هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 07:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل محمود احمد الامين(adil amin)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2006, 03:29 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي

    الانقاذ في تصفيات الدور قبل النهائي للقوي السياسية السودانية
    2006/06/27

    د. عبدالوهاب الافندي
    بعد توقيع اتفاق نيفاشا للسلام في الجنوب في كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، علق البعض بأن احتفالات ثورة الإنقاذ الوطني في السودان بعيدها السادس عشر في الثلاثين من حزيران (يونيو) الماضي قد يكون الأخير. فقد تغيرت الأمور، واتجهت البلاد إلي تشكيل ما سمي بحكومة الوحدة الوطنية، مما يعني أن عهد الإنقاذ قد انتهي عملياً وحل محله عهد جديد. ولكن حكومة الإنقاذ الوطني لم تسمع بهذا التحليل علي ما يبدو، حيث ظلت ترتب لاحتفالاتها، وتعتبر الحقبة الحالية امتداداً لعهد الإنقاذ وتتويجاً له.
    مهما يكن فإن الإنقاذ قد دخلت التاريخ السوداني كأحد المكونات المحورية لهذا التاريخ، وطبعت حقبة كاملة بطابعها، بحيث لم يعد من الممكن تجاوزها أو التغاضي عن أثرها. وحتي لو انقضي عهدها فإن آثارها ومخلفاتها ستظل تعمل في الجسم السياسي السوداني لعقود قادمة، سلباً وإيجاباً. وهي في هذا تشبه فترات سابقة من التاريخ الوطني تقارن بها، مثل الحقبة المايوية (نسبة إلي ثورة مايو عام 1969 التي جاءت بالرئيس جعفر النميري للسلطة) والحقبة المهدية. وقد كان حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي قامت علي يده الدولة المهدية وسقطت أطول فترة حكم وطني (أربعة عشر عاماً) حتي عهد الرئيس النميري (16 عاماً)، وقد تجاوزت فترة الإنقاذ كليهما في الطول وزادت عليهما في عمق الأثر والاجتهاد في تغيير وجه البلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. ولهذا لا يمكن المرور علي ذكري بداية هذه الحقبة مرور الكرام، حتي وإن كان المقام مقام تأبين كما يري البعض.
    وكنا قد استننا سنة منذ العام الأول لثورة الإنقاذ، وهي أننا كنا نتخذ ذكري الثلاثين من حزيران (يونيو) مناسبة لتقديم جرد حساب يتحري الإنصاف في تسجيل ما لها وما عليها. وإذا كان تقييمنا كما ذكرنا يتحري دائماً الموضوعية، حيث أنه لا فائدة ترجي من الغش والتدليس، إلا أن الإطار الذي كان يتم فيه التقييم، والزاوية التي ننظر فيها للقضايا، كان لا بد أن تعبر عن نظرتنا الذاتية للأمور. ففي الحقبة الأولي (وحتي صدور كتابنا الثورة والإصلاح السياسي في السودان عام 1995) كان يحدو تعليقاتنا بعض الأمل في أن تحقق التجربة الآمال التي علقها بعض الإسلاميين عليها، والتي تتمثل في إنجاز نظام سياسي جديد يحقق تطلعات الأمة في النهضة والحرية، وينقل قيم الإسلام من صدور المؤمنين إلي واقع الحياة، وآمال الشعوب وأحلامها من العقول والقلوب إلي عالم التشكل والتجسد. ولأن هذه هي تطلعات الأغلبية، فإن إبداع هذا النموذج كان حرياً بأن يوحد بين الديمقراطية واحترام القيم العليا للشعوب، بخلاف تجارب الحركات القومية واليسارية التي كانت تتحري تحقيق نفس الأهداف في النهضة والعزة والاستقلال، ولكنها كانت تواجه باصطدام مقولتها مع عقائد ورؤي الأغلبية.
    في الحقبة التالية كان الإشفاق من سقوط التجربة أخذ يتغلب علي الأمل في نجاحها، ثم أعقبت ذلك حقبة تميزت باليأس من أن تحقق التجربة الحد الأدني المطلوب، وهو ألا تصبح وبالاً علي أصحابها أولاً، وعلي السودان ثانياً وعلي الأمة العربية والإسلامية ثالثاً.
    ولعل الطريف أن حقبة اليأس المذكورة من صلاح الأمر تطابقت علي ما يبدو مع سلسلة من مظاهر النجاح المضطرد، بدأت في عام 1997 بصد أكبر هجوم عسكري مدعوم من الخارج، وإبرام اتفاقية الخرطوم مع عدد من فصائل التمرد في الجنوب، ثم استئناف مفاوضات الإيقاد حول الحرب في الجنوب. أعقب ذلك في العام التالي تحول هام في البيئة الخارجية المعادية عبر تحقيق تقارب مع إثيوبيا ودول أخري منها مصر. ثم جاء عام 1999 الذي شهد تدفق النفط رغم الحصار الدولي والمصالحة مع حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي، ثم عام 2000 الذي شهد التقارب مع الولايات المتحدة التي دخلت في العام التالي لأول مرة بقوة كوسيط في الحرب الأهلية بعد أن كانت أشبه بطرف فيها. وتوجت كل هذه التحركات باتفاق مشاكوس ثم اتفاقات نيفاشا اللذين أنهيا حرب الجنـــوب الطويلة.
    صحيح أن نفس الفترة شهدت عوامل اضطراب، أبرزها الانشقاقات داخل الحكم، واستمرار النظرة السلبية للحكم داخلياً وخارجياً، والخلافات مع بعض الحلفاء من الشمال والجنوب. ولكن حتي هنا فإن النظام كان كثيراً ما يوظف هذه السلبيات لصالحه. فالإنشقاق داخل الحكم مثلاً لعب دوراً محورياً في إقناع دول مثل مصر والولايات المتحدة بدعم الجناح المتغلب في الصراع باعتباره الأكثر اعتدالاً. وفي نفس الوقت فإن الحكم كان دائماً ينجح في استقطاب عناصر جديدة من قوي المعارضة، واستقطاب المزيد من الدعم أو علي الأقل تخفيف المعارضة الخارجية. وعليه يمكن أن يقال ان رصيد النظام الإيجابي ظل في تصاعد مضطرد، علي الأقل حتي وقوع طامة دارفور، وتحديداً في الفترة التي أشرنا إلي أنها بعثت اليأس في النفوس من أي صلاح محتمل لحال النظام. ألا يعتبر هذا تقييماً ذاتياً لا صلة له بالواقع؟
    هناك جزء من الصحة في هذا التوصيف، لأننا بالفعل نستخدم معايير للنجاح ذات بعد أخلاقي. فمن المنطلق الذي ننطلق منه، لا يعتبر النجاح في الاحتفاظ بالسلطة، وإضعاف المعارضة، وحتي تحقيق منجزات اقتصادية وتنموية هو المعيار المقبول. ذلك أن هناك أنظمة عربية كثيرة، خاصة في دول الخليج مثلاً، ظلت السلطة فيها في يد نظام واحد لأكثر من قرن، وتحقق فيها ازدهار اقتصادي غير مسبوق، وسادت في بعضها أحكام الشريعة الإسلامية في كثير من نواحي الحياة. ومع ذلك لا تعتبر هذه الأنظمة نموذجاً يتسابق الإسلاميون (ومن باب أولي خصومهم) بالتحجج به أو اتخاذه قدوة، بل إن أكثرهم يتبرأ منه ويستنكره. ذلك أن معيار شرعية كل حكم، والضمانة الأوحد لمستقبله هي سنده الأخلاقي من رضا الناس القائم علي الاقتناع وعلي احترام القيم المشتركة، وليس علي الابتزاز أو الترهيب. ولا تعتبر القدرة علي الاستمرار، ولا حتي كون الوضع هو الأقدر علي دفع الأحوال باتجاه التقدم، هي المعيار هنا، وإلا لكان الاستعمار من المرشحين لشروط الشرعية. فالاستعمار كان قادراً علي الاستمرار في حكم البلاد بقوة الحديد والنار لقرون في بعض الأحيان، كما أنه حقق بلا جدال للبلاد التي أناخ عليها تقدماً لا ينكر في كل المجالات من تعليم وصحة وصناعة وتطوير سياسي. ولكن قلة فقط هي التي تستبشر اليوم بالاحتلال الأمريكي للعراق رغم أن الاحتلال يعد العراقيين بالمن والسلوي والديمقراطية والتقدم. وبالمثل فإن الأنظمة العسكرية السابقة في السودان مثل نظام الفريق إبراهيم عبود ونظام النميري حققت في عهدها إنجازات اقتصادية واجتماعية ملموسة دون أن يساعد هذا في اكتسابها الشرعية أو يزيد من شعبيتها، ببساطة لأن الناس ليسوا سوائم لا تطلب من الحكومة سوي المأكل والمشرب. هذا مع العلم بأن الحكومة الحالية قصرت تقصيراً كبيراً في توفير هذه الأولويات بيسر للغالبية الساحقة، بينما أغدقت علي القلة المحظوظة من المقربين، وهو ما يكفي في حد ذاته للقدح في شرعية أي نظام.
    ولكننا كما أسلفنا لا نركز علي هذه الجزئيات، مثلما أننا لا نري أن المسألة هي مسألة البقاء في الحكم بأي ثمن، أو تحقيق هذه المنافع أو تلك لقلة أو كثرة. فقضية الفساد وقارعة دارفور وغيرها من الكبائر هي عرض لمرض هو فقدان البوصلة الأخلاقية، وفصم العلاقة بين الإدارة من جهة، وبين الأخلاق والسياسية من جهة أخري. فكما أن فصل الدين عن السياسة (ولا أقول عن الدولة، فذاك مبحث آخر) يعني أن تدار أمور السياسة بدون التفات لشرائع السماء وأحياناُ في تناقض معها، فإن فصل الأخلاق عن السياسة حسب نصيحة ماكيافيلي يعني ممارسة السلطة من أجل السلطة بدون الالتفات إلي أي مبادئ أو قيم. وكثيراً ما يبرر لهذا، كما هو حال كل الدكتاتوريات، بالإشارة إلي قيم عليا تخدم بطريقة غير مباشرة، كأن يقال أن الدفاع عن النظام الثوري أو الإسلامي أو الإشتراكي مقدم علي التقيد بالقيم التي ينادي بها ذلك النظام في مرحلة معينة، وهي مرحلة غالباً ما تمتد عمر النظام كما حدث في الاتحاد السوفيتي وفي كل الدكتاتوريات العربية من قومية ويسارية وحتي ليبرالية.
    خلاصة القول أننا كنا ولا زلنا نري أن هذا طريق تهلكة في الدين والدنيا، ليس لأننا نزعم لأنفسنا مقاماً من المثالية والتطهرية فوق الآخرين يربأ بنا عن الولوغ في الفساد والنفاق وخداع الذات، بل لأننا واقعيون جداً نري أن هذا الطريق هو أقصر الطرق للسقوط في الدنيا قبل الآخرة، وفي ميدان تنازع السلطة قبل ميدان الأخلاق والمثل. وكما ظللت أردد دائماً، فإنه لا يوجد في الدنيا انقسام بين الواقعيين والمثاليين، بل التباين هو بين واقعيين عقلاء وآخرين يفشلون في تقدير الأمور حق قدرها. وكثيراً ما نجد أعلي المتطرفين صوتاً هم أسرعهم إلي بيع القضية، كما رأينا من أكثر من نظام عربي ثوري صار يستجدي الامبريالية وهو راكع، وهناك يساريون أصبحوا يتفوقون علي اليمين المتطرف في ولائهم لأمريكا، وقس علي ذلك. فالاعتدال في المسير هو المفتاح لبلوغ الهدف بأسرع الطرق، والتزام الأخلاق والقيم هو أكثر الحلول واقعية.
    من هنا فإننا نري ـ والله أعلم ـ أن نظام الإنقاذ الحالي يلعب في الزمن الضائع في تصفيات دوري السياسة السودانية، بعد أن ربح نقاطاً كثيرة وخسر نقاطاً أكثر. فهو خسر عباءته الإسلامية، وخسر دعاواه الوطنية، وتقلص إلي مزعم واحد، هو ادعاء قلة معزولة أنها الأحق باحتكار السلطة والثروة في البلاد، واستخدام هذا الاحتكار في إفساد السياسة السودانية عبر الرشوة والابتزاز، وتفتيت قوي المعارضة حتي لا تصبح في البلاد سياسة سوي سياسة المصلحة النفعية الضيقة وسياسة الخوف والإرهاب. ولا شك أن من ينتهج هذا النهج واهم خاسر لا محالة، ليس فقط لأن في السماء رباً لم يرض هذا نهجاً فضلاً عن أن يأمر به، بل كذلك لأن هناك أربابا أرضيين عندهم من المال ومن وسائل الردع ما هو أكبر، وهم يوجهون كل ذلك ضد من ظنوا أنهم احتكروا المال والسلطة في بلد ما يزال من أفقر بلدان الكون وأضعفها.
    9


