إبداعات من مقرن النيلين - 1

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 09:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح الباشا(Abulbasha)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-09-2003, 06:52 AM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إبداعات من مقرن النيلين - 1

    الملف الإبداعي - مرتين في الإسبوع نقلاً عن الأنباء السودانية وسودانايل

    ******************************************************

    إبداعات من مقرن النيلين -1

    صلاح الباشا/الخرطوم
    [email protected]

    بتكليف وبدعوة كريمة من هيئة تحرير (الأنباء) إثر عودتنا النهائية إلي أرض الوطن بعد إغتراب متقطع قارب الثلاثة عقود من الزمان ، هانحن نساهم بهذا الجهد المتواضع لإثراء الحركة الثقافية والفنية في بلادنا ، وذلك إيماناً منا بالمقولة القديمة الراسخة : أن الشعوب تقاس حضارتها بمستوي فنونها وآدابها ، خاصة وأن بلادنا علي مشارف إستقبال حركة فنية وثقافية تأتي إلينا عجلي حين قررت هيئة اليونكسو أن تكون الخرطوم عاصمة للثقافة العربية في عام 2005 م ، مما يتطلب معه إعداد العًدة من الآن حتي تكون الخرطوم العاصمة كنموذج للسودان الواسع هي موضع ثقة اليونسكو وخبرائها ، ولما لا.. والثراء الفكري والثقافي والفني تزدحم به بلادنا ...والسلام المستدام قد أضحي واقعاً لايمكن تفاديه بحول الله . ونحن من جانبنا نفتح صفحات (الأنباء) من خلال هذا الملف الإبداعي لكافة التيارات الفنية بمختلف أجناسها الإبداعية لتسهم معنا في تأصيل شيء ما .. هو ثقافة وآداب وفنون شعب السودان المتميزة عبر التاريخ.



    وردي يصرح بالدوحة:

    إبراهيم عوض هو الذي مهّـد الطريق

    لظهور الأغنية الشبابية منذ نصف قرن

    كنا في زيارة خاصة ذات مساء لدار الأستاذ الموسيقار محمد وردي بالدوحة خلال أشهر النقاهة التي يقضيها هناك بعد عملية نقل الكلي التي أجريت له في السادس من أكتوبر الماضي ، وقد كان برفقتي الشاعر الصديق/ مدني النخلي والفنان الموسيقار عادل التجاني ، و كانوردي قد قرأ في الزميلة (الخرطوم) نبأ تكوين لجنة برئاسة الدكتور إبراهيم دقش لعمل إحتفاليات بمناسبة مرورالعيد الذهبي للفنان الكبير إبراهيم عوض في عالم الفن والغناء ، وهنا قال وردي: أن إبراهيم عوض قد أحدث نقلة كبيرة في مسيرة الأغنية السودانية الحديثة وقد تأثرنا بها كلنا ، وذلك بإتباعه لأسلوب أداء الغناء الخفيف بموسيقاه المتميزة ، وهو بذلك قد مهد لنا الطريق في أن نلج ساحة الفن منطلقين من تلك اللونية في الأداء اللحني ، وأضاف وردي : أن إبراهيم عوض قد وجد الكلمات والألحان المتجددة من الشاعر والملحن الراحل عبدالرحمن الريح الذي لعب دورا أساسيا في توظيف إمكانيات الفنان أبوخليل فبدأ بأغنية (هيجتني الذكري وحتي مرحلة أبسمي يا أيامي)، وقد تمددت تلك اللونية من الغناء الخفيف حين ظهرت الروائع من الأعمال الغنائية الخالدة بعد أن إلتقي إبراهيم عوض بالشاعر والملحن الموهوب الأستاذ الطاهر إبراهيم منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي حين كان الطاهر وقتها ضابطاً بالقوات المسلحة السودانية ، فأتت (لوبعدي بيرضيه – والله جنني – يا خائن – عزيز دنياي) وغيرها .

