يجري المثل القائل (عدو عاقل خير من صديق جاهل) ورغم ان المثل لا يحتاج الي تفسير ، الا ان
صديقك الجاهل (المدافع عنك) قد يفعل اشياء تجعلك قضيتك خاسرة . دارفور ليس قضية احد هي قضيتنا
نحن جميعا ، دون فرز ، كل انسان يشعر ويحس ويتمتع بادني درجات المبدئية داخل فكره وحياته سيناصر
قضية دارفور ، ولمؤتمر الطلاب المستقلين ادبيات عندما يصف مشكلة الجنوب فيسميها ( مشلكة السودان
في جنوبه) ، اي المعضلة تخص السودان وتقع حدودها في الجنوب ، وكما الحال هي في دارفور .
ان تتمتع بالحس تجاه مشكلة يعاني منها اخيك في مكان ما ، فهذه محمدة وفخر لك ، وان لا تتمتع
بالموهبة في الدفاع عن هذه القضية ، فهذه مشكلة ، لانك قد تخسر القضية ، والادهي قد تخسر بعض من
فريقك ، لأنك بتصرفاتك الهوجاء، غير المدروسه ، الرعناء ، تجعل المعاضد للقضية ،(يخجل) من ان
يوصف بانك معه في نفس (الخانة) ويخجل من تصرفاتك . اعتقد ان عدم تمتعك بهذه المهارة يجعلك ان
تعيد التفكير في طريقة دعمك للقضية ، يمكنك مثلا ان تحاول ان تدعم القضية ماديا ، وتتواري في
الظل ، وتقدم ممن هو اجدر للكتابة او التكلم عنها ، فربما كان الآخر (الاجدر) طريقا لاكتساب
مؤيديين جدد للقضية ، وعارضا لها باسلوب جذاب ، يجعل الاعداء يتقهقرون مدافعين عن حجتهم البايره.
القضية العادلة ليس سببا في معاداة الطرف الثاني (مانديلا خير مثال) ، بل هي مدعاة للاحساس بالظلم
، وبانك لن تظلم ، (حتي ولو كان هذا الظلم ان تسب احدهم ) . القضية العادلة ، تجعلك متمتعا
بضمير يقظ ، صاحي ، يجعل احساسك الانسانى موجود . القضية العادلة تجعلك ترتفع عن الانا وتسمو
عنها. فيصبح كل الجميع سواسية . القضية العادلة ، تجعلك تقف امام اي ظلم .
ان تدافع عن قضية ، لا يعني الاساءة للآخرين ، وفي القضايا الجهوية ، يجب عليك محاربة عدوين ،
الاول الظلم الواقع علي هذه المجموعه الجهوية والثاني ، الجهوية نفسها. فالجهوية هي النار تحت
الرماد ، اذا لم تقضي عليها ، سوف تقضي عليك ، ولكن ان ينقلب دفاعك عن الظلم الجهوي ، الي صراع
بين الاثنيات الجهوية ، فانت هنا تزيد النار فحما ، ويظل اي حل لمأساة قضيتك هو حل مؤقت سرعان ما
يتفجر في وجهك ووجهة الآخرين .
الجهوية مرض ، ومشكلته انه معدي (منطقة الهوتو والتتوسي) ، ومشكلة الظلم الجهوي ، ان قادته
دائما يتحدثون بانفعال ، وفي ظل دفاعه عن هذه القضية ، تراه (يعبي) مؤيديه ، وبالتالي (يهيئهم)
للانتقام لا للعدل ، للقتل لا للمصافحة ، بل هذا الخطاب يجعل مؤيديك اكثر تعصبا ، ويجعل خطوط
التنازل من اجل حل وسط تكاد تكون معدومة ، ويجعلك انت ضحية لهم ،(اقرأ التاريخ ستجد ان هناك
كثير من القادة ، قد اصبحوا (خونة) في نظر اتباعهم .) فالقائد هنا (عبي) اتباعه ، وبالتالي جعل
التراجع مستحيلا ، وليس التراجع بل اي تنازلات هي خيانة.
القضية العادلة تحتاج الي انسان متجرد عن الاهواء ، لا يحقد ، بل يشفق علي اعداءه، وظلمهم لانه
يعرف (الي اي منقلب سيبقلبون) .
نقطة يفهمها الجميع : قضية السودان في دارفور ، من فعل نظام الانقاذ.
اعلاه ما كتبته ردا للاخت تراجي في بوست بعنوان هل هل اساءت تراجي للجعليين؟؟ ، وهنا اري كما يري الكثيرين معي ان طرح بعض مناصرى قضية دارفور جعلها كأنها قضيتهم فقط ، وليست قضيتنا .
هناك عدة نقاط اود ان اوضحها .
* دارفور جزء من وطننا ، وابناء دارفور اخواننا (وبديهية هذه النقطة لا تحتاج الي ذكرها اصلا) ، فليجب ان الا نقبل ان تصير قضية مجموعه ما . ولا يصح -البته- ان يكون خلافنا مع بعض مناصرى هذه القضية ، سببا في تمييع هذه القضية.
* ليس هناك اي صراع جهوي في السودان بين الدارفوريين والجعلية او الشايقية او اي قبيلة اخري ، الصراع بين الكيزان والوطن .
* هناك فتنة يشعلها الكيزان في المنبر ، وذلك باشعال الخلافات الجهوية بين مناصري قضية دارفور والبعض ، وبكل اسف ينزلق لها مجموعه من الوطنيين .
* بعض مناصرى دارفور يساعدون الكيزان في هذه الفتنة بكتاباتهم ، وكثيرا من الوطنيين ينزلقون لهذا الدرك دون ان يدركوا حقيقة المكيدة.
* لا يجب ان ننكر ان الشمال يعاني من عقد تجاه اهلنا في الغرب (الزواج ممنوع من الغرابة) مثلا , ولكن ، يجب ان نقول ان التخلص من هذه العادات يحتاج الي زمن والي مجهود منا جميعا ، نحن الذين (تربوا وانتموا الي المناطق الشمالية) واهلنا في الغرب والجنوب والشرق ، واعترافنا بهذه النقطة لا يجب ان يكون مسبة لاحد ، بل هي فرصة لنا جميعا للتخلص منها.
* الجهوية عدو لنا جميعا ، وتجعل الوحدة التي طالما تشدقنا بها ، في مهب الريح ، والجهوية تقربنا لمأسات (الهوتو والتوتسي ) . والي الذين يروون اننا بعيدين عن هذا اقول ان الفروقات بين الهوتو والتتوسي لا تزكر بالنسبة للتنوع الموجود في السودان .
* يجب ان نري دارفور قضيتنا جميعا ، وليست قضية الدارفوريين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة