|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
(الاغنية مُرهِقة ، إيقاع متناثر في بادئ اللحن..موسيقي مترددة ، ثم لهج ينزف... يزف الذاكرة!! ذكرياتحزينة تبدأ في الصعود للروح، ببطئ عروس لعثم المجهول خطوتها..فجأة يتحول الإيقاع لأخر بهيج.. مفسحاً
المجال للذكريات السعيدة ؛ فتبتسم الروح..ليتراقص الأمل شعاعاً من التفاؤل..تندمج الذكريات السعيدة
بالاخري الحزينة فيتولد الشجن بشكله السامي.. لذا لم يكن هناك مناص من تسمية الاغنية بشجن)
كان هو تعقيبي وقتها، تعقيب ساذج ..لم اكن ادرك أنه سيناريو سيكتب علي الإنصهار والتوحد في
تفاصيله...سيناريو بائِس سيأخذ من عمري عمراً اضافياً لاتعافي منه؛ الصدفة... الكلمة التي حذفتها قديماً من
قاموسي الداخلي وأيدلوجيتي .. تثأر مني ومن إنكاري لها.. تتلذذ بوضع المفارقات المؤلمة في طريقي!! ..
لكني أصر علي أن الحياة خالية من الصدف ، والصدفة ما هي إلا تواطؤ قدري معين، وعلي ذات نسج النول؛ لم
يكن لقائنا حينها مجرد صدفة ؛ كان ترتيباً قدرياً قُدر له ان يكون..كما كان فراقنا ترتيب اخر.. ترتيب
فقدت لإثره دفة توازني مع ذاتي، فانكفأت روحي في داخلي كصدفة كلسها الألم فتراكم الحزن والشجن وصدأ
الاحساس.
" ما حيلةُ العبدِ والأقدارُ جاريةُ عليه في كل حالٍ ايها الرائي؟ ألقاهُ في اليم مكتوفاً وقال لـهُ: إيــــاك أياك ان تبتل بالماءِ" ! ( الحلاج )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
كتب الأخ محمد حيدر المشرف علي لسان الأستاذة ثروت و أ نقلاً عنها
Quote: (لمتين يلازمك في هواك مر الشجن) ذات الاغنية ترتدي وشاح الأثير لتهبط علي أذني وتتكئ علي جدار الماضي ، طارقة ابواب خِلتُها إنكفاءت علي النسيان .. لكن الجرح كان اقوي من الذاكرة.. والنسيان ما كان إلا سراباً نخبت علي شرفه كأسي الظامئ للإنعتاق من ذاكرة أرهقت مضجع العمر، فأنبجس الموت مصفراً ما بين الخلايا ، مقيتاً... داعياً لتقيؤ الحياة.. شهق الماضي علي زفير مصباح أخير،خلته سيضئ ما تبقي من العمر..لكنه أنطفأ لافظاً أخر نفس مع أول قاسم مشترك بيني وبين ذكريات طفحت علي انسجة الدماغ بمجرد الإستماع الي لحن رقص القلب يوماً علي إيقاعه النزيف .
*** ذات مساء عذب.. تدثرنا فيه بالحب أهديتني ذات اللحن ،أخبرتني عن شغفك بلإستماع للراحل عثمان حسين، كما وأخبرتني أن اللحن هو المفضل لديك، يومها لملمت ما تبقي من حطام القلب، زحفت روحي في كل إتجاهات الحقيقة الغائبة بأمر الصمت وعهود النسيان التي عاهدت نُدبي القديمة عليها في عجلة من جراحات خلتها الأخيرة كإشباع وهمي بأمل تثاءب داخل حلم، القيته أنت علي كسر الواقع ، فدميت أقدامي بشظاياه المتناثرة ؛ يااااه... شكراً حزين لخطوة كانت بحجم شمسٍ صرعت ظلال قمراً سجي في سماءه العمر.
"لكنني كم أنا حقـــاً بكـيت أسي فكـــلُ فجرٍ له في القلب إيلامُ وكـل بدرٍ فظيــع في نقـــاوته وكـل شمسٍ بها مر و إرغــــامُ فالحـب في لسعه الحرّيف نفَّخنـي سكــراً فهبت من التخدير انسامُ ألا لينشـــقَّ حـيزومي برمته! ولـيرمني في نيوب البحر أعدامُ " (أرثور رامبو) *** (الاغنية مُرهِقة ، إيقاع متناثر في بادئ اللحن..موسيقي مترددة ، ثم لهج ينزف... يزف الذاكرة!! ذكريات حزينة تبدأ في الصعود للروح، ببطئ عروس لعثم المجهول خطوتها..فجأة يتحول الإيقاع لأخر بهيج.. مفسحاً المجال للذكريات السعيدة ؛ فتبتسم الروح..ليتراقص الأمل شعاعاً من التفاؤل..تندمج الذكريات السعيدة بالاخري الحزينة فيتولد الشجن بشكله السامي.. لذا لم يكن هناك مناص من تسمية الاغنية بشجن) كان هو تعقيبي وقتها، تعقيب ساذج ..لم اكن ادرك أنه سيناريو سيكتب علي الإنصهار والتوحد في تفاصيله...سيناريو بائِس سيأخذ من عمري عمراً اضافياً لاتعافي منه؛ الصدفة... الكلمة التي حذفتها قديماً من قاموسي الداخلي وأيدلوجيتي .. تثأر مني ومن إنكاري لها.. تتلذذ بوضع المفارقات المؤلمة في طريقي!! .. لكني أصر علي أن الحياة خالية من الصدف ، والصدفة ما هي إلا تواطؤ قدري معين، وعلي ذات نسج النول؛ لم يكن لقائنا حينها مجرد صدفة ؛ كان ترتيباً قدرياً قُدر له ان يكون..كما كان فراقنا ترتيب اخر.. ترتيب فقدت لإثره دفة توازني مع ذاتي، فانكفأت روحي في داخلي كصدفة كلسها الألم فتراكم الحزن والشجن وصدأ الاحساس.
" ما حيلةُ العبدِ والأقدارُ جاريةُ عليه في كل حالٍ ايها الرائي؟ ألقاهُ في اليم مكتوفاً وقال لـهُ: إيــــاك أياك ان تبتل بالماءِ" ! (الحلاج)
|
نواصل !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
وهنا تهوّم بنا الكتابة في براحات الذات وأملاءاتها السلطوية علي أمعاء النص وتكتبنا !!!
وما كان لليل أن يفارقني..محاولات مستميتة لشحذ البصر في ظلام خلفته داخلي.. رؤية متعثرة لثراب آمل ظامئ للإنعتاق... بقعة من ضؤ خافت مستلقي في عتمة الحواس ؛ يا ألهي.. متعبة العينين أنا من رؤية هذا العالم المخفي تحت انقاض الكره والنزف والغثيان والدماء المخثرة داخل أوعية الوعي الشخصي.. الملتاث بلوثة حب الفرد لأناه الخاصة..متعبة العينين انا من كل هذا الزيف الدامي.. سقراط !! يا صديقي العبقري حقاً ما الحياة سوي مرض عضال. وإمتناناً مأسوفاً لأسليبيوس الذي هداك الموت وحاك الحكمة عليه وكما قال نيتشة.. " لعل الحكمة لا تظهر علي الارض إلا علي هيئة غراب يهيجه عفن جيفة مكتوم"!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
وفي هذه الجزئية تواصل بحيث لا أنعتاق من نداءات اللا وعي و صراخ الوعي في الوقت نفسه! أنا أعتبرها محاولة للسير في حقل ألغام فكري!!
اليوم..جلست علي حواف الماضي،غريبة كالعادة عن كل ما يحيط بي،أستنطق الجرح السائل عله يلعق ندفات ثلوج ألمٍ توهط طريقي..بودلير،يا سيدي المُرهِق.. أناجيك بعد أن إستنفذ العمر مخزونه الأسوي ورصيده المعد سلفاً للمعاناة، أسكب أحرفك الشبقة بآلامك لأفض عذرية البياض الموحش؛ أقدم قرابين الإنتماء لوطن العبارة لديك.. بعد أن أقحمتُ نفسي بنفسي في شِباك منفي اللغة وفقدان هويتها..ما أقسي أن تفطمك اللغة علي صغر، فتتغذي علي حليب أُعتصر من أثداء متعطشة، بأيدي كانت المتعة صبوتها، بشفاه كانت الشهوة غايتها،بدلاً عن فم رضيع كان الجوع دافعه؛ إن لغتي لمنفاي، ووجودي غربتي، ونفسي ضريحُ وُضِعتُ فيه. ما أقسي كل هذا.. "إن نفسي قبر أطوّف فيه وأقيم منذ الازل بثياب راهب ضال-بودلير".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
أخالها توغلُ بنا في أحتشادات ممعنة في التعمق وتمهد لضربات أستباقية ضد الأنا كقيمة ومع هم كأناء شامل و جامع لكل حاجتنا لتجيير وعي اغبش وباهت !!!
"إن نفسي قبر أطوّف فيه وأقيم منذ الازل بثياب راهب ضال-بودلير". هي غربتي الذاتية أذاً، هي غربة الانسان الوجودية التي تهبط معه من الرحم.. لتمتد علي شساع عمر الفرد، أذكر جيداً حديثنا الأول والذي كان حول الغربة الوجودية والعزلة الاختيارية.. أذكر يومها أني كنت أتحدث عن الغربة الوجودية بإفراط مُنهِك.. وأذكر ايضاً كيفية اندهاشك لسؤالي المفاجئ في بداية حديثنا.. إذا ما كنت انت تعاني من غربة وجودية؟؟ سؤال طرحته يومها في محاولة مني لتعرية تجاعيد حزن سوداء ممتدة علي إتساع عينيك ، إيجاد تفسير للأسي المضمخ في كل ماله علاقة بك ، حركاتك ، سكناتك ، صمتك ، حتي رائحة عطرك لم تسلم من الحزن والأسي والغموض ، كل شئ فيك يلهث حزناً..وكعادتي لم انتظر ردك، لأجيب علي سؤالي بنفسي :- نعم أنت تعاني من غربة وجودية .. فما كان لإندهاشك حينها إلا وأن تحول لإبتسامة صامتة.. دافئة.. نقلت لي عدوي الدهشة بسحرها .. حينها اتفقوا جميعاً!! حاستي السادسة.. بصيرتي الثانية ورؤيتي السابقة.. علي أن هذا الجالس أمامي.. سيتوج بأمر الحب.. ملكاً علي الروح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
الحديث عن غربة النفس عبوة ناسفة!!! محاولة لتفجير جسر يؤدي أليك
....!!!!
سألتني من بعد عن كيفية إدراكي إذا ما كنت أنت تعاني من غربة وجودية ام لا .. أخبرتك أنه احساس بالتواصل بين رفقاء الغربة الوجودية ؛ طلاسم تمكن الفرد الذي يعاني منها بإلتقاط مؤشراتها من الأخر،سألتني أن احدثك أكثر عن تلك الغربة .. غربة الفرد عن النفس..عن الوجود ذاتياً..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
أما هنا!! فأنا أشكُ أن ( دانتي ) أشتهاها وهو يهم بتقبيل فكرة!! قمة التعبير عن الذاتية!!
فابتسمت أنا بذات الصمت..وما كانت إبتسامتي إلا ثغرة من الزمن لألملم أطراف روحي المسلوبة بحضورك.. قلت لك:- هي حالة متفشية بين البشرية ، لكنها متفاوتة..سببها رفض الذات للمثول للسنن التي فُرضت عليها...رغبة الذات في أن تكون أناها من تجاربها المتمخضة عن إحتكاك مالكها بذاته الفطرية وإيجاد إجابة لكل سؤال داخلي يلح علي ميلاد معرفة حقيقية بلا رقيب او حسيب ، ومن ثم إحتكاكه بالعالم الخارجي لإيجاد ذاته الفردية ، نفسه الذاتية ، ليست تلك التي فُرضت عليه من المحيط الحولي ‘ وتم الباسه لها بعهد مضمخ بالحيرة من الميلاد وحتي الممات..ليكون إمتداد للسابقين‘ ومن هنا تتولد المعاناة ومن هنا تتولد الغربة الوجودية والتي تفضي الي طريقين ،اما الأول فهو طرق أبواب البؤس الدامي..حمل الحيرة والمعاناة الشاقة علي ظهور إحدودبت من ثقل حملها ، فما عادت تقوي علي السند،التنقل بين محطات الحياة بالأغترابٍ عنها والهروب الي عالم من الأحلام تسجن فيه الذات نفسها، وتبقي مجرد أمل وهمي لا تمتد اليه جهود إرادية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
أكثر ما أعجبني في هذه الفقرة المهمة هو حديثها عن عبودية الفكر!!! وهي تلوِّح بورقة تفاوض من أجل حق تحرير مصير الكلمة الكلمة التي تقولك!! وليست التي تقولهم !!!!!!!
اما الثاني فهو السير في طريق التوافق مع الأنا الداخلية بوضوح لا يشوبه شائبة الأنا الجمعية ؛ وضع الذات وجهاً لوجه أمام نفسها .بكشف معدنها غير المصقول لرياء المجتمع والتصرف بحرية كاملة دون خداع.. تعرية أيدولجيتها المُملاة عليها من شفاه الموروثات وموميات الأفكار المحنطة والمعتقدات والأيدولوجية التقليدية علي مر العصور.. فتح خزانة قديمة للتخلص من محتويات خاصة جداً..لكنها لم تعد تلزم لا لعلة فيها، بل لأنها لا تشفع للفرد داخل ذاته.. لتحل محلها معتقدات جديدة تولدت عن إحتكاك الأنا المباشر بالعالم.. ..بالطبيعة...بالصواب.. وحتي بالخطأ ، فما الخطأ في قواميس الحقيقة إلا باب يفضي إلي الصواب.. حديثي لا يتضمر أن علي الفرد التخلي عن كل ما شب عليه وشابوا عليه من قبله ورفضه ، لا .. أنا اتحدث عن الموروثات والمعتقدات الخاطئة ومع علمنا أنها خاطئة إلا أن عبودية الفكر ورفض تقبل كل ما لم يكن قديماً يقبع مقرفصاً علي التحرر. إذا نظرنا للغالبية إن لم يكن الأعظمية من المبدعين في التاريخ الكوني.. لوجدناهم عصارة لتجربة الغربة الوجودية الذاتية ، غربة الفرد عن الجمع.. ولوجدنا إبداعهم خلاصة لتلك التجارب، عاشوا أناهم الخاصة بعيداً عن سنن المجتمع ، بحثوا عن الحقائق لكل معطي يتلبسه الشك.. في عالم بات يتعذر علي الفرد فيه أن يميز بين محتواه الداخلي و محتوي الاخر والذي لا يمت له بصلة سوي مشاركته له ذات البيئة او المجتمع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
وهنا عادت بنا ألي عوالم الحوارات الغير مباشرة ذلك النوع من السيناريو الذي يلمح بين طيات الأجابات! وحتماً هذه أجابات تحتاج لأسئلة !!
قاطعتني مستشهداً بنيتشة:- " أتطلّع الي كل ممنوع- تحت هذه العلامة سيكتب النصر لفلسفتي ذات يوم...ذلك ان الحقيقة وحدها هي التي ظلت الي حد اليوم خاضعة جوهرياً للحظر." قلت لك مواصلة:- نعم ، .. نيتشة محطم الأصنام كما كان يقول عن نفسه، ذلك المضحي الذي عاني كثيراً داخل غربته النفسية وعندما حاول الافلات منها نجح وأبدع ، لكن رفض الجمع ونبذه كان له بالمرصاد..كان المقابل الذي حصده، هو لم يلغ بالاً لكل ذلك وضحي من أجل إبداعه،وجاء زرادشت،وقال من خلاله كل ما كان يلهج به فكره،فقابلوه برفض أشدّ قسوة من الأول.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
وهذه آثرت ان أتركها مطولة وفي ذلك حكمة !!! فأنا أعتبرها آيات فكرية فيها ما فيها من القدرة علي جمالية السرد وتفرده بحيث لا تقبل أقتطاعها وهكذا هي ثروت حينما تكتب بروحها!
صمت قليلاً ثم قلت لي: التضحية هي ضريبة الخروج إلي الإبداع..أن تكون مبدعاً ذلك يعني أن تكون مضحيا ً..أن تقدم نفسك كبش فداء لنبذ المجتمع، أن تعرضها للنفي والرفض بل أحياناً القتل والصلب.. لا لعلة او خطأ إرتكبته بل لرفضك دائرة التناسخ الفكري والتقليدي المتبع. قلت تأكيداً لك:صحيح، وهم ضحايا البشرية وغصة في حلقها.. إبتداء بالرسل الكرام..وانتهاء بالمفكرين والفلاسفة ،الأدباء والشعراء ، منهم من لم يعاني من غربة النفس والذات ، لكنه عاني من رفض الجمع له ونبذه لأرائه والتي هي مراحل متقدمة من سلسلة الشك والحيرة والقلل الدائم ؛ كم من مبدع مضغته الحياة بأسنان لا ترحم ولفظه المجتمع من بين أفواه لا تنطق إلا الضباب والرياء؟. نيتشه؛برتراند رسل؛كافارني؛غوتة؛لوركا؛رامبو؛الحلاج؛بودلير؛البير كامو؛سقراط؛فيرنادسكي؛محمود محمد طه؛بن عربي؛سبينوزا،التجاني يوسف بشير؛بيارلرو؛كونفوشيوس؛المتنبي؛برنارد شو؛ديكارت؛كوبر يفيتش؛شوبنهور؛جوتيه؛خورخي جيين.. وأخرون كُثر مهما اختلفت الاراء عبر ثُلاثِيات الزمن علي ما نضح به ابداعهم وصداه داخل نفس كل منا ذلك لا ينفي مدي معاناتهم وحالة الترحال الدائم داخلياً ، حتي بوذا والذي لم يقدم للبشرية سوي الحب والرحمة والحكمة.. مهلاً.. لماذا الذهاب بعيداً ، حتي انت لم تسلم من رفض المجتمع ومحاولاته المستميتة لإغتيال أفكارك ووئد بناتها. انتشلتني من حالة البؤس التي محورتني بنظرة لعثمت حزني وجردت ألمي .. سألتك لماذا صمتك؟ اجبتني :- بوذا.. تلك الروح الشفيفة.. او تعلمين ان مغزي الحياة وفقاً لتصورات بوذا يكمن في الارتقاء والكمال الذاتي،الاخلاقي،النفسي والروحي..والهدف الاساسي للارتقاء الروحي الذاتي هو الوصول لوضعية يتقبل من خلالها الإنسان الآخرين بل كل ما هو حي في العالم كما يتقبل ذاته نفسها ‘ اين نحن من كل ذلك؟. أجبتك بأسي وبإبتسامة شاحبة:- الإسلام،المسيحية واليهودية بل حتي الديانات غير السماوية كالهندوسية والكونفوشيوسة وجميع العقائد سواء أن كانت تجسيدية او ثالوثية تلهج بذات النهج، الإنسان هو من ضل عن كل ذلك متدحرجاً داخل حبه لأناه الخاصة، قاصياً كل من له حق الحياة من تفكيره، حقاً وكما قِال أيفانوف" أن الانسان كائن في حالة تأزمية " . ثم استطردت قائلة:- اَو تعلم إن الإطلاع وتملك المعرفة ايضاً تضحية كبيرة،مصنع أخرلإنتاج غربتنا الوجودية،صراع اخر بين الشك والتشكك أو حتي الجنون في أحيان كثيرة. كم من مطلع مدرك حمله إطلاعه علي بساط الشك والتشكك إلي مقر الجنون، حالات كثيرة موجودة في العالم بل حتي في نطاقنا المحدد بجغرافية الوطن، أذكر أية في سفر التبشير حملت نفس المعني تقول: "The more you know, the more it hurts; The more you understand, the more you suffer". {Ecclesiastes 1 V 18} قلت لي مستشهداً بنيتشة مرة اخري " أي قدر من الحقيقة يستطيع عقل ان يتحمل؟؟ وإلي أي حد من الحقيقة يجرؤ عقل علي المضي". أجبتك مبتسمة وقال ايضاً" حتي اشجعنا نادراً ما يملك شجاعة تحمل كل ما يعلم". صمتَ قليلاً وواصلت قائلاً :- ولكن اليس الجنون يعني الإفلات من طوق الرهبة والحرج..النطق بكامل المصداقية بما يجوب في الدواخل و يعتليها!؟ قلت لك مداعبة:- مرحي ثم مرحي بالجنون إذاً!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
اما هنا فأحس أنها تتخلي عن سرياليتها و تذهب بنا لتعطينا دروساً في الكلاسيكية مع قليل من توابل الواقعية ولكن بحرفية و أتقان من لا يخشي الفقر اللغوي !!
إتسعت قلوبنا بأبتسامة ركضت بنا إلي حميمية الصمت..أُعتقلت الكلمات بيننا،تلاقت أعيننا لتلثم أرواحنا بقبلات إشتهتها شفاهنا وتشعل حواسِنا بجنون أستنكره العقل قبل المجتمع، تدحرج الحب مداعباً لقلوب جفت من الظمأ الوحدة ، وروح رهقت الشقاء.. حديث أخفاه اللسان..ولهج به الأحساس.. نفوس تشابهت في محتواها وقلوب تآلفت علي وعد من الحب. سألتك بنية التحرر من عبودية الحواس والتخلص من وطأته :- حدثني عنك. قلت ملتقطاً بصرك من علي وجهي :- ماذا أقول..فأنت تعلمين حتي ما أجهله انا عن نفسي.. نظرت الي مطولاً وتابعت :- كيف تملكين كل هذا ؟ بل كيف تتحملين مسؤلية تملك كل هذا؟. أجبتك بأستفهام آخر:- ماذا تقصد؟ قلت لي من بعد صمت:- أعترف أنني أحاذر أن أبدي إعجابي بالبحر في عينيك وكم النوارس التي تحط علي شاطئه لحظة مغامرة فاتنة، الحزن المتمدد في عينيك يخيفني أخاف جداً أن أسبح فيه ، أن أمسه وتتشربه مسامي؛ أنتِ موغلة في الدهشة، جميلة وعميقة جداً ، لك من الحضور سحره الطاغي. تتحدثين عني كما لو أن العمر أوجدنا معاً منذ بداياته، مع أن معرفتنا لم يمضي عليها من الأيام سبع ، ، تتحدثين بخلفية من يمتلك خبرة مدادها العمر، مع أن العمر لم يمكث سوي عقدين من الزمان ونصفه بجوارك.. كيف تتحملين تملك كل هذا؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
أما هنا فهي تتأرجح بين أنثي تريد ان تتسلق أسوار جمهورية أفلاطون و تتحاوم حول قلاع اليوتوبيا و أخري ترمي بأفكار أفلاطونية و تتوشح بأرسطو وبين أرسطو و أفلاطون تبقي الأنثي في عازل جندري سميك!!
اعترتني موجة من مشاعر لم اجد لها اسماً في حواري الداخلي ،فقدت من تأثيرها دفة توازني مع المحيط الحولي وجدت صوتي يخرج واهناً ، متشرنقاً بحبال مشاعري المضطربة قلت لك: بالتجاهل ! أتحمله بتجاهله،نشأت في عائلة ملكتني المفاهيم بشفافية الحقيقة وليس الخوف منها نشأت بمفهوم بودليري مفاده"ما يهم ما تستطيع أن تكون الحقيقة الموضوعة خارج نفسي أذا هي ساعدتني علي أن أعيش و أن أشعر إني موجود ومن أنا"؛نشأت في عائلة نعمت أظافري علي ترتيب صحيح للجانب الجندري في أجندتي الداخلية، نشأت بمفهوم أن الرجل والمرأة فرق الخالق بينهما في تفاصيل الجسد ووظائفه ، ولكن لم يفرق بينهما في قدرات الخير والعاطفة والأنسانية ، فرق الله بينهما في مقدرة العطاء والأخذ والتحمل ، ولكنه لن يفرق بينهما في الجزاء الأخير والذي يثاب المخلوق بموجبه عن حسناته ويحاسب علي سيئاته يوم الحساب الأعظم، للأسف كل شئ في مجتمعاتنا رهين للعادات والتقاليد، حتي الدين مُحور ليخدم المعتقدات والموروثات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
الأخ العزيز د:محمد حيدر المشرف.. لك من الشكر مقداره العظيم لهذه الاحتفائية والتي حقاً كان لها وقع عميق في نفسي.. الأخ العزيز:حبيب نورة.. حقاً أدهشتني قراءتك العميقة للنص.. لدي الكثير للتعقيب والتحاور. سأعود حتماً الأعزاء: الأستاذ: محمدعلي طه.. الاستاذ:كمال سالم... الأستاذ: أبوساندر.. عميق التقدير لحضوركم الزاهي..سأعود للرد عليكم فرداً..فردا...لكم من الشكر أجزله
دمتم جميعاً
ثروت همت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
هنا تحلق بنا الكتابة ثروت في فضاءات الحوار الأنيق حوار الذات والذات حوار النفس والنفس بدون تعمد الزّج بسيناريوهات تقليدية تفسد متعة السرد وتتشبّع بالصوفية الوجودية وكأني بها ( سارتر) أو عرجت قليلاً ( ل كولون ولسون) مع الأحتفاظ بالنكهة الخاصة للكاتبة لنقرأها حين تقول :
برهة صمتٍ عبرت بيننا،هل كنت تدرك مسبقاً أن الصمت يشعلني، والغموض يوقظ حواسي، والألم يستجدي روحي وأنني ضعيفة جداً في مواجهة النقاء، يا إلهي... يرهقوني أنقياء الروح ، يشعلون حواسي قناديل في عوالمهم الخالدة.. ينفطر قلبي عند عبورهم الصامت للحياة، كنت أخشي عليك العبور الصامت، محملاً بهزائم الأرض، وألآم البشرية،لم أكن ادرك حينها أن جرح الأنقياء دامي، موغل في الروح،لا يمكننا تجاوزه بإسدال الستار علي الماضي، لم أكن أُدرك أن النقاء مثله مثل الحياة والموت والحب يحمل أكثر من قناع وأكثر من معني، لم أكن أُدرك أن عمق الأنقياء وحل من التناقضات، لم أكن أدرك أن قلبك كان يتربص بالنسيان قبل الحب، اليوم يمكنني إختصار قصتنا بعبارة للويس ثرنودا كإرضاء أخير لذكراك ،أنا التي لم يعتريني قلق تجاه إعجابك بكل ما لهج به نهج ثرنودا،قد كنا يوماً الغضب الذي يشيع فيه لون الحب... الحب الذي يشيع فيه لون النسيان. سألتك مرة أخري:حدثني عنك؟؟ أجبتني مستجيباً بتنهيدة متقطعة بأمر شهوة لم تغادر إلي حيث :- أنا رجل يعيش علي حواف الماء الزلقة ولا يرتوي ، يغتسل تحت المطر الاستوائي ولا يحاذر الصواعق ، يعب من رحيق الحياة حتي ثمالة الوجع.. الحياة تسير امامي بصمت مستفز وخطوات قصيرة مقتضبة. غربتي النفسية صليب سمرت عليه وإطلاعي ومحاولاتي لتملك الحقيقة لم يرفعاني من علي هذا الصليب بل علي العكس..مازلت ابحث عن حريتي الكاملة بعيداً عن الاستلاب الفكري الحولي. قلت لك بسزاجة متعاطفة:- هل الحرية تتجزأ عندك ؟ اجبتي بأبتسامة متزنة.. الحرية لا تتجزأ ولكنها تحكم بقوانين داخلية قوانين تكونت من قناعاتي الخاصة .. ومدي إستيعابي لمفاهيم الخطأ والصواب.. بعيداً عن مفاهيم غيابية و(تابوهات) يعد النظر اليها محرماَ ناهيكِ عن الحديث والخوض فيها. قلت لك بإصرار:- أنت لم تصمت وقفت صامداً ضد شلل الإرادة المهيمن والخطوط العرجاء،في وقت كان فيه الجميع يلتهم الحياة بشراهة من ينتقم مِن العدم، وينخب كأسها في مدائن الأسف.
رددت بصوت غائب عبارة لوتريامون الشهيرة"مقدسة هي القوة..لزام علي الإنسان أن ينقش آثره بعنف علي تصاميمه الجريئة؛فالقوة هي التي تمسك بمفاتيح الفراديس و تدير أبوابها بقبضتها الفيحاء " ثم واصلت فارداً ذراعيك علي طول الأمل :لكي تظل حراً لا بد من اغتيال القيود،الحرية تنضج وتتكاثر تحت عبأ الظلم وركام الإضطِهاد والذل وتَقَيُؤ الجوع والحرمان.. التفاؤل اللفظي مهما ارتفع جناحه لا يحلق بنا.. وأنا اريد التحليق عالياً!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
تتواصل الجمل الصورية التي تتواطأ مع أنعطافات النص توازياً مع أمكانية الأرتقاء والهبوط بنفس درجة سرعة محركات اللغة ! وفي هذه القصاصة كأنها تعبر عن الحياة التي يجب أن أكونها و تقتلني في صمت لتهبني حياة أخري وتتبنّي وجعي لتعيشه هي , وترق حتي أغنياتي عمداً حتي أجدني في أشد الحذن والفرح في الوقت نفسه من عازق الغيتار العجوز (العم بيسا فيرس) فهو يعزف لها روحي و يهبني صمت أوتاره فهنيئاً لهما معاً
إفترقنا يومها بعد أن رفعنا الأرض بالشفقة... وملئنا جوفيّنا بالصبر والسلوان وحسن العزاء.. ونخبنا الحياة في كأس الرثاء والحداد ، إفترقنا علي وعد اللقاء في اليوم التالي.. وتوالت اللقاءات، كانت المدينة تحتفي بنا علي طريقتها المجنونة..ونهر التيمز يستضيفنا علي مقاهي شاطئه الجنوبي، ألتقينا العم بيسا فيرس..عازف الجيتار الأفريقي العجوز.. ونهلنا من عزفه.. ومن حنانه الافريقي وتعطشه لأبوة حال مفهوم حرية الفرد الخاطئ في المجتمعات الغربية بينه وبين ممارستها، كان يستقبل خطوات المارة بأغنيات تخرج من بين شفتيه بمتعة من يقبل أنثي.. حبيبة.. مقابل حفنة من العملات المعدنية يلقونها بجواره، وكان يستقبل خطواتنا المتلهفة بأبتسامة واغنية (One love) لمارلي بعد أن أدرك أنها المفضلة لدي، لتبدأ خطواتك بالرقص علي ايقاعي الداخلي. كنت تعشق الرقص،كان يحمل لك أكثر من معني وأكثر من تعبير عن حالة ،كنت عاشقاً للشعوب التي تمتهن الرقص كطريقة مبتهجة للتعبير عن أحزانها وأحلامها التي صابها الخمول فما أستطاعت له تحقيقا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
كنت لا أريدها أن تنغمس في شهوة هذه الأسماء وتمارس معهم نزواتهم وترتكب حماقاتهم اللغوية و الفكرية!! فأنا أراها (ثروت ) أنثي شاهقة الكلمة ولا تحتاج الي ملصق أعلاني ولا لتبنِّي فلسفات هجين!! وأن كنت أتفق معها في تغمص أرواحهم تخليداً لصمتهم الصارخ!
وإستمرت اللقاءات،عبرنا الجسور المعلقة علي النهر، حفاه إلا من الجنون وحنين كان قد سبق وخبأته منا السنين.. نقلت لك عدوي بريفير ؛لفرلين؛ لأوديبرتي ؛بن جلون؛الفارابي؛وليم موير؛بالمر؛أنسي الحاج ؛كافارني سيد المأساة وأبيها الشرعي؛لامارك وداروين؛عروة بن الورد؛قورمول يوني بينقو وموسيقي الفلامينكوا انابيل سنتياغو وإستريلا مورينتيه وبوكا، نقلت لك عدوي شعراء الفرنكوفونية من خوري غاتا حتي ستيتيه مروراً بسيزير وفرهارين؛ونقلت لي عدوي شلير ماخر؛ميلان كونديرا؛لاروشفوكو؛روسلو ؛كلانسييه؛غليسان؛ميشيل فوكو؛نيكلسون؛نيكوس؛أغناطيوس وسان ميلا؛لرونسار؛هيغل؛الفيتوري؛بن حزم الأندلسي والنفري؛ وإتفقنا في حب بوذا؛مانديلا؛غاندي؛لوركا؛ نيرودا؛صلاح أحمد ابراهيم؛ماك تاجارت؛برشت؛كروبوتكين؛ستروس؛زوربا؛الفريد دي موسيه ورحلات جالليفر؛غوتة وفاوست دراما الانسان العقلي الذي يختنق داخل غرف الوعي الشخصي ؛ويتمان الذي بحث عن عزلته في نيويورك حتي إرتبط إسمها بموته؛بن عربي؛محمود درويش والجدارية رحلة الذهاب للموت والعودة للكتابة عنه ،الحلاج ولوتريامون،إتفقنا في حب النور الجيلاني ومصطفي سيد احمد؛فيروز؛مارلي وموسيقي الريقي؛موزارت والاوبرا، إتفقنا في عشق أفريقيا وإثيوبيا؛تيدي أفرو وتيزيتا وجاه يستاسريال؛أستير اويك و(الدنيا ليل غربة ومطر) والجنون و...و...و(من ياتو قاسم مشترك) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
كانت هذه قرائتي الأولي للنص
Quote: أنا! أو الأستاذة وكيفما أتفق! كنت أحتاج أن أتناول هذا النص بعد أن تفك سكرة القراية الأولي!! ولكني آثرتُ أن أضلُّ فيه وانا في بعض هذيان اللاوعي جمهورية فاضلة حين يكون الوعي محض أفتراء علي ديموقراطية الكتابة! فأنتِ هنا تتواطئين عمداً مع ( أوسكار وايلد) وتكتبينا بدمك! هذا النص قادر علي حقن عروق الجنس الأدبي بعقار الدهشة! وكما أردد دائماً الدهشة بيضة ديك في مزرعة مرافعين لا تتكرر مرتين ....!! ولكن أكاد أجزم أن هذا النص موغلٌ فيني! فأنا بين صفا أحتياجه ألي عوالم شديدة الأنفعال بشجن آخر وصفا أرتيابه من قدرة الحزن علي الأرتحال نحو مدن أخري!! بين الحج والعمرة لفي ذهابٍ و أياب ..!
لي عودة!
