دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية
|
كنت موجوعاً من رائحة المنافي والغرف عالية التبريد شوقي ليلتها كان عظيماً لكدحنا يومئذٍ في شوارع الخرطوم باحثين عن عمل يأوينا لنفاجأ بالبلاد ولكأنها إستنفذت فرص العمل لتخرج لنا لسانها بأن لا (وظائف لدينا) ولا يحزنون فالندعها تمشي يا صاحب اذ ربما يبتسم لنا الغد الذي انتظرناه طويلاً طويلاً !
المقدمة أعلاه لحكي سوف يأتي عن ما كان من أمري وصاحبي محمد عبدالفتاح (ميمي) له التجلة ، وكدحنا المضني يومذاك بحثاً عن عمل في بلاد قرر سدنتها خلق أكبر جيش من العاطلين والشباب مذبوح الأحلام ! كنا نشاهد كل ذلك والحسرة تتدفق منا تدفق الدم في الوريد فماذا نفعل إنها الحياة في ظل الدولة السودانية التي تمنجهت وتهندمت وتمنهجت وتصالحت مع قوانين الولاء وشعارات الارتزاق . رحلة طويلة ما بين تخرجنا الي يوم خروجي شخصياً عبر ميناء سواكن بعد أن استحال علي توفير ثمن تذكرة ذهاب فقط عبر الخطوط السودانية لوجهتي التي ما كنت أتخيل أنني سأتوظف فيها عبر (شهاداتي) التي ظلت ترزح سنين عدداً داخل شنطة سوداء لطالما جبت بها الخراتيم باحثاً عن عمل !
والله في !
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية (Re: خضر حسين خليل)
|
إنـــه وبعد :
لمتين يقاسمك في هواك مر الشجن ؟
هكذا بدأت :
ماشي وين ؟ ماشي السوق العربي جاي من وين ؟ جاي من السوق العربي لقيت شغل ؟ والله لسة بفتش هكذا تتناولك ألسنة الناس كلما صادفوك في دروب الحياة .... قال لي صاحبي بعد مدة ليست بالقصيرة من كدنا المضني سوياً باحثين عن عمل يقينا أولاً أسئلة الناس ومن ثم يمنحنا بعض تماسك ومن ثم كان الله (سهل) يمكننا من الإمساك بقرون المستقبل . قال يومها وهو يقهقه حتي فاضت من عيناه دموع الحسرة تصدق بقيت لما يسألني أي زول
أها عامل شنو ؟
لقيت شغل ؟
أقول ليهم ببساطة : والله ما عامل أي حاجة !
والغريبة إنو بقي ماعندي أي إحساس بتأنيب الضمير أو أو لأنو ببساطة القصة دي كلها ماعندنا فيها أي دور . ثم كشح عدد كباية (ونقو) في جوفه .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية (Re: أبو ساندرا)
|
الخرطوم السوق العربي كافتريا السلطان الشامي :
تستقبلنا الخراتيم من دغشاً بدري نساسق وصاحبي في كل الجهات ! لا يقف أمام رحلاتنا الماكوكية للسوق العربي سوي (حق المواصلات) . وما ان نسمع بأن هناك أمل لوظيفة شاغرة الا وتجدنا أول المتقدمين .
في كافتريا يرتادها (المحبطون) تسمي (بالسلطان الشامي) يقوم علي خدمة الناس فيه (مصريون) يجيدون إضافة للف والدوران صناعة الكشري ... فنأتي نحن المحبطون لنقضي علي أخضر الكشري ويابسها !! أما المصريين فيتأملوننا بصمت والبلاد كلها تتناول (كشريهم) ذاك كوجبة أساسية جاءت في زمان خرجت فيه وجباتنا الشعبية لغير عودة لتتزين جيد الخرطوم بلافتات المطاعم اللبنانية والسورية والصينية واليابانية ومؤخراً موائد الأرز (البرياني) والتي وفدتنا برفقة وفود شرق آسيا .ماعلينا !!
فالحيكومة تسوي الدايراهو أما نحن فما علينا سوي تناول (كشرينا وبريانينا ) ليس إلا .
المهم !!!!
بينما نحن جلوس وعلي ذاك الحال وكل منا يحمل شنطة صغيرة (تمكنا) بداخلها ما بداخلها من صور شهادات جامعية ، بكالريوسات، دبلومات ، دبلومات وسيطة ، كورسات تدريبية ، آلة حاسبة (ساينتفك) نحسب بها أحلامنا ،،،ماكينة حلاقة ،، شهادات خبرة ما انزل الله بها من سلطان ،،، خلو طرف من التجنيد الإجباري ،،، صور حبيبات ،،،، يطالعننا صباح مساء ليقلن (ياخوانا إتصلحو معانا شوية) أي والله بمرور الزمن صرن أخواناً لحبيباتنا ! ،،،، أمنيات أشعار قليلة ،،، قصائد لشعراء الحداثة وما بعد الحداثة ،، كتاب كتابين لإقناع الذات إنك لاذلت قادراً علي القراءة ، صحيفة صحيفتين ولا ضرر في أن تكون بينهما صحيفة رياضية ،،، بقايا تمباك الأمس ..، إسطوانات ماجنة ، منشور يخص قضايا الناس ، بيان من الحزب الشيوعي عن ( موجهات عامة نحو الخامس) ،،،، ساعة أعطنيها والدي لإصلاحها منذ شهرين ولم يعد يسألني عن حالها ،، أظنه أدرك مؤخراً إنني أيضاً في حوجة لإصلاح حالي ،، فرشاة أسنان تآكلت أطرافها (فنحن قوم يمسون علي حال ويصبحون علي ألف حال)
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية (Re: Amira Elsheikh)
|
أميرة ازيك
طبعاً عشان أجي أرد ليك لقيت الموضوع زحا زح شديد ! قوانين عجيبة ياخ المهم أنا عارفك ممغوسة وموجوعة بإعتبارك برضو شاركتينا في يوم من الايام في قصة العطالة البلا نهاية ! بحكم انك لاتملكين (واسطة) وكدة وكدة في هذه الفانية ! لذلك عايزين نعمل (صحو الذكري المنسية) بس عشان نقول ليهم هووووي ما نسيناكم نهائي والله يأذي الاذانا يا أميرة علي قول الاستاذة هاجر كباشي !
أو كما قال !
والله في
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية (Re: خضر حسين خليل)
|
جاءتني فكرة ونحن في مجلسنا ذاك .... إلتفت علي صوت محرك سيارة أظن صاحبها قد قام بتشغيلها من إحدي (البلكونات) التي تحيط بنا .... شغل مكيفها ليأتي (سيادته) بعد ذلك لينعم بهوائها .. ضحكت وصاحبي (يحاول الفرار) فهو لم يري من قبل عربة تدار بالريموت كونترول .
هدأت من ذعره وبدأت مباشرة في فتح شنطتي وقمت بترتيب الأوراق أولاً السيرة الذاتية بعدها الشهادة السودانية شهادة البكالريوس بعدها دبلوم علوم الكمبيوتر بهدها شهادات خبرة لا أدري كيف تحصلت عليها غير إنها في حقيبتي تلك وبعدها خلو الطرف من الخدمة الوطنية بعدها صورة من بطاقة تؤكد إيفائي مدة التجنيد الإجباري .
جهزت ذلك وصاحبي في حيرة من أمري قلت له جهز ورقك سريع ....... وما إن إنتهي حتي ظهر علي الشارع رجل بض الثياب غض الملمس من سيمائه عرفت أنه يشغل منصباً مرموقاً في هذه الدنيا .
لم يسلم علي سعادتنا بل دخل هكذا توش سيارته .... ذهبت نحوه بخطيً ثابتة ولكأنني أطلبه حقاً .... دق دق دق .... ثلاث طرقات علي زجاج نافذته ... (نزل الرجل من عليائه حينها)
ثم أجابني والدهشة حاضرة .
خير إنشاء الله ؟
أجبت : والله الحمد لله ما بطال ولكأنه سألني عن صحتي
واصلت قائلاً :
أنا خضر حسين ودة صاحبي محمد عبد الفتاح وخريجين وقضينا الإلزامية ودي شهاداتنا وتلفوناتنا حتلقاها في سيرنا الذاتية ..... وياخ فتش لينا شغل ولو لقيت بالله إتصل أو أعمل لينا مس كول ولو رسلت رسالة تكون ماقصرت معانا ..... ثم ذهبنا في حالنا . ولا شك عندنا أن الرجل بالكتير حيتصل علينا المغرب !! غادرناه في دهشته تلك ثم ذهبنا ولكأننا (لمينا في شغل) . مضت سنوات علي هذا الحادث .,,, غير أني لازلت أذكر جيداً إنني وصديقي لم نغلق هواتفنا النقالة لا لسبب سوي أننا كنا بإنتظار ولو مسكول من ذاك الرجل الذي أصبح يشغل حيزاً من تفكيرنا إلي جانب مسؤلياته العظيمة حسب قراءتنا لشخصيته يومها .
يأتي الصباح وأنا وصديقي في نفس الحال يحدثني مراراً صاحبي :
ياخ أمس جاني مسكول من رقم غريب ،، يقول ذلك وأصابعه تبحث في سجل المكالمات التي لم يرد عليها وكذا حالي معه كلما فاجأني أحدهم بـ (مسكول) .
حتي خروجي الخائب من البلاد لم يعرني الرجل أدني اهتمام إذ أنه لم يتصل ولم يمسكل ولم يعبرنا حتي برسالة قصيرة ولم ..... ولم ..... ولم ،
والله في .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية (Re: خضر حسين خليل)
|
مساء عادي من أمسيات الخرطوم نجلس أنا وصاحبي في الهم (ميمي) داخل كوخ صغير يطل علي النيل الأبيض مباشرة حكي لي أنه ذهب صباح ذاك اليوم لفراش فرشه الناس لمواطن كان يشغل حيزاً من الزمكان يحكي ميمي : مشيت تنقش تنقش تنقش شلت الفاتحة كما تجب جلست كنت أحمل معي إحدي الصحف اليومية .... وما هي الا شويتين حتي فاجأني أحدهم بالسؤال المعلوم بطريقة جديدة لم أألفها قائلاً :
عامل شنو يا (ميمي) ؟
فأجبته دون أن يرمش لي جفن : والله ماعامل أي حاجة
فواصل الرجل في مساخته قائلاً : مالميت في شغل لسع بالله ؟
فأجبته وأنا أقرأ في المانشيستات لا والله
لكن الرجل ما تركه إذ أنه كان من ضمن الذين يصنفهم العامة في الخراتيم (راجل جنو نضمي)
يقول ميمي : إن الأزمة الحقيقية لم تعد إيجاد عمل من عدمه ، لكن الكارثة أصبحت أراها في عيون الناس وأسئلتهم التي لا تنتهي . صباح اليوم الثاني سمعنا أن هناك تقديماً في إحدي الشركات ... إستكنا بمعجون (أبووردة) خوفاً من روائح أمسيتنا التي مضت .... قابلنا شاب مهندم من شاكلة الذين يظهرون مرة واحدة في الحياة ليلعبو دورهم تجاه من هم أمثالنا ثم لا يظهرون أبداً .... شبكنا أسئلة ما بعدها أسئلة لكنه فاجأنا بسؤال لم يكن في الحسبان مشروبكم المفضل شنو ؟
أجبته دون أدني مواربة والغيظ يكاد يفجر رأسي : العرقي بتعرف العرقي أبو سكسك
خرجنا بعد ذاك ونحن واثقان أن علينا البحث عن وظيفة جديدة لا مكان فيها لتلك الكائنات العجيبة لكنهم كانو يتناسلون بطريقة مقززة تثير الغثيان .
للخروج :
(1)
وتر الكمنجات أترخي وسكب الاغاني علي الارض وليل المغنين أنهزم وياداك صباح المشتهين مشرور علي قيف الامل والنيل موهط في الجبين لا أتبل شوقنا من الهتاف لارجعت قوافل الكلمة لي هادي الدروب لا صابو الدوار حرفي
(2)
ونلقاك داخر الموج يقين يا متوهط نجم الليل سايق شمش أيامنا وراحل هل كلمتك قبال دة أنو النيل مستني حضورك وإنو القيف راجيك بي صبرو حتي الغيم الكان منشري ومالي بلدنا خدار وسقاية حلف يستني الصبح الجاي ويعيش الإلفة مع العاشقين
(3)
هل كلمتك قبال دة قبل أيام رحلت غيمة قالت تمرق يمكن تلقي هناك أحلامها في ذات اللحظة ضوت نجمة ضوت عسس الليل من حولك وفجت سكك الشوق لي خاطرك أقيف إستني يمكن تلقي ما العيينين الشافن شوقك حلفن تاني بضي عينهن إنو الشوق الشب وحاتك وضي عينيك ما منو بديل إنو الشوق
ملعون هو أبوه
ملحوظة :
يا ميمي لو جاءك (هتافي) هذا أتمني أن أجد لديك بعض عذر لهذا النواح الاسفيري فأنت أدري بحال الغربة ثم كنك ولا تكن أبداً سواكـ !
إنتهي !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية (Re: خضر حسين خليل)
|
روحك شغالة روحك شغالة تنضف لينا وجع امبارح وقرف اليوم الحاصل وبكرا يا يوم بكرا خليك مفتوح على قوس النصر وافتح للباب متكول بالقسر افتح يا باب انحنا اصحاب انحنا القلنا باكر احلى باكر اجمل باكر تنضاف كلمة احباب فى وش الباب افتح يا باب وانفتح الباب اتدفق عرق الروح بلل كل الفجة افتح يا باب انحنا احباب شايلين الكف ممدود فرحان للحنة الجرتق ولون الانسان الكان حزنان هسى فرحان ياقوس النصر افتح بابك نحنا شبابك كم هو تشابك وما خاب من كان واقف فرحان بدق فى الباب باب الامل الزاهى واخضر انفتح الباب ودخلو الاحباب اكبر غزوة للامل الجاب كل الاحباب
وباكر احلى باكر اجمل يا اجمل زول يا خضر حسين ياخ ما تزعل كلها كم يوم واملك يكبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محل إشتهيتك لقيتك عشم ! الي صديقي في عطالته النموذجية (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
قبل أيام قرأت لقاء طويل مع د/ احسان عبدالرسول قالت كلاماً في غاية الحزن من محبسها بمستشفي الأمراض النفسية بعد جملة أفكارها التي طرحتها بشجاعة نادرة تفتقدها الساحة السودانية ، غض النظر عن اتفاقي او اختلافي مع مجمل طرحها لكن يبقي من الشجاعة أن نتلمس ما جاء في خطابها بكثير اهتمام ! طالبت الدكتورة احسان بعودة المستعمر عبر اليات الانتداب والشركات عابرة القارات كآخر الحلول لانقاذ وطننا من براثن (إستعمار اولاد البلد واليانكي)
جاءتني صور شتي تخص جميعها استقلال بلادنا والتضحيات ووووو الشهداء وكل ما يقوله تاريخنا الوطني (كثير الفجيعة) . لم نكن يوماً كما سطر التاريخ بل كنا دوماً كما سطر من قامو بتزييف حياتنا . وطن يحترق وجيش عرمرم من الساسة والكتبة والباشبوزق والجهدية وجيوش بغيضة تتمدد تمدد ولا مغيث ! نشهد علي الاقل أنا وصاحبي المذكور هنا أننا قاومنا وما متنا بحثاً عن خيار يبقي ذاك الوطن كما حلمنا به لا كما حلم به غرباء اليد والوجه واللسان . تضاءلت أحلامنا للغاية انكسرت مجاديفنا ونحن نبحث عن سبيل وطني يخصنا وئدت آمالنا ونحن نبحث عن مشروع يخص الوطن في عضمه !
كثيرون من ابناء جيلنا قتلهم الاحباط ومن لم يمت منهم اصبح يمشي مكسور الخاطر بعد ان استلب الناهبون بريق عيونهم ! نحس اننا ظلمنا أكثر كثيراً من ظلم الحسين ! نحن الجيل الذي خرج للشارع وما وجد الطريق نحن الذين فاجأتنا الحروب ونحن نغني للسلام والحياة ! نحن الذين مددنا للشمس ايدينا فلسعتنا عقارب الارض ووحوش السماء ! نحن الذين ما لمينا في أي حاجة في هذه الدنيا العريضة غير أحلام وحبيبات وذكريات تخص ماضينا العريق ! نحن أيها الناس ليس لدينا ما نقوله لكننا نقسم بأحلامنا أننا سنواصل ضاغطين علي الجرح والنزيف!
والله في !
وأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم قومو الي إحباطكم يرحمكم الله !
| |
|
|
|
|
|
|
|