دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
التأشيرات لم تعد مجانا
|
الحلقة الأولي تحقيق: محب ماهر لغط كبير دار مؤخراً حول كيفية الحصول علي تأشيرات دخول السودانيين للبلدان العربية.. بعد أن دخلت هذه التأشيرات (السوق السوداء) بأوسع أبوابه.. لدرجة ان سعر احداها فاق المليون ونصف المليون جنيه في احدي السفارات الخليجية.. علي عكس ما يحدث في السفارات الغربية.. الحصول علي تأشيرة دخول جمهورية مصر العربية أصبحت واحدة من (أغلي) التأشيرات.. لا للعلاقة الأزلية التي تربطنا باخوتنا المصريين فقط، وانما لأن سعرها- وهي المجانية رسمياً.. المدفوعة القيمة واقعياً- أصبح خرافياً، شق علي الكثيرين، خاصة من المرضي وقاصدي العلاج الحصول عليها.. هذه الظاهرة والتي يتحكم فيها عدد من السماسرة وبعض (المنتفعين) تطل بوجهها كل حين.. وفي كل مرة تكون الوعود ببترها والقضاء عليها.. لكن سرعان ما تذوب تلك الوعود وتبدأ الحكاية من جديد..القضية ليست بالمخفية فهي تمارس علناً امام القنصلية المصرية، التي اعترفت بذلك.. لكن هل السماسرة هم وحدهم المتهمون في هذه القضية؟!.. أوليست من أطراف داخل البعثة المصرية تعمل مع هؤلاء لدرجة عملها علي تحجيم نوافذ القنصلية التي تمنح التأشيرة مجاناً طالما أن تسعيرة الحصول عليها بالسوق السوداء تتراوح ما بين (180- 250) الف جنيه..
بداية الحكاية كانت بشكاوي وصلتنا من عدد من طالبي التأشيرة لجمهورية مصر عبر قنصليتها بالخرطوم.. شكواهم انصبت حول ان الممارسات الخاطئة التي تتم عند مدخل القنصلية، تجبر الناس علي الوقوع في شرك السوق السوداء، فكانت نقطة الانطلاق.. منظر (ما يسُرش).. تقمصت شخصية طالب للتأشيرة.. حملت جواز سفري.. وفي السابعة من صباح الأحد 10/6 وفي تمام السابعة ودقيقتين كنت أقف امام القنصلية المصرية بشارع الجمهورية.. هالني المشهد.. اكثر من مئتي شخص يقفون من قبلي.. بعضهم جلس علي الأرض.. وبعضهم (اتكأ) في ارهاق واضح علي السيارات المتوقفة بجوارهم.. والبقية كانت وقوفاً علي الجهة المواجهة للقنصلية من الجهة الشرقية.. كراسٍ متعددة تناثرت هنا وهناك.. لا لجلوس المواطنين.. بل كانت لبعض ما يمكن ان نسميهم (عرضحالجية) ممن يبيعون استمارة طلب التأشيرة المجانية بمبلغ (5) الف جنية لمجرد انهم منحوها لطالبها وملئوا بياناتها.. استفسرت عن الإجراءات، فدلني احدهم الي افراد الشرطة المتمركزين حول القنصلية قائلا لي (سجل اسمك عند العسكري داك).. وجدت بيده قائمتين فسجلني في احداهما برقم (88).. في خدمة الشعب.. انتظرت بعدها لما يزيد عن الساعة.. سألت فيها بعض الواقفين بجواري عن التأشيرة، والمعاناة التي يكابدونها من اجل الحصول عليها.. فكانت الحكاوي.. لا بل قل المآسي.. علي الشخص الراغب في الفوز برقم متقدم في الصف الحضور قبل الساعة الثانية صباحا.. واعني الثانية صباحاً لا بعد الظهر.. عندها سيجد افراد الشرطة القائمين علي حراسة القنصلية مستيقظين ومتيقظين.. ومستعدون لتقديم الخدمة كاملة له.. الخدمة المتمثلة في تسجيل اسمه في قائمة مسجل فيها علي الأقل عشرين اسماً.. من أين أتي هؤلاء؟!.. وأين هم الآن؟!.. لا اجابة.. نبت شيطاني.. ويبقي الصبر.. والانتظار الممل.. بعدها يطلب رجال الشرطة التجمع.. وفي صورة تعيد للأذهان ايام توزيع الإغاثات.. ينادي العساكر علي المواطنين فرداً فرداً.. فيصطفون وراء بعضهم البعض.. همس يدور.. ويتعالي أحياناً من أين نبت هؤلاء الذين تسيدوا مقدمة الصفوف وصاروا - بقدرة قادر- من اصحاب الحظوة.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. فلا مجيب عن تساؤلاتهم.. والتي كانت اقواها تلك الملاحظة التي ابداها احد الشبان الذي قال للشرطي- في حضوري- (لقد حضرت في الرابعة صباحاً وسجلت اسمي في القائمة الاولي، ووصل بعدي كل المصطفين في الشباك رقم (2)، فهل من العدل ان يقف من جاءوا بعدي في مقدمة الصف الثاني، فيما اتذيل أنا مؤخرة الصف الأول؟!).. فكانت اجابة الشرطي بأن هذا عمل تنظيمي يخصهم ولا يحق له الخوض فيه.. فما كان منه الا ان سكت.. حظ مدفوع القيمة.. باستفساري للحاضرين، وبعض اصحاب الحظ السعيد من الواقفين في مقدمة الصف الثاني، علمت ان (قيمة) هذا الحظ مدفوعة القيمة مقدماً.. (50) الف جنيه نقداً للرقم واحد، وأقل منها – حسب المفاصلة- للرقم اثنين.. وهكذا دواليك حتي الرقم (15) والذي تبلغ قيمته (35) الف جنيه.. وبعدها لا مفاصلة.. أما لماذا التوقف عند هذا الرقم بالذات، فهذا ما سنوضحه لاحقاً.. الجميع استعد باقتراب الساعة التاسعة صباحاً والذي قال قائد الشرطة انه موعد فتح الشباك.. ولكن هيهات.. فلا شباك فُتح.. ولا موظف أطل.. لتمضي الدقائق ثقيلة وباردة.. وفي التاسعة الدقيقة الخامسة والعشرين من الله علي الشباكين ان يفتحا.. فانفرجت الاسارير.. وخرجت زفرات الارتياح حري من صدور المنتظرين.. وبدأ العمل.. شخصيات (VIP).. الشباك رقم (1) الذي اصطف فيه عدد (73) شخصاً- بحسب القائمة ظل العمل فيه بطيئاً بصورة ملحوظة.. اما الشباك الثاني فكانت حركته اسرع قليلاً.. ولكن لخدمة من؟!.. بين الفينة والأخري كانت السيارات الفارهة ذات اللوحات (الزرقاء) التي يمتطيها اصحاب الزرائر الذهبية- نحتفظ بأرقام بعضها- تتوقف امام القنصلية، ليترجل عنها اشخاص يحملون جوازات سفر.. وبصورة تلقائية جداً تكون وجهتهم الموظف الجالس خلف الشباك، يساعدهم ويساندهم في ذلك حراس القنصلية.. باعتبار ان هؤلاء قوات نظامية يحق لهم تقدم الصفوف دون اعتراض.. فيكون ذلك بالطبع علي حساب من سهروا وتعبوا ومنّوا انفسهم ببلوغ الشباك قبل ان يُغلق.. حتي لتكاد تخال ان كل من وقفوا في هذا الصف سيخرجون (من المولد بلا حمص) من كثرة اعداد هؤلاء.. ويبقي ابتسام الحظ للواقفين في الصف فقط في الفترة ما بين دخول هذا وذاك.. سيناريو التأشيرة.. في تمام العاشرة الا أربع دقائق بالضبط كان الواقف في مقدمة الصف الأول- السادس في الصف - اكثر الناس تعاسة، وفقداناً للأمل.. اذ وبلا رحمة او شفقة لنظراته المتوسلة.. كان اغلاق الشباك.. وبعدها بست دقائق.. أي في تمام العاشرة ودقيقتين لحق الشباك الثاني بأخاه الاول.. بعد ان صرّف (13) شخصاً.. ليكون جملة من سلموا جوازاتهم (18) شخصاً بالتمام والكمال.. مع العلم بأن نشرة معلقة علي باب القنصلية تحدد موعد فتح النوافذ بالفترة من الساعة الثامنة والنصف وحتي العاشرة والنصف، أي ساعتين.. لتبدأ بعدها دورة جديدة لنفس السيناريو في اليوم الثاني.. سيناريو التأشيرة المصرية.. (ياه دا كتير قوي).. جمهورية مصر العربية التي تربطنا بها وشائج الدين والرحم، والتي يدخل مواطنوها السودان بلا تأشيرة بموجب اتفاقية الحريات الأربع، والتي تعايش علاقاتها مع السودان هذه الايام أحسن حالاتها، تستلم قنصليتها بالخرطوم وامام أعيننا وأعين الجميع- فقط (18) جوازاً للتأشيرة.. أيعقل أن يكون هذا حد التوسع في العلاقات الأزلية بين البلدين؟!.. هل من أسباب تحول دون دخول السودانيين الي مصر، كما كان في تلك الايام السوداء (الله لا يعيدها).. اسئلة حيري كثيرة دارت بخاطري.. ولكن لا اجابة.. الا في حال اقتحامي للقنصلية للوقوف علي ما يدور بداخلها.. وقد كان.. ابقي (كلِّمني).. بلا تردد قرعت باب القنصلية المصرية (المغلق) حتي (كلّ متني).. وبعد فترة ليست بالقصيرة، ونزولاً عند قرعنا المتواصل كانت الاستجابة.. فتح احد موظفي القنصلية الباب.. ودون ان يعيرنا أي اهتمام، وبصورة ملحوظة دس الموظف عدداً من استمارات استلام الجوازات في يد احد حراس القنصلية ممن يرتدون الزي الملكي العادي - كان قد افصح عن هويته من قبل عندما كان يسأل من يريد الدخول عن هويته وسبب الزيارة- قائلاً له بالحرف الواحد: (ابقي اتصل بيّ بعدين).. فكان الارتباك الواضح منهما الإثنين عندما كادت نظراتي ان تحرق ما بأيديهما من أوراق.. طلبت الدخول لمقابلة الاستاذ سليمان المكلف بمهام الملحق الاعلامي، وبلا تردد فتح لي الباب فدخلت.. اجراءات مصرية.. فكان استقبالي الحار من الاستاذ سليمان.. وبعد تناول عبارات التحية والسلام افصحت عن مقصدي بصورة مباشرة.. (استاذ سليمان لو سمحت كنت عايز أعرف القنصلية بتأشر كم جواز سوداني في اليوم؟!).. فكان الرد من قِبله.. (ليه في حاجة حاصله.. والله في أي ملاحظات؟!).. فشرحت له كل الحاصل.. فاستأذنني في طرح الأمر علي الأستاذ أيمن بديع القنصل العام، والذي بدوره قام بتحويل الأمر الي الأستاذ محمد الفيل نائب القنصل..الفيل أكد وجود ممارسات خاطئة كثيرة، وغش اكثر، من قبل اشخاص يمتهنون السمسرة امام القنصلية، وأبدي تبرمه وضيقه من الأمر.. تجاهل عن قصد.. وعما اذا كانت القنصلية قد أبلغت هذا الأمر للجهات المسؤولة بالخرطوم كوزير الداخلية، أو الجهات الأمنية قال الفيل ان هذا شأن داخلي علي السلطات السودانية التحقق فيه، الا انه سرعان ما عاد ليقول انهم أبلغوا حراس القنصلية عدة مرات، ولكن لا نتيجة.. وهنا لابد من وقفة.. اذا كانت القوة التي تحرس القنصلية والتي يتهمها البعض بالتواطؤ- هي الجهة التي تتعامل معها القنصلية دون غيرها من الجهات الأعلي منها فيما يخص سمعتها، وما يثار حول منسوبيها من اتهامات بالتورط في عمل التأشيرات بمقابل مالي.. فانه يصبح من المقبول جداً ان يتهم البعض القائمين علي امر القنصلية بأنها تتجاهل الموضوع ولا توليه أهمية لاسباب تعلمها هي قبل غيرها.. (5+13) لا تساوي (183).. كل هذه المبررات لم تكن بالشافية لغليل حاستي الصحفية.. فدفاع القنصلية عن منسوبيها مشروع، الا ان قول نائب القنصل بعد اتصال هاتفي داخل القنصلية بأن عدد الجوازات التي تم استلامها في ذاك اليوم كانت (183) جوازاً الجمت لساني، وجعلت (الفار يلعب في عبي).. كيف تكون النوافذ التي لم يطل فتحها لاكثر من (35) دقيقة قد تسلمت كل هذه الجوازات، وأمام مرآي وجميع الحاضرين كان عدد المُسلّمين لجوازاتهم (18) شخصاً.. واذا كانت القنصلية تتسلم (بالشباك) كل هذا العدد وبالمجان، اذن كيف يكون هناك مجال للسوق السوداء؟!.. مبرر غير شافٍ.. واجهت نائب القنصل المصري بهذه الملاحظة، فكان رده بأنهم يتعاملون مع بعض الجهات السيادية عبر خطابات مروسة ومختومة عبر مندوب لها، قد تكون هي التي رفعت العدد.. الا انه لو افترضنا ان ذلك صحيحاً فهل من المعقول ان تصل نسبة هؤلاء الـ (89,9%) في حين يتمتع طالبوا التأشيرة بما تبقي من نسبة؟!..واذا كان الامر كذلك فكيف للسماسرة الحصول علي التأشيرات الا عبر هذا المنفذ.. منفذ الخطابات السيادية؟!.. خطابات سيادية مزورة.. وهنا يبرز سؤال كبير لا بد ان يطرح.. أيعقل ان تكون الخطابات (السيادية) والصادرة عن الجهات الاعتبارية بهذا الحجم من التزوير لدرجة ان السماسرة يستطيعون بها اختراق السفارات والقنصليات بالبلاد دون ان يتم رصدهم؟! خاصة ان هؤلاء السماسرة يعملون بشكل يكاد يكون علني وأمام بوابة القنصلية؟! استبعدت- لسئ في نفس يعقوب- هذا المفهوم.. فقد شهدت بنفسي منع دخول ممثلين لبعض الجهات الي مباني القنصلية من قبل رجال الشرطة بحجة ان هذا الأمر قد تم الغاءه من قبل المصريين، وانه يتوجب علي صاحب الجواز الحضور شخصياً للحصول علي التأشيرات.. ابعاد خلال (24) ساعة.. تأكيدي علي ان السماسرة يحصلون علي تأشيرات رسمية من البعثة المصرية اعلنته صراحة لنائب القنصل والقائم بأعمال المستشار الاعلامي، وحتي أثبت للبعثة المصرية في السودان ان الأمر لا يخرج عن نطاقها.. وفي تحدٍ واضح قلت بأني سوف اسلم جواز سفري لأحد السماسرة في الغد وسأحصل علي التأشيرة.. فكان رد الفيل بأن أي جواز يدخل القنصلية لابد ان يمر عبره، فكان اقتراحه- قطعاً للشك في أي من منسوبيه- ان يتم تصوير جواز سفري ورصد كيفية دخوله للقنصلية لاتخاذ الاجراءات في مواجهة كل من يثبت تورطه.. وأضاف ان ثبوت تورط اي موظف أوعامل بالقنصلية في مثل هذه الاعمال كفيل بأن يبعده من البعثة بشكل نهائي، وترحيله الي مصر خلال (24) ساعة.. فكان الاتفاق..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: التأشيرات لم تعد مجانا (Re: welyab)
|
(أشِّر).. تأشَّر!!.. الـتأشيرة المصرية لم تعد مجانية.. .. تكلفة التأشيرة (180- 250) للمستعجلة.. و(120- 150) في ثلاثة أيام.. تحدينا القنصلية..ونجحنا في اختراق نظامها الذي عنه تدافع.. مساومة لايقاف الأمر عند هذا الحد.. ولكن هيهات!!
الحلقة الثانية.. تحقيق: محب ماهر
لغط كبير دار مؤخراً حول كيفية الحصول علي تأشيرات دخول السودانيين للبلدان العربية.. بعد أن دخلت هذه التأشيرات (السوق السوداء) بأوسع أبوابه.. لدرجة ان سعر احداها فاق المليون ونصف المليون جنيه في احدي السفارات الخليجية المعروفة، والتي يقصدها الناس بالآلاف.. الحصول علي تأشيرة دخول جمهورية مصر العربية أصبحت واحدة من (أغلي) التأشيرات.. لا للعلاقة الأزلية التي تربطنا باخوتنا المصريين فقط، وانما لأن سعرها- وهي المجانية رسمياً.. المدفوعة القيمة واقعياً- أصبح خرافياً، شق علي الكثيرين، خاصة من المرضي وقاصدي العلاج الحصول عليها.. هذه الظاهرة والتي يتحكم فيها عدد من السماسرة وبعض (المنتفعين) تطل بوجهها كل حين.. وفي كل مرة تكون الوعود ببترها والقضاء عليها.. لكن سرعان ما تذوب تلك الوعود وتبدأ الحكاية من جديد..القضية ليست بالمخفية فهي تمارس علناً امام القنصلية المصرية، التي اعترفت بذلك.. لكن هل السماسرة هم وحدهم المتهمون في هذه القضية؟!.. أوليست من أطراف داخل البعثة المصرية تعمل مع هؤلاء لدرجة عملها علي تحجيم نوافذ القنصلية التي تمنح التأشيرة مجاناً طالما أن تسعيرة الحصول عليها بالسوق السوداء تتراوح ما بين (180- 250) الف جنيه.. في الحلقة الأولي رسمنا كامل السيناريو الذي واجهنا للحصول علي التأشيرة المصرية، فوصفنا حال الطوابير الطويلة التي يجب ان يصل روادها مبني القنصلية منذ الثانية صباحاً، ليحصدوا (الهشيم) بنهاية اليوم الذي ينتهي عند العاشرة صباحاً- بتوقيت القنصلية- ليصبحوا بعد ذلك (مُجبرين، صاغرين) علي دخول عالم المساومة والسمسرة، وتحملهم ما لا طاقة لهم به، و(علي عينك يا تاجر) ..
بداية السقوط.. في التاسعة والنصف من صباح اليوم التالي الثلاثاء 12/6/2007م طلبت من احد السماسرة الذين يمارسون عملهم امام القنصلية عمل تأشيرة (مستعجلة) لي باعتبار انه يجب ان اغادر الي القاهرة قبل يوم الجمعة.. فكانت المساومة.. (250) الف جنيه للتأشيرة في نفس اليوم.. (180) للتأشيرة بعد ثلاثة أيام.. لترسو قيمة المستعجلة علي (180) الف.. وبعد تأكدي من شخصية السمسار ورقم جواله، قمت بتسليمه الجواز..الشك أخذ مني كل مأخذ.. تري هل أحصل علي جواز سفري بعد هذه المجازفة.. ام انه من الممكن ان يفر به هذا السمسار في حال اكتشف ان ما قمت به ليس سوي كمين لكشف المتورطين.. الا ان نازعاً داخلياً كان يناديني بأن هذا الأمر لن ينكشف.. توجس.. وخيفة.. في تمام الرابعة الا خمس دقائق رنّ هاتفي الجوال.. انه السمسار.. جاء صوته قوياً يبشرني بأن جوازي جاهز.. سألته (هو جاهز داخل القنصلية والله معاك ).. فرد بأن الجواز في جيبه.. وطلب مني الاسراع في مقابلته في احد المطاعم الواقعة علي مرمي حجر من القنصلية باعتبار ان لديه مشغوليات كثيره.. فوعدته باللقاء خلال عشرة دقائق.. وفي تلك اللحظات اخذ عقلي (يودي ويجيب).. تري اتكون أختام التأشيرة مزورة؟!.. تري .. تري.. آلاف الاسئلة طافت بخاطري.. اللقاء التاريخي.. اوضحت للأستاذ محجوب عروة رئيس التحرير ما حدث بالضبط.. وبلا تردد صدّق بالمبلغ المحدد.. فكان اللقاء.. استلمت جوازي من السمسار.. قلّبته جيداً.. راجعت التأشيرة والتي حملت الرقم (6765 ج) بمدة اقامة ستة أشهر.. تأكدت من صحتها.. وبعدها لم اتردد.. عزمت علي لقاء المسؤولين بالقنصلية لاثبت لهم نجاحي في الحصول علي التأشيرة التي قالوا انهم سيضعون يدهم علي من يفعلها.. الخبر الصاعقة.. التقيت الاستاذ سليمان القائم بأعمال المستشار الاعلامي وسألته ان كان جواز سفري قد مرّ عبرهم.. فرد علي سؤالي بسؤال مباشر.. (هو انت دخلت جوازك القنصلية؟!).. فلم افسح المجال لسؤاله الاستنكاري اذ فاجأته بقولي (وأشَّرته كمان).. فوقع الخبر عليه كالصاعقة.. وهذا ما قرأته في عينية التين اتسعتا بدرجو واضحة.. استأذنني في انه ذاهب لمقابلة القنصل العام.. وبعد عدة دقائق عاد واساريره منفرجة فقال (يا استاذ انا زي ما كلمتك قبل كده انو القنصلية ما فيهاش أي ممارسات خاطئة) فقلت (اذن من اين حصلت أنا علي التأشيرة؟!.. هي التأشيرة دي مُش مظبوطة؟!) فكان رده بالايجاب.. لكنه أضاف (بس دي مُش من عندنا).. بانبهرت.. وقلت (طب هي من فين؟).. فكان الرد غير المتوقع.. (دي من السفاره.. الختم والتوقيع دول بتاعين السفاره..)!!.. (دي إمضت مين؟!).. ليؤكد لي صحة ما قال قام القائم بأعمال المستشار الاعلامي بالقنصلية المصرية بعرض عدد من الجوازات التي كانت موضوعة علي منضدته، قائلا (بص.. دي ختمنا هنا في القنصلية، وده توقيع الاستاذ أيمن بيه بديع القنصل العام.. وما فيش تأشيرة من القنصلية إلا ويتحط عليه).. وبالفعل كان التوقيع مختلفاً وان تطابق الختم.. فسألته (طب دي إمضت مين؟.) فقال بلا تردد (دي إمضت اسامه بيه).. فسألته (يطلع مين اسامه بيه؟) فرّد بقوله (أسامه بيه شلتوت.. القائم بالاعمال بالسفاره).. حاجه تحيِّر.. بما أنه لا علاقة لي بالسفارة البته في هذا الموضوع.. وبما اني أعلم ايضاً- علم اليقين- أن السفارة لا تتعامل مطلقاً مع الجمهور في مسألة التأشيرات، سألته بصورة مباشرة (طب والسفارة أشرت لي جوازي دا إزاي؟!) فزّم شفتيه وإنصرف بعيداً عني.. ثم أضاف (بس الموضوع ده مُش حيعدي من غير سؤال أو مُسائلة).. فما كان مني الا ان تأهبت للإنصراف بعد أن تأكدت وأكدت للقنصلية المصرية ان تعاملاً غير (مظبوط) يتم في مسألة التأشرات المصرية.. ولخصت كل ذلك في كلمات قلتها للأستاذ سليمان وأنا أودعه.. (استاذ سليمان.. انا مش عايز أحدّد القنصلية أو السفارة.. بس في أعضاء في البعثة المصرية بيتعاملوا في مسألة التأشيرات بالفلوس).. ثم انصرفت.. محاولات للتهدئة.. فكانت المساومة.. أحد السودانيين المقربين من السفير المصري والذين تربطهم به صلات قوية - كما قدم لي نفسه- صاحب وكالة سفر وسياحة- وبمجرد علمه بالموضوع سعي بكل الطرق لايقاف العملية عند هذا الحد.. حاول ادخال بعض الاطراف بغرض التهدئة.... فوعد في اتصال هاتفي باصطحابنا عند الثانية عشرة من اليوم التالي الي السفارة المصرية لمقابلة السفير لتوضيح الرؤية.. بدورنا كصحافة نزيهة تسعي لاستقاء المعلومة من مصدرها.. وحتي نسمع رأي قمة الهرم في البعثة المصرية بالسودان في هذا الأمر والذي يمسه بشكل مباشر، كان الانتظار.. لقاء (الوسيط).. عند الواحدة الا ثلثاً كان اللقاء.. لا لقاء السفير.. بل لقاء الوسيط السوداني (الحادب).. رويت له الحكاية.. ولكنني وقبل اصل الي منتصفها كانت المقاطعة.. فالسؤال.. (انت سلمت جوازك لي منو؟!).. فرديت (لي واحد من السماسرة).. وبصورة تلقائية سألني (ممكن تجيبوا لينا؟!) وبحيرة شديده قلت (وعشان شنو؟!.. وده حيقلل من الموضوع في شنو؟!.. ثم ده المستحيل نفسه.. فالصحفي لا يكشف عن مصادره.. ودي بالنسبة لي تكون رابعة المستحيلات).. هذا الرد القاطع مني جعله يتراجع قليلاً.. لا ليسكت.. بل ليفجر قنبلة من العيار الثقيل.. قنبلة اقوي من كل هذا السيناريو الذي سردته عليكم.. توصية من شخص معروف.. وببرود.. ونظرة الظافر قال محدثي (انت عارف انو جوازك ده دخل السفارة ومعاهو واحد تاني بمذكرة وكرت من رجل أعمال معروف.. اسمه (ع.أ)؟!).. فقلت له باستنكار (ومين الزول ده؟!.. أنا لا أعرف شخصاً بهذا الاسم.. ولا علاقة لي به.. ولم يحدث ان التقيته ابداً).. فرد (دا راجل مشهور ومعروف وصاحب أعمال تجارية كبيره، وعندو وكالة سفر مشهورة).. فقلت له (طيب يعني شنو الكلام ده؟!) فقال (يعني جوازك ده جاء بتوصية من واحد معروف وموثوق فيه من قبل السفير) وقبل أن ارد عليه أضاف (لكن يبدوا انو الكرت ده إما مسروق أو مُقلد، ودي حصلت كثير خاصة مع بعض كبار المسؤولين الذين يتعاملون مع السفير) وقد اتصل السفير – بعد الموضوع طبعا- بمكتب (ع.أ) ولقاهو خارج البلاد، وطلب من سكرتيرته ان يتصل به فور وصوله).. تأشيرات للمجرمين.. عندها شعرت بالارتياح.. فقد ملّكني الرجل المفتاح الذي اريد.. فرديت عليه (طيب ما دام قلت الكرت ممكن يكون مسروق، هل يعني ذلك انه من الممكن ان يمنح السفير المصري تأشيرات لأشخاص من الممكن أن يكونوا مجرمين أو فارين من العدالة بواسطة كروت مزورة فقط لانه يعرف الاسماء التي تحملها؟!).. أيعقل ان تكون سفارة بثقل وحجم السفارة المصرية بمثل هذا الـ (......) وهي التي لا تسمح بدخول السودانيين الي أراضيها الا عبر تأشيرة (دقيقة مدققة) رغم ان مواطنيها يدخلون بدونها، علي الرغم من ان اتفاقية موقعة بين البلدين تنص علي انه يحق للسوداني دخول مصر بدون تأشيرة كما يفعل المصري لدي دخوله السودان.. بالسماسرة (برضُو).. لم تكن اجابة الرجل مقنعة.. ولم تكن مقبولة من قِبلي بالمرة.. فهذا الأمر يعني شيئين لا ثالث لهما.. اما ان هناك من يتعاملون من داخل البعثة المصرية- وهذا ما أثبته حصولي علي التأشيرة- مع بعض السماسرة والمنتفعين في بيع التأشيرات.. واما ان السفارة المصرية تتعامل بحسن نية أكثر من اللازم مع بعض الشخصيات فتمنحهم تأشيرات لأناس لا علاقة لهم بهم - وبرضوا عن طريق السماسرة- وهذه هي العملية الأخطر.. الموضوع (جد خطير).. علي الرغم من كل ما ساقه (الوسيط) من حديث، كان من اللازم معرفة وجهة نظر السفارة في الموضوع باعتبارها المعني المباشر باللأمر.. وبالفعل وبعد عدة محاولات للوصول الي محمد الشاذلي السفير المصري، ارتضينا بالتحدث الي أسامة شلتوت نائب السفير، البعثة المصرية بالسودان، الذي اكد ان الموضوع جد خطير، ويجب الوقوف والتحري فيه.. تأشيرة مجانية.. نائب السفير قال ان سفارته غير معنية بما يسمي (السوق السوداء) فيما يخص التأشيرات، وانهم كسفارة يقومون بعمل تأشيرات للجهات الرسمية (علي طول) احتراماً لها، وفق خطابات رسمية تحمل شعار وطابع الجهة، وانهم لا يتعاملون مع السماسرة، إلا انه اضاف (ليس من مهمتنا ان يكون صاحب الاسم المكتوب في الخطاب قد دفع اموالاً) والمعروف ان تأشيرتنا تمنح مجاناً.. دعوة للزيارة.. وبما اني لم ادفع بأي خطاب حكومي للحصول علي التأشيرة التي حصلت عليها (بالفعل) كان سؤالي وتساؤلي لنائب السفير (طب تفسّر بأيه حصولي علي التأشيرة؟!) ولكني لم اتلقي اجابة شافية حول ذلك حتي الآن.. وبدلاً عن الاجابة تلقيت دعوةً للحضور الي مبني السفارة، ولقاء المسؤولين للبحث في الأمر ومحاولة اتخاذ الإجراءات فيه.. [03:11:34 م] al halfawi يقول: (أشِّر).. تأشَّر!!.. الـتأشيرة المصرية لم تعد مجانية.. التسجيل (2) صباحاً.. والرقم (1) لمن يدفع أكثر.. (بقدرة قادر)..الجوازات المُستلمة عبر الصفوف (18).. والموجود بالداخل (183)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التأشيرات لم تعد مجانا (Re: welyab)
|
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147520626&bk=1
القنصلية المصرية تنضم لركب الملاحقات القانونية ضد (السوداني)
بدأت نيابة الصحافة أمس تحقيقاتها في الدعوى المرفوعة من القنصلية المصرية بالخرطوم ضد (السوداني) إثر التحقيقات التي نشرتها الصحيفة حول إجراءات منح تأشيرة الدخول للسودانيين، حيث تقدَّم عمر إبراهيم دسوقي، الملحق الإداري بالقنصلية، بشكوى ضد صحيفة (السوداني). واستمعت النيابة أمس لإفادات رئيس تحرير الصحيفة، الأستاذ محجوب عروة، وستستمع اليوم إلى المحرر محب ماهر الذي يجري سلسلة من التحقيقات الصحفية الميدانية حول معاناة السودانيين في الحصول على تأشيرة الدخول للأراضي المصرية، والتي ستتواصل يوم السبت.
وكانت الصحيفة قد تلقت في وقت سابق من الأسبوع الماضي تحذيراً وتهديداً من المستشارة القانونية للسفارة المصرية بالسودان الأستاذة عزيزة عصمت حسنين عند مواصلة نشر التحقيق في موضوع التأشيرة، ثم فوجئت الصحيفة لاحقاً بأن القنصلية قد رفعت دعوى على الصحيفة.
ويستمر مسلسل خنق الكلمة الحرة وارهاب الصحافة والصحفيين
| |
|
|
|
|
|
|
|