دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها
|
بقلم عبدالوهاب الافندي-القدس العربي
اثارت ملابسات وعواقب عقد القمة الافريقية في الخرطوم الاسبوع الماضي جدلا واسعا في الاوساط الدولية الاقليمية والسودانية، يكاد يكون انحصر كله في دور الدولة المضيفة (السودان)، بينما اغفل او كاد يغفل تماما لب القضية، وهو مسار الاتحاد الافريقي الوليد وما تمثله هذه القمة بالنسبة لافريقيا، وما نتج أو ما كان من المفروض ان ينتج عن القمة من قرارات. صحيح ان مسألة استضافة القمة من قبل السودان لم تكن غير ذات علاقة بمضمونها. فالوضع في السودان ظل لفترة طويلة يعتبر احد اهم قضايا القارة، بل كان يحتل المرتبة الثانية في الوجدان الجمعي الافريقي بعد النظام العنصري في جنوب افريقيا. وبعد تصفية النظام العنصري هناك، اصبح السودان يحتل المرتبة الاولي عند الافارقة، حيث كانت دول عدة، من ابرزها ناميبيا وزمبابوي وتنزانيا ويوغندا وزامبيا واريتريا وكينيا تساهم في تسليح التمرد في الجنوب وتقديم الدعم السياسي والمالي واللوجستي له باعتباره نضالا افريقيا مشروعا ضد الهيمنة العربية . وقد تعمقت هذه النظرة اكثر بعد كارثة دارفور التي تفجرت في نفس الوقت الذي بدا فيه ان ازمة الجنوب المزمنة في طريقها الي الحل. ففي الجنوب كان هناك بعد ديني يتطابق مع انقسامات اخري في القارة الافريقية بين المسلمين والمسيحيين. ولهذا كان بعض مسلمي افريقيا يتعاطفون نوعا ما مع اخوانهم في الدين في شمال السودان. اما في دارفور التي غاب فيها البعد الديني واصبح البعد العرقي وحده هو الظاهر، فان الافارقة توحدوا الي حد كبير حول موقف مناهض للحكومة السودانية. وفي ضوء هذا الاستقطاب فان مجرد عقد القمة في السودان تحت الظروف الحالية لقي معارضة لا يصعب تفهمها. وبالمقابل فان انعقادها في الخرطوم يمثل انجازا سياسيا كبيرا للسودان، تحديدا بسبب هذه المعارضة. وتعتبر المطالبة بعد ذلك برئاسة الاتحاد الافريقي من قبيل الطمع. ولعل من وجهوا سهام النقد للحكومة واعتبروا ما حدث صفعة كبيرة للسودان، واهانة للكرامة الوطنية، غفلوا عن هذه الابعاد. المنتقدون كانوا علي حق ربما في التشكيك في كلمة قرار استضافة القمة في الاساس، لانه لم يكن من الصعب ادراك عواقب هذا الامر في وقت تواجه فيه البلاد ازمة مثل ازمة دارفور هزت صورتها الدولية بشكل لم يسبق له مثيل، وفي ظل التصور المهيمن لهذه الازمة باعتباره ازمة اضطهاد للعنصر الافريقي في السودان. وقد كان السودان واجه لأزمة مماثلة فيما يتعلق بمنظمة دول شرق افريقيا المعروفة بـ ايقاد (IGA)، والتي كان عضوا فيها، ولكنه اضطر اكثر من مرة للتخلي عن دوره في استضافة قمتها بسبب التوتر الكبير مع عدد من دولها، خاصة يوغندا واريتريا. ولكن الاوضاع تغيرت بعد ذلك بحيث تمكن السودان من استضافة قمتين متتاليتين للمنطقة (2001، 2002)، كما تم قبول مرشحه لامانة المنظمة. وقد كان هذا التحول هو تغير موازين القوي في المنطقة، اضافة الي التغييرات الداخلية في النظام. فقد ادي اندلاع الحرب بين اريتريا واثيوبيا في عام 1998، وانشغال يوغندا في حرب الكونغو الي تصدع التحالف المناوئ ـ كما ان تحول السودان الي دولة نفطية في عام 1999 والتخلص من الشيخ حسن الترابي واقصائه من الحكم مساهما في تغيير النظرة الاقليمية والدولية للسودان، واعطاء الانطباع بانه اصبح اكثر اعتدالا. ومما لا شك فيه بان ثروة السودان النفطية كان لها دور في التأثير علي قرار عقد القمة في الخرطوم، اضافة الي انجاز اتفاقية السلام في الجنوب العام الماضي. فحتي من الناحية اللوجيستية احتاج السودان الي انفاق عشرات الملايين من الدولارات لتأهيل البنية التحتية (المطار، الطرقات) اضافة الي بناء وحدات سكنية لاستضافة الزعماء المتوافدين. فالخرطوم ما تزال تفتقد الي الفنادق والتسهيلات الاخري التي تجعلها مؤهلة لاستضافة مثل هذه الاجتماعات الدولية. اتفاق السلام في الجنوب ايضا سهل الامر، ولكن شبح دارفور المخيم كان له رأي آخر. وفي بادئ الامر كان للازمة بعد يحسب لصالح الخرطوم وهو ان ازمة دارفور اصبحت محور اول مهمة حفظ سلام للاتحاد الافريقي. وكان من شأن ذلك ان يشجع الاتحاد الافريقي وقياداته علي التقرب من الحكومة السودانية حرصا علي نجاح هذه التجربة. ولكن الشعور العام بالاستياء من الموقف السوداني، خاصة بين المنظمات المدنية وفي الاعلام ولدي بعض الزعماء الافارقة كان يتصاعد لدرجة تغلب معه علي هذا الاعتبار. وبما ان لازمة دارفور بعدا عالميا يتمثل في التعبئة الواسعة وغير المسبوقة التي شهدها الرأي العام الغربي، ومع استمرار تقارير الامم المتحدة والمنظمة الانسانية علي التأكيد علي استمرار تدهور الاوضاع هناك، فان الدول الكبري انتفضت بدورها ضد مشروع عقد القمة في الخرطوم ـ وبما ان الاتحاد الافريقي وكل دولة لا يسعها اغضاب الدول المانحة ، فكان لا بد من هذا الموقف. والنتيجة هي ان الجدل حول السودان استحوذ علي ما تناوله الاعلام عن القمة التي بدا انها لم تناقش شيئا آخر ولم تنجز شيئا. وقد لا يكون هذا الاحساس بعيدا عن الواقع، فالقمة قد ناقشت قضايا ومقترحات كثيرة، كان من ابرزها مقترح سوداني بانشاء يونسكو افريقية ، اضافة الي قضايا التكامل الاقتصادي والامن والسلم في افريقيا، وفض النزاعات، والنقل والمواصلات وغيرها. ولكن ما تحقق في هذه النقاشات لم يكن مدعاة للاحتفال. الاتحاد الافريقي يعتبر مشروعا طموحا مقارنة مع منظمات مماثلة (الجامعة العربية مثلا) حيث يدعو الي تسريع التكامل بين دولة (من بين الاوراق التي ناقشها المؤتمر ورقة تقدمت بها ليبيا حول تسريع خطوات قيام الولايات المتحدة الافريقية ). ولكن ـ وبما ان ليبيا ذكرت في هذا المقام ـ فان البعد بين الطموح والواقع يذكرنا بشعارات الوحدة العربية التي كان من يطلقها هم عينهم الذين سببوا اكبر الضرر لقضية الوحدة. وهكذا اصبحت لقاءات القمم الافريقية اشبه بتجارة الاوهام، تناقش فيها اقتراحات براقة وتتخذ قرارات كبري، ولكن الواقع هو الواقع. وفي هذا الصدد فان تجربة دارفور تقف دليلا علي هذه المسافة بين الطموح والامكانات. فالاتحاد الافريقي انبري للتصدي لهذه القضية، وتعهد بحفظ الامن والسلام ورعاية المفاوضات. ولكن القوات التي وصلت هي بالكاد قادرة علي حماية نفسها، وبالكاد تتمكن من احصاء عمليات خرق وقف اطلاق النار، ولا تبذل مجرد الجهد للتصدي لها. وتحتاج هذه القوات لطائرات اجنبية لنقلها الي دارفور والي تمويل خارجي لبقائها هناك. وليس لديها معدات كافية، وتسليحها لا يزيد علي الحد الادني. وقد تصدقت كندا علي هذه القوات في العام الماضي بمركبات مدرعة، وما يزال مناديها ينادي حفظ سلام لله يا محسنين ! ولهذا السبب فان المحسنين قرروا ان يتولوا الامر بانفسهم بدلا من الاستمرار في الانفاق علي عملية خاسرة. وهكذا تكون دارفور تحولت الي انتكاسة لجهود الاعتماد علي الذات في افريقيا بدلا من ان تصبح نموذجا تفخر به القارة. وبالمثل فان المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الافريقي ما تزال تراوح مكانها دون تحقيق تقدم يذكر. هذا لا يعني ان القارة الافريقية لم تحقق تقدما في مجالات عدة بدءا من السودان نفسه الذين تحقق فيه سلام جزئي ويبدو مقبلا علي نهضة اقتصادية. فقد انتشرت الديمقراطية في معظم ارجاء القارة، واصبح الاستقرار لا الحروب والنزاعات هو الطابع الغالب علي اكثر دولها. ولكن هناك فرقا بين ملاحظة ان القارة تتعافي تدريجيا من نكباتها، وان يقال انها جاهزة لكي تصبح الاتحاد الاوروبي الآخر، ان لم يكن لسبب فلان القارة تضم بعض دول العالم العربـــي، ومنها الدول المغاربية واتحادها الذي اصبح آية للعالمين في البعد عن كل ما له علاقة بالاتحاد والوحدة. بنفس القدر فان الجدل الدائر في الخرطوم الان حول من هو المسؤول عن الكارثة الدبلوماسية التي جلبها عقد القمة وتحولها الي فضيحة للسودان بدلا من فتح جديد، هذا الجدل يستند الي نفس الاوهام التي سوقها الاعلام الرسمي واشتراها الآخرون، ذلك ان تحول النظام السوداني من مرتبة شارون عند الاخوة الافارقة الي رتبة رابين لا تعني فتحا مبينا، وانه من المتوقع في هذه الحالة ان نسمع اصواتا افريقيا تنتقد الدولة تجاه السودان، خاصة بعد كارثة دارفور التي جعلت وضعنا ينتكس الي رتبة سلوبودان ميلوسوفيتش وميليشياته العربية في البوسنة. فالنظام السوداني هو حاليا تحت المراقبة بضمانة حسن السير والسلوك، وعلي اساس اتفاقية تصفية ذاتية، والمحكمة الجنائية الدولية تتحرك بنشاط لمحاكمة كبار مسؤولين تحت طائلة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية. وتحت هذه الظروف فان الترويج الي ان السودان اصبح زعيم افريقيا غير المتوج وان ادارة بوش اصبحت مولهة بحبه هو من قبيل خداع النفس الذي برع فيه البعض وبنفس القدر فان مجرد التطلع الي دور خارجي، ناهيك عن زعامة اقليمية لنظام يجد صعوبة في ادارة شؤونه الداخلية، ويعجز عن ادارة الحوار بين انصاره قبل خصومه، هو بداية حسابات خاطئة تؤدي الي مثل هذه الكوارث. وهو امر لا يجب ان يثير الانزعاج والاستغراب الا عند من غرته الاوهام في المرتبة الاولي.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القمة الافريقية وتجارة الاوهام في الخرطوم..وشهد شاهد من اهلها (Re: adil amin)
|
من المعروف ان الاديان الابراهيمية الثلاث(اليهودية-المسيحية-الاسلام) وافدة علي افريقيا..وقد مرت بمرحلة تعاقب الاديان في تشكيل الثقافة والحضارة الافريقية وايضا الحضارة السودانية.. لقد كانت اليهودية في الحبشة ثم جاءت النصرانية التي انتشرت في افريقيا قبل الاسلام..وارتبطت بالكنسية القبطية..ثم جاء الاسلام مع هجرة القبائل العربية ومشايخ الصوفية وايضا في شمال افريقيا بواسطة الجيوش عبدالله بن ابي السرح وموسي بن النضير وعقبة بن نافع ..
اما في عالمنا المعاصر 1- فان الايدولجية الصهيونية حولت الدين اليهودي الى وسيلة انتاج 2- فان الايدولجية الصليبية حولت الكنيسة والمسيحية الى وسيلة انتاج 3- فان الايدولجية الاصولية -اخوان مسلمين -سلفية حولت الدين الاسلامي الي وسيلة انتاج وللاسف هيمنت فئات قليلة من متعلمين افريقيا علي السلطةوالثروة وبمباركة الدول الغربية الاستعمارية اللذين صنعوهم تماما كما يصنعو الروبوتات .. وباوهام مزعومة عن الاديان تضلل بها الشعوب المغيبة .. وحتي ديموقراطية الغرب اشبه بدكتور جيكل اند مستر هايد...فعندما يتحدثون عن حقوق الانسان والاعلان العالمي داخل حدودهم ..لا ندري اي انسان يعنون..وهم سبب تعاسة الشعوب الافريقية بطريقة مباشرة في الزمن الكولنالي وحروب الابادة خارج حدودهم ..وثم بطريق غير مباشر بصناعة الانظمة الفاشلة والفاسدة والفاشية..بصرف النظر ان كانت شمال الصحراء او جنوبها...فالقبح والا ستبداد ملة واحدة كل الافريقيين يفرون من جحيم هذه الانظمة عبر قوارب الموت ان الجوع والتشريد هو وصمة عار في جبين النظام العالمي القديم..40 مليون لاجيء ايضا مجلبة للعار.. وتتركز ثروات العالم عن 10% فقط من سكانه ويبقى 90% يعيشون تحت خط الفقر..يعيشون فقط لان الموت لم ياتي بعد فلماذا هذه القمم التي تعلو علي المزابل التي تسمي الدول الافريقية؟
| |
|
|
|
|
|
|
|