|
كان إســـــمها الســـــودان
|
في مساء متأخر نوعاً وفي منتصف الإسبوع الماضي وصلتني رسالة علي الهاتف النقال من الأخ الصديق/ أنور التكينة مدير إدارة الإعلان بالزميلة الصحافة يخبرني فيها بنبأ موافقة مجلس الصحافة علي ترشيح إدارة الرأي العام لإسناد رئاسة تحرير الصحيفة لأخي وصديقي الوفي الأستاذ كمال حسن بخيت ، وعندها لم تسعني الفرحة .. فقمت بنشر ذات الرسالة للأصدقاء في كل الدنيا ، سواء الذين تربطهم علاقة ود وذكريات رطبة مع الأستاذ كمال أو الذين يهتمون دوما بمتابعة المستجدات في الساحة الصحفية والإعلامية بالسودان . وبما أنني كنت أعلم مسبقا بأن صحيفة محترمة وضخمة كالرأي العام لايمكن أن تعمل لفترة طويلة بلا رئيس تحرير مسؤول إثر إنتهاء فترة تكليف أستاذنا إدريس حسن ، فإنني كنت علي يقين بأن إدارة الصحيفة لن يشغلها كثير تفكير في إختيار شخصية قيادية لتدير تحرير الصحيفة وكمال حسن بخيت بين ظهرانيها يعمل ، لكل ذلك فإن الأمر لم يكن مفاجأة بالنسبة لي ، بل كان بمثابة رد إعتبار للأستاذ القدير كمال لكل ما أصابه من رذاذ أصدقائه قبل أعدائة خلال أزمنة قريبة ماضية في كافة الصحف التي عمل بها رئيسا للتحرير ، بل ساعد في تأسيسها بمهاراته وكفاءته ومهنيته عالية الدفق ، فهو الذي ظل يجذب أرقي وأجمل الأقلام للكتابة الراتبة في كل إصدارة تسند إليه رئاسة تحريرها لذلك كله ... فإن الرأي العام - وفي تقديري الشحصي - ستزداد ألقا فوق القها ، وبهاء فوق بهائها ، لأن القدارت الإبداعية التي حبا الله تعالي بها كمالاً ستجعل من القاريء العزيز ينهل وينهل من معين الرأي العام الذي لاينضب .. ومهما قيل ويقال فإن كمالاً يعتبر إضافة حقيقية لا تقبل الجدل لهذه الإصدارة الرزينة المتوازنة، غير أننا سنظل نشفق علي كمال من مكايدات أعداء النجاح في كافة الأوساط والوسائط ، فما أن يبتعد كمال عن رئاسة تحرير أي إصدارة فإن كافة أشكال وألوان المكايدات تهدأ وتستغرق في ثبات عميق ، لكنها تستيقظ فجأة عندما يتبوأ الرجل - كمال - رئاسة تحرير صحيفة ما .. ولنا في تجارب الرجل السابقة أمثلة حية ن فهو العروبي حتي النخاع والذي ظل يدافع دوما عن قضايا الجماهير تحت أحلك الظروف التي أحاطت بتاريخ بلادنا منذ أكثر من أربعين عاما من الزمان . لذلك نقول لمؤسسي الرأي العام ولأصدقائها ولأسرة تحريرها المتألقين .. أبقوا عشره علي كمال .. ونحن ككتاب وكإعلاميين سنقف خلفكم لتقديم أرقي الخدمات الصحفية لأهل السودان في كل الدنيا .. وهنا تذكرني رائعة الفيتوري التي تغني بها وردي السودان : كان إسمها السودان .. كما إسمها الثورة .. كان العرس عرس الشمال .. كان جنوبيا هواها .. فكمال هو الهوي الجميل الذي يعشق تراث هذا الشعب الجميل ... ولا أزيد .. وكفي بالله شهيدا
صلاح الباشا ... الخرطوم
|
|
|
|
|
|