|
عُرس الشعر السوداني بالعاصمة القطرية
|
هاشم صديق … مثار حديث الصحافة القطرية أهل السودان بالدوحة يتفاعلون مع ندواته بقلم: صلاح الباشا .. الدوحة ظلت الصحافة القطرية تتحدث وتنشر طوال الفترة الماضية أخبار فعاليات المنتديات التي تم تنظيمها لإستضافة الأستاذ الشاعر والمسرحي العريق هاشم صديق ، حيث كانت زيارته الحالية إلي الدوحة قد أحدثت نقلة كبيرة ومتسعة في النشر والتعريف بمستوي الإبداع السوداني في مجال الشعر العربي بمختلف مدارسه ، فتابع قراء الصحف جماليات العديد من قصائد الشعر الذي كتبه الأستاذ هاشم صديق من خلال دواوينه أو من خلال نقل قراءاته الشعرية في الإحتفاليات التي أقيمت له . ولقد تحدث هاشم صديق بإسهاب في منتدي صحيفة الشرق القطرية الذي نظمه القسم الثقافي بالصحيفة حيث حضر المنتدي المقفول بقاعة المؤتمرات بدار الصحيفة العديد من الأكاديميين في مجال الإعلام ولفيف من الكتاب والنقاد والصحفيين بالصحيفة ، وقد ادار المنتدي الدكتور بشير صالح المحاضر بقسم الإعلام بجامعة قطر ، وقد حضره أيضاً وميله الدكتور عبدالرحيم نور الدين الكاتب المعروف والمحاضر بالجامعة ، ومن أهل المسرح فقد حضر المنتدي الممثل والمخرج المسرحي المبدع محمد السني دفع الله أستاذ المسرح بوزرة التربية القطرية والأستاذ المخرج محمد الأسد كبير المخرجين بتلفزيون أم درمان سابقا والذي يعمل حالياً مخرجاً بقسم تكنولوجيا التعليم بجامعة قطر ، كما حرضها أيضا الأستاذ السينمائي عبدالرحمن نجدي من جامعة قطر والذي يستضيف الأستاذ هاشم صديق هذه الأيام في زيارته إلي العاصمة القطرية. كما حضر اللقاء المهندس عباس أبوريده رئيس مجلس إدارة الجالية السودانية بدولة قطر والكاتب صلاح الباشا والأستاذ محمد ميرغني مساعد أمين الإعلام بالجالية والشاعر الغنائي المعروف مدني النخلي . وقد تناولت المداخلات قضايا ومشاكل ومعوقات الدراما السودانية حيث أجاب الأستاذ هاشم بأن الفنون بمجلمها ومن بينها عميد الفنون وهو المسرح لا يمكن أن تتطور وتتقدم وتأتي أكلها إلا في وجود الحريات السياسية الكاملة بحيث يبدع الفنان المسرحي أو غيره في مجاله حين يعلم بأن ليس هناك رقيباً يقف عقبة أمام تمدد إبداعاته وإنتشارها بين الناس .. بثلما يتقدم الفن في وجود إعلام مستقل ومتحرر من القيود الرسمية ليساعد في تبني وإنتشار هذا الإبداع .. وعند سؤالنا في المنتدي للأستاذ هاشم عن تخلف ومحلية ونادرة الدراما السودانية هل هي نتاج في محلية الطرح نفسه أم في محلية اللهجة السودانية غير المنتشرة عربياً أم ضعف الإنتاج والتمويل ؟ وقد أجاب هشام بأن كل هذه الأشياء تعتبر أسباب ، بالإضافة إلي عدم وجود الإستقرار السياسي في البلاد منذ إستقلاله وضعف أداء البنية الحزيبة نفسها وكثرة إنقساماتها علي نفسها حتي اللحظة مما يؤكد عدم قدرة السياسي السوداني علي عدم الإستفادة من تجاربه السابقة ، مشيراً إلي عجز الأيدولوجيين وعدم صبرهم في عملية التطور الديمقراطي فليجأون إلي الحكم الشمولي ليستمر مسلسل المعاناة.. مما ينعكس بالطبع علي نتاج الفنون والآداب ومن بينها الدراما ، أما في مداخلة أخري فقد تحدث الأستاذ السني دفع الله ذاكراً [ان من أهم عدم إنتشار الدراما حتي داخل السودان هو عدم وجود شركات إنتاج متخصصة للإستثمار في هذا المجال وعدم توفر شركات فنية ذات إمكانات مادية كبيرة تستطيع أن تنتج مسرحاً ومسلسلات حيث أشار الأخ السني أن العديد من الدول الأفريقية المجاورة تري شعوبها بأن الدراما السودانية أقرب للتعهبير عن مشاكلها الإجتماعية إن تم ترجمة أحداث المسلسل إلي لغة أجنبية علي الشريط مثلما يحدث في عالم السينما وهو مجهود غير مكلف كثيراً إن وجدت شركات إنتاج تلج إلي هذا الميدان المبرح ، كما أشر إلي أن ميزانية تلفزيون السودان لا تسمح بعمل أكثر من مسلسل طويل أو إثنين علي أحسن تقدير طوال العام بالكامل . تحدث الأستاذ هاشم بإسهاب عن أدوار الشعر في تناول هموم الناس وقضاياهم الحياتية وأهمية إرتباط الفعل الثقافي بالهم الوطني ، مشيراً إلي دور المسرح أيضاً في هذا الإتجاه ، وقد إستعرض الأستاذ هاشم تطور الدراما في السودان حيث تناول في سيرة تاريخيةبادات العملية السمرحية التي نشأت داخل دور المدارس ثم تمددت من خلال الأندية الإجتماعية في الأحياء ، ثم الفرق المسرحية الصغيرة حتي يصل الأمر إلي التطور الحالي بعد أن ظهرت أدوار التأهيل الأكاديمي والنهضة الشاملة بقيام المعهد العالي للموسيقي والمسرح . وقد قرأ الأستاذ هاشم العديد من قصائد الشعر الذي كتبه مؤخراً والذي أحدث لقطاً واتناولاً في الصحف السودانية والخليجية من خلال اللإنتشار عبر الإنترنت حيث لعبت ( سودانايل الإلكترونية ) اليومية من الخرطوم دوراً وضاحاً في نشر هذا الإبداع إلي كل الدنيا حيث سبق أن تابع الناس بالخارج قصائد ( قرنتية – ست الشاي - أنا شفت يابت في المنام ) بكل مضامينها التي تتناول الفعل الإجتماعي والترميز السياسي بثلما أتت وهي تتناول هموم وقضايا الجماهير في قالب يكتنز بجماليات التعبير الساخر بما يحمله من ملامح الإحباط الحياتي داخل نسيج المجتمع السوداني. أما في الندوة التي نظمها مركز شباب الدوحة التابع لللجنة الأولمبية القطرية والتي تم عقدها ذات مساء بقاعة المها بفدنق شيراتون الدوحة العالمي فقد ضاقت القاعة بالحاضرين وكانت ندوة شعرية بحتة حيث قاطع الحضور مقاطع إلقاء هاشم صديق بالتصفيق الحاد حين كانت أبيات شعره تلامس الهم السياسي السوداني ، بل وكان الضحك المتواصل إعجاباً بفنيات اللغة الشعرية ذات النكهة التي عرف بها الأستاذ هاشم صديق عبر مسيرته الطويلة في دنيا الأدب والتي تقارب الأربعة عقود من الزمان .وكانت من أجمل الأشياء أن قام الإخوة القطريون بتقديم درع مركز شباب الدوحة كهدية للأستاذ هاشم مع شهادة تقديرية من رئيس مجلس إدارة المركز الأستاذ علي أحمد اليوسف وسط تصفيق متواصل من أهل السودان الذين ظلوا يصفقون وهم وقوف ، بل وبعد نهاية الندوة قام الأستاذ هاشم بالتوقيع علي أوتوجرافات العديد من الشباب. أما مسك ختام اللقاءات المفتوحة فقد كانت الليلة التي أقامتها المجموعة السودانية للثقافة والبيئة بصالة الإحتفالات بمركز أصدقاء البيئة بالعاصمة القطرية الدوحة حيث ضاقت القاعة بما رحبت بسبب كثافة الحضور من الجنسين وقد كان الإنفعال واضحاً بالموضوعات الشعرية التي طرحها الأستاذ هاشم صديق في الإحتفالية ، وقد ظل الحضور يطلبون من الأستاذ إلقاء هذه أو تلك من القصائد التي شملتها دواوينه التسعة .. فتحدث الرجل وألقي وأبدع وإنفعل حتي بح صوته .. وقد أشفقنا عليه من طول مدة الإحتفالية ، وكان عرساً جميلاً لأهل السودان في الدوحة وهم يقاطعون الأستاذ بالتصفيق الحاد من خلال قصائده الساخرة من الواقع السوداني من خلال تلك النصوص الشعرية التي نقلتها تكنولوجيا الإنترنت عبر ( الويب ) إلي كل أركان الدنيا في في غضمة عين كأكبر عمل توثيقي في عالم الفنون والإبداع في العصر الحديث يستفيد من هذا التطور التقني الذي يسمي ( بالإنترنت ) حيث لا يوجد رقيب ولا حسيب ولا يحزنون وقدإستجاب الأستاذ هاشم صديق لرغبة الحضور بختم اللقاء بإلقائه لقصيدة الملحمة الأكتوبرية التاريخية وفي ليلة وكنا حشود بتصارع عهد الظلم الشبّ حواجز شب موانع جانا هتاف من عند الشارع قسماً .. قسماً .. لن ننهار طريق الثورة .. هدي الأحرار والشارع ثار وغضب الأمة إتمدد نار والكل يا وطني حشود ثوار وهزمنا الليل .. والنور في الآخر طل التار والعزة أخضرت للأحرار يا أكتوبر أنحن العشنا .. ثواني زمان في قيود ومظالم .. وويل وهوان كان في صدورنا .. غضب بركان وكنا بنحلف .. بالأوطان نسطر .. إسمك .. يا سودان **** فإهتزت القاعة بالتصفيق الحاد وأدمعت عيون البعض .. وصعد الجمهور إلي المنصة لمعانقة الأستاذ هاشم صديق وهو يستلم العديد من الهدايا التقديرية والشهادات التذكارية من المجموعة السودانية للثقافة بالدوحة ومن مركز أصدقاء البيئة القطري .. ولم تغب رابطة مشجعي هلال الملايين عن الحدث حيث تقدم بإسمها أمينها العام الأستاذ سيف الدين خواجة بمجموعة هدايا وشهادة تقدريرة بإسم مشجعي الهلال . وفي الختام شكر الأستاذ عثمان عبدالمجيد الإعلامي السوداني المعروف والمنسق العام للمجموعة السودانية للثقافة والبئية .. شكر الأستاذ هاشم صديق علي هذا الإبداع الوطني المتجدد ومحيياً أهل السودان بدوحة العرب علي هذا الإنفعال والتفاعل الذي كان واضحاً ومشرفاً في كل المنتديات التي إستضافت إبن السودان الوطني المتجرد هاشم صديق
|
|
|
|
|
|