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
وكانت لي معاها وقفة أخري
Quote: الاستاذة ثروت عذراً أنا !! حوار طريف بيني و بين صديقي اللدودة ,, حاولت فيه أن أبتعد عن تعقيدات السيناريو و أتركهُ سادةً أو علي الريح بدون أية أضافات اخري ,,وكان كمقارنة بين الرجل والمرأة علي نحو فلسفي بسيط للغاية ,,, وكلنا يعلم أن البلبل يغرد و ينهق الحمار بسبب الغريزة ,,, ليس هناك فرق غير فرق الحجم ,, والشكل يبرز السر الحقيقي اللاشعوري كما يشير ( فـرويد) الذي تكرهـهُ صديقتي في ترجيح كفـــّة هذا الجنس علي حساب الجنس الاخر .....
أحس أن صديقتي تكره الحديث عن التأريخ و تعتقد ان دخول التأريخ مسألة نسبية ,, و أنا مؤمن بقوة دور الموهبة دون سواها ,, سواء ان كانت صدفة أو ضربة حظ وبحيث أنو الموهبة أختراع خاص بالرجل ,, ولكنها تريد دخول التأريخ علي طريقة ( سيمون دي بفوار) !!
غيري يقول بلهاء هي المراة التي تتزوج ( بت هوفن) و تحاول أن تؤلّف سيمفونيات مع أنه لم يتزوج خالص ,, وقدم لنا ( الفرزدق ) نصيحة قيمة عندما قال ( أذا صاحت الدجاجة صياح الديك فـأزبحوها !!!!) فهو يوصي بزبح كل أمراة تتعدّي علي أحتكار الرجل وتقول الشعر مثلاً
ولكني واثق من قدرتها علي الأطلالة من أعلي قمة في مدينة الحذن هذا لتأذن فينا لصلاة الحروف الوضيئة تلك الحروف التي تتوضــأ من قرص الشمس و تمنحنا الأحتراق !!
ثروت سأعود أكثر وجعا!
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
أخي حبيب نورة: نعم اللاوعي جمهورية فاضلة..يوتوبيا واقعية ممتدة من الداخل.. أتفق عليها أفلاطون وكونفوشيوس والفارابي وتوماس مور.. أمانحن..نحن فعلاً نعيش علي حواف الماءالزلقة وينتميناالظمأ...نحن نجوب اللاوعي حاملين الوعي صليباً علي أكتافنا..ناراً علي نعش الأسف..سراباً لرفات إحتمال اللغة... قد تكون اللغة ملاذكم بينما هي منفاي..قد تعني لكم مغامرة شهية... لكنها تعني لي التوغل حسياً في المنفي..والتوغل كله ألم لأنه إكتشاف وتوحد وإنصهار،فهل من فكاك بعيد إلانصهار؟ وهل من مسيح ينزل من صليبه ؟ فهذا صلب فاتن ومن يصلب لا يغادر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: نحتفى دوما بالابداع انى توجهت ركائبه ... بين يدى الآن نصا لكاتبه سودانيه ( وعضو منبر )
شاهق قى بنائة .. وشديد الخصوصيه والتميز
وفى الخاطر آفات مجتمعنا الذكوري , لا اقول ذاك لمراعاة الجندر فى التعاطى مع النص
وانما .. للاحتفاء به وكما يليق وينبغى ودونكم اياه |
ينصر دينك يا محمد أخوي والله البنت دي كتابة كتابة مبالغة بس وين الناس البتقرأ يا حبيب ووين الناس البتقدر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
أنثي أخري لمحتها وهي تحدق في قرص الشمس للوهلة الاولي كنت أظنها تريد أن تتش عين الضلام بالضو!! ولكني أكتشفت أنها أدمنت أن تتخير حبات الثريا من جيد السماء!!!
وهاد أبراهيم
ثروت الأنيقة...
قديماً أنكر (شانكار) ان تكون معرفة الحواس قادرةً على الكشف عن الواقع الخارجي كما هو في ذاته... الا ان (زارادشت) شخصن ماوراء المدرك الحسي ليتكشّف له الواقع الخارجي.. وذات يوم في إحدى لحظات الانتقال من التخيُّل الى التذُّهن،، أدرك سر الليل والنهار وبالتالي كنه الظلام والنور وعندها اهتدى الى ضالته المنشودة (اهورامزدا) ربه الذي مثّل له النور الفائض عنه كل نور الجميل الجليل حتى كمال الكمال..
انتهى مدخلي..
يا توأمي في الروح.. هي ليست ذاكرة على ورق.. فالذاكرة لا تجيد فن الاحتباس ولا تجيد فضيلة التموضع بأدب.. وهي ليست الا وعاء الاستجماع الادراكي.. لنعبر بها مع الانتباه والولوج الى (سيبرنيطيقيا) زارادشت لنصب عليها وعينا بذاتنا المجردة حيناً وذاتنا المتماهية في غيرنا احياناً ليكون إستحلاب شخوصنا المعدّلة والمعدّة لفهم لغز الحياة... وقديماً قالوا: اللغز قصور معرفي.. وانتِ عبرتي بوابة الالغاز.. وتلمستي قول العزيز الحكيم:(وفي أنفسكم أفلا تبصرون) وانتِ أمعنتي النظر... وعبرتي
ويا ثروت التي لا يحق لها ان تكون الا كما ترفل بيننا هكـــــــــــذا.. بدأت سياحتي هنا.. وسأعود لأقص عليكِ كيف انا هنـــــــــا.
كوني بألف خير عزيزتي. كوني كما تريدي لنفسك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
وهاد الحبيبة.. تحدث كل من فيرنادسكي وتشجيفسكي عن صلات الفرد بالطبيعة الخارجية ..توصلوا الي ان كل نبضة للجسم الحي متوافقة مع نبضة القلب الفضائي..الي ان اتي فيرنادسكي بمحصلة نهائية لابحاثه مفادها ان قوانين الكون الكبير (الماكرو كوسموس) و قوانين الكون الصغير (الميكرو كوسموس ) متماثلة) و أن (كل ما يحدث في الاعلي يحدث في الاسفل) .
علاقة نيتشة في (زارادشت ) بالواقع الخارجي متصلة اتصال وثيق بكل ما لهج به فيرنادسكي.. رؤية الخارج من الداخل..و طبق غوتة في (فاوست) نفس المقاييس لتوصيل رسالته..والفارابي وكنفشيوس وموير في طريقهم للبحث عن المدينة الفاضلة سلكوا ذات المسلك..و من قبل كان لنبي الله موسي كليم الله ذات التجربة..رؤية العالم الخارجي من الداخل.. بودلير له تجربة أجمل..حين أتخذ من العالم الخارجي مرأة لذاته الداخلية..بودلير كان يري الاشياء ليعريها تماماً ثم يدمجها مع نفسه..يعريها تماماً فيقارن نفسه بها..كان يري الطبيعة امامه ليبحث عن نفسه داخلها..وهي التجربة البودليرية العظيمة للبحث عن الذات و تكوينها .. ***
وهاد.. تقلبات الطقس الداخلي..و تناقضاتنا المتعثرة فطرياً بحبال أفكارنا..وهذا الخمول الساذج داخلي..وذاك الاحتمال البغيض الذي يتراقص أطيافاً حمراء داخل جفني المغمض في مواجهة ضوء تسرب متلصصاً.. كلها عوامل تشاركني أحرفي اليك اليوم.و اغرب مافي الموضوع وهاد في هذه اللحظة تماماً اهداني الاثيرone love مفارقة من جملة مفارقات يا صديقة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: ثروت همت)
|
Quote: وهاد الحبيبة.. تحدث كل من فيرنادسكي وتشجيفسكي عن صلات الفرد بالطبيعة الخارجية ..توصلوا الي ان كل نبضة للجسم الحي متوافقة مع نبضة القلب الفضائي..الي ان اتي فيرنادسكي بمحصلة نهائية لابحاثه مفادها ان قوانين الكون الكبير (الماكرو كوسموس) و قوانين الكون الصغير (الميكرو كوسموس ) متماثلة) و أن (كل ما يحدث في الاعلي يحدث في الاسفل) .
علاقة نيتشة في (زارادشت ) بالواقع الخارجي متصلة اتصال وثيق بكل ما لهج به فيرنادسكي.. رؤية الخارج من الداخل..و طبق غوتة في (فاوست) نفس المقاييس لتوصيل رسالته..والفارابي وكنفشيوس وموير في طريقهم للبحث عن المدينة الفاضلة سلكوا ذات المسلك..و من قبل كان لنبي الله موسي كليم الله ذات التجربة..رؤية العالم الخارجي من الداخل.. بودلير له تجربة أجمل..حين أتخذ من العالم الخارجي مرأة لذاته الداخلية..بودلير كان يري الاشياء ليعريها تماماً ثم يدمجها مع نفسه..يعريها تماماً فيقارن نفسه بها..كان يري الطبيعة امامه ليبحث عن نفسه داخلها..وهي التجربة البودليرية العظيمة للبحث عن الذات و تكوينها .. ***
وهاد.. تقلبات الطقس الداخلي..و تناقضاتنا المتعثرة فطرياً بحبال أفكارنا..وهذا الخمول الساذج داخلي..وذاك الاحتمال البغيض الذي يتراقص أطيافاً حمراء داخل جفني المغمض في مواجهة ضوء تسرب متلصصاً.. كلها عوامل تشاركني أحرفي اليك اليوم.و اغرب مافي الموضوع وهاد في هذه اللحظة تماماً اهداني الاثيرone love مفارقة من جملة مفارقات يا صديقة .. |
!!!!!!!
!!!!!!!!!!!
!!!!!!!
!!!!!!!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: ثروت همت)
|
Quote: ينصر دينك يا محمد أخوي والله البنت دي كتابة كتابة مبالغة بس وين الناس البتقرأ يا حبيب ووين الناس البتقدر . |
العزيز هاشم .. سلامات وكيفك وكيف كيفك
الزوله دى وكما قلت كتااابه وكتابه طاعمه كمان .. تكاد كتابتها توغل ما بين مسام المعنى والخلايا والروح فى تماهى صادق جدا و.. قريب , تأخذك الفكره اخذ عزيز مقتدر فلا تنفك - اي الفكره - من الحضور الدائم فى الذهن رغم التشكيل اللغوى والبنائي والمغيب فى احايين كثيره لجوهر الفكره فى الكثير من الكتابات هنا وهناك .. غير ان الكتابه هنا شديده التماسك والواضح جدا , تشكل فيها الوحده البنائيه للنص مدماكا شديد الجمال والخصوصيه للبناء الشاهق للفكره/الجوهر عند الكاتبه .. واكاد اجزم ان الغربه والاغتراب الوجودى والذاتى ومنازعات الروح نحو السكينه التامه فى الانتماء الحقيقى هى جوهر ما ارادت الاستاذه ثروت الافصاح عنه جهرا فى القراءه وسرا فى الاستقراء .. هى وحدة النص يا صديقى
النص كاملا
(لمتين يلازمك في هواك مر الشجن)
ذات الاغنية ترتدي وشاح الأثير لتهبط على أذني وتتكئ على جدار الماضي، طارقة ابواب خِلتُها إنكفاءت على النسيان. لكن الجرح كان اقوي من الذاكرة. والنسيان ما كان إلا سراباً نخبت على شرفه كأسي الظامئ للإنعتاق من ذاكرة أرهقت مضجع العمر، فأنبجس الموت مصفراً ما بين الخلايا، مقيتاً. داعياً لتقيؤ الحياة.. شهق الماضي على زفير مصباح أخير،خلته سيضئ ما تبقي من العمر..لكنه أنطفأ لافظاً أخر نفس مع أول قاسم مشترك بيني وبين ذكريات طفحت على انسجة الدماغ بمجرد الإستماع الي لحن رقص القلب يوماً على إيقاعه النزيف .
