|
Re: بيت العزاء في مجدي النور الليله في بيت ناس خطاب حسن احمد (Re: Mohamed Ahmaed Olyesh)
|
مجدى النور
فاجأنى النهار
مكثت طويلا فى مقعد الانتظار قرب هذه الحديقة المتأججة الخضرة ولم أفلح فى اصطياد عصفور واحد
ولما انطفأ النهار ..عدت أدراجى الى مخبأ الرتابة ولم أنبس ببنت شفة
ولا بنت فكرة
كانت الامسية خاشعة او راجفة لا أدرى
ولكنها تاهت ..تو انبهارى بها بطريقة يشق على الاطياف ان تصفها كانت غارقة فى الظلمة وكثيفة التقاطيع
وفاجأنى الجمال
عرفتك يوم عرفت أن الشعر يمكن ان يكون مكتمل هكذا ، كاناء معدنى عتيق
أتذكر تلك الآنية التى نقشها الاشوريين ضمن تدوينهم للتاريخ؟
فى اسطورة جلجامش
وحدائق بابل المعلقة؟
الاناء مثل القلعة كل نقشة او استدارة منه
تنضوى على بطولة أو انتصار ما
ذلك كان خيالى ولم يكن حقيقة عشقك لكنى لم أكن أعرف أنه يمكن أن يتحول الى (أغنية) يرددها الطلاب فى الجامعات والاولاد فى المدارس عندما يحين موعد الطابور وتجىء الامهات بالرغيف الحار من الطوابين
انظر ماذا فعلت بالشعر اذن؟ جعلته مطرز ومنقوش كديباجة فارس اسطورى وثم هو طازج ومنعش كرغيف الصباح
كيف لم يجدوا لك اكسجين او أى عبير آخر فى أى أنبوب طبى ؟
فاجأنى الغبار
اذا كان هذا البلد بدوى الى حد الغبرة
والتاريخ بدوى الى حد ان يموت الشاعر بالنزيف
فلماذا لم يخبروك حتى يتضرب خيمة توهج فى صحراء الصحو
ويتركوا المركبات تقتات من لحم الفاجرين
بدل من أن يموت مئة ألف (نسمة) فى شخصك ويسكت هذا الهتاف الجميل
حدثتنى هذه المرأة الخرساء بلغة الاشارة انها تنتظر سائق التأمين الصحى كل صبح
ليحملها الى "الكشف الطبى" لمدة تتجاوز العشرين عاما
وهى لاتعمل وليس لها أسرة ولا تؤدى مهام تذكر فى منزلها
ولا تتطلع للعلاج فحالتها ميئوس منها ولكن "الدولة" ترعاها
وفاجأنى النحيب..
لم أحسدها ..ولكنى أعرف أنك كنت تستحق ذلك الانبوب كيف لم يفاجؤهم أى انبوب ملىء بالاكسجين لملأوا به صدرك ذلك النهار
فاجأنى الذهول .......
على الاقل فى تلك الساعة التى كنت تصنع فيها القصص المضحكة
لتشجع "عاطف خيرى" وتقول له: أنقلونى اذن لأموت فى بحرى .."احسن الواحد يموت فى بحرى"
...... فاجأنى النشيج لا يجب أن يموت الشخص اصلا لا فى بحرى ولا فى قبلى.. أين هو هذا الحسن؟
فبعدما يموت الشخص ..يموت
ائتونى بكل التسابيح والمراسم والمآتم وستجدون انه يموت بكل دموع الاصدقاء حتى وقد افترعت لنفسها مجرى وكانت بحرا ستجدون ان الشخص "يموت"
ائتونى بكل قصائد النعى ..وكلمات الذكرى الثانية أو الذكرى العاشرة لرحيل الشخص
وستعرفون انه "مات" ياللحزن يا مجدى النور ..
مالذى يحرق كبدى فيك؟ مالذى يبكينى حتى العظم عليك؟ ماهذا اللهب المندلع بقلبى؟ ما شوب حزنى غيظا؟ ولماذا يؤسفنى ..وكثيرا جدا أن أرثيك؟ ........ لعله ذلك "الانبوب" الذى" لم يجدوه". حقا؟ لم يجدوا الانبوب؟ ...
حسنا اذن فقد مضيت سيتذكرك الشعر كما تتذكر تلك الآنية أبطال الأساطير الخالدة .... وفاجأنى النحيب دعك من الشعراء ماذا سيقول الشعر؟
البركة فى الجميع
وسنباشر الاتصال بكم تليفونيا ...
| |
|
|
|
|