|
الأصوات النوبية الحاقدة على ذاتها
|
استميح الاخوة اعضاء منبر (سودانيزاون لاين) في اضافة هذه المادة المعدة اصلا كمقال لصفحة نوبية وذلك لبعض التقارب فيما يطرح هنا من مواضيع ربما اخذت الشكلية ذاتها
المجتمعات بصفة عامة لها من التقاليد والأعراف ما يميزها عن المجتمعات الأخرى وتلك التقاليد والأعراف منها ما يمكن أن ينظر إليها بمنظور قد يختلف اليوم بأسباب وعوامل عدة فان ما يمكن أن نعيبه اليوم كان مرتكزا وأساسا في حقبة زمنية سابقة . وهذا ما يعاني منه الأجيال اللاحقة دوما .. فإذا ما أخذنا قطاع من قطاعات أي مجتمع نجد أن هنالك بوادر تفرقة أو تنافر أو عدم رضاء قد يتولد لدى البعض، ويمكن أن يكون لذلك التنافر أو عدم الرضا صوت مرتفع بعض الشيء في الأواسط المحيطة طبقا لظروف أو ملابسات بعينها . وفي مجتمعاتنا النوبية يظهر بين الفنية والأخرى بعض الأصوات الرافضة أو الحاقدة على ذاتها. ومرد ذلك إن لم تكن لمنفعة وقتية مرجوة يكون في اغلب الأحيان نتاج علة بينية مكتسبة. فالمجتمع النوبي مجتمع متماسك تمتد فيه الأسرة بتجزر وتشعب (جزري متشعب ) فامتدادات الأسرة الواحدة تلتف حول نفسها وتجد ابن العم هو ابن الخال وربما العم هو الخال والعمة هي الخالة . وكذلك الأسرة لها امتداداتها الممتدة في القطاع النوبي من أسوان جنوبي مصر إلى ما بعد دنقلا.. وربما امتدت إلى ابعد من ذلك لتشمل بعض قطاعات الصعيد في مصر وديار الجعليين والشوايقة في شمال السودان وهنالك اسر وأقليات وفدت إلى عقر دار النوبيين وقطنت في المناطق النوبية وأصبح لهم تواجد ومشاركة يومية لحياة الأسر النوبية المتشعبة في تركيبتها الأسرية. ولكن كان يصعب على الوافدين الجدد دوما الامتزاج والمصاهرة بالأسر النوبية العريقة، حيث أن هنالك عادات وأعراف وتقاليد نوبية كانت متبعة لدى اغلب الأسر النوبية تمنع ذلك وفق منظور كان يعتقد في صحته . منها ان لا تتزوج البنت إلا من داخل الأسرة... مع بعض التسيب في اختيارات الابن!!!! وعدم الممانعة أو السماح المشروط له فيما إذا رغب في التزوج من خارج الأسرة. فكان من الطبيعي أن يكون هنالك تداخل ومصاهرة مع الأسر الوافدة من زاوية ما هو مسموح أو متاح لدى الأسرة النوبية .. لتأتي مرحلة التقارب الأسري في الأجيال اللاحقة طوعا أو كرها ، ومن نفس زاوية المتاح في الأعراف النوبية !!! فإذا ما كان هنالك ابن قد تزوج من خارج الأسرة ورزق بالبنين والبنات فتكون المعادلة نفسها ملتحقة بالأحفاد (بنين وبنات) فيصعب على الإباء تزويج بناتهن من خارج الأسرة فيفضلون أبناء العمومة على أبناء الخال . فتتولد جزئية التفرقة الغير معلنة .. وربما امتدت تبعيات تلك الممارسات إلى بعض النفوس التي ترى في ذلك بعض العنصرية والتعالي .. والى جانب ذلك عُرف النوبي بعفويته في التخاطب وكثرة استعماله لبعض المفردات المستفزة لفظيا و بدون قصد .. وربما يولد ذلك لدى بعض الملتفين حولهم بعض الضغائن الغير معلنه . فمن هذه التراكيب المعقدة لا نستبعد خروج بعض الأصوات الغير راضية لذاتها . ولنا أن نتعامل معها بسجيتنا النوبية مستحضرين بعض ما لدينا من معطيات التعامل المنطقي الأخلاقي مع الخارجين عن نطاق العمل والوحدة النوبية المرجوة في مراحل العمل الضرورية دون إثارة النعرات والتفاضل والتفاخر أو مساس الأخر منا بما يساء فهمه .
|
|
|
|
|
|