دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أزمة الكائن الجمعي في المنبر الحر
|
الإنسان و أحيانا بعض أنواع الحيوان كائن مجتمعي أي يكره العيش بمفرده ولهذا فالعقوبة بالسجن تصل أقصاها بالحبس الإنفرادي فالمرء بأخوانه و الناس بالناس و جنة من غير ناس ما تنداس. و هذا الأمر غريزي فالطفل حديث الولادة قد يموت إذا لم يتعرض لإتصال فيزيائي بالبشر و إن توفرت كل مقومات الحياة له, يظل محتاجا للمس و المداعبة و الإحساس بدفء بشري آخر. يتعلم واحدنا الإنتماء للأسرة باكرا و هو أول و أقوى أنواع الإنتماء و يظل حتى الممات كذلك فعندما ينشب خلاف بين أفراد الأسرة الواحدة بين الحين و الآخر (الدم ما ببقى موية) أي أن صلة الدم أقوى من أي شئ آخر دون منازع. ثم يكبر الطفل و يتعرف على الأسرة الأكبر و إول قانون يتعلمه (أنا و أخوي على إبن عمي و أنا و إبن عمي على الغريب) فالإنتماء داخل الأسرة مراتب و درجات. هذا الإنتماء بدوره ينتقل عندنا نحن السودانيين الى القبيلة في غالب الأحيان في البيئات غير الحضرية و أحيانا كثيرة حتى في الحضرية مع أن المدن عندها قوالب إنتماء جديدة أولها هو إنتماء المناطق فأولاد الثورة أشفت من أولاد الملازمين و أولاد أمدرمان بجضموا الكفر أخير من أولاد بحري. و هذا الإنتماء بدوره يحتويه إنتماء أكبر أحيانا فأحد أكثر الأسئلة شيوعا هو سؤال إنت هلالابي ولا مريخابي و هو نوع جديد يتجاوز المناطق حتى. و لو أن الأمر بزيادة أنواع الإنتماء و تقاطعها دائما يعود للأولي عند نشوب نزاع ما فشاعر البطانة عندما يكتب قصيدته ليرد على محمد موسى و نكاته عن أهل العوض سيطفو الإنتماء القديم في نفوس حتى أولاد المدن الذين ترجع أصولهم لأهل العوض و سيحسون بنشوة ما غريزية و شعور مبهم بالفخر. الجدير بالذكر أن بعض الإنتماءات مؤقتة تزول بزوال المؤثر و تسقط بالتقادم كإنتماء المدرسة أو الصف و كلما تقدم الفرد عمرا و تقدمت مرحلته التعليمية طالت فترة الإنتماء فزمالة الجامعة تقود الى نقابة المهنة أو للحزب السياسي أحيانا.
الدين: خلال السنوات الأولى ينمو عندنا الإحساس بالدين و هو من أقوى أنواع الإنتماءات و هو قضية ثقافية تتوقف فاعليتها على الزمان و المكان أي على المستوى الإجتماعي و الوعي الفكري في المجتمع الصغير و الكبير و غالبا ما تتشكل في البيت خصوصا إذا كان الوالدين متدينين فيحرصان على تلقين الطفل فروض العبادة. ثم تعليمه تدريجيا النصوص الدينية و تحفيظها له فيتبلور وجدانه الديني وفق مداركه و مراحل نموه و تطوره و ينتج عن ذلك ردود أفعال تجاه الحياة و الناس لا حصر لها. و لأن الدين -أي دين- يعطي الإحساس بالطمأنينة و الراحة الداخلية و يلبي الإحتياجات الروحية و الوجدانية للفرد, لذلك هو مطلوب و يزداد الاحتياج إليه بدرجات متفاوتة و له إرتباط بباقي الإنتماءات فهو قد يقوي الإنتماء القبلي و قد يرتبط بالإنتماء الوطني ( لاحظ للأعلام التي تحتوي صليب أو هلال أو جملة ذات علاقة بالدين) هذه الإنتماءات على إختلافها كلها تقوي الإحساس بالتمييز و بالتعالي على الآخر و عندما تتزايد هذه المشاعر الإنسانية الجماعية تتحول إلى تعصب و كراهية و قد تتطور لتأخذ مسارا عنيفا إذا سمحت الظروف كالحرب. و الحرب أولها كلام و هذا ما نفعله في منبرنا الحر هذا.
كيمان كيمان تعصب لجماعة أو لرأي إحساس بالمعرفة و أن (الناس الساي) لا يدركون هذا طعن في جماعات لا ننتمي إليها جماعات جديدة قائمة على نبذ القديمة و الحرب على تخلفها و جهلها تتحول بدورها الى قالب جمعي يتعالى على الآخرين و هكذا الى يوم الدين
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أزمة الكائن الجمعي في المنبر الحر (Re: fadlabi)
|
دائما على مستوى الأنثروبولوجي كان لون البشرة صاحب الحظ الأكبر في التفريق بين الناس فأوليا قسمنا البيض إلى بيض و صفر و سود ثم قمنا بدورنا حسب الخصوصية السلالية لشعوبنا بتقسيم أنفسنا الى أصناف و أصناف غالبا كان معيارنا الى ذلك منسوبا الى المعيار الأولي أبيض و أسود فالبشرة الداكنة صاحبها تكون مكانته المجتمعية أدنى. و يكون الشرطي المسئول عن مراتب الناس عادة أفتحهم لونا و الأمر ليس قاصرا على السودان فهو في جميع أفريقيا و آسيا عوض دكام قال لأحد أقربائه حين عرض أن يتزوج أحد أبنائه في المستقبل من أسرة عوض الذي كان متزوجا من (حلبية): نحن ننضف و إنتوا توسخوا. في دلالة على أنه إستطاع أن ينحو بأطفاله باتجاه اللون الفاتح و بالتالى المرتبة الأعلى مجتمعيا. و يال للغباء, لو سأل واحدنا نفسه سؤالا واحدا لا يحتاج الى ذكاء على الإطلاق و هو: من منا إختار عرقه? لنجا! و على مستوى الدين تكون المرتبة الأعلى لأصحاب الكثرة من دين واحد في نفس المجتمع و الذين غالبا ما يكونون مسيطرين و الأمر ليس قاصرا على السودان كذلك.. و هذا أغبى ,فمن منا إختار دينه?
| |
|
|
|
|
|
|
|