التي جرت مع قادة وضباط عراقيين يمكن أن تؤدي إلي نجاح يذكر في ظل حالة التردد الواضح الذي كان يبديه الضباط العراقيون في التعاون مع القوات الأمريكية.
منقووووووووول
يتبع...
04-27-2003, 09:39 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وقبل حدوث سيناريو الانهيار كانت الأحداث تبدو متسارعة ومتلاحقة، حوت مفاجآت وارتباكات وخلافات وتغييرات سريعة للخطط العسكرية العراقية.
كانت البداية عندما علم الرئيس صدام حسين بأن القوات الأمريكية تتقدم نحو مطار بغداد. لم ينتظر طويلا، أصدر علي الفور أوامره للفرقة الثالثة من الحرس الجمهوري 'فرقة النداء' بالتصدي للقوات الأمريكية وتكبيدها خسائر فادحة قبل أن تصل إلي المطار بنحو 70 كيلومترا.
كانت الخطة العراقية جيدة وقادرة علي أن تكبد القوات الأمريكية خسائر تقدر بالآلاف إلا أن الخطير في الأمر أن هذه الخطة كانت قد وصلت بكل محتوياتها إلي أيدي القيادات العسكرية الأمريكية.
أثارت تفاصيل الخطة العراقية ذعر القيادة العسكرية الأمريكية وكانت المعلومات التي وصلت تحوي مكان توزيع قيادات وعناصر فرقة النداء وكذلك الكمائن التي سينصبونها للقوات الغازية وتفاصيل المواجهات العسكرية الثقيلة التي أعدت في المنطقة التي ستبعد عن المطار بحوالي 40 كيلومترا اضافة إلي نوعيات الأسلحة والذخائر وغير ذلك من المعلومات المهمة. وعلي الفور صدرت التعليمات من القيادة الأمريكية بتصفية هذه الفرقة بعد حصولها علي هذه المعلومات الخطيرة، فقام الطيران الأمريكي مدعوما بالدبابات بشل فاعلية الفرقة العراقية ومحاصرتها وقتل أعداد تقدر بالآلاف منها.
يتبع....
04-27-2003, 09:40 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وعلي الرغم من المفاجأة الأمريكية التي أعدت لهذه الفرقة إلا أن المقاتلين العراقيين أبلوا بلاء بث الرعب في نفوس الأمريكيين الذين زادت خسائرهم علي نحو 50 قتيلا مما دفع إلي حدوث حالة من الغضب الشديد لدي القيادة الأمريكية التي ظنت بحصولها علي هذه المعلومات، أنها لن تخسر ولو جنديا واحدا من قواتها.
في الوقت الذي كانت تعلن فيه القيادة العراقية عن قتال ضار بين القوات الأمريكية والعراقية علي بعد 60 كيلومترا من المطار، فإن القيادة الأمريكية دعمت هذه الأقوال ببيانات عسكرية تدعم ما تردده القيادة العراقية، وكانت الحقيقة بالقطع عكس ذلك، إذ راحت القوات الأمريكية تتقدم نحو المطار، ولم تشأ القيادة الأمريكية أن تكذب بيانات القيادة العراقية حتي لا تدفعها إلي ارسال فرقة جديدة من الحرس الجمهوري إلي هذه النقطة الاستراتيجية المهمة.
كانت خطوط الاتصال قد قطعت بين القيادة في بغداد وبين فرقة النداء بسبب القصف الجوي المركز، وقد ظلت القيادة العراقية تنتظر لحين وصول أخبار جديدة إليها ومع مضي الساعات فوجئت فرقة بغداد التي كان هناك جزء كبير منها مسئول عن تأمين المطار بأن القوات الأمريكية أصبحت علي مرمي البصر، وأنه لابد من التحرك السريع لمواجهتها.
يتبع...
04-27-2003, 11:26 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
في هذا الوقت تحديدا تشير بعض التقارير إلي حدوث خلاف شديد بين قصي نجل الرئيس صدام حسين المسئول عن منطقة بغداد وبين رئيس أركان القوات المسلحة العراقية.
