دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق)
|
Quote: سأوقظ الموتي سلاماً يا شباب ولخالدٍ هذا الصديق الابيض الملفوف في قلبي كشال القي نهاراً كاملاً في حضن بهجته وابكي ملء ماعوني لتغفر يا صديقي ام اجد غيري هدايا للقاء العزب هل يكفي دمي؟ ويقول يكفيني هدير الشعر من رئتيك تكفيني عيونك يا حزين فلنرتمي في جنّةٍ مشتاقةٍ لحديثنا واقول علّمني التماسك في القيامة هل سأنجو من دموع الحب ؟ يأتيني ببعض الشعر كأساً تلو كأسٍ ثم نسكر بالحبيبة والكلام عن الفلاسفة القدام وثورة الزنج وعبد الخالق المحجوب ياتي والقصائد تحتفي بالثورة البيضاء عند العصر يأتينا( نزار جلّاب) يضمني في عينه (كيفك تمام؟..الشعب كيف؟..والحب هتاك مازال بخير؟) بالدارجيّة يحتمي ويحيك لي ثوباً لعورة قلبي المحبوب للوتر وارحل مرّةً اخري الي الاوزونفي طبقات سقف الروح اثقبه بابرة وقتي المبحوح في فمه فيندفق الصراخ يحتجّ جيفارا وماركس يأمر التاريخ ان ينسي غبار دمي ويمنحني الاشارة ان اسير علي مهل هذا الصراط يهمّني والايدلوجيا لم تمت من سوف يعبث يالتغيّر يمنح الوقت الثبات ويمنح الاشياء هدنتها تصالح ضدّها وتلم في علب الفضيحة رأس مال المرحله وعي التراكم وانفجار الاسئله للبؤس نجمته أكالٌ في يد العمال فائض زهرة نضجت وفاح نبيحها سراً تسرّب لونها للرمل ياااااا رمل الكتابة كيف امشي فيك محترماً اساساً لست اعرف كيف احي ميتا واميت حياً متعباً في البدء بين الضوء والعتمه تعلّمت السباحة في خلايا الهس سرّي واضح ووضوح بوحي غامض وغموض احزاني يروّض ما قرأت عن العدالة والنبالة والعطالة والسفالة في سماء اللوح بين اللون واللون لسدرة منتهي حلمي بخطٍ تائهٍ ليدي قرأت معاجمي فسّرت قصديري الذي يصدأ زماناً ثم يلمع بالحنين رأيت احشائي تجر سلاسلاً .. قفصاً تقيّدني وتحبسني هباءً في نواة النار تنثرني رماداً في وعاء يدي لاكتب عن رحيلٍ طاعمٍ من سوف يفتح قلبه ليشمّني وانا المعطّر بالنقيق المرّ لا اشكو ولكن هكذا لا بدّ من فضحٍ يلائمني لينجو اصدقائي من رثائي والحبيبة تحزم الاشواق تحشرني قطيعاً مبهماً في دفتر النسيان والبلد الجميل يشدّني قوساً ويطلقني كسهمٍ ترتخي الاشياء تفتح طينها بيتاً وتلبس بنطلوناً تشتري صحفاً وترسمني كنعيٍ يافعٍ في الصفحة الاولي وتبكي هكذا لا بد من فضح يلائمني اساساً لست قدّيساً ولكنّي كأقمارٍ تهئ نفسها لليل تصحو في تمام ظلامها لتعيد ترميم النهارات النحيفة بالتأمل في البهار الآدميّ وبالتسكّع في شقوق الضدّ بالاخطاء تطبخ بوحها ان لا ثبات علي الدرج حتماً سنصعد للصباح بشدونا الليليّ غيّرت النجوم كلامنا فلنعترف انّا كماء النهر نجري في شقوق الارض نعجن طينة الوعي اللئيمة ثم نبني بيتنا الروحيّ عند الظهر نهدمه لنبني بالقصائد حبّنا نحميه بالتصفيق عند البحر نهدمه لندخل في الصدف نصمت تماماً نسمع الأنات تهدمنا لتبني قبرها يا شاهد العشق الرحيم بنا لتأتي ها سأرحل فلتعبئ بالصهيل الاسم تغزله قميصاً ثم تأتي البنت ترميه عليهل ربما يرتدّ لي بصري اراها مرّةً تشتاقني لاذوب في فرحٍ وارحل
عاصم الحزين / الخرطوم ذات حضور للقيامه .. الوطن .. الحبيبه |
من بوست : هكذا يفهمك قلبي يا ماركس
بالله عد ياصديق وأملأ هذا المكان بضجيجك المعهود
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: كان المساء كما يجب للقهوة حين تسلّف المزاج بعض رائحتها فيرتاح ويتكيّف .. كانت الحبيبة وردةً في القلب .. كان الاصدقاء يسرّحون الوقت بمشط صدقهم فيما يخص الحياة .. كنت رحيماً بحزني . فاجاني ماركس في الشارع الذي يؤدي للوطن .. دعاني ان نذهب الي شارع النيل لنرتوي ببعض الشوف لاحلامنا وهي تتهادي مع موجاته وتغني وتنادينا بملء صبرها ان نكنس من حيشان الروح الغفوه ونعلّم اقدامنا كيف تصعد جبل الحنين . قلت : ايها العم ماركس لي سؤال يجرح عصب بوحي حين الكتابه قال : انهر شوقك للمعرفه وسأرمي لك بحبل الاجابه قلت : ما بالهم يلوكون حديث افكٍ عن هتاف اطلقته يد الوعي فيك قال : افصح يا فصيح السكات و ليتلوّن الوقت بالضجيج المعرفن قلت : كلّمني عن الدين قال : اراك تحب الله كأنك تراه .. وتحب الانسان المعافي بصيغة منتهي اشتهائك لعالم فيه العدل والحرية يفتحان الباب للندي قلت : اردت ان اسأل حول عالم الغيب كيف تراه ؟ قال : كل نفس ٍ بما كسبت من الشوف تعرف كيف ترصف لروحها طريقاً مرتّب قلت : ايها العم ماركس لقد اتعبتني .. ( ما تزوغ وجاوب ) قال : عندما وردت عبارتي ( الدين افيون الشعوب ) في معرض حديث لي كنت ارمي بها لمعاني ترتّب الحياة لا لمعاني تزيغ بالنشيد عن مجري هتافه ... انت تعلم بعصور الظلام تلك .. كانت اوربا في ليلها المحروس بالظلم تعيش علي صكوك غفران الاديره ووعود الكهنه وتسلّط الحكام واتكائهم علي ما يستمدونه من دعم القساوسه فيقهرون الشعوب باشواقها للرب ومعتمدين علي الجهل الذي كان سائداً .. فقط احببت ان اشير للخطأ .. اشير الي كيفية التخلّص من استغلال الدين كمخدر يضعف الاحساس بالظلم وتطويره من مثاليه عليا الي اداة ثوريه ترتبط بمكوّنات الوجود وحقائقه .. تعرف يا حزين من شاء فليؤمن .. ومن شاء فيكفر ولكن الست معي في ان الاديان كلها كانت ثوريه عند بدايات التبشير بها ..اعني انها اتت بهدف تثوير المجتمعات ضد الظلم وقهر الآخر وللتنبيه للمعاني الانسانية الفاضله من خير وجمال وصدق و.......... الست معي في ان الكارثه الكبري دائماً حين تستغل هذه الديان ذاتها لقهر الشعوب التي تمسّكت بانوارها لما رأت فيها من خلاص الست معي في انّه آن الاوان لنفضح زيف الذين يخدعون الانسان بظلمه في الارض وينادونه ان يسكت وينكسر ليربح ويجد ما ضاع هنا هناك في سماء الآخره نعم دئماً ما كنت مع ذلك المؤمن العارف بأحوال دنياه وواجب انسانه الا انني في ذات لحظةالمعرفه ضد ذلك التارك حقوق البني ادم صافي النيه لتضيع خلف شعارات الخلاص البرّاقة . قلت : ايها العم ماركس ينادونني .. اذّن الاذان وغداً اليوم صيام سأذب لاشرب ما يشدّ عصب روحي .. وغدٍ للحديث بقيّه قال : لك العافيه ولنا الحوارات الطاعمه. و ذهب
وسلام الي مطلع الامر |
نفس المصدر
دعوة لقراءة أخري لهذا الشاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: خضر حسين خليل)
|
Quote: ها اكتشفت الآن ضدي فلّيت من المنفي الغياب اشهرت عافيتي وعرّفت العناصر كلها ان لا ثبات سوي العدم ان التغيّر سر هذا الكون والاشياء تنفي كل وعيٍ زائفٍ تنفي طناش المعرفه عند التسوّل في بلاط الحاكمين تجاوزراً للذات والطناش لغة القبيله مع الجسد الجسد ورطه لمسامير الصبر الصبر ايّوب مشلهت في القبر القبر ماعون شفيف نضّاره للشوف الكفيف ................. ................. وحدي ........ اقراك ياقصيده ............ وحدي والشارع كان فاضي الروح مليانه حزن .. مليانه بشوق زغرت للناس ناداها تجي ......... وطلعت هناك ....اعلي الانسان الحايم فينا ... قريتك تاني قصيده يا بلدي ... بحلم يمكن اوكات الريد تترتب انّا اعطيناك الفكره امرق كورك قول يا بكره ستّف وجعك جوّه خزاين الصرخه البكره ارتق جرح الورده بغنوه وامنح سوأة خوفك ستره ملّي الشوق للشارع النايم حزنك شكل حبيبتك واوعك تدّي الريح افكارك يشرد منّك وعي كلامك لحن الوتر الحاري مجيك عمّال واطفال وصراع اجيال ضد كل اشكال الزيف والهمبته والتزييف ياخ امرق كورك قول ياااا بكره
من بعيييد رأيت ماركس يأتي مهرولاّ .. في يده ورده وعصا ابتسامته التي يتوكأ عليها كلما قابلني .. يهش بها علي التعب المحتشد في الانفاس الجوّانيه لزاكرة العالم ... وصل .. سلأم .. وقال .. هل من مزيد قلت : طقّع شماشة الخرطوم قزاز الحكومه المظلّل انكشفت عورة السلطه كوركن البنات دا الشغل دا الشغل دا الشغل ..... انتابته حالة كتابه .. تقرفص في رمل طيبته... اخرج اقلامه وبدأ يعد مخطوطه عن ما يحدث من متغيّات في حيشان البني آم صافي النيّه الجوّانيه ..امّا انا فكنت بينهما كعلامة استفهام تؤسس لرحيقها انوفاً تجتاحها بطمأنينة الحكي المناسب ( حبيبتي و وطني ) كنت ملتاثاً بجرثومة حنين فنجريّه تحرضني لقراءة المزيد من الشعر غزال كنت براح من العمر كنت سهل حد البصر مفوش حنين ومطر يا بت وراي صيّاد وراك لابد انا ايّوه وقف شوقك درع بين السهم في يدّو والفجّه الحميمه هنا كان الوكت مهموم امامي كم مكان جوّاك بساتينك فناجين الهوي كونك حريف لونك وما احترت ركبت جناح حنين طرت كما النسمه تركت النوم وريحة حلمي ما جفّت لقيتك والغنا مرتاح سألتك كيف مزاج البوح تمام؟؟؟ قال الشدر: طبعاً مناااسب صفّق ماركس اما الخال محمد ابراهيم نقد .. مسك عود نباهته .. ودندن حتي ارتوت اوتار صمتي باعذب الالحان .. وغنّي .. نعم غني للكاشف .. غنّي لابو داوود .. غنّي وغنّي حتي أليل ليل النشيد وبان في الافق قمر .. ونجم البلاد هوي وهوي حتي رمانا الضوء بتلك النهارات التي تقدل في مهل باتجاهنا .. صفّق ماركس .. وانا اندهشت .. كانت اوّل مره اعرف فيها ان حنجرة هذا الزول الانيق المفكر المختفي في كل شارع سوداني بمثل هذه الطعامه .. غنّي حتّي رأيت بريق عينيه يحدثني عن الاوقات التي يقضيها وحيداً معنا يرتب للثورات براحاتها .. يهندم الحاضر باتكائه علي حائط عرفته بما مضي وقدرة الشوف والتنبيه بما يجب ان تكون عليه الاشياء .. هدأت قليلاً وقلت لماركس حدثني عنه فال : من قلت : الخال قال : انظر حولك واختار من الاناشيد اعذبها تجده هناك وسكت احترمت صمته فيه .. وقلت غداً لنا كتابه
وسلام الي مطلع الامر |
نفس المصدر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: خضر حسين خليل)
|
الاخ خضر
خالص التحايا
التقيت المرة الاولي بعاصم لا أذكر
المهم تلاقينا..
المرة قبل الاخيرة
كان عاصم مقدماً بارعاً لندوة تحكي عن ( اليهود في السودان)
أأأي اليهود!!
كان يومها عاصم ..
عصم لسانه عن الجدل السخيف
وتركه للجدل النظيف
عن تأريخ اليهود في السودان
متي كانوا هنا؟؟
ومن أين أتوا؟؟
وكيف عاشوا بيننا؟؟
ومن تركوا خلفهم؟؟
وأين رحلوا؟؟
أم لازالت منهم بقية؟؟
الحكي كان لصالح التأريخ
قدم الندوة الاستاذ أبو قرجة
داخلت فيها ببعض الكلام..
تسالمنا سريعاً
ثم تفرقنا
لنلتقي عند الشاعر الشاب محمد عبيد الفاضلابي بمنزله بأمدرمان
وعندما هم الفاضلابي بعمل التعارف .. كنا في أحضان بعضنا
وهو يقول ( دا إنتا يا إبن اللذين؟؟) فقد إنتظروني كثيراً بالعشاء و
الكلام دا الخميس الفات دا..يعني يوم 25/7/2007م
وكان (خميساً) رائعاً..
تآنسنا وتوانسنا..
كان عاصم مسؤلاً عن (الحّلة) والشوربة..
تصور (شوربة)!!
أول مرة أعرف إنو العشاء بتاع (الخميس) فيهو شوربة
بس ظبطط تمام..
حدثني الفاضلابي أنه كان الاحرص بيننا علي
أن نتناول عشاءنا قبله.. تصور؟؟!!
هو بخير
لا زال يحمل جسده النحيل وقلبه الكبير
بس منتظر وعده باكمال المؤامرة إياها!!
غلامابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: محمد غلامابي)
|
الوريف خضرحسين خليل النوبي الملتاع لما يحدث من خراب المشتاق لأنسنة الوقت بالاغنيات / الاصدقاء / الذين مرّوا من هنا : اهلاً و اعضكم في الانف حميماً فقط رسمت موسيقي .. تخيّلتني أرقص رسمت صوتاً .. حلمت به يناديني رسمت قلباً .. توقعته يلوذ بي وعندما رسمت رماداً وجدته بقايا لوطني عندها عرفت لماذا كلما أصاب بالانسان أرسم منديلاً و أبكي . أها .. أشتاق دروب هذه الجغرافيا و لكن طعنت شوكات المسافة حيل النشيد ربما لم أفتر بعد و لكن و كما أقول لن يأتي علي بال الطريدة أبداً أن تنتخب سهلاً يعير فرارها التفاتاً / لكنها تدراي سرعة الركض باكتشاق الحقول . و ها أنا الان أري الكلب ينبح و دمي مزعور لا يستطيع الركض !! فثمة صورة في جدار الذات هو صاحبها و ثمة أنا أراني واضحو لا أعرف ان كنت سأنجو من العض !؟؟ و يا صاحبي خضر تخيّل للحرية باباً و أطرقه هل ستجدك هناك ؟ حسناً ربما سأحضر مرة اخري و سلام حتي مطلع الامر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: فتحي الصديق)
|
يافتحي لسنا نحن من تترجاهم ياصاحبي لسنا يافتحي وكتر خيرك وأنت تطل علي بعض من همومنا نحن ياصاحبي نعاني من تفاصيل ما أنزل الله بها من سلطان ونقاوم الحياة علي عسرها ونمضي علي ما فيها من .... إذ نؤمن فيما نؤمن بأننا لم نكن سبباً مباشراً في هذه التعاسة التي تلف بجيد شعبنا ووالله كدت أرمي هذا البوست في أسفل السافلين كعواد بوستاتنا التي هناك لكن حديثك هذا جعلني أتردد واواصل فيما بدأت وعاصم بيني وبينك شاب يستحق الاحتفاء به عاصم هو حلقة وصل جميلة لروح نبحث عنها ولاصدقاء نبحث عنهم وأولهم معاوية تروتسكي النبي الذي أتي في غيرما موعده ثم الله في ياخ
فواصل ولا تتركنا للذاكرة القاتلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: محمد غلامابي)
|
العزيزي محمد غلامابي والله إنك أسعد إنسان في الدنيا لو تعلم وإنت ملموم لمة خميسية زي دي ... وعاصم دة في تقديري واحدة من عجائب السودان التي لا تكمل صديق من حليب علي قول صاحبي (أشرف حسن) وهو لاشك من النوع الذي يقتسم معك كل ما هو متاح بالاضافة للنبقة ..... أيام وأيام صلنا فيها لا الشوارع إستطاعت أن تتحملنا خطانا ضاق الوطن ياصاحب ضاق لدرجة أن تخرج من حتي دونما وداع للأصدقاء وعاصم يزرع الارض بتجواله بغنائه بشعره بمرحه بحزنه بوجوده الفاعل في خميسات البلاد كلها سلامي له سلامي لك سلامي للاصدقاء أجمعين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: هبة الحسين)
|
هبة الحسين إذيك صديقتي مرحباً بك ها هنا ونحن نحاول الي الحزين وصولاً أتزكرين ياصديقة أيام عرس صاحبي ( دكة) كان الحزين حينها ( وزير العريس) والجميع أخوان وأخوات العريس وكنت أنا أراقب كل ذلك بحرص وبصمت لكيلا تفوتني تلك المشاعر الدافئة ياهبة فدكة حبه (كوم) تاني . كتبت عنه هنا كثيراً سأحاول أن أأتيك ببعض منها ياهبة فبذكر الاصدقاء ينعدل كف الكون ......
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: هبة الحسين)
|
ولا أحد ولا واحد ولا أي زول أعلاه ردي علي سؤالك فيما
Quote: منو الذي اصحابنا ؟ |
أصحابنا ياهبة أصحابنا يابنية لا أحد يشبههم علي الاطلاق وونسة بسيطة من ( دكة) يكفيني ملمات إسبوع والله يشهد ياهبة ........... وعدتك بأنني سأتيك بسيرته ومسيرته فأنا أقرب اليه من حبل وريد لا يخدم ..... ثم ياهبة ........ أو تزكرين حبيبتي تلك التي مضت دونما وداع .... ( كانت وكانت وكانت وكانت كانت بت حلال يا هبة) تحياتي لها أينما كان في الله مرقدها .... ثم الاهلية دي يابت حاجة عجيبة هبة القصيرة وهبة الطويلة وعبدوش صاحبي الوراقي وضحاك ( ود بورتسودان) اتنمي ان لاتكوني نسيتي شعره الادروبي المميز ..ز ثم جيمي ود نيالا أجمل من أنجبته الجبهة الديمقراطية ثم عمار وأفراح ثم ثم ثم ( جمعية) تلك التي إحتضنتنا ساعة ضاقت بنا البلاد علي وسعها ثم (مريم) وأم بختين ............ يا صديقتي ياهبة يا ..........ااا ه تلك أيام لاتنسي ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: خضر حسين خليل)
|
فقط انا هنا لايقاظ الحريق وهب النار مساعده مني لاشعالها لوجه الله .. ولوجودكم هنا.. ربما الغير مرغوب فيهو(اذ انكم تعبدون طرق الحنين وتنصبون فخاخه)
عاصم الحزين اعضك في اسنانك الملبنه التي تعض بها الاشــــــــــواق والاخرين
ولا ابالي ان قلت انكم (خضر-عاصم) اوغاد وانا منكم ولكني لست وغدا كاملا مثلكم
فقط لو تسرجوا للريح قلبي ووعدي وفرحي الجوعان(الملتاع) اليكم لما اشتقت الي حنينكم هذا... وآه لو تتدفقوا أكثر لاسجن نفسي في فخ حنينكم...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: فيصل عباس)
|
فتحي الصديق
هبه الحسين
فيصل عبّاس تحياتي الوريفة و اهلاً و اعضّكم في الانف حتي مطلع زيت مصباح هذه البلاد التي في صيغة ( حيرة ) باتعة .
الحميم / خضر تعرف و أنا أصعد درج الكتابة اليك تعثرت بكلمات ذات وجع و حنين تخص الروائي الجزائري واسيني الاعرج في متن كتابه ( مصرع أحلام مريم الوديعة ، ظننت في مبتدأ الامر أن في سماء القلب ثقب اوزون و تهطل منه الدمعات ملوّحات للروح بالخيبة ، استيقظ فيني النعاس ملتاعاً و هرب النوم لأدرّب الوقت علي هذه الفجيعة ، حين تراك في أسفلت شوارع كتاب تقرأه وحدك و وحدك !؟ قال واسيني : ( صدقني ايها الوطن الذي يصعب نسيانه .. يا طقوس الافراح الهمجية .. أن لا شئ أجلب للألم مثل حبّك .. ما عبدت فيك ليل وهران الا لأني أقدس سواد شعرك ، ما عبدت النجوم التي تغازل يومياً قلعة ( سانتا كروث ) الا لروعة اشعاع عينيك الدافئتين .. ما عبدتك لا لأنك من نار قدسية سرقت من مجمر مريم التي تحرق يومياً اقراص الخبز و تغمسها في الزيت البلدي .. نحبّك .. مصيرنا ان نحبك و نحترق علي شعلة قلبك أو يأكلناحد سيف يرانا و لا نري غمزته المخيفة .. صدقني .. يجب أن تصدقني و لو لمرة واحدة قبل أن اغادر حزيناً كومة اللحم البشري و محرقة الاطفال الذين يعشقون خلسة .. يحدث معي احياناً أن أتحول الي ثور ( الكورّيدا ) اعرف نهاية هذه الفرحة لكني اقاوم حتي ينشب السيف رأسه علي الرقبة .. ليست يأساً .. انها الفرحة التي يأكلها البحث عن أجمل )
و هكذا يمضي واسيني و امضي يا خضر ثمة هذه المدوّرة بمواجهاتها و مواجهاتنا .. و ليتها مربعة .. حينها لاختبأنا في احدي الزوايا نقلي الزلابيا و نشرب الشاي باللبن و نتسلي آخر الليل بالنبيذ و غناء العود يفضح عناء القلب المعطوب بين تشظيه من أجل حبيبه و وطن أصيب بجنون الفتر . تعرف كلما هطلت غيمات ابو عركي و سمعت اغنيته القديمة تلك : ( حبيبي الليله جانا و شرب الشاي معانا ) أصاب بأكلان في مقدمة القلب و كأن بساتين عيوني تغلق عليها فساتينها و تهرب حتي صوت ابو عركي ذاته و هو يغني : ( معاك يبقي الزمن حاضر يجي العالم قريب مني و يكون اجمل ) و لا ثمة قريب هو الشاطئ و لا يحزنون .. فقط هو البحر عينيها و .. قلبي كأنه مركب من ورق .. و الحنين و الحب علي وشك الغرق . تعرف يا خضر واسيني قال : ( عليك أن تصدق عمق عيوني ايها الوطن الجميل .. سأتكئ علي آلامك و شقاوة فرحتك و أصيح أمام بؤس القوم : " اننا جيل رماده يعمي ، يحترق ، لكنه يصعب أن يتحول الي تربة " ... ) شفت كيف يا خضر ( ان وراء القلب شيئاً يشبه الحريق ، أكبر من الناس و الاطفال ، و ربما كان أكبر حتي من الله ، و لنتعلم يا مريم الوديعة وسط موت الفراغات كيف نحب .. و كيف نعشق حين يدير كل الناس ظهورهم و كيف نموت بفرح ، حين يكون للموت معني سقوط الانبياء ) و سلام حتي مطلع الامر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: عاصم الحزين)
|
Quote: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق)
Quote: سأوقظ الموتي سلاماً يا شباب ولخالدٍ هذا الصديق الابيض الملفوف في قلبي كشال القي نهاراً كاملاً في حضن بهجته وابكي ملء ماعوني لتغفر يا صديقي ام اجد غيري هدايا للقاء العزب هل يكفي دمي؟ ويقول يكفيني هدير الشعر من رئتيك تكفيني عيونك يا حزين فلنرتمي في جنّةٍ مشتاقةٍ لحديثنا واقول علّمني التماسك في القيامة هل سأنجو من دموع الحب ؟ يأتيني ببعض الشعر كأساً تلو كأسٍ ثم نسكر بالحبيبة والكلام عن الفلاسفة القدام وثورة الزنج وعبد الخالق المحجوب ياتي والقصائد تحتفي بالثورة البيضاء عند العصر يأتينا( نزار جلّاب) يضمني في عينه (كيفك تمام؟..الشعب كيف؟..والحب هتاك مازال بخير؟) بالدارجيّة يحتمي ويحيك لي ثوباً لعورة قلبي المحبوب للوتر وارحل مرّةً اخري الي الاوزونفي طبقات سقف الروح اثقبه بابرة وقتي المبحوح في فمه فيندفق الصراخ يحتجّ جيفارا وماركس يأمر التاريخ ان ينسي غبار دمي ويمنحني الاشارة ان اسير علي مهل هذا الصراط يهمّني والايدلوجيا لم تمت من سوف يعبث يالتغيّر يمنح الوقت الثبات ويمنح الاشياء هدنتها تصالح ضدّها وتلم في علب الفضيحة رأس مال المرحله وعي التراكم وانفجار الاسئله للبؤس نجمته أكالٌ في يد العمال فائض زهرة نضجت وفاح نبيحها سراً تسرّب لونها للرمل ياااااا رمل الكتابة كيف امشي فيك محترماً اساساً لست اعرف كيف احي ميتا واميت حياً متعباً في البدء بين الضوء والعتمه تعلّمت السباحة في خلايا الهس سرّي واضح ووضوح بوحي غامض وغموض احزاني يروّض ما قرأت عن العدالة والنبالة والعطالة والسفالة في سماء اللوح بين اللون واللون لسدرة منتهي حلمي بخطٍ تائهٍ ليدي قرأت معاجمي فسّرت قصديري الذي يصدأ زماناً ثم يلمع بالحنين رأيت احشائي تجر سلاسلاً .. قفصاً تقيّدني وتحبسني هباءً في نواة النار تنثرني رماداً في وعاء يدي لاكتب عن رحيلٍ طاعمٍ من سوف يفتح قلبه ليشمّني وانا المعطّر بالنقيق المرّ لا اشكو ولكن هكذا لا بدّ من فضحٍ يلائمني لينجو اصدقائي من رثائي والحبيبة تحزم الاشواق تحشرني قطيعاً مبهماً في دفتر النسيان والبلد الجميل يشدّني قوساً ويطلقني كسهمٍ ترتخي الاشياء تفتح طينها بيتاً وتلبس بنطلوناً تشتري صحفاً وترسمني كنعيٍ يافعٍ في الصفحة الاولي وتبكي هكذا لا بد من فضح يلائمني اساساً لست قدّيساً ولكنّي كأقمارٍ تهئ نفسها لليل تصحو في تمام ظلامها لتعيد ترميم النهارات النحيفة بالتأمل في البهار الآدميّ وبالتسكّع في شقوق الضدّ بالاخطاء تطبخ بوحها ان لا ثبات علي الدرج حتماً سنصعد للصباح بشدونا الليليّ غيّرت النجوم كلامنا فلنعترف انّا كماء النهر نجري في شقوق الارض نعجن طينة الوعي اللئيمة ثم نبني بيتنا الروحيّ عند الظهر نهدمه لنبني بالقصائد حبّنا نحميه بالتصفيق عند البحر نهدمه لندخل في الصدف نصمت تماماً نسمع الأنات تهدمنا لتبني قبرها يا شاهد العشق الرحيم بنا لتأتي ها سأرحل فلتعبئ بالصهيل الاسم تغزله قميصاً ثم تأتي البنت ترميه عليهل ربما يرتدّ لي بصري اراها مرّةً تشتاقني لاذوب في فرحٍ وارحل
عاصم الحزين / الخرطوم ذات حضور للقيامه .. الوطن .. الحبيب |
يا إلهى وأنت جاهى ! وياله من طرب ! ... هذا حزن نبيل , وعاصم المفرح هذا ( نكتو ) من وين ياخضر الأخضر .. وكلاكما مجنون ! تحيات وأشواق من الزمن القديم .. دمتما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: مامون أحمد إبراهيم)
|
الأخ العزيز مأمون تحياتي الحارة والاشواق من هنا لا عندك مثل عاصم صدقلا يحتاج لكثير (نكيت وبحت) كان يوماً ثقيلاً من أيام الله إستنجدت بالمنبر عله يستطيع إخراجي من ذاك الشرك فما وجدت فيه ما يبعث علي الإسترخاء عدت بذاكرتي الي كتابات جميلة أدهشتني كثيراً وردت المطأنينة الي قلبي كثيراً فكان هذا البوست مثلاً قلت علني أقرأوه هنا علي باب الله مرةً أخري وماخاب ظني فهو إبن الموقف فشكراً لك وشكراً لكل الخيرين هنا ومثلها لعاصم الحزين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: عاصم الحزين)
|
جئتني إذن ياصاحبي من باب واسيني الأعرج وما أدراك ما واسيني الأعرج وما أدراك ما واسيني الأعرج أو واسينا الأخضر ياصاحبي .... فنحن لسنا لعنة هذه المدينة كما يقول واسيني لكننا أبنائها الحلال التقينا في دورب وعرة ومليئة برائحة الموت وبمبان اليانكي برائحته تلك تملأ الأفق لكم أدمعت عيوننا ونحن نحاول ما نحاول المضي قدماً خطوات للأمام كان ياصاعصم ثمة من يتربص بنا وبأحلامنا ثمة من يقف حجر عثرة أمام أمنياتنا بوطن في البال ثمة قاطعي طرق يملأون وطننا ياصديقي . آثرنا أن ننتصر فملؤنا بالغدر والرصاص قاتلونا بعنف ما بعده عنف هتافنا أمام رصاصهم حناجرنا أمام آلات قمعهم أحلامنا أمام نزواتهم لا حولا ياعاصم علي تلك البلاد . كان دكة صديقنا المشترك يحدثني كثيراً بأنه ينوي أن يصير به الحال جمايكياً في جامايكا كان ذلك بعد أن ملأه اليأس والأحباط من الوريد الي الوريد دكة الذي يبكيه عناق الأصدقاء ترك البلاد بغضه وغضيضه ليمارس الرجرجة وساقطي السبيل مايريدون وذاك شاب تدري جيداً من أي معاناة خلق . كتابتك هذه ياعاصم أرجعتني لأيام وأيام ... أيام ؟أنا في حوجة ماسة لاسترداد ذكرياتها علي أسوأ الفروض فكن كما يشتهيك القلب ياصاحبي قريباً من الهم قريباً من الصدق قريباً من الكتابة السمحة بعيداً عن كل من شأنه أن يعكر مزاج الكتابة الانيقة ثم كنك قريباً من الدمع والمنديل وأغنيات أثق في إنك تلوكها كلما حدث قلبك هم . ثم فتك بعافية وفي إنتظارك ياخينا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: فيصل عباس)
