|
اقراءو وافقهوا التاريخ مهم مقال بسيط لبدوى محمد بدوي
|
Mon Sep 13 15:21:45 2004 الطوفان لقد اصبح من المعروف ان مايجرى فى المنطقه العربيه باثرها سواء كان ذلك فى السودان او فى سوريا او فى العراق او فى فلسطين او غيرهم ليس سوى انعكاس للصراع العالمى الحالى والذى هو فى جانبه الذى يخص العرب مرتبط بكافه الازمات والمشاكل التى يعانى منها المجتمع العربى. وقد اثبتت الظروف الحاليه ان اكبر قاسم مشترك للازمه العربيه الحاليه هو التجزئه العربيه لذلك سنلاحظ انه لا و لن يوجد اى حل لمشاكل اى دوله عربيه بصوره منفرده ومهما اوتيت من امكانات طالما وجدت هذه الدوله فى المنطقه العربيه ومن يريد ان يغالط دعه يذكر لنا دوله عربيه واحده استطاعت ان تحل مشاكلها او انها فى مامن من التدخل الخارجى فى شئونها الداخليه وسواء كان حكامها عملاء ام وطنيين وسواء كانت غنيه ام فقيره كبيره الحجم ام صغيره تدعم الارهاب ام تكافحه. ليس هذا فحسب بل ان الامر نفسه ينطبق على العرب فى الغرب فمهما حاولت التملص من هويتك العربيه والاسلاميه وتملقت الخواجه واصبحت تمشى فى شوارع مدن الغرب لاصقا على جبهتك لافته كتب عليها لا للارهاب فان ذلك لن يجدييك نفعا طالما هنالك ظلم ونظره استعلائيه وهيمنه وردود افعال يقوم بها الناس كل حسب وعيه وايمانه وظروفه. لاشك انه عندما تكون هنالك امه مجزئه وضعيفه فان بعض افرادها قليلى الاصل يحاولون التبرا منها او على الاقل يخجلون من المجاهره بانتمائهم اليها ويسعون للانتماء لامه اخرى يعتقدون انها قويه وان هذا الانتماء يعطيهم ميزه ربما تخفف عنهم ضغوط نظره الاخريين اليهم لذلك تلاحظون ان بعض الشباب عندما يدخلون الى المقاهى والبارات فى الغرب يحاولون تحدث الانجليزيه باللكنه الاميريكيه واحيانا يجيبون انهم من امريكا عندما يسالون من اين انتم. لابد ان هذه الظاهره قد قلت الان لان الانتماء لامريكا الان اصبح اسوء من الانتماء لاى امه على الاطلاق. كما ان جزءا من اصحاب الانتماءت المزدوجه كلانتماء العربى الافريقى يركزون على انتماء دون غيره لكى يتجنبوا الانتماء العربى والادهى من ذلك ان البعض اصبح يفتش عن جذوره القبليه غير العربيه لكى يجعل قبيلته امه ودوله وقوميه ينتمى اليها متكئا على الخواجه لكى يخلصه من الاباده الجماعيه والاستعمار والعنصريه العربيه. الامر نفسه ينطبق على الحاكم العربى فهو ايضا ومهما كان عميلا او صديقا للامريكان ومهما قدم من تنازلات وحارب الارهاب لن يجد له مخرجا فمقوله البحر خلفكم والعدو امامكم يمكن ترجمتها امريكا خلفكم وشعوبكم امامكم والطوفان قادم فماذا انتم فاعلون. لماذا حكمتم هذه الشعوب لكل هذه الفتره واين هى شعاراتكم؟ كل ذلك كان من اجل السلطه فقط ؟ نعم. فالمثال واضح عندنا فى السودان فسعيه الجاد وراء السلطه لم يشفع له كمهندس وعقل مدبر حتى وصل تنظيمه اليها فرماه تلاميذه خارجها وسجنوه وجعلوا الفئران تدخل عليه او هكذا اشيع وفى سعيه مره اخرى وراء السلطه والانتقام لم يجد ما يمنعه من اذكاء نار الفتنه والحرب الاهليه بين البسطاء من ابناء غرب السودان يساعده فى ذلك الخواجه والذين يتملقونه كل حسب اجندته حتى اذا ما جاء البيضاوى هذه المره الى دارفور وجد الرفاق العائدون من عراق الاحتلال انفسهم مره اخرى محاصريين بالسؤال الى متى والى اين ستهربون. لم يعد هنالك مكان امن وانسان امن بسبب العنجهيه الامريكيه والجيوش المدججه والطائرات المشحوه بالبارود والطوفان يحدق بالمنطقه بل حدق بها لذلك تسجيل الموقف والثبات على المبدا افضل من التنصل من الشعارات ودفن الرؤوس فى الرمال الم تروا كيف صمد الرجال وكيف هم صامدون امام جحافل المحتليين فى العراق وكيف التزم الناس بالشعارات وكم هى التضحيات التى قدمت ومازالت تقدم حتى ينتهى الطوفان. الم تروا كيف يصمد الطفل الفلسطينى امام الاباتشى والدبابه. الم يسمع الناس بمقوله خالد بن الوليد انه خاض مائه معركه ومات فى فراشه. الم تلاحظوا كيف كان الحكيم امنا فى ايران عندما كان نظام صدام يطارده وكيف مات بعد ان زال شبح النظام فعاد فاتحا مع الجحافل الامريكيه الم تلاحظوا كيف غطى مذيع الجريزه المرحوم ماهر فتره الحرب فى العراق عندما كانت الافعى متعدده الرؤوس تقصف فى كل مكان من بغداد ثم عاد ليتوفاه الله فى حادث بقطر. بكلمات اخرى امريكا ودبباباتها والرزقاوى والمجاعات والحرب الاهليه والسيارات المفخخه والجوع والانفجارات والكراهيه والتجرييم تحاصرك من كل مكان ومهما كنت مقاوم ام عميل معتد بانتمائك ام ناكرا له تدين خطف الفرنسيين او تؤيده تذهب الى المسجد ام الديسكو تسكن فى دارفور ام فى الانبار فى فلسطين ام الكويت فى الرياض ام نيويورك فى بيروت ام لندن انه الشرق الاوسط الكبير فهل انت كبير ام صغير؟. عذرا السيد عبد البارى عطوان ليست هنالك خيارت سوى كانت معقده او بسيطه بل خيار واحد هو الطوفان. بدوى محمد بدوى
|
|
|
|
|
|