دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ثم ماذا بعد معركة فك تسجيلات الصحافيين ؟؟؟؟
|
صلاح الباشا/الخرطوم [email protected]
بعد مقالنا المطول الذي نشرناه في هذا المنبر الضخم (سودانايل) وهو بالطبع – كما تلاحظون هو منبر لا منبر له ، فلا يطاله قلم رقيب ، ولايجرؤ أحد علي الرد فيها بفاحش القول ، حيث تصطرع الأفكار ويتمدد الديالكتيك (وهو تعبير شيوعي بحت) نستلفه هنا برغم عدم إنتمائنا لهذا الحزب الشيوعي الوطني العريق .. فقد تناول الزملاء في معظم الصحف حديثنا ذاك بكثير من العمق ، فبعضهم أيد وجهة نظرنا .. خاصة من جيل شباب الصحافيين من أهل المطبخ الذي يلهث ليلا ونهارا ليقدم الصحيفة في صباح اليوم كوجبة شهية للقاريء .. يسهر فيها المصمم وجامع الحروف وموظفي النت .. وحتي المندوب الذي يحملها قبل الفجر للمطبعة ويسهر عليها إلي أن يستلمها مندوب شركة التوزيع ، فكل هؤلاء أتاح مقالنا المنصف لهم فرصة التفكير بعمق في التمسك بمكتسباتهم .. والضغط لتحسين معاشهم قبل أن يغدق الناشرون ويبعثرون الملايين الشهرية هنا وهناك بمثل مايجري حاليا، فنقول : امنحوا كتاب الرأي حقهم ولكن لاتبخسوا شباب الصحافيين جهدهم المضني الذي لاتخطئه العين . ولكن .... واقع الأمر يقول بأننا يجب علينا طرح السؤال الجريء التالي ، والذي طلب مني فيه عبر البريد الإلكترني الزميل الأستاذ عادل الباز رئيس تحرير الصحافة في رسالة حميمة لنا ثالث أيام العيد الماضي وقد كنت أقضيه وسط الأهل والعشيرة ببركات بودمدني حيث للعيد هناك معني ونكهة ومشهد وموقف وراحة بال كسائر العيد في أرياف بلادنا الواسعة . طلب الأخ الباز منا أن نبحث بالكتابة في أسباب سيطرة كتاب الرأي علي معظم الصحف وقد إنزوي أهل الوجعة من الصحافيين بعيدا عن الكتابة . وهنا ... دار بخلدي كيف إبتعدت معظم صحفنا عن تراث العمل الصحافي العريق والذي كان سائداً حتي الثلاثين من يونيو 1989م ، وبعدها ( عينيك ماتشوفش إلا النور ) حيث سادت لغة التهريج السياسي ، وقد إنبري الكتاب والصحافيين من أصحاب الولاء لحركة الإسلام السياسي في إتباع مناهج البحث الإنقاذية والتي تمثلت في الشتم واللعن ووصف معارضيهم في الرأي بابشع الألفاظ ... نعم نحتفظ بها جميعا ولم تغادر مخيلتنا بعد .. ولن تغادر .. ذلك أن الكلام ( الشين ) كمايقول المثل السوداني ( ما بتنسي ) . فصبر شعبنا من القراء علي تلك المسلسلات المكرورة من الكتابة التي كانت بائسة لا تحمل إية فكر أو مضمون أو مقترح ، وحينذاك كان معظم قادة الرأي والسياسون والإعلاميون إما تعج بهم سجون البلاد المختلفة أو عاشوا الفقر والفاقة بعد إحالتهم بمئات الآلاف إلي الصالح العام ، أو هاجر المحظوظ منهم خارج البلاد ولم يعد بعد .. حيث إكتشفنا فيما بعد أن قرارات الإحالة كانت للصالح الخاص وليس العام .. إلي أن حدثت المفاصلة الشهيرة بالحركة الإسلامية لتتضح الرؤيا أكثر لدي جماهير شعبنا