***
ذات مساء عذب. تدثرنا فيه بالحب أهديتني ذات اللحن، أخبرتني عن شغفك بلإستماع للراحل عثمان حسين، كما وأخبرتني أن اللحن هو المفضل لديك، يومها لملمت ما تبقي من حطام القلب، زحفت روحي في كل إتجاهات الحقيقة الغائبة بأمر الصمت وعهود النسيان التي عاهدت نُدبي القديمة علىها في عجلة من جراحات خلتها الأخيرة كإشباع وهمي بأمل تثاءب داخل حلم، القيته أنت على كسر الواقع، فدميت أقدامي بشظاياه المتناثرة، يااااه. شكراً حزين لخطوة كانت بحجم شمسٍ صرعت ظلال قمراً سجي في سماءه العمر.
"لكنني كم أنا حقـــاً بكـيت أسي فكـــلُ فجرٍ له في القلب إيلامُ
وكـل بدرٍ فظيــع في نقـــاوته وكـل شمسٍ بها مر و إرغــــامُ
فالحـب في لسعه الحرّيف نفَّخنـي سكــراً فهبت من التخدير انسامُ
ألا لينشـــقَّ حـيزومي برمته! ولـيرمني في نيوب البحر أعدامُ "
(أرثور رامبو)
***
(الاغنية مُرهِقة، إيقاع متناثر في بادئ اللحن..موسيقي مترددة، ثم لهج ينزف. يزف الذاكرة!! ذكريات حزينة تبدأ في الصعود للروح، ببطئ عروس لعثم المجهول خطوتها..فجأة يتحول الإيقاع لأخر بهيج. مفسحاً المجال للذكريات السعيدة، فتبتسم الروح..ليتراقص الأمل شعاعاً من التفاؤل..تندمج الذكريات السعيدة بالاخري الحزينة فيتولد الشجن بشكله السامي.. لذا لم يكن هناك مناص من تسمية الاغنية بشجن)
كان هو تعقيبي وقتها، تعقيب ساذج. لم اكن ادرك أنه سيناريو سيكتب على الإنصهار والتوحد في تفاصيله. سيناريو بائِس سيأخذ من عمري عمراً اضافياً لاتعافي منه، الصدفة. الكلمة التي حذفتها قديماً من قاموسي الداخلي وأيدلوجيتي .. تثأر مني ومن إنكاري لها. تتلذذ بوضع المفارقات المؤلمة في طريقي!! .. لكني أصر على أن الحياة خالية من الصدف، والصدفة ما هي إلا تواطؤ قدري معين، و على ذات نسج النول، لم يكن لقائنا حينها مجرد صدفة، كان ترتيباً قدرياً قُدر له ان يكون..كما كان فراقنا ترتيب اخر.. ترتيب فقدت لإثره دفة توازني مع ذاتي، فانكفأت روحي في داخلي كصدفة كلسها الألم فتراكم الحزن والشجن وصدأ الاحساس.
" ما حيلةُ العبدِ والأقدارُ جاريةُ علىه في كل حالٍ ايها الرائي؟
ألقاهُ في اليم مكتوفاً وقال لـهُ: إيــــاك أياك ان تبتل بالماءِ" !
(الحلاج)
***
وما كان لليل أن يفارقني. محاولات مستميتة لشحذ البصر في ظلام خلفته داخلي. رؤية متعثرة لثراب آمل ظامئ للإنعتاق. بقعة من ضؤ خافت مستلقي في عتمة الحواس، يا ألهيد. متعبة العينين أنا من رؤية هذا العالم المخفي تحت انقاض الكره والنزف والغثيان والدماء المخثرة داخل أوعية الوعي الشخصي. الملتاث بلوثة حب الفرد لأناه الخاصة. متعبة العينين أنا من كل هذا الزيف الدامي. سقراط !! يا صديقي العبقري حقاً ما الحياة سوى مرض عضال. وإمتناناً مأسوفاً لأسليبيوس الذي هداك الموت وحاك الحكمة علىه وكما قال نيتشة. "لعل الحكمة لا تظهر على الارض إلا على هيئة غراب يهيجه عفن جيفة مكتوم"!.
***
اليوم..جلست على حواف الماضي،غريبة كالعادة عن كل ما يحيط بي، أستنطق الجرح السائل عله يلعق ندفات ثلوج ألمٍ توهط طريقي..بودلير،يا سيدي المُرهِق..
أناجيك بعد أن إستنفذ العمر مخزونه الأسوي ورصيده المعد سلفاً للمعاناة، أسكب أحرفك الشبقة بآلامك لأفض عذرية البياض الموحش، أقدم قرابين الإنتماء لوطن العبارة لديك. بعد أن أقحمتُ نفسي بنفسي في شِباك منفي اللغة وفقدان هويتها. ما أقسي أن تفطمك اللغة على صغر، فتتغذي على حليب أُعتصر من أثداء متعطشة، بأيدي كانت المتعة صبوتها، بشفاه كانت الشهوة غايتها، بدلاً عن فم رضيع كان الجوع دافعه، إن لغتي لمنفاي، ووجودي غربتي، ونفسي ضريحُ وُضِعتُ فيه.
ما أقسي كل هذا..
"إن نفسي قبر أطوّف فيه وأقيم منذ الازل بثياب راهب ضال-بودلير".
هي غربتي الذاتية أذاً، هي غربة الانسان الوجودية التي تهبط معه من الرحم.. لتمتد على شساع عمر الفرد، أذكر جيداً حديثنا الأول والذي كان حول الغربة الوجودية والعزلة الاختيارية.. أذكر يومها أني كنت أتحدث عن الغربة الوجودية بإفراط مُنهِك.. وأذكر ايضاً كيفية اندهاشك لسؤالي المفاجئ في بداية حديثنا.. إذا ما كنت انت تعاني من غربة وجودية؟؟ سؤال طرحته يومها في محاولة مني لتعرية تجاعيد حزن سوداء ممتدة على إتساع عينيك، إيجاد تفسير للأسي المضمخ في كل ماله علاقة بك، حركاتك، سكناتك، صمتك، حتى رائحة عطرك لم تسلم من الحزن والأسي والغموض، كل شئ فيك يلهث حزناً..وكعادتي لم انتظر ردك، لأجيب على سؤالي بنفسي :- نعم أنت تعاني من غربة وجودية .. فما كان لإندهاشك حينها إلا وأن تحول لإبتسامة صامتة. دافئة.. نقلت لي عدوي الدهشة بسحرها .. حينها اتفقوا جميعاً!! حاستي السادسة.. بصيرتي الثانية ورؤيتي السابقة.. على أن هذا الجالس أمامي.. سيتوج بأمر الحب.. ملكاً على الروح.
سألتني من بعد عن كيفية إدراكي إذا ما كنت أنت تعاني من غربة وجودية ام لا. أخبرتك أنه احساس بالتواصل بين رفقاء الغربة الوجودية، طلاسم تمكن الفرد الذي يعاني منها بإلتقاط مؤشراتها من الأخر،سألتني أن احدثك أكثر عن تلك الغربة .. غربة الفرد عن النفس..عن الوجود ذاتياً..
فابتسمت أنا بذات الصمت..وما كانت إبتسامتي إلا ثغرة من الزمن لألملم أطراف روحي المسلوبة بحضورك.. قلت لك:- هي حالة متفشية بين البشرية، لكنها متفاوتة..سببها رفض الذات للمثول للسنن التي فُرضت علىها. رغبة الذات في أن تكون أناها من تجاربها المتمخضة عن إحتكاك مالكها بذاته الفطرية وإيجاد إجابة لكل سؤال داخلي يلح على ميلاد معرفة حقيقية بلا رقيب او حسيب، ومن ثم إحتكاكه بالعالم الخارجي لإيجاد ذاته الفردية، نفسه الذاتية، ليست تلك التي فُرضت علىه من المحيط الحولي وتم الباسه لها بعهد مضمخ بالحيرة من الميلاد وحتى الممات..ليكون إمتداد للسابقين‘ ومن هنا تتولد المعاناة ومن هنا تتولد الغربة الوجودية والتي تفضي الي طريقين،اما الأول فهو طرق أبواب البؤس الدامي..حمل الحيرة والمعاناة الشاقة على ظهور إحدودبت من ثقل حملها، فما عادت تقوي على السند،التنقل بين محطات الحياة بالأغترابٍ عنها والهروب الي عالم من الأحلام تسجن فيه الذات نفسها، وتبقي مجرد أمل وهمي لا تمتد اليه جهود إرادية.
اما الثاني فهو السير في طريق التوافق مع الأنا الداخلية بوضوح لا يشوبه شائبة الأنا الجمعية، وضع الذات وجهاً لوجه أمام نفسها .بكشف معدنها غير المصقول لرياء المجتمع والتصرف بحرية كاملة دون خداع.. تعرية أيدولجيتها المُملاة علىها من شفاه الموروثات وموميات الأفكار المحنطة والمعتقدات والأيدولوجية التقليدية على مر العصور.. فتح خزانة قديمة للتخلص من محتويات خاصة جداً..لكنها لم تعد تلزم لا لعلة فيها، بل لأنها لا تشفع للفرد داخل ذاته.. لتحل محلها معتقدات جديدة تولدت عن إحتكاك الأنا المباشر بالعالم.. ..بالطبيعة. بالصواب.. وحتى بالخطأ، فما الخطأ في قواميس الحقيقة إلا باب يفضي إلي الصواب.. حديثي لا يتضمر أن على الفرد التخلي عن كل ما شب علىه وشابوا علىه من قبله ورفضه، لا .. أنا اتحدث عن الموروثات والمعتقدات الخاطئة ومع علمنا أنها خاطئة إلا أن عبودية الفكر ورفض تقبل كل ما لم يكن قديماً يقبع مقرفصاً على التحرر.
إذا نظرنا للغالبية إن لم يكن الأعظمية من المبدعين في التاريخ الكوني.. لوجدناهم عصارة لتجربة الغربة الوجودية الذاتية، غربة الفرد عن الجمع.. ولوجدنا إبداعهم خلاصة لتلك التجارب، عاشوا أناهم الخاصة بعيداً عن سنن المجتمع، بحثوا عن الحقائق لكل معطي يتلبسه الشك.. في عالم بات يتعذر على الفرد فيه أن يميز بين محتواه الداخلي و محتوي الاخر والذي لا يمت له بصلة سوي مشاركته له ذات البيئة او المجتمع.
قاطعتني مستشهداً بنيتشة:- " أتطلّع الي كل ممنوع- تحت هذه العلامة سيكتب النصر لفلسفتي ذات يوم. ذلك ان الحقيقة وحدها هي التي ظلت الي حد اليوم خاضعة جوهرياً للحظر."
قلت لك مواصلة:- نعم، .. نيتشة محطم الأصنام كما كان يقول عن نفسه، ذلك المضحي الذي عاني كثيراً داخل غربته النفسية وعندما حاول الافلات منها نجح وأبدع، لكن رفض الجمع ونبذه كان له بالمرصاد..كان المقابل الذي حصده، هو لم يلغ بالاً لكل ذلك وضحي من أجل إبداعه،وجاء زرادشت،وقال من خلاله كل ما كان يلهج به فكره،فقابلوه برفض أشدّ قسوة من الأول.
صمت قليلاً ثم قلت: التضحية هي ضريبة الخروج إلي الإبداع..أن تكون مبدعاً ذلك يعني أن تكون مضحيا ً..أن تقدم نفسك كبش فداء لنبذ المجتمع، أن تعرضها للنفي والرفض بل أحياناً القتل والصلب.. لا لعلة او خطأ إرتكبته بل لرفضك دائرة التناسخ الفكري والتقليدي المتبع.
قلت تأكيداً لك:صحيح، وهم ضحايا البشرية وغصة في حلقها.. إبتداء بالرسل الكرام..وانتهاء بالمفكرين والفلاسفة،الأدباء والشعراء، منهم من لم يعاني من غربة النفس والذات، لكنه عاني من رفض الجمع له ونبذه لأرائه والتي هي مراحل متقدمة من سلسلة الشك والحيرة والقلل الدائم، كم من مبدع مضغته الحياة بأسنان لا ترحم ولفظه المجتمع من بين أفواه لا تنطق إلا الضباب والرياء؟.
نيتشه، برتراند رسل، كافارني، غوتة، لوركا، رامبو، الحلاج، بودلير، البير كامو، سقراط، فيرنادسكي، محمود محمد طه، بن عربي، سبينوزا،التجاني يوسف بشير، بيارلرو، كونفوشيوس، المتنبي، برنارد شو، ديكارت، كوبر يفيتش، شوبنهور، جوتيه، خورخي جيين.. وأخرون كُثر مهما اختلفت الاراء عبر ثُلاثِيات الزمن على ما نضح به ابداعهم وصداه داخل نفس كل منا ذلك لا ينفي مدي معاناتهم وحالة الترحال الدائم داخلياً، حتى بوذا والذي لم يقدم للبشرية سوي الحب والرحمة والحكمة.. مهلاً.. لماذا الذهاب بعيداً، حتى انت لم تسلم من رفض المجتمع ومحاولاته المستميتة لإغتيال أفكارك ووئد بناتها.
انتشلتني من حالة البؤس التي محورتني بنظرة لعثمت حزني وجردت ألمي .. سألتك لماذا صمتك؟ اجبتني :- بوذا.. تلك الروح الشفيفة.. او تعلمين ان مغزي الحياة وفقاً لتصورات بوذا يكمن في الارتقاء والكمال الذاتي،الاخلاقي،النفسي والروحي..والهدف الاساسي للارتقاء الروحي الذاتي هو الوصول لوضعية يتقبل من خلالها الإنسان الآخرين بل كل ما هو حي في العالم كما يتقبل ذاته نفسها ‘ اين نحن من كل ذلك؟.
أجبتك بأسي وبإبتسامة شاحبة:- الإسلام،المسيحية واليهودية بل حتى الديانات غير السماوية كالهندوسية والكونفوشيوسة وجميع العقائد سواء أن كانت تجسيدية او ثالوثية تلهج بذات النهج، الإنسان هو من ضل عن كل ذلك متدحرجاً داخل حبه لأناه الخاصة، قاصياً كل من له حق الحياة من تفكيره، حقاً وكما قِال أيفانوف" أن الانسان كائن في حالة تأزمية " .
ثم استطردت قائلة:- اَو تعلم إن الإطلاع وتملك المعرفة ايضاً تضحية كبيرة،مصنع أخرلإنتاج غربتنا الوجودية،صراع اخر بين الشك والتشكك أو حتى الجنون في أحيان كثيرة.
كم من مطلع مدرك حمله إطلاعه على بساط الشك والتشكك إلي مقر الجنون، حالات كثيرة موجودة في العالم بل حتى في نطاقنا المحدد بجغرافية الوطن، أذكر أية في سفر التبشير حملت نفس المعني تقول:
"The more you know, the more it hurts;
The more you understand, the more you suffer".
{Ecclesiastes 1 V 18}
قلت لي مستشهداً بنيتشة مرة اخري " أي قدر من الحقيقة يستطيع عقل ان يتحمل؟؟ وإلي أي حد من الحقيقة يجرؤ عقل على المضي".
أجبتك مبتسمة وقال ايضاً" حتى اشجعنا نادراً ما يملك شجاعة تحمل كل ما يعلم".
صمتَ قليلاً وواصلت قائلاً :- ولكن اليس الجنون يعني الإفلات من طوق الرهبة والحرج..النطق بكامل المصداقية بما يجوب في الدواخل و يعتليها!؟
قلت لك مداعبة:- مرحي ثم مرحي بالجنون إذاً.
إتسعت قلوبنا بأبتسامة ركضت بنا إلي حميمية الصمت..أُعتقلت الكلمات بيننا،تلاقت أعيننا لتلثم أرواحنا بقبلات إشتهتها شفاهنا وتشعل حواسِنا بجنون أستنكره العقل قبل المجتمع، تدحرج الحب مداعباً لقلوب جفت من الظمأ الوحدة، وروح رهقت الشقاء.. حديث أخفاه اللسان..ولهج به الأحساس.. نفوس تشابهت في محتواها وقلوب تآلفت على وعد من الحب.
سألتك بنية التحرر من عبودية الحواس والتخلص من وطأته :- حدثني عنك.
قلت ملتقطاً بصرك من على وجهي :- ماذا أقول..فأنت تعلمين حتى ما أجهله انا عن نفسي..
نظرت الي مطولاً وتابعت :- كيف تملكين كل هذا ؟ بل كيف تتحملين مسؤلية تملك كل هذا؟.
أجبتك بأستفهام آخر:- ماذا تقصد؟
قلت لي من بعد صمت:- أعترف أنني أحاذر أن أبدي إعجابي بالبحر في عينيك وكم النوارس التي تحط على شاطئه لحظة مغامرة فاتنة، الحزن المتمدد في عينيك يخيفني أخاف جداً أن أسبح فيه، أن أمسه وتتشربه مسامي، أنتِ موغلة في الدهشة، جميلة وعميقة جداً، لك من الحضور سحره الطاغي. تتحدثين عني كما لو أن العمر أوجدنا معاً منذ بداياته، مع أن معرفتنا لم يمضي علىها من الأيام سبع،، تتحدثين بخلفية من يمتلك خبرة مدادها العمر، مع أن العمر لم يمكث سوي عقدين من الزمان ونصفه بجوارك.. كيف تتحملين تملك كل هذا؟
اعترتني موجة من مشاعر لم اجد لها اسماً في حواري الداخلي،فقدت من تأثيرها دفة توازني مع المحيط الحولي وجدت صوتي يخرج واهناً، متشرنقاً بحبال مشاعري المضطربة قلت لك: بالتجاهل ! أتحمله بتجاهله،نشأت في عائلة ملكتني المفاهيم بشفافية الحقيقة وليس الخوف منها نشأت بمفهوم بودليري مفاده"ما يهم ما تستطيع أن تكون الحقيقة الموضوعة خارج نفسي أذا هي ساعدتني على أن أعيش و أن أشعر إني موجود ومن أنا"، نشأت في عائلة نعمت أظافري على ترتيب صحيح للجانب الجندري في أجندتي الداخلية، نشأت بمفهوم أن الرجل والمرأة فرق الخالق بينهما في تفاصيل الجسد ووظائفه، ولكن لم يفرق بينهما في قدرات الخير والعاطفة والأنسانية، فرق الله بينهما في مقدرة العطاء والأخذ والتحمل، ولكنه لن يفرق بينهما في الجزاء الأخير والذي يثاب المخلوق بموجبه عن حسناته ويحاسب على سيئاته يوم الحساب الأعظم، للأسف كل شئ في مجتمعاتنا رهين للعادات والتقاليد، حتى الدين مُحور ليخدم المعتقدات والموروثات.
برهة صمتٍ عبرت بيننا،هل كنت تدرك مسبقاً أن الصمت يشعلني، والغموض يوقظ حواسي، والألم يستجدي روحي وأنني ضعيفة جداً في مواجهة النقاء، يا إلهي. يرهقوني أنقياء الروح، يشعلون حواسي قناديل في عوالمهم الخالدة.. ينفطر قلبي عند عبورهم الصامت للحياة، كنت أخشي علىك العبور الصامت، محملاً بهزائم الأرض، وألآم البشرية،لم أكن ادرك حينها أن جرح الأنقياء دامي، موغل في الروح،لا يمكننا تجاوزه بإسدال الستار على الماضي، لم أكن أُدرك أن النقاء مثله مثل الحياة والموت والحب يحمل أكثر من قناع وأكثر من معني، لم أكن أُدرك أن عمق الأنقياء وحل من التناقضات، لم أكن أدرك أن قلبك كان يتربص بالنسيان قبل الحب، اليوم يمكنني إختصار قصتنا بعبارة للويس ثرنودا كإرضاء أخير لذكراك،أنا التي لم يعتريني قلق تجاه إعجابك بكل ما لهج به نهج ثرنودا،قد كنا يوماً الغضب الذي يشيع فيه لون الحب. الحب الذي يشيع فيه لون النسيان.
سألتك مرة أخري:حدثني عنك؟؟
أجبتني مستجيباً بتنهيدة متقطعة بأمر شهوة لم تغادر إلي حيث :-
أنا رجل يعيش على حواف الماء الزلقة ولا يرتوي، يغتسل تحت المطر الاستوائي ولا يحاذر الصواعق، يعب من رحيق الحياة حتى ثمالة الوجع.. الحياة تسير امامي بصمت مستفز وخطوات قصيرة مقتضبة. غربتي النفسية صليب سمرت علىه وإطلاعي ومحاولاتي لتملك الحقيقة لم يرفعاني من على هذا الصليب بل على العكس..مازلت ابحث عن حريتي الكاملة بعيداً عن الاستلاب الفكري الحولي.
قلت لك بسزاجة متعاطفة:- هل الحرية تتجزأ عندك ؟
اجبتي بأبتسامة متزنة.. الحرية لا تتجزأ ولكنها تحكم بقوانين داخلية قوانين تكونت من قناعاتي الخاصة .. ومدي إستيعابي لمفاهيم الخطأ والصواب.. بعيداً عن مفاهيم غيابية و(تابوهات) يعد النظر اليها محرماَ ناهيكِ عن الحديث والخوض فيها.
قلت لك بإصرار:- أنت لم تصمت وقفت صامداً ضد شلل الإرادة المهيمن والخطوط العرجاء،في وقت كان فيه الجميع يلتهم الحياة بشراهة من ينتقم مِن العدم، وينخب كأسها في مدائن الأسف.
رددت بصوت غائب عبارة لوتريامون الشهيرة"مقدسة هي القوة..لزام على الإنسان أن ينقش آثره بعنف على تصاميمه الجريئة، فالقوة هي التي تمسك بمفاتيح الفراديس و تدير أبوابها بقبضتها الفيحاء "
ثم واصلت فارداً ذراعيك على طول الأمل :لكي تظل حراً لا بد من اغتيال القيود،الحرية تنضج وتتكاثر تحت عبأ الظلم وركام الإضطِهاد والذل وتَقَيُؤ الجوع والحرمان.. التفاؤل اللفظي مهما ارتفع جناحه لا يحلق بنا. وأنا اريد التحليق عالياً!
***
إفترقنا يومها بعد أن رفعنا الأرض بالشفقة. وملئنا جوفيّنا بالصبر والسلوان وحسن العزاء. ونخبنا الحياة في كأس الرثاء والحداد، إفترقنا على وعد اللقاء في اليوم التالي. وتوالت اللقاءات، كانت المدينة تحتفي بنا على طريقتها المجنونة..ونهر التيمز يستضيفنا على مقاهي شاطئه الجنوبي، ألتقينا العم بيسا فيرس..عازف الجيتار الأفريقي العجوز.. ونهلنا من عزفه.. ومن حنانه الافريقي وتعطشه لأبوة حال مفهوم حرية الفرد الخاطئ في المجتمعات الغربية بينه وبين ممارستها، كان يستقبل خطوات المارة بأغنيات تخرج من بين شفتيه بمتعة من يقبل أنثي.. حبيبة.. مقابل حفنة من العملات المعدنية يلقونها بجواره، وكان يستقبل خطواتنا المتلهفة بأبتسامة واغنية
(One love)
لمارلي بعد أن أدرك أنها المفضلة لدي، لتبدأ خطواتك بالرقص على ايقاعي الداخلي. كنت تعشق الرقص،كان يحمل لك أكثر من معني وأكثر من تعبير عن حالة،كنت عاشقاً للشعوب التي تمتهن الرقص كطريقة مبتهجة للتعبير عن أحزانها وأحلامها التي صابها الخمول فما أستطاعت له تحقيقا.
