دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الإنتفاضة النشرة الدورية لمنظمة حزب البعث العربى الإشتراكى (السودان) بهول
|
الإنتفاضـــة السنة الاولى العدد (0) يوليو/أغسطس /2004 العنوان البريــــدى BRUG VAN HAARNLAAN 3118GC Schiedam E-mail;[email protected] الإنتفاضة النشرة الدورية لمنظمة حزب البعث العربى الإشتراكى (السودان) بهولندا امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة العدد رقم(صفر) الثمن 2 يورو يوليو/ اغسطس\2004 معا علي الطريق من اجل إستعادة الديمقراطية وإيقاف الحرب الاهلــــــــــية وبناء سودان ديمقراطي موحد وفاعل في محيطه العربي والافريقي والدولي المحتويات :- *الإفتتاحية *التجمع الوطني الديمقراطي في هولندا وآفاق المستقبل * معالجات بعثية للازمة الوطنية في السودان * الهوية السياسية لحركة28 رمضان المجيدة (1 --3) * مساهمات إبداعية * مادة من الإرشيف
كلمة العدد :- في هذه الإصدارة يحييكم حزبنا حزب البعث العربي الإشتراكي(السودان) ويتقدم للجماهير السودانية قاطبة بالتهنئة بمرور الذكري (19) لإنتفاضة الشعب الجبارة في ابريل 1985التي مرّت قبل ثلاثة شهور والتى تثبت لكل دكتاتورجبان ان القمع والارهاب والقتل والتشريد لن تكون سوى ادوات تحقق إصطفاف هذا الشعب العظيم ليوم نزالنا القادم مهما طال او دنى وان خيار الإنتفاضة يظل قائما وممكنا متى نّظم الشعب صفوفه مثلما حدث ذلك فى ابريل وفي اكتوبرالمجيدتين. وبمناسبة هذه الذكرى العظيمة يجب إستخلاص دروسها وعبرها من خلال قراءةالواقع السياسي السوداني الذي اجهض هذه الانتفاضة العظيمة منذ ايامها الاولى لصالح قوىالدكتاتورية بوجهيها المدني والعسكرى. • لقد كان حزبنا دائما في طليعة القوى التى فضحت هذا المشروع (السيادينى)المتدثر بعباءة الاسلام والذى يعبّر عن مصالح فئات الراسمالية الطفيلية الجشعة والتى لا تشبع من إمتصاص دماء الشعب السودانى وسرقة قوته وإفقاره وباى وسيلة حتى اصبح السودان من افقر ست دول فى العالم رغم امكانياته الزاخرة والواعدة . ولا امل للسودانيين بحياة حرة وكريمة الاّ بالقضاءعلى هذا المشروع من إساسه وتجفيف منابع الدكتاتورية المدنية والعسكرية. وفى وثيقة الحزب نحو مخرج ديمقراطى من الازمة الوطنية الشاملة أكدّ حزبنا أن إنقلاب حزب الجبهة لا يختلف عن الانقلابات السابقة وذلك رغم الاختلاف الظاهرى فى الشعارات....... فالواضح أن شعارات الانقاذ والشريعة وغيرها إستخدم لتلبية تطلعات السيطرة السياسية والإقتصادية من خلال السيطرة على جهاز الدولة وتسهيلاته وإعفاءته وغيرها. وان هذه الشعارات تحولت الى خراب إقتصادى وإجتماعى وأزمة وطنية شاملة. وفى ذلك لم يختلف(دعاة الحل الإسلامى ) عن (دعاة الحل الإشتراكى) المايوى, لا فى السلوك والممارسة العملية ولا فى مصادر برنامجهم السياسى_وهذا وحده يكفى لتأكيد وحدة الأساس الإجتماعى والفكرى لقوى الإنقلابات والدكتاتورية فى بلادنا , وتناقض وإزدواجية هذه القوى بين شعاراتها ومما رستها العملية وبين برنامجها المعلن والواقع السياسى الحىّ. كما يؤكد حزبنا أن خيارات الوفاق والمصالحة الجزئية والحل السياسى لن تكون مخرجا للازمة الوطنية الشاملة إذا لم تقوم علي التمّسك باسس الحل السياسى الشامل, القائمةعلى إستعادة الديمقراطية وتفكيك دولة الحزب الواحد وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية ومحاسبة الذين تسببوا فى إنتهاك حرمات الوطن والمواطنين ووقف الحرب الاهلية وعقد المؤتمر الدستورى والوطنى الجامع فى مناخ ديمقراطى حقيقى وبمشاركة كل القوى السياسية والنقابية في الشمال والجنوب. ورد ذلك فى بيان الحزب الصادر عن منظمة هولندا فى اكتوبر2000وتنطبق هذه النظرة المبدئية على كل المبادرات التى تمت بدءاً بإتفاق جيبوتى وإنتهاءاً ببروتوكول ميشاكوس الذى وقع اخيراً. كما دعى حزبنا فى ذلك البيان الى تفعيل التجمع الوطنى الديمقراطى الى جانب الاهتمام بالقضية السودانية لفضح نظام الجبهة ودعاوية الكاذبة حول الانفراج الديمقراطى وإحترام حقوق الإنسان. ومنذ ذلك الوقت بدأ حزبنا بحركةإتصالات نشطة ودائمة مع القوى السياسية بهولندا وظهرت فى الأفق بوادر التحرك الواسع من أجل إنعاش القضيةالسودانية بعد حالةالاحباط التى سادت بعد قرارات المحكمة الصادرة فى 2يونيو1999 وفى ذلك الوقت عمل حزبنا بفعالية من أجل تفعيل القضية السودانية من خلال التحرك فى لجنة طالبئ اللجؤالسودانيين وقدم عدة اوراق منها (موجهات حول قضية اللجؤ) بالاضافة الى(مشروع عمل مقترح للجنة التنفيذية لطالبئ اللجؤ بهولندا) التى كانت غائبة تماماً ولكن هذه الجهود لم تجد أذناً صاغية لمن يتولون أمر هذه اللجان مما أدى الى الإنفضاض من حولها . ولقد واصل الحزب مساعيه عبو التنسيق واللقاءات مع القوى السياسية وشارك فى المظاهرة التى إقيمت بمناسبة ذكرى إنقلاب 30 يونيو فى العام2000 وكذلك فى مبادرة نايمخن التى خرجت بعدد من التوصيات من ضمنها رفع مذكرة لوزارة العدل ودعوة شخصيات وطنية وسياسية لدعم القضية السودانية مما اثمر عن تحريك فعلىعبر إنتعاش التجمع الوطنى الديمقراطى فرع هولندا الذى بدأ فى عقد إجتماعاته بإنتظام منذ13أبريل 2002 الذى خرج بتوصيات هامة للغاية كان أهمها تكوين أمانة اللاجئين بالتجمع وتحت إشرافه وتكوين لجنة اللاجئين السودانيين الشاملة لكل السودانيين المقييمن بهولندا من لاجئين وطالبئ اللجوء .