    نقلا عن القدس العربي
                  

06-29-2006, 01:06 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    انقلاب عبود كان نتيجة لاساءةاستخدام الديموقراطية من ادعياءها
    انقلاب نميرى كان نتيجة لاساءة استخدام الديموقراطية من قبل ادعياءها
    انقلاب البشير كان جريمة مع سبق الاصرار واالترصد من قبل رموز الجبهة الوطنيةلاجهاض مبادرة السلام السودانية والمؤتمر الوطني الدستوري المزمع في30 يوليو1989

    ولن يجدي ابدا الالتفاف حول الامور
    والخلل ليس في ايدولجية الاخوان المسلمين الوافدة بل الخلل في المنهج والسلوك الذي تعتمده
    فهى تجعل الشخص مختل الوعي والشعور..ويرتكب افظع الجرائم القتل تحديدا ويشجب الجرائم العادية الخمر والممارسات الجنسية..وتعتقد ان العالم ماخور كبير ويبدا اصلاحه بالمحاكم والشرطة الشعبية والسوط كاذناب البقر ولازالت هذه الخرافة ممتدة الي اليوم(الصومال) وقابلة للاستمرار في اي بلد يتسلل فيها الاسلاميين الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا الي مقاعد الحكم
    وتجربة الاسلاميين كانت كافية مع نميري وكان يجب تجاوزها منذ ذلك الحين
    والكيزان كيزان وكلهم تلاميذ الترابي سواء كانو في السلطة او في المعارضة..في المركز(الخرطوم) او الهامش (دار فور)..يهلكون الحرث والنسل ويحسبون انهم يحسنون صنعا
    ويمتازون ب
    1- الكذب..وهذا اضحي يعرفه القاصى والداني بعد ان انشرخت حكومتهم الي ظل ذي ثلاث شعب
    2- الفجور في الخصومة وهذا شرد اهلنا في دارفور(حرب الفجار) والبسوس وداحس والغبراء
    3- ونكث العهود بالالتفاف حول نيفاشا وغمط ابناء الجنوب حقهم
    وهذه الصفات الثلاث صفات المنافق حتي يدعها
    وما ينقص الاخوان المسلمين ليس في السودان فقط بل عبر العالم من المحيط الى المحيط وهو التواضع ومراجعة النفس والتصالح مع الشعوب

    وقد ادرجت هذا التعقيب هنا لاني اعرف ان صحيفة القدس العربي وكتابها المقدسون الذين يحملون كل صفات الطاووس ما عدا جماله و قد اقسموا ان لايدخلها عليهم مسكين
    وليس هناك واقعية او تفكير واقعى لدا الاخوان المسلمين فقط قصم ظهرهم النظام العالمي الجديد..لانهم اصلا متسللون من المرحلة السابقة وكانو ادوات الحرب الباردة واستخدمتهم امريكا كورق التوليت واليوم تتخلص منهم بالطائرة ب52
    اما اللذين ينعبون بالديموقراطية في السودان.. فالديموقراطية وعي وسلوك ولازالت تبعد الاف السنوات الضوئية عن المنطقة والسودان...لانها تحتاج لمجتمع مدني وثقافة مجتمع مدني مازالت غائبة حتي في هذا المنبر الحر من انصاف المثقفين والسياسيين والاكاديميين

    (عدل بواسطة adil amin on 06-29-2006, 01:59 AM)

                  

06-29-2006, 02:11 AM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    تحياتي يا عادل امين
                  

06-29-2006, 03:50 AM

msd


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: doma)

    *****
                  

07-03-2006, 03:18 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    الاخت دوما
    تحية طيبة وبعد
    ومن المؤسف والمؤسف جدا...عجز الاكاديميين المؤدلجين على قراءة النظام العالمي الجديد قراءة علمية صحيحة...ماذا يعني ان يدين الافندي اخوانه في الدين ناس المؤتمر ويمجد بشكل موارب الامام وصهره معارضة السودان القديم ..كانهما ليس لهم دور ابدا في مسلسل الصعود الي الهاوية الذى بدا منذ الاستقلال...وكلاهما يسعيان لتلميع نفسهما(الجبهة الوطنية2006) لمرحلة ما بعد الانقاذ،لانهما يعتقدان انهما يحكمان شعب بلا ذاكرة ...في ظل تغييب كامل للنخب السودانية الجيدة والقوى الديموقراطية الحقيقية التي تتبلور تدريجيا في رحم الغيب..فقط لا تعرب عن نفسها كغيراها في الميديا العربية والعالمية..كما يفعل الافندي ورهطه
    الذى يجب ان يعرفه الافندي الكوز السابق ان ايدولجية الاخوان المسلمين انتهت ولن يجدي الترويج لها في مصر او غير مصر في دول العربية المغيبة الشعوب..ولم تعد التجارة بالدين جاذبة....
    هناك نظام عالمي جديد بدا من صربيا في قلب اوروبا وطاغيتها الهالك ميلازوفتش ثم مرت بطالبان ثم العراق ...تشكل العصا والجذرة الامريكيةاداة التغيير في المنطقة ونحن لا نكتب هذامن باب التمجيد كما يتصور السذج من ابناء شعبنا بل لانه امر واقع....وهناك اكثر من خارطة طريق في المنطقة يجب ان تنتهي بدولة مدنية ديموقراطية فدرالية ..هناك دول العصا ودول الجذرة وهناك دول الجذرة التي خلفها عصا(السودان)... والعاقل من دان نفسا قبل ان يدان وتصالح مع الشعب ... وسعى بحدية للتحول الديموقراطي وعيا وسلوكا
    امرت لهم امري بمنعرح اللوا فلم يستبينو النصح يي الا في ضحى الغد
    ****************
    نحن في انتظار كاديما السودان االجديد
    الاتحادي الديموقراطي+الحركة الشعبية+ المستقلين(القوى الديموقراطية الحقيقية)= السودان الحقيقى
                  

07-03-2006, 03:53 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    الاخ/ عادل امين

    عسى ان يكون المقال ادناه خادما للغرض


    Quote: عن الاسلاميين ومعضلة البؤس الفكري

    GMT 5:24:05 2002 الثلائاء 19 نوفمبر




    --------------------------------------------------------------------------------


    د. عبدالوهاب الافندي



    عندما كنت أعد رسالة الدكتوراه عن الحركة الاسلامية في

    السودان قبل سنوات اجريت مقابلات عديدة مع الشخصيات

    التاريخية في الحركة. وكان من ضمن من استجوبتهم احد مفكري الحركة استوقفتني احدي ملاحظاته عن

    سلوك الاعضاء الجدد في الحركة، حيث روي ان الشخص بمجرد ان ينضم الي الحركة كان يقلع عن لعب

    كرة القدم وعن سماع الموسيقي والغناء.

    وبحسب هذا العضو فانه لم تكن هناك اي توجيهات او تعليمات من القيادة بهذا الشأن، كما لم تكن

    هناك اي مناقشة حول هذه الامور، بل كان هناك شعور شبه غريزي بان مثل هذه الامور لا تليق بالعضو

    النشط في الحركة الاسلامية.

    تذكرت هذه الملاحظة وأنا اقرأ باهتمام بالغ مداخلة الكاتب المغربي منتصر حمادة في هذه الصحيفة

    (استحالة التأسلم الفكري) القدس العربي 16/11/2002 ـ والتي اثبت فيها رأيه حول ما وصفه

    باستحالة المصالحة بين الفكر الاسلامي مع الفكر والثقافة والابداع. (هناك تناقض منطقي ولغوي في

    هذه المقولة، تنتج عن اثبات الفكر ونفيه عن الاسلاميين في نفس الجملة، ولكننا نتغاضي عن هذا

    الان).. وتعتبر الملاحظات التي اوردها حمادة علي قدر كبير من الاهمية، بحيث يجب ان تستحوذ علي

    اهتمام الاسلاميين قبل غيرهم.

    حمادة استند في مداخلته علي حقائق يصعب الجدال فيها، ومنها غياب الاسلاميين عن حقول الفكر

    الجاد، وعن الانتاج الثقافي الابداعي، وخلو منابر الاسلاميين من صحف وغيرها من اي مضمون فكري

    متعمق، او انتاج ثقافي ذي وزن، ما عدا مداخلات هامشية يقصد بها رفع العتب. ويضيف حمادة ان

    ا%
                      

07-03-2006, 12:19 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    الأستاذ عادل أمين،

    الشكر لك على هذا البوست الهام.

    منذ نهاية أكتوبر 1964 ، بدأ المشروع السياسي الديني في السودان يستبدل قايادته التقليدية(حزب الأمة)، بقيادة جديدة تمثلت في الأخوان المسلمين الذين كانوا أفضل مقدرات على طرح الإسلام السياسي في السودان من سلفهم.

    غير أن تجربة الأخوان قد تعثرت عدة مرات بفضل برجماتية قائدهم التاريخي حسن الترابي. ونفس هذا التفكير البرجوازي الصغير المتعجل لاستلام السلطة هو الذي وضع التجربة كلها أخيرا في التابوت بإحداث إنقلاب 30 يونيو 1989 .

    اللقاء الأخير بين المهدي (حزب الأمة) والترابي (الحركة الإسلامية) هو محاولة لإعادت عقارب الساعة إلى الوراء وتجديد التحلف القديم الذي إنتظم ضد حكومة سر الختم الثورية عقب ثورة أكتوبر. ذلك التحالف الذي أستخدم في حل الحزب الشيوعي وتسبب في وأد الديموقراطية بعد ذلك.
                  

07-03-2006, 10:25 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 27730

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: حامد بدوي بشير)

    مواصلة لمقال الافندي عن الاسلاميين ومعضلة البؤس الفكري

    Quote: حمادة استند في مداخلته علي حقائق يصعب الجدال فيها، ومنها غياب الاسلاميين عن حقول

    الفكر الجاد، وعن الانتاج الثقافي الابداعي، وخلو منابر الاسلاميين من صحف وغيرها من اي مضمون

    فكري متعمق، او انتاج ثقافي ذي وزن، ما عدا مداخلات هامشية يقصد بها رفع العتب. ويضيف حمادة

    ان الصف الاسلامي المنظم يخلو من اي مفكرين او مثففين ذوي وزن، وان هؤلاء اذا بروزا من داخل

    الصف الاسلامي فانهم سرعان ما يتمردون عليه ويغادرونه، واذا جاءوا اليه من الخارج، فانهم

    يحافظون علي استقلالية تنأي بهم عن الاسلام المنظم والمؤدلج.

    ويخلص من هذا الي ان هناك تناقضا اساسيا بين التأسلم والفكر، هو فرع من التناقض بين

    الايديولوجية والفكر والثقافة عموما، ومن التناقض بين الالتزام الديني والفكر الحر خصوصا، وهذه

    بحسب حمادة سنة طبيعية، لان الفكر لا يقبل القيود الفكرانية والطوطمات المقدسة التي تفرزها هذه

    الجماعات وهذا بدوره يعني ان الايديولوجيات الاسلامية لا مستقبل لها، تحديدا بسبب عدائها

    المستحكم للفكر والثقافة واستحالة التصالح بين الاثنين.


    ويجب اولا ان نسلم بصحة جزء كبير مما ورد في مداخلة حمادة حول التنافر القائم بين الانتاج

    الثقافي والاسلام الحركي. ولعل اصدق آية تؤيد مقولته نجدها في سيرة المفكر الكبير سيد قطب،

    الذي كان احد ابرز نقاد مصر الادبيين في زمانه، وكان ايضا أديباً له انتاج قصصي وابداعات اخري

    في السيرة الذاتية وغيرها. ولكنه ما ان انخرط في حركة الاخوان المسلمين حتي ضرب صفحا عن كل

    نشاط ثقافي وفكري بخلاف التنظير للحركة الاسلامية، بل انه أوصي حسب بعض الروايات بعدم نشر

    وتداول سابق انتاجه الادبي.

    ولعلنا نزيد الي حجج حمادة حججا توسع مجال مقولته، بحيث نتحدث عن تنافر ظاهر بين الالتزام

    الاسلامي التطهري والادب والثقافة عموما، مثلا نجد فترات الازدهار الادبي والفني في العهد الاسلامي

    تتطابق مع فترات تصنف في التاريخ الاسلامي باعتبارها فترات انحراف عن صحيح الاسلام، كما حدث في

    الفترة الاموية والعصر العباسي الاول. وقد كانت الفورات الادبية موضع استنكار من انصار الالتزام،

    كما تشير الروايات عن انكار بعض رواد حلقة عبد الله بن عباس من طلاب العلم الديني عليه لانصرافه

    للاستماع الي رائعة عمر بن ابي ربيعة أم آل نعم انت غاد ومبكر . وقد رأوا في مثل هذا الانصراف

    الي لغو الحديث أمرا لا يليق بمقام اهل العلم.

    وفي نفس الفترة نجد ان الادب شهد انحسارا داخل دويلة عبد الله بن الزبير في العراق والحجاز، في

    مقابل ازدهاره في اقاليم الدولة الاموية المتاخمة، وبالمثل شهد عهد عمر بن عبد العزيز ضمورا

    في الانتاج الادبي، وكان السبب في الحالين هو امتناع الحكام في تلك المناطق والفترات عن اجزال

    العطاء للشعراء وللادباء، بحسبان ان المال العام لا مجال فيه لمثل هذا الانفاق غير المبرر.


    وكلنا يعرف اضافة الي ذلك ان التيارات الاسلامية الملتزمة لم تنكر فقط علي الفلاسفة واسلافهم

    المعتزلة ما انغمسوا فيه من ممارسات فكرية، بل قادوا الحملات المتتالية ضدهم حتي نجحوا في

    اخماد هذه التيارات واستئصالها.

    فهل هذه حجة دامغة بأن التناقض ليس بين مطالب الازدهار الفكري والثقافي وبين تيارات الاسلمة

    الايديولوجية، بل هو بين الاسلام من حيث هو عقيدة وبين الثقافة والفكر؟ واذا كان الامر كذلك، فهل

    نبوءة حمادة بانقراض التيارات الاسلامية هي نبوءة بانقراض الاسلام كدين؟


    من الواضح ان هذا سؤال كبير وعميق ومما لا تتاح الاجابة عليه في مجلة كهذه. ولكن هناك ملاحظات

    اولية قد تساعد في الاجابة. اولا، لا بد من تعريف واضح للفكر والثقافة كمفاهيم قبل المضي في

    مناقشة هذه المسألة. فمن الواضح ان هناك انتاجا فكريا ذا طابع اسلامي، من نوع كتابات سيد قطب

    الاسلامية واعمال مفكرين كثر غيره. فما هي المعايير التي تخرج مثل هذا الانتاج من دائرة الفكر

    وتحكم بالتالي بالجدب الفكري الاسلامي؟

    هناك مسألة اخري لا تقل اهمية، وهي تتعلق بنوعية الانتاج الفكري. مثلا نجد المفكر المغربي محمد

    عابد الجابري قد كشف بوضوح عن تهافت ما سمي بالفكر الفلسفي الاسلامي في فترة ما قبل ابن رشد،

    حيث كان ذلك الفكر خليطا من القراءات الخاطئة للأدب الاغريقي، ومن الهلوسة التي تخلط بين السحر

    والتنجيم والخرافة والتفكير المنطقي. وبهذا المنطق فان الحملة التي قادها مفكرون مثل الغزالي

    وابن تيمية ضد هذا الفكر المضطرب تعتبر انتصارا للعقل والمنطق وليس العكس.


    نقطة اخري، وهي ان التيار الاسلامي الاوسع قد اشتمل في الحقبة الحديثة علي مفكرين كبار تصدق

    عليهم هذه الصفة بالمعيار الاسلامي الواسع.. ومن هؤلاء محمد اقبال (الذي كان ايضا شاعرا واديبا)

    ومالك بن نبي وجمال الدين الافغاني وعلي شريعتي ومحمد باقر الصدر وعبد الكريم سوروش ومحمد

    عمارة وغيرهم. هناك للاسف شعراء وادباء اقل في المحيط الاسلامي، ولكن المحصلة هي ان الصف الاسلامي

    لم يخل من مفكرين افذاذ. هذا فضلاً عن عمالقة الفكر الاسلامي التاريخيين، من امثال ابن خلدون

    الذي كان يختم كل فصل من مقدمته بتعبير ديني.


    من جهة اخري فان التاريخ الاسلامي شهد تجاذبا من العهد النبوي بين تيارات التشدد والتسامح، مثلا

    نجد الرسول صلي الله عليه وسلم كان يستمع الي الشعراء ويشجعهم ويجيزهم، وكان يسمح بألوان من

    الترفيه ويشجعها احيانا. ولكن بعض اصحابه من امثال عمر بن الخطاب كانوا حتي في ذلك الوقت

    يعترضون علي مثل هذه الممارسات وينكرون علي اصحابها. وهذا يذكر بالاتجاه الغريزي نحو التزمت

    عند معظم اهل التدين الذي اشار اليه المفكر الاسلامي السوداني السالف ذكره.

    ونتيجة لهذا فان الفهم الغالب يتجه للتضييق علي الانتاج الفكري والثقافي من ثلاثة ابواب علي

    الاقل: اولا بعزوف المتدينين عن حقول الفكر والثقافة، علي سنة سيد قطب وغيره، وثانيا الانكار

    علي من يتجه ذلك الاتجاه والسعي الي تضييق مساحة حرية الحركة المتاحة له، واخيرا باستخدام

    مواقع المسؤولية في الدولة او النفوذ المالي لحجب التمويل عن النشاط الفكري والثقافي الحر.


    الاشكال يتعمق ببروز الظاهرة الاسلامية الحديثة، وهي ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ الاسلامي، لانها

    تدعي مواجهة واقع لا اسلامي، كما تنادي بنظرة شمولية للفهم الاسلامي بحيث لا تكون هناك مساحة من

    الحياة لا تكون هناك فتوي بشأنها، هذا يستدعي اما ان يعاد النظر في المفهوم الاسلامي السائد

    ونظرته الي الثقافة، او العودة الي النمط الاسلامي في تقسيم الادوار، بحيث يقلل اهل العلم

    الديني من تدخلهم في مجالات الفكر والثقافة، ويتركون هذه المجالات لاهلها.


    وعلي كل فليس هناك ما يلزم دعاة الاحياء الاسلامي بأن يتولوا الريادة في كل مجال، من الطب

    والعلوم الي الفن والثقافة والفكر والفلسفة.

    هناك بالطبع السؤال المقابل وهو: ما الذي يمنع اهل الفكر والفن والثقافة من ان يكونوا من اهل

    الالتزام الديني؟ وهذا مبحث آخر. ولكن يكفي ان نقول هنا ان كثيرا من الادباء والفنانين تعاملوا

    مع النصوص الدينية كل بطريقته. مثلا كثير من الادباء والشعراء العرب (حتي غير المسلمين منهم)

    استوحوا القرآن والنصوص الدينية الاخري. وفي الغرب نجد ان الدين كان اهم عامل في تطوير الفنون

    التشكيلية والموسيقية، اولا من ناحية استلهام المواضيع والمعاني الدينية، ومن ناحية استخدام

    الفنون في طقوس العبادة، واخيرا من جهة تمويل الكنيسة للفنون. فليس هناك اذن من ناحية المبدأ

    ما يدفع للتناقض بين الثقافة والفكر والدين. ولكن هناك اوضاعا معينة قد تتناقض فيها رؤية

    القائمين علي امر الدين مع اصحاب النظرات والخبرات الاخري، وهذا التنازع من طبيعة الحياة، ومن

    سنة الله في دفع الناس بعضهم ببعض.
                  

07-04-2006, 01:49 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الاخوة الاعزاء
    تحية طيبة
    طبعا البعد النفسي(علم النفس السياسي) بلعب دور كبير في تشخيص النفس الانسانية المختلة..عبر مكيانيزمات مركبات الذنب والاسقاط..لذلك ظلت هذه الكائنات المشوهة تمارس ورعها الزائف في وسط المجتمع السوداني الذي يمارس التدين الشعبي المتسامح وليس المغرض بالفطرة ويفرقون تماما بين العيب والحرام
    مثلا..المواطن السوداني العادي التفكير والسلوك..لمن ينفر منو شخص او يتجنبه يقول ليك...انت بتتطفش مني ليه(انا كاتل لي رقبة)..واللذين يرتكبون جرائم القتل في السودان يسلمون انفسهم للشرطة ويعانون نفسيا...بل ان بعضهم وضع حد لحياته في السجن لعظمة القتل في نفوس السودانيين..وهذه قيمة من قيم المجتمع السوداني..لدرجة انو السودان نال استقلاله دون اراقة قطرة دم واحدة(من البرلمان المنتخب)
    طيب نشوف الدعارة..كان يكفي ان يضع السوداني صاحب الاسرة المحترمة علي بابه يافطة منزل احرار..عندما تجبره الظروف لسكن جوار بيوت الدعارة وتكون العلاقات عادية جدا مع الجيران ولا يحرجه زائر ..كما تقول اغنية مايكل جاكسونits just human nature اما السكر..فكانت الناس تقول(السكر حق الرجال)..ولا يشكل وصمة عار في جبين صاحبه..اخبرني احد ابناء الشيوخ الاجلاء انه في يوم ماطر امره والده بادخال رجال يحملون جرادل الي المسيد ليتقو المطر.قال لوالده يا ابوى ديل شايلين مريسة..قال ليه ياولدي كل شي بدربو..هذه هي الطرق الصوفية التي صاغت وجدان السودانيين عبر العصور..فانهم ينظفون من يفد اليهم ويعيدونه كما ولدته اهمه دون ان يعيره احد بماضيه او يعاني من الذنب
    لكن ناس قريحتي راحت ديل...مسخو الشخصية السودانية..هونو لها القتل وعظمو لها الموبقات الحسية..ومات اكثر من 4مليون سوداني في حروب البسوس في جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور مع جرائم الحرب وتشرد الملايين هربا من السوط والشرطة الشعبية عبر خمس عقود من ((لعبة الكراسي الدموية)) وهذا المصطلح الاخير من مصطلحات الافندي
    اذا نحن نعاني من وعي ممسوخ..لا يمكن اصلاحه ابدا بسهولة..لان احزاب ورموز السودان القديم لا يريدو الاعتراف بفشلهم ولا بالاضرار الفادحة التي سببوها ولازال شعارهم العجيب(حقي سميح وحق الناس ليه شتيح)...والحديث ذو شجون
    ونشكر تواصلكم
                  