وليعرف الشعب جيدا من هم الذين كانوا وراء حملات الفصل تلك .. وحملات الهجوم الصحافي البائس تلك أيضاً .. علما بأن هذا الصبر العجيب .. مقروناً بالنقد اليومي في شتي أصناف المجتمعات ووسائل الميديا المتاحة والقليلة داخل وخارج الوطن قد أتت أكلها ، وقد هبت نسمات الحرية التي ظلت تنسحب نحونا في خجل عجيب ، إلي أن تمددت مواعين الحرية الصحافية أكثر وأكثر بمثلما نشاهده حاليا ... والحمد لله علي كل حال. وهنا يتضح بأن أداء الإعلاميين الإسلامويين كان ضاراً بالإنقاذ وقد سبب لها العديد من الكوارث بسبب الإستعجال وعدم السيطرة ووضع الخطط للداء الإعلامي من صحف ووسائل بث ، فسجنوا الإنقاذ داخل أسوار الحركة الإسلامية وباعدوا بينها وبين أبناء شعبنا الذي كان من الممكن أن يقف معها معنويا حتي تقف علي رجيلها .. لكن الصحافيين والإعلاميين وقتذاك كانوا بفكرون بمستويات ثقافة البركس وأركان النقاش الجماعية ، فذهبوا في تسبيب الأذي الجسيم لثورتهم المتوثبة وقتذاك ... حتي الأجهزة الأمنية كانت علي عجلة من أمرها فأضرت ضررا بالغا بالأنقاذ وسببت لها الكثير من المتاعب التي أرهقت معظم القادة الإنقاذيين لإحتواء شطحاتها اليومية التي لن تخرج من مخيلة أهل السودان . ولكن من المؤسف حقا أن يتبع بعض كتاب الأعمدة الراتبة وفي إستهتار عجيب عادة الكتابة الساخرة من إنتفاضة شعبنا العجيبة والنادرة الحدوث في تاريخ البشرية كلها ( أكتوبر 1964م ) ، وقد تم تشبيهها نسبيا بالثورة الفرنسية التي حدثت قبل قرون ثلاثة ضد عائلة لويس السادس عشر ، وعاشت علي إثرها جمهورية فرنسا نعيم الحرية وجنانها الباسقة حتي اللحظة . فمن الخطأ خلط معاني وأدبيات إنتفاضة أكتوبر 1964م ومراميها بماحدث بعد ذلك من صراعات حزبية إثر إنتخابات إبريل 1965م وعودة الديمقراطية كاملة الدسم .. برغم وجود تشوهات طفيفة يمكن معالجتها بالصبر علي الحرية الكاملة ، غير أن إنقلاب مايو 1969م بكل رعونته وهمجيته قد قام بتعطيل مواصلة البناء الديمقراطي الذي كانت تحتاجه بلادنا ...بمثلما كانت تحتاجه أحزابنا السياسية قليلة العدد والعدة والعتاد . وحتي إن تناولنا منجزات فترة حكم الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود مقارنة بفترته الزمنية في حكم البلاد التي إمتدت إلي ست سنوات)1958-1964م) ، نجد أن المنجزات ضئيلة وكان من الممكن إنجازها في شهور قليلة مثل تأسيس المسرح القومي والتلفزيون وجسور المسلمية والحرية والتي صنعت خصيصا لمرور القطار تحتها والسيارات من فوقها، فضلا علي إنشاء مصانع حكومية مثل تعليب البلح والفاكهة في كريمة والكرتون في أروما وتجفيف الألبان في بابنوسة ، وهي مصانع صغيرة من الممكن لأصغر قطاع خاص إنشائها ، وقد توقفت عن العمل في ذات سنوات حكم إنقلاب نوفمبر. أما .. إن كان بعض الكتاب يستندون في أن رئيس الوزراء الشرعي الراحل الأميرلاي عبد الله بك خليل ( حزب أمة ) قد أجبر قادة الجيش لإستلام الحكم قبل بدء جلسة البرلمان في صبيحة 17 نوفمبر 1958م ، فإن ذلك لايبرر فشل التجربة الديمقراطية حيث كان معظم نواب البرلمان وقتذاك يريدون أن يطرحوا صوت ثقة بحكومة السيد عبدالله خليل والإتيان بالزعيم الراحل إسماعيل الأزهري رئيسا للوزراء... فهذه الدميقراطية لمن لايؤمن بها. غير أن مايؤلم حقا في الكتابة الصحافية – كمثال- أن صديقنا الكاتب المتميز المهندس عثمان ميرغني قد قام بزيادة العيار ( حبتين ) حين أصبح يطيل ويكرر الهجوم المتواصل علي إنتفاضة شعب بأكمله حققها كبادرة فريدة في سجلات التاريخ كما ذكرنا في صدر هذا المقال ، وقد كنا نتوقع من الكاتب أن يجهد نفسه في البحث عن نجاح تلك الأدوات النضالية فريدة عصرها التي إكتشفها خيال هذا الشعب العملاق وعبقريته الفذة والمتمثلة في إختراع سلاح العصيان المدني عن العمل والإضراب السياسي ، وكيف وقف خطيبا في موكب المحامين الشهير في أكتوبر 1964 م نقيبهم الراحل ( عابدين إسماعيل ) المحامي وقد كان الموكب يقف أمام الهيئة القضائية ، ليتضامن معهم قاضي المحكمة العليا الراحل المقيم عبدالمجيد إمام ليأمر ضابط البوليس وقواته التي كانت تحيط بموكب جبهة الهيئات بالإنصراف والسماح للموكب بمواصلة المسيرة حتي القصر الجمهوري حيث قدموا مذكرتهم الشهيرة تلك . وحين نجح سلاح الإضراب .. كان لابد من الفريق عبود أن يستجيب لرغبات الشعب الجماعية ويعلن في الثامن والعشرين من ذات الشهر مساء الأربعاء بالمذياع قرارات حل المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومجلس الوزراء ، وقد إحتفظ الرئيس بسلطاته الدستورية إلي أن تم تشكيل حكومة أكتوبر الأولي برئاسة الأستاذ سرالختم الخليفة للوزارة ، وقد كان الرجل يحتل عمادة المعهد الفني ( جامعة السودان حاليا ). والله ... كنت أشعر بالحزن العميق وأنا أري في كل مرة الأخ المهندس عثمان ميرغني يصب جام غضبه علي إنتفاضة الشعب الفريدة ، بل كنت أتمني إن كان عثمان محظوظاً أن يكون اكبر سناً قليلا من عمره الحالي وقتذاك لينعم بمفاصل وضخامة الحدث الشعبي الغريب والعجيب حقاً في أكتوبر 1964م . ولازلنا نقول ونكرر القول بأن علي كتاب الرأي عندنا ألا يخلطوا بين ضخامة إنجاز الثورة الشعبيية في أكتوبر ، وبين بعض الإخفاق القليل الذي صاحب الأداء الحزبي في فترة الديمقراطية الثانية خلال فترة مابعد أكتوبر ... ونأمل مستقبلاً عدم السخرية من مكتسبات شعبنا القادمة بعد تطبيق بنود إتفاقية السلام هذه والتي سـتأتي حتما بديمقراطية كاملة الدسم ، حتي لا نشجع بعض الحالمين من حملة القوة والسلاح للتفكير بالإنقضاض علي حريات شعبنا مرة أخري ... فنقول دعوا شعبنا يقرر مايشاء .. فقط عليكم بطرد الأفكار الشوفينية التي تسيطر علي سنان أقلامكم لتجعلها وصية علي ذكاء الشعب السوداني الفريد اللماح... وقد كنت أتمني أن يعيش بعض أصحاب هذه الأقلام القليل من مآسي ظروف الإبعاد من الخدمة وقطع