"مرحباً بوردي .. علي ضفاف النيل " 1 من 4

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 11:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح الباشا(Abulbasha)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-01-2002, 04:37 AM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"مرحباً بوردي .. علي ضفاف النيل " 1 من 4

    عندما إلتقي وردى 00 بإسماعيل حسن
    بدأ رزاز الإبداع يسقي تراب الوطن

    بقلم/ صلاح الباشا ..
    [email protected]
    تظل الحركة الثقافية في بلادنا - هذه الأيام - تعيش فرحة كبري عريضة ومتسعة كإتساع هذا الوطن الكبير .. وذلك بعودة الموسيقار الأستاذ محمد وردي الذي ظل يعطر سماء البلاد لعقود طويلة من الزمان بأجمل وأعذب الألحان التي ترتدي كل مرة أزهي الثياب اللحنية من خلال مفرداتها التي تتباين ما بين العاطفة والوجدان ومابين الغناء العجيب للحبيبة الكبري - الوطن - الذي يسكن داخل أفئدة هذا الشعب الأسمر مهما إبتعد عنه وتعددت مواقع إنتشاره في مهاجره البعيدة والقريبة .. فكان وردي هو القيثارة التي ظلت تغرد وتغرد .. وتأتي بكل جديد بين الفينة والأخري .. وكان شعراؤه العديدين يمطرونه دوماً بأجمل المفردات .. فكان لا يكل ولا يمل في أن يجد لها الألحان المطربة التي تتفجر شلالات من الفرح الأخضر فيرسلها عبر الأثير لتغطي سماء الوطن كله .. ثم تتخاطاه فيعم شذاها كل القارة .. فأصبح أيضاً قيثارة كل القارة وفنانها الأول... ذلك هو الموسيقار المبدع وإبن السودان المتألق والمتماسك دوماً محمد عثمان وردي .
    كان عام 1957 موعدا لنقلة مفاجئة وجديدة في ساحة الغناء في السودان وفي ساحة الشعر الغنائي أيضاً وذلك بدخول مطرب جديد وفارس جديد من فرسان الشعر الجميل لتلك الساحة،حيث إنطلق الفنان والشاعر الغنائي ، ألأول أتي من أرض الحضارات ومهدها الأول (النوبه) والثاني من ديار (الشايقية) وكل منهما أتي يحمل معه أريج نسمات الشمال وطعم البرتقال وحلاوة البلح البركاوي والقنديلا والجاو مضمخا بعبير الجروف وأنين السواقي ليخترقا ساحة الغناء والشعر 0و كانت الساحة الفنية آنذاك تعج بالعمالقة في الشعر الغنائي أمثال حسين بازرعة وعبد الرحمن الريح وقرشي محمد حسن وآخرين كثر وتمتليء بكل عمالقة الفن السوداني الحديث. أتي مطربنا محمد عثمان وردي حيث كانت النشأة والميلاد هناك في ( صواردة ) جنوب حلفا ، كانت والدته(بتول بدري) قد وضعته في 19 يوليو 1932م ورحلت عن الدنيا مبكراً وهو لم يكمل عامه الأول ، فكان اليتم قد ظلل حياته منذ البداية ، ثم توفي والده (عثمان حسن وردي) ومحمد وردي لم يتجاوز أيضاً التسعة سنوات من العمر ، فتمكن منه الحزن ، ولكنه أعطاه المسؤولية والجدية والفكرالمتسع والإصرار العنيد ، لذلك كان ولايزال وردي يمثل شموخاً عالياً وشخصية تشعرك بإعتزاز أهل السودان الواضح وقد كان ولايزال وردي يحترم أدواره في الساحة الفنية ، حيث أضاف له ذلك اليتم المبكر إفتخاراً وكبرياءً نوبياً كبيراً لم يتراجع وردي عنه طوال حياته ، بل أضاف له هذا المناخ البيئي القدرة علي التحمل لشتي المصاعب التي عايشها وعاشها فيما بعد في عاصمة البلاد0 لذلك كانت تلك الظروف قد إنعكست علي تنمية هواياته في مجال الفن والموسيقي ، وبعد الدراسة المتوسطة إلتحق وردي بسلك التدريس ،و تنقل في عدة مناطق حتي وصل إلي معهد التربية بشندي في عام 1957م ومنها إقترب من الإعلام فطلب النقل إلي مدارس الخرطوم فكان له ما أراد 0وهاهي مدرسة (الديم شرق) تستقبله معلماً بها ، ومنها تبدأ الرحلة وكان قد إحتضنه المعلم والعازف الراحل (علي ميرغني )عليه الرحمة فإستـقر معه في منزله بالخرطوم (3) لفترة حيث كان اللقاء مع الشاعر والملحن الراحل (خليل أحمد) الذي هيأ له تلك الدرر الأولي :-
    ياطير ياطاير00من بعيد فوق الخمائل
    وايضــــاً000
    الليله ياسمرا 000ياسماري الليله ياسمرا
    وأخــــــــري
    أول غرام يا اجمل هديه
    ثم كان اللقاء الرائع بإسماعيل حسن في عام 1958م في حفل فرح بالسجانه 000ويابخت الإثنين000ويابخت التراث الغنائي في تاريخ الفنون الحديثة في الوطن كله ، فلقد كان التراث الغنائي محظوظاً بهذا اللقاء المصادفة0 فإسماعيل حسن وجد ضالته في هذا الصوت الغنائي الجديد (محمد وردي) ليشكلا ثنائيا فنيا ظل متجددا ومتقداً ووهاجا لفترة طويلة من الزمان وليقدما لجمهور المستمعين أعذب الكلمات ممزوجة مع أجمل الألحان ، بل لازالت تلك الأغاني تحتل أعلي مبيعات الكاسيت السودانية حتي اليوم في السودان والقاهرة وشرق أفريقيا وغربها من تشاد وحتي نيجيريا ، بالرغم من ان عمرها الفني قد تجاوز الأربعين عاما،ونلاحظ أن وردي إذا أحيا حفلا في الوقت الحاضر وتغني فيه بعشرة أغاني مثلا، فإن سبعة منها علي الأقل تكون من كلمات إسماعيل حسن، فكانت بدايته مع إسماعيل كما نراها في:
    أوع ياقلبي تنسي .. حملتك ياقلبي000حملتك أمانه
    ولعلها كانت اغنية (الوصيه)
    ثم أردفها أيضاً بأغنية (سؤال):
    كده أسال قلبك عن حالي00أسألو
    تنبيك عن سؤالك أشواقي .. أسألو
    وبعدها كتب إسماعيل حسن من الأغاني الطويلة :المستحيل وخاف من الله وبعد إيه وكم طرب الجمهور لتلك الكلمات عندما يترنم بها وردي في تلك الخالده التي غطت علي كل الساحة في بداية الستينات من قرننا العشرين ، إنها ( بعد إيه):-
    إعتذارك000 مابفيدك
    ودموعك000 مابتعيدك
    العملتو00 كان بإيدك
    وأنا00 مالي ذنب فيه
    أنا 000أستاهل وضعتك00
    في مكاناً00 مامكانك.00
    روح00القدر بنفسو00
    ماببكو عليه000
    ليه ؟؟ ضيعوك00ودروك
    وإنت00 مابتعرف صليحك00
    من عدوك 00
    وإستـغلوا الطيبه 00
    في قلبك000وبإسم العواطف
    خدعوك000
    الله00 ياخد ليك حقوقك
    ويجازي 00الظلموك
    و يحكي لنا الشاعر أسباب إتخاذ قرار وضع حد للعلاقة السامية مع مشروعه في أغنية (بعد إيه) حيث يختتمها : (ضيعوك ودروك ) ثم يتواصل الإبداع في مرحلة أخري من تلك المسيرة فيظهر الغناء ذو الإيقاع الخفيف والذي كان ينهمر مدرارا من راديو أم درمان قبل ظهور التلفاز عام 1962 حيث ظهرت: نور العين، والحنين، وذات الشامة،ومابنساك، ولنري الشاعر إسماعيل حسن حين يعتز بطهر العلاقة والوفاء بالعهد ويترجمها غناءً هائلاً ذلك الأسمر الفارع الطول ، الضاحك دائماً (محمد وردي)وهو يترنم في (نور العين):
    قلبي الحابيك00 ماخان لياليك
    ماناسي الماضي ماتقول ناسيك
    ما بدل حبو أبدا ماإتنكر لـيـك
    لكن الأشواك والناس حواليـك
