دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الرفيق الامين العام لحزب البعث السودانى يكتب عن ذكرى احتلال العراق
|
منقول عن السودانى العدد رقم: 139 2006-03-27 ذكرى احتلال العراق : دروس وعبر محمد على جادين ظل الفكر العربي يرجع النكسات لأسباب خارجية في هذه الأيام تحل علينا الذكرى الثالثة لسقوط بغداد واحتلال العراق 11/4/2003 من قبل القوات الأمريكية البريطانية، كان الحدث متوقعاً ولكنه مع ذلك شكل زلزالاً واسعاً كانت له تداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة والعالم. ويبرز ذلك واضحاً في التغييرات الراديكالية في العراق نفسه، وفي المنطقة العربية بشكل عام، بما في ذلك السودان. فالوضع في العراق الآن يتمثل في احتلال أمريكي تحت لافتة قرارات دولية، وحرب أهلية بين السنة والشيعة، ومنطقة كردية شبه مستقلة، ومقاومة (لحم رأس) تفتقد وضوح الرؤية والهدف، وتعمل عملياً على إبقاء الاحتلال واستمراره. وفي المنطقة العربية انهار النظام الإقليمي العربي بكامله، وأصبحت الجامعة العربية اسماً على غير مسمى، على الرغم من استمرار هياكلها وانعقاد مؤتمرات القمة. إضافة لذلك يزداد مأزق الدولة القطرية بما يشير إلى الفشل المريع في بناء (الدولة الوطنية)، دعك عن دولة (الوحدة العربية)، وحتى التكامل العربي الذي أصبح هدفاً بعيد المنال. كما يشير إلى ذلك المأزق الذي تعيشه الجامعة العربية ويعيشه كل من العراق، سوريا، لبنان، الجزائر، والسودان، وغيرها. وفي الذكرى الثالثة لسقوط بغداد واحتلال العراق نحتاج إلى وقفة مع النفس نراجع أسباب هذا التدهور الكبير وكيفية معالجته وإمكان فتح نافذة للمستقبل. وهي وقفة مهمة ظلت تقوم بهذه المراجعة طيلة العقود الماضية. ظل الفكر العربي عموماً والفكر القومي منه خصوصاً، يرجع النكسات والهزائم والتراجعات إلى أسباب خارجية تتمثل في العامل الخارجي، وتحديداً مؤامرات الغرب وإسرائيل وحلفائهما في المنطقة. فقد تعرضت المنطقة لهزائم وتراجعات عديدة منذ بداية نهضتها الحديثة في مطلع القرن التاسع عشر، مع إصلاحات محمد علي باشا وكتابات رفاعة رافع الطهطاوي، ووصلت مدى طويلاً في كتابات محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وظهور حركة الاستقلال عن الخلافة العثمانية. وظلت عملية النهضة وحركة التحرر القومي العربية متواصلة طيلة القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ووصلت قمتها في النصف الثاني من القرن الماضي. ومع كل صعود كان هناك سقوط مدو. وتجسد ذلك بشكل مأساوي، في سقوط تجربة جمال عبدالناصر وتجربة حزب البعث العراقي وصدام حسين وغيرهما.. وفي كل مرة كان العقل العربي يرجِع هذه الظاهرة التراجيدية إلى العامل الخارجي والغرب، الاستعمار، الصهيونية، إسرائيل وعملاء المنطقة. هذه الإشكالية ناقشها مفكرون وكتاب عديدون من زوايا مختلفة، أبرزها محاولة غالي شكري في كتابه (الصعود والسقوط في الفكر العربي الحديث؛ دار الطليعة، ببيروت 197. وفي السودان تتكرر عملية الصعود والسقوط هذه بأشكال أخرى لها خصوصيتها، ولكنها لا تختلف في سماتها الأساسية. المهم أن هذه الكتابات والمراجعات تركز على العامل الخارجي، وتتجاهل تماماً العوامل الداخلية، وفي مقدمتها ظاهرة الاستبداد السياسي ومعاداة الديمقراطية والرأي الآخر. وهذه الظاهرة لها جذورها العميقة في التراث والفكر العربي والإسلامي.. فتاريخ الدولة العربية الإسلامية يقوم على الغلبة والعنف وفرض الرأي الواحد، ومن هنا جاءت مقولة (المستبد العادل) في هذا التراث. وفي السنوات الأخيرة خاصة بعد حرب الخليج الثانية 90-1991 والثالثة 2003 بدأ الاهتمام يتركز على العوامل الداخلية وفي مقدمتها الاستبداد الداخلي، وظاهرة الدولة الاستبدادية تحت شعارات القومية والاشتراكية والإسلام. وبذلك تضع حركة النهضة العربية أقدامها في الطريق الصحيح؛ طريق ترسيخ عوامل النهضة في الواقع العربي، وفي مقدمتها عامل الديموقراطية والمشاركة الشعبية الواسعة في تقرير مصير الوطن. ويساعد في ذلك أن ظروف العولمة لا تسمح بفصل تعسفي بين العوامل الداخلية والخارجية، ولا بين شعارات التنمية والعدل الاجتماعي وشعارات الديموقراطية والمشاركة.. وفوق كل هذا وذاك لم يعد معنى السيادة الوطنية مجرد إبعاد التدخل الخارجي، بل أصبح يمتد إلى قيام الدولة بمهامها ومسؤولياتها تجاه الشعب والوطن.. والمجتمع الدولي لم يعد يقبل وجود دولة فاشلة تؤدي سياساتها العملية إلى فوضى اجتماعية وأمنية واسعة لها تأثيرها المباشر في الاستقرار والأمن الاقليمي والدولي. ضمن هذا الإطار يجب التركيز على العوامل الداخلية التي أدت إلى سقوط بغداد واحتلال العراق في صيف .2003 صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية لها أهدافها وأجندتها الخاصة في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابقين. ولكن صحيح أيضاً أن سياسات صدام حسين، على الأقل بعد دخول قواته في الكويت واحتلالها وتحويلها إلى محافظة عراقية، هي التي مهدت الطريق إلى التدخل الخارجي في العراق، أولاً باسم قرارات الأمم المتحدة في 1990-1991 التي فرضت عليه حصاراً سياسياٍ واقتصادياً امتد إلى أ كثر من عشر سنوات. وثانياً بقرارات أمريكية وبريطانية لم تجد معارضة جدية من الدول الأخرى المؤثرة، على الرغم من عدم موافقة الأمم المتحدة عليها. والمشكلة أن دخول القوات العراقية للكويت لم يرتبط بخطة انسحاب ملائم نتيجة ضغوط دولية وإقليمية. وفي الوقت نفسه رفضت القيادة العراقية كل المبادرات التي طرحت لتجاوز اندلاع الحرب، تحت شعارات مقاومة الإمبريالية الأمريكية وأم المعارك وغيرها.. وبعد خروجها من الكويت وخضوعها لقرارات دولية قاسية وظالمة لم تفكر هذه القيادة أيضاً في الخروج من هذا المأزق بإجراءات عملية تركز على المصالحة الوطنية مع شعبها وقواه السياسية والاجتماعية، إضافة إلى انفتاح ديموقراطي بمشاركة قوى المعارضة السياسية، وتحسين العلاقات مع البلدان العربية، خاصة مصر والسعودية والكويت.. بدلاً عن ذلك استمرت شعارات التعبئة العمياء لتؤدي إلى عزلة النظام العراقي الداخلية والعربية والدولية. وعلى الرغم من ذلك فقد تعددت المبادرات العراقية والعربية والدولية في هذا الاتجاه المشار إليه. والسبب المباشر لهذا التعنت يتمثل في عدم القدرة على مراجعة سياسات ثبت فشلها عملياً، ومع مرور السنين تتآكل قدرات الدولة وتنكمش قاعدتها السياسية والاجتماعية ويدمر النظام الحاكم إنجازاته في التنمية الاقتصادية والبشرية والسياسية. يقول الأستاذ معن بشور، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، إنه قابل صدام قبل الحرب وناقش معه ضرورة إجراء مصالحة مع قوى المعارضة وانفتاح سياسي يسمح بالتعددية السياسية والفكرية والاجتماعية، ولكن صدام رفض ذلك بحجة أنه سوف يفهم كتراجع وضعف، أي أنه غير مفيد. ولكن أياً كان سبب هذا الرفض والتعنت فإنه يشير إلى مخاطر الاستبداد والانفراد بالسلطة، ويشير أيضاً إلى استعداد الدولة الاستبدادية بالتضحية، بكل شئ، في سبيل بقائها في الحكم، حتى لو كان ذلك تمهيد الطريق لاحتلال الوطن. وقد نجد العذر لصدام حسين في اعتداده بنفسه وعدم استعداده للتراجع، وأيضاً في ثقافته السياسية المرتبطة بحركة التحرر القومي العربية في فترة الحرب الباردة، فهو يجسد نوعاً من قيادات وحكام تلك الفترة انتهى عصرها منذ صعود غورباتشوف للسلطة في موسكو وطرحه لخطة (البيروسترويكا) وتوابعها.. ولكننا لا نجد عذراً للمدافعين عنه وعن سياساته حتى بعد مرور ثلاث سنوات على سقوط بغداد واحتلال العراق وما أعقبه من تداعيات في العراق وفي المنطقة ككل. والمؤسف أن اخطاءه القاتلة تتكرر في سوريا والسودان بشكل صارخ، بعد كل ما حدث، وبذلك يصبح الحكام العرب مثل آل بوربون؛ لم يتعلموا شيئاً ولم ينسوا شيئاً. ذلك أن الدرس الأساسي لاحتلال العراق يتمثل في العلاقة القوية بين الاستبداد الداخلي والتدخل الدولي، بما في ذلك الغزو والاحتلال، وأن الطريق الوحيد لإبعاد هذا التدخل يتمثل في اشاعة الديموقراطية والمصالحة مع الشعب وقواه السياسية والاجتماعية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الرفيق الامين العام لحزب البعث السودانى يكتب عن ذكرى احتلال العراق (Re: altahir_2)
|
Quote: في إطار النقد الذاتي لتجربة حزب البعث"قطر السودان" ألم يحس الحزب بحطأ مناصرته للغزو العراقي للكويت؟ |
الاخت الحبيبة لنا مهدى تحياتى كتب كثير عن هذه النقطة فى مقالات عديدة ولكن اقتبس لك من هذه المقالة المقطع التالى:-
Quote: ولكن صحيح أيضاً أن سياسات صدام حسين، على الأقل بعد دخول قواته في الكويت واحتلالها وتحويلها إلى محافظة عراقية، هي التي مهدت الطريق إلى التدخل الخارجي في العراق، أولاً باسم قرارات الأمم المتحدة في 1990-1991 التي فرضت عليه حصاراً سياسياٍ واقتصادياً امتد إلى أ كثر من عشر سنوات. وثانياً بقرارات أمريكية وبريطانية لم تجد معارضة جدية من الدول الأخرى المؤثرة، على الرغم من عدم موافقة الأمم المتحدة عليها. والمشكلة أن دخول القوات العراقية للكويت لم يرتبط بخطة انسحاب ملائم نتيجة ضغوط دولية وإقليمية. وفي الوقت نفسه رفضت القيادة العراقية كل المبادرات التي طرحت لتجاوز اندلاع الحرب، تحت شعارات مقاومة الإمبريالية الأمريكية وأم المعارك وغيرها.. وبعد خروجها من الكويت وخضوعها لقرارات دولية قاسية وظالمة لم تفكر هذه القيادة أيضاً في الخروج من هذا المأزق بإجراءات عملية تركز على المصالحة الوطنية مع شعبها وقواه السياسية والاجتماعية، إضافة إلى انفتاح ديموقراطي بمشاركة قوى المعارضة السياسية، وتحسين العلاقات مع البلدان العربية، خاصة مصر والسعودية والكويت.. بدلاً عن ذلك استمرت شعارات التعبئة العمياء لتؤدي إلى عزلة النظام العراقي الداخلية والعربية والدولية. وعلى الرغم من ذلك فقد تعددت المبادرات العراقية والعربية والدولية في هذا الاتجاه المشار إليه. والسبب المباشر لهذا التعنت يتمثل في عدم القدرة على مراجعة سياسات ثبت فشلها عملياً، ومع مرور السنين تتآكل قدرات الدولة وتنكمش قاعدتها السياسية والاجتماعية ويدمر النظام الحاكم إنجازاته في التنمية الاقتصادية والبشرية والسياسية. يقول الأستاذ معن بشور، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، إنه قابل صدام قبل الحرب وناقش معه ضرورة إجراء مصالحة مع قوى المعارضة وانفتاح سياسي يسمح بالتعددية السياسية والفكرية والاجتماعية، ولكن صدام رفض ذلك بحجة أنه سوف يفهم كتراجع وضعف، أي أنه غير مفيد. ولكن أياً كان سبب هذا الرفض والتعنت فإنه يشير إلى مخاطر الاستبداد والانفراد بالسلطة، ويشير أيضاً إلى استعداد الدولة الاستبدادية بالتضحية، بكل شئ، في سبيل بقائها في الحكم، حتى لو كان ذلك تمهيد الطريق لاحتلال الوطن. |
مودتى ضياء
| |
|
|
|
|
|
|
|