وإستمرت اللقاءات،عبرنا الجسور المعلقة على النهر، حفاه إلا من الجنون وحنين كان قد سبق وخبأته منا السنين. نقلت لك عدوي بريفير، لفرلين، لأوديبرتي، بن جلون، الفارابي، وليم موير، بالمر، أنسي الحاج، كافارني سيد المأساة وأبيها الشرعي، لامارك وداروين، عروة بن الورد، قورمول يوني بينقو وموسيقي الفلامينكوا انابيل سنتياغو وإستريلا مورينتيه وبوكا، نقلت لك عدوي شعراء الفرنكوفونية من خوري غاتا حتى ستيتيه مروراً بسيزير وفرهارين، ونقلت لي عدوي شلير ماخر، ميلان كونديرا، لاروشفوكو، روسلو، كلانسييه، غليسان، ميشيل فوكو، نيكلسون، نيكوس، أغناطيوس وسان ميلا، لرونسار، هيغل، الفيتوري، بن حزم الأندلسي والنفري، وإتفقنا في حب بوذا، مانديلا، غاندي، لوركا، نيرودا، صلاح أحمد ابراهيم، ماك تاجارت، برشت، كروبوتكين، ستروس، زوربا، الفريد دي موسيه ورحلات جالليفر، غوتة وفاوست دراما الانسان العقلي الذي يختنق داخل غرف الوعي الشخصي، ويتمان الذي بحث عن عزلته في نيويورك حتى إرتبط إسمها بموته، بن عربي، محمود درويش والجدارية رحلة الذهاب للموت والعودة للكتابة عنه، الحلاج ولوتريامون،إتفقنا في حب النور الجيلاني ومصطفي سيد احمد، فيروز، مارلي وموسيقي الريقي، موزارت والاوبرا، إتفقنا في عشق أفريقيا وإثيوبيا، تيدي أفرو وتيزيتا وجاه يستاسريال، أستير اويك و(الدنيا ليل غربة ومطر) والجنون و. و. و(من ياتو قاسم مشترك) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
تشرّفتُ بقراءة النص من قبل في موقع كيكا الأدبي، وفرحتُ كثيراً لرؤية كاتبة سودانية تكتب في عوالم أخرى غير العوالم الأسفيرية السودانية، المبدعون السودانيون بحاجة إلى أن يكسر حاجز العزلة المفروض عليهم، وأن يخرجوا إلى الآخر ببضاعتهم لأنها بالفعل تستحق، لاسيما وأن الآخر متعطّش لمعرفة المزيد عن الأدب السوداني والكُتّاب السودانيين وإبداعاتهم. وللعمل فقط فإن موقع كيكا الأدبي، موقع محترم، ولا يقبل مالكه* نشر المواد غير الجيّد، وهو بذلك يطلب مستوىً عالي الجودة في المواد التي يُقدمها للنشر بصرف النظر عن جنسية/ديانة/توجهات الكاتب أو الكاتبة، ووجود نصوص للأستاذة ثروت همّت، هو اعتراف ضمني بجودة هذه الكتابة.
كل الشكر للأخ (حبيب نورة) على قراءته التحليلية للنص، وكذلك للأستاذ محمد المشرّف على تنبينا لكتابات هذه المبدعة السودانية والتي تستحق منا كل الدعم والتكريم.
شكراً لكِ ثروت همّت وإلى الأمام
___________ * مالك الموقع هو الروائي العراقي (صموائيل شمعون) مؤلف روائية (عراقي في باريس)، رئيس لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية العربية، وزوجته الكاتبة والناشرة البريطانية السيّدة: مارغريت أوبانك رئيسة تحرير مجلة بانيبال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
أخي العزيز د: محمد المشرف.. كانت هناك فرصة أخيرة لوجوبية الكتابة..بعد نفاذ الماء من صحراء اللغة..سعيت بين سعادة تفريغ ذاكرة ضجت بفوضي الذكريات وحزني الموّرث بجينات الواقع..وبينهما طفت سبعاً.. وما كان طوافي إلا نذراً للحرف.. قرباناً للغة..وما كان إلا التيمم خياراً لوجوبية تخطي زماناً أنفقتُ فيه بيساري نبض قلب إشتهاه يميني.. أخي محمد..والذي يده في ألم..يدرك عمق الجراح تماماً.. ، أما الاخرين فقد يطرق الإحتمال باباً للتجاوب مع تجربة كُتبت بألم علي سطح ورقة، هي حقاً تجربة..لكنها كتبت بعذابات جراح علي سطح الروح.. وشتان مابين التواصل حسياً والتواطؤ قدرياً..
Quote: * الجمله ( أناجيك بعد أن إستنفذ العمر مخزونه الأسوي ) يمكن استبدالها ب أناجيك بعد ان استنفذ العمر مخزون الاسي .. ذائقتى لم تتقبل ( مخزونه الاسوى ) |
إقتراح جميل.. لكني فقدت صلاحية التعديل..فالنص لم يعد لي..هو لكم..ولكم حرية تذوقه كيفما شئتم..أما أنا فسعيدة بتقبل اي ملاحظات إدخرها للمستقبل انشاء الله. ___________ ود المشرف .. روتين مرهق.. موسم إمتحانات ومشاغل مملة..فالمعذرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: ثروت همت)
|
الحبيبة ثروت..
لك يا أجمل شئ جاء.. احساسين من الإيمان.. وبسم الله من القرآن.. وقنديلين وتل إباء.. لك من فجر الخير غطاء.. و من ألوان الزمن ضياء.. و من إحساسي بالأشياء.. لك إهداء....
سلمت يا محمد
فثروت امرأة تكرمها النجوم
وتستظلها السماء
ويستشفها البرق
والكواكب
والمسافة والغيوم
وفيض محبتي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: ثروت همت)
|
Quote: كانت هناك فرصة أخيرة لوجوبية الكتابة |
الشئ الذي باغتني في أمعاء هذا النص لا أجده خاضعاً لسلطة وجوبية الكتابة! فما أستشفهُ هنا أشبه ما يكون بضرورة الكتابة فهنا تلحُّ علي الكاتبة الأفكار العزراء التي لا تقبل أي محاولة لتدجينها ووضعها في قفص ذهبي فقط للفرجة!! وكأنني في محمية برية تخضع لقوانين الكتابة تارةً وتتمرد عليها تارةً أخري
Quote: أما أنا فسعيدة بتقبل اي ملاحظات |
ما لاحظتهً من تعدد القراءآت والوحي واحد كثافة الشخوص الذين أستشهدت بهم ويقيني أن هذا القلم كان قادراً علي أن يخرج لنا من غار صمته بما يعجز أن يطمس ملامح وجوده سُراقة ولو أجتمعت قبائل الفكر مجتمعة فكثرة الشياه تفسد روعة الشواء ما أعنيه هو وجوبية التوكُّل علي فكرة تحبل بها هي وهي قادرة الحمل و والولادة أنا شخصياً أحب مشاهدة زهرة أو زهرتين في بوكيه ورد ولكن لا تلفت نظري حديقة كاملة للزهور
ـــ وغير هذا فتبارك الله!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
اباساندرا واخواتها .. اخى الاكبر عمرا ومقاما .. احترامى
اعلم ان ليس من السهوله بمكان ان تنالك الدهشه , يقينى ان مخزون الدهشه ما عاد ليسع الا ما يستحق الانتباه.. لذا اري ان ( واوك ) هذه من ذات حلق الاندهاش لروح شهدت عيانا تكوين وميلاد الاغنيات الفارهه للمغنى الرسول وصاحبك فى ذاك الغار ( مصطفى سيد احمد )..
ثروت .. خذى ما آتاك به ابي ساندرا بقوه واعتزاز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: AnwarKing)
|
Quote: شكرا لكما لهذا الابداع المكتشف ؟ وهي حتما ليس اكتشاف جديد ولكن بالنسبة لي فهي كذلك .. ورغم انني سمعت عنها من حبيب نورة وعصام الخواض الا انني اقرأ لها لاول مرة في هذا البوست .. ابداع وروعة ..امنياتي لها |
العزيز بهاء ..
سلامات ..
مدخل شخصى بعيدا عن موضوع البوست
فى هذا الاسفير, التقيت بك كثيرا , دوما ما اخرج بانطباع انك ( زول جميل جدا )
اما عن الاستاذه ثروت همت .. فأن اوان نضوجها سيشهد ميلاد ابداع لا حد له .. وهو قريب اكاد اراه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
Quote: كانت هناك فرصة أخيرة لوجوبية الكتابة
|
Quote: الشئ الذي باغتني في أمعاء هذا النص لا أجده خاضعاً لسلطة وجوبية الكتابة! فما أستشفهُ هنا أشبه ما يكون بضرورة الكتابة فهنا تلحُّ علي الكاتبة الأفكار العزراء التي لا تقبل أي محاولة لتدجينها ووضعها في قفص ذهبي فقط للفرجة!! وكأنني في محمية برية تخضع لقوانين الكتابة تارةً وتتمرد عليها تارةً أخري |
____ أخي العزيز حبيب نورة.. أتفق معك في كل ما جاء به الإقتباس اعلاه.. لكن توضيح بسيط.. كلمة (وجوبية) هنا المقصود بها (صلاحية ) وليست (فرضية). __
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: ثروت همت)
|
Quote: تشرّفتُ بقراءة النص من قبل في موقع كيكا الأدبي، وفرحتُ كثيراً لرؤية كاتبة سودانية تكتب في عوالم أخرى غير العوالم الأسفيرية السودانية، المبدعون السودانيون بحاجة إلى أن يكسر حاجز العزلة المفروض عليهم، وأن يخرجوا إلى الآخر ببضاعتهم لأنها بالفعل تستحق، لاسيما وأن الآخر متعطّش لمعرفة المزيد عن الأدب السوداني والكُتّاب السودانيين وإبداعاتهم. وللعمل فقط فإن موقع كيكا الأدبي، موقع محترم، ولا يقبل مالكه* نشر المواد غير الجيّد، وهو بذلك يطلب مستوىً عالي الجودة في المواد التي يُقدمها للنشر بصرف النظر عن جنسية/ديانة/توجهات الكاتب أو الكاتبة، ووجود نصوص للأستاذة ثروت همّت، هو اعتراف ضمني بجودة هذه الكتابة |
الاخ الاديب هشام آدم .. سلامات وكيف كيفك ..
الاعتراف بجودة كتابه ما لكاتب جديد .. ابدا ما كان من فضائل ادباءنا( يرحمهم الله فى برازخ نرجسيتهم الابديه ).. واتساءل لماذا .. لماذا لا نحتفى بالمبدعين الشباب كما ينبغى ؟..
تحياتى واحترامى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
كتبت وهاد ابراهيم في موقع عكس الريح في ذات الموضوع
نعم كثير..
ثم أين أنت يا ملكة المعاني ام انها (كيكة) حازت إهتمامك فمللتِ منادمتنا..؟ ثم ها انا...
هل أسرُّك يا صديقتي بشيئ..؟ كنت أظن أني بين كلماتك تلك أسيح.. والسياحة إرتبطت بزيارة الجمال كائناً ما كان..!! وللحق.. لم أجد في كلماتك بعد طول تمعن وتبحر وإستزادة.. جمــــــــــال.. اللهم إلا جمال البيان في نظمه وتخيرك لمفردات هي بعض أنفاسك التي تتركينها لنا هنا خلفك.. فهل تعرفين لماذا...؟ لأنك يا صديقتي تفضحيننا... جميعاً كلماتك فضيحة بائنة واضحة توسّمنا وتشير بألسنتها سخريةً منا او علينا لايهم.. فالمهم أننا قوم مكشوفون برغم الدثر والأحجبة.. عراة برغم الكساوي والأغطية.. ذاتنا مخرومة... يتساقط عنها كل ما لانحتاجة عمداً منا وغباء.. ذاتنا معطوبة... لا يصلح محركها لنقلنا الى مصاف الأنقياء... ولا أقول الحكماء.. فتلك مفروغ منها ان بلغنا سابقتها. ذاتنا يا صديقتي مشوّهة... ولإن كانوا يقولون (الزول ما بتبظ عينه بي إيده)... إلا أننا نفعل.. ولذلك حُكم علينا بحياواتٍ (مخصية) والصفة هنا أقصدها تماماً مادمنا نحيا في دنيا ذكورية جداً إلا فيما يخص معاني الرجولة فهنا تتمايز المجتمعات ويسمح لربات الحجول النطق.. او التصفيق..!! الخنوع يُحكم علينا.. نحيا في حفل تنكري كبير ومتواصل.. الكل يلبس من الأقنعة ما يضمن له حياته كأحد (خُدّام) الفكي لا أكثر طموحاً ولا أقل فالأقل متروكة لــ (كلاب) ولائم الصدقات..!! لا نكون نحن الا عندما نخلو لأنفسنا في (الحمامات).. فهناك ننظر الى أجسادنا كما هي... ليست كما طليت ولا كما تجملت ولا كما تبرجت ولا كما تحمّلت من أكوام ثياب.. هناك يمكننا ان نسأل أنفسنا: ما هذا الذي نفعل... والى أين نمضي.. وكيف نصل.. ولماذا نجهد في سبيل ذاك... ولا اضع علامات الإستفهام يا صديقتي لأنها أسئلة غير مشروعة... فإن إطلعت عليها النواميس بخطي يمكنني النكران بأنها بعض (هضربة)..!! هناك نستطيع أن نعترف بجهلنا وغبائنا وإدعائنا النبوة.. هناك نتساوى جميعاً... لا في تفاصيل الأجساد... بل في حقيقة أننا محض أجساد.. ثم نخرج وقد (تغوطنا) إعترافنا ولبسنا أقنعتنا من جديد وعاودنا الرقص على أنغام الخزلان.
فيا صديقتي... أي الترب صالحة لينمو عليها حب مكتمل الصحة والعافية..؟!! أي حب هذا الذي يأتي مشرقاً من جوف الأغلال... ولا تسأليني: هل للأغلال جوف..؟ فهناك جوف لكل شيئ... نسبح فيه مع تياراتٍ نسوقها بأيدينا في عكس إتجاه الوصول. ونظل ننتحب ونشكو ضعف أنوار الهداية... نوح لم يكن بإختياره تحمل جهد بناء سفينته لينجينا.. لكننا وبعد الطهارة الكاملة دنسناها وحجبنا نور الرحمن عنا... عتاة ظالمون.. او... جهلة سمجون.. والرب في عليائه يقول: ما هكذا أنزلت فيكم كتابي..!! ونحن في أسفل سافلين نقول: ما هكذا ................!! ولن أقولها.. فانا يكفيني سخط الرحمن علي اذ أحيا هذه الحياة وأخوض مع الخائضين.
فيا صديقتي سيلازمني في هواي مر الشجن.. ويلازمك.. ويلازم كل العارفين بحقيقة الغربة التي نحياها داخل أسوار أجسادنا.
فهل الجهل نعمة.....؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
أخي العزيز حبيب نورة..
Quote: ما لاحظتهً من تعدد القراءآت والوحي واحد كثافة الشخوص الذين أستشهدت بهم ويقيني أن هذا القلم كان قادراً علي أن يخرج لنا من غار صمته بما يعجز أن يطمس ملامح وجوده سُراقة ولو أجتمعت قبائل الفكر مجتمعة فكثرة الشياه تفسد روعة الشواء ما أعنيه هو وجوبية التوكُّل علي فكرة تحبل بها هي وهي قادرة الحمل و والولادة
|
كما أوردتُ في النص.. (غربتي النفسية صليب سمرت عليه وإطلاعي ومحاولاتي لتملك الحقيقة لم يرفعاني من علي هذا الصليب بل علي العكس) . هُم..كانوا بوابة شاهقة ظننتها مدخل لتملك المعرفة والاطلاع لكن وبدلاً عن ذلك توغل عالمي في عوالم مليئة بالإستفهام وعلامات التعجب و فاصلات الوعي و نقاط الصمت ومن ثم شحوب ماحُملت به من مفاهيم شفاهية بعيدة كل البعد عن برغماتية الحياة. حبيب نورة..التوغل كله ألم لأنه إكتشاف وتوحد وإنصهار،فهل من فكاك بعيد إلانصهار؟ وهل من مسيح ينزل من صليبه ؟ فهذا صلب فاتن ومن يصلب لا يغادر.
كل أسم ذُكر هنا سواء أن كان شاعراً/أديباً/فيلسوفاً/نبياً(سماوياً او إنسانياً)/مُغنياً-ة، جميعهم مثلوا جسداً تلبس خيالي فجسده للكلمة و العبارة. لذا هم هنا..
Quote: أنا شخصياً أحب مشاهدة زهرة أو زهرتين في بوكيه ورد ولكن لا تلفت نظري حديقة كاملة للزهور
|
القناعة كنز لايفني :-) _________ معذرة للتغيب المستمر..فترة إمتحانات عصيبة جداً.. سلاماً..فإحتراما..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: حبيب نورة)
|
رؤية أخري في هذا النص تتعرّي لنا الكاتبة فكرياً و تتعمد أن تستنجد بجميع (مشائخها ) بل وتحمل ألويتهم وراياتهم , وتمارس التصوف الوجداني الشفيف الوريف الذي يكشف لنا مداخلها ومخارجها كأنثي تعيش خارج أطار التقليدية بالقدر الذي يجعلها لاتخشي النظرة الدونية التي يوجهها المجتمع بفوقية منقادة الي ما يسمي بالقيم التي تحكم وتقيّد وتكتم صرخة أنثي تحاول الفكاك من أسوار المعتقلات الأجتماعية التي يتوهم صوط الرقيب الأجتماعي وجودها ان لم يكن يختلقها !! والتي أجملها في المقولة (( أذا صاحت الدجاجة صياح الديك فأزبحوها))
ومجمل القول أن النص عبارة عن بيضة من نوع جديد سيقف دجاجها ضد كل محاولات التدجين الفكري و تبجث فقط عن ديك عصري شجاع لا يقتصر دوره في الصياح صباح كل يوم جديد !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دعوه للاحتفاء .. ثروت همت ( انثى مبدعه حد التعب ) (Re: محمد حيدر المشرف)
|
العزيز محمد حيدر المشرف لعناية بتنا المبدعه (الكتابه) ثروت قرأت النص قبل الآن فأخذنى إلى عوالم أخر ... بتنا ثروت دى كتابه كتابت الجن .. أنا فى مجال الأدب ما بعرف الكلام الكبار كبار داك بتاع (بنيوية النص) و (تشظى المعرفة) والشنو ما بعرفو داك .. بعرف إنو أى (نص) بيتناسب جمالو (طردياً) مع ما يتركه فى المتلقى من أثر بالراحة والجمال وهذا ما أحسه واشعر به عندما أقرأ لثروت .. (شجن) من أحب الأغنيات إلى نفسى ولى معها ذكريات قمت بذكرها فى (عمودى بصحيفة الرأى العام) فى اليوم الذى تلى إنتقال مغنيها المبدع (أبوعفان) رحمة الله رحمة واسعه .. إسمحوا لى بنقل المقال ..
Quote: بدأ حبى لك فى منتصف الستينات حينما تخرج شقيقى الأكبر (على) رحمة الله من هندسة الخرطوم وتم تعيينه مهندساً ميكانيكيا بورشة 114 بوادمدنى وتم منحه منزلاً حكوميا بالحى البريطانى مما حفزة أن يقوم بنقلنا جميعا للسكن معه ، كنت وقتها فى الصف الثانى بالمرحلة الأوليه بمدرسة أبى روف (أ) فتم نقلى إلى مدرسة السكة حديد الشرقيه بودمدنى ، كان الحى البيريطانى وقتها يقع فى آخر أطراف المدينه يفصل بينه وبين حى (دردق) فضاء بعيد كذلك الذى يفصل بينه وبين (المطار) ، كان المنزل الذى إرتحلنا إليه مبنى على الطراز الإنجليزى كمعظم المبان الحكومية آنذاك مسور بالأشجار فقط تتوسطه حديقة وارفه غناء ، كان الصمت يلف الحى إلا من شقشقة العصافير وخرير مياة الترعة التى تسقى الأشجار التى تشق الحى إلى قسميين متساويين ، ما أن تبدأ الشمس فى الأنحسار حتى أقوم بوضع المسجل (القروندق) ذو الأشرطة (الريل) فى تلك البرنده (المقفلة بالسلك النملى) لأستمع إلى أغنيتى المفضلة التى تنطلق فى ذلك الفضاء الرحب بذلك الصوت المشبع بالحنين :
لمتين لمتين .. لمتين يلازمك فى هواه مر الشجن ويطول عذاب.. يا قلبى لو كانت محبتو بالتمن يكفيك هدرت عمر حرقت عليه شباب لكن هواك اكبر وما كان لى تمن والحسرة ما بتنفع ومابجدى العتاب يا قلبى لو كانت محبتو بالتمن احسن تخليه لليالى للزمن يمكن يحس ضميرو ويهديه للصواب لكنى اخشى عليه من قدر الليالى واخشى الامانى تسيبو عشنا يبقى خالى هو لسع فى نضارة حسنو فى عمر الدوالى ما حصل فارق عيونى لحظة او فارق خيالى لمتين يلازمك فى هواه مر الشجن ويطول فى ايامك سهر ويطول عذاب اغفرلو يا حنين يا حنين وجاوز لو ظلم ما اصلها الايام مظالم والعمر ومضة ثوانى واصبر اصبر
لا أزال أتذكر جلوسى فى ذلك الجو الهادئ والصمت يعم المكان وأنا ذلك الصبى الصغير أهيم مع ذلك اللحن الشجى والصوت الذهبى مع تلك الكلمات التى ربما كنت وقتها لا أدرك جل معانيها ، ثم تتوالى أغنيات (الشريط) :
ليه تقوا أيامنا راحت وانتهينا يا حبيبى والله كانت ديك سحابة لو حصل فى العمر مرة وافترقنا هى غلطة ونحن نتحمل عذابا عاهدتنى انك تكون مخلص فى بعدى وحلفت يا ناسى تصون عهدك وعهدى و لا وحبك لن تكون ابدا نهاية انت عارف نظرتك كانت بداية وما بتغير حبنا السامى وشاية و لا تسلها فهى حلم عابر طاف بذهنى و بالمعزة بالمودة البينا بى اغلى الصلات بالهوى العشناه بى اعصابنا خمسة سنين ومات
كسرة :
لم تمت (عثمان حسين) فقد متنا (نحن)
|
| |
|
|
|
|
|
|
|