|
وردي ... وترهات المتبرع الشهم
|
وردي : من الخرطوم إلي الدوحة (2-3) بعد روعة إستقبال الفنان ومعه المتبرع .. ماذا حدث ؟؟ ********************************* كتب صلاح الباشا من الخرطوم : كان مساءً جميلاً ... ذاك الذي حضر فيه الأستاذ الموسيقار محمد وردي( فنان أفريقيا الأول )إلي الدوحة في أمسية الخميس الثاني عشر من سبتمبر 2002م حيث كان في إستقباله بصالة كبير الزوار بمطار الدوحة الدولي كل أعضاء لجنة التكريم والعديد من السودانيين وأقرباء وأصدقاء ومعارف الأستاذ بدولة قطر ، يتقدمهم السفير السوداني الذي قابله بسيارته الدبلوماسية في سلم الطائرة ، كما أتي كل مندوبي الصحافة القطرية والعربية والمصورين وكاميرات الفيديو .. ودعي للأستقبال العديد من أهل الفن والأدب من أهل قطر، وكانت لفتة بارعة أن وجد موسيقارنا في إنتظاره كل من البروفيسور عمر إبراهيم عبود رئيس قسم المسالك والبروفيسور الجراح الفاضل الملك رئيس قسم جراحة الكلي بالمستشفي . وفي مساء اليوم التالي ( الجمعة ) كانت اللجنة قد أعدت مسبقا برنامج حفل إستقبال كبير بفندق رمادا بالدوحة حيث أمه عدد ضحم جداً من السودانيين والنخب العاملة في قطر من أهل السودان حتي يتمكن الأستاذ من مقابلة أهل السودان قبل أن يدخل المستشفي .. وفي اليوم التالي بدأت إجراءات دخول المستشفي وإستمرارية الغسيل الكلوي له والمقررة أصلاً ثلاثة مرات في الإسبوع .. كما بدأت إجراءات التحاليل النهائية له وللمتبرع – حتي ذلك الوقت – هشام . كانت الأمور تسير علي مايرام .. والزوار يأتون كل مساء للشقة المفروشة التي خصصتها اللجنة كنزل للأستاذ وللمتبرع وللعائلة .. كما تم تخصيص شقة أخري لأبناء وردي الذين وصلوا من السودان ومن دول العالم إلي الدوحة و للضيوف الذين يأتون من السعودية والخليج لحضور الجراحة . وقد فاتني أن أقول أن المتبرع هشام وفي أول تصريح ومقابلة له بالصحف القطرية بالمطار قال : من السهولة أن نجد مليون متبرع مثل هشام يوسف .. لكن ليس من السهولة أن نجد مبدعاً واحداً مثل الأستاذ محمد وردي .. وقد نشرتها الشرق القطرية بالمانشيت العريض .. مما زاد أهل السودان هناك فخاراً فوق فخارهم المعهود .. وقد أسمته الصحافة( بالمتبرع الشهم ) .. حتي أن الشاعر الأستاذ محجوب شريف قد أرسل لي بكلمة معبرة – تاريخية - عن هذا المتبرع الشهم .. ونشرناها له بصحيفة الوطن القطرية حسب توصيته وسلامه للأخ الصحفي هاشم كرار بالوطن .. ولكن .. حدث مالم يكن في الحسبان .. حيث شعرت عائلة وردي بأن المتبرع هشام بدأ يتغيب من السكن لعدة ساعات ثم لعدة أيام .. وبدأ في التفوه ببعض الكلمات للعائلة .. مثل : الرجولة والشهامة ما بتأكل عيش في هذا الزمن .. وبعد ذلك حدث مالم يكن في الحسبان .. فقد ترك المتبرع السكن وإستأجر غرفة في واحد من فنادق الدوحة العادية بمنطقة السوق .. ولما سألت الأستاذ وردي عن السبب ومن أين له بتكاليف الفندق .. فأفادني بأن لدي هشام مبلغ ألف دولار أتي بها من الخرطوم ولقد أعطاها له ليلة السفر أحد أقرباء وردي بالسودان إعجابا بموقفه . . كما أضاف وردي لنا بأن هشام رفض إجراء الجراحة مالم يعطوه الآن مبلغ السيارة الحافلة التي وعدته به اللجنة القومية العليا بالخرطوم وقد خصصوا لها مبلغ خمسة وعشرين مليوناً من الجنيهات بعد عودتهما إلي الخرطوم فضلاً عن أشياء أخري تنوي اللجنة أن تكرم بها المتبرع تقديراً لشهامته ولعدم طلبه لأي مقابل بالخرطوم مقدماً .. وهنا قال له وردي بأنه لامانع لديه من توفير هذا المبلغ له الآن قبل الجراحة من حسابه الخاص .. وقد كان يعادل عشرة آلاف دولار .. غير أن هشام طلب رفعها إلي خمسة عشر ألف دولار لأنه يريد أن يرسلها لأهله لكي يشتروا له دكانين في كسلا ليعمل صالون حلاقة حديث في أحدهما ويفتح محل خدمات كمبيوتر في الدكان الثاني . كل ذلك .. وأهل وردي الذين حضروا للجراحة من أماكن بعيدة بالخليج في دهشة تامة .. وظللنا نحن نتكتم علي هذه المساومات المفاجأة حتي لا تصل إلي الصحافة بالخليج وبالخرطوم لأنها لا تشرف سمعة السودان والسودانيين إن إنتشرت إعلامياً .. وهذا الكتمان أتي تلبية لرغبة الأستاذ وردي شخصياً .. وعندما أصر البعض أن يدير وردي ظهره لهذا الشاب ويعيده إلي الخرطوم ويرسل إلي مركز الكلي بالخرطوم بان يتصلوا ببقية المتبرعين لإرسال متبرع آخر من الذين أبدوا الرغبة الشديدة مسبقا ولوجه الله تعالي .. فإن الأستاذ وردي أصر علي الإبقاء علي هشام وإعطائه مبلغ الخمسة عشر الف دولار التي طلبها .. وقد كانت متوفرة مع الأستاذ حين ذاك .. إلا أننا رأينا أن نحفظها له كأمانات في خزينة فندق الشقق المفروشة وأن يعطي له مقابلها إيصال أمانة رسمي بحيث تسلم له بعد الإنتهاء من الجراحة والخروج من المستشفي .. فوافق هشام علي الإقتراح ورجع إلي الفندق إستعداداً لدخول المستشفي لإجراء عملية القسطرة لكليته للأطمئنان النهائي قبل تاريخ الجراحة بيومين حسب تعليمات الجراح . ولقد تم كل ذلك .. حتي أن اللجنة المنظمة للعمل والتي كانت تجتمع في منزلي بالدوحة لمتابعة المستجدات .. قد قررت إيفاد ثلاثة أشخاص منها وقد كنت من ضمنهم للذهاب مساء إلي المستشفي لزيارة هشام لتحيته ورفع روحه المعنوية .. ومعنا باقات الزهور وعلب الحلوي لغرفته .. وحتي ذلك الوقت لم تكن اللجنة تعرف شيئاً عن تلك المساومات من المتبرع إلا شخصي الضعيف . وهنا حدث أيضا مالم يكن في الحسبان .. فقد رفض هشام التوقيع علي مستندات الموافقة علي نقل كليته حين أتت له إدارة المستشفي ( حسب النظام المتبع في مثل هذه الحالات ) .. شاكياً من أنه يشعر بحمي وأنه لم يشاور أهله في هذا الإجراء وأن والدته لا توافق حين إتصل بها من الدوحة .. وقد إستدعوا له رئيس قسم الطب النفسي بالمستشفي وهو الصديق الدكتور السوداني (محمد عبدالعليم ) الذي زاره وبدأ يهديء من روعه .. وقد أوصي بعدم الضغط عليه لإجراء العملية في مثل هذه الظروف .. كما أن السفير السوداني قد زاره لكي يشد من أزره .. إلا أنه رفض رفضاً باتاً التوقيع علي أوراق الموافقة الخاصة بنقل الكلي . ثم خرج هشام من المستشفي .. وتأجلت العملية التي إنتشر خبر قيامها بعد أن أتي إلي الدوحة العديد من أهل وردي من الخارج لحضورها .. ثم غفلوا راجعين إلي دولهم مرة أخري .. ولكن ماذا حدث بعد ذلك .. وكيف بدأ هشام يساوم مرة أخري من داخل الفندق الذي أقام به .. وكيف وصل الخبر إلي إدارة مركز الكلي بالخرطوم .. وماذا كان رأي مدير المركز الدكتور محمد إبراهيم حمدوك والدكتورة الراحلة سلمي محمد سليمان ... بل كيف عاش أهل السودان بالدوحة حين سمعوا بتلك المساومات وعمليات الإبتزاز التي أجلت العملية ؟؟ ذلك نجده في الحلقة القادمة بالأسبوع القادم إنشاء الله ،،،،
نقلاً عن صحيفة النخبه الرياضية الفنية اليومية بالخرطوم للنشر في الشرق القطرية - سودانيز أون لاين
|
|
|
|
|
|