    وفي اخري ينتقل شاعرنا بمطربنا إلي المفردات المستخدمة كثيرا في لهجة أهلنا (السناجك)التي تناولها اسماعيل حسن في العديد من أشعاره مثل ياحليل ، واشقاي، واعذابي، وهي تعبيرات تمتليء بالوجد ، فقام بتوظيفها توظيفا فنيا راقيا ومتقدما جدا حيث نلاحظ في أغنيته الشهيرة علي نطاق السودان وأثيوبيا وأرتيريا والصومال(القمر بوبا) قد إحتوت علي أوصاف من البيئة الشايقية البحتة واصفا فتاته بكل أنواع ثمار النخيل في مراحل نموه المختلفة ومستخدما ذلك في عدة مواقع من تلك الأغنية النابعة من وحي الطبيعة ولنري ذلك في هذه المقاطع من (القمر بوبا) التي ترجمها وردي في لحن فرائحي كبير:
    الصغيري شـجيرة الأراك ياقمر عشره الفي سماك
    شايله روحي وقلبي المعاك وين لقيتـك لامن آباك
    الدفيفيق الدابو ني البسـيمتو بـتكويني كي
    أهلو ضنو عليها وعلي حبها النساني والدي
    مابخليك إن بقيت حـي يا قصــيبة السكر الني
    نهـدك المارضع جنـي
    ووب علي أمـك00و000 ووبـين علي
    القمر بوبا عليك تقيل
    والقمر بوبا :-هو نوع من الذهب الخفيف جداً -حلق- ويوضع علي الأذن في شكل (فدوه) وهنا قد إستخدمه الشاعر برغم أنه خفيف جداً في وزنه ، إلاّ أنه قد إعتبره ثقيل الوزن علي أُذن تلك الفتاة (من فرط إشفاقه عليها000) وهذا في رأيي نوع من الرقة الشاعرية لايوجد مثيل له00يرحمك الله يا أسماعيل حسن فقد كنت شفيفاً للغاية في تناولك لفن الوصف00ثم تتواصل الأوصاف في تلك الخالدة التي تعبر عن تراث منطقه كبيره وهامة في شمال بلادنا الحبيب بلاد الشايقية الواسعة والغنية جداً بجماليات الطبيعة و النيل الخالد والناس وبشتي أنواع التمور:-
    الصـغيري أم الجنا ياكريم ربي تسـلمـا
    تبعد الشر من حلتـا جنـه للأم الـولـدتا
    الفي جبل عرفات وضعتا تسلم البطن الجابتـا
    التميري الفي سـبيطتا الصفار شابك خضرتا
    معذوره أمها كان دسّـتا دي ترباية حـبوبـتا
    واهـلاكي النار شافتا معذباني أنا ود حـلتا
    وهنا يظهر تأثير البيئة تماما في تلك الكلمات مثل التميري وهي تصغير للتمرة وهي لاتزال في السبيطة ولم يتم قطعها بعد) كما أن البنت عندما تتم تربيتها عند (الحبوبة) فإن ذلك في زمان مضي كان يعتبر نوعا خاصاً من أنواع الرعاية الفائقة والحنية والتدليل0 ولقد تمني الشاعر لتلك الأم (الجنة) وأن يبعد الش من المنطقة كلها حيث توجد فـتاته، وتلاحظ كلمة (واهلاكي) وهو تعبير شايقي بحت0 وفي كل ذلك ياتي صوت وردي الممتليء عشقاً لكل شيء جميل ، ونري اهل أثيوبيا وأرتيريا يحفظون هذه الأغنية وبهذا اللحن المتميز ، بل لاتزال تذاع تلك الأغنية بإستمرار في إذاعتهم الرسمية من وقت لآخر0
    وننتقل إلي مقطع آخر أكثر تعبيرا في تلك الأغنية الخالدة:
    الجزيـري أم بحراً حمي فيها روحي وقلبي الـنما
    مابسـيبا إن بقي في السماء مابخلي الناس تظلمــا
    روحـي فـي دربك سالما يا غرق ياجـيت حازما
    ومنذ ذلك التاريخ أصبح تعبير (يا غرق000 يا جيت حازمها) تعبيرا شائع الإستخدام في مواقف معينة وهو كناية عن المجازفة في فعل شيء أو في محاولة عمل شيء معين فإن أصاب الشخص في المحاولة فهو يأتي (حازمها) وإن أخفق فهو بلا شك قد (غرق) ويتواصل شريط الذكريات 000مع فنان أفريقيا الأول0
    ______________________________________________________________
    المصدر : من كتاب أهل الإبداع في بلادي - الجزء الأول _ القاهرة عام 2000م
    الموزعون: مكتبة عزة للنشر والتوزيع – شارع الجامعة - الخرطوم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de