|
|
 كم بقي لنا من الحواس!
|
كم بقي لنا من الحواس!
من إشراقات عيد الفطرالمبارك انه حرك في نفوس الاغلبية احساس تبادل التهاني بين الاهل والاقران والمحبين بدوافع قد تكون مختلفة باختلاف الاشخاص والوسائل، وقد بدأت ظاهرة استخدام التقنيات كوسيلة لنقل التهاني والتبريكات . ونالت رسائل الهواتف النقالة ( الجوال) القدر الاعظم. وربما فقد البعض حلاوة ما كان في السابق من احساس ملازم لعبارات التهاني المتبادلة بصدق وربما انحسرت البهجة في حد ذاتها او تضاءلت مع استخدام وسائل لا تستطيع ان تنقل المشاعر والاحساس، وربما سيعتاد العالم والاجيال القادمة على استخدام تلك الوسائل وما يمكن ان يستجد من تقنيات!! . وربما سيتجدد معها بعض الحواس او تستبدل باحاسيس جديدة تواكب المستجدات!!.
و كثيرا ما كنا نسمع عن الحاسة السادسة!! وهذا يعني ان هنالك خمسة حواس ملموسة اوعلى الاقل كانت معلومة للجميع . فهل يعرف كل فرد منا اليوم ماهي تلك الحواس؟. انه سؤال يصعب عليّ انا شخصيا ان اجيب عليه بكل سهولة!( ويفقد طعم الماء من سقم ) وقيل لنا ان الماء ليس له طعم او لون أو رائحة!! وهنالك اشياء مسلمة لا يجادل فيها أحد.لانها ثوابت!! وهنالك عيارات كثيرة وامثلة متداولة، ولكن دون ادراك !! ولا يسنطيع عاقل ان يتجرأ ويسأل عن معنى عبارة متداولة خشية ان يتهم بالجهل المقدح . وإذا سهل لنا تفهم معنى كلمة جهل !! سأتوقف انا وآخرون من امثالي عند كلمة ( مقدح ).
ولا غرابة في ان يفقد الواحد منا وفي هذا العصر عددًا مقدرًا من تلك الحواس، ولاسيما ان الكثيرون منا قد الفوا مشاهدة تلك الصورة التي تظهر ضرورة غض البصر. وصم الاذن وتكميم الافواه. وقد يرع بعض من بقي لديهم بعض من تلك الحواس في أن يضعوا لنا صورة ثلاثة من بنوا من يشاع اننا انحدرنا من فصيلتهم ( القرود) يذكرون احفادهم ( بنو البشر ) بضرورة تعطيل بعض من تلك الحواس .
واليوم وبعد أن اصبح من المعتاد مجالسة الحاسوب وربما هجر الكثيرون منا الكتاب. فأجهزة التقنية الحديثة سهلت وسائل الاتصال والتواصل واصبحت الصورة والكلمة تنقل بكامل ما يمكن ان يطلق عليه من اعداد ( ارقام)!! وهذا سيجرفنا بالطبع الى سؤال أخر (كم هو عدد الابعاد ) انا شخصيا كنت اسمع عن البعد الثالث ولا ادرى ان كان هنالك زيادة او نوسع !! وخشيتي ان انقل صراحة عبر مقالى هذا جهلي ببعض امور التقنية واكتشافاتهم المتلاحقة، فينبرىء من يقول لي ان علماء الحاسوب قد تمكنوا من اكتشاف ادوات وملحقات الكترونية لنقل الطعم والرائحة عبر شاشات الحاسوب. وشاشات التلفزة!!!. اذا حدث ذلك ساتسمر امام شاشات التلفزة لمتابعة الفضائيات العربية لاشتم رائحة بعض ما نجهله من اسماء و مسميات و مواد يستخدمه السادة الطهاة الذين برعوا في تقديم البرامج التلفزيونية، ربما اكثر من براعتهم في الطهي نفسه. سافعل ذلك طمعا في ان تنشط لدي بعض الحواس . علما بان هنالك حواس كثيرة يجب تنشيطها في عالمنا لان اغلب تلك الحواس معطلة او مريضة!!
ولم لا.. فالكل مدرك تماما بان بعض الحواس التي كانت قد اوشكت ان تنعضل لدي بعض الذين كانوا يعملون عبر وسائل الاعلام الرسمية وجدت بعض المقويات المساعدة !! وهي بالطبع افضل من اللذين يحاولون استبدال مواقفهم طبقا لمجريات الامور او استبدال ادواتهم ، فهم اشبه بمن يحاول ان يستبدل حليب الام بحليب صناعي!! وعلماء التغذية - ان صدقوا في زعمهم - يقولون دوما لابديل لحليب الام . لذا نقول للذين فقدوا امهاتهم لظروف خارجة عن ارادتهم، عليهم ان يحاولوا ان لايفقدوا ما بقي لديهم من حواس . لان الصراع هنا ليس بين الكم والكيف !. و لايهم كم بقي لنا من الحواس؟ وكم عددها في الاصل ؟ بقدر ما يهم الكيفية التي يمكن ان يوظف بها ما بقي لدينا من حواس.
ولنا ان نردد من الشعارات والعبارات ما ندركه ولا حاجة لنا ان نردد ما لا ندرك معناه ، او ما لا نستطيع ان نمارسه بأنفسنا .
ولياب
[email protected]
|
|
 
|
|
|
|
welyab
المسافر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست