زيارة وفد الحزب الشيوعي السوداني لمدينة ود مدني

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 11:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد صلاح(bunbun&محمد صلاح)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-09-2006, 01:08 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
زيارة وفد الحزب الشيوعي السوداني لمدينة ود مدني

    الأخوات والاخوة اعضاء وقراء سودانيزاونلاين
    اطيب تحياتي لكم بمناسبة اعياد الميلاد والعام الجديد وعيد الاضحى المبارك
    واحر التعازي في شهداء مجزرة ميدان مصطفى محمود
    يسرني ان انقل اليكم حدث زيارة وفد الحزب الشيوعي السوداني لمدينة مدني 11/12/2005

    وهو على الرابط التالي بموقع الحزب http://www.midan.net/nm/private/news/medani_visit.htm

    قام وفد من مركز الحزب الشيوعي السوداني يتقدمه الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير السياسي لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب بزيارة لمدينة مدني اشتملت على ندوة سياسية كبرى يوم الأحد 11/12/2005. بدأ وفد الحزب بزيارة أسرتي شهيدي الحزب الشيوعي السوداني الشهيد عبدالمنعم رحمة والشهيد محمد عبدالسلام، كما قام بزيارة أسرة المرحوم سعيد الشايب رفيق درب الشهيد الأستاذ محمود محمد طه في الفكرة الجمهورية.

    حضر الندوة التي أقيمت في ميدان الحرية بمدينة مدني جمهور غفير يقدر بأكثر من 7 آلاف شخص استقبلوا الأستاذ نقد استقبالاً حاراً وتحول ميدان الحرية إلى ميدان احتفالي بما فيه من أعلام ولوحات حملت صور شهداء الحزب الشيوعي السوداني، وشعارات مثل (لن ننسى بيوت الأشباح) و(لا..لدولة عبد الرحيم حمدي) و(من أين لك..أرصدة البنوك والعمارات السوامق) و(الفساد أفقر العباد) و(لا لإفقار المزارعين).

    تزوير انتخابات المزارعين

    المتحدث الأول في الليلة السياسية كان ممثل الحزب في تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل محمد حمدنا الله، الذي استعرض نضال المزارعين ضد الاستعمار والدكتاتوريات المختلفة ووقوف اتحاد المزارعين تاريخياً في صف حقوق وتطلعات جماهير المزارعين ضد سياسات الحكومات المختلفة التي لم تكن تراعي مصالحهم. وقد بين المتحدث أن قانون مشروع الجزيرة الجديد قد أجيز برغم معارضة جماهير المزارعين وكافة القوى السياسية، وتحدث عن عمليات التزوير التي ارتكبها حزب المؤتمر الوطني في انتخابات اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، وبين خلل إسناد إدارة الانتخابات لكوادر المؤتمر الوطني، وإسقاط مئات الأسماء من السجلات، وإخفاء النظام الأساسي للاتحاد، وتغيير طريقة دفع الاشتراكات، وقيام الانتخابات بدون عقد جمعية عمومية. وبين أنهم واثقون أن المؤتمر الوطني لم يكن ليفوز لولا اتباعه هذه الأساليب. ووضح أن التحالف يرى أن يكون مشروع الجزيرة وحدة إدارية واحدة تحت إدارة وإشراف واحد وتمويل بنك السودان ووزارة المالية. وتحدث عن تدني الحالة الصحية في مناطق المشروع وزيادة تكلفة علاج الملاريا الجديد، وتسرب أبناء المزارعين من مراحل الدراسة المختلفة واتجاههم للعمل في المهن الهامشية في العاصمة وغيرها من المدن. وبين أن خيارهم المطروح هو قيام لجان التحالف في كل أرجاء المشروع للدفاع عن قضايا المزارعين والمواطنين.

    خلل الأولويات في توزيع ميزانية ولاية الجزيرة

    تحدث بعد ذلك الأستاذ هاشم ميرغني ممثلاً للحزب بمدينة مدني، ومرحباً بالحاضرين باسم سكرتارية الحزب بمنطقة الجزيرة والمناقل، واللجنة القائدة للحزب بمدني، واللجنة المنظمة. قال في كلمته أننا ظللنا نلتقي بالجماهير بعد كل حكم دكتاتوري وشمولي، وأن ما ساد خلال حكم الإنقاذ هو التعذيب والقتل والجوع والتشريد، وحيا شهداء مدينة ودمدني عبدالمنعم رحمة ومحمد عبدالسلام وأخيراً ميرغني محمد شريف الذي مات متأثراً بالتعذيب، وحيا شهداء الحركة الطلابية معتصم الطيب وميرغني النعمان وغيرهم، وحيا قوى المعارضة التي توحدت في النضال ضد الجبهة القومية الإسلامية، فحيا حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي وخص بالتحية الأمير نقد الله والشيخ أزرق طيبة، وأكد أن هذه الأحزاب باقية لأنها نتاج التطور التاريخي ولا تلغيها الانقلابات العسكرية. وقدم التحية لكل من فتح للمعارضة بيته وأعانها بالجهد والمال والوقت. وبين أننا حريصون على الحوار مع الآخرين نقترب ونبتعد منهم بمقدار اقترابهم من قضايا الشعب السوداني. ثم قال أنه سيتناول قضايا بنك الادخار ومصانع النسيج وجامعة الجزيرة والميزانية واستقطاعات مرتبات العاملين.

    أسس بنك الادخار محلياً لخدمة المواطن من الفئات الضعيفة والبيئات الريفية في أكتوبر 1974 بتمليك التركترات للمزارعين ودعم جامعة الجزيرة وإنارة القرى ومزارع الدواجن وسلفيات المباني، وبدأ تدهوره على يد الحكومة الحالية بخطابات من بنك السودان لتمويل رأسمالية الجبهة الإسلامية الطفيلية لشراء سلع خارج التموين، ثم قامت السلطة بترحيله من مدني إلى الخرطوم بواسطة قوات الاحتياطي المركزي، وأدت سياسة تعيين كوادر الجبهة وفصل الموظفين إلى انهيار البنك عام 1996 حيث شحت أرصدته وارتدت شيكاته مما أدى لخروجه من غرفة المقاصة.

    وعن صناعة النسيج حيا الأستاذ هاشم إسهام الرأسمالية السودانية في التنمية وخص الرأسمالي الوطني فتح الرحمن البشير لتأسيسه 3 مصانع نسيج، إلا أنها تعمل الآن بـ 15% من طاقتها الإنتاجية. وبين أن العمالة في صناعة النسيج كانت تبلغ ما بين 7 إلى 8 آلاف في الفترة 94 – 1997 بينما تبلغ الآن 1814 بنسبة تشريد 74%، ومن بين المشردين 3700 من النساء العاملات، وحيا المرأة السودانية وهي تتحمل العبء الأكبر من التدهور الاقتصادي من حروب وتشريد وتمييز وعنف وإقصاء. وبين أن ما أدى إلى هذا التدهور سياسات التحرير وزيادة أسعار مدخلات الإنتاج، وبيع القطن بسعر الصادر وتسليم بورتسودان. وذكر أننا لا نملك حلولاً سحرية ولكنه دعا لاستمرار المصانع ولرعاية وزارة الصناعة ومحفظة البنوك ومبادرة أصحاب الأملاك وأبناء الولاية لدراسة مشكلات هذا القطاع.

    ثم تحدث عن تعطيل جامعة الجزيرة المستمر كلما طالب طلبتها بقيام الاتحاد والعنف الذي يمارسه طلاب تنظيمات السلطة رغم قيام الجامعة منبراً حراً للرأي والحوار والجدل والمناقشة منذ نشأتها. ووضح محاولات الطلاب المستمرة لاستعادة منبرهم النقابي وقيامهم برفع المذكرات لإدارة الجامعة وحكومة الولاية ومناورات الإدارة، ووضح أن الجماهير ستستعيد حقوقها كاملة طال الزمن أم قصر.

    بعد ذلك قدم المتحدث قراءة ومقارنات لأرقام ميزانية ولاية الجزيرة (الأرقام بالجنيه)، فقد رصد للمجلس النيابي 2,727 مليار ولأمانة الحكومة 1,800 مليار بجملة 4,527 مليار جنيه للقطاع السيادي، مقابل 4,250 مليار لوزارة التربية والتعليم بكل مسؤولياتها وأعبائها، ومقابل 1,547 مليار لوزارة الصحة برغم أن إيرادات المستشفيات والقومسيون والمعامل وبنوك الدم بحسب نفس الميزانية هي 10,100 مليار. وتبين الأرقام أيضاً أن بدل الوجبة للحكومة يبلغ 170 مليون جنيه والنثرية تبلغ 350 مليون بجملة 520 مليون، ويبلغ بدل الجلسات للمجلس النيابي 400 مليون جنيه، بينما المرصود لكل المدارس الثانوية هو 36 مليون للبنين و36 مليون للبنات، والمرصود للمدارس القرآنية و(إعانة الشيوخ) 400 مليون، والمرصود للوبائيات في وزارة الصحة 170 مليون جنيه، ولدار الأمل للأطفال الأيتام 7 مليون جنيه، بينما تبلغ مرتبات أمن البترول وشركة الهدف (للحراسة – وهي تابعة لجهاز الأمن – هيئة تحرير الميدان) 78 مليون. ووصل الصرف على الأثاثات في 3 شهور فقط إلى 1,625 مليار، وهنا نفهم لماذا صفت الحكومة مصلحة المخازن والمهمات بنجاريها وعمالتها الماهرة.

    وعن استقطاعات العاملين وضح الأستاذ هاشم أن جمعية "خيرية" باسم المرحمة خصمت من العاملين 31,118 مليار جنيه حتى الآن بدون معرفة الجهة التي صرحت بهذا الخصم، وكذلك خصمت رابطة المرأة العاملة 6,465 مليار من النساء قسراً، إضافة لغيرها من الخصومات والرسوم التي تذهب لدعم الطلاب واتحاد العمال وكفالة الطلاب ونداء الجهاد ومنظمة الشهيد وغيرها من منظمات. وكشف أن نثرية وزير ولائي واحد بلغت في شهر واحد 5 ملايين جنيه رغم أن قانون مخصصات شاغلي المناصب الدستورية يوفر لهم السكن والمياه والكهرباء والتلفون ... الخ.

    في ختام حديثه وضح الأستاذ هاشم ميرغني أنه أراد أن ينبه لكيف يستخدم المال العام، وأننا سنناضل لكشف تلاعبات الجبهة ولإجلاء الحقائق، وشكر الحزب الاتحادي والحركة الشعبية والاتحاد النسائي والتحالف الديمقراطي للمعلمين لحضورهم.



    لا تستهينوا بإنسان دارفور، فهو حامل حضارة وتاريخ

    دارفور تكاد تفلت من يدنا كشعب

    أزمة دارفور أعمق من صراع بين الرعاة والمزارعين، وسياسات الجبهة الإسلامية أدت إلى تفاقمها

    بدأ الأستاذ محمد إبراهيم نقد حديثه بإقراره بصعوبة التحدث أمام جمهور يحمل تاريخاً نضالياً مشرفاً منذ مؤتمر الخريجين ومقاومتهم للجمعية التأسيسية ودكتاتورية عبود ودكتاتورية نميري ودكتاتورية الإنقاذ التي ستذهب كما ذهبت غيرها من شموليات، إلا أنه وضح أن ظروف البلد خطيرة ومعقدة، وأن السؤال ليس هل سيظل الجنوب موحداً مع الشمال بل هل سيبقى السودان أم لا ولذلك بدأ حديثه بدارفور.

    تساءل الأستاذ نقد عن لماذا وصلنا حد أن يأتي مساعد وزير الخارجية الأمريكي روبرت زوليك ليصالح بين مناوي وعبدالواحد، رغم كل تاريخ الصلح والأجاويد المعروف في دارفور، ووضح أن هذا يدل على أن دارفور أفلتت من يدنا كشعب. وتحدث عن أن دارفور مستودع حضارة وتاريخ وقبائل، وأن ما يحدث هناك ليس صراعات قبلية بل انهياراً كاملاً لمجتمع دارفور نتيجة لسياسات الجبهة القومية الإسلامية قبل وبعد انقلاب الإنقاذ، وذكّر باستقالة نائبين من الجبهة في الديمقراطية الثالثة هما د. فاروق أحمد آدم وعبدالجبار وانضمامهما للاتحادي الديمقراطي نتيجة لسياسات الجبهة بمحاباتها قبائل على حساب قبائل أخرى، وذكّر أيضاً بداوود يحيى بولاد الذي كان كادراً طلابياً للجبهة وبعد الانقلاب اتصل بالحركة الشعبية وكون مجموعة عسكرية لمحاربة الجبهة واعتقل وعذب حتى قتل. تحدث الأستاذ نقد عن إهمال دارفور منذ الاستقلال، وقدم عرضاً تاريخياً لظهور الروابط الإقليمية والقبلية إبان عهد ثورة أكتوبر كنتيجة لصحوة طلائع تلك المناطق من موظفين وطلبة وعمال موجودين في المدن والعاصمة لإسماع صوتهم، وفي تلك المرحلة تكونت روابط أبناء دارفور من كل أبناء دارفور بمختلف إثنياتهم للاهتمام بقضايا إهمال إقليمهم. وبين أن الصراع بين المزارعين والرعاة شيء طبيعي ولكن الحادث الآن أعمق من ذلك، فقد تدخلت الجبهة القومية الإسلامية في النسيج الاجتماعي والهياكل الإدارية ضمن محاولاتها صياغة المجتمع السوداني، فقامت بإسكان قبائل عربية وإسلامية في مناطق وأراضي القبائل الأفريقية باعتبار أن هذه الأخيرة تشكل خطراً على مشروع الجبهة الحضاري، وقامت كذلك بنزع السلاح من قبائل دون الأخرى. ووضح الأستاذ محمد إبراهيم نقد أن النهب المسلح ظاهرة موجودة ولكن لاستفادة بعض الحكام لم تعالج إرهاصات تحولها لشيء أكبر حينما وصل الأمر لنهب البنوك. وذكر أن الحاكورة موجودة وموثقة تاريخياً من قبل عصر الحكم التركي وموجودة في تاريخ دارفور باعتماد السلاطين والعلماء وعامة الشعب. ثم وضح أن الحركتين المسلحتين ظهرتا حينما فقد أهل دارفور الثقة في إمكانية الوصول لحل سلمي لمظالمهم، ولم يغفل الدور الخارجي في تفاقم الأزمة وذكر بالدورين الليبي والتشادي، حيث ظل فيلق ابن عمر وهو قوة عسكرية ليبية مقيماً في وادي صالح في فترة الديمقراطية الثالثة أثناء الصراع الليبي التشادي، كما أن الحكومات التشادية المختلفة كان يتم إسقاطها بحملات تبدأمن دارفور بما فيها وصول الرئيس الحالي إدريس ديبي للسلطة. وتحدث أيضاً عن العنصر الجديد في الأوضاع الحالية وهو قوات الجنجويد وهم – كما وضح – صناعة حكومية وقوة منظمة تحرق القرى وتهجر القبائل الأفريقية من مناطقها.

    البعد العالمي لأزمة دارفور

    وأجاب الأستاذ نقد عن التساؤل حول لماذا الاهتمام العالمي الكبير بما يحدث في دارفور، فوضح أن الرأي العام العالمي ظل متابعاً باهتمام عملية السلام في جنوب السودان، وبرؤية الفظائع التي ارتكبتها مليشيات الجنجويد تخوف الضمير العالمي من شعوب ومنظمات ووسائل إعلام من أن تصل الأمور لما وصلت إليه في رواندا من مذابح وتصفيات عرقية راح ضحيتها الملايين من الأبرياء وسط عجز العالم عن التدخل وإنقاذهم. كما بين أن دارفور تقع في منطقة متاخمة لمناطق النفوذ الفرنسية في تشاد وأفريقيا الوسطى، وأن أمريكا وحلفاءها يدعمون مخطط النيباد (الشراكة من أجل التنمية) لخدمة مصالحهم، ومن هذه المصالح تخطيط أمريكا لأن يغطي البترول الأفريقي 15% من احتياجاتها، وأن يتم تجميعه في شواطئ غرب إفريقيا على المحيط الأطلسي لينقل بالبواخر إلى أمريكا لتفادي المناطق الملتهبة في الشرق الأوسط، والخطة الأبعد مدىً الرامية إلى تجميع بترول الخليج في موانئ مدينة ينبع السعودية ونقله عبر البحر الأحمر إلى بورتسودان ثم عبر الأنابيب ليمر من السودان وحتى الكاميرون ثم عبر البواخر إلى مستودعات ضخمة في جزر غينيا بيساو قرب نيجيريا قبل نقله للولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك تقع دارفور في قلب مناطق النفوذ والمصالح الفرنسية والأمريكية.

    ثم تحدث الأستاذ محمد إبراهيم نقد عن قرارات مجلس الأمن الدولي الثلاثة بما فيها القرار المتعلق بتقديم مرتكبي الجرائم إلى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي، وبين أن مجلس الأمن عازم على تنفيذ هذه القرارات وهو يعمل على ذلك ويتابع تنفيذها، وأن الحركتين يجب أن تصلا لحد أدنى من الاتفاق، ويجب أن يضغط الرأي العام الداخلي لأجل تحقيق ذلك، ولذلك اجتمعت القوى السياسية والمنظمات في دار حزب الأمة ووضعت معالجات ومقترحات وأرسلت مذكرة للحركتين، كما على الحركتين أن تعيا أن هناك أطرافاً أخرى في دارفور يجب أن تشرك وأن تتصالح معها الحركتان، وبين الأستاذ نقد أن هذا الأمر مهم لوجود قوات أجنبية كثيرة العدد في البلاد قد تصل إلى 16 ألف فرد بينما كان قوام الجيش الإنجليزي المحتل للسودان 4500 فرداً. وفي هذا الإطار قدم الأستاذ نقد دعوة لأبناء دارفور الحاضرين الندوة بأن (من فضلكم بكرة اتلموا واطلعوا) لعمل منبر ينادي بالسلام والطمأنينة لجميع سكان دارفور. ثم تحدث عن تاريخ دارفور واستقلالها 18 عاماً في بداية الحكم الثنائي للسودان قبل ضمها عام 1916، وتحدث بفخر عن مقاومة سلطنة المساليت الباسلة وهزيمتهم للجيش الفرنسي، وذكر أن الحديث عن دارفور ليس حديثاً عن جغرافيا أو إقليم فقط، بل هو حديث عن تاريخ وممالك ظلت قائمة منذ القرنين الرابع عشر والخامس عشر بقوانينها ونظمها، حتى كان للسلطان علي دينار سلطنة (حدادي مدادي) ترسل الكسوة للكعبة سنوياً وحتى أقام للحجيج أماكن للراحة في مكة والمدينة وطلب منه نابليون حين احتل مصر أن يرسل له عدداً من جنوده الأشداء، ويجب أن لا (نحقر) بأهل دارفور لأنهم (بعاد أو مساكين) فهم لهم عاداتهم وتقاليدهم ولهم زراعتهم وأبقارهم وهم ليسوا بضيوف على السودان (فهم قاعدين بحقهم)، وكرر الطلب من الجميع بالمساهمة مع أهل دارفور للوصول إلى حل وبين أن الجميع سيقفون معهم.

    يجب أن نغير الأوضاع في شرق السودان بأيدينا

    ثم انتقل الأستاذ نقد بالحديث إلى الأوضاع في شرق السودان، وذكّر بأن المرحوم إسماعيل الأزهري سجن في الأربعينات لحديثه عن وجود مجاعة في شرق السودان عندما قام بزيارة لبورتسودان، وما زالت المشاكل مستمرة منذ ذلك الوقت، فالشرق قاحل وفيه مجاعات وأمراض ولذلك لا بد من أن نبحث عن علاج ونحلها نحن بدلاً من الدول الخارجية، وتساءل لماذا لا تقام محطات تحلية للمياه أو يتم نقل المياه من النيل بأنابيب إلى مناطق الشرق. وأكد أن كل أطراف السودان من حقها المشاركة في اتخاذ القرار في المركز، وتحدث عن المفارقة في أن يأتي العالم الخارجي ليعلمنا التفاوض رغم كل تاريخنا التفاوضي سواءً أثناء الحكم الاستعماري أو بعد الاستقلال من قبل الأحزاب والنقابات. وأكد أن تغيير هذه الأوضاع يجب أن يبدأ منا نحن.

    وتحدث الأستاذ نقد عن ظواهر خطيرة صارت تحدث في دارفور منها التعدي على جنود الاتحاد الأفريقي بالقتل والخطف بما يشبه تكتيكات الزرقاوي في العراق، منبهاً إلى أن نسبة تقدر بـ 15% من العاملين تحت إمرة الزرقاوي في العراق هم من السودانيين.

    وختم الأستاذ نقد حديثه عن دارفور والشرق بالتأكيد على أنها مناطق ملتهبة ويجب العمل بمثابرة ونفس طويل وبذل المجهود الكبير لحلها من الجميع برغم تغير الظروف وصعوبة القيام بأي مساهمات عامة خارج إطار العمل الضاغط والالتزامات الاجتماعية.

    تقصير الزمن اللازم لتحقيق التحول الديمقراطي يعتمد على عمل وجهد الشعب

    المهم محاكمة مرتكبي جرائم دارفور في المحكمة الدولية داخل أو خارج السودان

    يجب أن لا ننكفئ على الداخل، وعلينا أن نرى إلى أين وصل العالم





    في حديثه عن التحول الديمقراطي أكد الأستاذ محمد إبراهيم نقد أنه لن ينزل من السماء، وقال للحاضرين أنتم من سيصنع التحول الديمقراطي، فهو موجود كنصوص ولكن يجب العمل من قبل الشعب لإنزاله على أرض الواقع، وتاريخنا – وليس النظريات والكتب – يخبرنا أن العمل الجماعي هو ما يعيد الحقوق، بدليل ضغط المزارعين والعمال في الأربعينات لتكوين نقاباتهم وطالما هناك قوة تعمل لتستعيد حقوقها فستحصل عليها. ونقابة المنشأة (ما حتمشي براها)، إذا كنتم تريدون إرجاع النقابات يجب أن تعملوا لذلك، وتكونوا النقابات مثل أساتذة جامعة الخرطوم الذين قاموا بذلك برغم رفض السلطة، كما أن أي إضراب يعني خرق قانون النقابات الحالي الذي يحرم الإضراب ورغم ذلك اضطر الاتحاد الحالي لتأييد بعض الإضرابات حتى لا تفلت من يده، وبخرق القانون والعمل والجهد والصبر يمكن تقصير الزمن اللازم لاستعادة النقابات الفئوية وحق الإضراب واتحادات العمال والموظفين وغيرهم.

    تحدث الأستاذ نقد بعد ذلك عن مفهوم العدالة الانتقالية، وبدأ هذا الجزء بحديثه عن قرار مجلس الأمن الدولي بتقديم مجرمي دارفور إلى محكمة الجزاء الدولية فأكد على أن المهم هو أن تنعقد المحكمة سواء في السودان أو خارج السودان، وأن يعاقب كل من ارتكب جرماً في دارفور. ومن ثم تحدث عن أن العدالة الانتقالية مرتبطة بالانتقال من الشمولية إلى الديمقراطية بهدف طرح كل المظالم المرتكبة في العهد الشمولي، وبذلك فيكون الكلام عن جمع الصف الوطني غير مقبول بل يجب تصفية المظالم كما حدث وطبق في تشيلي وجنوب أفريقيا والمغرب، ونحن لا نطالب بانتقام أو تشفي ولكن بتطبيق موازين العدالة، وسنستميت في هذه المطالب ولن نتراجع، وبين أن المهم في إرجاع المفصولين ضمان عدم تكرار مثل ذلك الفصل برغم أن بعضهم قد وصلوا سن المعاش وتغيرت ظروف كثير منهم.

    ثم تحدث عن العمالة الأجنبية في السودان، وبين أن تاريخنا فيه عمالة موسمية من غرب وشرق إفريقيا ولدينا عمالة سودانية في مختلف أنحاء العالم، ولذلك فموقفنا أن لا تكون العمالة الأجنبية على حساب العمالة السودانية، ويكون ذلك بإصلاح وتطوير قوانين العمل لصالح العمالة السودانية.

    دعا الأستاذ محمد إبراهيم نقد أيضاً إلى عدم الانكفاء على الداخل وأن نرى إلى أين وصل العالم، فبين أن استقلالنا زامن استقلال الهند في 1946 وانتصار الثورة الصينية عام 1949، وتساءل أين هم وأين نحن؛ فمن المتوقع أن تصل الدولتان مصاف الدول العظمى خلال 10-15 سنة، وبينما يدرس مئات الآلاف من طلبتهما الهندسة والعلوم التكنولوجية الحديثة في الداخل والخارج نطرد نحن طلاباً لعدم سدادهم الرسوم، والدولتان تنتجان البترول وتهتمان بالتكنولوجيا والهندسة وعلوم الكيمياء والصناعة، ويجب علينا أن ننشئ صناعة مشتقات البترول كالصناعات البتروكيماوية وصناعة البلاستيك. فالبترول نعمة إلهية يمكن أن تتحول إلى نقمة، ولكن يجب ترشيده ووضع استراتيجية لاستثماره في إصلاح الزراعة والصناعة، ورأينا أن إيرادات البترول في ميزانية العام المنصرم 2005 كانت 56.6% من جملة الإيرادات وبدأ استعمال هذه الإيرادات في سداد الديون الخارجية التي تبلغ عقوبات عدم السداد منها حوالي الثلثين. ونبه الأستاذ نقد إلى أن عقودات البترول السوداني كانت قبل ارتفاع سعره الحالي، وبما أنه لا يمكن تغيير هذه العقود إلا أن من الواجب التفكير في وسائل للوصول لعلاج عالمي لتذبذب الأسعار وتجميع الثروة كلها في ماعون واحد وإعادة توزيعها على المناطق الأقل نمواً والمتخلفة مع إعطاء نسبة محددة لتنمية مناطق الإنتاج يحصر صرفها في أشياء محددة مثل مكافحة الأوبئة وغيرها.

    وعن مشروع عبدالرحيم حمدي أكد الأستاذ محمد إبراهيم نقد على أنه تفكير الجبهة الإسلامية، وهو يأس من السودان ولكنه يؤدي إلى تدمير البلد وثروته.

    التحالفات السياسية تفرضها الحالة السياسية والقواعد

    استعجال التجمع لنا أدى لعدم التشاور الواسع في ممثلينا في البرلمانات، ونتحمل مسؤولية هذه الاختيارات

    وفي ختام ندوته تحدث الأستاذ نقد عن التحالفات السياسية وقال أنها تفرضها الحالة السياسية، وأكد أنها ستقوم على ما تفرضه القواعد وليس على لقاءات الزعماء، رغم استمرار هذه الأخيرة في لعب دورها. وأكد أن الحزب الشيوعي ما زال في التجمع، وأرجع الحضور إلى ما قاله في ندوة الديوم الشرقية من أننا نرفض المشاركة في الحكومة ولكننا ندخل البرلمانات الولائية والمركزية، وقال أن هذا كان قرار اللجنة المركزية حينها، ووضح أن الاختيارات للمجلس الوطني والبرلمانات الولائية فرضها استعجال التجمع الوطني لتحديد أسماء ممثلي الحزب، وهذا ما أدى إلى عدم اتباع طريقة الحزب في التشاور الواسع مع قواعد الحزب ووضع اعتبار لمصالح الناس والنقابات وآرائهم، وأكد أنهم يتحملون مسؤولية هذه القرارات، ولكنه أكد على أن هؤلاء المرشحين قد اختيروا للدفاع عن مصالح الناس ومطالبهم ومشاكلهم وكل منهم مكلف باستقبال الناس والاستماع إليهم بكل الوسائل الممكنة.

    ماشين في السكة نمد

    نهار الأحد ذاته (11/12/2005) الذي تقرر أن يكون باكورة عمل الحزب الشيوعي السوداني الجماهيري في منطقة الجزيرة ومدينة مدني للمرة الأولى منذ قيام نظام الإنقاذ، قام الأستاذ محمد إبراهيم نقد السكرتير العام ووفد الحزب المرافق له بزيارات لأسر شهداء حزبنا وشعب السودان كانت هذه بعض وقائعها.

    الشهيد عبدالمنعم رحمة:

    هذا المناضل الجسور الذي كان أهله حضوراً كثيفاً لاستقبال أهله في وفد الحزب الشيوعي، كانوا أشبه بأهل العرس في السودان، بل هم كذلك؛ فعبدالمنعم هو (عريس الحمى المجرتق بالدما). حدثهم الأستاذ نقد عن خلود اسم الشهيد في ذاكرة وتاريخ الوطن، وجدد الالتزام بمتابعة القضية حتى محاكمة عناصر جهاز الأمن المتورطة في اغتياله.

    ولأن من شابه أباه فما ظلم فقد كان أهل الشهيد في تمام الصبر والثبات، وحدثنا والده عن آخر أيام حياته عندما حذره والده (الناس ديل كعبين.. اعمل حسابك)، فرد شهيدنا (أنا عارف الناس ديل بكتلوني لكن كان كتلوني ومرقت مظاهرة بكون مرتاح ومبسوط) .. فنم مطمئنا شهيدنا وزميلنا عبدالمنعم، وقسماً لن نترك القصاص لك ولشعب السودان ما دمنا أحياء.

    الشهيد محمد عبدالسلام:

    طالب الحقوق الجسور الذي ربط علمه بعمله وتصدى لنظام الجبهة ولم ينكسر، هكذا ابتدر الأستاذ نقد حديثه مع أم الشهيد التي ما زالت مسكونة بجراح الفقد، وأوضح لها أن الفقد واحد وقد جاءكم هذا الوفد وفاءً لزميلهم، وإذا كان فقدكم جللاً فإن مكسبكم اتساع قبيلتكم لتشمل كل الشرفاء في بلادنا والعالم..

    زميلنا محمد عبدالسلام طالب القانون بجامعة الخرطوم: سيبقى ثباتك قلادة شرف في أعناقنا تضيئها دماؤك أنت والقرشي وعبدالخالق وقاسم والشفيع وكل شهداء حزبنا (حلالي عليك)، وإذا كانت القضية معلقة في المحاكم فإن ثأرك معلق في رقابنا ما دمنا أحياء ننشد العدل والمساواة ولك أن تطمئن أننا لن نتنازل حتى نرى جلادك كسيراً حسيراً أمام المحاكم وشعب السودان حاله حال بينوشيه وزعماء الأبارثايد وجلادي المغرب وأمثالهم من رواد مزابل التاريخ.

    هادئاً كان أوان الموت

    وعادياً تماماً

    وتماماً كالذي يمشي

    بخطو مطمئن كي يناما

    وكشمس عبرتها لحظة كف غمامة

    لوح بابتسامة

    قال مع السلامة

    ثم ارتمى وتسامى ..

    وتسامى .. وتسامى.....

    المرحوم سعيد الشايب

    كما قام الأستاذ محمد إبراهيم نقد ووفده المرافق بزيارة لأسرة المرحوم الأستاذ سعيد الشايب رفيق درب شهيد الفكر والحرية والاستنارة الأستاذ محمود محمود طه وتحدث الاستاذ نقد عن العلاقة الجيدة التي توطدت بين الحزبين في السجون ايام مايو.

    وحكى عميد اسرة الشايب طرفة عن احد المواطنين في مدني حدثه الشيخ ان يقول الله اكبر اذا سمع شيئاً يستحق الثناء بدلاً من التصفيق وفي مساء ذات اليوم حضر ندوة لحسن الطاهر زروق، اعجبه فيها شرح المرحوم لنظرية فائض القيمة وعندها كبر فسأله الشيخ دا شنو؟ فرد الله اكبر فوق ماركس دا.

    وفي ختام الزيارة انشد الجميع لحناً كورالياً رائعاً من الأناشيد العرفانية للإخوة الجمهوريين.


    --------------------------------------------------------------------------------

    لمشاهدة صور الندوة اضغط على الرابط التالى: gallery

    يمكن الحصول على تسجيل الندوة من موقع الحزب الشيوعي www.midan.net

    للاستماع للتسجيل يجب تحميل برنامج DSS Plyaer Lite من الرابط

    http://www.olympus-europa.com/consumer/2590_software.cf...roduct=&os=7&result=

    لتحميل البرنامج بعد فتح هذه الصفحة الرجاء اتباع التعليمات التالية

    اضغط على dsslite.exe في أسفل الصفحة.
    اضغط مرتين على dsslite في سطح المكتب (Desktop).
    اختر Yes.
    اختر Next.
    اختر Yes.
    اختر Next.
    اختر Next.
    اختر Finish، لإعادة تشغيل الجهاز.
    ومن بعد ذلك يمكنك نسخ الملف إلى جهازك وتشغيلهما عبر برنامج DSS Player Lite.

    لتنزيل التسجيل الصوتي اضغط على الرابطين التاليين:

    الجزء الأول: medani1.DSS (564 KB)

    الجزء الثاني: medani2.DSS (4.93)

    هيئة تحرير الميدان

    يناير 2006
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de