07-05-2006, 01:42 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    كنت اود انزل مقال الدكتور عمر الفراي في بوست(هكذا تكلم د.عمر القراي)
    ولكن وجدت ان انزله هنا حتى يعرف الناس الادوار التمهيدية للانقاذ..وكيف لعبت لتدخل التصفيات النهائية...وطبعا لا احد من العرب ومن قراء القدس العربي الذى يكتب فيها(الكوز السابق الافندي) عن الديموقراطية .. يعرف انه كان جزء من نظام فاشي شرد الدبلوماسيين الحقيقيين من السفارات السودانية ولم يكتف ببشاعة التجربة في زمن نميري فاعاد انتاج الازمة بدعمه للانقلاب 1989 30 يونيو....واليوم يقبح اهل الحكم في الخرطوم(المؤتمر الوطني) و شركاءه من الحركة الشعبية والقوي الديموقراطية الاخرى لحساب الجبهة الوطنية(2006) او معارضة السودان القديم التي تعيد انتاج نفسها بطريق عقدالجلاد(المناضر هي ذاتا والصور نفس المشاهد)
    نعم الاخ عبدالوهاب الافندي دكتور...ولكنه ليس اكاديمي كما يزعم...لان الاكاديمي يتعامل مع الحقائق والمراجع..ولا يرتبط بنظام سياسي مرحلي يجعله يدفع ثمن مصداقيته كل يوم تشرق فيه الشمس....لذلك انصحه نصيحة اخ مخلص ان يكتفي بكتابة دكتور فقط عندما ينشر موضوع في القدس العربي الذى لا يقراها جل السودانيين للاسف...والديموقراطية وعي وسلوك
    ************************

    زعيم الصفقات الخاسرة
    د. عمر القراي - يناير 1997
    هذا المقال تم نشره من قبل في جريدة "الرأي الآخر" –أمريكا-، العددالرابع المجلد الثالث يناير 1997، ولاهميته راينا ضرورة إعادة نشره.

    زعيم الصفقات الخاسرة
    عمر القراي/ اوهايو

    هذا المقال تم نشره من قبل في جريدة "الرأي الآخر" – أمريكا- ، العددالرابع المجلد الثالث يناير 1997، ولاهميته وارتباطه بهذا الخيط راينا ضرورة إعادة نشره. هنا

    زعيم الصفقات الخاسرة
    لقد فرح كثير من السودانيين في الداخل والخارج بنبأ خروج السيد الصادق المهدي ولحاقه بصفوف المعارضة السودانية بإرتريا، فالمؤيدون للسيد الصادق يرون في خروجه دعماً لحركة المعارضة وغير المؤيدين له يرون في خروجه ولحاقه بقوي التجمع الوطني وقفاً للقلق الذي كان يسببه بما يتردد عن المصالحة التي كان في أوقات مختلفة يسعى لعقدها مع النظام ومهما يكن من أمر فان خروجه قد قوبل بارتياح في كافة الأوساط باعتباره من أكبر الأدلة علي ضعف النظام وتعسر أجهزته الأمنية التي ظل طوال السنوات الماضية يعتمد عليها أولاً وأخيراً لبقأءه في الحكم بعد آن فشل في جميع المجالات وسقطت دعاويه الدينية الفارغة وشعاراته الصبيانية الممجوجة.

    صفقة التحالف مع الجبهة
    إن الدعاية الإعلامية التي تحاول آن تعلق أمالاً عراضاً علي خروج الصادق المهدي إنما تنطوي علي قدر كبير من السطحية وقصر النظر والعاطفة الفجة... ذلك أن الصادق المهدي في الحقيقة لا يمثل بديلاً عن نظام الجبهة الإسلامية الحاضر بل أنه عجز عبر تاريخه السياسي آن يقدم طرحاً يختلف جوهرياً عن رؤاهم وأطروحاتهم... ولقد كانت حكومته الأخيرة أوضح الأدلة علي ذلك. فقد كانت الحرب دائرة من الشمال والجنوب وقوانين سبتمبر الإسلامية المزعومة قائمة ويجري العمل باستبدالها بقوانين إسلامية أسوأ منها الوضع الاقتصادي في تردٍ دفع بالنقابات للإضرابات وبالشعب للتظاهر في شوارع الخرطوم وحين رفع التجمع النقابي مذكرة في أغسطس 1987جاء فيها ( إن السودان يعيش نفس الأزمات التي دفعت الجماهير بالإطاحة بالنميري) جريدة السياسة 11/9/1987 وطالب فيها بإلغاء قوانين سبتمبر واعتبار اتفاقية كوكدام أساساً للتفاوض والحل السلمي لمشكلة الجنوب ، كان رد السيد الصادق غريباً إذ هاجم التجمع ووصفه بالعلمانية وأعتبر حركة قرنق خائنة وطالب التجمع بإدانتها…

    إن أكبر إجهاض لثورة الشعب التي أطاحت بنظام نميري في أبريل وأدانت الجبهة القومية وطالبت بإلغاء قوانين سبتمبر وأكبر تنكر لمبادئها هو ما فعلة السيد الصادق بالإبقاء علي تلك القوانين ثم التحالف التام مع الجبهة الإسلامية في الحكومة الديمقراطية فيما سمي بحكومة الوفاق الوطني(مايو 198 والتي عين الترابي وزيراً للعدل فيها!!

    هذا بالرغم من أن السيد الصادق قد قال أثناء الحملة الانتخابية أنه (يحمل الترابي المسئولية عن كل تصرفات النميري باعتباره المسئول الأول عن قانونية تصرفات الحكومة في ذلك الوقت) وقال عن جماعة الجبهة الإسلامية أنهم خربوا الاقتصاد الوطني لمتاجرتهم في الدولار (منصور خالد النخبة السودانية صفحة143_146) ولعل أسوأ ما في اتفاق الصادق مع الجبهة الإسلامية أنه عطل اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب فحين وقع السيد محمد عثمان الميرغني ودكتور جون قرنق اتفاقية السلام في 18/11/1988 استقبل الشعب السوداني السيد محمد عثمان استقبالاً حافلاً تأييداً لمسيرة السلام تردد الصادق المهدي في قبول الاتفاقية استرضاء للجبهة الإسلامية التي كانت حليفته في الحكومة وقال عن الاتفاقية (أيدها حزب الأمة من حيث المبدأ وأصدر بياناً بذلك ولكن مع تأييدنا لها سعينا لسد الفجوة مع حليفنا ) (الصادق المهدي _ الديمقراطية عائدة وراجحة صفحة 27) فإذا علمنا آن حليفه _ وهو الجبهة الإسلامية قد كان رافضاً للاتفاقية جملة وتفصيلاً أدركنا أن محاولة (سد الفجوة ) مهمة عسيرة لا تعني في النهاية غير التذبذب وعدم الوضوح والمحاولة اليائسة للوقوف في منطقة وهمية بين التأييد وعدمه.... ولم يسعف التوفيق السيد الصادق بمبرر موضوعي لرفض الاتفاقية وجنح إلى التسويف وزعم بأنه يقبل الاتفاقية إذا وضحت له بعض البنود وركز كثيراً علي (توضيحاتها ) ليخرج بها من مغبة رفض السلام ومن إحراج حلفائه وحين أصر الحزب الاتحادي علي الاتفاقية كما هي سقطت داخل الجمعية حين اتحد حزب الأمة والجبهة الإسلامية ضد السلام في 26/12/1988 ورغم هذا الولاء للجبهة الإسلامية الذي أضاع من الصادق فرصة السلام وتحمل به وزر الحرب وما نتج عنها من دماء ودموع وتشرد فان الجبهة لم تقدر له ذلك وانقضت علي السلطة بعد أشهر وأساءت معاملته هو شخصياً كما تحدث بذلك لاحقاً فلم يكن اتفاقه معهم إذاً إلا إحدى صفقاته الخاسرة....

    صفقة فرح وبقادي
    في يونيو 94 تم اعتقال ثلاث من قادة حزب الأمة هم السادة حماد بقادي وعبد الرحمن فرح وسيف الدين سعيد ووجهت لهم تهمة السعي إلي إحداث تفجيرات في إطار عمل منظم لإسقاط النظام وفي 20 يونيو من نفس العام تم اعتقال السيد الصادق المهدي باعتباره مشاركاً في هذا العمل حسب الاعترافات التي أدلي بها المتهمون الثلاث وبعد حوالي أسبوعين من الاعتقال فوجئ المواطنون بالسيد الصادق المهدي يلقي بياناً من أجهزة الإعلام الرسمية يدين فيها مخطط زملائه المزعوم وينفي علاقته به ويشجب أسلوب التفجيرات والاغتيالات ويصف ما جاء بأنه (منكر ومؤسف) ويؤكد أنهم أدلوا باعترافاتهم دون أن يخضعوا لأي تعذيب!! ومن ما جاء في ذلك البيان العجيب قوله (كنت أحسب أن السادة المعنيين خضعوا للتعذيب فقالوا ما قالوا نتيجة لذلك ولكن حسب ما اتيح لي من معلومات لم يحدث هذا وتقديراً لحالتهم الصحية نقلوا فوراً في نهاية التحقيق إلى المستشفي مما يدل علي تقدير أرجو أن يتبع في كل الحالات) (جريدة الحياة 5/7/1994). ولم يكتف الصادق المهدي بهذا بل طلب من الحكومة العفو عن زملائه وكأنهم فعلاً قد ارتكبوا ما اتهموا به فقال (ومراعاة لحالتهم الصحية أرجو أن يكتفي من مساءلة ولا شك أنهما سيبديان أسفهما لما حدث ) (جريدة الحياة 5/7/1994) والصادق المهدي يريد للشعب السوداني أن يصدق أن رجلاً مثل بروفسير حماد بقادي والسيد عبد الرحمن فرح أفنوا أعمارهم في خدمة حزب الأمة حتى تصدروا قيادته قد اعترفوا علي أنفسهم بضلوعهم في مؤامرة لإسقاط النظام، يعلمون سلفاً أن عقوبتها الموت وادعوا زوراً أن زعيمهم معهم في هذه المؤامرة دون أن يخضعوا لأي تعذيب!! فهل يمكن لعاقل أن يصدق هذا؟ ألا يكفي أن الناطق الرسمي باسم حزب الأمة السيد مبارك المهدي لم يصدقه وأصدر بياناً جاء فيه (أن الاتهامات الموجهة إلى السيدين بقادي وفرح ما تزال اتهامات باطلة لأن الحكومة هي التي نسجت خيوط المؤامرة وحاولت من خلالها التخلص من السيد الصادق المهدي ) (الشرق الأوسط 5/7/1994) ثم ما هو مصدر المعلومات الذي إتيح للصادق المهدي وعلم منه أنه لم يتم تعذيب؟! إن مصدره هو رجال الأمن أنفسهم!! فان لم تصدقوا هذا فأقرءوا قوله (مستنداً إلى ما قاله لي مسئولو الأمن وأنا لست في موقف أستطيع معه الجزم بعدم حدوث التعذيب أو إثبات حدوثه فهذا أمر يقرره أصحاب الشأن ويثبته الطبيب) (الشرق الأوسط 10/7/1994) إن هذا الحديث علي ضعفه وإضطرابه يعتبر أفضل بكثير مما قيل في البيان الذي أذيع من وسائل الإعلام الحكومية وذلك لأنه هنا ينفي ما قاله هناك من عدم وجود تعذيب. من الذي دفع الصادق المهدي أصلاً إلى الإدلاء بذلك البيان المتهافت حتى يحتاج إلى التنازل عن بعض ما ورد فيه؟! دفعه إليه الصفقة التي عقدها مع حكومة الجبهة لأنها في مقابل هذا البيان التزمت بالعفو عن زملائه رغم اعترافهم والعفو عنه هو رغم شهادة زملائه ضده. فحين سأله محرر الشرق الأوسط (تتحدث بعض الأطراف من أن الصادق المهدي باع أعوانه من أجل إطلاق سراحه ما ردكم؟ ) قال: (إطلاق سراحي لم يكن جزأ من الصفقة لأني اعتقلت للتحري ولم يعد للمتحريين ضدي حجه بعد أن أوردت قرائن تثبت عدم معرفتي بالموضوع وأبديت استعدادي لمقابلة من زج اسمي في مواجهة. إذا كان هناك بيع فالصحيح أن يقال لقد حاول بعض زملائي بيعي بذكر اسمي في هذه القضية) (الشرق الأوسط 11/7/1994) والصادق المهدي يعلم كما يعلم كل السودانيين أن المتحريين من جماعة الجبهة لا يحتاجون إلى حجه حتى يلفقوا ضده ما شاءوا من الاتهامات ويمكنهم أن يرفضوا القرائن التي أشار اليها دون تردد إذا أرادوا بالفعل إدانته ولكنهم لم يفعلوا ذلك لأن هناك صفقة بينهم وبين السيد الصادق المهدي تقضي بأن يدين زملاءه علناً وينفي عن النظام تهمة التعذيب ويثبت له حسن معاملة الخصوم السياسيين … لقد كسبت الجبهة الإسلامية من هذه الصفقة بإظهارها حزب الأمة وكأنه يسعى إلى التفجيرات والتخريب حسب اعتراف قادته الذين حين انكشفت مؤامراتهم تبرأ منهم زعيم الحزب ثم طلب لهم السماح. ثم يقوم نظام الجبهة المتسامح ، الذي لم يعذب هؤلاء الساعيين للخراب، حسب بيان زعيمهم، بالعفو عنهم، رغم جرمهم الشنيع هذا هو مكسب الجبهة من الصفقة فماذا كسب السيد الصادق غير سلامته الشخصية؟

    الشريعة والمصالحة
    لقد كانت صفقة فرح وبقادي بداية لصفقات أخري كان من المنتظر أن تسوق إلى المصالحة لو أنها فشلت جميعاً جاء في جريدة الخرطوم (أدى الخطاب الذي ألقاه الصادق مساء الأحد الماضي إلى ردود فعل واسعة ومتباينة علي المستويين الرسمي والشعب داخل السودان وفي أوساط المعارضة خارج البلاد وكشف دكتور شريف التهامي رئيس لجنة الخدمات بالمجلس الوطني الانتقالي وأحد قادة حزب الأمة السابقين أن البيان جاء في إطار مصالحة سياسية بين حزب الأمة والحكومة وقال أن البيان له ما بعده من أشكال الوفاق وقال أن القوي المعارضة ليس لها خيار سوي اللحاق بركب المصالحة مستشهداً بمصالحة عام 1976 بين الأحزاب وسلطة نميري التي قادها حزب الأمة وباركتها الأحزاب الأخرى ) (الخرطوم 6/7/1994) وفي الحق أن مصالحة الأحزاب لنظام نميري والتي بادر بها السيد الصادق المهدي كانت كافية لتنبيه اتباع هذه الزعامات إلى عدم مصداقية قادتهم وتجردهم من الإيمان بأي مبدأ فقد قبلوا بمبدأ الحزب الواحد رغم دعاويهم العريضة عن الديمقراطية وقبلوا بدستور 1973 العلماني رغم رفعهم لشعارات الدستور الإسلامي وقبلوا أن يعينهم نميري (الدكتاتور الطاغية) فتم ذلك (بقرارات صدرت في 18/3/1978 بتعيين السيد الصادق المهدي والسيد أحمد الميرغني في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي والسيد بكري عديل حاكماً لكردفان والسيد شريف التهامي وزيراً للطاقة) (منصور خالد النخبة السودانية صفحة553) ولم يسأل الأتباع عن دماء زملائهم من المقاتلين الذين قتلوا في "الغزو" الذي قادته الأحزاب ضد نظام نميري عام 1976 فقد ظلوا لسنوات يعاونهم ضد النظام علي أساس أنه نظام ظالم وفاسد وأن حربهم له تعتبر جهادات في سبيل الله والوطن فدخل البسطاء المضللون الحرب بحماسة ودحروا بسهولة بسبب ضعف الأداء وقلة خبرة القيادة. وإذا بهم يفاجئون بأن قادتهم يصالحون النظام الذي وصفوه بالكفر والفساد ويتقلدون أرفع المناصب في حزبه الواحد!! فهل يستبعد ممن صالح نميري حتى قبل أن يرفع شعاراته الإسلامية أن يصالح البشير الآن؟ لقد سئل البشير عن علاقة نظامه بالصادق المهدي بعد خروج الصادق فذكر أن لهم معه عدة حوارات لأن هناك ثوابت متفق عليها بينهما وحين سأله المحرر عن هذه الثوابت قال: (الثوابت وحدة السودان وتطبيق الشريعة وحل المسائل بالحوار السلمي) (الشرق الأوسط 16/12/1996) ونفس رأي الحكومة تحمله جماعة الأخوان المسلمين فقد صرح أبرز قادتهم الحبر نور الدائم (أن كثيراً من القواسم المشتركة بين الحكومة والمعارضة تبدو في الخط الذي يمثله الصادق بالذات .. فعلنا أشرنا إلى هذا من قبل في أن الصادق مع التداول السلمي للسلطة وأنه ضد التدخل الخارجي وأنه مع الشريعة وهذه هي الأمور الكبرى) (الشرق الأوسط 15/12/1996) فهل يستبعد من يعرف شخصية الصادق المهدي أنه يمكن أن يعقد مصالحه مع هذا النظام ويحاول بشتى الطرق والوسائل أن يسوق لها أطراف المعارضة الأخرى؟! إن الوضع المتردي والحصار الدولي المضروب علي نظام الجبهة قد لا يؤهله للمصالحة كتلك التي تمت مع نميري ولكن أفراده يمكن أن يحصلوا علي ضمانات لسلامتهم الشخصية وقد ألمح السيد الصادق المهدي إلى ذلك في خطاباته التي تركها للترابي والبشير قبل خروجه والتي أفتتحها بالأخ وختمها أخوكم الصادق‍‍‍‍!! فقد أشار إلى إمكانية أن لا تتم معركة أصلاً ولا يلحق بهم أي أذى إذا هم سلموا السلطة لحكومة قومية وذلك حيث يقول: (وإن كنت أنت ومن معك تضعون وزناً لعهد الدين والوطن الذي علي رقابنا جميعاً فانبذوا التعصب الحزبي القهري الذي تسوسون به البلاد وألزموا بحل قومي يحقق السلام والديمقراطية للسودان فإن فعلتم ذلك فسوف تجدونني مستجيباً لذلك الحل الأمثل بقوة وفعالية) (الشرق الأوسط 12/12/ 1996) أما الشعب السوداني الذي يظن الصادق واهماً أنه يتحدث باسمه فقد عاني التعذيب في بيوت الأشباح إلى حد الإعاقة وعاني القتل الجماعي والتشرد والجوع والقهر والإذلال وانتهاك الأعراض والحرمات والاعتداء الآثم من المليشيات المسلحة علي القرى الآمنة وإهدار كافة الحقوق والقيم وحط كرامة الشعب السوداني بين الشعوب وقد علمته هذه التجربة المريرة أن أتباع الجبهة الإسلامية الذين يحكمون السودان اليوم لا دين لهم ولا عهد ولا ذمه وإنهم مهما فعلوا لن ينجوا من القصاص العادل وإن مجرد التلويح بالمهادنة أو المساومة أو أي شئ أقل من العقاب الرادع لشياطين الجبهة الدموية الآثمة إنما هو في حد ذاته خيانة لهذا الشعب. وليس هناك دافع للصادق المهدي لأن يتولى كبر هذه الخيانة إلا طمعه المحموم في الوصول للسلطة بأي ثمن بعد أن فقدها عدة مرات لعدم كفاءته الشخصية وللنرجسية المفرطة التي يرزح تحتها هذا الزعيم المرفه المفتون الذي بدأ حياته العملية بوظيفة رئيس وزراء!ّ!

    المهدية أم الجهاد المدني:
    أن خسارة صفقة الجهاد المسلح عام 1976 هي التي دفعت السيد الصادق المهدي إلي تغيير مبدئه ، من الجهاد المسلح إلى الجهاد المدني ، و أخد أتباعه يرددون عبارته دون أن يسأله أحدهم عب التناقض بين حركة المهدية التي لا يزال يعتمد علي أنصارها وبين الجهاد المدني السلمي الذي يرفع شعاره الان .. فإذا كان الجهاد المسلح خطأ ، والجهاد المدني هو المطلوب حقاً فما هو موقف الأنصار الذين ضحوا بأنفسهم في الجزيرة أبا مع الإمام الهادي ، وفي ودنوباوي ، وفي أمد رمان إبان الغزو المسلح 76؟! أم أن الصادق يفرق بين باطل (النميري) وباطل (البشير) فيجاهد ذاك بالجهاد المسلح، ويجاهد هذا بالجهاد المدني؟! أم أن الموضوع كله موضوع تحوير للمواقف، وتلاعب بالألفاظ؟ ومهما يكن من أمر فإن الصادق قد خرج الآن إلى حيث القوة الوطنية التي لا زالت تؤمن بالجهاد المسلح فهل تكون محاولته هي إقناع التجمع بالتخلي عن التدريب والإعداد لمعركة مسلحة وإتباع طريق الجهاد المدني أم أن الصادق المهدي سيتخلى عن أطروحته هذه كما تخلي من قبل من عديد الاطروحات والآراء؟! وفي الحق أن الاتفاقيات التي تمت والسيد الصادق بالداخل تتطلب منه تغيراً كبيراً في أفكاره حتى يواكب ما أجمع عليه التجمع الوطني الديمقراطي فقد أكد اتفاق أسمرا الذي حضرته كل الأطراف فصل الدين عن الدولة فليس هناك فرصة لموضوع الشريعة الإسلامية بل أن اتفاقية أسمرا قررت رفض قيام أي حزب علي أساس ديني في السودان وقد وقع حزب الأمة علي ذلك، هذا مع أن الصادق المهدي لا يزال حتى الأن يردد موضوع الشريعة بل أن هذه المسألة بالذات هي نقطة اللقاء بينه وبين الجبهة الإسلامية كما هي نقطة الخلاف بينه وبين التجمع. والصادق المهدي لا يريد إعادة الشريعة فحسب بل أنه يريد إعادة المهدية نفسها!! فقد ذكر في كتابه (يسألونك عن المهدية) أن حركة المهدي حركة (قيادة ملهمة). وألمح إلى أننا الآن نحتاج إلى مثل هذه (القيادة الملهمة) التي تقود الناس إلى الخلاص وتستمد قوتها من الهام روحي غيبي .. وهو بذلك إنما يمهد الطريق لنفسه لادعاء مقام ديني ولما كانت هذه الدعاوى الدينية لا تتأتى إلا بالاعتقاد بأنه شخص غير عادي تتعلق به غيبيات وخوارق وأسرار غامضة ولشدة تأثير مثل هذا الدجل علي البسطاء فقد قال (فتحت عيني علي الحياة علي صدى بعض الأحاديث العارضة وكانت تصدر من ثلاثة أشخاص أولهما حديث قاله عمي : يحي عبد الرحمن وكان يكبرني بأربع سنوات وهو كطفل في الرابع من عمره كان يردد "مهاجر سيأتي من كبكابية" والمعني الذي يقصده أن شخصاً ما ذا دور ما سيأتي من كبكابية وهي مدينة معروفه في دار فور في -غرب السودان-، وكان بعض النساء في الأسرة من اللواتي كن علي وشك وضع حملهن المهدي هل (هذا مهاجر)؟ فيجيب بالنفي وذات يوم حكت لي والدتي أن يحي قال لها (مهاجر جايي الخميس) وبالفعل ولدت يوم الخميس وكانت هذه إشارة غيبية أولي غامضة وثانيهم آن جدي الإمام عبد الرحمن روي إنه عندما جاءه نبأ ولادتي كان يقرأ سورة إبراهيم وكان والدي يريد أن يسميني إبراهيم ولكن كان لدي جدي الأمام ضيف وبينما هما جالسان جاء طائر القمرية واستقر فوق عمامة جدي الذي أقر بأن هذا نبأ وخلال حديثه مع الضيف أخبر بمولدي ورد عليه الضيف لماذا لا تسميه بأحد اسميك؟ وكان اسم جدي الإمام عبد الرحمن الصادق… الحديث الثالث أن جدتي السيدة سلمي بنت المهدي رأت رؤية وحكت لبنتها بحضوري وقالت لها( إنها رأت في رؤياها إنني أقف علي مئذنة وأقول (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق) . وقالت لوالدتي ابنك هذا سيكون له شأن!! (مجلة الوسط العدد 126 بتاريخ 27/6/1994م). هذا المولود الذي بشر به الأطفال، ونبأ به الطير، وحلمت به النساء الصالحات، إنما هو الصادق المهدي الذي صاحبه الفشل في كل فترات حكمه وفي كافة الصفقات التي عقدها وهو خارج السلطة. حتى بلغ به التدهور الديني، والسياسي، والخلقي آن يأتلف مع الجبهة الإسلامية والذي يخرج الآن ليلحق بالمعارضة بغرض إسقاطها. !!
                  

07-11-2006, 00:51 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    ولازلنا معكم في سباق المسافات الطويلة لنفرق بين الدكتور والاكاديمي
    ولا ندري لماذا يمجد الدكتور الما اكاديمي الافندي الجبهة الوطنية 2006 رغم مثالبها التاريخية الموثقة وديموقراطيتها العجيبة بتاعة حقي سميح وحق الناس ليه شتيح..ويبخس الحركة الشعبية ومشروعها السودان الجديد في مقال ت سابقةاو برنامج القوي الديموقراطية السودانية الحقيقية.. ويسوق الاخوان المسلمين من المحيط الي المحيط رغم قناعته بفشلها في السودان ..هل هذه اكاديميةام شيزوفنيا..وطال ما هو اكاديمي نريد ان رايه في قضية الاستاذ محمود منشورا في القدس العربي ..
    ********************
    يكثر الحديث واللغط من رموز السودان القديم ان هناك ديموقراطية كانت فى السودان..ولا ندرى كيف يكون هناك ديموقراطية دون احزاب حقيقية وان تكون هناك احزاب دون ثقافة المجتمع المدنى..وحروب داحس الغبراء فى الشرق والغرب التى يحتدم اوارهاالان ان دل يدل على غياب الديموقرطية كوعى وسلوك...والناس ديل فقط مكابرين والقصة عندهم(شينة وعاجبانى)

    *******************
    وهذا عرض قدمه المفكر الراحل الاستاذ محمود فى ديباجة الدستور..وصاحب العقل يميز


    كلمة "الديمقراطية" كلمة يونانية و هي كلمة يدل بها علي: حكم الشعب بواسطة الشعب، لمصلحة الشعب‏ .‏‏.‏ و لقد تطور مدلول هذه الكلمة بتطور مدلول كلمة الشعب‏ ..‏ فان كلمة الشعب كانت تضيق ، علي عهد اليونان ، فلا تشمل النساء ، و لا العبيد ‏.‏‏.‏ ثم اخذ معناها يتسع ، علي مر الزمان ، بفضل الله ، ثم بفضل يقظة المستضعفين في الأرض ، حتى اصبح ، في آخر القرن الماضي ، يشمل المواطنين جميعا من الرجال البالغـين سن الرشد ‏..‏ ثــم تداعـي التطور بكلمة الشعب هذه حتى أصبـح، في القـرن الحاضـر، عند البــلاد التي تــمارس الديمقراطية، يعني كل المواطنين، من رجال، ونساء منذ يبلغون سن الرشد ‏.‏‏.‏

    ولما كان حكم الشعب ، بواسطة الشعب ، من الناحية العملية، مستحيلا، فقد جاء الحكم النيابي، ونشأت الأحزاب السياسية‏ .‏‏.‏ و في الحكم النيابي قلة قليلة جدا هي التي تباشر، نيابة عن الشعب، السلطة التشريعيـة، والسلطة القضائية، والسلطة التنفيذية‏.‏‏.‏ والمفترض أن الشعب يراقب هذه القلة حتى يطمئن إلى أنها، إنما تدير دولاب السلطة لمصلحته هو، لا لمصلحتها هي ‏.‏‏.‏ و هذا يقتضي وعي الشعب، و يقتضي وعي القلة التي تباشر السلطة أيضا‏.‏‏.‏ وليس هناك شعب من الشعــوب، إلى وقتنا الحاضر، استطاع أن يكون في مستوي الوعي الذي يمكنـه من مراقـبة أداء من يتولـون، نيابة عنه، إدارة مرافقه بصورة تقرب، و لو من بعيد من مستوي الحكم الديمقراطي بمعني هذه الكلمة‏.‏‏.‏ و ليست هناك، إلى وقتنا الحاضر، قلــة، في شعب من شعوب الأرض، استطاعت أن ترتفع فوق مطامعها، و أنانيتها، و جهلـها، لتحكم شعبهـا حكمـا ديمقراطيـا صحيحا‏.‏‏.‏ فالقلة إنما تحكم الشعب لمصلحتها هي، لا لمصلحته هو‏.‏‏.‏ و يصدق في كل قلـــة حاكمــة اليوم ما قاله أبو العلاء المعري منذ وقت طويل ]
    مُـلّ المقـامُ ، فكم أعاشر أمـة أمرت بغير صلاحــها، أمراؤهـا
    ظلموا الرعية و استباحوا كيدها و عَدوْا مصالحها، و هم أجـراؤها


    أما نحن السودانيين فقد بلونا أسوأ ألوان الحكم النيابي، في محاولتنـا الأولي، في بدء الحكــم الوطني، و في محاولتنـا الثانيــة، بعـد ثورة أكتوبر 1964‏.‏‏.‏ فقد كانت أحزابنا السياسية طائفية الولاء، طائفيـة الممارسـة، فهي لم تكن تملك مذهبيــة في الـحكم ‏.‏‏.‏ و الطائفية نقيض الديمقراطية‏ .‏‏.‏ ففي حين تقوم الديمقراطية علي توسيـع وعي المواطنين، تقوم الطائفية علي تجميد وعيهم‏ .‏‏.‏ و في حين أن الديمقـراطية في خدمة مصلحة الشعب، فان الطائفية في خدمة مصلحتها، هي، ضد مصلحـة الشعب ‏.‏‏.‏ و من ههنا جاء فساد الحكم النيابي الأول عندنا ‏.‏‏.‏ فكانت أصوات الناخبين توجه بالإشارة من زعيم الطائفة، كما كانت تشتري!! و كـان النـواب يشترون أيضا!! وذلك في جـو مـن الصـراع الحزبي الطاحن علي السلطة أدي إلي تهديد سيادة البلاد واستقلالها‏ .‏‏.‏
    فقد كانت الحكومة ائتلافية بين حزب الأمة، و حزب الشعب - حزبـي الطائفتين ذواتي الخصومة التقليدية، طائفة الأنصار، و طائفة الختمية .‏.‏ ودخلت البلاد في أزمة سياسية من جراء عدم الانسجام في الوزارة، وبروز الاتجاه للالتقاء بين الحزب الوطني الاتحادي، الذي كان في المعارضة، وحزب الشعب، عن طريق وساطة مصر ‏.‏‏.‏ فسافر رئيسا الحزبين، السيد إسماعيل الأزهري، والسيد علي عبد الرحمن، إلي مصر، لهذا الغرض .. و لقد نسب لرئيس الوطني الاتحادي تصريح ، بمصر، يعترف فيه باتفاقية 1929، التي كانت حكومة السودان الشرعية قــد ألغتها‏ .‏‏.‏ (وهي الاتفاقية التي أُبرمت في الماضي بين دولتي الحكم الثنائي، بريطانيا، و مصر، بينما كان السودان غائبا، تحت الاستعمار، فأعطت السودان نصيبا مجحفا من مياه النيل، بالنسبة لنصيب مصر‏.‏‏.‏) و كان ذلك الاعتراف بالاتفاقية بمثابة مساومة مع مصر لتعين الحزب علي العودة للحكم‏.‏ كما صرح رئيس حزب الشعب، بمصر، بأن حزبه يقف في المعارضة ! ! (أنباء السودان 15/11/1958، الرأي العام 9/11/195 ‏.‏‏.‏ في هــذا الجو السيـاسي الذي يهدد استقـلال البلاد، و سيادتـها، بالتدخـل الأجنبي، سلم السيد عبد الله خليل رئيس الـوزراء، الحكــم للجيش‏.‏‏.‏ (أقوال الفريق عبود في التحقيق الجنائي حـول الانقــلاب بعد ثورة أكتوبر 1964، (( التجـربة الديمقراطية، وتطور الحكم في السودان)) للدكتور إبراهيم محمد حاج) ‏.‏‏.‏ فكان انقلاب 17 نوفمبر 58 بمثابة إنقاذ للبلاد‏.‏‏.‏ وحكم الحكم العسكـري ست سنوات، صادر فيها الحريات الديمقراطية .‏‏.‏ و برغم انه حقق شيئا من التنمية الاقتصادية، إلا انه آل إلى صور من العجز عن الإصلاح، وفي الفساد، أدت إلى قيام ثورة 21 أكتوبر 1964 ‏.‏‏.‏ و لقد تمثل في تلـــك الثــورة الشعبيـة، السلمية، إجماع الشعب السوداني الكامل علي الرغبة في التغيير، وإن لم يكن يملك المعرفة بطريقة التغيير‏.‏‏.‏ فتخطي الشعب الولاءات الطائفية، وهو ينادي بعدم العودة لماضي الحزبية الطائفية‏.‏‏.‏ و لكـن سرعان ما أجهضت الأحزاب الطائفية تـلك الثورة، و صفـــت مكتسباتها ‏.‏‏.‏ فقــد ضغطت، بالإرهـاب السياسي، علي رئيس حكومة أكتوبر الثورية حتى استقال، و شكل حكومة حزبيـة برئاستـه ‏.‏‏.‏ ثم عادت الأحزاب الطائفية للسلطة، عن طريق الأغلبية الميكانيكيـة الطائفيـة فـي الانتخابات ‏.‏‏.‏ وقامت حكومة ائتلافية من حزب الأمة والوطني الاتحادي‏.‏‏.‏ و تعرضت الديمقراطية في هذه التجربة النيابية الثانية ! لأسـوأ صـــور المسـخ، عــلاوة علــي المسـخ الذي تعرضت له الديمقراطيـة من جراء فسـاد القلة، ومـن جراء قصــور وعـي الشعب ‏.‏‏.‏ فقد عُدل الدستور مرتين للتمكين للحكم الطائفي في الاستمرار: مرة ليتمكن أزهري من أن يكون رئيسا دائما لمجلس السيادة، في إطار الاتفاق بين الحزبين علي اقتسام السلطة ‏.‏‏.‏ و مرة أخري لحل الحزب الشيوعي، و طرد نوابه من الجمعية التأسيسية‏.‏‏.‏ فقد عدلت الجمعية التأسيسية المادة 5/2 من الدستور، و التي تعد بمثابة روح الدستور‏.‏‏.‏ و هي المادة التي تنص علي الحقوق الأساسية، كحق التعبير، وحق التنظيم‏.‏‏.‏ و لما حكمت المحكمة العليـا بعدم دستورية ذلك التعديــل (مجلة الأحكام القضائية 196 أعلن رئيس الوزراء آنذاك، السيد الصادق المهدي، ((أن الحكومة غير ملزمـة بأن تأخذ بالحـكم القضائـي الـخاص بالقضيــة الدستورية))‏.‏ (الرأي العام 13/7/1966)‏.‏‏.‏ ليتعرض القضاء السوداني بذلك لصـورة مـن التحقيـر لم يتعـرض لـها في تاريخه قط!! و لما رفعت الهيئة القضائية مذكرة إلى مجلس السيادة تطلب فيها تصحيح الوضع بما يعيد للهيئة مكانتها (الرأي العام 27/12/1966) وصف مجلـس السيادة حكم المحكمة العليا بالخطأ القانوني (الأيام 20/4/1967) فاستقال رئيس القضاء السيد بابكر عوض الله، و قد جاء في الاستقالة: ((إنني لم أشهد في كل حياتي القضائية اتجاها نحو التحقير من شأن القضاء، و النيل من استقلاله كما أري اليوم‏.‏‏.‏ إنني أعلم بكل أسف تلـك الاتجاهات الخطـيرة عنـد قــادة الحكم اليـوم، لا للحـد مـن سلطـات القضـاء في الدستـور فحسب، بل لوضعـه تحت إشـراف الهيئة التنفيذية)) الكتاب المشار إليه آنفا‏.‏‏.‏ هذه صورة لفشل التجربة الديمقراطية النيابية في بلادنا، مما حولها إلى دكتاتورية مدنية، فهدد الاستقرار السياسي، حتى جاءت ثورة مايو بمثابة إنقاذ للبلاد!! إن قصور تجربتنا الديمقراطية مرده الأساسي إلى قصور الوعي- وعي الشعب، ووعي القلة التي تحكم الشعب، مما أفرغ مدلول كلمة الديمقراطية من محتواها - هذا وفشل الديمقراطية في ظل البلاد المتخلفة أدي إلي الانقلابات العسكرية، في كل مكان، في النصف الأخير من هذا القرن و ليس في الانقلابات العسكرية حل‏.‏‏.‏

    نواصل ...
                  

07-11-2006, 00:58 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    وطبعا السودان في امس الحاجة لاكاديمين حقيقيين في المرحلة الراهنة لتشخيص المرض ووضع السودان في الاتجاه الصحيح في ظل النظام العالمي الجديد(الامم الحرة) الذى لا زال تحت تشكيل....

    طيب اذا كا ادناه راي ابناء جبال النوبة الذين عانو الامرين من الجبهة الوطنية ورموزها ومشروع الاخوان المسلمين والدولة الدينية الفاسدة والفاشلة والفاشية ..فما راي الاكاديمي الذى يمجدها ويبخس القوى الديموقراطية الحقيقية المناوئة لها
    *****************************

    النوبة في السياسة السودانية
    لقد عاملت المعارضة السودانية النوبة معاملة أفضل بقليل مقارنة بحكومة الرئيس عمر البشير الحالية .
    و عندما كان حزب الأمة في الحكومة ، كان هو القوة الرئيسية خلف سياسة المليشايات والحملة ضد النوبة . ويتحمل الصادق المهدي ، رئيس الوزراء آنذاك ، الجزء الأكبر من مسئولية ما يجري حالياً من مأساة حقوق الإنسان في جبال النوبة ، وكذلك مبارك الفاضل ، وزير الداخلية، و عبدالرسول النور حاكم كردفان ، و بعض الشخصيات القيادية في حزب الأمة كفضل الله برمة ناصر. كما أنضم بعض سياسي حزب الأمة ، كرئيس اللجنة البرلمانية السابق حريكة عز الدين ، إلى الحكومة العسكرية الحالية ، و هو يواصل المشاركة في الحملات العسكرية.
    أما الآن وهم في المعارضة ، فإنهم يتشدقون بكلمات "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان".
    ولكن ليس هناك من مؤشر بأن حزب الأمة قد غير موقفه تجاه النوبة . فالحزب ما يزال يرى أن البقارة هم إحدى دوائره السياسية الرئيسية ، وعتقد أن مساندته للنظرية التوسعية للبقارة هو أفضل طريق لكسب قياداتهم الذين هم مع الحكومة الآن . و لم يعبر حزب الأمة حتى عن ندمه ، ناهيك عن تقديم الإعتذار عن جرائمه في جبال النوبة . و لا يزال النوبة يتشككون في نوايا حزب الأمة ، كما يعارض الحزب بشدة السماح للنوبة بتقرير مصيرهم .
    لقد طال إنتظار بيان واضح من حزب الأمة يقر فيه بجرائمه الماضية في جبال النوبة و يعلن إقراره بمبدأ إحترام كل حقوق شعب النوبة . وحتى يتم تأكيد مثل هذا الإلتزام ، فإن شكوك النوبة الخاصة بأن حزب الأمة لديه نفس سياسة الحكومة الحالية سيكون لها ما يبررها.
    إن الحزب الإتحادي الديمقراطي ليس له مثل هذا السجل السيء في جبال النوبة ، و لكنه ما زال حزباً يمثل مصلحة محلية ضيقة ، بدلاً من أن يكون حزبا قوميا حقيقاً . و كان بإمكان الحزب ، و برؤية أوسع للسودان ، أن يستغل بكل سهولة عدم التوافق بين النوبة و حزب الأمة لمصلحته ، و أن يسعى إلى عمل تحالف إستراتيجي مع الحزب القومي السوداني أو مجموعات النوبة الأخرى في عقد الثمانينات . و لكنه فشل في ذلك. و مثله مثل حزب الأمة تماماً ، فإن الإتجاد الديمقراطي منقسم على نفسه فيما يختص ببعض القضايا ، كالقوانين الإسلامية ، و حق تقرير المصير بالنسبة للجنوب ، مما أثار شكوك النوبة بأن الحزب يشارك الحكومة الحالية رغبتها في إقامة دولة إسلامية . لقد طور الحزب الإتحادي الديمقراطي مؤخراً بعض الرؤى تجاه الشعوب المهمشة في شمال السودان ، و لكن هذه الرؤى لم تترجم إلى إلتزامات بعد . و ما زال النوبة في إنتظار إلتزام واضح من جانب الحزب الإتحادي الديمقراطي فيما يختص بحقوقهم الأساسية.
    يهيمن حزبا الأمة و الإتحادي الديمقراطي على التجمع الوطني الديمقراطي المعارض ، و الذي يطرح نفسه كبديل لحكومة عمر البشير – الترابي. مع ذلك ، فإن للنوبة مبرراً قوياً لشكوكهم بأن حكومة التجمعسوف لن تمثل تغييراً جوهرياً في السياسة الشمالية تجاه النوبة . و أن للجيش الشعبي لتحرير السودان ديناً كبيراً مستحقاً للنوبة ، ليس الآن جبال النوبة كانت ما زالت الجبهة الرئيسية في الحزب ، و لكن لمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من قوات النوبة في المعارك التي جرت في جنوب السودان ، و الذين ظلوا مخلصين بصورة دائمة للعقيد جون قرنق . كما أستفاد الجيش الشعبي أيضاً من القائد يوسف كوة ، كعضول لوفود محادثات السلام و الرحلات الخارجية. و أعتمدت الحركة الشعبية بدرجة كبيرة على مهارات يوسف كوة كرئيس لمؤتمر الحركة عام 1994م. و لكن إلتزامات الحركة تجاه النوبة ظلت موضع سؤال . و لى الرغم من أن الجيش الشعبي يطالب رسمياً بمنح جبال النوبة حق تقريرالمصير ، لكن الكثيرين يتشككون بأن هذا الإلتزام يمكن التخلي عنه من أجل الحصول على إتفاق أوسع.
    و لقد تفجرت مخاوف النوبة العميقة بتوقيع "اتفاقية شقدوم" بين الجيش الشعبي وحزب الأمة ، في 12 ديسمبر 1994م. فبينما تقر الفقرة الثانية من الإتفاق بأن "حق تقرير المصير هو حق إنساني أساسي للشعوب " نجد أن الفقرة الرابعة تحتوي على خلاف ذلك ، و أنها مناقضة لموقف الجيش الشعبي: "2/4 يرفض حزب الأمة ذكر تضمين جبال النوبة ، و منطقة أبيي ، و جبال الأنقسنا في الفقرة الخاصة بحق تقريرالمصير ، لأنه لا يعترف بحق تقرير المصير لأي مجموعة تقع خارج جنوب السودان . كان الموقعون عن حزب الأمة هما عمر نور الدائم ، و مبارك الفاضل.
    يجب على الجيش الشعبي لتحرير السودان أن يعلي من شأن إلتزاماته تجاه النوبة لتصبح جزء مكملا ًلوضعه التفاوضي مع الأحزاب الشمالية و مع الحكومة ، إذا كان ذلك من خلال الإيقاد أي أي وسطاء آخرين (كالرئيس كارتر) . و يجب على الحركة الشعبية أن لا توقع أي إتفاقية لا تعطي النوبة حقوقاً متساوية مع الجنوبيين.
    إن موقف الأحزاب السياسية و الحركة الشعبية تجاه النوبة لمؤشر على وجود مسلك تفضلي واسع الإنتشار وسط القيادة المعارضة. فهم يعتقدون أن إيجاد الحلول يكمن في عمل الصفقات بين القادة ، و ليس في التعبئة الشعبية . و لقد جلبت هذه النظرة المأساة للسودان ، وسوف تظل كذلك.

    (من كتاب افركا رايتس..1996)******************
    تعقيب( من عندنا): طبعا نحن الان نحن فى سنة 2005...وتغيرت اشياء كثيرة..بعد ان استقرت الاحوال فى جبال النوبة..واضحت اتفاقية نيفاشا خارطة الطريق الوحيدة لسودان جديد..اين يجد اخوننا النوبة انفسهم..اين المكان الطبيعى للحزب القومى السودانى؟؟..هلى فى تجمع الداخل ام فى تجمع الخارج..ام يوسعون حزبهم حتي يشمل كل اهل السودان؟
                  

07-15-2006, 03:02 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    التحية للمتابعين(ال500 زائر) وهم رصيد كبير في زمن الكوليرا

    والان اتمنى ان يكون الاخوة الزوار العرب لهذا المنتدي ان يكونو ميزوا تماما بين الدكتور فقط والدكتور الاكاديمي
    والاخ الدكتور عبدالوهاب الافندي يعبر عن اليمين المازوم(الاخوان المسلمين)..والدكتور خالد المبارك يعبر عن اليسار البائس(الحزب الشيوعي)...وكلا الايدولجيتين مستوردتين من مصر واضحتا خارج العصر ..والدكتور القراي..يعبر عن الفكر الليبرالي السوداني(الفكرة الجمهورية)...ومن تواضع لله رفعه
    وتعقيب من عندنا كاسدال ستار لهذا البوست


    يمتاز تلاميذ الاستاذ محمود بالوعي الحر المستقل.لم يجعل الا ستاذ منهم صدي صوت اوابواق كما تفعل الكائنات الهلامية المحسوبة علي الفكر والثقافة حيال تلاميذها ا ومريديها .بل جعل لهم النظرة الثاقبة التي تستشرف المستقبل..وترفع حجب الغيب...فهم احفاد زرقاء اليمامة..تظل كتاباتهم تشع وتضيء كاليورانيوم عندما تخبو شموع الامل...

    (عدل بواسطة adil amin on 07-15-2006, 03:07 AM)

                  

08-08-2006, 03:05 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    خريطة طريق للثورة العربية القادمة
    2006/08/08

    د. عبدالوهاب الافندي(القدس العربي)
    الثورة الإعلامية التي شهدتها المنطقة العربية مؤخراً عبر انتشار القنوات الفضائية وتوسع شبكات الإنترنيت حققت درجة لا بأس بها من الوحدة العربية، علي الأقل علي مستوي الوعي والشعور. كل العرب اليوم، بمن فيهم عرب المهجر، يعيشون معاً معاناة اللبنانيين وصمودهم وانتصاراتهم، ويتابعون انتفاضات فلسطين واحتجاجات القاهرة. ولكن هذه الوحدة الافتراضية خلقت بدورها شعوراً خادعاً بحراك جماهيري عربي فاعل لخدمة قضايا العرب المتفق عليها، مثل فلسطين ولبنان، والمختلف عليها، مثل العراق. ولكن الواقع يؤكد أن هذا وهم مضلل ومضر في نفس الوقت.
    صحيح أن الثورة الإعلامية كسرت إلي حد كبير الجدران التي كانت تفصل بين العرب، كما حطمت كثيراً من القيود التي كانت تحجب عنهم المعلومات. هذه الثورة فتحت أيضاً المجال للمجتمعات العربية للتواصل فيما بينها والتعبير عن نفسها حيال كثير من القضايا، كما أتاحت الفرصة لمنظمات المجتمعات المدني علي ضعفها للتواصل والتعاضد فيما يتعلق بدعم قضايا حقوق الإنسان أو الدعم الإنساني للمنكوبين. ولكن الوهم يأتي من كون الساحة الفاعلة للعمل السياسي العربي ما تزال هي الدولة القطرية. ومن هنا فإن اجتماع كل العرب علي انتقاد الوضع الأمني المتدهور في العراق مثلاً، أو احتجاجهم علي انتهاك حقوق الإنسان في هذا البلد أو ذاك، أو التحرك ضد العدوان في فلسطين أو لبنان، لن يجدي كثيراً إذا لم يكن هناك حراك في البلد المعني. المصريون فقط هم الذين يستطيعون في نهاية المطاف تغيير الأوضاع في مصر، والسعوديون في السعودية، وقس علي ذلك.
    ولهذا السبب فإن اعتقاد البعض بأن متابعة قناة الجزيرة أو الاطلاع علي شبكة الانترنيت هي غاية النضال قد يصب في مصلحة الأنظمة القائمة. فمهما تكن المساهمة الإيجابية للإعلام القومي إن صح التعبير، فإنه قد يصبح مثل قصيدة عمرو بن كلثوم التي ألهت بني تغلب عن كل مكرمة بزعم الشاعر في البيت المشهور. ومثل ذلك ما نقرأه بتكرار ممل عن سقوط وفساد الأنظمة وعجزها. ذلك أن الزعماء العرب لا يسوؤهم مثل هذه الإدانات الجماعية، بل قد يكونون في طليعة من يؤيدها. وما زلت أذكر بكثير من شعور التسلية بيان إحدي القمم العربية تحسر فيه الزعماء علي تدهور الأوضاع العربية وعلي تفرق العرب وعجزهم، ودعا إلي الوحدة والتصدي الفاعل للتحديات، كأن أصحاب البيان هم قادة اتحاد طلاب وليسوا هم عينهم الزعماء المسؤولين عن بؤس الأوضاع والمناط بهم وحدهم إصلاحها. لهذا فلا توجد دولة عربية تحظر مثل هذا النقد، في حين أن القيامة تقوم لو سمي الناقد نظاماً بالإسم.
    ولكن من جهة أخري فإن الثورة الإعلامية قد أنضجت من جانبها الظروف للثورة العربية الشاملة، مثلما أنضجت ثورة مماثلة الظروف لانفجار ثورات أوروبا الشرقية في نهاية ثمانينات القرن الماضي. ففي تلك الحقبة تضافرت مجموعة من التطورات التقنية والتغييرات السياسية لتشعل ثورة شملت كل دول أوروبا الشرقية التي انهارت الدكتاتوريات فيها تباعاً. وبالمثل فإن الثورة الإعلامية التي يشهدها العالم العربي اليوم قد كشفت وعرت كل الأنظمة العربية، خاصة في ضوء نكوصها عن أضعف الإيمان، وهي التضامن العربي اللفظي والشعوري ضد العدوان، والحفاظ علي مجرد وهم السيادة الوطنية. وهكذا سقطت الشرعية تماماً عن كل هذه الأنظمة بصورة جماعية وحاسمة ودراماتيكية، وأصبحت وقد أينعت وحان قطافها.
    ولكن التغيير المتوقع والمنشود (والحتمي) لن يأتي إلا عبر حراك مباشر في داخل كل قطر عربي، مثلما كان الحال في أوروبا الشرقية أيضاً. وعليه يصبح من المهم علي الناشطين العرب، مع مراعاة التضامن بينهم والاستفادة القصوي من التقنيات الحديثة وإمكانيات التشبيك، أن يركزوا جهودهم الهادفة إلي التغيير كل في بلده. فالتغيير لن يحدث إلا علي هذا المستوي.
    من جهة أخري فإن هذه التحركات لا بد أن تستفيد من عبر ودروس الماضي. فلن تكون هذه أول مرة تنفجر فيها ثورات عربية، حيث سبقتها موجتان من الثورات، الأولي جاءت في أعقاب النكبة عام 1948، وأطاحت بالأنظمة في سورية ومصر والعراق واليمن وشكلت تهديداً خطيراً لبقية الأنظمة. أما الثانية فقد أعقبت أيضاً النكسة في عام 1967، وشملت أيضاً العراق ومصر وسورية، إضافة إلي السودان وليبيا. وفي نهاية الثمانينات (في مصر منذ منتصف السبعينات) شهدت المنطقة ما يمكن أن يوصف بأنه نصف ثورة باتجاه الديمقراطية في دول مثل اليمن والسودان والأردن والجزائر والمغرب والبحرين وتونس، ولكن هذه الثورة تعثرت إلي حد كبير بل شهدت في بعض البلدان انتكاسة إلي أسوأ مما كان عليه الحال من قبل.
    وهنا يثور تساؤل مهم لا بد من الإجابة عليه ونحن نستقبل انتفاضات وثورات عربية أصبحت علي ما يبدو حتمية: لماذا تعثرت كل الثورات العربية السابقة وفشلت في تحقيق أهدافها؟ والإجابة عندي تكمن في كلمة واحدة: الديمقراطية، أو بالأحري غيابها. وأذكر أنني أثرت هذه المسألة منذ الأيام الأولي لثورة الإنقاذ في السودان، وهي الثورة التي تابعنا خطوة بخطوة كيف تعثرت قبل أن تتهاوي كسابقاتها، حيث ذكرت حينها أن أي نظام هو بين خيارين، الدخول في مساومات مع شعبه، وهذا ما يسمي بالديمقراطية، أو الدخول في المساومات مع الخارج، وهو ما يحق أن يسمي بالعمالة. الأنظمة العربية الثورية اختارت بدون استثناء المساومات مع الخارج، سواء أكان ذلك مع المعسكر الشرقي أو الغربي. ولم يكن هناك فرق بين نظام وآخر إلا في طريقة الركوع والسجود، بحسب تعبير الشاعر الراحل نزار قباني.
    البعض قد يقال إن خيارات الأنظمة كانت ضيقة أصلاً، لأن الأجنبي كان حاضراً في الداخل أو، كما كان الحال أيام الثورة العرابية، واقفاً بالباب. الوضع كان نفسه في ثورة 1919، وحتي في ثورة 1952. الصراع مع إسرائيل أيضاُ فرض التحالفات والمساومات باعتبارها مسألة وجود في وجه عدو شرس مدعوم دولياً. ولكن الأمر يتعلق باستعداد أكبر لدي العرب لقبول المساومات وأنصاف الحلول، بخلاف ما يشاع من أن العرب متطرفون ولا يقبلون الحلول الوسط. ويمكن أن نقارن مثلاً ثورة 1919 في مصر، مع ثورات الهند وجنوب افريقيا التي تزامنت معها، ولكنها كانت طويلة النفس رغم أن العدو هناك كان أشرس، وفي حالة جنوب إفريقيا كان استعماراً استيطانياً، شبيهاً بإسرائيل. فقد أصرت حركات التحرر هناك علي الاستقلال التام أو الموت الزؤام، حقيقة لا شعاراً فقط وصبرت حتي حصلت عليه ولم تقبل بأي مساومة. بل إن الحال كان كذلك في تركيا القريبة التي رفضت فيها الحركة الوطنية بقيادة كمال أتاتورك المساومات التي قبلها السلطان ببقاء الاحتلال الإنكليزي وحاربت حتي أخرجـــت المحتلين والحاكم المتعاون معهم الذي كان يدعي زوراً وبهتاناً أنه خليفة المسلمين ويصدر الفتاوي (كما يفعل البعض اليوم) بأن محاربة المحتل هي خروج علي سلطة الخليفة الذي منحهم عهــد الأمان!
    ويجب هنا التفريق بين موقف المقاومة التركية بقيادة أتاتورك، والذي كان محل إجماع من الأمة واحتفاء من النخبة، وسياسات أتاتورك المثيرة للجدل بعد ذلك. فقد أجمع قادة الرأي، وعلي رأسهم رشيد رضا وأحمد شوقي علي الإشادة بأتاتورك الذي سماه شوقي خالد الترك ، وعلي شجب الموقف المتخاذل للسلطان.
    الثوريون العرب تميزوا كذلك بموقفهم المصادم الذي جعل الجماهير تلتف حولهم، أحياناً ضد خصومهم التقليديين، بمن فيهم رجال الدين. ولكن بالمقابل نجد الثوريين كانوا في أشد التصلب حين يتعلق الأمر بالتعاون مع القوي الوطنية الأخري، مما جعل خلافات وصراعات القوي الوطنية أكبر معوق للتحرر الوطني.
    من هنا فإن من أهم ملامح الثورة (أو بالأحري الثورات) العربية القادمة هي أنها يجب أن تكون ديمقراطية التوجه، رافضة لأي مساومة مع قوي الفساد المهيمنة أو داعميها الأجانب. ولكي تكون ديمقراطية التوجه فلا بد من أن تستند منذ البداية إلي تحالف عريض للقوي الحية في المجتمع تتوافق فيما بينها علي برنامج وطني مشترك. ولعله من المفيد للنخب العربية أن تسارع أولاً بالقطيعة مع أنظمة الفساد، وثانياً بالبداية في التحرك السريع لتجميع قوي التغيير، وذلك قبل أن يفوتها القطار وينفجر الشارع في انتفاضات عارمة تطيح باللاعبين والمتفرجين معاً.
    9

    تعقيب
    وهنا الافندي بكلمنا عن الثورة الثقافية التي تستهدف وعي الناس
    ولكن هل يا ترى يمكن انجازها عبر الفكر ذي الابعار الذى يتربص بالانظمة الحاكمة
    والفكر ذى الابعار هم الاخوان المسلمين(دكتور جيكل)..والقاعدة(مستر هايد)..وهل يريد اعادة انتاج بعاعيت الايدولجية من شيوعيين وقوميين والذين لا تنبطق عليهم ابدا شروط الديموقراطية وعيا وسلوكا ويعبرون عن مرحلةمنقرضة...وماذا عن الاعلام الكثيف كما ورديء نوعا الذى يغييب الشعوب حتى هذه اللحظة رقص وبهرجة من جانب وملتحين دميمين ومملين يحجونا بالعظات والعبر في اخبار من غبر ..وانظر الي صحيفة القدس العربي نفسها ..10 كتاب فقط يسيطرون علي صفحاتها منذ تاسيسها ولم يدخلها عليهم ليبرالي مسكين حتى اليوم
    فقط قوميين واسلاميين اكرر عشر اسماء فقط

    لا زلنا في حاجة للمزيد من الليبرليين العرب الحقيقيين والمفكرين الحقيقيين وليس اصنام العهد البائد من امثال الترابي والقرضاوي والغنوشي
    بل من امثال نصر حامد ابوزيد وبرهان غليون ومحمد الرميحي..ومحمد سبيلا وعبد الخالق حسين ومنصور خالد وعمر القراي...الخ
                  

12-03-2006, 07:22 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكلم عبدالوهاب الافندي (Re: adil amin)

    لا زال عبدالوهاب الافندي الدكتور الما اكاديمي يقدم عروضه المخزية في الدفاع عن شيخه البارانويد والبائس الترابي عبر الفضائيات العربية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de