دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
short story
|
بلعام بن باعوراء* كان طفلا غريبا ، منذ مولده الذي لا ليته كان ، يتخذ لون الفراش الذي ينام عليه كالحرباء . هذا الشي الذي افزع أمه كثيرا وأوجست خيفة ، توالت المصائب والكوارث علي البلده، غرق المركب الذي يقل القرويين الي البر الشرقي ،فجعت القريه في نفر غير قليل من أهلها ، كان من بين الضحايا والد الغلام ،الذي حملته أمه الي الشيخ ود المبارك في ام ضوبان . قال الشيخ ود المبارك وهو يرمق الطفل في هلع هذا الغلام ملعون ، يوم ولد ولد الشيطان معه ،أنه سيجلب التعاسة لكل اهل هذه البلاد . عندما كبر هذا الغلام شاهده بعض الاطفال وهو يلعب مع الافاعي والعقارب التي تعج بها المنطقة دون ان تؤذيه ... كيف تفعل ذلك ؟وهو لايقل عنها اضرارا واذيه ،ماتت امه عند بلوغه السادسة في ظروف غامضة ، أنهار علي رأسها عرق الخشب من سقف السقيفه التي كانت تنام تحتها ، هشم العرق الثقيل رأسها ، كان الغلام يلعب علي السقف آنذاك ، أزاح بنفسه العرق الثقيل فأنهار السقف الثقيل علي أمه النائمه ،ماتت الام المسكينه وذهب سر موتها معها .. أخذته جدته التعيسه بعد ذلك ليتعلم القرأن فى خلوة الشيخ التوم لم تمضى شهور على انتظام هذا الغلام فى الكتاب حتى توفى حاج التوم غرقا فى النيل..كان هناك سر وراء موته الغامض،لم يعرفه اهل البلدة..كان حاج التوم يتجول خلف زرائب البقر فوجد هذا الغلام واقرانه يمارسون افعال مشينة،غضب الرجل غضبا شديداوزجرهم جمعا واتى بهم صباحا إلى الخلوة ونصبت لهم الفلقة التى جعلت اقدامهم الصغيرة تدمى وتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الامور ان هم عادو لعمل قوم لوط مرة اخرى..اتعظ الجميع ماعدا الغلام الذى اضمر حقدا اسودا مدمرا للشيخ وفى ذات مساء كان الشيخ يجلس على حافة النهر ليتوضاء،اقترب منه ظل صغير،التفت الرجل بعدم اكتراث ظنا منه ان الغلام حضر ليغسل لوحه من المداد فى النهر..اندفع الغلام ودفع الرجل فى النهر،غاب الشيخ تحت الماء..بعد ثلاثة ايام انتشل الرجال الجثة التى طفت على الماء،لم يعرف احد تفسيرا لنظرة الغضب الممزوج بالدهشة التى كانت ترتسم على وجه المغدور ولم تفلح المياه فى طمس معالمها..رحل حاج التوم ومضى سره معه ******* مضت السنين تباعا،كان لهذا الغلام الفذ شان آخر فى مدارس التعليم النظامى،لم يكن يبذه شانا محمود،كان يفوقه فى التحصيل العلمى وحب المعلمين له،لم يرض ذلك الغلام الشرير،عندما ارخى الليل سدوله احضر الغلام عقرب جبلى اسود ودسه فى درج الطالب النجيب واختبئت العقرب بين الكتب،فى الصباح لغت العقرب محمود،التلميذ الذكى ولم تسعفه الادوية البلدية ولا مجهودات بصير القرية ومات مأسوفا على شبابه الغض وحكمته المتجلية،احرق موته الفاجع فؤاد ابيه المسكين وابيضت عيناه حزنا عليه ومات لاحقا اسفا على ولده الضحية،رحل محمود ولم يجلو احد سر موته الغريب!! *******
ظل الغلام يشق طريقه فى الحياة بهذا الأسلوب المتفرد..فى المدارس وجد هناك اقران أقوياء لا يمكن قهرهم بالقوة،اخذ الغلام يتفنن بكل الاعيبه البهلوانية فى التعايش مع هؤلاء،كان ينسج الفتن والدسائس بينهم. مضت السنين تباعا،تجاوز الغلام المرحلة الثانوية وغدا شابا حصيفا لبقا يجيد صنعة الكلام وتمكن من الالتحاق بالجامعة الوحيدة فى البلاد،فى الجامع ظهرت معادلات جديدة،الحب والزواج،كان له صديق واحد..عباس،احب عباس ابنة رجل عظيم فى ام درمان،ظلت الفتاة تبادله حب بحب ،اخذ عباس صديقه الغريب الى منزل فتاته الفخم عدة مرات وعرفه باهلها وليته لم يفعل ذلك!!..كان الرجل يدبر امرا،سعى فى بذر بذور الفتنة بين صديقه ووالد الفتاة وبمعسول الكلام وسعة الحيلة تمكن من الظفر بالفتاة وخطبها لنفسه رغم انه شق طريقه الى هذه الاسرة المرموقة عن طريق صديقه المكلوم عباس،الذى توارى بعيدا يحسوا جراح قلبه النازف ويبكى ايام الخل الوفى الذى غدى من المستحيلات ****** ومضت السنين وبدا نجم الرجل يسطع فى الاوساط السياسية واصبح يشار اليه بالبنان،تبؤ الكثير من المناصب الحساسة الواحد تلو الاخر على الرغم من تعاقب الحكومات على البلاد وتغيير اشكالها والوانها،فهو كالحرباء تماما يتلون كيفما يشاء ويعزى ذلك لانه يعرف من اين تؤكل الكتف ويؤمن بان السياسة لعبة قذرة يجب التلوث بها دائما. بدات دائرة الاضرار التى يسببها هذا الرجل الفريد تتسع وتتسع حتى شملت البلاد الله كلها وصدقت نبؤة الشيخ ود المبارك الذى قال:"ان هذا الغلام ملعون سيجلب التعاسة لكل اهل البلد وعندما ولد الشيطان معه " ********
* رجل من بنى إسرائيل نزلت فيه الآيات في سورة الأعراف(175)،(176)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Short Story (Re: Wadmirghani)
|
عادل امين ... قرات كل كتاباتك... كاتب جاد ومثابر ... خيالك خصيب لكن منطقك العلمى اخصب.. احييك... واعجب بلغتك السلسة وطريقة رويك للحدوتة..تجعلها تبدو كاحداث حقيقية تروى فى عمود الجريمة بالصحيفة اليومية... هذا سحر.
تمسك بابداعك... حتى حافة المستحيل... سنقرا لك!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: adil amin)
|
الكاتب عادل امين من ارض غير ارض الوطن لعل الصورة سيدي واضحة وضوح كلماتك و طريقتك في الرواية و لو انك قلت ان هذا الغلام هو الشيطان نفسه لما وفيته حقه سيدي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: noha_g)
|
الأخ عادل تحياتى لو لم تقل إن الغلام غدا شابا حصيفا لبقا يجيد صنعة الكلام وتمكن من الإلتحاق بالجامعة الوحيدة لقلت لك إنه جعفر نميرى أو عمر البشير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: مارد)
|
الاخ عادل يدهشني هذا التماسك في السرد والرمزية الفاضحة او لنقل الترميز بما يشبه الإفصاح.....شكرا لك ولنجاة شقيقتي التي لم تلدها أمي وهكذا أحسها.
الأخ مارد كيفك يا إبن عمي...ألم أقل لك إنها الرمزية التي تكشف المستور....فأكاد أرى تلك البسمة الثعلبية بين السطور وتلك الضحكة البلا سبب....عرفته ولا أديك خيارات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: مارد)
|
الاخ عادل امين ـ فعلا كما قالت عنك تماضر ـ وناسف اذا قراءك البعض بخلفيه سياسية .. تحصل فى ارقى الادب ـ
اخوك عماد براكة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: Abomihyar)
|
سلام جميعا عادل يكتب منذ سنوات وله عدد من الروايات منشورة منذ سنوات ولكن كعادتنا نتجاهل كتابنا ولا نسلط عليهم الضؤ ولكن نشكر بكرى الذى أتاح له هذه الفرصة حتى يقرأه عدد مستنير مثلكم ولا ادرى اين ذهب من المفترض ان يرى ما كتبتبونه عنه و يرد عليه فاعزروه لانه يتلمس خطواته فى هذا العالم وشكرا لكم جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: masarat)
|
شكرا اخى بكرى على اتاحتك الفرصة لأخى عادل ان يطل من نافذتك من الصعب التحدث عن شخص قريب لك فما بال اذا كان هذا الشخص هو شقيقيك عادل اخى عازف جيتار ممتاز و رسام و كاتب ذو اخيلة وثابة ضل طريقه الى كلية العلوم... كتاباته تضج بشخصيات أثرت و اثرت على عوالم طفولتنا الرحبة التى قضيناها متنقلين مع والدى المعلم من الدلنج الى الخرطوم الى لبنان حيث بدانا درستنا هناك و شندى المعهد ثم بخت الرضاء ثم الدامر و بربر و بينها فى العطلات كنا نشد الرحال الى قريتنا الوادعة فى الشمالية التى حسبها من الحضارة مدرسة ابتدائية و شفخانة وكانت عطبرة هى المحطة الدائمة نعش فيها عندما ينقل ابى الى مكان لا يمكن ان يصحبنا له.. فكونت الداخلة وعينا بالكون و الاشياء احببنا جيراننا و احبونا غالبية هذه الشخصيات التى يكتب عنها هى شخصيات حقيقية و الجدة الحرم هى كانت جدتنا المفضلة وهى خالة ابى و لا اولاد لها و لذلك كان بيتها هو ملاذنا خاصة عندما نهرب بعد فعل يراه الكبار فى البيت الكبير انه يوجب العقاب كنا نذهب اليها و نستجير بها و يسقط ذلك العقاب رغم انف امى وجدتى بت حسين و كان اجمل وقت نقضيه معها هو الليل فكانت تحكى لنا و تحجينا دون كلل او ملل و تعيد الحجوة التى تعجبنا مرات عديدة فى نفس الليلة و اذا اغفلت شئ يقوم عادل بتصحيحها بالحاح يفسد علينا تسلسل القصة و لكم كان يغيظنى ذلك... وكذلك على ولد فرحين كان من اصدقاء الطفولة لعبنا معه البلى و سكت بكت و تشاجرنا معه كثيرا و ضربنا و ضربناه فجعنا بخبر غرقه عندما كنا فى المتوسطة وكثير من الشخصيات التى احيانا تجلب الدموع الى عينى او تضحكنى فى آخر سنوت الثمانين ذهب عادل لى البلد ليزور الحرم و لم تتعرف عليه و بكى عادل الرقيق لان الكبر قد بلغ بها مبلغ ينسيها له وماتت الحرم فى عطبرة فى بداية التسعينيات و ها هو عادل يعيدها لى الحياة بقصصه عنها اللهم ارحمها بقدر ما احبتنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: adil amin)
|
لا يا تماضر
فمسارات هى أختك الدكتورة نجاة محمود وعمها صلاح عوض الله وأخوها عادل أمين وهى تحضر الدكتوراة فى ماليزيا واسم رسالتها مسارات فأنعم بها من أخت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: short story (Re: adil amin)
|
كلت مبانى ما اقول عن الذى ارمى الى معناه او اثباته قلت المعانى فى عظيم بنائها كل يرى قولى على مرآته ان الذى يلقى الهناء بجيرتى ينجو وينجى اهله بنجاته
| |
|
|
|
|
|
|
|