|
لغة العيون .. في الشعر الغنائي السوداني
|
نستريح قليلا في جولة خفيفة مع أجمل أبيات الشعر الغنائي السوداني قديمه وحديثه والذي يدور محوره في وصف العيون…ومما لاشك فيه أن العيون ومشتقاتها من نظر ولحظ وبصر ورماح وسهام 00إلي آخر القائمة قد ورد ذكرها كثيرا في شعر الغناء السوداني ،وقد سجل الشعراء إبداعات عديدة ومتباينة في هذا المجال ، وإن لم تكن كلها رائعة فهي تميل إلي الطرافة في رقـة توظيفها للغرض المحدد.علما بأن الشعر العربي الغزلي عبر مسيرته التاريخية كلها منذ العصر الجاهلي كان للعيون فيها حظاً وافراً من قديم الزمان 0 فمثلا في أغاني شعراء الغناء السوداني القديم والذي يطلق عليه مجازا أغاني (الحقيـبـة) نجد أن هنالك صولات وجولات لشعرائها في منطقة العيون تحديداً ، بالرغم من أن ( بنات زمان) ليس من السهولة أن تري أعينهن ( وليس كحال البنات اليوم) واللائي ربما لا تجد للعين فيهن جاذبية سريعة نظراً لكثرة الحوامة في الشمس والإنتظار للحافلات التي تقلهن لمدراسهن أو جامعاتهن أو حتي مكاتبهن ، فضلاً علي المدافرة في أبوجنزير وغيره من المواقف العجيبة، ولا ننسي إجهادا العيون في ( كثرة المذاكرة ) للشهادة وخلال سني الدراسة الجامعية ، كما لاننسي الجهد المبذول في مشاهدة التلفزيون والفضائيات ، وأخيراً الكمبيوترات. فالشاعر سيد عبدالعزيز قبل سبعين عاما قال: نظره ياالسمحة أم عجن لوكان قليل يشفي البدن عريس صفا الأيام وبيه أنظر جمال تـلك الفتن وهنا إستخدم الشاعر كلمة النظر بدلا عن العين . أما إذا مررنا علي أغاني الراحل (كرومه) والتي يتغني بواحدة منها الفنان أحمد المصطفي سنجد الأغنية الشهيرة تحتوي علي عدة مقاطع منها علي العيون: أنا مامعيون أزاي ودواي خدود وعيون لحاظا يــخيف قـايد الـمليون وتــرهب عـنـتـر ونابلـيون حـلـيف آلامي عـيوني عـيون دي ملكه جنــودا شلوخ وعيون وقديما كان يغني فنان ودمدني الراحل الخير عثمان في إحدي تسجيلاته بالإذاعة عيوني وعيونك أسباب لوعتي ولاننسي أيضا أغنية الراحل(أبوصلاح) بدور القلعة ،والتي يتغني بها محمد الأمين منذ زمن مبكر: العيون النوركن بجهرا غير جمالكن مين السهرا يابدور القلعه وجوهرا وكيف ننسي ودالرضي منذ أكثر من خمسين عاماً عندما قال لهن في ودمدني أمام كلية المعلمات حينما كان بالصدفة هناك ورأي نظراتهن تحوم : يعاينن شوفتي .. في كامن ضميري ويمحن والشاف فاتن جمالن وإنتظارن .. رمحن قلوباً ما إنشون بي نار غرامكن و قمحن الله يكبرن.. الكبرني وسِمحن كما أن الراحل إبراهيم الكاشف ردد في الكثير من أغانيه لغة العيون ،ولنري:- جـنـنـني ياخي العيون عيون حبيبي000 هن أساس الريد والجنون العيون الفيهن نعاس000هن أساس معني الجناس هن بقيدن في الروح حماس00هن يقودن زول للجنون كما تغني أبو الأمين أيضا للشاعر فضل الله محمد بتلك الرائعة ( ذات الشجون) والتي أخفاها محمد الأمين منذ الستينات ليخرجها للنور في الثمانينات في حفلة لندن الشهيرة والتي توزعت عالميا في شكل كاسيت وفيديو بواسطة الشركة المنتجة للحفل وهي شركة ( حصاد للإنتاج الفني) بالخرطوم : ماهو باين في العيون 00وين حنهرب منو وين الهوي البعث الليالي .. الحالمه في ذات