الأرزاق وغلاء المعشية وعيشة الكفاف الحالية ، حتي تؤمن تلك الأقلام بأن مكتسبات الحرية في الحفاظ علي حقوق الإنسان السوداني خير من نعيم الشمولية .. هذا إن كان لها نعيم ملموس في حياة الجماهير الإجتماعية .... مع ملاحظة عدم تناول معظم كتاب الرأي لتداعيات الفصل من الخدمة والحرمان من نعمة العمل الشريف .. وتناول تدهور المستوي المعيشي .. وتدهور مشاريع عماد الإقتصاد السوداني المتمثلة في مشروع الجزيرة وإمتداد المناقل والرهد .. وإسباب إرتفاع سلعة السكر المنتج محليا مقارنة مع المستورد .. وأسباب توقف مصانع النسيج العام والخاص والتي كانت توفر العمل الشريف لكثر من نصف مليون موظف ومهندس وعامل ...وأسباب إرتفاع كلفة التعليم العام والعالي التي أرهقت كاهل هذا الشعب البائس مادياً والصامد معنوياً ... والمندهش مما جرري له أحياناً .... فأنتم يامعظم كتابنا الصحافيين في وادي .. ومشاكل الجماهير في وادٍ آخر .. وأرجو ألا يكون وادي عبقر ... ولنا عودة ،،،،،
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ثم ماذا بعد معركة فك تسجيلات الصحافيين ؟؟؟؟ (Re: Abulbasha)
|
إلي أن حدثت المفاصلة الشهيرة بالحركة الإسلامية لتتضح الرؤيا أكثر لدي جماهير شعبنا وليعرف الشعب جيدا من هم الذين كانوا وراء حملات الفصل تلك .. وحملات الهجوم الصحافي البائس تلك أيضاً ..
شكراً ود الباشا على هذا المقال ..
شخصياً و كفرد من جماهير الشعب السوداني ، لم أتبين - حتى الآن - الجهة التي كانت وراء حملات الفصل و الهجوم البائس ( على حد قولك ) !!! ارجو التوضيح أكثر
و لك كامل مودتي و أنت تخوض في بحار المسكوت عنه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ثم ماذا بعد معركة فك تسجيلات الصحافيين ؟؟؟؟ (Re: منوت)
|
عزيزينا منوت تحية من الوطن الحبيب في تقديري أن المرجعية التي كانت قابضة علي مسيرة وتوجهات الحركة الإسلامية في السودان هي التي كان لها القدح المعلي - ليس في الفصل من الخدمة لأبناء شعبنا فحسب- بل لكل مسلسل الإخفاقات والدقسات والخيلاء المتكبر والإستعلاء العنصري ، حيث بدأ التراجع من معظم القرارات العشوائية الحاقدة جدا بعد معركة المفاصلة داخل الحركة الإسلامية ، حيث بدأ الشق الحاكم في طرح فكرة ديوان المظالم للعاملين المفصولين ، وحتي هذه وفي تقديري الشخصي هي عملية تلكيك وتلكؤ لامعني لها، فطالما السلطة هي التي فصلت الناس من أعمالهم بخطاب لكل مفصول ، فيجب عليها أن تبعث بخطاب آخر لذات المفصول ترفع عنه قرار الفصل حتي إن مضت عليه سنين طويلة ، حتي تؤكد المصداقية وترفع الظلم دون الحاجة لديوان مظالم ، لأن الذي إقترح ديوان المظالم هذا يعتبر أيضا معوقا لإعادة الحق لأصحابه ولك تحياتي .. وأعفيني من ذكر الأسماء.. فهي تفسد المقال .. لأننا نكتب في شأن عام وننتقد وبكل إحترام سياسات وأفكار وإدبيات وثقافة حكم معين... مع خالص الود مرة أخري
| |
|
|
|
|
|
|
|