|
عندما إحتـفت الدوحة ... بالفيتوري
|
كان إلقائه للشعر في ليلته الليلاء بقاعة سلوي الفاخرة بشيراتون الدوحة هي حديث المجتمع الأدبي من خلال فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي خلال الأيام الماضية .. ليس ذلك لأن الأستاذ الشاعر محمد الفيتوري أحد الأعلام التي تكتب وتكتب وتنشد وتنشد في كل المحافل ، لكن لأن الفيتوري في تلك الأمسية الأنيقة التي حفها الحضور الجميل الكثيف من الجنسين ومن كل الجنسيات العربية المقيمة في قطر وحاصرتها كاميرات الفيديو الخاصة من المهتمين بأدب الرجل وبإبداعاته وبمضامين قصائده ، فكان جل إنشاده من القصائد وقتذاك تتحدث في مجملها عن معاناة إنسان العالم الثالث ، والأفريقي منه علي وجه الخصوص
وقد كانت لفتة جميلة أن دعته سفارة السودان بالدوحة لحضور أمسية إفتتاح مبني السفارة وسكن السفير بالحي الدبوماسي بالدوحة (وهي ملك خاص لحكومة السودان) حيق تبرع المهندسون السودانوين بالإشراف الكامل علي تنفيذ البناء بالمجان وفاءً للسودان ولأهل السودان في كل مكان وبحضور السيد وزير الخارجية السوداني د. مصطفي عثمان وزميله ووزير الثقافة الأستاذ عبدالباسط عبدالماجد .. فحضر الأستاذ الفيتوري إحتفالية السفارة وسط عاصفة من التصفيق الحار حين رحب به وزير الخارجية في كلمته التي ألقاها بالحفل .
والشاعر الكاتب محمد الفيتوري شديد الإعتزاز بتمازج العرق العربي مع الأفريقانية حيث أنتجت هذه الخلطة هجيناً عزيز النفس وقوي الشكيمه وعالي الحس الفني المرهف ، تحدث الرجل عن بواكير حياته حين رحل من السودان ميمماً شطر قاهرة المعز لينهل العلم ، فكم دار في حواريها وأزقتها ثم تمددت رحلاته حتي الأسكندرية التي خبر دروبها وخفاياها ، كتب في الصحف المصرية حين كانت الأقلام تشرئب بأعناقها في النقد الأدبي مابين الحكيم ونجيب والعقاد والمازني وجيل الشباب وقتذاك مثل كامل الشناوي والنقاش وصلاح عبدالصبور والراحل الظريف صلاح جاهين .. فكانت تلك التوليفة من عباقرة الأدب والنقد والشعر قد أسهمت في تقوية ملكات وقدرات الفيتوري وبدأ نجمه يسطع في القاهرة منذ أكثر من نصف قرن ، إلي أن أصبح أحد العلامات البارزة في أمسياتها الشعرية ، فإنتقل بعد ذلك إلي الخرطوم ليجعل من منافذ صحفها حركة عالية المقام حتي ترأس تحرير مجلة( هنا أم درمان) التي كانت تصدرها وزارة الإعلام إلي أن تحولت إلي ( مجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح ) حيث ترك بعدها السودان في عهد نميري الذي لم يقدر إبداعاته ، مما دعاه إلي الإستقرار في بيروت ، وقد منحه العقيد القذافي الجنسية الليبية في بداية سبعينات القرن الماضي لأن جذور الفيتوري تعود إلي بعض القبائل السودانية اللبيبة في غرب السودان المتاخم لحدود ليبيا . ولم يزر السودان إلا بعد إنتهاء عهد نميري بسبب الإنتفاضة في ابريل من عام 1985م.
كتب الفيتوري قائلا .. و أنشد في ليلته الليلاء بشيراتون الدوحة مبتدءاً بتلك التي سبق أن تغني بها الأستاذ الكابلي منذ سنوات طويلة :
في حضرةِ من أهوي
عبث بي الأشواق
حدّقتُ بلا عينٍ
ورقصتُ بلاساق
وزحمتُ براياتي
وطبولي .. الآفاق
عِشقي .. يفني عِشقي
وحياتيَ .. إستغراق
مملوككَ .. لكني
سلطان العُشاق
وللفيتوري العديد من كتيبات الشعر الجميل التي تنافس بعضها البعض وقد كتبها في مراحل مختلفة ، وكلها تعبر عن آمال وطموحات الإنسانية في غدٍ أفضل
وكيف ننسي روائع الفيتوري الوطنية الخالدة التي غرد بها فنان أفريقيا الأول وقيثارة النيل الموسيقار محمد وردي منذ أزمنة مبكرة أصبح الصبح ) بعد إنتفاضة أكتوبر64م وأيضاً ( عُرس السودان ) بعد إنتفاضة أبريل 85م كان إسمها السودان .. كان إسمها الثورة .. كان العُرس عُرس الشمال .. كان جنوبياً هواها )... ولك الله ياوردي السودان ... وشكرا للفيتوري الذي أتحف العرب بشموخ قصائده المتألقة دوماً .. وإلي اللقاء صلاح الباشا [email protected]
|
|
|
|
|
|