|
لا حريق هنا فتأمل يافيصل ياعباس لوجه الأصدقاء لوجه عرق صببناه بكامل الوعي لوجه خيباتنا لوجهها ياصاحبي ........ سنكتب وننفق العمر بحثاً عن مفردات لا علاقة لها بالحياة السياسية السودانية .. فتلك حياة خائبة . خائبة مالم ومالم ومالم ومالم وتلك شروط ياصاحبي شروط يفرضها الواقع المآساوي شروط لقوي الخير والعدل والجمال . ونحن وغدان مثلك وربما أقل ياصاحبي وغدان لانحمل تجاه السوودان بكامل سوقه العربي الا المذيد من الضجيج والفوضي علي قول مشروعهم الحضاري محكمتئذ يافيصل يابراك ثم تحياتي للوليدات والبنيات والباقيات الصالحات من الاصدقاء الحلوين والصديقات البشرحو القلب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: خضر حسين خليل)
|
عليك الدور نشيل ما شلنا من الهم ولامن دمعة ترمي الدمعة فوق دربك روح يا بة وأبقي قفاك لا تعاين
وهكذا مشيت ياعاصم مضيت علي أنغام عقد الجلاد وخرطومنا تهتف بأن (خليك شوية) إنتظرتها كثيراً ولم تأتي إنتظرتها وأنا أرقب في عيونات الاصدقاء/ت وخاطرهم المكسور . أظن أن فلم البلاد قد إنتهي وهاهم مشاهديها الاعزاء يغطون في سبات عقيم سبات ليس بعده حالة صحيان أظنه النوم السريري كانت بلادنا بستاناً وزهرة مليئة بالحالمين ومحبي الحياة مزدانة بجداول علي إمتداد نيلنا العظيم تسقي من تسقي الناس والبهائم دون فرز هكذا كانت بلادنا ياصاحبي أول أمرها رغبة وخاطر ليس الا هي من قادتاني لهذا النحيب المسموع فتعال وبلاش تروح ياخي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: خضر حسين خليل)
|
الوريف صديقي خضر حسين خليل أهلاً و أعضك في الانف بصيغة منتهي سطوة سطوع الحلم في غابة الاصدقاء كيفك ايها النوبي يا من تتمدد في سرير سريرتك النقية تعرف : منذ جرح و نيف و الدم يبرد، و لكن في سفح ( نغادرنا ) تهطل الشموس بتحاياها و تبللنا بالندي، و هكذا نستطيع علي الحياة و لؤمها و نقاوم. لم أذهب بعيداً، فقط بالقرب منكم أصدقائي اسمع نشيد أرواحكم فأندمل كقطيع من التخيّل يهرول في الورق. لك هذ الوريق ( قاسم حدّاد ) الذي أهدانيه صديقي ( النقر ) تمتّع و تسلّي بمقابلة انسانك هناك في فلواته التي هنا ...http://www.qhaddad.com و من ثم تعال .. نتحدث عن النهر و هو يمشط موجاته التائهة في ليل جنون انسان هذه الألف الجديدة من الحياة . .... و هذا قاسم حداد في (نص علي نص ) يكتب عن أمل دنقل.
أمل دنقل : جدار في الظهر
سيف في الصدر
تشبثوا بآمالكم، فإن أمل دنقل قد مات. ومن لديه أمل فليعض عليه بالنواجذ. هاهي آمال الشعر العربي تغادر.. وتتسرب من بين أيدينا واحداً بعد الآخر. هل أمل دنقل آخرها / أول الذين / ( لا وقت للبكاء فالعلم الذي تنكسينه.. على سرادق العزال منكس في الشاطئ الآخر.. والأبناء يستشهدون كي يقيمون.. على تبة العلم المنسوج من حلاوة النصر ومن مرارة النكبة خيطاً من الحب.. وخيطين من الدماء ) قال ذلك عند وفاة عبدالناصر / كأنه يقولها لنا الآن، فهو لم ينس الحياة حتى وهو بين فكي الموت. عندما مات انهالت مئات المقالات بسرعة البرق للحديث عن شاعر مات. حتى نكاد نشعر بأن بعض هذه المقالات فرحة لأنه مات.
لماذا الآن يصير الشاعر جديراً. ويسمعه الناس ؟ هانحن ندخل في واحدة من محن الشاعر العربي الجديد. أمل دنقل لم يعرفه طوال تجربته الشعرية ربع عدد الذين يعرفون / يعرفونه الآن.. بعد / نحن أمة تقدس الموتى. موتاها خاصة. بل أننا أمة تقتل مبدعيها لتقدسهم. إن الفرق / المفارقة بين إهمال الشاعر ومحاصرته إلى درجة الحرب أثناء حياته، وبين الاهتمام والاحتفاء إلى درجة التقديس بعد موته، مسألة مثيرة وجديرة باكتشاف النفسية العربية تجاه المبدعين الأحياء / الأموات. أمل دنقل، جاء. صرخ في العالم المستكين، لم يعبأ بصوته أحد. ما همه أحد. كتب أجمل الأشعار ومات. (أمثل ساعة الضحى بين يدي كافور ليطمئن قلبه، فما يزال طيره المأسور لا يترك السجن ولا يطير أبصر تلك الشفة المثقوبة
ووجهة المسود، والرجولة المسلوبة. .. أبكي على العروبة) * الصعيد المصري / محافظة قنا / قرية القلعة / 1941. ولد دنقل. كيف نتخيل طفلاً يرى النور للمرة الأولى في (قلعة/ و إن مجازاً) - حمل الشاعر قلعته معه. في دمه / كلماته. واشتغل طوال الوقت على كسر هذه القلعة. بدون ضجيج جاء إلى الشعر العربي من صعيد مصر، وكتب قصيدته المختلفة. كسر جدران قلعته في القصيدة، كما لم يعهد الشعر المصري القصائد، ولم يعهد الكسور.. بهذا الشكل. قصيدته تكتظ بالواقع، بالعذاب الذي رآه في المدينة أكثر تعقيداً من عذاب القرية. هناك صورة العذاب واضحة، مباشرة حتى البساطة. في المدينة بدأ الصراع على درجة من التعقيد إلى الحد الذي يتطلب قوة أسطورية لدى الشاعر لكي يعبر الجحيم. يحترق فيه دون أن يتلاشى. كان فلاحاً هادئاً يمكن أن تلمس هدوءه في موسيقى القصيدة. في قافيتها خاصة. والمدينة صاخبة / (كنت لا أحمل إلا قلماً بين ضلوعي كنت لا أحمل إلا.. قلمي في يدي : خمس مرايا تعكس الضوء (الذي يسري إليها من دمي) .. (افتحوا الباب) فما رد الجرس - (افتحوا الباب.. أنا أطلب ظلاً..) قيل : (كلا). 1958 / دخل كلية الآداب. جامعة القاهرة. لمدة عام واحدة فقط. كأنه ليس مهيأ لشيء سوى الشعر، المهمات والواجبات التي تتطلب جلوساً في المقعد لا تليق به. عاد إلى محافظة قنا. عمل موظفاً في المحمة. لكنه انشغل بالشعر والحياة. ترك الوظيفة / (ملك أم كتابة).
صاح بي صاحبي، وهو يلقي بدرهمه في الهواء ثم يلقفه
(ملك أم كتابه صحت فيه بدوري فرفرف في مقلتيه الصبا والنجابه وأجاب : (ملك) دون أن يتلعثم.. أو يرتبك وفتحت يدي كان نقش الكتابه بارزاً في صلابة) انفجر أمل في الشعر الحديث بهدوء. لكن بنوع من السخرية لم تتوفر كثيراً في هذا الشعر. كان الفن عنده يسخر في الجرح ويسخر به معاً. وصارت هذه الخصيصة من أرقى ملامح شعره. وربما وصلت في أحيان كثيرة إلى ذروة المأساة الإنسانية التي تنطوي على قدر كبير من درامية الحياة البشرية. ويستطيع أمل دنقل بجمالية شعرية غاية في الشفافية أن يباغت القارئ بصورة يومية تصعد إلى مستوى الصورة الشعرية الراقية. يحدث هذا من غير أن تفقد الصورة اليومية الشعبية بساطتها، ودون أن يقع في المبالغة الكلاسيكية المعتمة، والتي يحيط الضجيج البلاغي بها. فاللمحة الساخرة عنده تفجر في ذهن القارئ مالا يقاس من المعاني والآفاق الشعرية.
(قيل لي "اخرس". فخرست، وعميت وائتممت بالخصيان ظللت في عبيد ( عبس ) أحرس القطعان أجز صوفها. أرد نوقها أنام في حظائر النسيان طعامي : الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة وها أنا في ساعة الطعان ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان دعيت للميدان أنا الذي ما ذقت لحم الضان أنا الذي لا حول لي أو شأن أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان : أدعى إلى الموت.. ولم أدع إلى المجالسة). إنها قصيدة (البكاء بين يدي زرقاء اليمامة) التي كتبها في الأسبوع الأول من هزيمة 67. والتي انتشرت في مصر بالدرجة الأولى، تماماً كما اشتهرت (هوامش) نزار قباني في البلاد العربية. مع أن الشعر عند دنقل وصل إلى مراحل فنية تأخرت (الهوامش) عنها.
هنا السخرية تصير نوعاً من الطقس الحزين الذي يفضح صلاة كانت. من أجل صلاة جديدة. لقد اختصر الشاعر هنا تاريخاً عميقاً من القمع والجوع. فكل كلمة هنا تشتمل على مدلولاتها التاريخية الواقعية. فالإنسان الذي لم يكن يتمتع بالحرية والديمقراطية، هو المطلوب للدفاع عن الوطن. والذي يعرف عمق الإشارة إلى الواقع الاقتصادي، سيكتشف بشاعة الإشارة إلى كلمة (لحم الضمان) / إن أمل هنا يوظف السخرية الشعبية في تفجير الجذور.
الناظر إلى قصيدة دنقل للوهلة الأولى يعتقد ببساطتها البنائية، لكن المتأمل فيها سيكتشف التركيب الإيحائي والعلاقات الجمالية التي لا تزركشهما المبالغات اللغوية. لكن بساطتها تكمن في حساسية خاصة يمتلكها الشاعر تجاه اللغة. لغة بذاكرة غير مقموعة ولا مو######## : (حين سرت في الشارع الضوضاء واندفعت سيارة مجنونة السائق تطلق صوت بوقها الزاعق في كبد الأشياء : تفزعت حمامة بيضاء (كانت على تمثال نهضة مصر تحلم في استرخاء) طارت وحطت فوق قبة الجامعة النحاس لاهثة، تلتقط الأنفاس وفجأة : دندنت الساعة ودقت الأجراس فحلقت في الأفق.. مرتاعة) عند أمل دنقل تجد المفردات التي لا تتوقع أن تكون بهذا الجمال وهذه الطاقة الشعرية. إنه يتشبث ببساطة المفردة وبشحنها بإيماءات جديدة. كانت الروح الشعبية لديه تتعرض لعذاب الماس في طريق الصقل والبريق. المفردة عنده تلمع وتطلع.
أمل لا يخلق لغة شعرية ساخرة. بل يحول المناخ المفاجئ الذي نعتاده ببساطة لكي يبرق أمامنا بشجن ومرارة ويبدو لا معقولاً. غرابته الساخرة تنبع من العذاب الكبير الذي تجسده المفارقة في الصورة، ومن طاقة المعنى التي تفيض من إطلاق اللغة من إسارها. إنه يدخل اللغة في الحرية : (أبانا الذي في المباحث. نحن نرعاك. باق لك الجبروت. باق لنا الملكوت وباق لمن تحرس الرهبوت.
تفردت وحدك باليسر. إن اليمين لفي الخسر أما اليسار ففي العسر. إلا. الذين يماشون إلا الذين يعيشون يحشون بالصحف المشتراة العيون.. فيعيشون.. إلا الذين يشون. وإلا الذين يوشون ياقات قمصانهم برباط السكوت. .. الصمت وشمك. والصمت وسمك. والصمت. أنى التفت - يرون ويسمك. والصمت بين خيوط يديك المشبكتين المصمغتين يلف الفراشة.. والعنكبوت.) / القراءة. والقراءة. ثم القراءة. تجعل الشعر يصير أكثر جمالاً وتجعله أفقاً لكشف. الشعر الذي لا يدعوك لذلك / ليس كذلك. في أوائل الستينات عمل أمل دنقل في مصلحة الجمارك بالسويس. ثم الإسكندرية لكنه ترك الوظيفة. انغمس أكثر في الشعر. (لم أعرف لي عملاً أو مهنة غير الشعر. لم أصلح في وظيفة. ولم أنفع في عمل آخر. وأخشى أن أتهم باستخدام الكلمات الكبيرة إذا قلت أنني كنت راهباً في محراب الشعر وحده. ولقد اكتشفت الآن أن الفن والأدب على إطلاقهما لا يقبلان بغير هذه الرهبنة.) أنت لا تستطيع أن تكون موظفاً وكاتباً أو صحفياً وشاعراً. الكتابة موقف متصل. أن تكون أو لا تكون. تكتب أو لا تكتب.
على نقيض ما يقول به شكسبير وحين طرح علي هذا السؤال، لم أفكر فيه أبداً. ولم أختر الإجابة. فلقد وجدت نفسي منساقاً إلى محراب الشعر. لا أفكر فيما عداه. فلم يكن في شواغلي أن تكون لي وظيفة أو بين أو ثروة. قلت أو كثرت. بل شاغلي أن أعيش لحظة الإيقاع النادرة بين نثر الحياة اليومية وتوتر الشعر). الآن. أكتشف الآن. وكم تأخر هذا الاكتشاف. فهذا الكلام هو كلامه الأخير قبل ثلاثة أيام من الموت. هل كان عليه أن يدفع سنوات عمره كاملة ليكتشف هذه الحقيقة / يكشفها للعالم ؟ انشغل بأن يعيش لحظة الإيقاع النادرة.
وللدارس أن يكتشف جماليات هذه اللحظة التي امتدت في قصيدة أمل. البنية الإيقاعية في شعر أمل ليست شكلاً. إنها أحد عناصر حياة المضمون بالذات. الإيقاع هو النسيج الخاص الذي غزله أمل برهافة لا تتيسر إلا لشاعر مبدع. يتميز بحساسية عظيمة تجاه اللغة. وللدارس أن يكتشف أيضاً أن هذا الشاعر كان مولعاً بالإيقاع وهائماً به. بل يمكن أن نلمس أنه خالق خاص للإيقاع المختلف. وإذا لم يكن قارئ قصيدة أمل على درجة من الحس الموسيقي فإنه سيفقد سر الحيلة الإيقاعية التي تبتكر باستمرار الشاعر بقدرته الفائقة يكاد يمحو حدوداً واقعية بين النثر والوزن. وربما صارت هذه الحدود وهماً. إنه لا يعنى كثيراً بوزن الشعر، لكنه يحتفي بإيقاع الروح. روح الشعر والإنسان معاً. فإذا أنت لم تفهم حيلته الفائقة فسوف تقع في النثر. رغم تكرار القوافي التي تتداعى أحياناً كأنها الأشلاء من جسد يحترق.
(قلت : فليكن الحب في الأرض، لكنه لم يكن ! قلت : فليذب النهر في البحر، والبحر في السحب، والسحب في الجدب، والجدب في الخصب، ينبت خبزاً ليسند قلب الجياع، وعشباً لماشية الأرض، ظلاً لمن يتغرب في صحراء الشجن). ويستطيع أمل دنقل أن يفاجئ القارئ بإيقاعات غير متوقعة، فأحياناً تتلاحق القوافي (جديدة الصياغة) بتداعيات شعورية تحمل القارئ إلى ذروات متدافعة كأنها الصهيل الكثير الذي يسبق شراسة الحرب. (أسأل يا زرقاء.. عن وقفتي العزلاء بين السيف والجدار عن صرخة المرأة بين السبي والفرار كيف حملت العار ثم مشيت دون أن أقتل نفسي دون أن أنهار. وأحياناً تتباعد القافية في القصيدة، حتى نكاد لا نلمح لها سوى تردداً واحداً. كأن نقرأ (الوشاح) في بداية المقطع ونلتقي في آخر المقطع بكلمة (الصباح). (أيها الواقفون على حافة المذبحة أشهروا الأسلحة سقط الموت، وانفرط القلب المسبحة والدم انساب فوق الوشاح المنازل أضرحة والزنازن أضرحة والمدى.. أضرحة فارفعوا الأسلحة واتبعوني أنا ندم الغد والبارحة رايتي : عظمتان.. وجمجمة وشعاري : الصباح). أثناء ذلك. نحن لا نتوقع أن تكون هذه القافية (الوشاح / الصباح) بالذات هي عمودي الهيكل الشعري للقصيدة اللذين ينهضان ببنية المناخ العام. ولنا أن نتأمل الجمال الداخلي الذي خلقته القافية الصغيرة المترددة (أضرحة) بإيقاع خاص مختلف.
إن الشاعر لا يبدو أنه يحتفي بالقافية إلى درجة الافتعال إنها ترد أمامه عفو الخاطر. وإذا دخلت الصنعة، فإنها تدخل بشفافية لا تخدش متعتنا الشعرية. بساطة أمل في شكل قصيدته الفني تنطوي على الجمال الذي لا يتكرر، بمثل هذه العناصر، في تجربة سواه الفنية، إنه نسج وحده حقاً. ويمثل نموذجاً للبساطة المستحيلة. (في الفندق الذي نزلت فيه قبل عام شاركني الغرفة فأغلق الشرفة وعلق (السترة) فوق المشجب المقام وعندما رأى كتاب (الحرب والسلام) بين يدي : أربد وجهه.. ورف جفنه.. رفه فغالب الرجفة وقص عن صبية طارحها الغرام وكان عائداً من الحرب.. بلا وسام فلم تطق.. ضعفه ولم يجد - حين صحا - إلا بقايا الخمر والطعام. ثم روى حكاية عن الدم الحرام (.. الصحراء لم تطق رشفه فظل فيها، يشتكي ربيعه صيفه) وظل يروي القصص الحزينة الختام حتى تلاشى وجهه في سحب الدخان والكلام وعندما تحشرج الصوت به، وطالت الوقفة أدرت رأسي عنه. حتى لا أرى دمعته العفَّه ومن خلايا جسدي : تفصد الحزن.. وبلل المسام وحين ظن أنني أنام رأيته يخلع ساقه الصناعية في الظلام مصعداً تنهيدة.. قد أحرقت جوفه).
جاء أمل دنقل إذن من صعيد مصر. ليفتح الطريق أمام الجيل الجديد في الشعر المصري بعد عبدالصبور وحجازي. واستطاع بجدارة فنية أن يكون صوتاً خاصاً مختلفاً وقادراً.. منذ (زرقاء اليمامة). كان حراً بما لا يقاس في تجربته الفنية. وهذا ناتج في تقديري من حريته الفكرية فهو لم يقع تحت وطأة المنظورات السياسية الجاهزة في الفن. فهو الشاعر الوحيد الذي كان يستطيع أن يقول في أجمل قصائده وأكثرها جرأة : لا تحلموا بعالم سعيد فبعد كل قيصر يموت قيصر جديد (زرقاء اليمامة) هذه الفكرة الفاجعة تتطلب جرأة كبيرة لتواجه مهرجانات الأمل الكاذب الذي أقيم لينتشل الانسان العربي من هزائمه التي لم تكن حزيران آخرها. وفي مصر بالذات يشكل إطلاق هذه الفكرة موقفاً مرشحاً لتهمة اليأس. والشاعر التقدمي - حسب النظرة السائدة - ليس له أن يكون يائساً. غير مصرح له بالشعور باليأس. أعتقد أن الشاعر الجزائري محمد حديبي الذي قال مرة (قليل من اليأس يجب أن يضاف إلى القصيدة) /.
أمل دنقل كان يائساً كل هذا اليأس الخلاق. كان يائساً بصدق ولم يكن مستعداً لخيانة شعوره في تلك اللحظة التاريخية. كان إنسانا خلاقاً. مادام اليأس شعوراً طبيعياً، فمن المتوقع أن يمر به الانسان، تماماً مثلما يمر بلحظات الأمل.
أن يكتب الشاعر يأسه، يعني أنه يواجه تجربته بصراحة الشعر وقدرته على نفي اليأس، فبمجرد أن يكتب الشاعر القصيدة فانه ليس معرضاً للوقوع ضحية لليأس. وأمل دنقل بالذات، وهو المأخوذ بحلم الانسان، كان جديراً بمصارعة اليأس طوال حياته، لكن دون أن يسقط في مستنقع الأمل الكاذب. (قلت لكم مراراً أن الطوابير التي تمر في استعراض عيد الفطر والجلاء (فتهتف النساء في النوافذ انبهاراً) لا تصنع انتصاراً إن المدافع التي تضوي على الحدود في الصحارى لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء لا تقتل الأعداء لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهاراً تقتلنا، وتقتل الصغارا قلت لكم لكنكم.. لم تسمعوا هذا العبث ففاضت النار على المخيمات وفاضت الجثث وفاضت الخوذات والمدرعات). في خريف،1976 ذهبت صحفية من القسم الثقافي بجريدة (الأخبار) لتجري حواراً مع أمل دنقل، في مقره الدائم بمقهى ريش. وكان هذا اللقاء ولادة الحب الذي تحول سريعاً إلى خطوبة وزواج عام 78. كانت الصحفية هي عبلة الرويني.
ولأن الشاعر لم يكن يملك سكناً للزواج، ولا مالا ليهيئ هذا السكن، فأقام مع عروسه في غرفة بفندق بشارع 26 يوليو منذ بداية عام 1979.
ولد أمل بعيب في إحدى خصيتيه، وفي سن التاسعة أجريت له عملية جراحية في محافظة قنا. ويبدو أن العملية كانت فاشلة وفي هذه الحالات، إذا لم تنشط الخصية المريضة فإن المريض معرض للإصابة بالسرطان في سن الأربعين. وهذا بالضبط ما حدث. فمنذ ثلاث سنوات بدأ السرطان يهاجم أمل فدخل المستشفى للعلاج، وكان لا يملك نقوداً لمثل هذا العلاج الباهظ / (أيها السادة : لم يبق اختيار سقط المهر من الإعياء وانحلت سيور العربة ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة صدرنا يلمسه السيف.. وفي الظهر الجدار) فكتب يوسف إدريس مقالاً يطالب الدولة بعلاج الشاعر على نفقتها وبدأت حملة لعون الشاعر من قبل الأصدقاء والمحبين في أماكن عديدة من البلاد العربية. وعندما تعهدت الدولة بالعلاج. طلب أمل من الأصدقاء التوقف عن حملة المساعدة. لكنها لم تتوقف. كان لا يريد أن يشغل الناس بمرضه. إلى أن / (لقد توقف العلاج، وهذا يعني أن القارب قد وصل إلى الشاطئ الآخر. أو قارب على الوصول. وأنا الآن لا أحب أن أتحدث عن مرضي، فهو قضية شخصية يجب ألا تشغل أحداً سواي) وبعد ثلاثة أيام.. وصل القارب إلى الشاطئ الآخر. فقد / (كان نقاب الأطباء أبيض لون المعاطف أبيض تاج الحكيمات أبيض الملاءات لون الأسرة أربطة الشاش والقطن قرص النوم أنبوبة المصل كوب اللبن كل هذا يشيع بقلبي الوهن كل هذا البياض يذكرني بالكفن فلماذا إذا مت يأتي المعزون متشحين بشارات لون الحداد هل لأن السواد هو لون النجاة من الموت لون التميمة ضد الزمن).
حتى إذا مات. كمن يدخل باباً انتظر عنده طويلاً بعذاب. يدخله بهدوء. ولا نكاد نعرف من الذي ارتاح من هذا الدخول. هل الشاعر من الموت / أم الموت من الشاعر : (كان أمل جميلاً حتى في الموت. كان أصدقاؤه يقولون له تحمل يا أمل الألم. قاومه. وكان يرد : أنا لا أملك إلا أن أقاوم. كان يقول لي : أنا لا أخاف الموت لكن أخاف العجز. عندما عجز أمل عن الحركة قبل وفاته بثلاثة أيام، وأصيب بشلل في كل جسمه، أدركت أنه قد مات. طوال فترة مرضه لم يتخل عن دعابته وسخريته مع أصدقائه الذين كانوا يزورونه. والذين لم يفارقونه في الفترة الأخيرة. عبدالرحمن الأبنودي. الدكتور جابر عصفور. الدكتور عبدالمحسن طه بدر. فاروق شوشة. كان يوصيهم أن يتماسكوا ساعة الموت. إن أمل إن كان قد عاش طوال السنة الأخيرة فهذا بسبب حب الناس له) (الزوجة) / (آه.. سيدتي المسبله آه.. سيدة الصمت واللفتات الودود لم يكن داخل الشقة المقفلة غير قط وحيد ... آه.. سيدة الصمت والكلمات الشرود آه.. أيتها الأرملة) / (وقبل حوالي ثلاثة أشهر أدرك بشفافيته أن أيامه معدودة فقال لزوجته ولي سيناريو كامل لما يريد بعد وفاته. قال كل ماله وما عليه. طلب أن يدفن أمام مقبرة أبيه في قريته. وعندما ذهبنا لدفنه وجدنا (مصلى) في المكان الذي حدده فاستأذنا وحفرنا له فيها قبره. لقد صعقت وأنا أشاهد جسده عندما غسلناه بعد وفاته. كان جسداً متحللاً. كيف عاش هذا تحت هذا الجسد ؟ أليست معجزة.). (عبدالرحمن الأبنودي) أعرف أن العالم في قلبي مات لكن حين يكف المذياع.. وتنغلق الحجرات أنبش قلبي، أخرج هذا الجسد الشمعي وأسحبه فوق سرير الآلام أفتح فمه، أسقيه نبيذ الرغبة فلعل شعاعاً ينبض في الأطراف الباردة الصلبة لكن.. تتفتت بشرته في كفي لا يتبقى منه.. سوى جمجمة.. وعظام). الشاعر محمد الماغوط قال لبدر شاكر السياب بعد موته : (تشبث بموتك أيها المغفل). الآن / أمل دنقل كان طوال السنوات الأخيرة يتشبث بحياة أرحم منها الموت، ولم يكن مغفلاً. بين السياب وأمل لم يتغير الحال العربي كثيراً. تفسخ أكثر. انهار أكثر. ولم يبق سوى أن يموت لنا أمل. صار الإنسان (الشاعر خاصة) أكثر هامشية من حذاء المشروع العربي. وغم ذلك كان أمل شجاعاً أكثر من السياب. الذي يقرأ الشعر يعرف / سيعرف ذلك جيداً. إن ضعف السياب كان نابعاً من عذاب الأرجوحة التي وجد نفسه فيها. فقد انغمس السياب في أرجوحة السياسة العربية ففقد حريته الخاصة. صادرت السياسة حرية الشاعر الداخلية. تأرجح بعذاب كبير قبل المرض. تبع هذه المنظومة الفكرية حيناً، وتلك المنظومة الفكرية حيناً آخر. عذاب الأرجوحة هذا هو الذي أفسد (يفسد) قدرة الشاعر على التمتع بحريته الداخلية، وأدخله في المأزق. أمل دنقل ظل طوال الوقت يخوض / يجتاز السياسة العربية بساقين طويلتين. يرى إلى السياسة بنظرة الطائر الذي يكتشف الواقع بسيطرة القادر. ويملك حريته في نفس الوقت. حريته في الطيران عابراً فسحة الأفق الأوسع من السياسة. وكانت حيلته جميلة وقادرة : (حاربت في حربهما وعندما رأيت كلا منهما.. متهماً خلعت كلا منهما كي يسترد المؤمنون الرأي والبيعة لكنهم لم يدركوا الخدعة) هذا هو الفرق بين عذاب الحرية لدى أمل، وبين عذاب الأرجوحة لدى السياب. عذابان هيئا للشعر العربي الحديث تجربتين من أجمل التجارب الشعرية المعاصرة، ومن أكثرها صدقاً وأصالة.
السياب ودنقل قتلهما المرض. لكن الأول عانى من عذاب الأرجوحة أكثر من عذاب المرض. وعانى الثاني من عذاب المرض أكثر من عذاب الأرجوحة. ويمكننا اعتبار هاتين التجربتين صورة تجسد محنة الشاعر العربي المعاصر. وتفضحها في نفس الوقت. (الشاعر له وظيفة اجتماعية أساساً. لابد له من موقف اجتماعي. الموقف السياسي تال لذلك. الموقف الاجتماعي الأشمل من قضايا المجتمع وقضايا العصر الذي نعيش فيه. وليس معنى هذا الموقف أن يصدر الشاعر عن حماس تبريري أجوف للأحداث المؤقتة والعابرة، حتى ولو كانت أحداثاً كبيرة. وكل الشعر الذي ظهر وتبنى شعارات سياسية زاعقة بشكل مباشر هو شعر انتهى من ديوان العرب بعد أن كنسته الأيام. كذلك أكثر الشعر الذي ينشر في أغلب الأحيان. ونجده مجرد ترجمة لمانشيتات الصحف، كتلك القصائد التي تكتب عن المشروعات العمرانية، أو دخان المصانع. أو الإنجازات الوطنية. هذا كله ليس شعراً، حتى وان حمل كل مقومات الشعر. إنه شعر ساذج لا يبقى لأنه شعر ترديدي موقوف بالمناسبة التي قيلت فيه. إذ الشاعر هنا ليس أكثر من ناظم، أو حرفي، يعيد صياغة أفكار جاهزة. وليست تلك وظيفة الشعر أو الشاعر. إن الشاعر يطمح إلى ما هو أبعد من الواقع حتى لو كان الواقع الذي يعيشه الشاعر رائعاً وجميلاً. فإنه يطمح إلى الواقع - المثال. الأكثر روعة وجمالا. من ها فإن الشاعر يطمح إلى تحقيق المعادلة المستحيلة تلك التي يريد فيها أن يجعل الواقع شعراً، والشعر واقعاً. ولكن الواقع دائماً وأبداً لا يسعف الشاعر بهذه الصورة. ولهذا يجد الشاعر نفسه منحازاً إلى الحلم ضد الواقع).
(الشاعر في الأسبوع الأخير) جاء من صعيد الأرض. كتب شعراً جميلاً كثيراً، ومات. في حياته طبع كل شعره خارج بلاده، بعد وفاته، ومن خلالها سيطبع شعره في بلاده. لقد مات. لذلك فهو الآن يستحق التكريم. لكن / ينبغي أن نتشبث بآمالنا.. فإن أمل دنقل قد مات.*
مجلة (الدوحة) - قطر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وعاصم الحزين ..... هذا الشبل من رحم تلك المعاناة ( ننتظرك بكامل الشوق) (Re: Ishraga Mustafa)
|
لا حولاااااااااااااا اشراقة ذات نفسها كيفك يا ايتها النبيّة التي من نسل الاصدقاء الطاعمين مانحي اوراحنا حياتها و الهديل ؟ أهلاً و اعضك في الانف جداً و ثمة سؤال حريف و حنين عن صديقنا ( ايوب مصطفي ) و ذاك الذي كم اود لو أراه و أضمة لي و أدعوه لسباحه في نهر النيل الذي يخصه جداً ( واصل ) كيف تمضي الأوقات هناك ؟ قرأتك اليوم في صحيفة السوداني التي يشرف علي ملفها الثقافي الصادق الرضي، و لم اعرف ان تلك اشارة لتواصل مع من أحبهم القلب و والوطن و انسان درب التبانة. لك الشوق و اتمني عودة أصدقاءنا القدامي لنعيد للحياة صهيلها الذي كاد ينطفئ. و سلام حتي مطلع الامر.
| |
|
|
|
|
|
|
|