دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية
|
Quote: لقد كان "الأستاذ محمود" يصلي صلاة هو فيها أصيل وليس مقلد للنبي الكريم، تماما كما كان النبي عليه السلام في هذه الصلاة التي بينها لنا أصيلا ولم يكن مقلدا لأي نبي أو رسول قبله |
من كلمات د.ياسر الشريف.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: عزيزي أحمد الريح،
تحية طيبة وسلاما زاكيا..
"المرء عدو لما يجهل"
|
ياسر الشريف حبابك ـ أنت رجل فيك بذرة الخير
ولكن هل كل من ينقض صلاة الأصالة فهو جاهل ؟
يا أخي اذا كنتم انتم تجهلون صلاة الأصالة فكيف يعلمها أهلنا في القرى والبوادي
يا أخي صدقنا بي صلاة الأصالة . أها ورينا نصليها كيف ومتين ؟
يا أخي الراجل جاب ليك آيات وأحاديث تثبت صلاة التقليد
انت جيب لينا آيات وأحاديث تثبت صلاة الأصالة
يا أخي بلاش الآيات والأحاديث جيب لينا قصة ساي إنو في واحد غير محمودكم قال بصلاة الأصالة
قال اصالة قال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود أثبت أنه أصيل.. ما زاغ البصر وما طغى (Re: Yasir Elsharif)
|
أخي يا سر الشريف حبابك
شكرا على التوضيح أولا بالرغم من انه كلام معاد لا يقدم في موضوع الأصالة ولا يؤخر
وبالرغم من ادعائك بأنك قد أجبت على الأسئلة فأود أن أقول لك أن الآيات التي ذكرها محمودكم هي آيات قرآنية صحيح والأحاديث نبوية صحيح ولكنه فسرها على هواه كما في هذا المقطع على سبيل المثال
Quote: الأصـــالة
إذا فهمنا هذا، يتضح لنا أن المعصوم، حين قال: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) كأنما قال بلسان العبارة ((قلدوني في صلاتي بإتقان، وبتجويد، حتى يفضي بكم تقليدي إلى أن تكونوا أصلاء مثلي))، أو كأنه قال: ((قلدوني بإتقان، وبتجويد وبوعي تام، حتى تبلغوا أن تقلدوني في أصالتي)).. غير أنه ليس في الأصالة تقليد.. ولكن فيها تأس ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)) ((أسوة)) قدوة في كمال حاله. فالنبي آتانا بلسان الشريعة - لسان المقال- أمرا بالتقليد، وآتانا بلسان الحقيقة - لسان الحال- أمرا بالأصالة.. ولا تكون الأصالة إلا بعد تجويد التقليد.. فالأصالة غاية من تقليدنا النبي، وليس التقليد غاية في ذاته. |
الرسول (ص) يقول صلوا كما رأيتموني اصلي ـ فأين لسان العبارة في ذلك . فهل للعين أن ترى ما في القلب 0(اللهم إلا في الفكر الباطني الجمهوري والصوفي ) أو أن تكون عين اصيلة في الإنسان الكامل الذي هو الله كما هو عندكم .(تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) .
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)
وقد ذكرت لك في أكثر من موضع الأحاديث عن صفة صلاة الرسول (ص) ولم نسمع من أحد من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم أو الأئمة الأربعة أو غيرهم من العلماء الى لحظتنا هذه من قال بأن لسان حال الرسول (ص) في هذا الحديث كما قاله محمودكم .
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
أما قولك
Quote: طيب يا معتز.. ها أنا كما ترى أرد على الأسئلة.. والآن جاء دورك.. فإنك لم تجب على تساؤلاتي : من أين أتيت بإباحة الإختلاط مع النساء من غير محارمك ؟؟.. بينما الشريعة تحرم حتى النظرة الثانية بعد الأولى الغير مقصودة دع عنك المحادثة والضحك وغير ذلك.. وكما تعلم هناك من هن "موضة" مما يراه السلفيون والظلاميون "الجد جد" يلامس الكفر نفسه؟؟ ظلامي دي ما بتقدر عليها يا معتز.. لو أردت أن ترتاح عليك بالصدق. |
فاني أرى فيه اتهام مبطن يقترب من العلن ـ ألم يقل لك فرانكلي قبل هذا دع شخصنة الأمور وناقش الفكر لماذا تريد حرف موضوع البوست من صلاة الأصالة الى الاختلاط وخصوصا اختلاط معتز القريش .
الموضوع هنا عن صلاة الأصالة ـ دعك من ظلاميتي أو استنارتي وناقش تلك الصلاة المبتدعة التي أتى بها محمودكم وجعلها أصلا نقض به الأصل الصحيح والمتواتر والمعلوم من الدين بالضرورة .
أنا لم أدع أنني اصيل ولم اقل أنني سلفي ولم أؤسس حزبا ولا جماعة ولكنني مسلم عادي أوليس لي الحق في التفكير ومناقشة الفكر (راجع بروفايلك المادة (18) ـ أم تقولون ما لا تفعلون) ثم إننا لسنا في نقاش عن المعاصي . ثم أوليس لي أن أعصي كما يعصي جميع بني البشر منذ سيدنا آدم عليه السلام وحتى شخصي الفنان .
(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا)
أنا اقول وأكرر ما قاله قبلي كل علماء المسلمين الذين حكموا بردة محمودكم أن من يدعي أن في الإسلام صلاة غير صلاة التقليد أوأنها تسقط بأي شئ غير ذهاب العقل فهو كافر وان كان مسلما ارتد بذلك القول ويترتب عليه حكم المرتد.
أما اذا كنت تريد مناقشة الإختلاط فافتح بوست جديد تتم فيه مناقشته وليس مناقشة سلوك معتز القريش أو زيد أو عبيد
فلنناقش الموضوع وكل ياخذ بما يراه صوابا . وان كان الموضوع عندي لا يحتاج الى نقاش
تذكرة : المعاصي لا تكفر صاحبها ولا تخرجه من الملة ولا تحكم عليه بالاعدام والبدعة أحب الى الشيطان من المعصية. (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
مع مودتي وتحياتي ،،،
| |
|
|
|
|
|
|
نصيحة لوجه الله تعالى.. (Re: معتز القريش)
|
عزيزي معتز،
ليس الأمر شخصنة وأنا لا أتهمك أبدا.. بالعكس أنت رجل طيب وبسيط ولكنك ضحية لتضليل طويل وعريض.. في الحقيقة أنا يعجبني الإنسان الغير متناقض.. مش تكون مخالف لقطعيات نصوص الشريعة في نفسك وتأتي لتتمسك بنصوص الشريعة في شأن تارك الصلاة والعبادات لتقول بأن "هذه تكفي لإعدامه مائة مرة" [مع أنه ليس بتارك صلاة كما أوضحت لك مرارا وتكرارا ولكن لا يهم إذا لم تكن مقتنعا.. المهم أن تحفظ لسانك عليك ولا تقول بالتكفير أو القتل.. أنظر لمداخلتي مع الإبن أحمد الريح].. والمخالفة لقطعيات الشريعة هنا لا تعني أنك تمارس فاحشة [لا سمح الله].. وما دمت تحتفل بالنصوص فأنت تعرف النصوص التي تمنع الإختلاط.. وأنا أعرف أن حتى أناس مثل القرضاوي لا يتمسكون بقطعيات الشريعة في مسألة الإختلاط وهذا نوع من عدم الصدق وتناقض كبير.. إذا كنت صادقا تقول لي أن الحياة تفرض الإختلاط.. وأنك لا بد أن تختلط بالنساء، في العمل وفي الطائرة وفي السوق وفي القطار.. وعندها أقول لك لا بد من تطوير التشريع ليسمح بالإختلاط ويرشده أو نعترف بأننا مفارقون لقطعيات الشريعة.. والآن الحياة المعاصرة والأعراف الطيبة التي توصل إليها البشر توصي باحترام حرية الناس في تأدية العبادات أو عدم تأديتها، وحريتهم في الضمير والديانة.. ولذلك لا بد من تطوير التشريع أيضا.. هذه الضرورة تتوافق مع أصول الدين التي تنادي بالحرية "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. قولك:
Quote: أنا لم أدع أنني اصيل ولم اقل أنني سلفي ولم أؤسس حزبا ولا جماعة ولكنني مسلم عادي أوليس لي الحق في التفكير ومناقشة الفكر (راجع بروفايلك المادة (18) ـ أم تقولون ما لا تفعلون) ثم إننا لسنا في نقاش عن المعاصي . ثم أوليس لي أن أعصي كما يعصي جميع بني البشر منذ سيدنا آدم عليه السلام وحتى شخصي الفنان . |
ولكنك قلت "هذه تكفي لإعدامه مائة مرة".. وأنا لن أسألك ما دمت لا تتدخل في حرية الإنسان في أن يؤدي العبادات أو لا يؤديها.. وهذا يتسق تماما مع بروفايلي ولكنك قد تدخلت في حرية غيرك وأنا لا أقبل ذلك، ولكن ليس في يدي أن أفعل معك شيئا فأردت أن أذكرك بأنك قد تقع أيضا ضحية لإنسان متطرف أكثر منك..
من حقك أن تعصى الأوامر وتمارس الإختلاط وأنا لا أسألك ولا أسأل ملايين المسلمين الذين يمارسون الإختلاط كضرورة يومية.. ولا أعتبره منكرا مع أنه كان في الزمن السابق منكر ومع أن الشريعة أمرت بـ "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده إلخ...." ولكن كما قلت لك الدين اٌٌلإسلامي بالطريقة التي أفهمها تمنعني من التدخل في حرية الناس.. الخطورة من عقلية تغيير المنكر هذه يا معتز أن التضليل الذي يمارسه الشيوخ العاطبون يفتح الباب لكي يقوم أحدهم بتنفيذ القتل على الضحية بنفس الطريقة التي قتل بها الدكتور فرج فودة في مصر.. وقد رأيتك تردد أقوال هؤلاء الشيوخ العاطبون الضالون المضلون.. أعمل حسابك.. أطلع من المحلة دي.. نصيحة لوجه الله تعالى.. فالأمر خطير..