وكان قصي قد طلب عدم مهاجمة القوات الأمريكية وجعلها تتقدم لحصد أكبر عدد ممكن من أرواح هذه القوات ومحاصرتها، إلا أن رئيس الأركان العراقي رفض هذه الخطة لأن الأمريكيين كانوا يتدفقون بأعداد كبيرة، وأنه من المهم مهاجمتهم فورا والتفكير في قطع خطوط الامداد والتموين عن المجموعة المهاجمة حتي لا تكون هناك قوات جديدة أو عتاد عسكري جديد.
ومع اشتداد الخلاف بدأت الأوضاع تتفاقم خاصة مع غياب الرئيس صدام الذي ظل مكانه سريا، وبعيدا عن أعين رئيس الأركان الذي كان يأمل في حسم الخلاف بواسطة الرئيس العراقي.
وأصر قصي علي وجهة نظره وطلب من رئيس الأركان أن ينفذ الأوامر التي يصدرها دون مناقشة، ولم يكن هناك من خيار أمام رئيس الأركان، خاصة أن قصي كان قد رفض بإصرار التراجع عن خطته والتي كان يري أنها الأصح والأكثر فاعلية.
وتشير المعلومات إلي أن اثنين من كبار ضباط الحرس الجمهوري قد طلبا من قصي أن يغير خطته فورا وإلا فإن الأمريكيين سيسيطرون علي المطار وقدما الخطة البديلة لتفادي هذه الورطة العسكرية إلا أن قصي رفض هذه الخطة نهائيا.
04-27-2003, 11:27 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وبسرعة شديدة تردت الأوضاع في المطار، حيث أصبح الوضع أشبه بوضع الثغرة المصرية في حرب 1973، خاصة أن القوات الأمريكية قد تدفقت بأعداد كبيرة وراحوا يحاصرون القوات العراقية، التي بالرغم من أنها بدأت في تنفيذ عمليات استشهادية إلا أن ذلك لم يكن مجديا أمام الأعداد الكبيرة من القوات الأمريكية التي بدأت تتدفق علي منطقة المطار.
وعلي الرغم من ذلك فقد كانت المعركة شرسة للغاية وتكبد فيها الأمريكيون خسائر فادحة حيث أبدي الجنود العراقيون شجاعة أحدثت حالة من الرعب لدي الأمريكيين الذين بدءوا ينسحبون ثم يعودون مرة أخري.
كان احتلال المطار يمثل ضربة قاصمة لخطة تأمين بغداد، وبالفعل عندما حاول صدام أن يتدارك مسألة احتلال المطار كان لابد له أن يدفع بأعداد كبيرة من فرق الحرس الجمهوري إلي هذه الناحية، إلا أن القادة العسكريين حذروه من أن المعركة ستكون خاسرة لأن الأمريكيين يتدافعون بأعداد كبيرة وأنه من الأفضل التمسك بداخل بغداد والمراهنة علي حرب الشوارع.
ولم يكن بإمكان ذلك أن يتحقق إلا في ظل ارتفاع معنويات المقاتلين العراقيين واستمرار المقاومة الشديدة لبقية قوات الحرس الجمهوري التي تقاتل في النجف وكربلاء وكركوك والبصرة والموصل.
04-27-2003, 11:28 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وبينما الرئيس العراقي منهمك في إعادة ترتيب البيت الداخلي كان الارتباك قد بدأ يتسرب إلي صفوف عدد من القادة وكبار الضباط، خاصة بعد أن نجح الأمريكان في إقناع كافة الضباط والقيادات التي تعاونت معهم فيما بعد بأن الذي حسم معركة المطار هم عدد من زملائهم الذين يعيشون الآن في قطر وسينقلون إلي بريطانيا معززين مكرمين وسيشاركون في إعادة بناء الجيش العراقي فيما بعد. وقد لقيت هذه الدعاية تجاوبا كبيرا من هؤلاء الذين انهكتهم الحرب وأصبحوا أمام مصير واحد هو الموت، وراحت الفكرة تلعب برءوس العديد من القيادات التي كانت مسئولة عن المشاركة في تأمين بغداد.
وتؤكد المعلومات أن بعض عمليات الانزال الاستطلاعية التي قامت بها فرق المارينز ونزولهم إلي قلب بغداد وبعض المناطق الرئاسية وانسحابهم منها، تم بفعل تقديم معلومات عسكرية عن أوضاع خطط التأمين العراقية إلي القوات الأمريكية.
وقد شعر الرئيس صدام بالصدمة، وأدرك أن بعض كبار الضباط قد باعوه، فطلب علي الفور تغيير الضباط والقيادات التي تحوم حولها الشبهات.
وأمام تردي المعنويات اضطر الرئيس صدام إلي الظهور علنا في شوارع بغداد، وكان هذا الظهور بمثابة رسالة نفسية مهمة إلي جنوده وضباطه خاصة هؤلاء الذين يتعاونون مع القوات الأمريكية وكأنه يقول لهم: توقفوا أنا مازلت القائد الذي يحكم ويتحكم في الأمور.
وبالرغم من أن هذه الجولة تركت آثارا ايجابية علي العسكر والجماهير إلا أن بعض القادة العسكريين كانوا مصممين علي الاستمرار في التعاون مع القادة العسكريين الأمريكيين.
04-27-2003, 11:29 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وأمام تفشي حالة الانهيار كلف صدام حسين أربعة من قياداته الرئيسيين بالتعامل مع هذا الملف من بينهم طه ياسين ونجله عدي واثنان من كبار رجال المخابرات العراقية لتطهير الجيش من هذه العناصر.
ويبدو أن الخطأ الاستراتيُي هو أن صدام تنبه لخطورة هذا الملف متأخرا جدا، وكان دائما لديه ثقة كبيرة بأن كل العراقيين يوالونه وأن الأمريكيين إنما يثيرون هذه الادعاءات من قبيل الحرب النفسية للتأثير علي معنويات الضباط والقيادات العسكرية العراقية.
وأمام ما جري كان من الصعب علي الرئيس صدام اجراء حركة تغييرات واسعة في داخل الجيش خاصة أن المخابرات العراقية فشلت في حل شفرة الاتصالات أو نوعيات الأجهزة التي يستخدمها البعض حتي اللحظة الأخيرة من المعارك.
وقد تردد أن المخابرات العراقية ألقت القبض علي نحو أربعة من الضباط إلا أنه اتضح أنهم تابعون لقيادات أعلي وهؤلاء هم الذين يملكون أجهزة الاتصال، وهذه القيادات العليا نجحت فور القبض علي الضباط الأربعة في الاختفاء.
وتشير المعلومات إلي أنه علي الرغم من أن صدام قام بإجراء بعض التغييرات داخل بغداد ونقل بعض القيادات والضباط من بغداد إلي النجف وكركوك وكربلاء والبصرة إلا أن المشكلة أنه استبدل بهذه القيادات العسكرية المدربة قيادات أخري من فدائيي صدام وهم أقل تدريبا وأقل مستوي عسكريا، كما أن بعضا من هؤلاء القيادات الذين جري استبعادهم لم يكونوا متعاونين بشكل أو بآخر مع القوات الأمريكية.
وعندما تم نقل هؤلاء إلي مناطق أخري في القتال أبدوا استياءهم وضجرهم من هذا التخبط العسكري خاصة أنهم دربوا لفترة طويلة علي الخطط التي كانوا ينوون تنفيذها للدفاع عن بغداد، في حين أن المناطق التي انتقلوا إليها لم يكن لديهم سوي الانضمام إلي الوحدات المقاتلة والقتال حتي بدون خطة عسكرية.
04-27-2003, 11:30 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وتشير المعلومات إلي أن أحد الأخطاء الاستراتيُجية المهمة في هذه المرحلة هو أن القتال الشرس للمقاومة العراقية في مدن الجنوب جعل القيادة العراقية تعتقد أن بإمكانها تحقيق النصر علي القوات الأمريكية بأي افراد وأي خطة وأنه حتي لو خانه نصف الجيش العراقي فإن الشعب يؤيده وسينتصر من أجله.
كان صدام في المرحلة الأخيرة يفكر بهذه الطريقة وهو ما تأكد في العديد من الاجتماعات التي كان يعقدها مع قادته العسكريين من أجل ترهيبهم وحثهم علي عدم التعاون مع الأمريكيين كانت كل خطته هي أن ينقل قيادات من بغداد إلي مناطق أخري في القتال دون أي معلومات تثبت تعاون هؤلاء مع الأمريكيين.
في هذا الوقت كانت القوات الأمريكية تحقق تقدما سريعا وتوغلا في الأجزاء الجنوبية من بغداد وشعرت القيادة بأن هناك تواطؤا من بعض كبار الضباط مع القوات الأمريكية خاصة بعد أن طلب هؤلاء القادة من جنودهم عدم ملاقاة القوات الأمريكية وبرروا ذلك بحدوث تغير في تكتيك الاستراتيُية العسكرية العراقية، مما ترتب عليه تقدم نحو 20 دبابة و 10 عربات أمريكية مدرعة إلي جنوب بغداد الأمر الذي سبب اختراقا كبيرا للقوات العراقية لأن هذه هي الثغرة الثانية في محيط دفاعات بغداد بعد ثغرة المطار، وهذه تحديدا كانت اسس الخطة الأمريكية التي اعتمدت علي فتح الثغرات ومن خلال هذه الثغرات يتم الدفع بأكبر اعداد ممكنة من القوات البرية والحماية الجوية.
وقد أحدث هذا الاختراق الجديد صدمة لدي القيادة العراقية التي راحت تراهن علي معركة كبري في كركوك، حيث إن القوات العراقية نجحت في تطويق أكثر من 2000 ضابط وجندي أمريكي في منطقة تسمي موقع خالد.
04-27-2003, 11:32 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وكانت الأوامر التي صدرت من الرئيس صدام حسين تقضي بإبادة هؤلاء جميعا لتخفيف الضغط علي العاصمة بغداد، ذلك أنه في حال نجاح صدام في معركة كركوك فإن جزءا كبيرا من القوات الأمريكية المتجهة إلي بغداد كانت ستتحرك إلي مناطق أخري.
وكان صدام يريد انتهاز هذه الفرصة لإعادة الترتيبات الدفاعية في بغداد خاصة أن موقفه أصبح صعبا بعض الشيء وذلك بعد نجاح الأمريكيين في اختراق بعض كبار الضباط العراقيين وإجراء الاتصالات اللازمة معهم، وكانت الصدمة الجديدة أن القوات العراقية التي راهن عليها صدام في كركوك استسلمت في هدوء غريب بالرغم من أنها كانت في وضع أفضل من القوات الأمريكية المحاصرة، ولكن بمجرد حدوث هجمات من الأكراد ضدهم استسلموا علي الفور بتعليمات من قيادة هذه القوات الذين تراجعت معنوياتهم بعد ورود الأنباء حول اختراق القوات الأمريكية للمطار وبغداد.
ولم يبق أمام صدام في هذا الوقت إلا أن يراهن علي معارك كربلاء في تخفيف الضغط علي بغداد، وكان واضحا أن القوات الأمريكية تعاني مشاكل كبيرة في كربلاء وان خسائرها في تزايد مستمر مما دفع بها إلي أن تدفع بالفرقة 101 المحمولة جوا إلي كربلاء وكانت هذه هي فرصة العراقيين لتخفيف الضغط علي بغداد خاصة ان نجاح هذه الفرقة في كربلاء معناه فتح الطريق أمامها للتقدم نحو بغداد .. وكانت القوات العراقية في ترتيبات دفاعية وهجومية أفضل، إلا أن قيادات المعارضة التي تسللت إلي كربلاء نجحت في إجراء اتصالات مع قادة العشائر وعدد من الشخصيات الدينية وبعض العسكريين العراقيين، الأمر الذي أدي إلي حدوث خلل في معركة الدفاع عن كربلاء علي الرغم من نجاحهم الكبير في المعارك الأولي التي دارت ضد القوات الأمريكية.
وقد أدي هذا الانهيار إلي اعتماد صدام وقادته العسكريين علي مجموعات المسلحين العرب 'الاستشهاديون' وكانت هذه المجموعات قد خضعت لرئاسة طه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهورية الذي رأي الاستفادة منهم في منطقة الكوت وغيرها فتم الدفع بحوالي ألف من هذه العناصر إلي هذه المناطق لوقف تقدم الأمريكيين وإفشال خطة عزل بغداد.
يتبع...
04-27-2003, 04:44 PM
Munir
Munir
تاريخ التسجيل: 02-11-2002
مجموع المشاركات: 10496
وكانت المفاجأة الاستراتيجية التي اعتمدتها القوات الأمريكية هي التراجع عن فكرة حصار المدن لأن ذلك يؤدي إلي المزيد من الخسائر الاستراتيجية والبشرية، بينما رتب العراقيون أنفسهم علي ان القوات الغازية ستحاصر بغداد أسوة بما جري في البصرة والنجف وكربلاء وغيرها من المدن العراقية.
وبالفعل قامت الخطة الأمريكية علي فكرة اقامة أشرطة أمنية تسيطر عليها القوات الأمريكية في خارج بغداد وداخلها، وساعد علي تنفيذ هذه الفكرة خيانة عدد من قيادات الجيش العراقي والحرس الجمهوري.
وفي نفس الوقت فإن الخطة الأمريكية اعتمدت علي فكرة عزل بغداد في داخلها وذلك بالاستفادة من المصادر الطبيعية في داخل العاصمة خاصة نهر دجلة الذي يعمل علي تقسيم مدينة بغداد إلي أجزاء واسعة في الوقت الذي قامت فيه الخطة العراقية علي ان تلك المناطق ستقوم بحمايتها الميليشيات الشعبية بالإضافة إلي الحرس الجمهوري الخاص.
وقد أغفل العراقيون وضع مضادات قوية للصواريخ والدبابات والطائرات الأمريكية التي ستحاول عبور نهر دجلة وكان أحد المخاوف الرئيسية لدي القوات الأمريكية هو ان ينتبه صدام إلي حماية طرق دجلة
وكل ذلك دفع بالرئيس العراقي إلي أن يفكر من جديد في كيفية إعادة التوازن لقواته العسكرية سواء في داخل بغداد أو خارجها.
04-28-2003, 04:38 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
وفي هذه الأثناء صدرت الأوامر للجيش الأمريكي بالتقدم بسرعة كبيرة نحو بغداد قبل أن يفيق صدام ويقوم بإنشاء ممرات استراتيجية له علي طرق دجلة أو الجسور الموصلة إلي بغداد، ولذلك صدرت التعليمات بتغيير أحد كبار قادة المارينز بسبب تحركه البطيء ورفضه الاستجابة السريعة لتحرك قواته نحو بغداد والذي كان يصر دائما علي أن هناك كمائن عسكرية عراقية في الطريق إلي بغداد وأنه يجب ان يكون حريصا في تقدمه نحو العاصمة العراقية.
وجاء العقيد جون تولان ضابط العمليات في فرقة المارينز الأولي ليتولي إدارة دفة حركة المارينز وتقدمها إلي بغداد، ونجح تولان في أن يكون جريئا أكثر من اللازم خاصة بعد أن علم ان الطريق أمامه ممهد للتقدم نحو بغداد، فتحرك ليلا وكان في الصباح قريبا جدا من تخوم العاصمة العراقية.
وأراد صدام أن يحرك فرقة المدينة التابعة للحرس الجمهوري إلي منطقة كربلاء وإلي المناطق الأخري من أجل السيطرة علي أحد المحاور واعتبارها ممرا استراتيجيا للسيطرة علي هذه الطرق.
وكانت فرقة المدينة من الفرق التي ستلعب أحد الأدوار المهمة في الدفاع عن مدينة بغداد ذاتها، إلا أنه نظرا للضغط الأمريكي وتغيير خططهم العسكرية اضطر صدام لأن يضحي بهذه الفرقة ويقبل بخروجها من بغداد وليحل محلها قوات من الحرس الجمهوري الخاص.
وكان حظ هذه الفرقة سيئا للغاية، لأن تحركها نحو كربلاء والمناطق الاستراتيجية الأخري تم بالتزامن مع الانكسار الذي شهدته القوات العراقية في كربلاء بسبب ارتباك البعض ونجاح المعارضة العراقية في استقطاب بعض وجهاء العشائر ورجال الدين، مما تسبب في وقوع خسائر كبري بهذه الفرقة العراقية.
04-28-2003, 04:40 AM
Yassir7anna
Yassir7anna
تاريخ التسجيل: 09-08-2002
مجموع المشاركات: 2634
في هذا الوقت كان عدد من القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين المشهود بكفاءتهم في التخطيط العسكري قد وصلوا إلي منطقة المعارك حيث أعادوا صياغة الخطط العسكرية ووضعوا أسس خطة جديدة تقضي بأن تقتحم القوات الأمريكية والبريطانية المناطق التي تعرف باسم 'العمق الاستراتيجي' والأكثر ازدحاما بالقوات العراقية، وعدم الهروب من هذه المواجهات.
ولذلك كانت إحدي مناطق العمق الاستراتيجي التي اعتمدت عليها هذه القوات هي الذهاب إلي مقاتلة فرقة المدينة وذلك قبيل دخول هذه الفرقة التابعة للحرس الجمهوري إلي مدينة كربلاء.
وقد سارعت فرقة المشاة الثالثة الأمريكية المدعومة بوحدات من فرقة المظليين 101 إلي مكان فرقة المدينة التي كانت تتأهب لدخول كربلاء ونجحت في محاصرتها وبالرغم من أن خسائر الأمريكيين كانت كبيرة إلا أن هذه الفرقة كانت خسائرها أشد، وأن ذلك دفع بالفرقة الأمريكية إلي التقدم سريعا نحو بغداد.
وتشير المعلومات العراقية إلي أن الخسائر التي منيت بها فرقة المدينة كانت مفاجأة غير متوقعة للقيادة العراقية، كما أن هذه الخسائر كانت تعني ضرورة أن يغير العراق من مهام قوات الحرس الجمهوري الخاص وأن يبدأ في التحرك إلي مناطق جديدة.
كان تقدير القيادات العراقية ان القوات الأمريكية سترابط لفترات أطول حول المدن العراقية حتي تصل إليها قوات الاحتياط الاضافية، وكان تقديرهم أن القوات الغازية أصبحت مرهقة ومتعبة نفسيا، إلا أن القوات الأمريكية اتبعت خططا مختلفة لمواجهة كل هذه الاحتمالات.
ويبقي السؤال: أين صدام حسين
كافة المؤشرات تؤكد أنه لايزال حيا حتي الآن وأن حوله عددا ليس بالقليل من القيادات الأساسية، كما أن ظهوره في التاسع من ابريل، بمنطقة الأعظمية وسط حشد جماهيري هائل يؤكد أن الرجل لايزال موجودا علي الأرض العراقية.
نعم هناك أسرار خفية، وهناك حلقات مفقودة ولكن حتما فإن صدام حسين لم يخن شعبه، ولم يبع وطنه من أجل انقاذ حياته وحياة أسرته.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة