لك .. الأيّام .. وقد أوقفتها-قطعاً-عليك. فما مضى منها .. كان مراسم إستقبالٍ لوجودٍ منك .. ألهب ظِلّ أوقاتي ..فما رأيتُ من يحتفي بنارٍ كإحتفاء حريقي .. بك! ألا تذكر ؟؟ اهتزاز انخاب الحذر .. عند الكلام ..و..الكلام أيضاً! أم غاب عنك ضحك الأيّادي .. عندما تحاذي .. الوجوه .. ولا ..تُلامس! كبريتٌ لا أدري كيف تمكنت من أن تأتي به من ماوراء توقّعي .. وتُقرّبه ..من حديثك ..وإحتمالاتي ..فأشتعل. لم أر حريقاً يلِد خضرةً .. إلا معك. دعك من الكبريت .. وأين كان .. ومن أين .. أتى .. من أين أتيتني أنت؟؟ لاتجيب وأحب احتراقي .. بفعلك.
أمّا ماكان منها .. -الأيّام- معك ..غيّبتني أنت .. فسألتُ ذاكرتي ..فأخبرتني أنّها ماعادت تذكرُ ..غير أنّ الزمنَ قاسمني إيّاك .. فيه .. وأنّ مانابني من القسمة -بقلته- أهداني دهشةً لازالت تُفغرُ فاه أرجاء ذاكرتي. أنا حاولت إعادة رسم شفاهها .. حادثتُ .. انفراجها .. ألححتُ على دهشتها العُليا أن تنام على سفلاها .. ومافعلت. لو أنّ الحضور .. قبّلها .. لأطبقت .. ونام بعضها .. على بعضها .. وغطّاها .. الخَدَر.
رأفت لحالها .. فتركتها في ذهولها .. بك ..-أعني الذاكرة- .
لا تسألني عن مابعدك .. ضائعٌ .. ضائع. طفلٌ أضاع أبويه في الزحام .. ومادرى عنه أحد وتطاولت على حدودِ رؤيته القامات فبكى بحثه قبله أتستطيع أن ترى عينيه حينها؟؟ أتحتمل رؤيتهما؟؟ فمابعدك .. ك عينيه. أراك فلا تشيح بوجودك ..بعيداً.
الأيّام ماأنصفتني يوما .. معك .. وما منيتُ نفسي بإنصافها.. لو أنّها فعلت .. لما احتمل الحِسُّ وجوداً كاملاً .. منك .. لايُقاسمني فيه .. زمنٌ ولا احتمال! لإنهارت زواياه .. ولما إستطعتُ لها ترميماً .. أنت لاتحب الخراب.
ف..رويدكـ لا تأتني مُحكم الإنتباه .. أحتملك منشغلاً .. أنت تُلغي انشغالي. لاتأتني كامل الوقت .. أحتملك ولي في وقتك ..بعضه .. فراعي إحتمالي. وإن كانت عدم مراعاتك ضربٌ فريد في إثارته ..من لذيذِ العذاب.
أعلم أنّك مغرمٌ بالترتيب .. فلماذا تزرعُ فيّ .. الفوضى ؟؟ أن تقف في منتصف أرضٍ ملساء .. ناعمة كملامستي لطيفك (- أعلم أنّ طيفك يسرع حال ذهابه منّي إليك فيخبرك مادار بيننا فلاتدعي انفصاله عنك-) تقف .. وتبعثر ذرات قمحٍ من بعدٍ محاذٍ لقامتك ..حال القمح -حينها- هوّ مايفعله وجودك ..فيّ. أعلمت الآن لماذا أجيئك حاملةً عصافير .. الحذر؟؟
وخذ عني .. أن تجد من يحيطك كرداءٍ دافئ في مدينةٍ ماطرة يعصف بك قاطنوها قبل عواصفها .. هذا حضورك. لاشك عرفت كيف أجدني عند إرتدائك .. تضيّعني العواصف.
فيالتناقض ماتغمرني به عند كل لقاء ..ويالثوابت العواطف.
للسفر متعةٌ تُغريني بحزم حقائبه.. لديك. وأنا ماضاعت حقائبي إلا في محطاتك الأخيرة .. يكفيني ماعبرت.. للموت رهبةٌ تُثنيني عن طلب المزيد .. معك.
أن أجلس وحدي .. فهي دعوة لأن تفتح الذاكرة ممرّاتها .. وأن تفعل .. هي .. فهو إستدعاء عاجل .. لك. لك فيها كل المدن بحدودها .. لك فيها الظلّ والضوء .. والشجر .. وحدك تُخبئ مفاتيحها .. وحدك تغلقها .. وتُعلن فتح مخابئها. يالوقع خطوك .. في ممالكك .. موسيقاه ..عازفي.. كصوت .. إبتسامي .. ناضرٌ .. مورِقٌ .. حاضر. ربٌّ .. من الفرحِ .. والنشوة. كل منحنى غمرك فيه الفرح .. هناك.. أغرقني .. أغرقني عميقاً .. عميقاً هنا .. لاينتشلني من بينك .. إلا صوت الغياب .. يهزُّ أكتاف ماكان منك .. .. تَكِلُّ .. يداهُ .. ولا أصحو. كم أحب النومَ بين تفاصيلٍ جمعتني .. بك.
فلمَ أراك دائم اليقظة؟؟
لُمت الحلم .. فأقسم أنّه أرسل بدعواه لك. أناإنتطرتك هناك .. وماأتيت.
رجاءً أعِد قراءة ماسكبتُ من اشتياقٍ .. أسفل الدعوة . " ليست فقط لهذه الليلة .. فإنشغالك اليوم لن يعفيك من مقبل الأيّام ..لي مقاعد الحلم .. كلّها استحققتُ أماكنها .. أنتظرُ ..منامك ".
07-04-2008, 12:04 PM
محمد عبد الماجد الصايم
محمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312
الايام..دابة الأرض التي تلتهم عقارب الثواني.. وتبلي المحسوس..الايام صحوةالشمس وظل الأرض.. في بدئها يتبجس شريان الأفق..ثم يسيل العسجد رويدا رويدا طيور الزمن تحلق فوق عرش الضحى..وفراشات الضوء تسمم الكون بالموجات الزاهية..ستشرق حبيبتي اذا الليل سجى.. وناصية الإنتظار القلقة..تمسح جبينها في الظلمة.. وتمد عنقها عبر حواجز الترقب..يشرئب مداها كلما تنحنح طيف مربك ستثور نجمة في حرج الكون الفضي.. تنزع من مسارها شارة الوقت..ثم تبرق في احراش الروح..تملكها سر النبوة.. بعض الغياب المفسر..حببيبتي وجه الكون الآخر..خيط الحياة السري.. دبيب المعني في حروف الكتابة..
07-04-2008, 08:47 PM
تماضر الخنساء حمزه
تماضر الخنساء حمزه
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 5215
ذاتها الأيّام التي تحمل أعمارنا على كفوفها.. ذاتها التي تفرد لنا مساحاتها .. حزناً .. وحيناً .. فرحاً.. ذاتها .. التي تمر مع من أعرف .. وتعمّد نفسها ضد التوالي .. مع بعض الذين أعرف .. بعضهم قد يكون .. كل الذين أعرف ..
قلق الإنتظار كوقوف الروح على نارٍ لاتبرد بالدّعاء .. ولا تستجيب لخالقها ..عصيّة .. وعاصية .. استحقّت .. أن تخلد .. في بعضها .. ولا حرّاس غير الدواخل ..
Quote: قلق الإنتظار كوقوف الروح على نارٍ لاتبرد بالدّعاء .. ولا تستجيب لخالقها ..عصيّة .. وعاصية .. استحقّت .. أن تخلد .. في بعضها .. ولا حرّاس غير الدواخل ..
07-07-2008, 12:43 PM
تماضر الخنساء حمزه
تماضر الخنساء حمزه
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 5215
إن كان الشوق مبكٍ، فويح المقل، التي بكت، وتبكي، فإدراك الدمع أمر صعب، ويقين الشوق أعمق.
شاهدت قديماً في (المسيد) أن هناك من يأتي بأفعال قريبة، حركات، دموع، لم أدرك كنهها وقتها، ولكن بعد فصول مع المحبة، علمت أنها (الحالة) يقين الجوارح بالحضور وقت الصفاء، تفعل أنت ما ليس لك به علم، أو يمكن أن يكون خارج عن الإرادة، نتاج حساسية اللحظة، والسمو لروح طالما أدركت العشق في مراقٍ بعيدة.
ثم عدت بعد ذلك إلى فلسفة الزاوية، حصر الرؤيا، وثورات العقل والباطن، جدل البصيرة، وعمق الإبصار، إيذان العقل بالشطح لفعل في مجال الرؤيا، استرسال المسببات، الأسباب لا يكون لها قدر كبير من التفكير، فقط يبقى الحس هو (الثيرمومتر) الوحيد لقياس الحالة – ويا لجمال الروح عندما تتجلى البصيرة.
أسخر كثيراً مما حولي بعد الإدراك، وأجادل المسافات، لا أقر بقاعدة، فقط قاعدة المحبة هي الراسخة، لا تقبل التجاوز، لكنها ترتضي التجدد بابتسام.
هكذا تراخت كل الأشياء أمام البصيرة، حتى البصر، ترهل كل ما حولي، إلا أنت.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة