يعمل الدكتور «باتريك شارودو» في جامعة باريس - الجنوب ويدير مركز تحليل الخطاب في فرنسا وقد حرر «شارودو» عديداً من الكتب التي جعلته مختصا في تحليل الخطاب وفي الوسائل الإعلامية ،من بينها: خطاب الأخبار الإعلامي (7791)، الخطاب المصادر (7791)، التلفزيون والحرب (1002)، قاموس تحليل الخطاب 2002)، وسائل إعلام الأنباء - استحالة شفافية الخطاب (4002). يتناول كتابه الحديد الخطاب السياسي من زاوية الكلام المستخدم ومن هذه الزاوية بالذات فإنه يعتبر هذا الخطاب ممارسة إجتماعية تسمح للأفكار والآراد والتصورات أن تنتقل في مجال عمومي يتواجد فيه مختلف الفاعلين الذين يرتبطون فيما بينهم باحترام بعض قواعد النقاش والتداول. ولكن الخطاب السياسي يتغذى أيضا بالرغبة بل والحاجة إلى التأثير على الآخرين بما يخلق علاقات قوة تقود في وضع السيادة الديمقراطية إلي استخدام استراتيجيات متعددة وبوجه خاص الاقناع والاجتذاب والتي توظف فيها مختلف «الرساميل السياسة والثقافية والاجتماعية» لرجال السياسية، ومختلف التصورات الاجتماعية القائمة التي تشترط بشكل ما الخطاب، فالصورة التي يريد فيها صاحب الخطاب إبرازها إزاء منافسة ولإقامة علاقة بينه وبين الجمهور الواسع مرتبطة بهذه الوقائع الملموسة. بمعنى آخر فإن المؤلف لايريد تناول هذا الخطاب السياسي أو ذلك سواء أكان خطاب يسار أم يمين، أم كان خطاباً فاشياً أم توليتارياً أم متطرفاً، بقدر ما أنه يهدف إلى تعيين مجال الممارسة الاجتماعي التي يتحرك فيها الخطاب وتوضيح شروط ظهوره وانتشاره كل سلطة قائمة هي «بجزء منها سلطة القول والصورة كما يعبر الكاتب «مارك أوجيه» هذه السلطة تمر إذن بمد وقائع الكلام الذي يستخدم وعبر الانطباع الذهني لدى الجمهور حول السياسي. يطرح مشكلة أساسية: هل الأمر يتعلق بخطاب ينتج في المجال السياسي، أم أنه يتعلق بالسياسة كخطاب، هل الفعل السياسي ثانوي بالعلاقة مع الخطاب، أو أن هذا الأخير يمثل عكس ذلك قاعدة السياسة بما يجعله يشكل بنية فوقية لها وإذا ذهبنا أبعد من ذلك نرى ان مشكلة تناول الخطاب السياسي تطرح قضايا متعددة ألا وهي: الكلام - الفعل - الحقيقة - السلطة وبالتالي تعدد الأبحاث حول ذلك حسب الاختصاصات، فلسفة، أم علم اجتماع، أم علم النفس الاجتماعي، أم العلوم السياسية، أم العلوم الألسنية بحيث يصعب تحديد اشكاليات السياسة والخطاب السياسي. وفي هذا الابد من تمييز بين السياسة والفعل السياسي، فالأولى تتعلق بكل ما ينظم الحياة الاجتماعية باسم بعض المبادئ التي تشكل نوعاً من المرجعية المعيارية. بعبارة أخرى السياسة هي نمط من الوجود لحياة مشتركة يتوافق عليها مجتمع بشكل أو بآخر. والثاني يعني الممارسة السياسية في إدارة شؤون الحياة الاجتماعية عبر علاقات سلطة وسلطة موازية أو مقابلة. إذن وبالتأكيد ان العلاقة بين السياسة والممارسة السياسية هي علاقة جدلية لأن هذه الممارسة لايمكن ان تجري دون المبادئ التي تؤسس السياسة، ولأنه لايمكن تصور السياسة إلا ضمن فاعلية تجعلها محط التجربة والاختبار. ومن هنا فإذا كان الخطاب السياسي يحتاج إلى مرجعية السياسة فإنه يعمل عبر ممارسة اجتماعية للفعل السياسي، ومن خلال مجال عمومي يتحرك فيه داخل النظم الديمقراطية. والواقع أننا أمام هيئتين إن صح التعبير ألا وهما الهيئة السياسية التي تأخذ على عاتقها القيام بالفعل السياسي، والهيئة المواطنية التي تضطلع باختيار ممثليها إلي السلطة السياسية، إلا أن هناك فرقاً بينهما، لماذا ؟ لأن عمل الهيئة السياسية يتمحور على اتخاذ القرار بينما يرتكز عمل الهيئة المواطنية على التفويض. وإذا كانت فاعلية الهيئة الأولى قائمة على «ما هو ممكن» فإن فاعلية الهيئة الثانية قائمة على «ما هو مرغوب». والمهم في هذا أنه لايمكن فصل الخطاب السياسي عن كل من الهيئتين، وبما يجعله لايعني المبادئ والمعايير للحياة السياسية ،وإنما أيضا «مكونات الظاهرة السياسية» برمتها حسب تعبير المفكر الفرنسي «كلود لوفور». وإذا كان لابد من التأكيد على أننا كائنات فردية، فإننا كائنات جماعية بنفس الوقت، أي أنه لايمكن تخيل فرد دون محيط اجتماعي، بنفس الوقت الذي لايمكن فيه تصور ذات إنسانية لا تتميز عن غيرها بشكل أو بآخر. والخلاصة أنه عندما يفتح خطاباً فنحن أمام اكراهات معيارية ومصطلحات لغوية نستخدمها في علاقتنا مع الاخرين في الوقت الذي نمارس فيه ذاتنا الإنسانية، الأمر الذي يفسر في النهاية تناول السياسة برمتها (مبادئ ومعايير وفعلاً أو ممارسة سياسية) عبر الخطاب السياسي بالذات. من ذلك فإن الاتصال الإنساني هو نوع من مسرح واسع تتحقق عليه علاقات البشر، أدواراً معروفة أو متوقعة في بعضها، وأدواراً غير مرئية ولا منتظرة في بعضها الاخر. وفي المجال السياسي، فإن هذه العلاقات هي علاقات تأثير ونفوذ سلطة حسب مواقع وأدوار الفاعلين السياسيين، وذلك ضمن ما يسميه الكاتب بـ«عقد الاتصال السياسي» لماذا ؟ لأن كل خطاب هو نقطة تقاطع بين حقل الفعل السياسي، (مكان التبادلات الرمزية، الحقل المنظم حسب علاقات النفوذ والقوة فيه كما يقول العالم الاجتماعي «بورديو» وبين حقل المنطوق السياسي (مكان الكلام المستخدم مرجعيات وتصورات بين الفاعلين السياسيين). ويحيلنا الكاتب إلى مسألة أساسية، ألا وهي العلاقة التي يقيمها السياسيون مع «المتصور الاجتماعي» أي جملة الرؤى والأحكام والمعايير القائمة في الذهنية الاجتماعية حول الواقع والاخر والعالم. فهذه المنظومة هي التي تقوم بتأويل الواقع وإدخاله عالم المعنى الذي تحتاجه كل جماعة بشرية، وهذا لايعني أن المتصور الاجتماعي صائب أم خاطئ ولكن يعني ذلك أنه يؤخذ من قبيل الحقيقة. وهذا المتصور الاجتماعي من شأنه أن يدخل مجال النظريات والعقائد والايديولوجيات، إنه ما يعتقده الناس على أنه حقيقي ويدركون من خلاله الأحداث والأفعال الإنسانية، بل انه يشكل نوعا من هوية لهم. بمعنى اخر فإن الخطاب، أي خطاب كان مرتبطا بعالم المتصور الاجتماعي المختلط والمتداخل والذي يستعم بعضه بعضاً. وإذا كان المتصور الاجتماعي ليس عقلانياً فإن الخطاب يعمل على إكسائه بالطابع العقلاني مثل خطاب «الصفاء الوفي» أو «التفوق الثقافي» أو «التقدم التكنولوجي» أو «السوق الحرة»....الخ. هذا ما ينقلنا إلى الخطاب السياسي بحد ذاته، لماذا ؟ لأن المتصور الاجتماعي جزء لايتجزأ منه. فمهما كانت الطرق التي تعالج بها هذا الخطاب، فإنها تعيدنا دائماً إلى قيم في الحياة الاجتماعية ،قيم إيجابية بطبيعة الحال، لأنها تتعلق بالرفاه للفرد، والازدهار الاجتماعي، والمساواة، والعدالة... والمسألة هنا لاتتعلق بمصداقية هذه القيم وإنما بقوة الحقيقة التي تكتسيها والتي يجعلها تعلو فوق كل شيء. ولكن هل قوة الحقيقة موجودة في جوهر الحقيقة بالذات أم أنها موجودة في الأثر الذي تتركه في الجمهور؟ في الحالة الأولى تبدو الحقيقة وكأنها بدهية مستقلة، وفي الحالة الثانية فإن قوة حقيقية تعني الاعتقاد بها وكفى. في كافة الأحوال فإن بعض الحقائق تظل موضوع النقاش والسجال في المجال السياسي، بينما إذا أخذ بالحقيقة كأمر على الجمهور، فإن هذا الأمر نفسه مرتبط بالقصور الذي تحمله كل جماعة إنسانية عن نفسها وواقعها والعالم. وباعتبار أن المتصور الاجتماعي متعدد فإن الخطاب السياسي ليس واحداً بالضرورة، لأن بعضه يقيم نفسه على «متصور التقاليد» التي يعتقد بصحتها أو متصور «الماضي الذهبي» أو متصور «الأصول الخاصة» أو «متصور الحداثة» أو متصور «المجتمع الإعلامي» وذلك كحالة مثالية مرغوبة. وهذا التعدد في التصورات الاجتماعية يمكن ان يطرح حتى بالنسبة لمجال واحد فيها. فمثلاً الخطاب السياسي حول الديمقراطية ليس واحداً. هل الأمر يتعلق بديمقراطية تمثيلية وكيف ؟ أم أنه يتعلق بديمقراطية مباشرة وبأية شروط ؟ أم أنها ديمقراطية لامركزية (أقاليمية) أو طائفية (بالنسبة لبعض بلدان الجنوب)؟. هل الخطاب الديمقراطي في حالة أوروبا يعني إقامة فيدرالية دول - أمم أنه اتحاد أمم سيادية تحتفظ بخصوصياتها القومية، أم أنه يعني تحقيق تضامنات لاتحقق وحدة ولا اتحاداً والكاتب يلح على ان الخطاب السياسي كممارسة اجتماعية قد تغير بفعل التطورات التي جرت في المجتمع. تفكك الجماهير الواسعة إلى مجموعات اجتماعية واعية لمصالحها وتدافع عنها، ارتفاع مستوى المعيشة، انتشار التعليم، ازدهار المعرفة، تضارب العلاقة بين النخب والشعب، وجود سلطات وسلطات مقابلة، بروز مجتمع مدني جديد، انحسار دور الدولة الراعية، تضعضه الايديولوجيات الكبرى.. لقد قاد هذا كله إلى متصورات جديدة للحياة الاجتماعية. ولعل خطاب «ليونيل جوسبان» رئيس وزراء فرنسا الاشتراكي عام 1002 يرمز إلى نوعية الخطاب السياسي الجديد، فالأمر لايتعلق بالنسبة له بوجود فرنسا قوية أو حداثية لماذا ؟ لأنه لايمكن ان تكون هناك من فرنسا قوية وحداثية إلا إذا تم العمل ضد الظلم الاجتماعيه.. وإلا بالتضامن بين المواطنين ،وإلا بجمهورية أكثر ديمقراطية، لاتقبل التقسيم وتؤكد على وجودها داخل أوروبا موحدة (السيادة ما فوق القومية) تخدم هوية كل شعب داخلها (هوية قومية). باختيار أنه خطاب يريد الجمع بين التاريخ والجغرافيا ومتطلبات العصر القائم. بهذا يكثر القول حول ان السياسية لم تعد كما كانت في الماضي، إنه لايوجد من قضايا كبرى للدفاع عنها، ولا مشاريع حقيقية لتغيير المجتمع، ولا من نقاش سياسي شامل ومعمق، ولا يوتوبيا جديدة تحرك أوسع الجماهير. وإذا كانت التطورات الجديدة تفسر هذا الواقع، فلابد من الالتفات إلى مفعول وسائل الإعلام الحديثة وانعكاسه على الخطاب السياسي نفسه. فكل مجتمع يحتاج إلى وسيط اجتماعي أي منظومة من القيم التي تعطي الشعور بوحدة اجتماعية وبكينونة مشتركة. ولكي تلعب هذه المنظومة دور الاسمنت اللاحم فلابد أن تكون متقاسمة بين جميع الأفراد ومن أجل ذلك فإنها تحتاج إلى دعامة أو هيئة اجتماعية تسهر عليها متمتعة بذلك بنوع من الهيبة والنفوذ. ففي القرون الوسطى كانت الكنيسة هي التي تؤمن انتشار «الأخلاق الدينية»، وفي القرن الثامن عشر قامت المنشأة الإنتاجية ببث «أخلاقية العمل» وفي القرن العشرين قامت وسائل الإعلام بتعميم «أخلاقية الاتصال». لقد أصبحت هذه الوسائل «الآلة» الجديدة لحركة المجتمع، إعلاماً وتحليلا وشرحا واتصالات ومسرحة للحياة الاجتماعية واجتذابا للجمهور. علاوة على ذلك فلقد أصبحت في وضعية طرح المسائل التي تريد وحلها وبالشكل الدرامي الذي تنتهجه وعبر أنماط الإخراج التي تقدمها للوقائع والأحداث. إنها تبني رؤية للعالم بحيث أصبح من الصعب التفريق بين ما هو واقعي وما هو خيالي، والتمييز بين العقلاني والانفعالي، والفصل بين الحقيقة وبين ما يتراءى حقيقة، والعزل بين المجال العام والمجال الخاص في الحياة الاجتماعية، والتباين بين الزمن الإعلامي وبين الزمن السياسي.
01-05-2006, 10:13 AM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128
بعد الاطلاع علي الدراسة القيمة اعلاه لناخذ نماذج من هذا الخطاب المازوم..وهو في الغالب خطاب ايدولجي سمج...يريد اعادة انتاج الازمة وغالبا في زمن ثورة المعلومات مايفقد انظمة الطاووس مصداقيتها ويزيد في توسيع الهوة بينها وبين الشعوب التي اضحت تتلقي الاخبار من اكثر من مصدر يمثل الثالوث الحاكم المتسبد الذى يطل في مطلع كل عيد ليخبر الشعب عن المدينة الفاضلة التي س يعيشون فيها وربط الحزام وغض الطرف عن الفساد..ثم رجل الدين الذى يسوق الانظمة دينيا...واخيرا المثقف النتهازي الذى يقوم بدور حائك الامبراطور خير قيام(قصة فرعون وقلة عقله في كتاب القراءة السودانية ) والان لناخذ نماذج قليلة من العراق القديم....سوريا....السودان....البورد 1-العراق القديم: عندما كانت الايام الاخيرة للطاووس شاهدنا الجماهير وءامة المساجد والصحاف..وفضائية الجزيرة يروجون لخطاب مازوم مرده(سينتحر التتار على اسوار بغداد) نعود لهذه الجملة بين الحاصرتين...هل انتحر الان اوقديما التتار على اسوار بغداد؟
2- بعد انشقاق عبدالحليم خدام من نظام البعث العلوي السوري...انبرى له الجميع وجعلوه سبب كل الرزائل والممارسات الوضيعة للنظام السوري داخل وخارج سوريا..ووصموه بالخيانة...وانه عرقل الديمقوراطية ايضا ولم يستح رئيس اتحاد الكتاب العرب ان يمجد بحمد الرئيس الدكتور الذى بلغ الحكم صبيا(عدل له الدستور) ينعت خدام بافظع النعوت...لاحظوا رئيس اتحاد الكتاب العرب وهذه طبعامؤسسات خربة تتبع لانظمة وليس للشعب...وتنتج الابداع الرسمي الميت الذى لا يمجد الحرية ولا الانسان السوري النبيل والان للنظر لمفردة خيانة في الخطاب البعثي المازوم؟ هل الانحياز للشعب او الاعتراف بجرائم النظام خيانة؟ 3- عندما نجح انقلاب الترابيين سنة 1989 وجاءو بكل من هب ودب من عربان وعجم للسودان واطلقو شعوبيتهم الزائفة المستنسخة من الفكر الماركسي(يا عمال/اسلاميين العالم اتحدوا) واعلنو حرب مقدسة ضد ابناء السودان في جنوب السودان وجبال النوبة..وصحافهم الرائد يونس الذى باع واشترى في انظمة الجوار..وتمت حروب ذات ممارسات وضيعة يستحي الشيطان نفسه عنها..كان العربان يهللون ويكبرون لمحاربة الكفر في السودان...ولكن مع مرور الزمن وانشقاق النظام واضحى الدين عضين وافرز حرب الفجور في دارفور وشرق السودان...اراد النظام ان يسوق خطابه المازوم..عن الحرب الدينية..وظن العربان في الخارج اللذين يستمدون وعيهم من ابواقهم الرسمية والمساجد ان دارفور بها مسيحيين.. ثم تطور هذا الخطاب العاجز بعد فشل في تسويق الاسلام في ازمة دارفور الي تسويق العروبة المفتعلة في السودان ولازالت تداعياته ممتدة حتي لان في تعثر المفاوضات في ابوجا 4- اما الخطاب المازوم في البورد وللاسف ممتد حتي 2006...لمجرد ان قمعت الشرطة المصرية المعتادة علي القمع وهو ممارسة منهجية ومستمرة في النظام العربي القديم من المنامة الي الرباط..ظهرت عناوين ذات بعد تاريخي وللاسف مزور لتبخيس المصريين والحط من قدرهم ..وامتدت الاساءة لكل مصر شعبا وحكومتا...برغم ان مصر تاوي 3مليون سوداني و23 الف لاجيء بالاضافة للذين تاجرات بهم المعارضة وماتو غرباء في طرقات المهندسين ثلاث الف..ولم يتناول احد الحدث بصورة موضوعية او علمية او يطرح الحلول الممكنة...لان الازمة لازالت قائمة وهؤلاء يعانون من مصاعب مالية الان ونتمني ان تظهر كتلة جديدة في الوطن العربي لتفصل العلم عن السياسة ..ليس الدين فقط...حتي تريحنا من السياسيين وادمانهم للفشل... ولازال هذا الخطاب المازوم مستمر في شكل العناوين الفاقعة والمخزية التي تزين الصفحة الاولي الان..ان سياسة الفعل ورد الفعل هو اكثر ما يميز الخطاب السياسي السوداني المازوم والعربي ايضا حتي اشعار اخر(الولولة والشجب ثم النوم مرةاخري لحين ظهور فاجعة اخرى) ...اما انعكاساته فهي سيظل يخيم مثلث الجهل والمرض والتخلف طالما نظن في وعينا المغييب ان عدونا هو امريكا واسرائيل...وليس انفسنا التي بين جنبينا...(وان الله لا يغيير ما بقوم حتي يغيرو ما بانفسهم)...ويرحم الله جون قرنق عندما قال التحرر من (شنو) وليس من (منو) *********** اذا اردت محاورة شخص ذكي... اخلو الي نفسي برنارد شو
الاخوة الاعزاء اود ان اخبركم عن اعلام الانظمة الشمولية وحالة الوعى المستلب..فى النظام العالمى القديم..فى قصة لكانديرا.(انها لمهمة شاقة جدا العيش وسط هذا الابتزال)..كان الامريكى الذى يريد ان يسمع صديقته التشيكية موسيقى الروك..يجد انها لا تستجيب للموسيقى بل تبدى رغبة فى عدم سماع الموسيقى من اصلها وتصاب باكتئاب شديد ..ويعرف القارىء انها كانت تعمل فى معسكرت الشغيلة والميكروفونات تنعق بالاغانى الثورية ليل نهار على راسها ..لدرجة انها افسدت ذوقها تماما..وطبع هذا النوع من الاغانى بكون من النوع الذى يعانى من شعب السودان فى زمن ثورة المعلومات من بوق ام درمان 14 عاما حسوما(نحن جنود.. نحن اسود )..((ويسالون الله ليل نهار ان يميط عنهم الاذى*..كما نوه منصور خالد فى جريدة الشرق الاوسط.)).بينما يبيع الاطفال اجهزة الرسيفر فى جولات السيارات فى اليمن تصبح هذه الاجهزة من المحرمات وعزيزة المنال طالما هم تحت الوصاية من اهل الورع الزائف فى السودان وايران..اما فى عراق صدام حيازة موبايل عقوبتها اعدام.. فى النظام العالمى القديم وقبل ان ينهار الستار الحديدى..يعيش الناس على بوق للدعاية والاكاذيب..قال سميرنوف الممثل الكوميدى السوفيتى..للتلفزيون الامريكى بعد ان هرب اليها انه فى روسيا لديهم قناتين ...الاولى تبث مارشات عسكرية وانتصارات الامة السوفيتية على النازية..ولما ساله مقدم البرنامج الامريكى:وماذا يبث فى القناة الثانية..قال لا ادرى..لاننا كل ما انتقلنا الى القناة الثانية وجدنا رجل فى الكى جى بى يتطاير الشرر من عينيه ينهرنا ويامرنا بالرجوع الى القناة الاولى..اخبروه بانهم فى امريكا يمكنه ان يذهب الى البيت الابيض وان يسب الرئيس الامريكى..رد ساخرا..ايضا فى روسيا يمكنك ان تذهب الى الكرملين وتسب الرئيس الامريكى.. السؤال:هل كان ذلك مجدى؟ انهار الاتحاد السوفيتى وانهارت نظرية الاعلام الشمولى والزبد يذهب جفاء وانتصرت المجتمعات الليبرالية الحرة واختفى اعلام البوق الا فى محور الشر والفشل كوريا وايران والسودان وسوريا وليبيا..الخ..فعلا انها لمهم شاقة العيش وسط هذا الابتزال فى زمن ثورة المعلومات *********** كلما تحركت دولة شمولية فى محاولة لحجب المعلومة فى زمن الانترنت .زادت من عزلتها الشعبية والدولية ..وتذكرنى قصة فرعون وقلة عقله فى كتاب المطالعة ..الفرعون ماشى عريان..تيكا..والعالم كلو شايفو عريان وهو قايل نفسو لابس هدوم مخيطة من الذهب..وهذه حالة السودان اليوم..تلوك فضائحه السياسية والاجتماعية والمالية كل اجهزة الاعلام فى العالم..بينما يتنمرون على موقع قبيلة سودانيز اون لاين الالكترونية والتى تعيش فى معالم لا نهائية حنين دفاق حنان زاخر وفيض يا شوقي ما ترتاح..وياريت افضل دوام ساير معليش يا بكورى ويا اخوانى فى هذا الوطن الاكترونى ..القصة صعبة عليهم..وللديموقراطية غصة..ولا يمكن للاديولجيين ابتلاعها بما كسبت ايديهم ..وهناك مثل يمنى يقول(يموت الزمار واصابعو تلعب) ************ من يسىء الى السودان؟الذى يمارس الاعمال غير المسؤلة والوضيعة..ام الذى يكتب عنها؟ ************* الحمدالله على كل حال..هذا العمل المشين الذى قام به النظام وحدنا جميعا..واليوم نعود احباب زى ما كنا..ونجعل من منبرنا سودان جديد نباهى به العالم بما ننشره من كافة ضروب الكتابة ..والكتابة من ارفع النشاطات الانسانية
01-07-2006, 08:46 AM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128
Quote: اراد النظام ان يسوق خطابه المازوم..عن الحرب الدينية..وظن العربان في الخارج اللذين يستمدون وعيهم من ابواقهم الرسمية والمساجد ان دارفور بها مسيحيين.. ثم تطور هذا الخطاب العاجز بعد فشل في تسويق الاسلام في ازمة دارفور الي تسويق العروبة المفتعلة في السودان ولازالت تداعياته ممتدة حتي لان في تعثر المفاوضات في ابوجا
وطبعا الانعكاسات الاجتماعية لهذا الخطاب جاءت بنتائج سلبية عبر الزمن زادت من عزلة النظام ...والمعروف اهلنا البسطاء في دارفور...وفطرتهم الطيبة هي بوصلتهم في التعريف بما هو الدين وما هو غيره..ورغم ان الجبهة الوطنيةاستغلت الوازع لديني لهم منذ الاستقلال حتي الان...ولكن مرارة التجربة حررتهم واسوق لكم هذه القصة عن صديقي (ا.ي) من ابناء دارفور طلب مني نشرها ..صديقى هذا كان من المتعاطفين مع الانقاذ في بداياتها(الحقبة الترابية )..ولكن مع تداعيات الزمن استبصر كثيرا وعندما عاد الي السودان ووجد قريتهم محترقة ..اخبرني انه اخذ والدته الي الفاشر ثم الي الخرطوم...ولكنها ما لبثت ان وجدها يوم صباحا تنخرط في بكاء مرير...وقالت ليه (يا ولدي الخرطوم ما بتنفع معاي ان عافية منك دنيا واخرة ...رجعني للبلد لزراعتي...والاعمار بيد الله..وناس حركة تحرير السودان ولادي..وما بسو لي شي)....وقال رجعتها للاماكن المحررة وترك زوجته واطفاله معاها .... لقد عرف المواطن في كل السودان بعد تسونامي الساحة الخضراء(السودان الجديد)...ما هي مطالبه ومن يحققها له...وايقظتها الحقيقة المرة من الوهم لجميل كمايقول ود قاسم هذه الام بالتجربة عرفت ما يحدث في بلادها.. ومن يحقق لها مطالبها من حياةحرة كريمة
وحتي لا يتهمنا احد المحسوبين علي دارفور بالتحامل عل الحركات المسلحة في دارفور ولكن..نحن ننتقد الاسلوب والصراع والفجور في الخصومة الذي شرد الملايين..ولازلنا عند حد رائينا بفصل العلم عن السياسة حتي يتم معالجة الجوانب الاكولجية (الجفاف والتصحر) وان تطور الحركات االمسلحة خطابها ومشروعها السياسي حتي يحترمها السودانيين وغيرهم...ثم متابعة تزويج ملكة هولندا بالامير موسى هلال...الذي اضحى حتما مقضيا
01-14-2006, 02:51 AM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128
يظل الخطاب السياسي يدور في مرحلة الايدولجية والوصاية علي الشعوب في زمن ثورة المعلومات. يحاكي قصيدة البياتي(الطاووس).وبذلك يخرج من اطاره الموضوعي كخطاب يدعو الى نهوض الي خطاب يثير الشفقة بل حتى السخرية والضحك ايضا كما حدث قبل سقوط صنم بغداد من قبل الصحاف ولازال هناك 22 صحاف من المحيط الي الخليج..وحتي لا تصدا ذاكرة الشعب السوداني المغييب نعرج على الرائد يونس في حقبة دولة بنو تغلب الترابية ووهذا الخطاب الذي فككك نسيج المجتمع السوداني وايقظ الهويات الصغرى..في دولة تركها الانجليز عليى طريق الدولة المدنية الحديثة..اذ بقدرة قادر تخرج حروب البسوس وداحس والغبراء في الغرب والشرق والجنوب..ثم يستمر هذا الخطاب المازوم في اعادة انتاج نفسه من جديد في السودان وفي المنبر الحر...عبر وسائل الاعلام المحتكرة..التي تعبر عن مرحلة ..لم نستطع تجاوزها بعد...ويسبب تداعيات مجتمعية قد تقود الي اختفاء الدولة السودانية علي المدى البعيد...اذا لم يتداعى اولي الفكر الثاقب والورع لاحتواء هذا الامر...وهم عملة نادرة هذه الايام ************ مدن يضربها الزلزال واخرى بالطعاون تموت والطاووس بلا خجل يظهر عورته للناس
04-02-2006, 05:47 AM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128
بالامس في العربية شاهدت مجزرة حزب الوفد المصري وتصريح العوانس في فضائية الجزيرة والصاقها بالحزب الحاكم سبق ان قلنا في هذا المنبر ان احزاب المعارضة العربية نفسها مازومة من المحيط الي الخليج وغير ديموقراطية في بوست في ارشيف 2005 وللاسف صدرت مصر لنا البلطجة مع الاحزاب القادمة منها شيوعيين حدتو واخوان مسلمين وناصريين وسممت المجتمع السوداني المدني وافسدت ما اصلحه الدهر... وكان حقو مصر فقط تصدر لينا كهرباء من السد العالي منذ انشاءه فقط ...ونقول ليهم سعيكم مشكور وما كانت اتعذبت البنت الجنوبية في بروفالي ده وهذا الخطاب المازوم التي تقدمه احزاب المعارضة العربية وهي مزيج غريب من الايدولجيين والمتناقضين...لا يعجل ابدا بنشر الديموقراطية في المنطقة المغيبة الشعوب والحديث ذو شجون
والوطن العربي والسودان بين وعيين الان سمكرة سامعني ولي اقول كمان
05-04-2006, 04:57 AM
adil amin
adil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 38128
الخطاب المازوم له ملامح عدة 1- خطاب منفصل عن الواقع المباشر للناس وغير علمي 2- خطاب يقدم الاستعلاء العرقي او الديني كفضيلة..ويفككك الدولة القطرية 3-خطاب صاحبه غير متصالح مع نفسه ومحاط بحلقة شريرة تزين له باطله
الاثار المباشرة له في المجتمع 1- الحروب الاهلية 2- الجفاف والتصحر والمجاعات 3- النزوح الداخلي والخارجي
معالجته بخطاب حر ومضاد وتوفير وسائل ووسائط الاتصال الجماهيري..لان هذا الخطاب المازوم يؤثر في الاميين والمواطنين العاديين
ومن اكبر ملامح الخطاب المازوم هو ما تشاهدوه في فضائية السودان والبث المباشر وفضائية المستقلة والجزيرة والمنار...واعادةةتسويق الايدولجية في زمن ثورة المعلومات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة