أما آن لليل السودان ... من صباحات جديدة ؟؟؟ الحلقة الثانية

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 08:42 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح الباشا(Abulbasha)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-01-2006, 02:37 PM

Abulbasha
<aAbulbasha
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أما آن لليل السودان ... من صباحات جديدة ؟؟؟ الحلقة الثانية

    كتب صلاح الباشا
    *************

    كنا قد تحدثنا في مقالنا السابق من هذه السلسلة عن إنشغال النخب السودانية سواءً كانوا من محترفي السياسة أو من الزاهدين فيها من فتح آفاق جادة لعملية خلق واقع إقتصادي متجدد ، وركزنا علي إهتمام تلك النخب وإنشغالها بالهم السياسي وبصراع الأيديولوجيات أكثر من الإسهام الجاد للبحث عن إيجاد الحلول لتطوير مشروعات السودان الإستراتيجية القائمة منذ عقود طويلة والتي ذكرنا أهم مرتكزاتها في حديثنا الماضي ، فضلاً علي البحث عن إنشاء مشروعات جديدة تأتي أكلها في عدة إتجاهات بعد حين.
    وفي هذا المقام يجدر بنا ذكر ملاحظة هامة ساعدت علي إنشغال الناس عن بحث قضاياهم المصيرية ، وهي أن وسائل النشر والإعلام من صحف سيارة ومجلات ووسائل الميديا الأخري ، وحتي جلسات النقاشات العادية اليومية داخل المكاتب نراها تشغل نفسها بموضوع واحد يستجد في الساحة - أي ساحة – فتبدأ في تمطيطه وتوسيع مواعين نشره .. بل وخلق سلسلة من الأحاديث عنه يوميا ، برغم أن الموضوع أو الحدث المعني ليس له كثير تأثير علي حياة المواطن السوداني ، و بمرور الأيام ينسي الناس ذلك الحدث ، لتبدأ ذات الوسائل في تمطيط خبر جديد لحدث أكثر جدة من ذات المستوي البائس لشغل الناس به .
    كل ذلك يدل علي مدي قلة الحيلة وعلي مستويات الضحالة والبؤس الذي ظل يضرب بأطنابه علي خيالات الكثيرين من المتنفذين في تلك الوسائل الصحفية والإعلامية التي ظلت تتزايد إصداراتها في كل شهر حتي بلغت عددية صحف السودان ومواقع أبنائه الإلكترونية في النت تزيد عن وسائل نشر كل دول المنطقة العربية بطولها وعرضها مثلاً .
    فقد عشنا في زمان ماضي نشوة محاولات إنتصار آراء ومجهودات النخب السودانية علي رتابة طريقة عمل أهل السياسة ، ونذكر هنا وعند قيام سلطة مايو في عام 1969م أنها بدأت في ذات العام ترتيب أمر وضع خطة خمسية تستند علي إكتشاف الواقع الجغرافي لخريطة السودان المتسعة ، حيث أتت تلك السلطة بالخبراء الروس الذي جلسوا مع خبرائنا من الجامعة ومن المواقع الأخري في التخطيط للإقتصاد لشهور عديدة كانوا يجوبون وقتذاك معظم اقاليم السودان ، وذلك لتحديد نوعية المشروع الذي يمكن أن يقام في كل منطقة جغرافية حسب ماهو متاح من إمكانيات وموارد طبيعية في ذات الإقليم ، ونذكر تماماً أن السلطة قد أنشأت المجلس الأعلي للتخطيط حيث كان يرأسه الراحل المقدم بابكر النور عثمان سوار الذهب والذي قامت ذات السلطة بإعدامه إثر فشل إنقلاب حركة 19 يوليو بقيادة الرائد هاشم العطا الذي تم إعدامه ومعه بقية أعضاء مجلس حركته بعد فشل الإنقلاب سريعا. ونذكر تماما أن الحكومة قد قامت بطبع كتيب تفصيلي للخطة الخسمية ( 1971 – 1976م ) عن تلك المشروعات المقترحة والتي كانت تشتمل علي إستحداث الميكنة في كافة العمليات الزراعية بمشروع الجزيرة وقد فرح أهل السودان وأهل الجزيرة والمناقل بهذا الحدث أيما فرحة ، ليس لأن التقانة ستدخل المشروع ، لكن لأن أهل السودان يعلمون من خلال دراستهم بالمراحل الأولي والوسيطة بالتعليم العام عن جغرافية العالم .. كيف أن الماكينة أصبحت هي التي تقوم بتلك الأعمال وتوفر علي المزارع والدولة الكثير من الجهد والزمن ، فضلا علي زيادة العملية الإنتاجية للمحصول نفسه ، سواءً كان قمحا و وعدا وتمني ( كما يقول شاعرنا المهاجر الأستاذ محمد المكي إبراهيم في رائعته للأستاذ وردي قديماً)ً .
    ولنا أن نتخيل حال خريطة السودان الإقتصادية والإنمائية لو نفذت الحكومة هذا الأمر ، ونفذت ماوعد به الروس من مشروعات أخري تحتويها مفاصل تلك الخطة الخمسية ، ثم تبدأ الخطة الخمسية التي ستليها لتكملة بقية مشروعات التنمية الإقتصادية والإجتماعية ، لكن تدخلت السياسة هنا بعنف شديد حين نفذ أهل اليسار إنقلاب 19 يوليو 1971م والذي لم يكتب له التوفيق ، برغم أن كل قوي اليسار المتمكن من السيطرة علي معظم الإتحادات النقابية والمهنية بمافيها العمال والمزارعين ، لم يكن لهم يد في فكرة تنفيذ ذلك الإنقلاب ( الكارثة) والذي نتج من تنسيق محدود وضيق بين مجموعة من حركة الضباط الأحرار وقتذاك وبين فصيل صغير ولكنه مؤثر من قادة الشيوعيين.
    وهنا توترت العلاقات مع الإتحاد السوفيتي والذي كان هو العظم والسداة لتنفيذ مشروعات كل خطة التنمية الإقتصادية سالفة الذكر ، وقد رأينا نجاحات مشروعات الإستراتيجية الهامة للسوفيت في العديد من دول المنطقة .. و(السد العالي ) في مصر الشقيقة خير برهان ، مقروناً بخلق بمشروعات الطاقة والحديد والصلب ومشروعات النسيج وصناعات الأغذية والجلود والدواء ، فكانت كلها في مصر عبدالناصر خير مثال ، وبرغم معاداة الزعيم عبدالناصر الشخصية للفكر الشيوعي ، إلا أنه قد اخذ منه القرارات الإشتراكية في عام 1961م حين قام بإلغاء الإقطاع وتمليك الفلاحين المساحات الزراعية التي كانوا يعملون بها في الماضي كأجراء مسخرين لقرون عديدة في ماضي التاريخ المصري . وقد كان أثر ذلك واضحا في تطور الحياة بالريف المصري نتاجا لدخول كهرباء السد لكل بيت ودخول الناتج الزراعي لكل أسرة ، مما خلق لمصر قاعدة صناعية صلبة ظلت تعتمد عليها حتي اللحظة في تنفيذ العديد من المشروعات برغم التحول الإستراتيجي للسياسة المصرية في عهود لاحقة بعد رحيل عبدالناصر .
    ومانود قوله هنا أن خيار وممارسات أهل السياسة وأهل السلطة معا قبل وبعد إنقلاب 19 يوليو 1971م ، والتركيز العالي علي إتباع أنماط العنف السياسي وإتباع ثقافة الإنتقام ، ومانتج عنها من قرارات تتعلق بإلغاء العديد من العلاقات مع العالم المتقدم ، قد أدي إلي إنكماش إسهامات مثقفي السودان في الجانب الإقتصادي الإستراتيجي ، حيث قامت السلطة بصرف النظر عن أية خطط خمسية فيما بعد ( فقط لأن الذين تبنوها كانوا من أهل ذلك الإنقلاب ) .. فتأمل ّ!!! حيث ظلت الزراعة المروية بالجزيرة ( محلك سر ) ، وهي أحسن بالطبع من الدوران إلي الخلف والذي كان مساراً أدي لإنهيارات البنية التحتية للمشروع منذ بداية تسعينيات القرن الماضي حين قام بتخفيض مساحات القطن وتوسعة زراعة القمح .. وإعفاء كوادر المشروع القيادية التي خدمته بتجرد عالي المقام ويبتعد عن صراعات السياسة وهذا حديث آخر يطول شرحه .
    أما كيف كان إستغرابنا بائناً لما ذكره ذلك الزعيم السياسي الكبير بندوة الدوحة الشهيرة في رمضان 1998م حول أهمية الإتحاد السوفيتي للسودان وللعالم الإسلامي .. فكان حديث المفاجأة الذي لم ينتبه له أحد برغم إختلاف الرؤي التاريخي بين الزعيم وبين الكتلة الشرقية التي إندثر فكرها ومشروعها الأيديولوجي فيما بعد .
    وسنورد كل ذلك في مقالنا القادم لندلل به مدي إرتباط الشأن الإقتصادي بالبعد والممارسة السياسية وتقلب مواقف أهل السياسة علي إمتداد تاريخ الحركة السياسية بالسودان، ونواصل .
    **** نقلاً عن الخرطوم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de