    وبهذه المناسبة نقول : لماذا لا يسعي مقدمو السهرات لإستضافة الأستاذ الطاهر إبراهيم صاحباجمل الألحان وأعذب الكلمات في مسيرة الأغنية السودانية

    فلاش باك

    الروائي العالمي الطيب صالح

    هل يبدأ موسم الهجرة إلي الجنوب ... ؟؟

    كانت حقاً سهرة فضائية ممتعة ورشيقة .. تلك التي بثتها الفضائية السودانية ثاني أيام عيد الأضحي المبارك حيث كان الضيف هو الروائي العربي العالمي الأستاذ (الطيب صالح) ، وكانت المضيفة هي الأستاذة (كوثر بيومي) مراسلة الفضائية السودانية بعاصمة الثقافة والفنون (القاهرة) .. فالأسئلة كانت شاملة وقد أتت من خلفية تظهر تمكناً من المذيعة في مادة الحوار .. وقد كست الأسئلة تقنية متقدمة وحضور بائن في الطرح بما إحتوته من كثافة معلومات عن إبداعات ومضامين روايات الأستاذ الطيب صالح ومن تجاربه الثرة.

    ومن جانب آخر .. وهو الجانب الذي شدّ إنتباه المشاهد .. هو لغة المحاورة وروعة الإجابات وسهولة السرد للأحداث وللرؤي العميقة حول مختلف الموضوعات التي أثيرت في اللقاء ، مما زاد من جرعة الإمتاع .. وقد مرت ساعات الحوار عجلي .. حيث كنا نتمني أن يمتد الحوار ويتشعب أكثر لأن مبدع في قامة الأستاذ الطيب صالح يحتاج إلي سلسلة طويلة من الحلقات ، وليس ذلك يعود لشهرة رواياته التي أصبحت عالمية بعد أن تمت ترجمتها إلي عدة لغات حية .. لكن لأن للطيب صالح مخزون من التجارب الإنسانية - الإجتماعية منها والثقافية - إمتدت لنصف قرن من الزمان بالتمام والكمال منذ أن تم إختياره مذيعاً بالقسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بلندن في عام 1953م حين كان السودان وقتذاك تحت الإحتلال البريطاني.. إلي أن تم إختياره مديرا عاماً لوزارة الإعلام بدولة قطر .. ثم خبيراً للثقافة بمنظمة اليونسكو في رئاستها باريس إ لي أن وصل سن التقاعد ويقيم الآن في لندن.

    ومن المحطات الجميلة في ذلك الحوار هي ذكرالعلاقات الإبداعية التي نشأت بين الطيب صالح والناقد الرقم (رجاء النقاش) الذي تربطه معه وشيجة الإبداع والهم الثقافي ، وكذلك علاقته الممتدة حتي اللحظة مع الأستاذ الأديب (محمد بن عيسي) وزير خارجية المغرب الحالي الذي كان له الدور البارز في فكرة قيام مهرجان (أصيلة) الثقافي السنوي بالمغرب حيث ظل الطيب صالح من أهم رموزه المشاركة دون إنقطاع .. بمثلما ظل يشارك أيضا في مهرجان الجنادرية السعودي سنوياً .. وبالطبع لم تنقطع مشاركاته وزياراته لدولة قطر من وقت لآخر كما نري . وقد تطرق الحوار حول إحساسه الخاص بعد أن أختارت مؤسسة الكتاب بالنرويج روايته ذات الشهرة الممتدة (موسم الهجرة إلي الشمال) كواحدة من ضمن أحسن مائة كتاب ورواية عالمية علي مستوي تاريخ الإنسانية جمعاء منذ بدء الخليقة ، ومعها من العربية رواية أديبنا الكبير نجيب محفوظ (أولاد حارتنا) التي سبق لها أن فازت بجائزة نوبل العالمية بالسويد قبل عدة سنوات.. وهنا فقد ذكر الأستاذ الطيب صالح أنه سعيد بهذا الإختيار أن تحتل روايته موقعها العالمي مع روايات الآخرين مثل تولستوي وفكيتور هوجو وبلزاك وتشارلس ديكينز وبيرتراند راسل وبرناتشو.

    وقد تناول الحوار – بالطبع- (أبو الطيب المتنبيء) الذي تمثل أشعاره جذباً لدرجة العشق عند الطيب صالح ، حيث ذكر أن المتنبيء هذا لو ولدت أعماله في بيئة غربية تهتم بالتراث لكان الآن له شأن كبير علي المستوي العالمي ولكتبت فيه بحوث ودراسات ، ولترجمت أشعاره إلي عدة لغات . لكن تبقي مسألة الإجابة من الطيب لسؤال من محاورته كوثر بيومي الذي ختمت به تلك السهرة : متي يعود الطيب صالح ويبدأ موسم الهجرة إلي الجنوب ..؟ وقد أجاب بأن (القدم ليها رافع) ... لكنني علي يقين أن الأستاذ سيعود إلي مقرن النيلين.



    إتكاءة ديكارتية

    الفيلسوف والمفكر الإيطالي الشهير (ديكارت) الذي عاش في روما أيام مجد الإمبراطورية الرومانية قبل قرنين من الزمان قال قولة مشهورة ذات مرة ، وقد أصبحت عبر التاريخ من الأقوال المأثورة في مجال الفكر الإيماني بخالق الوجود (أنا أفكر .. فإذن أنا موجود .. وإنني لم أخلق نفسي بنفسي .. وإلا لكنت أعطيتها كل صنوف الكمال التي تنقصني) .

    والمتأمل جيداً لمعاني تلك المفردات يجد أن هذا المفكر كان يعتقد إعتقاداً جازماً بأن العقل الإنساني المبدع طالما ظل يجتهد ويبدع وينتج الفكر والفن والأدب فهو بلاشك موجود في هذا الكون ، غير أنه لايمتلك القدرة في أن يخلق ذاته ، بل هناك قوة خارقة أخري هي التي خلقته ومنحته العقل ليفكر ، وتلك القدرة هي الذات الإلهية التي منحت الإنسان الوجود ، بمثلما منحته خاصية الموهبة المبدعة والخيال المتسع .. فستفيد الإنسانية جمعاء بنتاج إبداعاته التي يمتاز بها.

    كما أن (ديكارت) ومن خلال مقولته المأثورة تلك ، يؤكد علي حقيقة واحدة وهي أن الإنسان هو عنصر غير كامل القدرات ، أي أنه ليس هناك الإنسان الذي يمكن أن نطلق عليه أحياناً لفظ (السيوبر مان) ، مما يستدعي أن نقول أن هذا الفيلسوف المفكر قد أبان بجلاء تام العمق الإيماني الذي يجب أن يحرك العقل الإنساني نحو عدم التردد في الإيمان المطلق بالقدرة الإلهية التي تصنع كل شيء ، مما يناقض دعاة الوجودية من المفكرين والفنانين والمبدعين الذين إنتشروا كثيراً في أوربا الغربية إبان القرنين السابع عشر والثامن عشر وحتي منتصف القرن التاسع عشر ، من الذين لا يضعون إعتباراً للنواحي الإيمانية والروحانية في تحريك عجلة الحياة ، وقد رأينا كيف تناقص وإضمحل وتلاشي هذا النمط من المبدعين المفكرين بعد أن تمددت رؤاهم للدرجة التي إقتنع بها بعض مبدعينا ومفكرينا العرب حتي منتصف القرن العشرين ، ثم حدث التراجع الإيجابي منجذباً نحو النور الإيماني ، وإنتقل أولئك إلي الضد تماماً لما كانوا يعتقدون فيه، ثم (إزدادوا إيماناً ).

    لذلك .. نقول أن (ديكارت) فطن للأمر مبكرا وأطلق قولته تلك .. والتي أدارت عقول العديدين من أصحاب الفكر والفن والإبداع إلي حقائق دامغة لابد من أخذها في الإعتبار ، وأنهم لم يخلقوا أنفسهم بأنفسهم .. وإلا لكانوا أعطوها كل صنوف الكمال التي تنقصهم . مما يؤكد بالدليل القاطع بأنه لايوجد الإنسان (السيوبر مان) علي الأقل في مجال الفكر والإبداع .

    وحقاً كانت تلك المقولة التاريخية الراسخة والمبدعة هي (إتكاءة ديكارتية) .



    بغداد يا بلد الرشيد

    بغداد...تلك المدينة الساحرة التي تسترخي في خدر يكسوه الهدوء علي ضفة نهر (دجله) ، كانت تنام بكامل إطمئنانها وتصحو مبكراً لتجد كل الآمال التي تستقبلها بها صباحات أزمنتها المشرقة ، ليتجدد أمل أهلها .

    لقد حباني الله تعالي ذات مرة بزيارة سياحية إلي (بغداد) في صيف عام 1989م أي قبل عملية غزو الكويت بسنة كامله ، مكثنا فيها إسبوعاً ، وقد كانت المناسبة هي عطلة عيد الأضحي المبارك الذي صادف شهر تموز / يوليو ، وصيفها ملتهبُ ُ جداً كعادته ، فسعدتُ و أفراد عائلتي بمتعة الأكل الطيب زهيد القيمة ، وكان السمك المشوي علي الجمر في مطاعم شارع أبونواس علي ضفة نهر دجلة هو وجبة غذائنا الرئيسة اليومية .

    وفي تلك الزيارة كنا قد إقتنينا الكثير مما أنتجته مصانع الملبوسات في بغداد من أزياء راقية لازلنا نحتفظ بها لجودة صناعتها رغم مضي هذه السنوات الطويلة ، فكيف ننسي شارع السعدون العام بأنفاقه المرورية للمشاة ومشاهد مواكب سيارات زفاف العرائس التي تمر به منذ المساء الباكر والغناء الجماعي الجاذب يتعالي منها بكل بهجه في أمسيات المدينة المترعة بالفرح ، وأغنيات الراحل ناظم غزالي التراثية يرددونها في مواكب العُرسطالعه من بيت أبوها .. رايحه لبيت الجيران .. ليه ماتسلـِّم عليّ .. يمكن الحلو زعلان!) حتي تصل المواكب إلي صالات الفنادق ، ثم كيف لنا أن ننسي سوق الرشيد والشورجا وسوق شرقي وهو المقر الرئيس لتجمعات وتجارة السودانيين . كيف ننسي سياحتنا في حديقة الزوراء وزياراتنا لحدائق بابل المعلقة كواحدة من عجائب الدنيا السبعة علي إمتداد التاريخ الإنساني.. كيف ياتري حال بغداد الآن ... هل لازالت تحمل البشري والبشارة ؟

    كيف ياتري الآن حال شباب ذلك البلد الذي كان يحمل الفأل والأمل ؟ كيف ستكون مفاصل المستقبل ؟ وهل ستعود بغداد كعهد الرشيد ، منارة المجد التليد أم ستتواري فنونها وتراثها الثقافي العريق خلف غياهب المجهول ؟ هل سيفعل الزمن الجائر فعلته ويخفي مجد الحضارات منذ عهود الآشوريين والبابليين أم ستعود تلك الحضارات بكل فنونها وإبداعاتها لتصبح أنصع من إشراق الضُحي وأطهر من غلالات الغيوم ؟ وبرغم تعقيدات السياسة ورسومات الخرائط الجيوبولتيكية المتوقعة للعراق وربما للمنطقة ككل، سيظل الأمل يتجدد ويتمدد في خيالاتنا.. بأن تعود بغداد متألقة وأنيقة وآمنة كما كانت.. ليزيدها دجلة بهاءً فوق بهائها المعروف ، ولتتواصل حيوية شعب العراق الصابر علي تراكم جبال المعاناة منذ عهد نوري السعيد قبل نصف قرن من الزمان وحتي اللحظة، وربما حتي الغد ، ولكن هذا الشعب... لن يفقد مطلقاً حيويته ، كما لن بفقد خاصية الغناء للوطن .



    الخرطوم بالليل

    * كانت أمسية جميلة .. تلك التي أقامتها الزميلة (الخرطوم) بدارها تكريماً للبروفيسور عذالدين عمر موسي والذي يعمل محاضرا بجامعة الملك سعود بالرياض منذ سنوات طويلة ، بمناسبة فوزه علي جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات والتاريخ الإسلامي ، وهو يرأس المنتدي الثقافي هناك. وقد حضر الحفل العديد من اهل الصحافة والإعلام ورموز المجتمع وفي مقدمتهم البروفيسور علي شمو والبروفسور عون الشريف قاسم والدكتور إسماعيل الحاج موسي والدكتور إبراهيم الأمين والسيد إبراهيم رضوان والسيد عبدالرسول النور ، وقد شاركت فرقة الهيلاهوب المسرحية بإسكتشات ضاحكة وناقدة للجمتمع . و أعلن الأستاذ فضل الله محمد في الحفل نبأ منح السيد رئيس الجمهورية وسام الآداب والفنون للبروفيسور عذ الدين. كماقامت صحيفة المشاهد بتكريمه في ذات الليلة بدراها

    *حين يزور الدكتور حسن أبشر الطيب البلاد فإن مجتمع الأدباء والمثقفين والإداريين يشهد حركة ناشطة ولقاءات حميمة وجلسات إستماع للرجل الذي عرف بإهتماماته بحركة النشر لكل ماله علاقة بالشأن الثقافي السوداني ، خاصة وأن الأستاذ حسن أبشر يقيم بصفة مستديمة بالقاهرة حيث إفتتح مكتباً منذ عدة سنوات كبيت خبرة يثري العديد من مشروعات الإدارة وفنونها ، وقد سبق للدكتور حسن أبشر أن عمل مستشارا لوزراة القوي العاملة بسلطنة عمان ثم مديرا للمنظمة العربية للطفولة ومقرها القاهرة ويرعاها سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز ، ثم قام قبل ثلاثة سنوات بتأسيس بيت الخبرة الإداري العالمي بالقاهرة .

    *كما شرف البلاد أيضا في مارس الماضي الأستاذ محمود صالح عثمان صالح رجل الإعمال المعروف ببريطانيا والقاهرة ، وقد أشرف مركز عبدالكريم ميرغني بأمدرمان والذي يرعاه الأستاذ محمود علي طباعة العديد من الأعمال الإبداعية التي تعمل علي تأصيل ونشر الثقافة السودانية ، وتأتي المجموعة الشعرية الكاملة لمحمد المكي إبراهيم في مقدمة تلك الأعمال حيث قام بجمعها الدكتور حسن أبشر الطيب.

    *لازالت الحلقات التلفزونية التي سجلها الأستاذ الإعلامي عمر الجزلي مع الشاعر الدبوماسي المهاجر ( محمد المكي إبراهيم ) بواشنطن تجد إستحساناً فائقا ً، خاصة وأن الأستاذ ودالمكي يتميز بخيال خصيب في مجال الشعر والكتابه أيضاً .

    *تكونت خلال الأيام الماضية لجنة قومية طوعية مصغرة من أهل الصحافة تعمل في صمت علي توسيع مظلتها لتدبير السبل السريعة لعلاج الشاعر الدبوماسي ( سيد أحمد الحردلو) بالخارج ، وسوف تعمل اللجنة علي التواصل العملي مع الجهات الرسمية والشعبية ومع أهل الخير بالخرطوم للوقوف مع هذا الشاعر الإنسان الذي ظل يعاني من متاعب ضمور الكلي منذ عدة شهور .. كيف لا وهو الذي أثري الحياة الشعرية والفنية بالعديد من الأعمال المتميزة .. وقد سكنت أغنية (يا بلدي ياحبوب) داخل وجدان شعب السودان ، شفاه الله وعافاه.

    *بدأ التلفزيون القومي في شق الطريق نحو العالمية بدخوله عصر التنافس الفضائي بعد أن قام بتعيين مراسلين دائمين في عدة دول في العالم لمتابعة الأحداث والمستجدات ، وهي بلاشك طفرة متقدمة جداً في (الميديا الفضائية) ، مما أهلها لتغطية الأحداث الأخيرة بالعراق وببقية دول المنطقة أولا بأول وعلي مدار الأربعة وعشرين ساعة ، مما يستوجب إرسال التهنئة لإدارة التلفزيون وإلي طاقمها الفني بهذا الإنجاز العملي.



    وقفات فنية

    في سكون الليل

    دعنا نجتلي الصمت الرهيب

    كنت ذات مرة في زيارة للقاهرة قادماً إليها من الدوحة لمتابعة أمر طباعة كتابنا

    (أهل الإبداع في بلادي) الجزء الأول من أصل أربعة أجزاء ، والذي أشرف علي طباعته صديقنا الشاعر الغنائي العريق (السر قدور) المقيم بالقاهرة منذ عام 1971م ، وفي مكتبه بميدان لازوغلي بحي السيدة زينب بالقاهرة قابلت عنده ولأول مرة الأستاذ الراحل والإعلامي الكبير (فؤاد عمر) الذي إشتهر بالتوثيق الإذاعي لفن الغناء السوداني من خلال برنامجه الشهير (حبابك عشرة يازائر حبابك .. حبابك في رحابك مرحبا بك) بإذاعة ركن السودان بالقاهرة ثم وادي النيل وقد وضع موسيقي البرنامج الأستاذ الراحل الموسيقار برعي محمد دفع الله حين كان يعمل فني لاسلكي بسفارة السودان بالقاهرة ، وقد كان الأستاذ فؤاد من المتابعين بشدة لكتاباتنا التي كنا ننشرها بصحيفة الخرطوم حين كانت تصدر من القاهرة ، فذكر الأستاذ فؤاد عمر لنا في تلك الجلسة بمكتب السر قدور بأنه قد أجهد نفسه في البحث عن شاعر أغنية (في سكون الليل) لعميد الفن الراحل أحمد المصطفي ، والشاعر هو الأستاذ (مهدي الأمين) حيث لم نجد لهذا الشاعر حظاً من الأغنيات أو التداول الشعري في الصحف لأعماله ، مما يستوجب المزيد من البحث للحصول علي خيط يصلنا بأعمال هذا الشاعر وقد سمعنا أنه كان يعمل بوزارة التربية والتعليم قبل عقود طويلة .

    ولكنني بعد حديث الراحل فؤاد عمر ، عدت لمفردات القصيدة ، فوجدتها تكتنز بمعان سامية تحتوي علي كثافة هائلة من الوجد ومن مفردات العشق النبيل ، خاصة وأن عميد الفن الراحل أحمد المصطفي قد أبدع في وضع ذلك اللحن الهاديء الذي تميزت به ، فربما قام الشاعر بتلأيف تلك القصيدة فعلا في سكون الليل ، وربما قام بتأليف لحنها الهاديء ذاك فقيد الفن وعميده أحمد المصطفي في سكون الليل أيضا ، أما إذاعة أم درمان فقد كانت تبثها كثيرا أيام زمان وقبل ظهور التلفزيون في سكون الليل فعلاً ... وتقول الأغنية :

    في سكون الليل .. دعنا نجتلي الصمت الرهيب

    إن في جنبيّ معني .. فوق إدراكي عجيب

    لست أًعنَي .. لست أعبأ .. طالما كنت الحبيب

    هاهي الأضواء أغفت .. والدجي أصغي إلينا

    والمني في الحلم رفـّت .. وإستقرت في يدينا

    والذي عيناك أخفت ... قد بدا لما إنتهينا

    فاحتسينا .. وإنتشينا .. ماعلينا .. ماعلينا

    فإنطلق ياروحي إنا ... قد نزعنا القيد عنا

    ثم عدنا .. وإفترقنا .. كلنا يمشي وحيدا

    باكياُ قلباُ وجفنا ... خائفاً ألا يعودا

    أين منا الأمسُ أينا ؟ المني والحب أينا؟

    سرعة بديهة

    بين الكابلي وترباس

    إمتاز الشعراء والفنانون السودانيون بسرعة البديهة في نسج الشعر ثم تأليف لحنه وغنائه في سويعات محدودة ، وهنا قد ذكر الأستاذ الفنان كمال ترباس بانه كان ذات مرة برفقة الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي في رحلة فنية إلي مدينة ودمدني للمشاركة بالغناء بمناسبة إفتتاح تلفزيون الجزيرة في عام 1972م حين كان الراحل المقيم عمر الحاج موسي وزيراُ للإعلام وقد تم إفتتاح التلفزيون بحضور الرئيس الأسبق جعفر نميري حيث ألقي عمر الحاج موسي تلك الكلمة التاريخية التي كان يمجد فيها أهل الجزيرة بدءاً من الشيوخ .. مروراً بالمبدعين .. وصولاً إلي الرياضيين في ذلك الزمان.

    قال ترباس أنه قد لاحظ من خلال تلك الرحلة أن الفنان الكابلي ظل يدندن وهو داخل الأوتبيس بأغنية ما ، وعند وصولهم إلي فندق (الكونتيننتال) المطل علي شارع النيل بودمدني سأل الأخ ترباس الأستاذ كابلي حول ماكان يدندن به بهمس واضح خلال تلك الرحلة ، فأجابه الكابلي بأن أسمعه اللحن بمصاحبة آلة العود ... وعلي الفور تمسك ترباس بتلك الأغنية ، فأهداها الكابلي له ، بل وحفظها ترباس فوراً وأجري لها البروفات مع فرقته وتغني بها في ذات المساء في حفل إفتتاح تلفزيون الجزيرة .. تلك التي يقول مطلعها:-

    بريدك...و الريده ظاهرة في عينيا

    بريدك والشوق غمرني وفاض بيا

    ما إنت شبه البترادو .. وتسعد الكانوا إتعادوا

    كيفن ألقاك .. قول ليا .. قول ليا

    ومن هنا يتضح لنا مايذخر به فن الغناء السوداني من سرعة بديهة وإبداع متمكن يسكن في خيال أهل الإبداع في بلادي ... ولنا عودة لسرد سرعة بديهة لأعمال فنية متعددة في هذا المجال من خلال الملفات القادمة



    في الليلة ديك ... حدث الصراع الثلاثي

    يحدث من وقت لآخر داخل الوسط الفني صراعات حول الفوز بأداء أغنية ما .. يكتبها شاعر ويلحنها ملحن .. وهنا يبدأ الصراع حول الفوز بأدائها بين المطربين ، فقد حدث موقف قبل ثلاثة عقود من الزمان ، وتحديداً في عام 1974م تعارك فيه الفنانون .. ليس بالأيادي بالطبع .. ولكن بالهرولة نحو دار الأستاذ الموسيقار عمر الشاعر الذي كان وقتها طالبا بالمعهد العالي للموسيقي.

    ومن المعروف أن الأستاذ عمر الشاعر أتي إلي العاصمة من مدينته الساحرة درة الشرق (كسلا) التي سبق أن كتب فيها شاعرنا الراحل المقيم (توفيق صالح جبريل) أجمل الكلام .. وسنذكره فيمابعد . ومن المعروف أيضا داخل الوسط الفني في ذلك الزمان أن عمر الشاعر إرتبط إسمه فنيا بتلك الثنائية الإبداعية بينه وبين العندليب المغرد (زيدان إبراهيم) حيث قاما بتنفيذ العديد من الأعمال حين كان عمر يقوم بوضع اللحن وكان زيدان يملأ بها مساحات الزمان تطريبا رائعاً .. فشهدت الساحة العديد من الروائع (قصر الشوق- ماأصلو ريده – أسير حسنك ياغالي – أخونك) وغيرها كثر .

    غير أن الأغنية موضوع الصراع الثلاثي (علي وزن العدوان الثلاثي) الذي حدث للشقيقة مصر من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956م وإستطاعت دحره حين تدخلت أمريكا ووقفت ضد العدوان ، كانت تلك الأغنية هي (في الليلة ديك) حين قام عمر الشاعر بتأليف ذلك اللحن الخالد لها وبدأ ينتشر بصوته داخل الأوساط الفنية .. وهنا إشتعل الصراع ، فالجميع كان يتوقع أن يغنيها الفنان زيدان ، غير أن فناني كسلا بالعاصمة وقتذاك (الراحل عبدالعظيم حركة والفنان التاج مكي) المهاجر منذ سنزات بمدينة العين الإماراتية قد دخلا حلبة الصراع مع زيدان وكان كل من الثلاثي يريد الفوز بهاا، وحدثت المناقشات وإمتد الجلسات مع ملحنها الأستاذ عمر الشاعر ، وتدخل الوسطاء . كلًً يقف مع فنان من الثلاثة .. ولكن تم حسم الموقف لصالح زيدان وفاز بها ..وإرتبطت تاريخيا بزيدان إبراهيم.. ويقول مطلعها:

    في الليلة ديك ..

    لا هان علي أرضي وأسامحك ..

    ولا هان عليّ .. أعتب عليك

    شلت الجراح والإبتسامه ..

    وكل حرمان اليتامي

    جيت أهنيك .. وأصافحك ..

    جيت أقول مبروك عليك

    ولنترك بقية مفردات النص لفطنة القاريء المتابع وليتذكرها .... لكن نقول : كيف رأي شاعرها الدموع خلف الرموش مكبوته بحسرة .. وضياع ورعشة الكف الخضيب .... مقرونة بنظرة وداع .. جابو القدر في سكتك .

    إنه بلاشك القدر والقسمة والنصيب وليس (شاكوشاً) بلغة شباب اليوم ،،،،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de