|
وردي ..... والمتبرع البائع - حلقه أولي
|
كتب صلاح الباشا [email protected] ماكنا .. والله يشهد علي ذلك .. نود التطرق في كتاباتنا ولو من بعيد لأمر في غاية الحساسية وهو فكرة رحلة الأستاذ الموسيقار إلي الدوحة لإجراء عملية نقل الكلي التي تكللت بالنجاح التام في السادس من أكتوبر من عام 2002م .. كيف جاءت الفكرة ..كيف نبعت .. كيف قال لنا الأستاذ وردي بالخرطوم بعد عودته من أمريكا في مايو 2002م وماصاحب ذلك من فرحة إمتدت طويلا وسط أبناء شعب السودان وهم يستقبلون بفرح إنفعالي قيثارتهم المغردة وهو يعود إلي أرض الوطن بعد هذا الغياب الطويل المرير . ولولا حديث الأخ الذي رافق الأستاذ وردي كمتبرع لوجه الله وماكان يريد ضوضاء حسب تصريحاته للجنة القومية بالخرطوم .. ثم حدث ماحدث بعد وصوله الدوحة .. وأخيرا ماصرح به في تلك المقابلة التي أتاحتها له الزميلة صحيفة ( الدار ) قبل عدة أيام .. ومارافق ذلك من تشويش متعمد أضر كثيرا بسمعة موسيقار ألأجيال وأحدث بلبلة مصطنعه وسط الجماهير وما رافق ذلك من مضايقات وإحباطات بين أهل الأستاذ وردي ومعجبي فنه .. وكل أفراد عائلته .. لولا كل ذلك .. وقد كنا شهود عيان .. بل أصحاب طرح فكرة ذهاب الأستاذ وردي لتلقي العلاج بالدوحة حين كنا نعمل بها حتي وقت قريب .. لما تجرأنا لنشر هذه الحقائق المذهلة والتي تدحض كل حديث الأخ المتبرع والذي في نظر الشعب قد تحول إلي بائع بعد وصوله إلي الدوحة .. وهو له مطلق الحرية في عملية البيع والشراء تلك كما يشاء .. لكن أن يحاول أن يكتسب عطف الشعب السوداني بعد أن تحول من متبرع لوجه الله إلي بائع عادي وفي وقت عصيب .. تصبح مسألته منتهية مع الأستاذ ولا يحق له بعد ذلك حتي أن يتحدث معه أة أن يقابله .. شأنه في ذلك شأن أي مواطن آسيوي يعرض جزء من جسده للبيع لمن يحتاج حيث تنتهي العلاقة بين البائع والمتلقي بإنتهاء الصفقة . وفي حقيقة الأمر .. فقد حضرت في إجازتي السنوية من الدوحة إلي الخرطوم في يوليو من عام 2002م .. وفي اليوم التالي ذهبت فورا للسلام والتحية علي موسيقارنا وردي بحي الصافية حيث خصصت له الشركة المضيفة ذلك المنزل .. كما أشير أن هناك علاقات صديقة قوية ومتينة وعميقة الجذور بين عائلتنا العريضة ببركات بودمدني وعائلة زوجة الأستاذ وردي السيدة علويه محمود رشيدي بمدني أيضاً .. فضلا علي العلاقة العميقة الجذور التي كانت تربط وردي بأخي الأكبر الراحل الأستاذ الفنان حسن الباشا رئيس ومؤسس إتحاد فناني الجزيرة بودمدني حتي وفاته في عام 1997م .. وفي أثناء جلسات الغسيل الكلوي للأستاذ بمركز الكلي بالخرطوم تحت إشراف الدكتور محمد إبراهيم حمدوك والراحلة الدكتورة سليمي محمد سليمان التي أستشهدت مع العديدين من أسرة المركز في حادثة غرق الأتوبيس النهري في سبتمبر 2002م .. كنت أحضر بعض جلسات الغسيل مع وردي .. وتناقشنا طويلا في عدة أمور تتعلق بعملية نقل الكلي .. حيث كان المتبرعون بالكلي للأستاذ في إزدياد مستمر يوما إثر يوم .. وكانت جموع الشباب تتمني نيل هذا الشرف لفنان شعب السودان .. غير أن الأخ هشام كان الأكثر إلحاحاً علي نيل هذا الشرف ، وكان وردي وقتذاك يفكر في العملية لتتم بلوس أنجلوس حيث كان يقيم وحيث يوجد طبيبه الخاص الذي كان يتابع الحالة هناك .. لكن السفارة الأمريكية وقتذاك كانت تحظرمنح الـتأشيرات للسودانيين وبالتالي لايتسطع وردي إستخرج تأشيرة للمتبرع للسفر معه ، وقد أخبرني الأستاذ وردي بأنه يجري محاولات للسفر إلي ألمانيا بعد الحصول علي التكلفة .. وقد كانت عالية الكلفة .. وتتعدي المائة ألف دولار كأجرة عملية فقط بخلاف المصاريف الأخري المعروفة وتكاليف السفر . وأذكر أنني قد طرحت للأستاذ بأن نجري محاولات لإجراء العملية بالدوحة .. حاصة أن بها مركز ممتاز وله تجارب في نقل الكلي .. ويرأسه طاقم الجراحة البروفيسور الفاضل الملك ، إلا أن وردي أجابني وهو علي فراش كرسي غسل الكلي ( يا صلاح الدوحة .. مات فيها مصطفي سيد أحمد .. أنا ماماشي ليها ) فضحكنا جميعا علي هذه القفشة .. وقلنا له أن الأعمار بيد الله وأن الراحل مطصفي زرع كليته في موسكو لكنها فشلت إبان زيارته للدوحة في عام 1992م ولم يزرعها هناك .. المهم .. أنني عدت غافلا إلي عملي بدولة قطر وقلت للأستاذ ( فكر في الموضوع ) ولنبدأ محولاتنا بالدوحة . وبعد سفري بإسبوع إتصلت به عارضاً عليه الفكرة مرة أخري .. فأفادني فورا بالبدء في المحاولة وتكلفتها إن وجدنا الموافقة من جهات الإختصاص بإدارة مؤسسة حمد الطبية في قطر والتي يتبع لها مستشفي حمد العام حيث يوجد مركز زراعة الكلي .. فإتصلت من داخل الدوحة بالأخ الصديق الدكتور الفاتح بشير الملك إختصاصي جراحة العمود الفقاري والأعصاب كي يرشدني ويساعدني في كيفية إجراءات الحصول علي الموافقة بعد أن عرفته بأن الأستاذ وردي وافق علي مقترحنا بالحضور إلي الدوحة .. وقلت له حافظ علي سرية الأمر حتي الإنتهاء من خطوات الموافقة ونجاحها قبل أن تسمع بها وسائط الإعلام بالسودان والخليج .. فأفادني بأنه إبن عمه ( بروف الفاضل الملك ) رئيس القسم مسافر سويعود بعد يومين .. كما أن البروف الصديق عمر إبراهيم رئيس قسم المسالك البوليه – وهو ليس جراح – سيعود من خارج قطر بعد اربعة أيام وسأنقل لهم طلبك ورغبة الأستاذ وردي كي يعملوا علي الحصول بالموافقة من مجلس إدارة حمد الطبية ويرأسه وزير الصحة شخصياً وهو الدكتور الإنسان ( حجر أحمد حجر ) . وبعد إسبوع واحد إتصل بي علي هاتفي الجوال الأخ البورف الفاضل الملك الذي عرف برقمي من دكتور الفاتح الملك وعرفني بنفسه وسعدنا جدا بمعرفة وإمتدت صداقتنا حتي اللحظة ، حيث أبلغني بأنهم بدأوا إجراءات الحصول علي الموافقة من سعادة رئيس المجلس ووزير الصحة .. وقد كان متفائلا بالنتيجة .. ومالبث الأمر إسبوعا واحدا حتي إتصل بي مرة أخري يبلغني بالموافقة ويطلب مني إرسال صور جوازات الأستاذ وردي والمتبرع وأضفنا عليها جواز زوجة الأستاذ .. ثم طلب التقرير الطبي الخاص بوردي وبالمتبرع ( وهو تقرير مطابقة أنسجة الكلي ) فقمت في ذات المساء بالإتصال بوردي بالخرطوم وقد كانت الفرحة تملأ جوانحي .. ولكنني رجوت من الأستاذ أن لا يعلن الأمر حتي نصل إلي مرحلة إستخراج تأشيرات الدخول إلي قطر بواسطة إدارة المستشفي بالدوحة .. وحينذاك بدأت الإتصالات الطيبة الجادة بين الفاضل الملك والراحلة دكتورة سلمي والتي كانت دفعة البروف بجامعة الخرطوم .. وتمت الإجراءات . وبعد إستلامنا لتأشيرات الدخول .. أرسلناها للأستاذ وردي بالفاكس وحددنا له أن يحضر في تاريخ 12/9/2002م وهو يصادف يوم الخميس .. وحتي ذلك الوقت لم أخطر أحداً بهذه الخطوات إلا خال وردي الأخ الصديق عبدالمجيد مكي – المصور الخاص بوزارة الخارجية القطرية – حيث كنت أعمل مراجعا ماليا في ذات الوزارة .. وكان عبدالمجيد يتابع معنا كل تلك الخطوات لحظة بلحظة ..ويتابع أيضا مع إدارة السمتشفي ومع البروف الفاضل الملك ، وبعد ذاك قمت بتكوين لجنه سودانية من كفاءات عديدة تعمل في عدة مرافق في قطر .. وأضفت عليها أعضاء من محلس الجالية السودانية ومن روابط المدن السودانية المتواجدة بالدوحة فضلا علي السفارة السودانية ممثلة في شخص الأخ نادريوسف المستشار الثقافي لسفارة السودان بالدوحة حتي تأخذ اللجنة الشكل الوطني العريض .. وقد إتصلت بسعادة الأخ السفير الفريق أول محمد أحمد مصطفي الدابي سفيرنا بالدوحة شارحاً له كل القصة وكل المساعي التي كللت بالنجاح .. فطلب مني تزويده برقم هاتف وردي بالخرطوم ليتصل به مهنئا وداعما لعمل اللجنة العليا التي قمت بتكوينها لإستقبال الأستاذ وتكريمه بالدوحة .. ومن ثم الإشراف علي علاجه ، فإستجاب كل من طلبته للعمل بها وقد كان عددهم خمسه وعشرين شخصا مشهود لهم بالعطاء والتجرد .. فإنعقدت اللجنه قبل وصول وردي بإسبوعين وتوزعت إلي عدة لجان : للمال والإعلام واللإستقبال والتنظيم... ولكن وللحقيقة والتاريخ فقد وجدنا بعض المقاطعة والحملات الغوغائية من بعض أصحاب الأفكار المتزمتة من أقصي اليسار إلي أقصي اليمين ، فبعض أهل اليساروليس كلهم بالطبع يريدون تسييس اللجنة وأن تكون يسارية صرفة وبعض أهل اليمين غير مؤمنينأصلاً بالعمل نفسه ، ولكننا صممنا أن تكون اللجنة قومية غير سياسية لتستقبل الأستاذ بمثل ما إستقبلته كل قطاعات الشعب السوداني بالخرطوم عند عودته من أمريكا وتحملنا كل إساءات البعض الجارحة في أمر أصلا لايستوجب منهم التدخل أو إبداء الرأي .. بل لنا أن نتساءل .. لماذا لم يبادروا بهذا العمل منذ وقت مبكر .. أليس هو التخريب لأي عمل طوعي يستهدف الوقوف لجانب فنان شعب السودان... فإنتصرت اللجنة في عملها وقد إلتف حولها كل أهل السودان بالدوحة ومعهم عائلاتهم .. وتم نشر الخبر بالصحف القطرية والسودانية ..كما أفردت صحيفة الخرطوم صفحاتها يوميا لهذا الحدث .. كما دعونا كل وسائل الإعلام والصحف القطرية والعربية وأهل الفنون والشعراء القطريين والسودانيين للحضور للإستقبال بصالة كبار الزوار بمطار الدوحة الدولي يتقدمهم السفير السوداني وطاقم السفارة .. كما دعونا الأصدقاء الدكاترة عمر إبراهيم عبود والفاضل الملك للحضور إلي المطار كإستهلالية نفسانية للأستاذ وردي وللمتبرع حتي تلك اللحظات . أما ماذا حدث من المتبرع بعد ذلك بالدوحة ... فموعدنا في الإسبوع القادم القادم إنشاء الله ملحوظ: نقلا عن صحيفة النخبه السودانية
|
|
|
|
|
|