|
الخروج الكبير .. حول المداهمة .. زهير السراج
|
مناظير الخروج الكبير
زهير السراج بريد إلكتروني: [email protected]
* الزيارة التي قام بها السيد رئيس جهاز الأمن المهندس صلاح عبد الله للاستاذ محمد ابراهيم نقد بمنزله بمدينة الفردوس، لم تكن مفاجئة للكثيرين.. فالحزب الشيوعي قرر خروج نقد إلى سطح الأرض منذ أكثر من شهرين.. وان لم يصاحب ذلك اعلان مباشر!! ليس ذلك فقط.. بل ان نقد كان قد خرج إلى العلن بالفعل، وأنهى حالة الاختفاء التي استمرت أكثر من ثلاثة عشر عاماً.. بعد صدور قرار الحزب بوقت قليل.. حيث صار السكرتير العام للحزب الشيوعي يكتب للصحف ويتحرك بمفرده، ويكثر من حضور المناسبات الاجتماعية.. ويتنقل من مكان لآخر بدون الاكتراث لاجراءات التأمين الصارمة، ويشتري الأشياء التي يحتاج اليها من بقالات الحي الذي يقيم فيه بنفسه.. تحت سمع وبصر الجميع.. أي أنه مارس بالفعل خروجاً كاملاً من عالم تحت الأرض الى عالم فوق الأرض.. وعاش حياة عادية مثل بقية الناس، لمدة اسبوعين كاملين، قبل أن يزوره بمنزله السيد رئيس جهاز الأمن ونائبه. فقط كان ينقص هذه الممارسة.. الاعلان بواسطة اجهزة الحزب عن خروجه إلى العلن.. وهو بالطبع خطأ كبير من الحزب، استفادت منه الأجهزة الأمنية!! * غير أن البعض قد يجد العذر للحزب لعدم اعلانه عن خروج نقد الذي حدث بالفعل.. لسبب منطقي يتعلق بقطع الشك بصحة تصريحات المسؤولين المتكررة بأن الاستاذ نقد ليس مطلوباً لأية جهة، وان بإمكانه الخروج متى شاء! ويبدو أن الاستاذ نقد أراد أن يتأكد بنفسه من صحة هذه التصريحات.. فخرج قبل أن يعلن الحزب عن خروجه، ومارس حياته العادية، وتعمَّد أن تكون تحركاته مكشوفة للجميع.. بما في ذلك أجهزة الأمن، وقد تبين له من التجربة العملية التي طبقها على نفسه، أنه ليس مطلوباً، ويمكنه أن يمارس حياته مثل أي مواطن آخر في حدود ما هو مسموح به!! وبالطلبع فإن ما قام به «نقد» يشف عن ذكاء حاد، لانه اذا تعرض للاعتقال.. في مثل هذه الظروف التي تحتاج فيها الحكومة لجهود الجميع وجمع الصف، لمواجهة مأزق قرارات مجلس الأمن، فإن ذلك يكشف عن عدم صدق الحكومة، وتضييعها فرصة تاريخية للتقارب مع الحزب الشيوعي، أما اذا لم يتعرض للاعتقال، فإنه يكون قد كسب الخروج إلى سطح الارض، وتنفس الأوكسجين النقي!! * ويبقى السؤال المهم، والذي يلح على أذهان الجميع.. هل يستطيع نقد ممارسة العمل السياسي بالقدر الكافي الذي يحقق طموحاته وطموحات حزبه، أم أنه سيضطر إلى العودة إلى باطن الأرض مجدداً؟ وهو سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة!!
|
|
|
|
|
|