وشكرا مع تحياتي ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية (Re: Ahmed Alrayah)
|
Quote: فالنبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء إلى قومه وقال لهم : قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ماذا كان جوابهم؟؟ "قالوا: أجعل الآلهة إلهاً واحد إن هذا لشيء عجاب"، شوفتا كيف؟ وأيضا عندما قال الأستاذ محمود أن هناك صلاتان قال المقيمون على القديم "إن هذا لشيء عجاب" |
من كلمات د.ياسر الشريف.Quote: الشاهد أن الأستاذ محمود قد أوضح فيما بعد في كتاب "أدب السالك في طريق محمد" أن ترك التقليد في هذه الحياة الدنيا لا يتم إلا لشخص واحد |
من كلمات د.ياسر الشريف... برضو. ______________________________________ إذا "هناك صلاتان"، صلاة للمسلمين وصلاة "لشخص واحد" هو الأستاذ محمود، ولا أنا فاهم غلط؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية (Re: Ahmed Alrayah)
|
Quote: فالنبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء إلى قومه وقال لهم : قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، ماذا كان جوابهم؟؟ "قالوا: أجعل الآلهة إلهاً واحد إن هذا لشيء عجاب"، شوفتا كيف؟ وأيضا عندما قال الأستاذ محمود أن هناك صلاتان قال المقيمون على القديم "إن هذا لشيء عجاب" |
من كلمات د.ياسر الشريف.Quote: الشاهد أن الأستاذ محمود قد أوضح فيما بعد في كتاب "أدب السالك في طريق محمد" أن ترك التقليد في هذه الحياة الدنيا لا يتم إلا لشخص واحد |
من كلمات د.ياسر الشريف... برضو. ______________________________________ إذا "هناك صلاتان"، صلاة للمسلمين وصلاة "لشخص واحد" هو الأستاذ محمود، ولا أنا فاهم غلط؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية (Re: Ahmed Alrayah)
|
سلامات يا أحمد الريح،
فهمك صحيح جدا يا أحمد.. لقد علمنا الآن أن ترك التقليد وإقامة الصلاة الفردية في قمتها والثبات على ذلك قد تم التدليل عليه في صبيحة الثامن عشر من يناير 1985 "ما زاغ البصر وما طغى".. هذه هي الأصالة التي لا تتكرر.. لن يستطيع نظام حكم مهما أوتي من قوة أن يقتل إنسانا لأنه لا يؤدي الصلاة الشرعية المعروفة.. بهذا المعنى لن يكون لترك الصلاة لمن يتركها أي معنى، وينفتح الطريق للتبشير بها بطريقة عصرية وحضارية تبرز محاسنها وتنفي عنها أنها فقط واجب.. تعود الصلاة وسيلة لتنقية النفوس وتقريبها إلى الله.. إليك هذه العبارة التي أحفظها مما كتبه الأستاذ: "ولن يهدأ لي بال حتى أرى الإنسانية قاطبة وقد قام ما بينها وبين ربها على الصلاة وما بينها فيما بينها على الصلة"..
وشكرا..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: لقد علمنا الآن أن ترك التقليد وإقامة الصلاة الفردية في قمتها والثبات على ذلك قد تم التدليل عليه في صبيحة الثامن عشر من يناير 1985 |
Quote: لن يستطيع نظام حكم مهما أوتي من قوة أن يقتل إنسانا لأنه لا يؤدي الصلاة الشرعية المعروفة، بهذا المعنى لن يكون لترك الصلاة لمن يتركها أي معنى، وينفتح الطريق للتبشير بها بطريقة عصرية وحضارية تبرز محاسنها وتنفي عنها أنها فقط واجب تعود الصلاة وسيلة لتنقية النفوس وتقريبها إلى الله |
ليس معنى أن يموت المرء على موقفه بثبات وشجاعة أنه على صواب، مقصدي واضح ولا داعي لضرب أمثلة، هذا فضلاً عن أن "الشجاعة" و "الثبات" و"الابتسام" كلها مؤثرات عاطفية، ربما تعني أنه كان يظن أنه على صواب، لكنها لا تكفي للإقناع. لو سلمت أنا جدلاً بحقه -وغيره- في ترك الصلاة المكتوبة والاستعاضة عنها بأي ضربٍ آخر، فإن هذا لن يمنعني من إبداء الدهشة والتعجب من هذا المنحى الذي لا يسنده منطق ولا يرتكز على دليل. بصراحة يا دكتور حكاية أن الأستاذ هو الوحيد الذي له حق "ترك التقليد" هذه لن تستطيعوا "منطقتها" مهما استطتعم ، قناعتك -وغيرك من الجمهوريين- بأنه كان زاهداً وصادقاً وورعاً لا تعني شيئاً لأن لكل "شيخ" محبوه ومريدوه، أنا طبعاً لا أفعل هنا إلا التساؤل المشروع الذي أدعوك -بدورك- للصدق مع نفسك وأنت تطالعه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية (Re: Ahmed Alrayah)
|
الدهشة من حقك يا أحمد.. ومن حقك أن ترفض ما لا تراه مقنعا.. ليس هناك أي إشكال.. وليس لدي أي مشكلة في ألا يقتنع الناس بمسألة أصالة الأستاذ محمود.. أنا لا أعمل لكي أكسب الناس لحزب أو طائفة أو جماعة.. من أراد أن يقتنع فبها ومن يرفض الإقتناع فهو حر.. المهم أن وقفة الأستاذ محمود تلك قد أسهمت في رفع الموضوع وفي حث الناس على التمسك بحريتهم وإبطال التشاريع التي تتغول على الحريات.. حتى لو كانت هذه التشريعات هي الشريعة الإسلامية السمحاء.. والواقع يرتفع كل يوم جديد نحو هذا الذي أقوله به..
