|
عشية الاستفتاء على الدستور ... نوبيون يرفضون نص عروبة مصر
|
عشية الاستفتاء على التعديلات الدستورية نوبيون يرفضون النص على عروبة مصر في الدستور
القضية النوبية والاسلام 6 ملايين نوبي لا نريد دولة مستقلة
دبي- فراج اسماعيل نقلا من موقع العربية http://www.alarabiya.net/Articles/2007/03/25/32893.htm
دخل نوبيون في مصر خط الاعتراض على التعديلات الدستورية التي سيتم الاستفتاء عليها الاثنين 26-3-2007 وركزوا معارضتهم بشكل خاصة على استمرار المادة الأولى من الدستور بدون تغيير ، والتي تنص على أن "الشعب المصري جزء من الأمة العربية ويعمل على تحقيق وحدتها الشاملة". ووجه ممثل لهم في مؤتمر أقليات الشرق الأوسط الثاني الذي ينعقد حاليا في زيورخ بسويسرا انتقادات حادة لعدم أخذ مطالب الأقلية النوبية في الاعتبار اثناء صياغة التعديلات الدستورية، مشيرا إلى أن الشخصية الكاريكاتورية للنوبي في الاعلام المصري التي تصوره في مهنة البواب والخادم لا تزال هي المسيطرة والدالة على ما يعيشه أبناء النوبة من تهميش.
جاء ذلك في الورقة التي قدمها الناشط النوبي المقيم في فيينا حمدي سليمان رئيس النادي النوبي بالنمسا والتي سيتم مناقشتها في الجلسة الختامية لمؤتمر زيورخ غدا الاثنين والذي بدأ جلساته الأحد 24 -3-2007 برئاسة د.شاكر النابلسي ، وبحضور مجموعة من المثقفين والسياسيين والمنظمات الحقوقية، وكانت المفاجأة مشاركة العضو البارز في لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم في مصر د.جهاد عودة الذي تناول في كلمته التعديلات الدستورية الأخيرة. وتعهد حمدي سليمان في تصريحات لـ"العربية.نت" باستمرار اثارة قضية الأقلية النوبية والاستعانة بالخارج مثل البرلمان الأوروبي والأمم المتحدة إذا لم تستجب لمطالبها الجهات الشرعية في مصر.
القضية النوبية والاسلام وأكد أن الاعتقاد بأن تبني قضية أهل النوبة عداء للاسلام خاطئ تماما، ويرجع لتصور قديم ناتج من أن أصحاب الصوت العالي فيها كانوا يساريين أو علمانيين، لكن الحقيقة أننا أكثر الناس تمسكا بديننا الاسلامي، ومطالبتنا بحقوقنا الانسانية المهضومة أمر يحث عليه ديننا، ولا يتعارض معه، خاصة أنه يضع "التقوى" أساس المفاضلة بين البشر.
وبشأن الابقاء على النص على عروبة الشعب المصري في المادة الأولى من الدستور ، قال حمدي سليمان إن النوبيين في مصر "أحد الاقليات العرقية، وهم ليسوا بعرب ولن نكون عربا يوما ما، فنحن نوبيون وسنبقى دائما وابدا نوبيين، وندعوهم لاحترام خصوصيتنا ولا يحاولون الباسنا العباءة العربية، ولا الثوب العربى لاننا نفخر بعرقنا النوبى الحامى الكوشى وباصلنا النوبى". وانتقد قيام اجهزة الاعلام المصرية بتصوير الانسان النوبي على انه خادم, وبواب، بل وصل الامر أن يتم تصوير المرأة النوبية فى فيلم (صعيدى فى الجامعة الامريكية) على انها فاجرة وقوادة. وقال: جرى تهميش أبناء الشعب النوبي بخصوص التعديلات الدستورية, فلم يتم دعوتهم لمناقشاتها او التعرف على مطالبهم فيما يخصهم كاحدى الاقليات فى البلاد, مشيرا إلى أن هناك تمييزا واضحا ضد أبناء الشعب النوبى، فقد تمت محاباة المرأة وحدها بتمييزها تميزا ايجابيا بتخصيص مقاعد خاصة لها فى المجالس النيابية، وهذا لم يحدث مع النوبيين على نفس المستوى، وحتى المقاعد التى يخصصها رئيس الجمهورية بالتعيين، لم يعين فيها اى نوبى فى اى وقت مضى.
وأجمل مطالب أهل النوبة في حق العودة لأرضهم، وإطلاق اسم محافظة النوبة على محافظة اسوان، وأن يقتصر اسم اسوان على المدينة ذاتها كعاصمة الاقليم، واعادة الاعتبار لاسم النوبة ، واطلاقه على بعض المشروعات الجديدة، كذلك استبدال اسم بحيرة النوبة ببحيرة السد العالي، والاهتمام بالتاريخ النوبي واللغة النوبية وتدريسهما، وانشاء اذاعة وقناة تليفزيونية نوبية، وتخصص كوته لهم في البرلمان أو تعيين بعضهم ضمن العشرة الذين يعينهم رئيس الجمهورية. وأضاف: تشن حروب ضدنا حتى لا نمثل التمثيل اللائق فى المجالس النيابية، فقد قاموا بضم دائرة مركز نصر النوبة ذو الكثافة السكانية النوبية المعقولة الى مركز كوم امبو بجنوب مصر صاحب الكثافة السكانية الاعلى غير النوبية، فى دائرة واحده حتى يخسر النوبيون مقعدى مجلسى الشعب والشورى.
6 ملايين نوبي
وقال: نعاني ظلما واضطهادا وعنصرية قلما تعرضت له شعوب اخرى فى العالم، رغم اننا اصحاب حضارة انسانية رائدة هى من اعظم الحضارات ومن اقدمها على الاطلاق، وهى اصل الحضارة الفرعونية, بل سبقتها وتقدمت عليها، ولنا لغة حيه يراد اماتتها بل قتلها. وأوضح حمدي سليمان أنه رغم عدم وجود تقديرات رسمية لعدد الأقلية النوبية في مصر "إلا أننا نعتقد أنه بين 4 و6 ملايين نسمة، وكان كيانهم قبل بناء السد العالي في أسوان بجنوب مصر، يمتد بطول 350 كيلو مترا في شمال النوبة، وأكثر من 150 كيلو مترا في جنوبها".
وقال حمدي سليمان رئيس النادي النوبي بالنمسا "لا زلنا نعاني التجاهل والتهميش والظلم والاضطهاد بدون اى ذنب جنيناه سوى أننا أقلية عرقية تحيا بجوار ما نعتبرهم اخوة لنا".
وطالب بحق العودة "إلى أرضهم في بلاد النوبة التي ظهرت بعد ان استقر منسوب المياه خلف السد العالى، خاصة أن منظمة الزراعة والاغذية الدولية (الفاو) أمدت مصر بمبلغ مليار و300 مليون دولار لاعادة توطين النوبيين فى تلك المنطقة".
لا نريد دولة مستقلة
وانتقد عدم تدريس اللغة النوبية لأبناء النوبة بقوله "لم تتخذ اى تدابير للحفاظ على اللغة النوبية، بل يتم اهمالها للقضاء عليها وتحويلها الى لغة ميتة". وشدد حمدي سليمان خلال حديثه مع "العربية.نت" على أن "النوبيين لا يريدون الانفصال أو انشاء الدولة النوبية في الجنوب، فكيف لشعب عاش يوما فى ارضه ولم يطالب أو يحاول الانفصال, أن يسعى لذلك وهو مشتت فى بلاد المنافى والتهجير".
وأضاف أن السلطات المصرية التفت على الاتفاق وقامت ببناء قريتين نوبيتين احداهما تم تعريب اسمها بعد أن كان قد اعطى لها اسم نوبي، وهى قرية جرف حسين التي أصبح اسمها "بشاير الخير" وتم توطين فلاحين من كفر الشيخ والبحيرة بدلا من السكان الاصليين للمنطقة النوبية.
واستطرد بأنه "رغم صدور توجيه من رئاسة الجمهورية في 12-10-2007 بأولوية أبناء النوبة فى تملك الاراضى الكائنة خلف السد,, إلا أن محافظ اسوان سلم حوالى 100 منزل لمستوطنين في المحافظة، ولم نحصل نحن النوبيون الا على حوالى 5 منازل ليكون مجموع ما حصلنا عليه من الثلاث قرى النوبية لا يتعدى حوالى عشرة منازل، بالاضافة لمئات الافدنة الزراعية التى حصل عليها غير النوبيين".
|
|
|
|
|
|