|
هيئة الامم بين الظواهر الصوتية المعزولة وسيطرة القطبية التفردية المرفوضة : حامد عثمان بشير
|
تدويل سيادة الدول وتفريغها من وظائفها الجوهرية مهام تحررية تأريخية امام الحركة السودانية العريقة
يبدو ان جوهر القضايا التحررية التي شملها المشروع الوطني الديمقرطي النهضوي بعد نشوء الدولة السودانية الحديثة مطلع يناير ١٩٥٦ بإنزال علمي الحكم الثنائي وهي المناسبة التاريخيةالتي شرفها السادة الرئيس اسماعيل الازهري الذي رفع بعد ذلك مشرفاً علم السودان الموحد خفاقاً في فضائاته ممثلاً للاغلبية البرلمانية وبجواره زعيم المعارضة الاستاذ محمد أحمد المحجوب وامامهم الصاغ الجاك بخيت ممثلاً للقوات المسلحة وبرز الاستاذ حسن الطاهر زروق في المقاعد الامامية يحمل عبء دوائر الخريجين والمثقفين وكان المشهد رائعاً ومؤثراً لكنه لم يدم طويلاً بعد تسليم الديمقراطية الوليدة للجنرالات في ١٧ نوفمبر ١٩٥٨ مما مكن الاستعمار الحديث إحلال الاستعمار القديم الذي وجد رفض متواصل بثورات وانتفاضات تشكل معالم هامة في طريق النضال الوطني الثوري الذي لا ينقطع مهما تضافرت قوي الاستغلال وتعاظم منافعها وارباحها التي مهدت للارتماء في أحضان العولمة الافقارية المريعة والتي عمدت وأعتمدت علي آليات الخصخصة وتحرير السوق منذ ٢/٢/١٩٩٢ م لتدخل البلاد والعباد في دوامة التعاسة والحرمان برفع الدعم واستفحال الغلاء وتدويل الدولة العاجزة عن حماية الامن والسلام والسكان كما هو واضح في الجنوب ودارفور والشرق والوسط وكل مسالك البلاد حيث خلفت جروح نازفة في النسيج القومي لا تندمل. والمعروف أن خصائص العولمة الاستعمارية في هذه المرحلة الثالثة انها تجرد الدولة من اداء مهامها الخدمية. وبدلاً من حق المواطنة في ربوعها تشهر اسلحةالدفاع والامن التي تشكل ميزانيتها ١٩٫٨ ٪ في وجه المواطنين وتشريدهم وتغريبهم بعد التنكيل ويكون لزاماً علينا يتدراك اﻟﻤﺨاطر وابراز وتحليل ما يدور في العالم وطبيعة مكوناته وأهدافه الاستراتيجية الرامية لابتلاع الشرق الاوسط . وافريقيا بعد أن تحررت بلدانها الواحدة تلو الاخري من الاحتلال المباشر وأمريكا اللاتينية التي كانت تسمي بالحدائق الخلفية للبيت الابيض الامريكي ناضلت بمثابرة وتضحيات حتي انتزعت سيادتها واستغلالها وطريق تنميتها المستقل عن العولمة الاقتصادية والسياسة والاجتماعية. ولاحقاً نعرض لشئ من التفاصيل للمنتدي الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التحرري العالمي المناوئ ﻟﻤﺠموعة الدول الصناعية الكبري ومجريات سياستها التدويلية لعالم الجنوبي المتخلف. اين تقف الامم المتحدة من هيمنة أمريكا؟ ترجع اصول القضية غير المسبوقة التي تستند عليها ادارة بوش بالطبع الي انتصاراتها في الحرب الباردة. لقد أهدي سقوط الاتحاد السوفيتي والانتكاسات التي حلت باروبا الشرقية التفوق العسكري والسياسي للولايات المتحدة الامريكية كما أهدي ايضاً الرأسمالية العولمية ميزة ومغريات اخري بمثابة منفذاً لمناطق لمناطق مغلقة دون النفوذ الامريكي كمناطق وسط آسيا ومناطق أخري كانت واقعة تحت النفوذ والسوفيتي مما فجر صراعاً جديداً حامي الوطيس والسوفيت الذين سعوا « العالم الحر » بين والقلاس » « البروسترويكا » عن طريق للحاق بهذا العالم الفردوسي ؟! « نوست في كتابه عن هذة « هونكر » وصدق الرفيق لماذا » الازمة المؤقتة عندما قال متسائلاً ترجمة للعبارة الروسية «!؟ إعادة البناء بروسترويكا وليس تطور البناء القائم تفاعلياً منذ الثورة الاشتراكية العظمي ١٩١٧ م ويجدر بي ونحن نتحدث عن انفلات توازن الامم المتحدة ان اشير الية مضامين كتاب قيَّم وهام أصدره دكتور بطرس غالي لخص « بيت من زجاج » خلاله صفحاته فشل التعايش السلمي الذي كان المأمول منه تقوية الامم المتحدة ومجلس أمنها وكافة وكالاتها الاخري مما يتيح لاعضاء الجمعية العمومية التعبير ذو المضمون الواقعي لمشكلاتها المزمنة والحفاظ علي استقلال وسيادة بلادهم بدلاً من الاستماع لأصواتهم المستغيثة من ويلات الحروب والفقر والمرض وهم تحت وطأة النفوذ العولمي الثقيل طريقاً لمسيرة شعوبهم!! وكل هذا وذاك تمدد النفوذ الامريكي والآلة الحربية المغرورة التي عاست فساداً وتقتيلاً في أفغانستان والعراق تحت سمع وعين الامم المتحدة مما أكسبها ضعفاً وضعه علي ضعفها القائم. وهناك التباسات خطيرة لا يقوي المرؤ علي تفسيرها ومرامها الا بعد وقفات متأنية وتمحيص دقيق لسبر أغوار نظرية تبادل المواقع والادوار بين الحقيقة والزيف فهناك عدة قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي تهدف في مجملها لتدخل سافر في حق الشعب السوداني وأمنه القومي بعد التفريط تلو التفريط في السيادة الوطنية ومستحقاتها مما يهدد الوحدة الوطنية بالتشرزم والشتات بالرغم من الاتفاقات الملزمة بنيفاشا التي تؤطر للسلام الشامل والدائم ولا يدري مهندسوها انها وضعت نموذجاً مفصلياً مفاده من لم يرفع السلاح ويقاتل لا يحق له حق المواطنة وكما قال الزعيم جواهر لال نهروان أي امرئ مرشح » لكي يكون مواطن متوازناً متفائلاً إذا عثر علي حقوقه الدستورية ليتفاني في« اداء واجباته المنوط به واذا اردنا التدليل المتمادي في هذا السياق المعادي للشعوب فهناك الشواهد كثيرة تذكر منها ما حدث في الدورة الثانية والستين في الجمعية العمومية التي استمع فيها العالم الي خطابات هي نفسها التي قيلت في الجمعية التي سبقتها في سلوك دروب السلام والوئام والاستقرار والجهود الحثيثة الي اخر للتنمية عن طريق المانحين الذين يعقدون المؤتمرات والتي تبدوا للمؤانسة والتقاط الصور مما اشبع الامم بالحديث الانشائي الذي لا يسمن ولايغني من جوع . وفي اعتقادي أن الحركة الوطنية السودانية فادرة بوحدتها التصدي واليقظة لكل لما يحاك ضدها بذكائها ومعرفتها المعهودتين وان لها من الالهام الفكري النير وتجاربها الثرة التي تلجأ إلي اخصابها مرحلة بعد الاخري علي ادراك مجريات ما يدور في كواليس البلاد وخارجها من مشاريع مشبوهة ترمي الي تبديل مجتمعات الشرق الاوسط بعد اخضاعها الي العولمه والي كنتونات متقاطعة وهنا اود ان اشير الي تقرير البنتاجون الامريكي الي تقسيم بلدان السودان . مصر وليبيا الذي يحمل عنوان ( ) ( نهر بلا حرب ) والمتتبع للقوات الأجنبية وتحركاتها بحرية لايجدها