محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 02:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد صلاح(bunbun&محمد صلاح)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2005, 10:06 PM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل

                  

01-03-2005, 10:36 PM

Abdalla Hussain

تاريخ التسجيل: 05-08-2004
مجموع المشاركات: 465

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل (Re: محمد صلاح)

    بداية جديدة ...

    نحو عقد المؤتمر الخامس للحزب، وتوطيد الديمقراطية والوحدة الوطنية،

    عوداً حميداً رفيقنا العزيز.

    شكراً محمد صلاح لأيراد الخبر.
                  

01-03-2005, 10:42 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل (Re: Abdalla Hussain)

    ديناصورا جديدا يخرج من تحت الارض ...

    بعدان لاحت تباشير تقسيم الكيكة الجديدة في افق عقد الاتفاق

    محمد ابراهيم نقد الذي مارس دور ابو القدح طيلة عقد

    لا يخرج للعلن (كدا ساكت) ما لم يضمن (قرمة كبيرة) من الكيكة

    اقنعوني يا تقدمين الفرق شنو بين نقد وسيدي ؟؟؟

    كل يجثم علي صدر حزبه من سنة(شختة)

    احزاب تبحث عن الديموقراطية وتداول الحريات

    ونفس ما مخلنه لعضويتها ...

    حباب ابو القدح قول ليهو مرق راسك
                  

01-03-2005, 11:12 PM

زول ساكت
<aزول ساكت
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2907

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل (Re: اساسي)

    Quote: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل


    المارقلها شنو ما اخيرلو يواصل

    (عدل بواسطة زول ساكت on 01-03-2005, 11:28 PM)

                  

01-04-2005, 05:58 AM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل (Re: زول ساكت)

    منقول من سودانيات من الاستاذة الفاضلة رجاء العباسى

    واشكر واقدرلها مجهودها ونشاطها

    لها تحياتى

    محمد إبراهيم نقد يكتب لـ «البيان» قبل أيام من الخروج من مخبئه:
    «دولة واحدة بنظامين» قابلة للتحول إلى «دولتين بنظام واحد»


    سبق للسكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى، محمد ابراهيم نقد، المختفى حتى الآن لما يربو على العقد من الزمان، ان فاجأنا مرتين من قبل، وعبر الوسائط الالكترونية، باختياره نشر آرائه على صفحات «البيان».
    وها هو يفاجئنا، ايضاً، وللمرة الثالثة، بهذا المقال المهم عبر اتصال اليكترونى يعلن في ثناياه إنه الأخير من مخبئه، حيث ينتظر خلال الأيام القليلة المقبلة صدور قرار خاص من اللجنة المركزية للحزب بخروجه إلى العلن بعد التوقيع النهائى على اتفاق السلام فى السودان.
    ووجه نقد جزيل شكره لصحيفتنا، مشيداً بالمهنية العالية، على حد تعبيره، التى اتسمت بها فى إتاحة هذه الفرص النادرة له شخصياً لمخاطبة الرأى العام حول مختلف القضايا.

    وفيما يلي الحلقة الأولى من سلسلة كتابات اعدها نقد من مخبئه وستوالي «البيان» نشرها تباعاً:


    الحاصل شنو؟!


    ظل زملاء وأصدقاء كثر فى الشتات، لا عدمناهم، يجودون علينا، طوال عقد التسعينيات، بفيض مدرار من الكتب المنتقاة، خاصة خلال المواسم التى تنتصب فيها معارض الكتب فى القاهرة وبلدان الخليج.. الشارقة بالأخص، وكذلك من وراء البحار.
    جفاف سوق الكتب وارتفاع اسعارها في الخرطوم القيا علينا التزاماً ادبياً بأن نقرأ الكتاب ثم نطلق سراحه للتداول، إشباعاً لنهم اولئك الذين ظل الكتاب جليسهم وأنيسهم لعقود خلت، ولطالما كانت فى بيوت بعضهم مكتبات عامرة، بقدر ما كان للكتاب والمجلة حق معلوم فى دخولهم، كثرت ام قلت، قبل ان تفتقد هذه المكتبات، رويداً رويداً، موارد التغذية بالجديد.
    وتتعدد الفجوات بين الكتب المنضدة على الأرفف، لتشى بمن تحايلوا وألحّوا في الاستعارة، متعهّدين بالحفاظ على ما استعاروا، وقاطعين الوعد، تحت اليمين المغلظة، بإعادته خلال اسبوع.. قرأنا قصة (اللص والكلاب) لنجيب محفوظ، ونتلهّف لمن يتحفنا، من المبدعين السودانيين، بقصة (اللص والكتاب)!
    هكذا، ومع تسارع إيقاع التعقيدات السياسية، وتفاقم عوامل الصعوبات المعيشية، آل سوق الوراقين الداخلى، طرداً، إلى كساد، وتباطأ بريد الكتب من الخارج لتحل محلها تحويلات (الضروريات) من غذاء ودواء وكساء، وانحسرت ساعات القراءة تبعاً لتراجع موقعها القديم الأثير فى اهتمامات الناس، على حين راح يتواتر اكثر فأكثر، ويوماً بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، السؤال السودانى عفوى الاصالة: «يا جماعة الحاصل شنو؟!»


    ديالكتيك «شختك بختك»

    خلال صيفى 2003 و2004، وهما، فى الحقيقة، فصل واحد ممتد، تأنيت مليّاً عند كتابين تزامن وصولهما مع ما نحن فيه من حصار منظومة المفاوضات و(البروتوكولات)، وما ينتظرنا منها: ماشاكوس ـ ناكورو ـ كارن ـ نيفاشا ـ نيروبى، من جهة، وجدة ـ القاهرة، من الجهة الأخرى، إضافة إلى ابشى ـ سرت ـ ابوجا، من الجهة الثالثة.. هذا إن لم تفاجئنا الأقدار بمنتجع وارف آخر، او بعاصمة قصية اخرى!
    الكتاب الأول للدكتور فيصل عبدالرحمن علي طه بعنوان: (الحركة السياسية السودانية والصراع المصرى البريطانى بشأن السودان «19361953»، ط1، دار الأمين، القاهرة 1998م).
    وقد صدرت مؤخراً طبعته الثانية الفاخرة عن مركز عبد الكريم ميرغنى بأم درمان صيف 2004م. اما الكتاب الآخر فللدكتور منصور خالد (السودان اهوال الحرب وطموحات السلام: قصة بلدين، ط1، دار ثروت، القاهرة 2002م).
    الكتابان يشكلان معاً خلفية مضيئة لدور المجتمع الدولى، ثم الدولى والإقليمى، فى حل او تعقيد ازمات ومعضلات الدولة السودانية منذ غزو محمد علي باشا، ثم الثورة المهدية، ثم اتفاقية الحكم الثنائى على مشارف القرن العشرين.
    ولا تعوزنا الأمثلة، بالطبع، على تجليات ازمة الدولة السودانية منذ سطو الجبهة الإسلامية القومية على السلطة فى الثلاثين من يونيو عام 1989م، ومساكنة او (مصاقرة) المجتمع الدولى والإقليمى لنا منذ مطلع الألفية الثانية: زيارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمى كارتر، وندوة مركزه في مدينة اتلانتا، بالاضافة إلى ابوجا الأولى والثانية، ونيروبى والايغاد وأصدقائها.. ثم شركائها.
    ولا ننسى ان ضربة البداية كانت ندوة مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن عام 1993م التى انطلق منها بالون اختبار (دولة واحدة بنظامين) ضمن ورقة د. فرانسيس دينق ذات الصيت والشهرة بذات العنوان. وقد تصبح الفكرة قابلة للتحول، بديالكتيك (شختك بختك)، إلى (دولتين بنظام واحد)، و(خط انابيب بترول واحد)، تحت (رعاية الشركاء) و(غطاء الايغاد)!


    وداعاً للقراءة المتأنية

    وعلى ذكر الاتفاقيات اهمس في اذن مولانا الوقور ابيل الير، وعلى مسمع خافت من دكتور منصور خالد، مدمن كيمياء الاتفاقيات (الصفوة وإدمان الفشل ـ منصور خالد وإدمان الاتفاقيات ـ «دقة بدقة» أو هذه بتلك).. اهمس بأن اتفاقية اديس ابابا ليست المؤودة الأولى، فوأد الاتفاقيات كامن، على ما يبدو، فى جينات الدولة السودانية.
    فعلى سبيل المثال عقدت دولة الحكم الثنائى اتفاقية عام 1921م مع السلطان بحر الدين، سلطان سلطنة دار مساليت التى انضمت بمقتضاها إلى الدولة السودانية وفق شروط محددة، من بينها حق اهلها في تقرير مصيرهم بعد 75 عاماً، مِمَّا سنعرض له لاحقاً.
    لكن لم يكد ينصرم العام، او ما يزيد قليلاً، حتى افترست دولة الحكم الثنائى تلك الاتفاقية، باكتساح السلطنة واحتلال عاصمتها الجنينة عام 1922م، مباشرة بعد إخماد ثورة السحينى في واقعة نيالا (راجع ص 43 من مذكرة شيخ العرب «أبْ سِن»، مدير مديرية دارفور«1955 ـ 1958م».
    والتى طبعتها دار الوثائق، ونشرتها صحيفة «الأيام» فى حلقات عام 1959م، مع جزيل الشكر للذين لا يحتفظون، فحسب، بالوثائق النادرة، وإنما يجودون بها، وبأريحية، على متسولى المعرفة من امثالنا)!
    لم يطف بذهن اهل دار مساليت، آنذاك، ان الأقدار تخبيء لهم ظلماً اشد مضاضة على يد حكومة الانقاذ والحاكم باسمها على ولاية غرب دارفور عام 1996م، حيث احتقر تاريخهم، وسفه مصطلحاتهم العريقة في حيازة الأرض واستضافة الوافدين من قبائل وعشائر و(خشم بيوت).
    واستهان بأعرافهم في تراتب الادارة، وضوابط التوافق القبلى الطوعى بين الأسرة والعشيرة والقبيلة. وكانت النتيجة (بروفة بالملابس) لمخطط حرق القرى، وتهجير قبائل الزرقة قسراً، ليحل محلها حزام عربى من قبائل وافدة، تمهيداً لتغيير اسم (دارفور) نفسه، وبذات الاستهانة التى عدلت بها الانقاذ، وبدلت وشوهت، اسماء المحليات والأحياء السكنيَّة فى الخرطوم!
    تفوّق حاكم غرب دارفور على نفسه في تنفيذ سياسة الانقاذ تجاه دار مساليت، دون ادنى احترام لبطولات وبسالات اهلها في التصدى لمشاريع التوسع الفرنسى عبر حدود السودان الغربية، يوم كان السلطان بحر الدين آخر سلطان مستقل لسلطنته، بعد اكتساح الفرنسيين لسلطنات وداى وكانم، فحق للشاعر محمد الفيتوري ان يمجد تلك البطولات والبسالات فى قصائده.
    كما حق للشاعر عالم عباس ان يستشعر قشعريرة الزهو المبدع في ملحمياته، مِمَّا اكاد اجزم ان حاكم غرب دارفور ذاك لم يقرأ شيئاً منه، وإن قرأ لم يهتز طرباً او تقف شعرة فى جلده!

    أعود للكتابين لأستعرضهما هنا، لا كضابط مبيعات او مروج سلعة، بل كمُحاور. والحوار يفقد جدواه ويمحق مردوده إن حاد عن النقد كأداة معرفية وثقافية تفتح جسور التواصل والتفاعل لإنتاج معرفة مضافة. لقد اجاد الكاتبان، ما فى ذلك شك، كل فى مجاله ومضماره، وقدما سفرين قيمين لمكتبة الفكر السياسى السودانى. ولكننا باستعراضهما نقول: وداعاً للقراءة المتأنية، دونما تطاول على رائعة همنغوى (وداعاً للسلاح)!
    غير انه يلزمنا، ابتداءً، إبداء ملاحظة مهمة. ففى سياق تداعيات مشاكوس ونيفاشا، ودور الولايات المتحدة الاميركية فيها، إنسابت فى شرايين وأوردة الدورة الإعلامية اربعة مصطلحات، صك رئيس تحرير (الايام) اثنين منها: (المجتمع الدولى هو الاسم الحركى للولايات المتحدة)، و(اختطاف قضية المعارضة السودانية).
    اما الثالث فقد صكه السيد الصادق المهدى للدلالة على تمايز (التدخل الدولى الحميد) عن الآخر (الخبيث)، وأما الرابع (الشيطان في التفاصيل) فتعريب عن الانجليزية صاغه د. منصور خالد من خلال تقديمه المقتضب لاتفاق مشاكوس الإطاري فى حينه، فلكأنما قصد تنبيه القارئ السودانى، المتوجس اصلاً، إلى ان «الغريق لى قِدَّام»، كما فى المثل الدارج، بمعنى ان هذا القارئ «لا يزال، مع ذلك كله، دون الأعمق»!


    أميركا وملء الفراغ.. البريطانى


    وإذن، فليس غريباً على العموم، ولا شاذأ فى السياسة، علماً او ممارسة، ان تسهم مصطلحات مستحدثة الصك او الترجمة او الصياغة او الاستخدام فى فك شفرة الماضى، او حل طلاسم احداثه ووقائعه، او توسيع دائرة الضوء حول ما قد يبدو معتماً او غامضاً فى بعض جوانبه وتفاصيله.

    لنأخذ مثلاً على ذلك دور الولايات المتحدة الأميركية في اتفاقية الحكم الذاتي والاستقلال (فبراير 1953م)، ونستعين على فض تمائم ذلك الدور بالتوثيق المتيقن، والتحليل الرصين، او ما يمكن وصفه بالمزاج الأكاديمي المعتدل (الرايق) في كتاب د. فيصل الذى يؤرخ ويوثق لفترة النهوض السياسى الوطنى فى مصر والسودان خلال سنوات الحرب العالمية الثانية .
    وما بعدها، وبخاصة على الصفحات 455، 457، 518، 594، 628، 629. فقد جعلت الولايات المتحدة مدخلها إلى شئون مصر والسودان الحرص على إقناع الحكومات المصرية المتعاقبة، آنذاك، بالانضمام إلى مشروع (الدفاع المشترك عن الشرق الأوسط)، بحجة:
    1ـ (ملء الفراغ) في حالة جلاء القوات البريطانية عن مصر.
    2ـ صد النفوذ السوفييتي والمد الشيوعى.
    ومن ثم اقترحت الخارجية الأميركية على الخارجية البريطانية تكليف سفيريهما لدى القاهرة، الأميركى جفرسن كافرى والبريطانى رالف ستيفنسن، بإعداد تقييم مشترك للشعور المصرى العام بشأن الوجود العسكرى البريطانى، من جهة، ومسألة السودان من الجهة الأخرى. وقد جاء التقرير مشتملاً، بالنسبة للنقطة الأخيرة، على ثلاث توصيات:
    1ـ إعادة النظر في إمكان الاعتراف علناً بالوضع الدستورى والقانونى للتاج المصرى فى ما يتعلق بالسودان.
    2ـ تحديد موعد مبكر لحصول السودان على الحكم الذاتى وصون حق السودانيين فى تقرير مصيرهم.
    3ـ النظر في مسألة الحصول على ضمان دولى لاتفاق مصرى ـ سودانى بشأن مياه النيل.

    وفى اكتوبر عام 1951م رفضت حكومة الوفد (مشروع الشرق الأوسط)، فطرحت اميركا مبادرة بثلاثة محاور:
    1ـ الا تشكل مسألة السودان عقبة امام الاتفاق مع مصر بشأن الترتيبات الخاصة (بالدفاع المشترك عن الشرق الأوسط).
    2ـ الضغط على بريطانيا لتقديم صيغة جديدة يمكن من خلالها الاعتراف برمزية التاج المصرى على السودان، دون المساس بوضع السودانيين او حقهم في تقرير مصيرهم.
    3ـ إرسال بعثة اميركية إلى السودان لاستطلاع وجهات نظر قادته وإدارته البريطانية بشأن مسألة التاج المصرى الرمزى.
    فى 13 يناير عام 1952م وصلت بعثة الاستطلاع الأميركية إلى الخرطوم، وكانت تتكون من ولز ستابلر من رئاسة الخارجية الأميركية بواشنطن، وماتيسون من السفارة الأميركية بالقاهرة. وكانت صحيفة (النيل) الاستقلالية الناطقة باسم حزب الأمة قد استبقت عمل البعثة، مبدية رأيها حول اهدافها قبل ما يربو على الأسبوع من وصولها، بقولها في عددها الصادر بتاريخ 2 يناير عام 1952م:
    «إن اميركا تحاول الضغط على بريطانيا لا من اجل مصر، ولكن من اجل الدفاع عن الشرق الاوسط من الخطر الروسى. و(المشروع الاميركى) يضع السودان كبش فداء، وسلعة تباع وتشترى ليتم الدفاع المشترك».
    غير ان البعثة واصلت مهمتها المحددة خلال الفترة ما بين 1330 يناير، فزارت مشروع الجزيرة وعطبرة والابيض وجوبا وتوريت، وشملت زياراتها وحدات قوة دفاع السودان فى العاصمة والأقاليم المذكورة. ثم التقت بالحاكم العام، والسكرتير الادارى، وأعضاء الجمعية التشريعية، وعدد من موظفى الحكومة البريطانيين والسودانيين.
    كما التقت بكل قادة الأحزاب السياسية والقوى الوطنية: ابراهيم بدرى، عبدالله خليل، الدرديري احمد اسماعيل، مبارك زروق، بالاضافة إلى مندوبى الجبهة المتحدة لتحرير السودان: حسن الطاهر زروق عن جبهة الكفاح، وعثمان محمد احمد عن اتحاد الموظفين، وسألتهم عن اهداف احزابهم وتنظيماتهم، ووجهات نظرهم فى القضايا المطروحة آنذاك.
    وفى 10 فبراير رفع ستابلر تقريراً باستنتاجاته، ومن بينها مسألة رمزية التاج المصري على السودان بوصفه عربوناً لقبول مصر بمشروع (الدفاع المشترك) عن الشرق الأوسط، فقال: «إن قبول الحكومة البريطانية بلقب الملك يمكن ان يكون اكثر استساغة للجماعات المعارضة إذا تضمن الشرح والتنوير تأكيدات محددة في ما يتعلق بالآتي:

    رمزية التاج ـ تاريخ محدد لتقرير المصير، بما في ذلك مسألة التاج ـ نوع من الضمان او الاعلان الدولى ـ مشاركة الجبهة الاتحادية في تكوين جمعية تأسيسية في السودان».

    وأشار فى التوصية رقم (7) إلى ان الاستفتاء غير عملى، وأن الأفضل صدور القرار من الجمعية التأسيسية حول الاستقلال او الاتحاد مع مصر. ثم شارك، لاحقاً، فى الاجتماع الذى عقد بباريس بين وزير الخارجية الاميركى اشيسون ووزير الخارجية البريطانى إيدن، حيث تركز النقاش بصفة رئيسة حول مسألة قبول السودان للقب الملك، وأهمية ذلك لتسوية مسألة (الدفاع المشترك) عن الشرق الأوسط مع مصر.

    لكن انقلاب الجيش المصرى فى 23 يوليو عام 1952م حسم معضلة التاج الرمزى، نهائياً، حيث عصف بالتاج والصولجان والعرش. فهل كان ذلك كافياً لحسم (مسألة السودان)؟! وما هو بالتحديد الدور الذى لعبته اميركا فيها وفى اتفاقيَّة الحكم الذاتى (فبراير 1953م)؟!


    (يتبع)
                  

01-04-2005, 06:30 AM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل (Re: هشام مدنى)

    يعني سيخرج معتقا...
                  

01-05-2005, 02:46 PM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل (Re: nazar hussien)

    الأخ عبد الله
    تحياتي الحارة والاكيدة لك ولا شكر على خبر يهم كل وطني صادق مهموم بنفس همومك
    استعادة الديمقراطية والوحدة الوطنية وانعقاد مؤتمر حزب فاعل وعقلاني وموضوعي


    اساسي الوجيه
    لكم رأيكم ولنا رأينا
    عن اي كيكة تتحدث !! بخيته وعديلة علي اللاهثين وراها
    وعن اي قدح تتحدث بغير احترام ولا معرفة بإسهامات الرجل الوطنية ..
    يا اساسي لا ادعوك لتكون شيوعيا ولكن ادعوك للقراءة الموضوعية لاسهاماتهم في ما يجمعنا من وطن

    زول ساكت : زول ساكت !؟


    هشام مدني
    تحياتي الحارة والاكيدة لك
    دوما نقد يبحث عن الناقصة ويتمها بالنقاش والاضاءة
    لعدم توفري على الموقع باستمرار ارجو ان تتابع بقية السلسلة على موقع
    جريدة البيان وتقوم بنشرها للمهتمين من عضوية وزوار سودانيزاونلاين ولك الفال


    نزار حسين :
    لو لحقك كاس من خمر نقد المعتق كان مداخلتك حتكون مختلفة
                  

01-05-2005, 03:06 PM

محمد اشرف
<aمحمد اشرف
تاريخ التسجيل: 06-01-2004
مجموع المشاركات: 1446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل (Re: محمد صلاح)

    العزيز محمد صلاح
    اصبحت اكثر قناعة مما مضى من ان خروج محمد ابراهيم نقد هو افضل لمستقبل الحزب الشيوعى من بقائه تحت الارض
    و طالما انه يظل متخفيا فسيظل الحزب الشيوعى غائبا عن اذهان العامة و البسطاء
    و لان المجتمع السودانى مجتمع انطباعى و لا يحكم على الاخر الا بوجود زعماته حاضرا امامه فقناعتى هذه ستزداد حتى يغير الله ما بقومنا قبل ان يغيروا ما بانفسهم
    ثم ماذا يمكن ان يستفيد الحزب من بقائه متخفيا
    سيضمن نفسه حيا.... و يموت الحزب.؟
    معادلة مقلوبة
                  

01-05-2005, 10:10 PM

فجراوى

تاريخ التسجيل: 08-29-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (Re: محمد صلاح)

    محمد ابراهيم نقد يخرج الى العلن الاسبوع المقبل


    قرار صحيح

    الاخ اساسى

    وصف رجل فى قامة وعطاء الاستاذ محمد ابراهيم نقد ب(ابو القدح) غير لائق
    واذا تركنا نقد فى حاله, هذا الوصف لايليق حتى باساسى



    (عدل بواسطة فجراوى on 01-05-2005, 10:22 PM)

                  

01-05-2005, 10:19 PM

هشام مدنى

تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 6667

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re: (Re: فجراوى)

    الشكر للاستاذة الاخت الفاضلة رجاء العباسى
    مع تحياتى

    محمد إبراهيم نقد يكتب لـ «البيان» قبل أيام من الخروج من مخبئه: (2 ـ 5)
    أميركا اختطفت قضية السودان من مصر مرتين


    سبق للسكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى، محمد ابراهيم نقد، المختفى حتى الآن لما يربو على العقد من الزمان، ان فاجأنا مرتين من قبل، وعبر الوسائط الالكترونية، باختياره نشر آرائه على صفحات «البيان».
    وها هو يفاجئنا، ايضاً، وللمرة الثالثة، بهذا المقال المهم عبر اتصال اليكترونى يعلن في ثناياه إنه الأخير من مخبئه، حيث ينتظر خلال الأيام القليلة المقبلة صدور قرار خاص من اللجنة المركزية للحزب بخروجه إلى العلن بعد التوقيع النهائى على اتفاق السلام فى السودان.
    ووجه نقد جزيل شكره لصحيفتنا، مشيداً بالمهنية العالية، على حد تعبيره، التى اتسمت بها فى إتاحة هذه الفرص النادرة له شخصياً لمخاطبة الرأى العام حول مختلف القضايا.وفيما يلي الحلقة الأولى من سلسلة كتابات اعدها نقد من مخبئه وستوالي «البيان» نشرها تباعاً:
    للمرة الثالثة، وربما الأخيرة من مخبئه داخل السودان، كما قال لنا إلكترونياً، اختار محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني المختفي منذ أكثر من عقد من الزمان أن ينشر آراءه عبر «البيان».
    حيث عرض فى الحلقة الماضية، بالاستناد إلى كتاب د. فيصل عبد الرحمن علي طه (الحركة الوطنية)، الكيفية التى اتخذت بها أميركا مدخلها إلى شؤون مصر والسودان، بعد الحرب الثانية، عن طريق إقناع الحكومات المصرية المتعاقبة بمشروعها (للدفاع المشترك عن الشرق الأوسط)، بحجة صد النفوذ السوفييتى والمد الشيوعى و(ملء الفراغ) الذى ستخلفه بريطانيا.
    كما عرض للبعثة الأميركية التى زارت الخرطوم وبعض الأقاليم فى 13 يناير عام 1952م، والتقت برموز الادارة البريطانيَّة، كما التقت بقادة الأحزاب الوطنية واستوضحتهم رأيهم فى القضايا المطروحة، ثم رفعت تقريرها مشتملاً على مسألة رمزية التاج المصرى على السودان كعربون لقبول مصر (بمشروع الشرق الأوسط). على أن انقلاب 23 يوليو عام 1952م فى مصر عصف بالتاج وحسم معضلته، فتساءل (نقد) عمَّا إن كان ذلك كافياً، وقتها، لحسم (مسألة السودان)، وعن الدور الأميركى فى اتفاقيَّة الحكم الذاتى.

    وفيما يلي الحلقة الثانية من سلسلة المقالات المترابطة مع بعضها وتنشرها «البيان» في حلقات:


    أميركا والسودان واتفاقية الحكم الذاتي

    فى الصفحات 625 ـ 629 يتابع د. فيصل، وبعنوان فرعى، تقصيه للدور الاميركى فى إبرام اتفاقية الحكم الذاتى (فبراير 1953م) والاستقلال، فيكتب قائلاً:
    «لم يكن اتفاق الأحزاب السياسية السودانية في 10 يناير 1953، ووقوفها خلف المفاوض المصرى، هو العامل الوحيد الذي عجل باتفاق الحكومتين المصرية والبريطانية بشأن الحكم الذاتى وتقرير المصير للسودان، إذ لعبت الولايات المتحدة الاميركية أيضاً دوراً مهماً في هذا الصدد.
    كانت الحكومة الاميركية مهتمة بنجاح المفاوضات المصرية البريطانية بشأن السودان، حتى يتفرغ الجانبان لبحث مسألة جلاء القوات البريطانية عن مصر، والترتيبات الغربية بشأن الدفاع المشترك عن الشرق الأوسط لملء الفراغ الذي سينشأ عن الانسحاب البريطانى».
    وفى ص 628: «كانت الحكومة الاميركية تتابع المفاوضات المصرية البريطانية بشأن السودان من خلال سفيرها في القاهرة جيفرسن كافرى الذي كان على اتصال بين الطرفين.. وكانت الحكومة الاميركية قد تلقت من قيادة ثورة 23 يوليو إشارات مشجعة بشأن مشاركتها في الترتيبات الغربية للدفاع عن الشرق الأوسط.
    فقد تطرق محمد نجيب، فى رسالة بعث بها في 10 نوفمبر 1952 الى الرئيس أيزنهاور، لإمكانية قبول مصر المشاركة فى نظام دفاعي مع الولايات المتحدة، بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب البريطاني من مصر». كما عبر محمد نجيب، فى الرسالة نفسها، عن رغبة مصر فى الحصول على مساعدات اقتصادية وعسكرية من أميركا.
    وفى ص 655: و«لكسب التأييد الأميركى للموقف المصرى، والضغط على بريطانيا، استدعى محمد نجيب في 23 ديسمبر 1952 السفير البريطاني منتقداً تأخير الرد البريطانى على المذكرة المؤرخة 2 نوفمبر 1952».
    وفى ص 625: «يمكن تلمس الضغط الاميركى على الحكومة البريطانية، لتجاوز الخلاف حول مسألتي الجنوب والسودنة، من خلال ما نقله السفير البريطانى فى واشنطن إلى حكومته في أول فبراير 1953، قبل أيام من توقيع الاتفاقية بشأن السودان.. حيث حذرت الحكومة الاميركية من انه إذا استعدت بريطانيا محمد نجيب.
    وهو من خيرة القادة المصريين، فإن ذلك ستترتب عليه أثار خطيرة على المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط»، ويدعم استنتاج د. فيصل فى هذا الشأن ما أورده د. تيسير محمد احمد فى بحثه لدرجة الدكتوراه، نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 13 فبراير عام 1953م، من أن نجاح المفاوضات المصرية البريطانية قد تم «بفضل الجهود الحميدة التي بذلها السفير الاميركى في القاهرة جفرى كافرى، حسب رواية الرئيس المصرى محمد نجيب» (زراعة الجوع فى السودان، ص 74).
    هكذا اختطفت أميركا قضية السودان من المفاوض البريطانى ونظيره المصرى قبل خمسين عاماً (1951 ـ 1952م ـ 2001 ـ 2002م)، وها قد جاء السناتور دانفورث، مبعوث الرئيس الأميركى جورج دبليو بوش، ليسير فى مطلع الألفية الثانية على نفس خطى سلفه الأسبق ستابلر، بمنهج (الخطوة خطوة) و(المقترحات البديلة) و(الغموض الايجابى) و(العصا والجزرة).


    مواقف متميزة.. نوعياً

    لا يقدح، بأية حال، فى استقلال السودان، سواء استثمر بوعى أو عفو الخاطر، صراع المصالح الاميركية البريطانية في الشرق الأوسط، فقد نالت البلاد استقلالاً أحسن وصفه اسماعيل الازهري بأنه «كالصحن الصينى، لا شق ولا طق»!
    وقد أسهم الشعب السودانى مع الشعوب العربية فى مناهضة الاحلاف والقواعد العسكرية، فقطع الطريق على حلف الشرق الاوسط، ومن بعده مشروع ايزنهاور، كما حمى ظهر مصر الناصرية فى وجه العدوان الثلاثى، وفى يوليو 1958م اخترقت ثورة الشعب العراقى حلف بغداد.
    لكن، مع كر الزمن تبدل الحال.. غربت شمس الإمبراطورية البريطانية، وافتقدنا عبدالناصر، واختفى من الوجود ما كان نفوذه وخطره يستدعى وبإلحاح تشكيل حلف الدفاع المشترك عن الشرق الأوسط، وأصبحت الولايات المتحدة هى .
    «.. الكابتن والفريق والمدرب والحكم»، حسب رؤية السيد ابراهيم منعم منصور حامل وسام أسبق السابقين فى وزارة المالية السودانية (صحيفة الرأي العام فى 4 ـ 3 ـ 4)، وبمحض الصدفة جاءت أرقام تاريخ ذلك العدد من الصحيفة مطابقة لخيارات المدرب بالنسبة لبعض خطط اللعب فى كرة القدم!
    إلا أنك ما أن تقرأ كتاباً أو بحثاً متقن التوثيق والأداء في تاريخ الحركة السياسية السودانية متقلبة الأطوار، حادة المزاج، حتى تنداح في مخيلتك بانوراما بلا ضفاف، تمور بالقضايا والإشكاليات والمعضلات التي تستعطف الكتاب والباحثين أن يلجموا ألسنتهم لبعض الوقت، ويصوموا عن الشهوة الثالثة المنهكة، شهوة المشافهة، ويلزموا (جابرة) البحث والتنقيب ليقدموا لأهل السودان صفحات من تاريخهم السياسى الاجتماعى!
    لقد أشار د. فيصل، مثلاً، فى ص 247، إلى دور طلبة كلية غردون فى الضغط على قادة مؤتمر الخريجين بأن سفر وفد لا يمثل كل الأحزاب للمشاركة فى المفاوضات فى مصر لهو أمر محفوف بالمخاطر.
    وكذلك إلى الرسالة التى بعث بها الطلبة والمواطنون السودانيون فى مصر إلى المؤتمر والأحزاب لتشكيل جبهة وطنية تمثل كل العناصر وتطالب بحل قضية السودان مع القضية المصرية في وقت واحد، وإصرارهم على إشراك السودانيين فى المفاوضات على أساس الجلاء وحق السودانيين فى تقرير مصيرهم.
    رسالة أولئك السودانيين فى مصر طرحت، بلا شك، صيغة سياسية متقدمة عما كان متداولاً بين نادى اتحاد طلبة كلية غردون ونادي الخريجين بأمدرمان ونادي حزب الأمة، مما يثير جملة أسئلة عن هويتهم السياسية، وعن منابرهم، وعن الكيفية التى التقوا بها واتفقوا على تلك الصيغة، وعن تجلى متغيرات التركيبة الاجتماعية لديهم. ومدى تجاوبهم مع القضايا السياسية على تعاقب الحقب ـ ما قبل 1924م وما بعدها حتى 1936م، ثم إلى 1946م و1956م وتدشين جامعة القاهرة فرع الخرطوم ـ أو أى تعقيب آخر يؤرخ لدور أولئك السودانيين فى مصر، آنذاك، طلبة ومواطنين.

    ختاماً، وفى ص 628، يحدد د. فيصل هدف أميركا من (حلف الشرق الأوسط) فى (صد النفوذ السوفييتى واحتواء الشيوعية)، لكنه يستنتج قائلاً: «ولعل فى هذا ما يكشف السبب الحقيقى لمعارضة الحركة الشيوعية السودانية لاتفاقية الحكم الذاتى وتقرير المصير».
    صحيح أننا عارضنا الاتفاقية، ولكن صحيح أيضا أننا سرعان ما أدركنا خطأ وقصور تقديراتنا، فصححنا موقفنا فى نقد ذاتى صدر فى بيان نشرته الصحف، وإذا لم يوثق المؤرخون لهذه الحقيقة أيضاً فإن عملهم يظل ناقصاً.
    وبما أن د. فيصل استخدم أداة الترجيح (لعل) فإنه قمين أن يتوصل الى اليقين، كمؤرخ وموثق، لو اطلع على كتيب قديم ضامر، أغبش الجلدة والصفحات، بعنوان: (الاتفاقية في الميزان)، لكاتبه الشهيد قاسم أمين، أحد أبرز مؤسسى وقادة الحركة العمالية والحزب الشيوعى التاريخيين، وربما يعثر على نسخة منه فى دار الوثائق، أو فى مكتبة السودان بجامعة الخرطوم.


    تداعيات الذاكرة على هوامش د. فيصل

    ـ عندما أعلنت حكومة الوفد إلغاء اتفاقية 1936م دعت اللجنة التنفيذية لاتحاد طلبة جامعة الخرطوم لمحاضرة بدار الاتحاد قدمها عضو اللجنة، وأحد رواد الحركة الإسلامية، المرحوم محمد محمد احمد علي (مولانا) الذى استشهد لاحقاً فى أحداث 1955م فى الجنوب، وشق نعيه على كل من زامله في سنوات الدراسة وما بعدها.
    تعرفنا فى تلك المحاضرة لأول مرة على بنود وتفاصيل اتفاقيات الحكم الثنائى (1898م وما بعدها)، وما طرأ عليها من إضافات وتعديلات. وكالعادة خرجنا بعد المحاضرة في مظاهرة صاخبة داوية اتجهت نحو المحطة الوسطى وقلب المدينة.

    ـ ظهر السبت 23 يوليو 1952م. قيلولة ما بعد الغداء بداخلية الرهد، الطابق الأرضى. فجأة أطل من خارج النافذة الشمالية كل من عثمان أبو كشوة وعثمان حامد وحسن محمد حامد وعز العرب يوسف، وأنبأنا أبو كشوة أن الجيش المصري بقيادة اللواء محمد نجيب أطاح بالملك فاروق، وأن محمد نجيب من أصول سودانية!
    لم استمع لبقية التفاصيل، اتصلت بالمرحوم شيبون في الداخلية المجاورة واتفقنا أن أذهب لمعرفة المزيد من التفاصيل وموقف الحزب، وذلك من مكتب صحيفة (الجهاد) الاسبوعية، وكان صاحب امتيازها عبدالمنعم حسب الله بينما يتولى الشيوعيون إصدارها.
    وجدت فى مكتب الجهاد عبد الخالق محجوب وكامل محجوب والوسيلة والتجانى الطيب. كان تقديرهم للانقلاب إيجابياً ولديهم بعض التفاصيل عن تنظيم الضباط الأحرار وانتخابات نادى ضباط الجيش المصرى والأهداف التي أعلنها البيان الأول. من مكاتب الجهاد عرجت على عمارة غطاس، حيث مكاتب صحيفة (الصراحة).
    وجدت عبدالله رجب ومحمد سعيد معروف وآخرين يستمعون لإذاعة القاهرة ويتداولون حول برنامج الانقلاب. عدت للكلية، واجتمعت لجنة التنظيم الحزبى لرابطة الطلبة الشيوعيين بالجامعة، وناقشت ذلك التحليل الأولى. تواصل الموقف الايجابى من حركة الجيش المصرى باعتبارها امتداداً لثورة عرابى وثورة 1919م.
    واستجابة لشعار الكفاح المشترك مع الشعب المصري. بعد بضعة أسابيع عاد من مصر، فى إجازة قصيرة، طالب الطب، وقتها، المرحوم عمر محمد ابراهيم، فدعته جمعية الزمالة الثقافية، وكان سكرتيرها فاروق محمد ابراهيم، لتقديم ندوة حول حركة الجيش والوضع فى مصر. وكان تقديره العام إيجابياً مع تحليل موضوعى للصراع السياسى آنذاك.