ووقفة الأستاذ محمود ليست فقط شجاعة وثبات وإنما اتساق بين الفكر والقول والعمل.. وهذه كانت من أساسيات دعوته.. وبالتالي من حقي أن أنشر قناعتي الذاتية بأن وقفة الأستاذ محمود قد أعطتني اليقين بضرورة الدفاع عن حريتي وحرية الناس في مسألة العبادات إلى آخر مدى.. وقد قلت للأخ القاضي في المداخلة التالية ما أدعوك أنت أيضا للتأمل فيه.. الفكرة الجمهورية انتصرت في يوم الاستشهاد.. وسيظهر نورها في يوم ما..
وشكرا لك.
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صلاة الأصالة هي أهم ما في الفكرة الجمهورية (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: وقفة الأستاذ محمود ليست فقط شجاعة وثبات وإنما اتساق بين الفكر والقول والعمل |
ما اختلفنا يا دكتور، لكن -برضو- ممكن أضرب أمثلة كثيرة على من ثبتوا على مواقفهم الخاطئة ودفعوا حياتهم ثمناً لذلك، الأستاذ ترك "صلاة التقليد"، وهي الصلاة المعروفة لدى المسلمين، بدليل إنو هو ذاتو ما دعى غيره لتركها، والكلام هنا ليس عن حقه في تركها ولكن في غرابة هذا المنحى، قرات كل ما أوردتَـه يا دكتور ولم أجد فيه ما يزيل دهشتي حـِـيال هذا الأمر، ببساطة يا دكتور: تخلي الإستاذ عن "صلاة التقليد" يعادل إنكاره لها، لأنها تركها من جانبه يعني قناعته بعدم وجوبها عليه، من الواضح أن أمر الصلاة هذا هو أكبر المعوقات في سبيل انتشار الفكرة الجمهورية بالسودان، فهل بين أتباعها من يحكم صوت العقل ويأتي مجدداً لها بالتخلي عن القناعة العمياء -مع الاعتذار- بموضوع صلاة الأصالة ده؟ اعتقد ده بيزيل كتير من الارتباك والاضطراب الذي يعتري كل جمهوري سئل عن هذا الأمر. أكرر: الموضوع ليس حق الأستاذ في التخلي عن الصلاة، وليس للمجادلة حول حد الردة، الموضوع الصلاة -الواحدة دي-... وبس. ________________________________ يا ريت يا دكتور لو شرحت لينا كيف اقتنعت بجواز تخلي الأستاذ عن صلاة التقليد، ويا ريت لو فضيت لينا الاشتباك بين تخليه هذا والنصوص واضحة المقاصد التي وردت في صدر هذا المقال ومقالات أخرى... بدون الحديث عن "الحرية" و"حد الردة".
| |
|
|
|
|
|
|
في الحرية الفردية المطلقة.. وكون الصلاة وسيلة إليها.. (Re: Ahmed Alrayah)
|
عزيزي أحمد الريح،
تحية المودة والإحترام
قولك:
Quote: ما اختلفنا يا دكتور، لكن -برضو- ممكن أضرب أمثلة كثيرة على من ثبتوا على مواقفهم الخاطئة ودفعوا حياتهم ثمناً لذلك، |
لو كان هناك من ثبت على مواقفه الخاطئة حتى اللحظة الأخيرة من حياته وهو يعلم أنها خاطئة فهذا مكابر.. أما إذا كان لا يعلم أن مواقفه خاطئة فهو صادق.. ولكن الأستاذ محمود، في تقديري، ثبت على مواقفه لثقته في صحتها.. وهذا كما قلت لك يتسق مع ما جاء من أقواله في كتبه..
قولك:
Quote: من الواضح أن أمر الصلاة هذا هو أكبر المعوقات في سبيل انتشار الفكرة الجمهورية بالسودان، فهل بين أتباعها من يحكم صوت العقل ويأتي مجدداً لها بالتخلي عن القناعة العمياء -مع الاعتذار- بموضوع صلاة الأصالة ده؟ اعتقد ده بيزيل كتير من الارتباك والاضطراب الذي يعتري كل جمهوري سئل عن هذا الأمر. |
أمر الشريعة الفردية أو "الأصالة" حفظ الحركة الجمهورية من أن يدخلها الناس بالعاطفة الدينية فقط.. كل من يصبح جمهوريا يكون قد إما قد اقتنع بمسألة الأصالة اقتناعا عقليا أو أن إيمانه بصدق الأستاذ وإخلاصه جعله يعتبر الأمر بالنسبة إليه غير مهم، لأن الأستاذ محمود يدعو إلى تجويد الصلاة ويصفها بأنها أهم عمل الإنسان.. أما من يأتي الآن لكي يمحو مبدأ الأصالة من الفكرة الجمهورية فلن يضيرها بشيء لأن تلك الفكرة لن تكون هي الفكرة الجمهورية التي دفع صاحبها حياته لكي يبرهن على صحتها.. وبهذا الصنيع فتح الباب لكي يقتنع المزيد من الناس بما قاله ويفكروا فيه ويعيدوا التفكير..
قولك:
Quote: أكرر: الموضوع ليس حق الأستاذ في التخلي عن الصلاة، وليس للمجادلة حول حد الردة، الموضوع الصلاة -الواحدة دي-... وبس. |
المهم لدي أنني أعلم أن الصلاة ليست "الواحدة دي" وإنما صلاتان، صلاة تقليد وصلاة أصالة، ولا داعي للتكرار فأنت أذكى من أن تحتاج إلى تكرار.. والمهم أن الأستاذ بوقفته تلك قد دافع عن حق الناس في أدائها أو عدم أدائها..
قولك:
Quote: يا ريت يا دكتور لو شرحت لينا كيف اقتنعت بجواز تخلي الأستاذ عن صلاة التقليد، ويا ريت لو فضيت لينا الاشتباك بين تخليه هذا والنصوص واضحة المقاصد التي وردت في صدر هذا المقال ومقالات أخرى... بدون الحديث عن "الحرية" و"حد الردة". |
عندما استمعت إلى الأستاذ محمود في مدينة الأبيض لأول مرة كان ذلك في مايو عام 1969، قبيل الإنقلاب.. وقد كانت الصحف مليئة بقصة المحكمة الشرعية التي حكمت على الأستاذ محمود بالردة في منتصف نوفمبر 1968، وأمرت بتطليق زوجته منه ومصادرة كتبه إلى آخر ما جاء في ذلك الحكم الغيابي المهزلة.. كانت بعض المحاضرات بعنوان "بيننا وبين محكمة الردة" وتوجد نماذج لتلك المحاضرات في موقع الفكرة.. وكان هناك كتابا بنفس العنوان.. لقد استطاع الأستاذ محمود أن يبين كيف أن تلك المحكمة قد قبلت نصوصا مبتورة وأقامت عليها حكمها ولو كانت قد أكملت النصوص لما استطاعت أن تصل إلى ذلك الحكم.. وقد اتضح أن المدعيين قد كذبا على المحكمة.. فضلا عن ذلك لم يكن يعنيني مسألة اتهام الناس للأستاذ بأنه ترك الصلاة لأن مقدرته على الحديث عن فكرته وشرحها كانت هائلة وثقته فيما يقول كانت عجيبة وملفتة للنظر وكانت الآيات القرآنية على لسانه كأنما نزلت لتوها وكذلك الأحاديث النبوية، وفوق ذلك أنه يفتح الباب للنقاش الذي يزيد من الفرصة لتوضيح فكرته ولا ينقصها أبدا.. في إحدى تلك المحاضرات تقدم أحدهم خلسة وضرب الأستاذ محمود بعصا غليظة على رأسه حتى سقط على الأرض.. تم القبض على الجاني وأخذ الأستاذ محمود إلى المستشفى، وقد رأيته في اليوم التالي يحاضر في نادي السكة الحديد حول مشكلة الشرق الأوسط.. [هذه المحاضرة موجودة في موقع الفكرة].. لقد كان لكلمات الأستاذ محمود في بدايتها فعل غريب علي، فقد رأيته يصف الرجل الذي ضربه بأنه ضحية لتضليل وراءه أناس آخرين عجزوا عن مواجته في منابر الحوار فأرادوا إسكاته بهذه الطريقة.. المهم بعد يومين من تلك المحاضرة قام إنقلاب مايو وأوقف مشروع "الدستور الإسلامي المزيف" الذي كان موضوع المحاضرات أيضا.. في بقية عام 1969 أكملت السنة الرابعة ثانوي وفيها قرأت بعض كتب الأستاذ محمود واقتنعت بحجته في مسألة الأصالة بالذات، وفي بقية أطروحات الفكرة الجمهورية خاصة الموقف من مشكلة الشرق الأوسط، ثم دخلت جامعة الخرطوم وانقطعت عن أخبار الأستاذ محمود بالرغم من دفاعي الدائم عنه وعن الفكرة الجمهورية حتى جاء عام 1972 فتجددت الصلة مرة أخرى عندما وجدت بعض الجمهوريين يبيعون كتبه في الأبيض، وقاموا بتزويدي بمحاضرات جديدة كان قد أقامها في الأبيض في مارس 1972 كان موضوعها "تعلموا كيف تصلون" و "الثورة الثقافية" وتطوير شريعة الأحوال الشخصية" ولكن الكتاب الذي أثار انتباهي بغزارة المعرفة فيه هو كتاب الأستاذ الذي يرد فيه على الدكتور مصطفى محمود: "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" لأنني كنت قد اطلعت على كتاب الدكتور مصطفى محمود وكنت معجبا به.. فرأيت ما هو أعجب من كتابة الدكتور مصطفى محمود..
