دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر
|
الي السيد أحمد كورارث أحد أجمل سودانيي الداخل وهو يتوسد الالم ويواصل في نزيفه شاقاً طريقه بعناد من لايخشي الظلمة بحثاً عن وطن أسمه السودان والي أصدقاء محي الدين أبكر ومحمد المبارك ( البروف)والي كل الذين لاذالوا يحلمون بوطن حر وشعب سعيد لهم في دربهم التماسك والصمود ولي ماتيسر أو ماتبقي من الصبر ......... الان يا أصدقائي سنعلق ماتبقي من أسرارنا في شماعة هذا المنبر عل وعسي أستكشفنا بعضنا حد التعري . لكم جميعاً الفال ولأصدقائي في الداخل الحلم العيشة الدغرية . خضر ذات صباح جنائزي من صباحات الغربة .
..............................................
للبيوت في وطني أسرارها التي لاتقوي عليها الجبال ولايدري أحد كيف وصل أجدادنا الي تلك البقاع النائية ليستقر بهم المقام متخزين من ذالك النهر منبعاً ومصباً لاحلامهم وايامهم . كانت أسئلة الحياة والموت الي جانب الاسئلة الغير مشروعة بحكم سني عمري ترهقني لتحيلني الي جبروت الصمت الذي يجيده بالطبع كل من سلك تلك الدروب الوعرة . لامين تكبر حتعرف الحاصل كلوا ؟ هذا ياسادتي ماتوفر لدي كل الذين أستنطقتهم في ركضي وراء الاجابات . أستغفار حاج علي ( المبالغ فيهوا ) لم يكن نابعاً في الاصل عن ايمان عميق وورع الرجل بل كان جزؤ من ديكورات المرحلة وجزؤ من فنتازيا رجال ذلك الزمان . هكذا كان يحدثنا السيد ( كوارث) المتابع جداً لحالات الفجائع التي تمر بها البلاد والمعارض لسياسات الدوائر الحكومية بدأً من المشاريع الزراعية أنتهاءاً بتشكيلات الوزرارت ( هكذا كان يشاع في القرية ) . وربما يميز أطراف البلاد عن المدينة والتي شهدت في أواخر أيامها جزأً من أفلام القري مايميزها هو حالة الركود التي تمثلها الي جانب خلوها من دور الصحة ودور التعليم ودور ودور ودور ودور البوليس . ( كان هذا ياصديقي في سابق عهد القري الان أمتلآت البلاد بالدور الاخيرة) للشتاء طعمه الخاص هنا . وعلي الرغم من مانختزنه من الملابس الشتوية الا أنها لاتصمد كثيراً أمام تلك الرياح التي تأتي لتحيل القرية كلها لجراح كبيرة ومفسحة في ذات اللحظة المجال للجلسرين الي جانب ما علمتنا أياه التجارب . كان الطين سيد العابنا وتلك أفة ساكني الأنهار أذ لم تتمكن لعب الاطفال من التسرب الي تلك المجاهل الي يومنا هذا لذا كنت مولعاًبه كما أقراني فمنه نأكل ومنه نشرب ومنه نلعب ومنه خلقنا كما يردد ( حاج علي ) بمناسبة وبدون مناسبة . وحاج علي الذي بدأ حياته الفقهيه بحديثه مأثر الطين تحول بقدرة قادر الي كائن من سكان ( العوالي ) . ( عجيبة عجيبة ) .
ونواصل ......
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
كنت وأقراني نتمني أن يمتد بنا العمر لنري ما يحكيه لنا ( كوارث ) عن البندر وبنات البندر عن الليمون البارد والرغيف الحار عن الموية البتجي من ( جوة الحيط) لم نري كل ذلك ولم نكن لنتصور بأن التكنلوجيا قد وصل بها الامر لحد ( قلة الادب ) هذه . أحمد لم ينسي اهله كما يقول ومعاناتهم كانت معه اينما سار( محل قبلت القاهم معاي معاي زي ضلي) حدثنا كثيراً عن التاريخ وعن مصطلحات كانت عويصة ولانجد أمامها الا الاستغراب ( ياخينا الزول ده بحفظ الكلام ده كيف زاتوا ) كان حديثاً رائعاً تناول فيها كل شيئ كل شئ بما في ذلك الجنس الله الصراع الطبقي او كما كان يسميه ( الثالوث المحرم) شرح كثيراً وتحدث كثيراً مخفضاً من لغته حتي يساير الاشكال والالوان الحوالينوا . في تلك الليلة ادركت كثيراً عن اسئلة صمتي تلكم . من يومها صرت مزهوا بفقري وسعيد نوعاً ما لانتمائي لهؤلاء المعدمين . ياشباب أنا جبت ليكم معاي دراسات حتفيدكم جداً في رؤية الامور وقراية ( الواقع) وحتوريكم انتو منوا ومفروض تعملوا شنوا عشان تصححوا أوضاعكم . مابقول ليكم تتنظموا معانا لاكن المهم أنكم تكونو عارفين الحاصل شنوا في البلد . هسي ياكوارث أنت بالجد كافر زي مابقول ( حاج علي ) ياخوانا حاج علي ده بتكلم كده لانو مامن مصلحتوا أنو الناس تتعلم او تعرف الحاصل . ولو بتتزكرو في المسرحية العرضناها في النادي السنة الفاتت هو الوحيد العارض الفكرة رغم انو مطالب المسرحية كلها كانت بتتكلم عن احتياجاتنا. طيب ياكوارث نحنا هسي المطلوب مننا شنوا ؟ المطلوب ياخوانا انكم تقروا وتناقشوا الكلام الفي الورق ده قرأنا ما كفانا شر الوقوع في الرزيلة وقرأنا ماكفانا الوقوع في مزالق هذا البلد الكبير وسرنا لانلوي شيئاً غير الحقيقة . هكذا أستطاع كوارث أن ينتشلنا جميعاً من وحل الدولة أدخل فينا رغبة القراءة من أجل واقع (يشيلنا كلنا) . من يومها صرنا لانصلي خلف ( حاج علي ) ومن ثم أصبحنا نري في شخصه عدونا الاول وهو بالمقابل كان يزداد تضخماً كلما ذاد من أستغفاره وأصبح معتاداً أن نري عربات الاند كروزر وهي تتقدل وسط الامنا وأوجاعنا.........
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
خضر يا هذا المتمرد الثمل بالثورة .. و الكافر بقيم الهراء .. صديقى .. تبدو أمامى الآن فى بدئك التعرى .. تحرجنا صديقى دومًا بالمبادرة .. لكم تمنيت أن أخلع قناعى التافه لأبدؤ أنا بالضبط .. تمامًا .. واصل صديقى حتى يجرنا استفزازك لنا لنرسم لوحة الحقيقة معًا .. لكم جذبتنا نحو التمرد .. ولكنك كنت دومًا تدفعنا فى الاتجاه الصحيح .. الا اذا كان الطفل (المعجزة عندو رأى) .. فى انتظارك عزيزى لنبدأ ثورة الدواخل هذه .. أكتب بشجاعة وصدق .. و لكن دون يأس .. أها .. واصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: محمد المبارك ابراهيم)
|
أذيك يابروف أكتب لك الان من أحدي المقاهي التي تطل علي أحدي شوارع هذه المدينة (الضجيج) تخيل أنتهيت من العمل حوالي الثانية عشر ليلاً (ومن الحالة دي أخير لي النجيع ) المهم هكذا كان خياري وهكذا الغربة لها التجلة تنهكك لدرجة أن لاتأخذ معك وأنت تأوي الي فراشك غير (المنبه) لنواصل في نفس (السستم) .. حول الكتابه سأواصل وبالمناسبة اليوم أستلمت رسالة من السيد كوارث يخبرني أنه وصل الي سنار وأن عمله الجديد برضوا أتفه من السابق ( نفس الربط والقيد بس بتغيروا الاسياد) لم أجد اذاء رسالته الا الصمت والمشكي لي الله ياصاحبي . كتابتك هذه أعادتني لايام الجامعة تزكرت دونما مناسبة مساء ذلك اليوم الذي أنتصرت فيه ارادة الح/ر وأعلنا الانتصار في ذات المساء كنت معي بالقرب من كافتريا الامريكي . ولعلك لاذلت تذكر أصدقاؤنا في ذلك الزمان أو أصدقاء الي الابد اولاد الناس وبنات الناس اللقيناهم . مايحيرني ياصديقي هو أنني كلما أبتعدت تعلقت أكثر بتلك الايام أقرأ أحداثها برؤية جديدة وعميقة علي ما أعتقد الان ياصديقي أدركت أنني لو كنت هناك لكنت فعلت مافعلت مرة أخري وربما بحدة أكثر . ماهو الي ضغطة ويستقبل هذا المنبر حديثنا هذا ولكم يحزنني أنني لا أستطيع الحديث عن تفاصيل ربما لاتهم القراء لكن صدقني اعتقد أنها تهم الوطن جداً جداً .
حأجيك
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
أمتد بنا العمر بصدفة أخري لنري البندر زينا وزي كوارث التقانا في المحطة كان غبار الزمان كله علي أجسادنا أنا ورفيقا دربي الزين وحامد تعجبنا أول نزولنا من القطار ونحن نري العجب في عاصمة بلادنا ونحن نطأها لأول مرة ( أذن لم يكن غريباً أن أولاد البندر كانو يروننا غرباء علي مدينتهم هذه) كانت الامنية أن نتذوق طعم الرغيف والببسي كما كنا نلتقطته من السن القادمين . الان يمكننا أن نتحدث عن البندر مثلنا مثل الطيب الجعلي والذي أتي من أم سنط ليعيش في عاصمة البلاد قبل أن تتلقفه المطارات البعيدة الان أصبح الطيب بعيداً من كل شيئ يا الاهي الي أين نسير . كانت أحلامنا ساعتئذ تقتصر في تلكم التفاصيل لكم كانت ساذجة حتي احلامنا . قادنا ( كوارث ) الي ذلك البيت والذي لايختلف كثيراً في تفاصيله عن بيوت قريتنا نفس الجالوص وذات العناقريب المحازي ا########## . البيت كان مليئاً بشعارات كثيرة علي الجدران قرأت العديد منها أثناء الجلسة الاولي . أشعار ورسومات كثيرة لرجال ونساء لاكاد أن أعرفهم . أنت ياأحمد ده مش فلان والبنية الشايلة جردل ديك مش علوية وديك مش التومة وداك مش .......................... صورة واحدة رسمت علي عجل ربما وربما بدون نفس وربما وربما وربما عرفت بعد شهرين من مكوثي في ذلك المنزل أنها لحاج علي وهو في طريقه لجهنم البلاد .
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
أول يوم من أيام الدراسة نجلس ثلاثتنا أنا وحامد والزين في أحد الكافتريات أحد فناني البلاد يخرج صوته عالياً من الحد المألوف فيزيد من خجلنا وأرتباكنا . لانملك الجرأة للذهاب الي الكاشير وطلب سندوتشات للفطور ولكأن الجميع يراقبونا. دي مصيبة شنو الوقعنا فيها دي ( هكذا يهمس لي حامد ) أسمعني ياخي أنا خلاص قربت أستفرغ من الجوطة الحاصلة دي تعالو نمرق لحدي ماالحفلة دي تنتهي ................ في الكرسي المجاور لنا يجلس شاب أنيق جداً يضع نظارة صغيرة بحجم سوداء العين الي جانب فتاة جميلة بحد الدهشة لا بد وأن أسمها شجن أو سمر أو أي أسم ثلاثي أخر أخيراً صمت هذا الفنان ليلعوا مرة أخري ضجيج الحاضرين ليدخل خمسة شباب علي سيمائهم الفقر والجوع ليصرخ أحدهم هامرة أخري سنخرج للشوارع حاملين هتافنا ولسوف تلقانا الشوارع بالهتافات المضادة للعساكر والمساخر والخنوع هامرة أخري سنصعدفي هذا الاختناق الي عناق البندقية ثم يقول بعد ذلك جماهيرالحركة الطلابية تدعوكم ال........... لحضور ركن النقاش المكان شلتر النجمة ............................ خرجنا ثلاثتنا بس ياخينا ديل البشبهونا ذاتهم أنتهزنا فرصة تحول أنظار الجميع لاؤلئك الشبان فخرجنا مسرعين ولكأننا لم نكن موجودين .. لاحولالالا شفت بالله ياحامد الود داك كان بسوي في شنو بعدين ياخينا انت الناس ديل قصتهم شنوا طوالي في الكافتريا بعدين بجيبوا القروش دي كلها من وين . ياخي الزول ده من ماقعدنا شرب هو والبنية العاملة كيف كيف ديك زي خمستاشر كباية عصير . هسي ياخوانا كدي نشوف لينا طريقة ناكل بعدين نمش نشوف الفي الكتاب شنو ؟ بعدين وين أحمد قعدنا وزاغ وين الشقي ده ؟
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
خارج الكافتريا وجدنا ( كوارث) برفقة فتاة سمراء تحمل ماتحمل في تقاطيع وجههامن الصرامة كانت تتحدث بكفيها الاثنتين وتبدوا عليها ملامح الانزعاج من أمر لايخصنا علي ما نعتقد . ياربي الحاصل شنو هكذا ردد (الزين) . يكون (كوارث) ده عمل ليها حاجة ولا الحاصل شنو . أهلين ياشباب معليش أتاخرت عليكم شوية ( هكذا رد ( كوارث) علي دهشتنا بهدوء دي سلاف صاحبتنا ياشباب اهلين سلاف اهلين أهلين أهلين ( رددتتها لثلاثتنا) دون أن تنظر ألينا طيب يا (أحمد) حألاقيك بعد المحاضرة أوكي ياسلاف
ذهبت ونحن في حيرة من أمرنا يلا ياشباب نفطر سريع عشان في ركن مهم لاذم نحضروا . ياخوانا أنا الليلة حأعزمكم عند خالتي مريم دي أحسن واحدة بتظبط فول علي مستوي السودان كلوا ..... أثناء أنتظارنا لفول ذلك النهار سألت كوارث . عن الحفلة الشغالة في الكافترياوعن ذلك الشاب الذي كان يجلس قبالتنا مع تلك الفتاة سألته ببراءة أنت يا كوارث الناس ديل مالهم عاملين كدا . ياخي ديل نضاف جنس نضافة والعجب (البنات جداد لنج ) التقول فكوهم من القصدير هسي . ولا النضارات العاملة كيف كيف ولا بناطلينهم العجيبة ديك . هكذا كانت الاسئلة تتزاحم في رؤوس الجميع ولا يجد ( كوارث) أذاءها الا الضحك والقهقهة بصوته المجلجل . لالالالا المسائل دي ياخوانا حتعرفوها شوية شوية . بدأ المتحدث الأول حديثه وكما فهمت لاحقاً بالتحية علي جماهير الطلاب وشهداء شعب السودان تحدث حديث العارف عن سوء الاحوال الاقتصادية وتحدث عن الفساد المستشري علي مستوي المسؤلين معدداً أياهم من السيد الرئيس كما كان يقول حاج علي الي أخر وضيع في اللسته دهشنا من جرأة ذلك الشاب أعجبنا ثلاثتنا للامانة بعد نهاية الركن كنا حريصين علي سلام الزول الراجل ده .... وقد كان . الدنيا دي فيها حاجات عجيبة خالص وقدر ما الواحد يحاول أنو يثق في الناس العاملين فيها حريصين علي قيمنا وأخلاقنا وبعتبروا نفسهم مسؤلين حتي من تشكيل وجدانا وصياغتنا من جديد الا أنو سلوكهم بيفضحهم ... بهذه المقدمة الصعبة علي فهمنا بدأ أحمد حديثه في ذلك المساء بعد أن شرب ماكفاها حد الاهتمام بأسئلتنا الكثيرة .. ياسلام ياخوانا وحياة المنكر ده (سلاف) دي قبيل حكت لي حكاية عجيبة خلاص . الزين كان يتابع حوارنا وقد بدا مشغولاً بأمر ( الحلة) كدي ياخي ورينا هي مالة زعلانة من منوا ؟ سلاف دي بتحكي لي أنو عميد الكلية طلع قرار أنو أي زول مادفع رسوم الامتحانات ما حيدخل بعد داك في زولة معاهم في الكلية مشت للعميد لانو ظرفها صعبة تخيل الراجل المابختشي ده قدم ليها عرض في مقابل أنها تدخل الامتحان . وده حتعملوا ليهوا شنو ؟ ده لاذم يتفضح علي مستوي الجامعة وحنملك الكلام ده باكر لادارة الجامعة لانوا عندناأدلة بعدين دي ما المرة الاولي طوااااالي الراجل المعفن ده في الحالة دي . كمل الشراب ولم يتبقي لنا من ذلك الليل الا ما نحمله داخل رؤسنا رؤسنا التي أتملأت الي أخرها بالقصص الغريبة والبنات الجميلات حد الدهشة . مرت الايام وأصبح لكل منا أصدقاء أخرين جميعهم من نفس طينتنا كما كان يقول ( كوارث) أصدقاء وصديقات جميلات أتحفونا بأنسانيتهم المفرطة . تعرفت أنا علي صديقي مشاكس ومن ثم علي الطيب الجعلي ذاك القادم من تربة لاتقل عن تربتنا وسامة وعفة جاء هو ليستقر به المقام أيضاً في عاصمة البلاد لزوم مواصلة التعليم التقيته حسب مواعيد مضروبة كانت بينناليذهب معي الي حيث أجتماعنا كان ذلك بعد أن أنخرطنا داخل أحدي المؤسسات التي تنادي بتغيير تلك الاوضاع المأساوية للسواد الاعظم لبني وطننا أنتمينا جميعنا لذلك البرنامج الطموح أملاً في تغيير أجتماعي مؤسس . هكذا التقيت بصديقي الجعلي . كانت البلاد في تلك الفترة تدخل في تحولات جذرية وكنا شاهدين علي مسواسم الانهيار .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
للذين لاذالوا يؤمنون بأن للوطن قضية وللذين لاذالوا في غيهم معتقدين بأن هذا السودان (حقهم براهم ) للذين أنضجت الشمس جلودهم للذين ملؤني حياً وكرامة فما منحتهم سوي الدم والدموع ولكل الذين لاذالوا يغردون خارج سرب المليون عل الايام تنجيهم واحلامهم وعل تلك البلاد تفتح احضانها مرة اخري لاستقبالهم ببساطه لشعب السودان اينما كانو في دربهم العظيم ............. لكل ماسبق سأواصل .............
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
هكذا يبقي من يبقي ويبقي وجه ربك ذو الجلال والاكرام أخذوه في ذلك المساء والليل يتقدم بكل وقاره منهياً جري يوم كامل في المعايش والارزاق ثلاثة بكاسي عليها حوالي العشرون فرداً هؤلاء فقط هم من شاهدناهم . يقودهم (أدم) أدم الذي لكل فرد في تلك القرية فضل ذاد عليه . ياخي علي الايمان انا في حاجة غايظاني الا أنو المعفن ده طلع شغال مع الجماعة بالله شفتوا العواليق ده ماطلع مع الناس ديل بالله صحي شوف الخموم والرموم ده بالله مالقي حاجة يشتغلا الا شغلة التعرسة دي . لاحولالالالا سمعتو الشمار صاحبك ( أدم ) ماطلع عكشة كارثتان أذن حلتا بهذه القرية .
ياخي أنت الحاصل شنو عليك الله يا (كوارث) ياشباب اليومين ديل في هوا تقيل ولي ده الناس تعمل حسابا لانو ناس الحيكومة عندهم خبر أنو في حركة في الشارع ولي ده الحصل مع أستاذ عبد الرحمن ده ممكن يتكرر كتير خاصة الايام الجاية لي ده من باكر مفروض أي زول يقبل علي جيهة . وأستاذ عبد الرحمن ده هو معروف يعني أنو معارض ؟ (هكذا سأل حامد) الاشكال أنو في منشورات أتوزعت في المدرسة البدرس فيها أستاذ عبد الرحمن وهو طبعاً معروف في المدرسة أنو كان راجل نقابي زمان بعدين راجل فاهم وفي ناس بيقولوا أنو (.......) أوووه ماتقول كده ( بعدها هز حامد رأسه مسلماً أياه للخيال) تحركنا أنا والزين صباح اليوم الذي جري فيه أعتقال الاستاذ كانت حركة الشارع غريبة بعض الشئ وثلاث سيارات عليها ما عليها من الافراد يقفون مباشرة خلف دكان حاج النور . تقدم الينا أحدهم ويبدوا أنه المسؤل عنهم وبلهجة أمرة . وين أحمد ؟ أحمد منوا ( أجبته ) دايرين تتصعلقوا يعني ؟ ودون أن يسمع ردنا كنا الاثنين مكرفسين داخل أحدي العربات . للامانة لم يأذوننا كثيراً فقط كانت بنادقهم موجهة الي صدورنا وكانت أرجلهم وبكامل ( أبواتهم الثقيلة) فوق وجوهنا ولكأننا عتاة إجرام . أنتظروا لخمس دقائق قبل أن يأمرهم ذلك المسؤل بأقتحام المنزل . لم يجدوا أحداً بالداخل ولم يجدوا أي أوراق فكل شيئ كان معداً في أنتظار أي مفاجأة . وين الولد ده ؟ سمعت المسؤل وهو يحادث ( أدم) والله ياسعادتك الزول ده أصلوا مامرق . طيب وين أتبخر يعني ؟ ياسعادتك والله انا ذاتي متحير الاهالي كلهم كانوا يتابعون الموقف وجميعهم يقفون عند أبواب منازلهم . كنت أسمع صوت حاج النور وهو يتوسل لذلك المسؤل أن يطلق سراحنا. والله ياجنابك ديل أولاد مساكين مابعرفوا أي حاجة والله ديل ماعارفين الحاصل شنوا ذاتو ياسعادتك وأمرأه اخري أظنها حاجة السرة تتوسل قائلة الرسول ياولدي كان ماخليت العيال ديل . وثالثة ورابعة وأصوات أخري تعلوا . كنا نعلم أنا والزين بأنهم لن يتركونا الي حال سبيلنا وأن مطالبات هؤلاء البسطاء لن تجدي . شكرناهم بدموعنا وبالغصة التي كانت تتصاعد مع مظاهر الرجاء والتوسل شكرنا حاج النور لشهامته وحاجة السرة لانسانيتها المفرطة والرابعة والخامسة وكل الاصوات شكرناها . وأنطلقت بنا تلكم السيارات تشق الارض لاتلوي لرجاء أمرأة مسنة أو توسل لوقار شيخ كحاج النور.
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
كان الظلام يلف المكان كله شعرت برغبة في التبول تحسست المكان جيداً . قادتني الرائحة الي ( المبولة) والتي لم تكن سوي صفيحة ممتلئة بمخلفات من سبقوني . قفز ( الزين) هكذا الي ذهني تراهو أين يكون الان . تمددت مرة أخري وحشرات الارض كلها تلعق من دمائي وعرقي ووحشتي سمعت جلبة أصوات تأتيني من البعيد وخيل لي أن الزين ربما كان في غرفة اخري مماثلة ... فتح الباب أغمضت عيناي وكأنني لاذلت في غيبوبتي أنت يا...... أم قوم علي حيلك أبتلعت أساءته علي مضض ضربني بعصا غليظة كان يحملها . تأوهت كاد المي أن يرد . صفعني ثم دلق بقازورات الدنيا علي وجهي . تلك الرائحة أعادتني لغيبوبة اخري غيبوبة لم أعي نفسي الا وأنا أشتمه بكل ما أملك من مفردات البذاءة صفعني علي وجهي تكورت امامه ككرة شراب . حاولت الوقوف علي قدماي فلم تسعفني المروءة تحاملت وتحاملت كثيراً ووقفت أخيراً مستنداً علي الجدار ومحاولاً مسح ماتعلق في وجهي من قاذورات . كان جلادي في أربعينات العمر ذو شارب كث ولحية تنطلق منها كل بشاعة الدنيا. دحجرني أمامه عبر ممر ضيق هذا الممر نلت مانلت وأنا في حالتي تلك من الشتائم والصفعات كل من صادفوني فعلوا نفس الشئ معي . رموني مرة أخري داخل غرفة خالية من الحياة قبل أن تكون خالية من الاثاث فقط كرسي بثلاثة ارجل لاذال يحتفظ بتوازنه وسط هذا المكان الذي ينضح بالجرائم والقازورات . تأكدت من خروج جلادي بعد أن سمعته يتحدث مع أخر كانوا يتحدثون عن أمور أخري لاعلاقة لها بما أنا فيه ( الليلة يافردة نحنا معزومين في حفلة ......) قهقهاتهم كانت تقتلني وترميني مرة اخري عند حافات الغياب . أذيك يابطل أجتهدت كثيراً لاري وجه محدثي وأستدرت نصف أستدارة برقبتي . شوف ياود الحلال عشان تتخار من هنا لاذم تتعاون معانا ونحنا واثقين أنك ماحتقصر بالعندك كلوا ...... من سياق حديثه تأكدت أنه ليس سوي جلاد أخر وأن كان خلافاً لمن سبقوهو أنيق المفردة والملبس . ثم أخرج علبة ( برنجي ) من جيبه قدم لي سيجارة بكل هدء رفضت شكراً مابدخن . طيب كويس التدخين ذاتو سبب رئيسي لامراض القلب والشرايين (هكذا رد علي رفضي)
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
هكذا هم رجال الامن باردون حتي في صيف البلاد المحرقة . عليك الله أنا في شنو وهوفي شنو ( ربنا يعدمك شرايينك أنشاء الله) لم أكن مهيئاً حتي لشرب جرعة ماء ناهيك عن سيجارة تريح ذهني . صمت برهة وحيال تفكيري تمتد بغيرما حدود . سألني مرة أخري علاقتكم شنو بالمنشورات الاتوزعت في المدرسة قبال خمسة أيام ؟ (أذن لدي الان خمس ليال من الغياب ) هكذا حدثتني نفسي . الحاجة التانية علاقتكم شنو بأستاذ (عبد الرحمن) الحاجة الاخيرة (كوارث) أخر مرة شفتوا متين وقال ماشي يغطس وين؟ بعدين لاحظ نحنا لي هسي بنتعامل معاك بأحترام خليك زول عاقل زي صاحبك (الزين) وورينا عشان تتخارج من هنا . ( الزين ) أتراك فعلتها ياصديقي يا يالالهي ..... تزكرت ماكان يردده (كوارث) أثناء بدايات دخولنا في التنظيم كان يحدثنا عن السجن وعن ظروف المعتقلين وعن أن هناك أعضاء ينكسرون أمام رغبة جلاديهم حدثنا عن العديدين من أؤلئك الذين دخلوا شرفاء وخرجوا من السجن بتشوهات الدنيا والعالمين . (والزين) أعرفه جيداً هو صديقي منذ أمد بعيد تزكرت شيطنتنا التي كانت تسبب لنا الكثير من المتاعب كل تلك المواقف مرت بخاطري لتطرد وساوس الانكسار . طيب طالما الزين وراهم دايرين يعرفوا شنو مني ؟ لم أنطق بكلمة ظللت صامتا. أستطعت أن أحيل بروده الي ثورة من الصراخ . الان نجحت نعم نجت لانني أستطعت بصمتي أن أحيله الي (ثور) يتخبط . شوف ياود الحرام نحنا عارفين كل حاجة بس كنا دايرين نخارجك من هنا. (ومنذ متي أصبحتم تهتمون بمصائر الناس) نادي علي أحدهم( يانمر ) ماهي الا ثواني حتي كان هذا (الجاموس ) يدلق ماتبقي من دمائي لتسيل في أرضية الغرفة شيل العفن ده وارميهو في مكانوا. ما أن خرج تاركاً أياي حتي أحسست أحدهم قربي لم أستطع من تحديد ملامحه فقط تأكدت من سوء حالته . الدماء كانت تغطي وجهه .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
دماء ليس الا . دماء (الزين) تملأ الغرفة وأكاد أذهق روحي قبل أن أراهو يرحل (الزين الزين الزين ) سامعني يا الزين . بدأت أصرخ بعنف قوة كبيرة كانت تدفعني لانقذ صديقي ولو بالصراخ والشتم لهؤلاء الذين مارسوا فينا لعبة الموت دون رحمة . فتح الباب مرة أخري بعد قليل كان ثلاثة من المقنعين يحملون (الزين) علي نقالة مرتجلة سويت أطرافها علي عجل . رأيت نظراته الحالمة وأنا أمسح عنه الدماء كان وجهه يرفض كل هذا الحاصل أبتسامته الوضاءة أختفت ليحل مكانها الاسي وضياع العشم أذن فقدنا كل شيئ ياصديقي فقدناهو يا (الزين) وها أنذا افتقدك أيضاً وربما للابد . تري الي أين أخذوك هؤلاء الجبناء ياصديقي . وكيف سأعود أذا خرجت من هنا دون أن نتأبط بعضنا لنضحك في وجه هذا الوطن القبيح . لا ياصديقي سأنتظرك سأنتظرك الي أن تعود معافي مبتسماً كعادتك لنتحدث في الكثير . الكثير ينتظرنا ياصديقي بالخارج الاصدقاء وأولهم (حامد) تري أين أنت الان ياحامد وأين (كوارث) أين كنت أنا في تلك اللحظة بالتحديد لاأعلم . لا أعلم حقاً ربما كنت أهيم وحيداً أبحث عن الاصدقاء وربما كنت في سجني غير أبه بدمائي وحالتي التي تغني عن سؤال . ربما كنت مع جلاد أخر و (فسحة) أخري في ضروب التعذيب ربما كنت أرحل بعيداً في غيبوبتي . كرررووو أذن ها قد عدت مش قلتليك أنت الموت ذاتو بخاف منك . ................................................................................. الشارع كان كالمرجل يغلي والبلاد كلها تحت وطأة المجنزرات والجنود . جنود في كل مكان الجواسيس كانوا يتكاثرون بشكل يدعوا للاستغراب . أعلان حظر التجول منذ السادسة مساء كتابات معبرة ظلت محفورة دون أن يطأها أنظار رجال الامن ومرشديهم .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
الأستاذ خصر حسين ..
لك اسلوب متميز .. وقصصى ممتاز ..
قد استمتعت جدا .. والى الأمام .. استاذى ..
فما أجمل حياة القرية .. ومحاولة التأقلم مع حياة المدن والتمدن ..
واصل أخى .. فكلنا عيون ترى وأفواه تقرأ ..
وألف سلام ..
من عمك العجوز .. أرنست
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: Sudany Agouz)
|
العم أرنست التحايا والود حضورك أدخل الغبطة والسكينة لفوضوية هذا البوست سعيد جداً بأنك تقرؤني القرية تسكنني شبراً شبراً لاأجد حيالها الا أن أكتب علني هزمت هذا الليل (البلا أخر) خليك قريب وأعدك بالمواصلة ..
لك الفال
ود أخوك خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
ونظل نلهث في الفراغ باحثين عن الخطي تاركين غبارنا ووجوهنا شواهداً للباحثين عن الطريق الان نفرغ ماتبقي من أماني العمر بحثاً عن أماني العالقات الان أجزم أنني سأقول عن وطني هذي حروفي او ماتبقي من قصيد الليل والفجر المسور بالفجائع والهزائم والبطولات السراب هذي حروف الفجر او ماتبقي من خيوط الشعر واللغة البذيئة هذي زمانك ياخيوط العشق فلتبقي قليلاً ريثما تأتي الصبايا والوليدات البنومو الليل وقوف فقل لي بربك متي تعود متي تطل ........... أعود وقد أمتلاً القلب (كعلب الكبريت) وحنين في كل ذقاق الم ودموع وحزن ( أسمعه وحدي) و (تلك الايام ندوالها بين الناس) وأنا لاذلت حنيناً أداول يومي مثلك مثل بقايا الناس أحب الليل وصبايا (الحلة) أحب الخمر تملاؤني الحيرة في هذا (المنفي ) فأعود بزاكرتي لاملاؤك (حنيناً) وجدت السر أخيراً صار لهذا الحائط من مبكي وصرت أنا بوزياً او مثل يسوع في عشقي فعلام الجرسة يامولاتي.... ........................................
الطريق صار ضيقاً ضيقاً لايتسع لخطانا ..
ونشوفكم
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: amara)
|
مموشي أذيك ياسيد لو كنت أعلم بأنك هنا صدقني لما خرجت هكذا ,,, (ملولو) الخطي الجرسة ياصديقي علاج أخر فرضته علينا ظروف البلاد . لذا حنتجرس لامين (زيتنا يطلع) لايهمني مايحدث طالما أنا أفضفض في هذا البراح المستباح .
لك الود المقيم
خضر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كوارث ......... وهذا صباح جنائزي أخر (Re: خضر حسين خليل)
|
قوم أنت لسع راقد قوم علي حيلك ياخ......ل قادني مرة أخري عبر تلك الدروب وبعد فترة قصيرة وصلنا الي نقطة (الاستلامات) تلقفني أخر كان ينتظرني . هذه المرة أغمضوا عيناي . لم أبد أي نوع من الرفض أو بالاحري لم أقدم علي فعل شيئ أذ لم يكن في مقدوري فعل شيئ . فقط سألتهم بعد أن أنتيا من مهمة تعصيب عيناي . رددت دون أن أشعر (الزين وينوا) . أحسست بشئ يتحرك أمامي بعد ثانيتين لم أعد أميز ما اذا كنت واقفاً أو جالساً في عربة أنا أم داخل أحدي تلك الغرف النتنة . فرائحة المبولة ( لاتكاد تفارقني) . عندما أفقت وجدت نفسي في أحدي الغرف المهجورة غرفة أظنها خلت من الحياة منذ قرون بعيدة فقط عواء الكلاب أغاظتني وربما فرحت من أعمق أعماقي. كانت الدماء تغطيني وربما خالجني أحساس بأنني ربما أعيش علي ذاكرتي . ذحفت بأتجاه الخروج من هذه الغرفة المهجورة علني أدركت الطريق . الطريق الذي كان لابد لي أن أقطعه في ثلاثة أيام بلياليها . لو كنت أعلم قدر مسافتي هذه لاذنت لنفسي بالرحيل هناك ولما تشبثت بالحياة . أدركوني وأناأتمسك بتلك الشعرة والتي من خلالها يمكنني أجتياز سياج الحياة لعالم المنون من رثاء حالتي أقتادوني أؤلئك الكرام الي أحدي دور العلاج ليتبين لي أنني خارج مضارب المدينة برمتها . تماثلت للشفاء بعد مشوار ثلاثة أسابيع من العلاج وبدأت أفيق من هذا الكابوس كان رأسي حليقاً بطريقة تدعوا للاشمئزاز وعلي بطني كتبت أية قرانية( يا أيها الذين أمنوا أذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) لن تتصوري مدادهم أبداً كان المداد خليطاً من جهنم ونار الدنيا الان ها أنذا أمشي يلفني جهالة أؤلئك الفاسقين .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|