|
شعب السودان في إنتظار وردي
|
محمد وردي يعطر سماء الوطن
الجمهور ينتظر بمطار الخرطوم
قيثارته التي طال غيابها
************************
نعم... ينتظر جمهوره من شعب السودان قدومه مساء الثلاثاء 21/مايو علي أحر من الجمر .. ذلك لأنه هو فنان الشعب السوداني وفنان أفريقيا الأول ، ذلك الأسمر الذي ما إنفك يتغني للوطن .. يتغني بقضايا وآمال وأماني وأحلام شعبه لمايقارب نصف قرن من الزمان .. فهو الذي جعل كل الأجيال تردد معه رائعة الفيتوري الخالدة حتي اللحظة والتي غرد بها وردي بمطار القاهرة في الإسبوع الماضي حين إزدحم المطار بشعب السودان هناك .. حين كان الآلاف من السودانيين بالقاهرة بإنتظاره لحظة هبوط طائرة ( لوفتهانزا) التي أقلته من مقر إقامته في لوس أنجلوس .. و حين أطل غيثارتهم خارج مطار القاهرة فوجيء وردي بمجموعات النساء يطلقن زغاريد الفرح التي شقت عنان السماء في أرض الكنانة فإنفعل وردد مغنياً ومنشداً ورددت الجماهير معه حينذاك:
أصبح الصبحُ .. وها نحنُ
مع النور إلتقينا
إلتقي جيلُ البطولات ِ
بجيل التضحيات
إلتقي كل شهيدٍ
قهر الظلمَ ومات
بشهيدٍ لأم يزل..
يبذر في الأرض ِ
بذورَ الذكريات
أبداً ما هنتَ .. يا سودانـنا
يوماً علينا
بالذي أصبحَ شمساَ في يدينا
وتتواصل أفراح شعب السودان حين يصل الخرطوم فنان أفريقيا الأول وهو في شوق عجيب للقاء جماهيرشعبه التي هي الأخري في شوق عجيب لرؤيته وقد أكملت اللجنة العليا للتكريم كافة إستعداداتها بكافة قطاعاتها ولجان طلابها بشتي مراحلها لتمتليء مساء اليوم ساحات مطار الخرطوم الدولي .. ولتغرد مع عندليبها وقيثارتها التي طال غيابها ولسان حالهم يقول كما كتبها الشاعر مبارك بشير وغرد بها وردي:
نلتقيك اليوم .. يا وطني
لقاء الأوفياء
قد تنادينا خفاقاً..
كطيور الريح
في قلب العتامير.. تلاقينا
لك يا أرض البطولاتِ
وميراث الحضارات
نغني اليومَ ..
في عُرس الفداء
ها هنا يبستم النهرُ العظيم
لبعانخي.. ولتهراقا
للمهدي ..لعلي عبداللطيف
ولعبدالقادر.. ودحبوبه
للقرشي..لجموع الشعب في كرري
نذكر الآن .. جميع الشهداء
نذكر الآن .. جميع الشرفاء
كل من خطّ علي التاريخ
سطراً بالدماء
كل من صاح ..
في وجه الظلم لا .. لا .. لا
وقد أتت الأخبار من الخرطوم تفيد بأن كل برنامج لجان التكريم والإستقبال قد تمت الموافقة عليها من السطات المختصة.. بما في ذلك تجهيز مسرح مع مكبرات الصوت بساحة مطار الخرطوم مع أوركسترا إتحاد الفنانين لكي يؤدي فيه فنان أفريقيا الأول تحية خاصة للجماهير السودانية بأغنية حسب رغبته .. ألا وهي رائعة الشاعر الراحل إسماعيل حسن الخالدة - حسب ما أفادنا به الأستاذ منتصر قولاب -مدير أعمال الموسيقار محمد وردي .. ليحي ويخاطب بها جمهوره من شعب السودان من خلال معني مفردات تلك الأغنية
قلبي الحابيكَ .. ما خان لياليكَ
ما ناسي الماضي.. ما تقول ناسيكَ
ما بدّل حُبهُ .. أبداً .. ما إتنكر ليكَ
لكن الأشواق... والناس حواليكَ
يانور العين. إنت وينك .. وين
وهي مفردات تكتنز بعدة مضامين وحزمة أشواق وودفقات حنين ووتراكم وفاء .. وستظل - نور العين -من الأغنيات المحببة كثيراً إلي قلب الموسيقار محمد وردي .. بمثل ما هي محببة إلي جماهير الشعب السوداني.
وكم كانت سعادة أهل السودان خارج الوطن غامرة وهم يتابعون أخبار سارة تفيد بأن المتبرعين بكلية لموسيقارنا الذي يعاني من الفشل الكلوي بلغ عددهم خمسين شخصاً من داخل السودان تتطابق فصيلتهم مع الفنان محمد وردي .. وتبقي فقط عملية زراعة الأنسجة لإختيار الكلية الأفضل ...
وسيستمتع جمهور وردي قطعاً بحفلاته الكبري الثلاثة التي سيحييها بالخرطوم حسب إتفاقه مع الشركة المنتجة للعمل .. لتكتمل الفرحة بعمل تكريم شعبي كبير للموسيقار الفنان محمد وردي بأستاد الخرطوم .. ثم يعود بعد شهر كامل إلي أمريكا لمواصلة رحلة العلاج وزراعة الكلية التي يتم إختيار صاحبها من ضمن المتبرعين...
نسأل الله تعالي أن يهب الصحة والعافية لهذه القامة الإبداعية المتميزة التي قدمت عطاءً كبيراً من جماليات الفنون والإبداع للشعب السوداني وللشعوب الأفريقية التي أحبت فنه كثيراً ، وقد أصبح محمد وردي بذلك العطاء الغني المتواصل والمتجدد يحتل مساحة كبيرة في خارطة تراث وثقافات الشعوب العربية والأفريقية علي إمتداد التاريخ الإنساني .. بمثلما يحتل موقعاً غالياً داخل أفئدة شعب السودان الذي يتميز بحبه للفنون الجادة التي تعبر عن أشواقه المستديمة لكل شيء جميل ..ووردي يعرف جيدا كيف يحرك أشجان الجماهير .. وكيف يخاطب خيالاتها وأحاسيسها .. فهل هو ساحر يرتدي سترة أنيقة ويجذب بصوته الملائكي إنتباه الجماهير ؟؟ ..أم هو كنار يحلق في فضاءات البلاد فيرسل الألحان لتأتي وهي تحمل دفئاً يدغدغ المشاعر .. ؟؟ أم هو نور العين ؟؟ ... و لك الله يا وردي
أبوالباشا/ الدوحة
|
|
|
|
|
|