والآن إلى كلامك:
Quote: ويا ريت لو فضيت لينا الاشتباك بين تخليه هذا والنصوص واضحة المقاصد التي وردت في صدر هذا المقال ومقالات أخرى... بدون الحديث عن "الحرية" و"حد الردة". |
أولا النصوص نفسها هناك اختلاف بين الناس في فهمها وقد رأيت ما قاله الأستاذ محمود عن فهمه للحديث "صلوا كما رأيتموني أصلي" وفهمه للآية "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" ولا داعي للتكرار أيضا.. ثانيا الأستاذ محمود تحدث أن هناك منظومتين من النصوص، نصوص في الشريعة ونصوص في أصل الدين وهو ما أسماه بأحاديث "السنة" أو "الحقيقة".. ثالثا ليست العبرة دائما بالنصوص وإنما بالفهم الكلي للمسألة.. كل النصوص التي أوردتها أنت تعتبر من نصوص الشريعة الإسلامية.. وهي تابعة لنص الحديث الذي يقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني أموالهم ودماءهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله".. وقد كان هناك منافقون يصلون عن غير إيمان وعن غير اقتناع ولكنهم يخافون من المجاهرة بذلك بكفرهم خوف القتل.. المنظومة الثانية من النصوص هي التي تعطي الحق في الكفر والمجاهرة به ولكن هذه النصوص منسوخة ولم يقم عليها الحكم في المدينة.. أهم هذه النصوص هي قوله تعالى : "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. الأستاذ محمود نادى ببعث هذه الآية وأخواتها ونسخ كل الآيات التي تتدخل في حرية الإنسان.. ودعم قوله بالآيات والأحاديث والفهم القوي.. نفس الجماعات الذين كانوا يريدون التخلص منه في عام 1969 بتلك الضربة وجدوا الفرصة عندما قام الأستاذ بمواجهة الفهم الديني المتخلف الذي أخذ في التغلغل في نظام مايو، وأخيرا استغل ذلك النظام لتصفية الأستاذ محمود.. وكان موقف الأستاذ محمود وثقته في الله سبحانه وتعالى وثقته في أنه على حق في تلك المواجهة يتسق مع كل فكره وقوله كما قلت لك من قبل.. والآن أرجو أن تسمح لي بوضع هذه المادة من كتاب "رسالة الصلاة" وإن أردت أن تتأملها فقد تعينك على فهم المسألة:
Quote: الحرية الفردية المطلقة.. في الإسلام الأصل الحرية.. فكل إنسان من حيث أنه إنسان.. هو حر إلى أن يسيء استعمال الحرية فتصادر حريته، حينئذ، وفق قوانين دستورية، وقد تحدثنا عن القوانين الدستورية في الإسلام قبل قليل.. فالحرية حق يقابله واجب.. هذا الواجب هو حسن التصرف في الحرية.. والحرية لا حدود لها، إلا حيث يعجز الحر عن التزام واجبها، فتصبح محدودة بطاقته على الالتزام.. وفي الحق أن الحرية الفردية في الإسلام مطلقة، على أن تؤخذ بحقها.. وحقها كما قلنا حسن التصرف فيها، ولا يستطيع أن يأخذها بحقها إلا من جود العبادة، وأوفي في ذلك بوصية المعصوم حين قال ((تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم)) فمن تخلق بأخلاق الله فقد سار من المحدود إلى المطلق، فأحرز من استقامة السيرة، وسلامة السريرة، ما يجعل نتائج عمله كلها خيرا وبرا بالأحياء والأشياء، حتى لا يكون للقوانين عليه من سبيل. لقد ظهر من الآيات التي سقناها آنفا أن الفرد في الإسلام هو مدار التكليف، وقلنا أن التكليف هو العبودية، ونقول هنا أن الرسل لم ترسل، وأن الكتب لم تنزل، إلا لتعين الفرد على القيام بأعباء تكليفه.. ((طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)) أو ((الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه * هدى للمتقين)) ونقول أيضا أن الفرد من رجل أو امرأة هو الغاية وكل ما عداه وسيلة إليه، بما في ذلك الأكوان والقرآن ((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟)). فإذا كان القرآن وسيلة الفرد وهو بلا ريب كذلك، فقد أصبح التشريع وسيلته كذلك، ومن باب أولى.. وأعظم تشريع طوع لإنجاب الفرد الحر حرية فردية مطلقة تشريع الصلاة..
الصلاة وسيلة.. والوسيلة دائما من جنس الغاية.. فهي طرف منها، والاختلاف بين الوسائل وغاياتها اختلاف مقدار، وليس اختلاف نوع، ولا يمكن لدى النظر السليم التوسل إلى الغايات الصحائح بالوسائل المراض. والصلاة التي هي وسيلة، الصلاة الشرعية المألوفة، في الحركات المعروفة والأوقات، وهي وسيلة إلى المقام الذي يكون فيه الفرد في صلة تامة، وجمعية شاملة بربه، والقرآن في هذا الباب لا يحوجنا إلى طويل تفكير، فهو حاسم وقاطع.. فاسمعه وهو يقول ((وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون)) واسمعه يقول.. ((وأقم الصلاة لذكري)) وذكر الله في هذه الآية، وفي سابقتها الحضور مع الله بلا غفلة، ووسيلته الصلاة.. واسمعه يقول.. ((فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون * يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين)) والصبر هنا يعني الصوم، وإنما تكون الاستعانة بالصوم والصلاة على دواعي الجبلة إلى الغفلة عن الله، وهو راجع إلى أن الصلاة وسيلة إلى ذكر الله بلا غفلة عنه. ويقول الله تعالى لنبيه ((فاصبر على ما يقولون، وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح، وأطراف النهار، لعلك ترضى * ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه، ورزق ربك خير وأبقى)) وسبح هنا تعني صل وفي هذه الآية أوقات الصلاة الخمسة وهي: قبل طلوع الشمس الصبح، وقبل غروبها، الظهر والعصر.. وكذلك عبارة وأطراف النهار.. ومن آناء الليل، المغرب، والعشاء، هذا إلى جانب أن الآية تعني أيضا بالتسبيح الذكر والتنزيه.. وعبارة ((لعلك ترضى)) تجعل الصلاة وسيلة إلى الرضا بصورة لا لبس فيها ولا غموض، والرضا بالله ربا نتيجة تمام المعرفة به، وتمام المعرفة بالله ثمرة ذكره بلا غفلة ولا انقطاع.. والرضا بالله ربا يعني ترك التمني. ومما يؤثر عن الحسن بن علي أنه قال ((من وثق بحسن اختيار الله له، لم يتمن غير الحالة التي هو فيها)) ولذلك قال تعالى ههنا ((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه، ورزق ربك خير وأبقى)) يعني لا تتمن، وارض بما قسمه الله لك، ثقة بحسن تدبيره، واستعن على حالة الرضا هذه بالصلاة.
