|
طقس المطر
|
طقس المطر خاطرة من الصديقة هويدا محمد محمد النور
الآن...يحوطنى الضيق ...ينسج شباكاً حولى اقوى من خيوط العنكبوت ...خيوط ذات طعم ولون غير مستحبان ...اتراجع داخلى فى محاولة لخلق مساحة فى هذا الضيق ...ولكنها تضيق ولا تترك لى اى مساحة تنفس ...فيسؤ الوضع واصير متقوقعة فى مكان لا يكفى فأر...احاول الصراخ علها تتمزق ولكن صوتى يتسلق تلك الشبكة ببطء ويعود الى داخلى مرة اخرى خائباً.
هذا الاحساس لا يغادرنى الا لكى يعود مرة اخرى ...ذاك الطفل الذى غفا على احضان امه وافاق على وحدته تحت المطر ...دون دثار ...دون امان ...فقط بدموع وبرد .
اترى ؟ ماذا؟!!!!!! لا شيئ سوى الخيبات والمسرحيات الفارغة ...لماذا لا تدق الطبول الان! مؤخراً عرفت ان الرقص على احزاننا هو الاجمل ...قديما كنت اعلم ان الرقص على يٌفرغ ما فى جوفنا من وجع او مافى جوفنا من قدرة على الوجع...لنرقص الان ...اى النغمات ساختار ؟...ساختار ايقاعاً افريقياً... طقسا لاستجداء المطرً ...ستدق الطبول ...ستمتلئ الساحة راقصين ...سيغيب القمر ...ستشمخ الاشجار مسرورةً بالظلام حتى تبدو قرابة السماء خداعاً...سيجلس ذاك الساحر التعس ذو المليون عاماً فى مقدمة الحلبة ...يتمتم بتعاويذ تخص ذاك الذى يمنع المطر ...سيخاف الرقص لانه وسنواته المليون لا يتحمله وقد يموت قبل ان يسمع وقع اقدامه !...لن نلتفت اليه فقط نريد ذاك البخور ...ذاك الدخان ...دخان حرائقنا لنعيد اليه رماد موتنا فيقدمه قرباناً للمطر الممتنع...لنرقص الآن ...ستهتز الارض على وقع اقدامنا ...فتنفتح عن ارضٍ اخرى ...سيردد الفضاء صوت طبولنا ونشيج رقصنا ...وذاك الساحر لا يرانا ...فقط يدمدم بتعاويذه ...قليلاً وتشاركنا الاشجار رقصنا ....قليلاً ويبدو الليل ادكن واوحش ...قليلاً ونبقى دون نجم ....قليلاً وينام الساحر ...ونبقى نحن وايقاع الطبول ...كثيراً وتنفتح السماء مطرً ...فيختلط المطر والطبل والرقص ...مطراً كثيراً ...والساحر نائم غارق فى نومه وفى المطر ...الان قرب الصباح ...ورحل الرقص ولم يبق سوى الرهق والخواء ورحل المطر ولم يخلف سوى البرد ...دعنا نرقص ...دعنا نرقص علها تمطر.
هويدا
|
|
|
|
|
|