    أسرد هذه التفاصيل لدحض دعاوى من يكتبون عن الأحداث السياسية دون ذاكرة، ودون وثائق، ويزعمون أن الحزب الشيوعى السودانى أعلن عداءه لحركة 23 يوليو واعتبرها انقلاباً دبرته المخابرات الأميركية!

    ـ وحسماً للنزاع أورد فى ما يلى بعض أوجه الخلاف الحقيقى بين الحزب وبين حكومة تلك الحركة:

    أولاً: إعدامها للقائدين النقابيين خميس والبقرى لقيادتهما إضراباً نقابياً بعد حركة الجيش. لقد كانت مطالب ذلك الاضراب نقابية خالصة، والمفاوضات حولها متواصلة مع المخدم قبل وقوع الانقلاب، كما وأن محمد نجيب قد اعترف فى مذكراته التى كتبها فى معتقله بأنه استدعاهما إلى مكتبه، واستمع إليهما، واقتنع بأنهما لم يكونا مدفوعين من جهة داخلية أو خارجية أو يعارضان العهد الجديد.

    ثانياً: تراجعها عن الوعد بإطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين خلال العهد الملكى، وكانوا من الوفديين والأخوان المسلمين والشيوعيين وأنصار السلام وغيرهم.

    ثالثاً: انحياز الحزب الشيوعى لخيار الاستقلال فى مواجهة خيار الوحدة مع مصر. وقد ذكر القائد الشيوعى المصرى ابراهيم عبد الحليم فى مذكراته أن صلاح سالم استدعاه من المعتقل وأخبره بأنهم قرروا إطلاق سراحه ليسافر إلى السودان لإقناع الشيوعيين السودانيين للانحياز لخيار الوحدة مع مصر، فرفض ابراهيم تنفيذ المهمة.
    وأكد لصلاح سالم أن الشيوعيين السودانيين مستقلون فى قراراتهم، وأن تحالف الشيوعيين المصريين والسودانيين يستند إلى تحرير وادى النيل من الاستعمار البريطانى، وحق شعب السودان فى تقرير مصيره.

    ـ عدلنا موقفنا من النظام المصرى لاحقا، بعد مؤتمر باندونق عام 1955م، والذى كان نقطة تحول مهمة فى مسار حركة عدم الانحياز، والموقف الحازم من الاستعمار بشكليه القديم والحديث، ونهوض حركة التضامن الآسيوى الأفريقى التى اتسعت لتشمل شعوب أميركا اللاتينية بعد انتصار الثورة الكوبية فى يناير 1959م. أما ما ذكرناه عن علاقة انقلاب الجيش المصرى بأميركا فلم يتجاوز ما ذكره ضابط المخابرات الأميركية (كوبلاند) فى كتابه (لعبة الأمم)!

    ـ الخلافات مع القيادة المصرية حدثت في فترة لاحقة، وتمت مناقشتها وتصفيتها خلال اجتماع وفد الجبهة المعادية للاستعمار الذى زار مصر بعد العدوان الثلاثي فى 1956م والتقى عبدالناصر ثم صلاح سالم.

    ـ اشار د. فيصل للقاء الموفد الأميركي ستابلر بمندوبى الجبهة المتحدة: حسن الطاهر زروق وعثمان محمد احمد، الأخ الأكبر للقائد النقابى المهندس هاشم محمد احمد. الجبهة المتحدة كانت إحدى صيغ التحالفات النشطة التي ضمت الحركة النقابية والطلابية ويسار الأحزاب الاتحادية، وواضح أن الاسم مستمد من تجربة الثورة الصينية .
    وانتصاراتها التى ألهبت حماسة حركة التحرر الوطنى أوان ذاك. وكان للجبهة بالفعل حضور يومى نشط فى أغلب المدن السودانية، مع نشاط مكثف في نادى العمال بالخرطوم بحرى، ودار متواضعة في السجانة كانت تخرج منها المظاهرات بعد كل ندوة، وكان يتولى إيقاع هتافاتها عبد الحليم عمر والسر حيمورة.
    وقد احتشدت فيها ندوة لإحياء ذكرى ثورة 1924م توجهت بعدها المظاهرة إلى (مقابر بلاع) شرق السجانة، مثوى شهداء تلك الثورة، حيث تبادل الخطباء تمجيدهم فى عتمة الليل البهيم. لاحقاً تم تلجين تلك المقابر، وتمدد حولها العمران تتوسطه الميادين الرياضية، وما من لوحة رخامية، حتى الآن، أو مسلة متواضعة تخلد ذكرى أولئك الأبطال.

    ـ ليت د. فيصل يواصل جهده في دراسة وتقويم منظومة الاتفاقيات التي يحار المرء في أمرها.. هل تزين جيد السودان أم تطبق على عنقه؟! كمثال على ذلك: اتفاقية بريطانيا وفرنسا بعد ترسيم الحدود السودانية التشادية، عقب نزاع (منخفض التوتر) منذ مطلع القرن العشرين وحتى مؤتمر فيرساى للصلح أو السلام فى يناير عام 1918م.
    وقد أشار إليها ثيوبولد، ساخراً، في كتابه (على دينار، لونقمانز، 1965م، ص 220) بقوله: «ينظر نزاع انجلترا وفرنسا في مؤتمر السلام في يناير 1918م، لتسوية مشكلة حدود بسيطة، فى ركن مجهول من أفريقيا، مع تسوية مصائر الدول الكبرى، ومئات ملايين البشر على نطاق العالم»!
    ما لم يدر بخلد ثيوبولد، فى زمانه، أن دارفور، من ركنها المجهول ذاك فى أفريقيا، سوف تقفز إلى أجندة مجلس الأمن، وسوف يتوافد عليها سكرتير عام الأمم المتحدة ووزير خارجية القطب الأوحد وما دونهما، علاوة على مراقبين دوليين تحميهم قوات الاتحاد الإفريقى، وتستضيف أبوجا عاصمة نيجيريا مفاوضات حل أزمتها، ولجم شياطينها الجنجويد، بينما (سيف ديمقليس) يتهدد الدولة السودانية!

    ـ ومثال آخر، اتفاقية دار مساليت بين سلطات الحكم الثنائى والسلطان بحر الدين، الموصوف بأنه آخر سلطان مستقل في أفريقيا آنذاك، حيث تواصلت المفاوضات بينه وبين البمباشي (مقدم) رونالد ديفس طوال 1917 ـ 1919م. ونص اتفاقهما على:

    (1) أن يتولى السلطان إدارة الشؤون الداخلية للسلطنة، ويتولى المعتمد رونالد ديفس الشؤون الخارجية وشؤون الأجانب، ويحيط السلطان علماً بالتطورات الخارجية، خاصة العلاقات مع مصر.
    (2) أن الجنينية عاصمة السلطنة، ويقيم المعتمد فى أروشا الواقعة على بعد بضعة كيلومترات شمال الجنينية.
    (3) أن شرطة الحكومة لا تخرج من أروشا إلا بعلم السلطان وموافقته، وبصحبة مرافق منه.
    (4) أن من حق شعب المساليت الاستفتاء على تقرير مصيره بعد 75 عاماً من توقيع ذلك الاتفاق، أي، بحساب الزمن، عام 1994م!
                  

01-05-2005, 10:36 PM

قلقو
<aقلقو
تاريخ التسجيل: 05-13-2003
مجموع المشاركات: 4742

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re: (Re: هشام مدنى)

    الأخوة المتداخلون..
    يكفيه فخرا بأن اختقاءه زمن السفاح نميرى وزمن الجبهة المتأسلمة الحالية بأنه لم يخرج من هذا البلد قيد انملة ولم تنقطع مساهماته وكتاباته الفكرية الثرة وربما مجاملاته الأجتماعية لحظة واحدة, وهو الذى وان اراد لخرج معززا مكرما من مطار الخرطوم ولبدأ النضال الوهمى من الخارج امثال ناس خلوها مستورة ومن لفهم..
    ماأحوج بلادنا اليوم لكل اقلام وافكار ومساهمات كل الشرفاء من ابناءه من مختلف اتجاهاتهم السياسية والفكرية..
                  

01-05-2005, 10:36 PM

nazar hussien
<anazar hussien
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 10466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re: (Re: هشام مدنى)

    Quote: نزار حسين :
    لو لحقك كاس من خمر نقد المعتق كان مداخلتك حتكون مختلفة


    هو حا يقدر يبيعو؟؟؟؟

    وبعدين شايف التوقيع علي الاتفاقية قد تأجّل !!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

01-09-2005, 02:30 AM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Re: (Re: nazar hussien)

    استطلاع : سعاد عبدالله الرأي العام 8/6/2004 م نقد في دائرة الضوء

    رجل يعيش بعيدا عن الاضواء ولا نستطيع ان نقول في الظلام .. ولكنه عاش زمنا طويلاً فوق الارض قبل ان تجبره الاحداث او يختار ان ينزل تحتها.. له سيرته العريضة ومشاركته الواسعة ومعارفه الكثر مما ييسر لنا ان نضعه تحت دائرة الضوء .. التقينا بعدد من الرجال الذين يعرفونه ..د. عبدالله علي ابراهيم .. الحاج وراق ود. خالد المبارك ود. فاروق كدودة ومحمد ابراهيم كبج وطرحنا عليهم اسئلة تمثلت في شخصيته كمفكر وسياسي وهل سيقود الحزب في المرحلة القادمة ام سيتنازل ومقارنة بينه وعبدالخالق في ادارة الحزب وبماذا استفاد من الاختفاء وبماذا تضرر وماهي سلبيات وايجابيات الرجل؟!

    * شخصيته كمفكر وسياسي

    د. عبد الله علي ابراهيم:

    * أفتكر ان المعادلة هذه بين سياسي ومفكر أول من أثارها هو د. الترابي ، ومال إلى أن نقد هو مفكر أكثر من كونه سياسياً وهذا راجع إلى تزاملهما في الدراسة بمدرسة حنتوب الثانوية.

    وأنا إلى حد كبير أميل إلى هذا الرأي مع د. الترابي في أن نقد مفكر أكثر منه سياسي !

    - الحاج وراق

    نقد مفكر سياسي عميق ، وهو مطلع ليس فقط على تطور الفكر السياسي وحسب ، وإنما كذلك له إلمام عميق بالواقع السياسي ، إلمام ليس نتيجة الدراسة والتأمل ، وإنما كذلك نتيجة الإحساس الفني والأدبي..

    وفي تقديري الشخصي ان الماركسية بطابعها العقائدي المغلق لا تشكل إضافة للأستاذ نقد وإنما خصم وقيد يقيد إستنتاجاته الفكرية وتكتيكاته السياسية.

    د. خالد المبارك :

    نقد هو مفكر أكثر منه سياسي فقد درس الماركسية اللينينية دراسة منهجية وهذا يفرق بينه وبين آخرين في الحزب ، وله دراسات جادة وكتب مختلفة.. لكنه كسياسي في تقديري أولوياته السياسية ضعيفة ومقدرته على القيادة ضعيفة . يكفي أنه عجز عن عقد مؤتمر للحزب منذ وفاة عبد الخالق محجوب...

    * محمد ابراهيم كبج :

    دراسته للفلسفة ساعدته في أن يكون مفكراً وفي مجال السياسة هو شخص مرن جداً وإجتماعي

    د. فاروق كدودة :

    * هو رجل مفكر وجاد ومحاور وذو منطق .

    ولو إتيحت له الظروف لإمتلأت المكتبات بمؤلفاته، أنا أضع نقد في مصاف كبار المفكرين العرب والسودانيين.

    * هل سيقود الحزب في المرحلة القادمة ؟ أم سيتنازل لشخصية قيادية جديدة؟

    د. عبد الله علي ابراهيم

    أنا لا أكاد أرى من بعد نقد شخصية قيادية جديدة للأسف ، وما زال نقد هو أميز الشيوعيين .

    الحاج وراق :

    من حيث القدرات الفكرية والسياسية الاستاذ نقد هو الأكثر تأهيلاً لقيادة الحزب الشيوعي وهو كذلك الأكثر تأهيلاً لتجديد الحزب وتحويله وفق مقتضيات الظروف الجديدة . وبالطبع إذا إكتمل هذا التجديد فالافضل ان يتم تجديد القيادة حينها بما يتفق مع هذا التجديد..

    د. خالد المبارك

    حسب تقاليد اليسار المعروفة والمحفوظة لا يتخلى نقد عن القيادة «إلا محمولا إلى القبر» مع أنه يوجد ناس في الصف الثاني قادرين على قيادة الحزب في المرحلة القادمة لو إتيحت لهم الفرصة !

    محمد ابراهيم كبج :

    أنا أعتقد أنه في المرحلة القادمة لا يمكن مجيء شخص جديد لقيادة الحزب . أعتقد ظهور نقد وعقده لمؤتمر خامس بمشاركة جيل جديد وإنتخاب قيادة جديدة.

    د. فاروق كدودة

    هذا يعتمد على قرار مؤتمر الحزب القادم الخامس، لكني أعرف رأيه الشخصي هو أن يتنحى عن القيادة السياسية المباشرة كل من تعدى السبعين .. ولذلك قد يكون موقفه الشخصي هو أن يقدم من يصغره سناً، لكن هذا يعتمد على أعضاء المؤتمر.

    * مقارنة بين إدارته للحزب وإدارة عبد الخالق محجوب ؟

    د. عبد الله علي ابراهيم

    نعود إلى سؤال المفكر والسياسي - عبد الخالق كان رساماً ماهر التكتيك ونقد قدراته التكتيكية دون ذلك بكثير .

    * الحاج وراق :

    لم أعايش المرحوم عبد الخالق ، ولكن بناء على إطلاع عام يمكن القول إن عبد الخالق أكثر جرأة وأكثر قدرة على المبادرة ، وفي المقابل فإن نقد اكثر تفهماً وتطابقاً مع احتياجات الواقع السوداني - أي أكثر سودانية - وإذا كان المرحوم عبد الخالق هو الذي بدأ محاولة سودنة الماركسية فإن نقد أكثر إلتزاماً بذلك في الممارسة العملية . وقد نجح عبد الخالق في بناء جماهيرية الحزب الشيوعي وساعدته في ذلك الظروف الدولية والاقليمية لكنه «ورط» الحزب في مغامرة 19 يوليو 71 .

    أما نقد فربما لم يلعب الدور النهائي كعبد الخالق ولكنه استطاع بجاذبية شخصيته أن يرسم صورة نموذجية للحزب الشيوعي رغم قناعة غالبية السودانيين بعدم ملاءمة الشيوعية والماركسية لنهضة البلاد.

    د. خالد المبارك

    عبد الخالق كان قائداً عظيماً وله أفق واسع وكان حكيماً ويحظى باحترام الاعداء والاصدقاء . مشكلة نقد هو ظهوره بعد عملاق مثل عبد الخالق وكان مطالباً بملء كرسي عبد الخالق بين يوم وليلة وهذا في إعتقادي طلب غير عادل ومجحف.

    محمد ابراهيم كبج

    عبد الخالق له ميزات كثيرة جداً وقد كان شخصاً بارزاً في وقته. ولكن نقد أثبت أن لكل أوان رجالاً ..

    د. فاروق كدودة ..

    عبد الخالق كان يقود الحزب في فترة التأسيس، ونقد قاده في مرحلة شب فيها الحزب عن الطوق وأصبح قوة سياسية ذات شأن . لذلك تختلف الأساليب والمهام.

    بماذا استفاد نقد من الاختفاء وبماذا تضرر منه ؟

    د. عبد الله علي ابراهيم

    بالاختفاء تحول نقد بشكل ملحوظ إلى المفكر الذي كان ينبغي أن يكون منذ البداية فقد إستطاع التفرغ لكتابة الكتب وإصدارها .. ولا أعتقد أن لديه مشكلة أو ضرراً من الاختفاء فهو سعيد جداً بالاختفاء..

    الحاج وراق : استفاد من الاختفاء بتفادي اعتقاله بواسطة أجهزة الأمن ، ولكنه في المقابل اعتقل نشاطه ولحدود معينة أعتقل نشاط الحزب كذلك، وفي تقديري ان الاختفاء الآن يفيد الديكتاتورية أكثر مما يفيد جهود دفع التحول الديمقراطي في البلاد.

    د. خالد المبارك ..

    أعتقد أن الضرر من اختفائه أكثر من الفائدة المعروفة انه كتب بعض الكتب. والاختفاء ربما يكون فيه معقولية لكن به نوعاً من المبالغة :

    وهو شاطر في الاختفاء وحماية نفسه جيداً . لكنه كان عليه ان يستفيد من تغيير الظروف الآن .

    * محمد ابراهيم كبج : الاختفاء فرضته الضرورة -وهو شيء سلبي جداً- والاختفاء مضر إذا لم يكن مربوطاً بنظام معلومات قوي ، ويؤدي إلى العزلة غير المطلوبة.. والاختفاء يتيح له العمل بجزء من الامكانيات وهو شيء تقديري لكنها في النهاية موازنة ..

    د. فاروق كدودة :

    قرار الاختفاء ليس قرارا فردياً فهو قرار متعلق بتمكين السكرتير العام من القيام بمهامه ...

    استفاد من الاختفاء في وجود فرصة للانفراد بالذات والتفكير والكتابة و «حرية الحركة» وأنجز أعمالاً فكرية كثيرة كما ساعده في اعادة ترميم صفوف الحزب .. وتضرر بعدم الاستقرار الأسري والاجتماعي .

    * إيجابيات وسلبيات الرجل

    * د. عبد الله علي ابراهيم ..

    هذا رجل أعطى حياته لقضية وهذا خيار صعب جداً جداً جداً - إختلفنا معه أم إتفقنا فهو من الجيل الذي يعتقد ان للتعلق بالقضايا ثمناً ويدفعه الانسان وهو راضٍ عن ما يفعله..

    أما ايجابياته فقد وجد الحزب في محنة«71» وقد بذل جهده في الإبقاء به على جمره متقداً، وبفضله الآن ما زال بوسعنا أن نتكلم عن حزب شيوعي في السودان في ظل ملابسات أزمة عالمية للماركسية ومآزق داخلية للحزب، ومن سلبياته أنه إكتفى بذلك الإبقاء على جذوة الحزب وإكتفى بالاسم دون أن ينتقل به إلى موقعه المرسوم وهو وضع الأجندة الوطنية وحمل الناس عليها بغض النظر عن حجم الحزب العددي. فالحزب مجرد رسم الآن وأجندة خروجه من الرسم إلى الفعل مطروحه على أعضائه في ما سمى بالمناقشة العامة منذ عهد بعيد ولا يلوح في الأفق باب إلى إستعادة الحزب لمركزه الطليعي بين الشعب .

    الحاج وراق

    ايجابياته : العمل في التفكير والاعتدال السياسي وقد جرب هذا الاعتدال إبان إنتفاضة السكر 1988م، فرغم ان السلطة كانت على الأرض إلا أنه لم يجنح الى التفكير الانقلابي.. وكذلك من إيجابياته الانضباط الذاتي وروح المرح والنكتة الحاضرة . وله أسلوب أدبي رفيع في التعبير سواء كتابة أو خطابة.

    أما سلبياته : فهي التردد ، في تقديري انه توصل إلى ضرورة تحويل الحزب الشيوعي إلى حزب ديمقراطي اشتراكي - ولكنه لا يزال يراوح ويتردد في إنجاز هذه المهمة الضرورية والتاريخية .

    د. خالد المبارك

    ايجابياته: فيه قدر من التواضع الشعبي وله مقدرة على الخطابة باللهجة العامية في الليالي السياسية وله قدر من التدقيق في العمل السياسي وله اهتمامات أخرى غير سياسية .

    سلبياته : التردد فهو في التردد السياسي أسوأ من «هاملت»، وأيضاً الخلل في حساب الأولويات . وحتى اليوم لا يستطيع حسم الحزب وفرض رأيه وهذا نوع من الضعف في القيادة.

    محمد ابراهيم كبج

    ايجابياته : رجل مستمع جيد ومستوعب جيد وله إنتاج فكري مقدر.

    سلبياته : ظهوره في ظروف صعبة في الحزب بعد أحداث 19 يوليو فقد جاء بكثير من المهام وقليل من المساعدين في القيادة، وكان هنالك فراغ كبير في القيادة يتعين عليه ملئه.

    د. فاروق كدودة ..

    من ايجابيات نقد -حب الاطلاع والتواضع، وقدراته الفكرية العالية - واحترام رأي الآخرين وقليلاً ما يلجأ لطرح رأيه قبل الآخرين.

    سلبياته : ليس هنالك إنسان كامل فالكمال لله وحده، نقد كثير الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وهذا يسبب له ضجراً وضيقاً وقد لا يفهمه الكثيرون ممن يتعاملون معه مباشرة .



    مسودة برنامج الحزب الشيوعي السوداني - بمناسبة خروج نقد للعلن
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de