الرضا بالله عبودية.. قلنا أن الصلاة وسيلة، وقررت لنا الآيات السوالف هذه الحقيقة. وظهر أنها وسيلة إلى ذكر الله، وقلنا أن ذكر الله هو الحضور معه بلا غفلة عنه، وثمرة الذكر بلا انقطاع ولا غفلة تمام المعرفة بالله وثمرة تمام المعرفة الرضا بالله، وعاقبة الغفلة عن الله السخط عليه، وأدق مظاهر السخط على الله التمني، وهو ما نهت عنه الآية الكريمة المعصوم، والرضا بالله مجاهدة في مقام العبودية، فإن العبد لا يزال يجاهد دواعي طبعه إلى السخط على الله، وعدم الرضا به في دقائق صور السلوك جميعها، حتى يرضى الله تعالى عنه فينتقل من مرتبة النفس الراضية إلى مرتبة النفس المرضية وهي النفس التي لا يلقيها الله إلا ما تحب.. وفي الحق، أن النفس لا ترضى عن الله تمام الرضا وهي تلقى من الله ما تكره، ولذلك فقد عبر تعالى عن حالة المرضيين عنده بقوله ((لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد)) ولما كان الانسان لا يشاء ما يكره، ولا يرضى أن تتخلف مشيئته، فقد أنجز الله لهم مشيئتهم، وإلى ذلك الإشارة بقوله ((لهم ما يشاءون فيها)) ثم لما كانوا مرضيين من الله لطول ما رضوا بالله مد لهم الله علما به متجددا.. به تتجدد مشيئتهم فترتفع إلى مستوى منجزات جديدة من المطالب الرفيعة، التي تستجاب فور بروزها إلى منطقة الفكر، أو إلى منطقة القول، وإلى ذلك الإشارة بقوله ((ولدينا مزيد)). فإذا أحسن العبد التوسل بوسيلة الصلاة أعانته على الدخول في مقام الرضا بالله، فإذا أحسن السلوك في مراقيه بالمزيد من إتقان الصلاة دخل في درجات العبودية. ولمقام العبودية بداية، وهو مقام النفس الراضية، وليست له نهاية لأنه كالربوبية لا يتناهى. والعبودية هي التكليف الأصلي، والعبادة هي التكليف الفرعي، وبعبارة أدق.. العبادة هي الوسيلة، والعبودية هي غاية العبادة.. وهذا ما تفيده الآية: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) ومعناها ما خلقت الجن والانس إلا ليصيروا لي عبيدا بوسيلة العبادة. وبعبارة أخرى، ما خلقت الجن والانس إلا ليعبدوني كما أمرتهم على ألسنة رسلي، ليصيروا بتلك العبادة لي عبيدا كما أمرتهم على لسان ذاتي، وذلك حين قلت في مقام عزتي ((إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)).
العبودية هي الحرية الرضا بالله ربا مدخل على العبودية، كما سلف القول، ومن رضي بالله آثره على نفسه فاطرح ما يريده هو رضا بما يريده سيده. فقد قال أصحابنا ((العبد موجود لسيده، مفقود لنفسه)) وقالوا ((حقيقة العبد أن يكون بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل، يقلبه كيف شاء بلا اعتراض منه عليه)) فالعبد لا يقوم بخاطره اعتراض على إرادة الله، فإذا قام لا يلبث أن يراجعه بالمراقبة أو بالمحاسبة، ولا تستجيب النفس لهذا المقام إلا إذا بلغ علمها حق اليقين، فاطمأنت وسكنت، لاستيثاقها أن الله أعلم بمصالحها منها، وأنه تعالى أقدر على توصيل المصلحة إليها، وأنه أرحم بها منها، وأنه أولى بها منها، من جميع الوجوه، ولا يتفق هذا للنفس إلا بتوفيق الله، ثم بإدمان الفكر، وبطول المران والرياضة والمجاهدة، وبإتقان العبادة بتجويد تقليد المعصوم، وبالسلوك العملي في حسن معاملة الناس، والسعي في مصالحهم، حتى تجود ((لا إله إلا الله)) تجويد تفريد، في إخلاص النية وحسن العمل وصفاء الفكر، ((إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه)) و ((الكلم الطيب)) ((لا إله إلا الله)) ((والعمل الصالح)) الصلاة، والصلاة تعني المعاملة - المعاملة مع الرب بعدم الغفلة عنه.. والمعاملة مع الخلق بكف الأذى عنهم واحتمال الأذى منهم، ثم بالإخلاص والنصح لهم وذلك بتوصيل الخير إليهم في المنشط والمكره.. ((ألا لله الدين الخالص)) الخالص من حظوظ النفس، فهو لا يقبل غيره، ولما كانت حظوظ النفوس كثيرة في حب المال والجاه والسلطة، فقد زهد الزاهدون في كل أولئك لتقل حاجتهم منها، ولتقتصر تلك الحاجة على الكفاف ليحرزوا بذلك إخلاص قلوبهم لله.. فهم يرون أن الحاجة رق، وأنك كلما زادت حاجات نفسك كلما زاد رقك لتلك الحاجات، وأنت بذلك لا تكون خالصا لله، ولا يكون دينك خالصا لله، وهو لا يقبلك في رقه: في عبوديته.. حتى يتم عتقك من أسيادك التقليديين: العادات والأوهام والأباطيل، التي تجعل الرجال والنساء عبيدا للشهوات والمطامح. إننا قد تعلمنا أن الحياة تواجهنا بالخير والشر. والشر يتمثل في الألم: الخوف والجوع والمرض والموت.. والخير يتمثل في اللذة: الأمن والشبع والصحة والحياة.. وقد دفعنا الخوف من الألم أن نستكثر من اللذة، ومن وسائل اللذة، حتى نجعل بيننا وبين ما يؤلمنا أمدا بعيدا ووقاية حصينة، ومن ههنا جاء السعي وراء المال والحرص على اكتنازه، وجاء حب الحياة والتعلق بأسباب السلطة . وقد دلت التجربة البشرية الطويلة أن الشر لا يمكن الاحتراز عنه والاعتصام منه بوسائل الحرص والجمع والاستكثار من الحطام ولا من الجاه والسلطان، ذلك بأن الموت الذي هو قمة الشرور لم تنجح في توقيه حيلة المحتالين بوسائل الجمع ووسائل المنعة. ((أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)) وفي الإسلام إبليس هو الشر المجسد، وأعوانه من أبنائه ينشرون الخوف في قلوب الناس ويصدونهم عن السبيل، ((الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم))، ((يعدكم الفقر)) يعني يخوفكم عواقب البذل ((ويأمركم بالفحشاء)) يعني البخل والحرص والكنز، وهذا الشر المجسد، يحدثنا القرآن عن شأنه مع عباد الله فيقول ((قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال هذا سراط علي مستقيم * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)).. وقال إبليس ((لأزينن لهم في الأرض)) يعني لأحببن لهم البقاء في الأرض ولأبغضن لهم الموت. وبحب الحياة وبغض الموت تكون كل الشرور والمآثم الأخرى ثم استدرك فقال ((إلا عبادك منهم المخلصين)) لعلمه أن هؤلاء لا ينطلي عليهم مكره، فقال الحق في توكيد ذلك ((هذا سراط علي مستقيم)): أي حق أوجبته على نفسي.. وما هو ذلك الحق؟؟ ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)) هم أحرار من سلطان كيدك وتضليلك وتلبيسك.. والحرية من كيد إبليس إشارة إلى الحرية من أصل الشرور وهو الخوف. ((إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا)) استزلهم ساقهم إلى الزلل، وهو إنما يستزلنا ليسوقنا إلى الذل في ظل الخوف.. والخوف هو الشر كله وإبليس هو تجسيد الخوف. ولقد جعل الإسلام وكده محاربة الخوف و ((رأس الحكمة مخافة الله)) تعني أن بداية العلم أن تجمع مخاوفك كلها من الله وحده، لأنه قال ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون)) والكلمة وهي ((لا إله إلا الله)) التي هي نهج الإسلام، تعني توحيد الخوف في مصدر واحد بعد أن كان يأتي من كل جانب، وفي توحيد الخوف قيمة تربوية عظيمة. ثم إن العبد يحارب خوفه من مصائب الحياة بالمجاهدة على الرضا بالله كما سبق أن قلنا، يقينا منه بأن الله أعلم بما يصلحه منه، وأن المصائب حين تساق إليه إنما هي صديق في الحقيقة، في ثياب عدو في الظاهر فقط، وذلك لقصور علمنا، ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون)) فإذا أتقنا المجاهدة في موطن الرضا إيقانا منا بأن شدة المصائب التي يسوقها إلينا ربنا إنما هي بمثابة مرارة الدواء الذي يكون فيه برء أدوائنا، فإن عناية الله تدركنا فتنقلنا بما تفتح لنا من فيوض المعرفة بالله إلى منازل لا يتصور فيها بلاء، حيث نكون في سرادق الرضا، فلا نلقى شيئا مما نكره، وسبقت إلى هذا الإشارة قبل قليل في هذه الرسالة. فالعارف المجود للمعرفة، السالك في مدارج العبودية لا يخاف شيئا على الاطلاق.. وهو لا يخاف الله لأن الله عند العارف المجود يحب، ويطمأن إليه، ويرتع في بحبوحة أنسه.. نعم هناك ظل من الخوف خفيف، وذلك عندما يمد العارف نظره إلى الإطلاق، ولكن هذا الخوف هو نتيجة المعرفة، ونحن نتحدث آنفا عن الخوف الذي هو نتيجة الجهل.. فالخوف الذي هو معرفة، هو أعلى ما تبلغ معرفة العارفين، وعنده النعيم المقيم والخير المطلق، وبه المزيد المستمر، لأن العارف فيه يتحقق بقوله تعالى ((كل يوم هو في شأن)) وشأنه تجديد حياته كل لحظة بانطلاقه في التطور، بالاستزادة من كمال حياة الفكر وحياة الشعور، وهو في ذلك ينشر الخير بين الناس كما تنشر الزهرة المعطار شذى عرفها. إن العبودية هي الحرية.. لأنها حرية من الخوف. ووسيلة العبودية العبادة، وفي قمة العبادة الصلاة. |
| |
|
|
|
|
|
|
|