الشجون وكيف لا تـفوت الفرصه علي الراحل ودالقرشي حينما غرد البلبل الراحل عثمان الشفيع له: الليله وين ياعيـنيا بيتكم بي ويـن ياعيـنيا أنا ما بنوم ياعينيا عدد النجوم ياعـيـنيا يلاك نقوم ياعينيا الخرطوم عموم ياعـينيا ويتدخل ابوعركي البخيت في الميدان ويحلق بنا بأغنيته الخـفيفة وبإيقاعها السريع والتي كتب هو كلماتها :- حلوه عيونك فيهن روعه ** فيهن حب بتمثلو لـوعه قلبك طيب زي روح شمعه**تضوي قلوبنا وتمسح دمعه ثم يتفجر (فنان الفنانين) الأستاذ محمد ميرغني ذو الصوت الطروب في كلامه للعيون ومن أشعار الشاعر المتألق التجاني حاج موسي :- كلمني ياحـلو العـيون*** أديـني عطفك ياحنون كلمني حاول حس بـي** عاتـبني أرمي اللوم علي كلمني والكائن يكون0 ولقد دخل الشاعر الراحل عثمان خالد الميدان منذ زمن مبكر عندما تغني له إبن البادية (رحلة عيون): ننساك 00هو إنت بتتنسي00ماإنت روحنا وحبنا سافرنا في عينيك ولسه00قلوبنا بيك متجننا وهنا أيضا يأتـي الكلام الجميل من الراحل الـمتفرد الغزير الإنتاج (إسماعيل حسن )حيث حلق بنا الأستاذ محمد وردي ومنذ أكثر من أربعين عاما بالأغنية المتجددة في العيون:- يانور العين إنت وينك وين الشعر الناعم بعطرو أسرني والوجه الناير بنورو غمرني وعيون نعسانه برموش تجرحني خلـتني مـتيم وين راحت مني وأيضاً كتب إسماعيل حسن تلك المفردات التي تغني بها محمد ميرغني ومن ألحان حسن بابكر – بالطبع- أغنية: أمسكي عليك عيونك ديل أمسكيهن يعاينن لي .وزي شباك منور في ظلام الليل ده شيتن أصلو ما شفناه لا في الناس ولا في الريل ده ماقدر الله جانا عديل أمسكيهن عيونك ديل ثم يأتي الكلام العربي الفصيح من الشاعر الإستاذ الـمـتمكن جدا من التعبير بصحيح اللغة وحلوها (الحسين الحسن) متعه الله بالهعافية حينما تغني له الكابلي بالقصيدة الـمتميزه والمشهورة عربيا 0 (إنـي أعتذر):- وقد كنت أعلم أن العيون **تقول الكثير الـمثير الـخطر ولكن برغمي تـفشي الخبر**وذاع وعم القري والـحضر ونـختم بأحلي الكلام في الشعر العربي حيث قال (جريـر) قديمـا في الشعر ( الماخمج): إن العيون التي في طرفها حور قـتـلـنـنا ثم لم يحـيين قـتلانا يصرعن ذا اللب حتي لاحراك به وهن أضـعف خـلق الله إنسـانا والشعر الغنائي بالسودان يزدحم بهذا اللون من الوصف ولا يتسع المجال لإستعراضه كله ونكتفي بهذا القدر آملين أن تكون تلك السطور وجبه خفيفه علي مجتمع البورد الفنان بطبعه .. وفي نفس الوقت نفتح الباب علي كل من لديه مفردات شعريه غنائية عن لغة العيون .. أن يتكرم بإضافتها .. - ونحن حدنا وقف لغاية هنا - برغم أنني قبل الختام تذكرت رائعة الراحله مني الخير يا عيون المهما ياعيون وإلي اللقاء
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لغة العيون .. في الشعر الغنائي السوداني (Re: wadazza)
|
الاستاذ القدير الباشا لك التحية اجمل ما يقال عن الشعر يقال عيون الشعر العربي هنالك بيت جميل جدا وعلي ما اذكر والله اعمل لود الرضي ربما بيقول عيونك علمنٍُ عيني بكاء الخنساء واجمل ما غني ايضا يا عيون المها يا عيون
لك التحيا السيف في غمده لا يخشي بواتره ولكن سيف عينيك في الحالين بتار
| |
|
|
|
|
|
|
|