والتى تهدف اساساً لحلّ مشاكل طالبئ اللجؤ القانونية والإجتماعية والسياسية ومن هذا المنبر فإن حزبنا -حزب البعث العربى الإشتراكى- يهيب بأعضاءه وأنصاره وجماهيره وكل السودانيين الموجدين بهولندا العمل من أجل تفعيل القضيةالسودانية وفضح نظام يونيو واعوانه لتكون بداية لاستعادة القضية السودانية لاوجها وبريقها تحت رايات التجمع الوطنى الديمقراطى . إن ذاكرة الشعب السودانى تحفظ بكل فخر وإعتزاز الدور الكبير الذي قام به البعثيون فى إسقاط النظام المايوي البغيض والذي يشكّل نظام يونيو إستمراراً طبيعيا له وبهذه المناسبة يحيى حزبنا شهداْء إنتفاضة مارس /أبريل وعلى رأسهم شهيد الحزب محمد الحسن احمد فضل الله ويحنى الهامات لضباط القوات المسلحة الذين أجبروا القيادة العامة تحت السلاح للانحياز مع خيار الشعب والذين تمّ إعدامهم في 28رمضان,23أبريل1990ونعاهدهم ونعاهدكم على السير فى طريق النضال الذي لا يفتروبعزم لايلين من أجل الانتصار لهموم وقضايا الشعب السودانى . ودمتم
الهوية السياسية لحركة 28 رمضان 23أبريل 1990 المجيدة تحت هذا العنوان نشر مقال بقلم (ابو وائل) فى عدد خاص عن حركة أبريل 1990 عبر نشرة النافذة العدد (3) أبريل 1995 . ونحن إذ نعيد نشر مقتطفات من هذا المقال نرى أن نلحقه برسالة مهمة بعثها الاستاذ شوقى ملاسى المحامى الى جريدة الفجر والتى نشرتها فى العدد (3 بتاريخ يناير 1998 . وكانت الفجر قد نشرت مقالاً حول شهداء رمضان تضمن فى معظمه معلومات عنهم وعن الهوية السياسية للحركة المعروفة بإسم (حركة الخلاص الوطنى) . ذكر ابو وائل فى مقاله:- جاء فى البيان الذى أذاعه العميد البشير رئيس النظام السودانى بعد ظهر يوم 24 أبريل90 التالى:- إن أعداء الشعب والوطن والسلام لم يهدأ لهم وهم يرون الخيرات تطرق أبواب الوطن وظهرت منهم فئة من المتبطلين تحيك أمرها بليل وتريد إعادة الوطن تحت ما يسمى التجمع المتحالف مع الخوارج. وكنا نرصد ونراقب بكل دقة ما يدور عن قرب.... وفى اليوم التالى وعندما خاطب العميد البشير مسيرة اللجان الشعبية أمام بوابة القيادة العامة قال:- أن المتآمرين قد خططوا مع حركة التمرد وأن خطتهم كانت تنوى نقل المتمردين الى العاصمة وذلك إنطلاقا من دولة مجاورة وفى المؤتمر الصحفى والذى عقده العميد البشير صباح يوم 29أبريل فى محاولة لاحتواء ردة الفعل العالمية تجاه مذبحة الخرطوم قال:- إن جزءاً كبيرا من المشتركين فى تنفيذ مخطط الفئة المارقة من فلول اليسارين والحاقدين على الثورة والقوات المسلحة بعد إنتفاضة أبريل لانهم كانوا يحاولون الانقلاب على المجلس العسكرى الانتقالى أنذاك. وفى إجابة على سؤال آخر قال البشير:- عندما نقول أن المشاركين فى التآمر من فلول اليسار لاننسى أنه يوجد يساريون كانوا ينتمون للاحزاب التقليدية (الامة والاتحادى) ولذلك فإن مخطط المتآمرين لتصفية الصادق المهدى كان تكرارا لما قاموا به فى عام 1971 فى بيت الضيافة . أما إعلام الجبهة فقد كان تناقضه وتضارب إجتهاده وفبركته بليغاً . دعونا تقف على ما كتبه منظرهم المعروف موسى يعقوب وذلك فى جريدة الشعب المصرية العدد544 الصادرفى 1/5/1990 يقول :- لم تتضمن قائمة القائمين على الإنقلاب عنصراً جنوبياً واحداً وربما لم تتضمن عنصراً من عناصر حزب الامة كذلك. غلب على المشاركين فيها عنصر الاحزاب اليسارية الصغيرة وبعض الرموز العسكرية المتقاعدة المنتمية لبيت الختمية وليس بالضرورة قيادة الختمية الروحية والسياسية. التركيز على المطار دون الإذاعة ومقار أعضاء مجلس الثورة وبعض المواقع , القى بظلال كثيفة من شبهة توقع المدد الخارجى والمساندة الاجنبية. وفى نفس العدد من الجريدة كُتب ملخص لما يريد إعلام الجبهة تسويقه عن حركة ابريل وملخصه :- ان السفارة الامريكية فى الخرطوم لعبت دورا مساندا لمحاولة الانقلاب الفاشلة يوم الاحد الماضى والتى قامت بها مجموعة من (صغار الضباط والجنود) . وفى نفس العدد ايضا ورد التالي :- أكد مصدر دبلوماسى سودانى كبير أن أطرافا خارجية لعبت دورا فى محاولة الإنقلاب التى جرت مؤخرا وذلك لصالح تنفيذ الميثاق الذى وضعه تجمع الاحزاب (التى صدر قرارا بحلها ) والمتمردين . واخيرا فى هذا التناقض المريع دعونا نقف على ما نشرته صحيفة كيهان الايرانية (باللغة العربية) فى العدد 1924بتاريخ 26/4/1990( والتى قالت) :- (( فالانقلاب الفاشل تصدت له زمرة من حزب البعث بقيادة أمين السر. ولم نسمع أن الخرطوم نسبت رسميا مسؤلية إتهام البعثيين بالمشاركة فى الإنقلاب أو زعامته)) وتستمر الصحيفة فتشير الى أن الإنقلاب من تدبير ثلاثى (لدول عربية شقيقة للسودان) حيث تلاقت المصالح أن يذهب هذا النظام الإسلامى؟ خلاصة إدعاء السلطة وحزبها السياسى واجهزة إعلامها ومسانديها فى الخارج يعكس بوضوح درجة عالية من التناقض والفبركة وإهتزاز التقييم . * فى محاولة للاقتراب من الحقيقة دعونا نطرح سؤالين واضحين :- هل كانت حركة أبريل حركة عقائدية يقف من ورائها أحد الاحزاب ؟ أو أنها تحالف بين ضباط من الشيوعيين والبعثيين وأعوان جون قرنق؟ *هل كانت الحركة مرتبطة بجهات أجنبية (لم يحددها بيان النظام السوداني) وانها كانت تنتظر وصول دعم من الخارج (لم يحدد طبيعته او نوعه) وقد ساند النظام السوداني دعواه بان مطار الخرطوم كان أحد الاهداف الرئيسية فى خطة إنقلاب ابريل؟ سنتابع الرد على هذه الاسئلة والحديث على الهوية السياسية للحركة فى الجزء الثاني
التجمع الوطنى الديمقراطى فرع هولندا ----رؤية نقدية بقلم الرفيق ضياء الدين ميرغنى الطاهر ( ممثل البعث بالتجمع فرع هولندا ) تقديم:- منذ أن برز التجمع الوطنى الديمقراطى للوجود فى 21اكنوبر1989 كان يمثل الاطار الجامع لكل قوى المعارضة السياسية والنقابية وأوسع تحالف سياسي تشهده بلادنا منذ إعلان إستقلالها فى مطلع 1956. وتميز التجمع عن غيره من التحالفات السابقة حين إستطاع توحيد القوى السياسية منذ الشهور الاولى لانقلاب 30 يونيو1989 بمشاركة الحركة النقابية جنبا الى جنب مع الاحزاب السياسية وتميز ايضا بإصطفاف الحركة السياسية الجنوبية والحركة الجنوبية المسلحة لاول مرة مع القوى السياسية الشمالية فى جبهة موحدة فى إطار برنامج موحد حول قضايا الوطن الاساسية . ونتيجة لذلك وجد تأييد ودعم كافة قطاعات جماهير الشعب واصبح يمثل طريقها لتحقيق اهدافها المشروعة فى إستعادة الديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية ومواجهة الازمة الوطنية الشاملة النى تعانى منها بلادنا وتوفير الشروط الضرورية لتطورها وتقدمها. قصور وإختلالات عامة:- ولكن هذه الصيغة ظلت تلازمها الكثير من أوجه الخلل والقصور فى الفترات السابقة والتى سبقت مؤتمر القضايا المصيرية باسمرا وكان من نتيجة ذلك إبتعاد واحد من أهم الاحزاب السياسية بالسودان فى ذلك الوقت وهو حزب البعث العربى الإشتراكى عن التجمع (الفترة من1991---199 بالرغم من أن حزب البعث لعب دورا اساسيا فى صياغة ميثاقه وفى تكوين خلاياه فى المدن والاحياء منذ إنشاءه . وعاش التجمع فترة ركود سياسى ملحوظة وأرتكبت العديد من الاخطاء كان أهمها نقل مركزالقرار لقيادة التجمع بالخارج مما ادي للتركيز على المعارضة الخارجية وتهميش قوى المعارضة الداخليةوالاهتمام بالعمل السياسى والإعلامى الخارجى على حساب العمل الفكرى والسياسى والإعلامى التعبوى وسط جماهير الشعب فى الداخل ووسط تجمعاتهم بالخارج إضافة الى ضعف العلاقة بين الداخل والخارج وبين مركز الخارج وتجمعات السودانيين فى بلدان الاغتراب واللجؤ,وبرز هذا الاختلال بشكل صارخ فى غياب الإعلام المركزي الموحد وتضارب المواقف وسط قيادات مركز الخارج لاسباب غير مقنعة وغير مفهومة. اخطاء ادارية وتنظيمية تمثلت فى تجاوز الميثاق وتعديله دون إجماع على ذلك. وربما تكون هذه النقطة مربوطة بشكل اساسى بالظروف السياسية التى ظل يعانيها التجمع من خلال الدول التى إستضافته وهي ظروف صعبة ومعقدة لان الدول المضيفة ظلت تتعامل مع المشكل السودانى من خلال مصالحها السياسية فى السودان , فعندما تميل كفة المصالح مع نظام الجبهة نجدها تمارس الضغط على التجمع فى إتجاه التقليل من نشاطه وفى بعض الاحيان منعه . ومن المؤكد أن الوضع العام للتجمع يؤثر سلبا وإيجابا فى عمل فروعه بالداخل والخارج بدرجة او بأخرى.ولذلك تبرز هنا سلبية التركيز على الضغوط الإقليمية والدولية الرسمية على حساب العمل وسط تنظيمات المجتمع المدنى والقوى السياسية فى البلدان العربية والافريقية وبقية بلدان العالم. إن التركيز فى الفترة الاخيرة على (الحل السياسى الشامل ) على حساب الخيارات الاخرى ,خاصة توسيع العمل السياسى ىالتنظيمى فى إتجاه العصيان المدنى والإضراب السياسى العام فى إطار الإنتفاضة الشعبية الشاملة , أضّر كثيرا باهم مكتسبات التجمع المتمثلة فى وحدته وتماسكه وتشاطه وسط الجماهير . لذلك يبدو ملاحظا جنوح بعض القوى المنضوية للتجمع لمحاولة الإتفاق بشكل ثنائى مع نظام يونيو الدكتاتورى الفاشى والتى بدأها حزب الأمه ومرورا بلقاءات مع الحزب الشيوعى واخيرا وليس آخراً على ما يبدو ببرتوكول ميشاكوس الموقع مع الحركة الشعبية .وبما اننا لسنا فى معرض التقييم لتلك الإتفاقيات الآن،فإننا نقول من المؤكد أن الإنتماء للتجمع لا يلغى الحق بالعمل المنفرد او العمل الثنائى لتلك الاحزاب ولكن عندما تؤثر مثل هذه الخطوات بالخط الإستراتيجى لعمل التجمع ينبقى الوقوف عندها ، خاصة وانها لاتشكل ولا تساعد على الخروج من الازمة الوطنية الشاملة الجارية بالبلاد بل تعمقها اكثر وتساعد فى المقابل على فك العزلة التى يعانى منها نظام الخرطوم داخليا وخارجيا. إذا كانت هذه هى أبرز اوجه القصور والإختلالات بالتجمع الوطنى الديمقراطى عموما فى الفترات السابقة فإن ذلك لاينفى نجاح التجمع خلال الفترة السابقة فى توحيد قواه وتأكيد وجوده وفعاليته فى طرح تصوراته لجذور الازمة السودانية وطريق الخروج منها. كما لا ينفى نجاحه ايضا فى مقاومة النظام الدكتاتورى القائم وتوسيع عزلته السياسية الداخلية والخارجية وتعرية سياساته وتوجهاته المعادية لتطلعات شعبنا فى الديمقراطية والحياة الكريمة والتفاعل الإيجابي مع محيطه العربى والافريقى والدولى . إن قوى التجمع مطالبة بتفعيل عمله والاهتمام بخلق صلة حقيقية بينه وبين جماهيره فى ضوء المخاطر التى تواجهه ومنها محاولة إنشاء كيان بديل بدعم غير مباشر من نظام يونيو يضم المجموعات المنشقة من احزابها تحت دعوى المعارضة الوطنية الخ...مما يمكن أن يظهر لاحقا من شعارات. ومع تقديرى بان هذه الصيغة المقترحة محكوم عليها بالفشل ،الاّ أنها من الممكن ان تخلق ظروفا مساعدة على إضعاف عمل التجمع اذا لم تنتبه قوى التجمع لما يجرى فى الساحة السياسية . لقد القت هذه الإختلالات بظلالها السلبية على عمل فروع التجمع بالداخل والخارج ومنها فرع التجمع الوطنى الديمقراطى فى هولندا الذى عانى من مشاكل ذاتية خاصة به تمثلت اهمها فى :- 1/ غياب الصلة العضوية بين التجمع وجماهيره والإهتمام الموسمى بمشاكلهم . خاصة فى الفترة من (1998 -- 2001) وفى هذه الفترة كانت العلاقة بين التجمع وجماهيره تتسم بالموسمية إذ كانت إوضاع اللاجئين وطالبئ اللجوء المتأزمة هى الدافع آنذاك. مع أن إمكانية ديمومة العلاقة متوفرة فى إعتقادى لان هذه الملائيين الهاربة من الاوضاع السياسية والاقتصادية الخ... من الاسباب هى القاعدة الاساسية التى تشكل رافعة لعمل التجمع بالاضافة الى أن الساحة فى خارج السودان ينبغى أن تكون ساحة التفوق التى تستطيع المعارضة عرض القضية السودانية بكل أبعادها فيها والذى يشكل التجمع إطارها الواسع . 2/العمل بالتقديرات الذاتية للافراد والمؤسسات على حساب العمل العلمى والموضوعى . ويعود السبب فى ذلك فى تقديرنا الى أخطاء موجودة بالتجربة الحزبية السودانية والتى تحتاج لاصلاح حقيقي فى إتجاه دمقرطتها وبناء عمل علمى مؤسسى يستند على خطط واضحة ونبذ الفهم القائم على الآراء الشخصية والتى تكون نتاجا لضعف تجربة الافراد السياسية والتنظيمية عموما مما جعل الخلافات الشخصية عاملا مهما فى تعطيل عمل التجمع فى الفترة السابقة. 3/الإهتمام بالهم الحزبى الخاص على حساب العمل الجماعى بالتجمع. ومن خلال حواراتنا مع القوى السياسية الموجودة وضح بشكل عملى أن بعض القوى تجنح للإهتمام بعملها الخاص معتقدة أن عمل التجمع إهدار للوقت والجهد مما كان أحد الاسباب التى عوقت اداء التجمع فى الفترة السابقة ولا زالت بعض القوى تسجل غيابا غير مبرر . الى أن نجح حزب البعث عبر مبادراته فى الإتصال والتنسيق مع القوى السياسية فى تفعيل التجمع من جديد والذى بدأ نشاطه يتسم بالإنتظام منذ إجتماع 13 أبريل 2002 الهام والذى خرج بمجموعة من التوصيات والمقررات كان أهمها إنشاء أمانة اللاجئين التى تضع فى قمة إهتماماتها تفاقم معاناة طالبئ اللجؤ(فى الوقت الراهن) و العمل على تحسين احوال طالبئ اللجؤ القانونية ووضع الإعتبار للجوانب الإنسانية والإجتماعية. وبذلك يقترب التجمع بخطىُ واسعة نحو إرساء وإقامة صلة دائمة وحقيقية بجماهيره . وكان من نتائج هذا التفعيل تنظيم التجمع ودعوته للمشاركة فى المظاهرة السنوية لانقلاب 30 يونيو التى رفعت مذكرة للسفارة السودانية بهذا الشأن ، وسلمت مذكرة أخرى لوزارة العدل والبرلمان شرحت فيها أوضاع السودان وطالبت بإيقاف ترحيل طالبئ اللجوء وكان ذلك بتاريخ 15 /7/2002 وقد حظيت هذه المظاهرة بإهتمام إعلامى مقدر داخليا وخارجيا. مما يؤكد أن التجمع يستطيع أن يعيد دوره وحيويته بسهولة ويسر إذا توفرت عوامل الثقة بين أعضاءه والعمل بشكل جاد من أجل القضية السودانية أولاُ. ويؤكد ذلك نجاح الندوة التى اعقبت المظاهرة المذكورة والنقاش الحيوي الذي دار بين التجمع وبين جماهيره . والذى يؤكد أيضا أن جماهير الشعب السودانى على إستعداد كامل للعمل والمؤازرة حين تجد الوعاء النشط والفاعل الذى يعبّر عن طموحاتهم وتطلعاتهم فى الحياة الحرة الكريمة . وهذه مساهمة بسيطة لطرح الموضوع على مائدة التداول بين القوى السياسية وجماهير التجمع لإيجاد أفضل السبل لرفع كفاءة وأداء التجمع الوطنى الديمقراطى . ولنا عودة
فى إطار المعالجات البعثية للأزمة السياسية فى السودان والتى يشكّل القصور فى التجربة الحزبية أحد اسبابها ، تنشر الإنتفاضة هذا المقال للاستاذ محمد على جادين أمين سر قيادة قطر السودان لحزب البعث العربى الإشتراكى حول التجربة البعثية السودانية فى مرحلتها الجديدة والذى تم نشره فى القدس العربى فى12/3/1999 وفى جريدة الخرطوم فى15/3/1999 ولاهميته نعيد نشره الآن:- حزب البعث وتطوير الحركة السياسية السودانية
إذا إستبعدنا العوامل الاجتماعية والإقتصادية والتدخلات الخارجية من نطاق تحليل أزمة التطور السياسى السودانى المتجسدة فى قصر عمر الفترات الديمقراطية ، نجد العنصر الإساسى خلفها هو ضعف الحركات السياسية السودانية على الرغم من أنه ليس معزولا عن تلك العوامل ، ينطبق هذا على كافة الأحزاب ،تقليدية كانت مثل حزبى الأمة والإتحادى الديمقراطى ، أو حديثة مثل حزبى البعث والشيوعى . غير أن التقييم الموضوعى الذى منحى النقد الذاتى يضع مسؤولية أكبر على الحىكات الحديثة ، أو ما كان يطلق عليها سابقا الحركات اليسارية . لان المفترض أنها أكثر قدرة على التطور ولان التحديات التى تواجهها منذ منتصف الثمانينات اكثر تعقيدا من تلك التى تواجه الاحزاب الاخرى. يكفى ان نتلفت حولنا فى عالم ما بعد الحرب الباردة لندرك ضخامة حجم المتغيرات ذات الصلة بهذا النوع من الاحزاب والتى طرحها ذوبان التجارب الإشتراكية عالميا مثل ضرورة إعادة صياغة مفهوم الإشتراكية نفسه فى واقع جديد والتركيز على قضية الديمقراطية .وبالنسبة للحركة القومية الاشتراكية وحزب البعث العربى الاشتراكى عموما وحزبنا فى السودان تحديدا ، ترتبت على ذلك تحديات إضافية وعملية مثل تطوير رؤيته لمسألة التعايش بين العرب وغير العرب وتحديد ماهية وطبيعة العلاقة بين مفهومى الشخصية السودانية والهوية القومية العربية وكذلك الصلة بين الوحدة العربية والديمقراطية والديمقراطية من جهة والوحدة الوطنية من جهة أخرى . هذه متغيرات شكلت تحديات لا بد من الاستجابة لها والاّ كان الحزب كيانا ميتا فاقد الحساسية لما يدور حوله وغير قابل للتطور وبالتالى اداء دوره فى تطوير الحزبية السودانية وإنجاح التجربة الديمقراطية القادمة لا محالة مهما كانت محاولات حزب الجبهة الاسلامية القومية سدّ طريقها. مثله مثل الاحزاب الحديثة الاخرى فى السودان والوطن العربى كانت العقبة الرئيسية فى هذا الصدد أن ظروف نشؤ الحزب ونموه تحت الضغوط الدكتاتورية لم تمكنه من إعطاء إهتمام كاف للعمل الفكرى الضرورى للاستجابة للمتغيرات ، وهو أمر ذو صلة عضوية بتوسيع هامش الحوار الديمقراطى الداخلى بالقدر الممكن . فقد إكتمل تأسيس حزب البعث فى السودان خلال النصف الأول من السبعينات مع بداية تخلى نظام جعفر النميرى عن الشعارات القومية والتقدمية التى ظل يرفعها منذ إنقلاب إيار(مايو)1969 وتحوله الى عدو شرس للتيارات والقوي المتمسكة بها ثم الارتفاع المضطرد لتوجهاته القمعية والدكتاتورية مع إنزلاقه الى الغطاء الدينى بحثا عن شرعية تعويضية . وبذلك ترافقت بداية الدور الفعلى للبعث فى الحياة السياسية السودانية مع إزدياد حاجته الى الإنضباط والعمل السرى وبالتالى التركيز على النشاط التعبوى والسياسى غير الثقافى وعلى المركزية فى مقابل الديمقراطية . ومع إستطالة عمر النظام (16 عاما) وتفاقم توجهاته القمعية كان من المحتم أن تترسخ عوامل ضعف ديناميكية الحزب الفكرية وقدرته على متابعة التطورات العربية والعالمية فى هذا المجال . والمفارقة اللافتة للنظر أن قمة الصدام بين حزب البعث والدكتاتورية النميرية كانت فى هذا المجال نفسه .ففىعام 1984 لجاءالنظام الى إستخدام سلاح التكفير لشل نشاط الحزب السياسى بتقديم أربعة من كوادره الذين كان قد القى القبض عليهم فى وكر طباعة سرى الى المحاكمة بتهمة الردة الدينية وعقوبتها الإعدام . إعتماداً على تفسير ممثل الادعاء لنصوص معينة من كتاب((فى سبيل البعث)) وغيره للاستاذ ميشيل عفلق حول الدين بإعتبارها مناقضة للإسلام ، كان الهدف هو إستصدار حكم بالردة ينطبق على كل المنتمين للحزب وتسليط سيف التصفية الجسدية عليهم إذا أصروا على قناعاتهم ( وكان قد تم إعدام المفكر الدينى محمود محمد طه بنفس التهمة خلال نفس الفترة ) ، أو تدميرهم معنويا إذا تراجعوا عنها . كانت المحاكمة التى تجلت فيها وحدة رائعة للنخبة السودانية وأهمية الدعم المعنوى من عدد من المثقفين العرب ، إشارة واضحة لمدى نجاح البعث فى فرض وجوده السياسى ولكن الثمن الذى دفعه من دوره كحركة فكرية لا بد لها من تقديم اجوبة شاملة ومدروسة على تعقيدات الواقع السودانى المتزايدة مع تدهور الاوضاع ظهرت آثاره فيما بعد ، مهددة مبرر وجوده كحركة طليعية ومستقبلية . فقد أفضى تقلص الديناميكية الفكرية وضمور فرص الحوار الداخلى والتقاليد والعقلية الديمقراطية تدريجيا الى حالة من الركود والبلبلة نتيجة الغموض الذي طرأ على الآفاق البعيدة للمشروع البعثى فى السودان وبذرت بذلك بذور عقلية تقليدية فى بعض جيوب الحزب وصلت درجة ظهور بوادر إستثمار للروابط العائلية والجهوية لبناء مراكز قوى متناقضة مع توجهات الأغلبية ومع طبيعة الحزب نفسه. إن الإنكماش نحو هذا النوع من الروابط تحت ضغوط الحياة التى تفاقمت بصورة لا نظير لها تحت ظل النظام الذى يقوده حزب الجبهة الإسلامية القومية منذ عام 1989، ظاهرة منتشرة منذ فترة فى المجتمع السودانى، ولكن تسرب الظاهرة الى حزب حديث أمر خطير أضطرت قيادة الحزب وكوادره للتصدى له بعد ان استنفذت كل الوسائل الاخرى لمعالجته. وهذه هى الخلفية الاعمق للخلافات التى شهدها الحزب ووردت انباؤها فى بعض الصحف العربية. بذلك يترافق فى هذا الطور الجديد من دور البعث فى تطوير الحركة الحزبية السودانية بمراجعتة النقدية للمرحلة السابقة من حياته ، تحريك الاهتمام بالنواحى الفكرية والثقافية مع إستعادة النشاط السياسى الذى كان قد خفت نتيجة المصاعب الداخلية المشار اليها ، وبعبارة المفكر حيدر ابراهيم مدير مركز الدراسات السودانية، تثقيف السياسة . ففى الوقت الذى يهتم فيه الحزب بإدارة حوار داخلى مع الآخرين حول تحديث مفهوم العروبة فى السودان وحول ظاهرة إختلال التوازن بين الريف والمدينة التى يبدو أنها المصدر الاول لازدهار الروابط الجهوية والعشائرية ولنمو التيار السياسى الدينى ، يمارس الحزب اكبر قدر تسمح به الظروف القمعية الراهنة من الديمقراطية الداخلية . فقد حسمت الخلافات فى صفوفه ونوقشت وثيقة الخط السياسى المعنونة " نحو مخرج ديمقراطى من الازمة الوطنية الراهنة" وبعض معالم مسيرته المستقبلية عموماً، من قبل أوسع إجتماع للكادر منذ إنقلاب 1989 . كذلك يؤسس الحزب إنفتاحه الخارجى ، أي التفاعل مع التيارات السياسية الأخرى، من خلال إيجاد التوازن اللازم بين نشاطه المستقل وعضويته فى التجمع الوطنى الديمقراطى. فالحزب يلحظ الحقيقة الموضوعية بان التجمع على عيوبه ونواحى قصوره ، واهمها تضخم وزن قيادته الخارجية ، هو صيغة للتراضى الوطنى لم يشهدها تاريخ العمل من أجل الديمقراطية من قبل ، نشأت فى وقت يتعرض فيه السودان لاول مرة فى تاريخه للتفتت كمجتمع ووطن واحد للعرب والمسلمين وغير العرب والمسلمين ، بحيث تجاوزت مهمة العمل المعارض الآن مجرد التخلص من حكم مفلس. من الناحية الأخرى فإن التجمع صيغة مفتوحة للتطور والتطوير بالحوار الداخلى المسؤول بين اطرافه كما توضح الاوراق التى طرحتها الاحزاب المختلفة للنقاش تمهيدا للمؤتمر الثانى وكلها تدعو الى تعديلات فى الميثاق. فبالرغم من وعى الحزب الكامل بعيوب الحركة السياسية السودانية ، خاصة ذات الثقل الآنتخابى التى أدت لانهيار التجارب الديمقراطية بتقديمها لقمة سائغة للانقلابات ، الا ان هذه المجموعة من الاعتبارات تجعل قبوله للميثاق غير متعارض مع تحفظاته حول بعض بنوده او حول مواقف بعض قيادات التجمع الخارجية إزاء العراق . فالبعث يلتزم بالاجماع الوطنى لانه إجماع ولان من تعريفات الإجماع التنازلات المتبادلة مع الآخرين خاصة وان الهدف الاسمى الذى يقتضى هذا عادة هو فى منتهى السمو الآن إذ أنه إنقاذ الوجود المجرد للوطن وإنــــــــــســــــانــــه. وبقدر عطائنا فى العمل من أجل الديمقراطية فكراً ونضالاً وتضحية تكون مقدرتنا على إقناع الآخرين بسلامة تحفظاتنا . بعبارة أخرى هذا هو سلاحنا الرئيسى فى التلاقح الديمقراطى مع الأراء الأخرى . لقد تبدلت الاوضاع العربية كثيرا منذ أن إتخذت بعض قيادات التجمع موقفا منحازا كليا ضد الحل العربى 1990 وهناك الآن إجماع عربى رسمى ومن باب أولى شعبى على ضرورة إنهاء معاناة شعب العراق برفع الحصار والتوصل الى مصالحة عربية مما ينعكس على التجمع حتماً . وهذا يخفف من دواعى التحفظات البعثية وإن كان فى تقاليد إستقلالية قرار البعثيين السياسي المحلى عن السياسات العراقية الموثق تاريخياً ما يكفى من القوة لتحديد علاقتهم بالتجمع من واقع الاحتياجات السودانية . ففى فكرهم أن الصحيح سودانيا هو المفيد عربيا للعراق وضد الحصار بالذات ، وهو أحد معانى القومية عندهم فهم قوميون لانهم وطنيون والعكس . بإعتباره حزباً وحدوياً فان من اهم جوانب ميثاق التجمع إثارة للإهتمام حول علاقة البعث بالتجمع الوطنى الديمقراطى النص الوارد فيه حول حق تقرير المصير لجنوب السودان . والمهم هنا هو أن وحدوية البعث العربى النظرية تغـتنى بالخبرات المتنوعة للإقطار العربية ومن بينها الخبرة السودانية وهذه تفيد بأن بعثيي السودان كجزء من الحركة السياسية الحديثة اعتبروا قضية الجنوب دوماً تعبيراًعن أزمة التطور العامة . وقد بلغ تعقيد الأزمة لا سيما بعد إنقلاب 1989 ، أن أدت الى تقوية خيار الإنفصال لدى المواطنين الجنوبيين ، بسبب هذه المتغيرات أصبح طرح تقرير المصير كطريق للوحدة مبررا مع كونه لا يزال محفوفا بمخــــــاطر حقيقية وكبيرة بأكثر مما تتصور بقية اطراف التجمع ، أهمها التدخلات الصهيونية المدعومة من قبل الغرب لتفتيت المنطقة العربية تثبيتاً لوجودها . على صعيد آخر فإن ميثاق التجمع مفتوح للتعديل بما يعيد صياغة القرار الخاص بتقرير المصير إذا توفر الإجماع . وهذا يمكن التوصل اليه مع ممثلى الاطراف الجنوبية كلما إزدادت قناعتها بجدية الاطراف الشمالية الرئيسية فى مجــابهة قضايا الديمـقراطية والتنمـية وإحتـــــرام الشخصية والحقوق الجنوبية لان هذا هو جذر المشكلة ومنبع عدم الثقة الجنوبية الذى تفاقم بمرور الزمن . وهناك سابقة تتمثل فى أن هيئة القيادة للتجمع الوطنى أدخلت تحسينـات على صيـاغة النص الخـاص بتقرير المصير بعد إقراره فى المؤتمر ليصبح أكثر وضوحا فى وحدويته . ويبقى أن الأمر متعلق فى نهاية المطــاف بإرتقـاء الاداء السياسى للاحزاب الشمالية الكبيرة إنتخـــابياً لانه يُنظر اليها كاحـزاب حـــكم مسؤولة عن إخفــــاقـات الماضي خاصة من المنظور الجنوبى ، والإ فإن تقرير المصير يصبح وصــــــفة جـاهزة للإنفصال أغلى فى ثمنه على شقىالبلاد من الوحدة المعطوبة. ولكن ذلك لا يعفى الحركة القومية فى السودان بشقيها البعثــــــى والنــاصرى ، وكلاهما عضو فى التجمع الوطنى المعارض ، من المسؤولية فهى المكلفة بإقناع الحركة السياسية الجنوبية بأن هناك مفهوما حديثا وبناء وطنياً للعروبة والإسلام ينتفــــى منـــه ميراث الماضي السلبى فى تعامل الشماليين مع الجنوبيين نظرياً وعملياً. وهذا ربما يمثل المعيار الرئيسى للدور المنوط بهذه الحركة فى الإرتقاء بمجمل الاداء الحزبى السودانى وتوفير واحد من اهم مقومات حلّ. الازمة التطور العامة باستعادة النظام الديمقراطى متطوراً وقابلاً للحيــــــاة .
مساهمة إبداعية :- فى هذه الصفحة المفتوحة ترحب الإنتفاضة بمساهماتكم الإبداعية من قصةٍ و شعرٍ ودراسات أدبية ونقدية أملاً فى التواصل الجميل . وفى هذه الإصدارة ننشر هذه المساهمة للأستاذ معتز ياسين. بعنوان منفستو الغياب والعزلة مدخل:- هأنذا عارٍ عريّ سماءٍ الصحراء حزين حزن حصانٍ غجريٍ مسكونٌ بالنارِِ / البياتى نص:- أي غسق هذا الذى لا يبشّر بالصباحات وهو أدعى لإرخاء سدوله..وأي إحساس حضور نجتهد العمر على شواءِ جسدنا ولا نقبض عليه.. نرتجيه والنهار فاكهة مٌرة ..والكون يتداعى بلا أعمدة تقيه شرور سرعة الإنهيار .. والذات المبدعة مرجوة أبد الدهر أن تخلق البديل .. يمتد أمامنا الزيف ، والغياب مدارنا .. سؤال الإبداع البديل يحاصر فعلنا فى محدوديته وراهنيته غير المنتجة، بوابة الإجابة غموض وإبهام..لذا هو غياب الليل يدخلنا قبل دخولنا فيه . ومطلوب منا أن نلون واقعا لا دهشة فيه ولا حضور له وأن نطلى على تغضّن وجهه المساحيق حتى يبدو كما بابا نويل ولا شئ آخر مطلوب من الفعل المبدع .. أما أن يجاوز راهنية الآن أو يبعثره خالقاً بهاء حضوره الخاص ومفارقته التكلس التى لا يكون بدونها ولا يسمىّ إبداعاً.. ذلك ليس فى دائرة الحظر فحسب .. بل جلّ حظيرة الإنتاج الإبداعى لا تجاهد به ولا فى أسرارهاإإإ وما أطلب_ حين أقول_ سوى بهاء ذاتى، هى لا تدين حتى تدان لكنها تعرج فى خاصها حتى سماوات البهاء الجميل ، هى ديمومة المعراج مفارقةً لما هو قائم تحلم بخلق البديل فى معراجها إذ تتشكل فى تدرجها التفصيلى .. تخرج من كينونة الأشياء فى تناثرها غير المنتظم ، خاصةُ بهاء المعراج هذى شئ من حضور يلامس أوتار الحس فى فراره من الحالة.. لايداهن ولا يرتجى ، لكنه يحرّك إيماءات السكون ، أحقاً يفعل؟ ممارسة الفعل الناقد- الابداع المستند على مقدمات معرفية تتجاوز دوائر السلطة/التكبيل، الحب فى دوائر التخلف والإسى الماسوشتى الامل الزائف ، وصولا لما هو يأس محض عما هو كائن ولو كانت النتيجة النهائية تملك الوعى أرجوحة الفن ، ودمار المبدع نهائياً .. أو فقدان حياته الخاصة عذوبتها وطعمها الليمونى ، ذلك طريق لكون لا أقول جديدا وإنما يحمل عناصر التجديد، ذاك محك ، يحتاج لغة وهامشاً / مناخ ، كيما ينداح ، لا يحتاج مؤسسات سجينة ذاتها ولكنه يستطيع أن يخلق آنئذ تواصله العام / تماهيه وفسيفساءالجمال طريق- حلم هذا الذى لا أملك غيره وكون ممزق هو لكون أن لا أنبياء أصفياء ولا أقطاب ركائز له ومن هنا هشاشته ، ومن إعتنقه قبلى كان محك الصبا والشباب وبعد قليل تماهى ومؤسسات الإستقرار- السلطة- النشر الخ..، وأصبح التجاوز مرحلة يمكن تجاوزها .. والآن جسدى شواء بلا توابل .. وما الذى يفعله دمى غير أن يواصل إنفجاره الخاص منتحراً يحاول الصفاء/الحضور جماله الحنين البهى لتواصله السرى مع ما يتناثر من بقايا الكون وتداعيه، آن يسقط كل بريق الدنا فى مواربة الطمأنينة المتفجرة ، هل غير العزلة/القطيعة من مستلزم خاص؟ فبدلاً من العزلة .. النتيجة هى الآن فى دمى طريق ، إتجاه لا يوارب ولكنه مدخل اول لخصوصية وصفاء الناتج الإبداعى .. ربما هو محو ذاكرة ما هو منتوج راهن ، نسف واضح وعمرى لإضاءة -لا إضافة- جديدة خلاّقة حقاً.. والعزلة طريق - إتجاه هى مدينة خاصة ((وعى بالتمدن)) ضد مدنية البداوة - إن جاز - ما يرتهن له فعلنا من بداوة على مستويات الحياة كافة يجعل المبدع متماهى ضمن زيف تصنّع المدينة مما يجعل المواهب تحبو- بمعنى عدم وصولها لكشفها الخاص -مهدرة ولا أثر لاجيال واجيال فى زحامها تضيع . { ومع إحتياج ما قلت لمعالجة تفصيلية } بيد أنى أصرخ فحسب - أصرخ من غيابى ضد هكذا زيف متمدن .. وهذه تفاصيل الغياب ، الليل، وإمتدادته الغائرة جراحاً لكل ضوء.. دعونى - أقول - فلا تمّدن ولا تحضّر وإنما تمظهرات الزيف ، ومن هنا نبدأ إن أردنا مسيرة التكوين.. غسق لا يبشّر بالصباح -أقول- أن اجاوز غسق الليل مبشراً بالرفض أمرٌ من اللا جدوى - أعى - ومساحات الرفض/الهامش أيضا تدخل ظل الإبداع ولا أدخل معها.. الهامش الآن سيرك متعدد الألوان والحركة ولا لون ولا حركة فيه.. وها هى أعوام تمضى ويتداخــــــل 1989 م ، وحدى مصطلياً بعشق يجاوز أمكانيتى ، محترقاً فى القصيدة شواءً مشتهى ، مدمراً بالوعى لا أحيد ومن أكون غير فراشة أغواها الضؤ فسقطت فى اللهيب.............
بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيتها النفس المطمئنة*إرجعى الى ربك راضية مرضية*وادخلى فى عبادى وادخلى جنتى. تنعى منظمة الحزب بهولندا ببالغ الحزن والاسى الأخ الفاضل موسى والتعزية موصولة لزملائه فى الحزب الشيوعى وقد كان الفقيد من الشباب الناشطين مــــــن أجل قضايا الوطن وهمومه . رحمه الله رحمة واسعة والّهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.
من الإرشيف تنشر الإنتفاضة بيان الحزب حول التحركات الإمريكية الذى صدر فى مارس2002
حزب البعث العربى الإشتراكى (السودان) بيان حول التحرك الامريكى تشهد المنطقة العربية هذه الأيام تحركات امريكية واسعة ونشطة، بهدف إنقاذ السفاح شارون والعنصرية الإسرائيلية المستبدة عن طريق ضرب العراق وإيقاف الإنتفاضة الفلسطينية الباسلة وفرض تســوية للصراع العــــربى الصهيونى . وذلك بدعـــــوى تحقيق السلام والإستقرار فى المنطقة . ولكنها فى الواقع تستهدف السيطرة على منابع البترول ، وحمايـــــة إسرائيل وتفوقــها العسكرى والإقتصادى . وتفكيك النظام العربى الإقليمى وكيانه القومى التاريخى. وهى نفس الاهداف التى ظلت العسكريــــــــــة الإسرائيلية تعمل على تحقيقها طول السنوات السابقة ، وعلى راسها إيقاف الإنتفاضة الأقصى وتفكيك وحدة قواها وتماســكها مع سلطتها الوطنية وإعادة السيطرة على مناطق الحكم الذاتى , وظلت تجد دعما امريكيا واسعا ومتواصلا . ولكنــها فشــلـت فى ذلك بفضل تماسك قوى الإنتفاضة والسلطة الفلسطينية , والدعم الواسع الذى وجدته من القوى الوطنية والقومية العربيــة وقوي السلام والديمقراطية فى البلدان الأخرى, وتجئ التحركات الامريكية الجارية الان لتحقيق ما فشلت فيه قوى العنصريــــة الإسرائيلية , إضافة الى ضرب العراق وإعادة ترتيب اوضاع المنطقة لخدمة المصالح الامريكية والصهيونية, ولكن هل يحقق ذلك السلام والإستقرار ؟ هل تنجح هذه التحركات فى تصــفية القضــية الفلـــسطيـنيـة والصراع العربى الصهيونى ؟ هل لا يزال العراق يمثل خطرا على إستقرار المنطقة بعد أكثر من عشر سنوات على تدميره ومحاصرته؟ هل تــنجح القـــوة الامــــريــكــية والاسرائيلية فى تصفية حركة التحرر القومى العربية واهدافها فى الديمقراطية والوحدة والنهضة ؟ الواقع أن الخطر الحقيقى يتمثل فى إسرائيل وسياساتها العدوانـــيـة والتوسعيـــة وفى الدعم غير المحدود الذى تجده من الولايات المتحدة الامريــــكيـة . واذا كانت الولايات المتحدة صادقة فى دعاواها حول سلام وإستقــرار المنطقة , فعليها إحترام مصالح وتطلعات شعـــوبهـــــــا والإعتراف بفشل إتفاقات مدريد واوسلو ىالعمل الفورى على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية حول الصراع العربى الصهيونى بما فى ذلك حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين الـــــى ديـــــارهم . إننا فى حزب البعث العربى الإشتراكى نستنفر كافة القوى الوطنية فى بلادنا والوطن العربى للعمل المشترك لدعم الإنتفـــاضــــة الفلسطينية وسلطتها الوطنية ولدعم الشعب العراقى الشقيق ضد المحاولات الهادفة لضربه وتدميره. وفى الوقت نفســـــــــــــه ندعو القوى الفلسطينية الى تـــمتين وحدتها وتماسكها ونــــــدعو القيادة العراقية الى إطلاق مبادرة جريئة من أجل اجــــــــراء مصالـحة عربية شـــــاملة تعـــيدها الى محـــيطها العربى والدولى ومصالـــــــحة وطنـــية عراقية ترتكز الى الخطوات التـــــى كانت قد اعلنتهـــا بعد نهاية الحرب العراقية الايرانـــــية وصولا لإشاعة الديموقراطيــــ ة وتمكين كل القوى الوطــــــنـــــيـة بعـــربها واكرادها وأقلياتها القومية من المشاركة الفعالـــــــــــة فى تقــــــــرير مصــــــير بـــــــلادهــــــا . وبذلك وحده تقطع الطريق على مخططـــات العدوان الامريـــــكى وتفتح البـــــاب لإستــــعادة التضامـــن العربى وتماســـــك النـظام الإقليمى العـربى وتنشيطه من اجل قضايا الامة العربية فى الديموقراطية والتحرر والوحدة والنهضة القومية الشاملة المكتب السياسى حزب البعث العربى الإشتراكــــى الخرطــــــــــوم 20/3/2002
فى أعدادنا القادمة ملفات الأزمة فى السودان (إتفاقيات السلام , والازمة فى دارفور) ورأى الحزب حول الازمة العراقية
|
|
|
|
|
|
|
|
|