|
أركان النقاش في الجامعات السودانية بين الأمس واليوم
|
نقلا عن الرأي العام بين العنــف والفكـــاهـــــــة
أركان النقاش في الجامعات..!
النقاش بالجامعات السودانية انطلقت في بدايتها من جامعة الخرطوم .. وهي الآن تعقد رحاها في كل الجامعات .. مادة للتعبئة السياسية والتنوير الفكري والفكاهة والضحك والعنف اللفظي في كثير من الاحيان .. الزميلان نبيل صالح ..وسارة الصادق قاما بجولة بالجامعات بالخرطوم لمعرفة اوضاع اركان النقاش حالياً مقارنة بالماضي فجاء الحصاد بانوراما من الاجابات المتنوعة.
ما هي مقدرة أركان النقاش في تعبئة الطلاب سياسياً ؟
- محمد الفكي سليمان - كادر خطابي - رئيس رابطة الطلاب الإتحاديين بجامعة الخرطوم يقول:
أركان النقاش سابقاً كانت منابر للفكر وطريقاً معبداً للرأى والرأى الآخر واحترام الآخر، وكانت لها القدرة على اجتذاب الطالب لموضوعية طرحها وتعبئته سياسياً.
- محمد عبده جامعة جوبا - المستقلين :-
أركان النقاش لها المقدرة على تعبئة الطلاب سياسياً وتشكيلهم فكرياً، ولكن هناك جوانب تعرقل أهدافها .. وهي المهاترات غير المجدية.
- حاتم احمد عبد اللطيف .. جامعة النيلين - مؤتمر وطني:-
أركان النقاش لم تعد القالب الذي يشكل فكراً للطلاب لخوائها الفكري فأصبح الخطاب السياسي همجياً أكثر من أنه سياسي مبني على الموضوعية.
- الطالب موهوب عبد الرحيم - كادر خطابي سابق - تجمع وطني جامعة النيلين :-
العنف في المنابر الطلابية ظاهرة وليدة واستمد شرعيته من عنف الحكومات الشمولية التي ترد على الرأى بالعصا فبالتالي تفشت ظاهرة العنف وسط الطلاب.
- حاتم احمد عبدالطيف :-
ظاهرة العنف في اركان النقاش لخواء الفكر لدى الطلاب ولم يجدوا امامهم أداة للتعبير سوى العنف . ويجب الوقوف عندها ومعالجتها لأن المنابر للفكر وليس للعراك بالأيدي.
- الطالب الفاتح احمد أمين. جامعة أم درمان الاسلامية:-
الاساءة والتجريح يطغى على كل أركان النقاش لكل التنظيمات السياسية وحتى التنظيمات الدينية التي كان يقتضى انا تكون قدوة لأنها الواجهة للفكر الاسلامي البرئ من كل اشكال الاساءة والذي نهانا عنها الرسول «صلى الله عليه وسلم» بقوله «ليس المسلم بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ».
- الطالب يسري الفاتح - الاسلامية - جماعة انصار السنة :-
أركان النقاش أصبحت توجه لغير اغراضها التي قامت من أجلها. فأشكال الخطاب الموضوعي باتت تتلاشى لتحل محلها السخرية والاستهزاء.
- سناء هاشم - النيلين :-
(أنا شخصياً أحضر اركان النقاش للترفيه فقط. صدقني لم يعد هناك شئ اسمه اركان النقاش .. يمكن ان نطلق عليه اركان الضحك لأن الطالب لايستفيد منه فكرياً.. وانا حين احضرها اتابع حركات المتحدث كأنه يتدرب على الكاراتيه .. وهذا يضحكني كثيراً).
- الطالب محمد النيل المهدي - النيلين - الحزب الشيوعي :-
صحيح أركان النقاش في الآونة الأخيرة اصبحت وسيلة للترفيه أكثر من ان تكون منابر للفكر وانا شخصياً قاطعتها لأنها تأخذ الوقت دون جدوى .. فعلى القائمين بالأمر ان يعيدوا لها دورها لتفيد الطلاب بدلاً من هذا الهراء.
- الطالب محمد الفكي سليمان :-
حدثت تحولات في شكل الخطاب السياسي ولكنها لم تتحول الى مادة ترفيهية لأن التكتيك هو الذي اختلف وبرز الخطاب الساخر.
عبد الملك الدعاك : استاذ بجامعة الخرطوم وكادر خطابي سابق يقول :-
ان الكادر الخطابي هو الذي يمتلك القدرة على السيطرة على عناصر الركن وهو الذي يستطيع ان يحول الركن الى رسالة ويعود مردوده على الطلاب، ولكن كيف يكون لديه وعي فكري عميق لمكونات الفكر للجهة التي يعبر عنها. فالمفترض ان يكون لدى تنظيمه بنية فكرية متماسكة واضحة الحدود والمعاني وفي حالة عدم وجودها سيفتقد لمرجعية واضحة فبالتالي لن يكون قادراً على تعبير واثق وقوي.
- الاستاذ مرتضى الطاهر - استاذ علوم سياسية بجامعة النيلين :-
ينبغي ان تكون الجامعة نموذجاً متقدماً وشاملاً ومثالياً بفهم ان الجامعة مؤسسة مهمة جداً من مؤسسات التنشئة السياسية، ومن هذا المنطلق تكون اركان النقاش هي منابر للتدريب ورفع كفاءة وامكانات الطالب الفكرية والسياسية والخطابية.
- د. عبد الملك الدعاك :-
يرى في ظاهرة تسلل العنف لأركان النقاش بأن ارتباط العنف بالاحداث السياسية ظاهرة عادية.. واردف باقتضاب كل الاركان اخذت شكل العنف لأن هناك انحرافاً عن المواثيق وتجريح الشخصيات الدينية.
- الاستاذ مرتضى الطاهر - علوم سياسية جامعة النيلين تحدث عن ظاهرة العنف قائلاً :-
هناك بعض المساوئ التي تعيق رسالة اركان النقاش مثل الطرح الذاتي وغير الموضوعي للقضايا والعنف والانتصار للذات لفكرها بحق أو بباطل وبخس الناس اشياءهم والافساح الكبير للعواطف بغير استرشاد بالموضوعية، واعتقد أن اركان النقاش بحالتها الراهنة غير قادرة على التعبئة السياسية والفكرية وانها لم تستعصم بأسباب الموضوعية والبحث عن الحقيقة وعدالة الطرح والاقتراب من العلمية فستظل توصف بأنها ممارسة السياسة بشكلها غير المحمود في شكل الانتصار غير الواعي للمصلحة غير العامة.
نوعاً ما
- أما وأولاو أتون داك - كادر خطابي - الجبهة الجنوبية الحديثة - النيلين فيقول:-
مقدرة اركان النقاش ضعيفة نوعاً ما في تعبئة الطلاب فكرياً وسياسياً لانعدام الخطاب الجاد القادر على تشكيل الفكر للطلاب.. فالكادر المتحدث يفرغ الخطاب من الموضوعية والطرح الجاد ويضيف اسلوب السخرية للجذب فالتنظيمات هدفها ان تعلن عن نفسها فقط بأية وسيلة بغض النظر عن نوع الخطاب إن كان سياسياً جاداً أو استهزائياً.
- محمد علي أبشر ..كادر خطابي سابق - خريج النيلين - حزب أمة يقول :-
إن مقدرة أركان النقاش في التعبئة تتوقف على نوع الخطاب المطروح .. فهناك أسلوب جديد تتخذه الكوادر الخطابية في طرحها وهو أسلوب الفكاهة والنكتة لاستمالة الطلاب .. فالطلاب اليوم لايعنيهم برنامج حزب البعث أو مجريات الاحداث السياسية في البلد. فهمهم قضاء وقت ممتع بعيداً عن رتابة الاكاديميات.
- أولاو اتون تحدث عن الفرق بين الجبهة الجنوبية الحديثة والـ«ANF» قائلاً :-
خطاب الـ «ANF» وحدوي صرف، أما الجبهة الجنوبية الحديثة فخطابها انفصالي ويتفقان في أشياء كثيرة. أما انصار السنة المحمدية فخطابهم عقائدي أي «ديني» جاد لذا يقل الحضور في أركانهم.
صاحب الوفاق
- الاستاذ محمد طه محمد احمد رئيس تحرير صحيفة «الوفاق» من الكوادر الخاطبية للحركة الاسلامية في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات يقول :-
من الطبيعي ان يبدأ العراك السياسي في كل مجتمع بالجدل والنقاش لترسيخ الأفكار التي تبنى عليها البرامج والمشاريع السياسية وكل صاحب قضية لابد ان يعرضها للتمحيص والفحص.
ويمضي بالقول منذ عام 1944 الى 1970 بدأ العمل السياسي في المدارس الوسطي والثانوية فحينما يأتي طلاب العلم الى المؤسسات العليا يكونون أكثر نضجاً .. ولكن ضعف العمل السياسي حينما انحسر أو تلاشى في المدارس مادون التعليم الجامعي، ولكن في الفترة من عام 1975 الى 1980 شهدت هذه المرحلة اخصب فترات النشاط الفكري والسياسي وشهدت ازدهار حلقات النقاش ويعود الفضل للأخوان الجمهوريين تلاميذ المهندس محمود محمد طه. وايضاً كان الحزبان الحركة الاسلامية والحزب الشيوعي الذي كان يعمل تحت راية «الجبهة الديمقراطية» أكثر الاحزاب نشاطاً من خلال منابرهم.
الآن اركان النقاش لم تعد كالسابق الذي كان ايضاً يشد الكثير من المواطنين من خارج الجامعة لجديتها وبحثها عن الحقيقة.
- علي محمد خليل استاذ بقسم الطب النفسي - جامعة الخرطوم - مراقب لأركان النقاش منذ السبعينات .. يقول :-
في السبعينات كانت أركان النقاش اغلبها من الاخوان المسلمين والانصار والجبهة الديمقراطية ولكن الجمهوريين هم الفئة الأكثر في الاركان لامتلاكهم الجانبين الديني والسياسي فكانت لديهم الكفاءة في ادارة الاركان وقدرة على تحمل النقاش والصبر، فبالتالي الفضل يعود للجمهوريين في تثبيت ركائز الأركان في جامعة الخرطوم.
الأركان بعد السبعينات ضعفت بصورة ملحوظة فمعظم الكوادر التي تدير الأركان غير ناضجة فكرياً وسياسياً، وفي الثمانينات شهدت أركان النقاش انحساراً داخل الجامعات فقط في عهد جعفر نميري، أما في العهد الديمقراطي فكان هناك نوع من الانفلات لفهمهم الخاطئ للديمقراطية. أما في التسعينات فأصبح لدى بعض التنظيمات السيادة والحماية.. إن ما يحدث الآن في الجامعات من حرائق لايفعله حتى زعماء العصابات.
وعن دور أركان النقاش في الاستقطاب السياسي أجاب علي محمد خليل :-
دور اركان النقاش فعال جداً في الاستقطاب السياسي وبالأخص الطلاب الجدد. فالاسلاميون بأمكانياتهم كانوا يجتذبونهم باحتوائهم احتواء مبتذلاً عكس التنظيمات الاخرى. والفرق بين اركان النقاش حالياً وفي السابق ضعف الفكر. فالطالب سابقاً مسلح بالثقافة العالية اما الآن فالطلاب اطلاعهم الفكري والسياسي ضعيف جداً فلذا يلجأون لأسلوب المهاترة والسخرية لتغطية عجزهم الفكري. في السبعينات كانت هناك كوادر نسائية لدى الجمهوريين على مستوى الخطابة والجبهة الديمقراطية ولم تكن للتنظيمات الاخرى كوادر خطابية نسائية حتى الحركة الاسلامية.
عن الرأي العام
|
|
|
|
|
|