المواطن بالجنوب وبعض مناطق الغرب والنيل الازرق والخرطوم نفسه وذلك قبل دخول القوات المشتركة ولا اقول الهجين وهي مفردة مستهجنه اذا انها تعبير تناسلي ولا وجود لها في التعبير السياسي . وقد يعتقد بقول البعض بانني مغال بعض الشئ عندما استشعر اﻟﻤﺨاطر بدرجات بعيدة المدي لاصل الي ان بلادنا تحت السياسات العسكرية التسلطية الظلامية التي تواصلت لتبلغ أربعين سنة قد ارجعت البلاد والعباد الي ما قبل نيل الاستقلاق السياسي ونشوء الدولة الحديثة بمهامها المنوطة بها . وليعذرني القارئ علي عمق محبتي لهذا الوطن . لست ادري علي وجه التحديد من خلال هذه الدماجوجية وخلط الاوراق ماهو الدور الشعبى تجاه التدخلات المتعاظمة في بلادنا حتي لاتؤخذ علي حين غره ولا أحد منكر سلبيات البعض التي ظلت لفترات طويلة تبشر بنجدة الامركان وتخليصهم للديمقراطية من براثين النظام القائم وهذا خطأ وقع فيه الكثيرون ولكنه اضعف الشعور القومي لدرجة اللامبالاة واللاجدوي ولاحقاق الحق ووضع الامور في نصابها بتحتيم علي كافة الشعوب المعلمة بطوائفها والوان طيفها السياسي والثقافي أن تبذل وشعبنا في مقدمتها كل ما عندها من تجاربها وخبرات كفاحية لكشف ما يجري بفلسطين والعراق وافغانستان من هدم للدولة وارضها ومؤسساتها تحت مسمي العملية السياسية تحت ظل الاحتلال الغاشم كما يحدث من الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي في دعم وتعزيز غياب الشرعية في العراق والارض الفلسطينية المحتلة وكل العناوين المتقدم ذكرها الي كتاب ملفات مفصلة بالقضايا اﻟﻤﺨتلفة التي مر ذكرها . نواصل افكار وراء المشوار: اليسارالالمانى الجديد يتألق ويتفوق: مناهضة العولمة المتوحشة ونهج طريق الحرية المقدمة الاولي للديمقراطية المؤسسية أصبحت الهدف الاوحد للشعوب المفتري عليها من حكامها وأود ان احي توحيد اليسار بالمانيا الغربية تحت قيادة دكتور أوسكر فالتين ومنذ اعلان النبأ أواسط سبتمبر المنصرم عمدوا الي الوقوف بجانب الطبقة العاملة بألمانيا في مطالبها بدفع الاجر الاضافي من ٣٥ ساعة في الاسبوع الي ٣ ساعة دون مقابل وهذا ما يسمي « كارل ماركس » بفائض القيمة الذي عناه ايضاً تصدوا « رأس المال » في مجلداته للعطالة الهيكلية التي بلغت حوالي اربعة مليون وثلاثمائة الف «٤٫٣٠٠» ونادوا بإيقاف عربدة العولمة التي قسمت اﻟﻤﺠتمع الي أغنياء وفقراء واشار بيانها الأول الي انعتاق شعوب العالم الثالث بالغاء ازدواجية المعايير التجارية التي تغمر هذه البلدان بالمنتوجات الرأسمالية المدعومة دون افساح اﻟﻤﺠال للمنتوجات القادمة من الجنوب الفقير ايضاً طالبوا باعادة القوات «البرلمان » في البوند استاد الالمانية من افغانستان وجنوب لبنان وفي ٣ أكتوبر الماضي تحدثت المستشارة الوحدة الالمانية » بمناسبة « انجيلا مركر » عن التخلف بالولايات الشمالية والغلاء » والبطالة التي تجتاحها وهي ظواهر غريبة اذ أن دستور المانيا الديمقراطية قبل الوحدة كان يصنف البطالة بوصمة العار وكما قال صديقنا الاستاذ محمود امين العالم انهم يملكون أي شئ وكل شئ إلا المستقبل فهو للشعوب وحدها. منقول عن الميدان
|
|
|
|
|
|